تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : نور ونار



أبو مُحمد
02-06-2008, 07:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


http://up-p.net/uploads/c66e97850e.gif



نور ونار




بيان للأمة




الشيخ مصطفى أبو اليزيد



24 محرم 1429




الحمدُ للهِ الذي لا يُحمدُ على كلِّ حالٍ سواه، الذي خلقَ الموتَ والحياةَ ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً وهو العزيزُ الغفورُ، نحمدُهُ


سبحانَهُ حمداً يليقُ بجلالِه، ونُثني عليه ثناءً يليقُ بكمالِه، ونشكرُه على سابغِ نعمِه وآلائِه.. وأصلي وأسلمُ على إمامِ المتقينَ


وقدوةِ الصابرينَ الشاكرينَ، نبيِّنا محمدٍ رسولِ اللهِ خيرِ من ابتليَ وصبرَ حتى أتمَ اللهُ عليهِ أفضالَهُ وإِنعامَه، وكان يتمنى


الشهادة في سبيل الله مِراتٍ ومرات، وكان يقول:"وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَوَدِدْتُ أَنِّى أُقْتَلُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيَا،


ثُمَّ أُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ" صلى اللهُ وسلمَ عليهِ وعلى آلِهِ وأصحابِهِ الطاهرينَ المرضيينَ الذينَ شيّدوا صُروحَ هذا الدين


بالعزائِمِ والصبرِ والزهدِ واليقينِ. وأشهدُ أنْ لا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، القائلُ في كتابِهِ العزيزِ:




{إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ


يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} آل عمران140




والقائلُ سبحانَهُ:{وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ


وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ


يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} آل عمران169-171




والقائلُ:{وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقاً حَسَناً وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ لَيُدْخِلَنَّهُم مُّدْخَلاً


يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ}الحج58،59




والقائلُ:{فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن


دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِّن عِندِ اللّهِ


وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ} آل عمران195




ثم أما بعد..




فمن أرضِ أفغانستانَ الصابرةِ الأبيةِ أرضِ الجهادِ والشهادةِ، وبقلوبٍ مطمئنةٍ راضيةٍ بقضاء الله، وبكلِ ما في الشهادةِ من


معانيْ السَّناءِ والرفعةِ والحقِ والثباتِ والمجدِ والكرامةِ، نَنْعَى إلى أمتِنا الإسلاميةِ أحدَ أبنائِها البارّينَ، وبطلاً من أبطالِها


الميامينَ وهو الشيخُ القائدُ (أبو الليثِ الليبي) رحمهُ اللهُ تعالى..




معزّينَ بل مهنّئينَ به أهلَ بيتِهِ وأقاربَهُ وأحبابَهُ وإخوانَهُ المجاهدينَ في كلِ مكانٍ وسائرَ المسلمينَ، ولا سيما إخوانُهُ وأحبابُهُ


المجاهدونَ والأنصارُ، في أفغانستانَ وباكستانَ، وفي ليبيا والمغربِ الإسلاميِ، ونخصّ بالتعزيةِ والتهنئةِ أميرَ المؤمنينَ الملا


محمد عمر مجاهد وشيخَنا القائدَ أبا عبدِ اللهِ أسامةَ بنِ لادن وشيخَنا أبا محمدٍ أيمنَ الظواهريّ حفظَهُم اللهُ جميعاً وأعظمَ لنا


ولهمُ الأجرَ والمثوبةَ، وخواصَّ أحبابِ الشيخِ رحمَهُ اللهُ وتلاميذَهُ وخِرِّيجي مدرستِهِ الفذةِ رعاهُمُ اللهُ.




فالحمدُ للهِ، إنَّا للهِ وإنَّا إليهِ راجعون، اللهُمَ اؤْجُرْنا في مصيبتِنا واخلفْ لنا خيراً منها.




إنَّ مُصابَنا في الشيخِ أبي الليثِ رحمَهُ اللهُ لجليلٌ، وإنَّ فِرَاقَ مثلِهِ لَمُحزنٌ، غيرَ أنَّ فرحَنا باستشهادِه، ونيلِه -إنْ شاءَ اللهُ- ما


تمناهُ، بعدَ ذلكَ البذلِ والعطاءِ وحُسنِ البلاءِ، والتضحياتِ الجسامِ والإنجازاتِ الفِخامِ، لَيُخفِفُ علينا الـمُصابَ.




إنَّ مقتلَ الشيخِ أبي الليثِ رحمهُ اللهُ،لم يكن إلا تحقُّقاً للغايةِ التي طالما سعى إليها ولها تعرّضَ، وإيّاها رجا وتمنّى، وهي


الشهادةُ في سبيلِ اللهِ مقبلاً غيرَ مدبرٍ، ثابتاً على طريقِ اللهِ رغمَ المحنِ والشدائدِ، وبعدَ أنْ بوّأَهُ اللهُ في قلوبِ المؤمنينَ مكانةً


ساميةً، وجعلَهُ مِنْ أعلامِ الـهُدى نحسبُهُ كذلكَ واللهُ حسيبُهُ. وهكذا إخوانُهُ الكرامُ الذينَ مَضَوْا معه.




وإنَّ أعداءَ اللهِ لم يستطيعوا مواجهةَ الشيخِ أبي الليثِ في الـمَيْدانِ، ولا مُنازلتَهُ مُنازلةَ الأقرانِ، فهمْ أجبنُ من ذلكَ وأحقرُ،


ولكنَّهُ سلاحُ الغدرِ والخيانةِ، سلاحُ الجبناءِ الأخساءِ..!




ونحنُ نقولُ لهم: لَئنْ كانَ أبو الليث قد رحل وأكرمه الله بالشهادة فقد أبقى الله لكم –يا أعداء الله- ما يسوؤكم من إخوانه


ومحبيه السائرين على طريقه والماضين مضاءَهُ، ومن الرجالِ الذين ربَّاهم وأحسنَ إعدادَهم، جزاه الله عنا وعن الإسلام


والمسلمين خيراً.




بل لقد أبقى الله لكم –يا أعداءَ الله- جيلاً من شباب أمة الإسلام ممن كان ولن يزالَ الشيخُ أبو الليثِ وأمثالُهُ من قيادات الجهادِ


وأبطالِه قدوةً لهم ومثلاً.




ولن يهنأ لهؤلاء بالٌ حتى يأخذوا بثأرِهِ، ويحققوا رجاءَه وآماله بإذن الله. فأبشروا يا أعداء الله بما يخزيكم، بحول الله وقوته.




وما الشيخ أبو الليث إلا كوكبٌ منيرٌ من مجموعة مشرقة من الكواكب، وإلا جوهرةٌ في عِقْدٍ يزيّنُ جِيدَ أمتنا الكريمةِ من


الساداتِ الأبطالِ من الشهداء، وقد سبقه في عهدنا القريبِ كرامٌ وكرامٌ، خطوا بدمائهم طريقَ المجدِ لأبناء الأمة لاستعادة


كرامتها، من أمثالِ الشيخ عبد الله عزام، والقائد أبي حفص المصريّ، والقائد خطاب، وأمير الاستشهاديين أبي مصعب


الزرقاوي، والقائد ملا داد الله، وغيرُهم، رحمهم الله جميعا.




فما يزداد الطريقُ إلا تنوّراً بدمائِهم، وما يزدادُ السائرون إلا بصيرةً ويقيناً وشوقاً إلى اللَّحاق بهم، وإصراراً على السير في


دربهم.




فمقتل هؤلاء السادةِ الأبطال لا ولن يُنهي مسيرةَ الجهاد أو يطفئَ جَذوتَه أو يَطمِسَ نورَه كما يتوهّم الأعداء، بل هو في الحقيقة


دفعٌ للمسيرة إلى الأمام، وقوةٌ وتثبيتٌ وشحذٌ وتشويق.




وأبشري يا أمة الإسلام، أيتها الأمة الولودُ النجيبة، أبشري بشهادة ابنك البارِّ، فهو والله لكِ فخرٌ وذكرٌ، وهو لأجيالك مَعْلَمٌ


ونِبراس.




وإن شهادته لَهِيَ نورٌ ونار ؛ نورٌ لأولياء الله ينيرُ لهمُ الطريق، ويحدوهم إلى المقامات العالية الشريفة في الدنيا والآخرة.


ونارٌ على أعداء الله تحرق –بإذن الله- قلوبَهم وأجسادهم، "وإن غداً لناظره قريبُ".




رحل الشيخ أبو الليث رحمه الله، بعد عُمُرٍ ليس بالطويلِ في أعمارِ الناس، ولكنه كبيرٌ في الميزان إن شاء الله، مليءٌ


بالمَكرُماتِ ومواقفِ الصدق وبالأعمالِ العظيمةِ من هجرةٍ وجهادٍ وعلمٍ وعبادةٍ، ودعوةٍ وتربيةٍ وصبرٍ وثباتٍ، ومساهمةٍ فعّالةٍ


ممَيَّزَةٍ في قيادة طليعة الأمة المجاهدة. ونحسبه والله حسيبُهُ ممن وُضِعَ لهُمُ القبولُ في الأرض.




فيا شبابَ الإسلامِ، يا أبناءَ أمتنا الغيورين، هؤلاء هم قدوتُكم الحاضرةُ بين أظهركم، السائرون على طريق نبيّكم صلى الله


عليه وسلم وأصحابِهِ والتابعين لهم بإحسان، فبهِم فاقتدوا وتشبّهوا.





هلمّوا -وفقكم الله- إلى المسابقةِ إلى الدرجاتِ العلا، هلمّوا إلى ميادينِ الرجولةِ والكمال، ميادينِ الجهادِ والدعوةِ إلى اللهِ


وبناءِ الأممِ، وكونوا مع أبطالِ الإسلامِ ومنهم.




والله مولانا ومولاكم وهو خيرُ الناصرين.





اللهم ارحمْ عبدَك أبا الليث، وأكرمْ نُزُلَهُ، وأَعْلِ درجتَهُ، وجميعَ إخوانِهِ الشهداءِ معه.




اللهم باركْ في دمائهم وباركْ على آثارهم، واجعلْ شهادتَهم بركةً على أمةِ الإسلام، وألحقنا بهم شهداءَ غيرَ خزايا و لا


مفتونين ولا مبدلين.. آمين آمين آمين.





والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمدٍ وآله وصحبه.




الجمعة 24محرم 1429هـ

هنا الحقيقه
02-06-2008, 07:54 PM
رحمه الله تعالى

أبو مُحمد
02-10-2008, 12:03 AM
اللهم آمين ..