تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال عن قيام الحجة



أبو نوح
02-02-2008, 07:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

قلتم بأن الناس اليوم الحجة عليهم قائمة. فالسؤال: هل ترون أنها كانت قائمة على بني آدم من لدن آدم وإلى يوم القيامة من غير أن يستثنى أحد من ذلك، أي أنها قامت على جميع الناس؟ ثم ما هي المسائل التي نعتبر الحجة فيها قائمة على جميع الخلق بلا استثناء.وما هي المسائل الدينية التي نعذر فيها الجاهل حتى تذكر له؟


الرد

نعم نحن نقول قائمة على بني آدم من لدن آدم عليه السلام وإلى يوم القيامة من غير أن يستثنى أحد من ذلك، ولقد بينا ذلك وأثبتناه في عدة من كتبنا ومنها:(هذه عقيدتنا) و(البيان الباهر) و(المعالم) وغيرها. والحجة تبدأ بآيات التوحيد وهي قد قامت على كل الخلائق وتنتهي بالقرآن الكريم كله، وباقي آيات القرآن يتفاوت بلوغها من شخص لآخر.

لتصفح كتاب ( الرسائل الخطابية) اضغط هنا (http://m-goudah.com/mindex.php?scid=100&id=439&extra=file&type=64)

عبد الله بوراي
02-06-2008, 01:18 PM
أولا سيدى
ما المقصود ( الشرعي ) للحجة في نظركم...................؟

وللحديث ما بعده

عبد الله

هنا الحقيقه
02-06-2008, 02:36 PM
اخي عبد الله هل فهمت شيء مما كتبه حتى تساله هذا السؤال بالنسبة لي لم افهم ما يقوله :)

عبد الله بوراي
02-06-2008, 02:53 PM
لو فهمت ما سألت

ولكن يحدوني الأمل الكبير فيما سيُدلى به كاتب الموضوع من بيان يُجلى به ما لم نفهمه.

وفوق كل ذي علم عليم

عبد الله

أبو نوح
02-06-2008, 10:00 PM
أولاً: معنى الحجة وكيفية بلوغها:
الحجة لغة البرهان([1] (http://www.saowt.com/forum/newreply.php?do=postreply&t=26891#_ftn1))،ومما يؤيد ذلك من القرآن الكريم قوله تَبَارَكَ وَتَعَالى{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً}[النساء:174]،قال مجاهد في تفسيره هذه الآية: البرهان هنا الحجة وأما شرعًا فهي الرسالة – الكتاب والسنة – فإذا ما وصلت الرسالة – الكتاب والسنة - الناس أي سمعوا بها وتمكنوا من العلم بها أي بما جاء فيها من أحكام،تكون قد بلغتهم الدعوة وأقيمت عليهم الحجة ويدل على ذلك من القرآن الكريم أدلة كثيرة منها:
1- قول الله تعالى{رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً}[النساء:165]،وفي هذه الآية بيان من الله أن الكافرين ممكن أن يعتذروا عن كفرهم يوم الجزاء بأنه لم تأتهم رسل ولا كتب،ولكن الله تعالى أغلق عليهم باب الأعذار بإرسال الرسل وإنزال الكتب ومن هنا كان لا شيء لهم يعتذرون به أبدًا.
2- قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالى{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً}[الإسراء:15]،فبينسُبْحَانَهُ وَتَعَالى في هذه الآية أنه لا يعذب الناس في الدنيا والآخرة بكفرهم ما لم يبعث فيهم رسولاً يتلو عليهم آياته،ويدعوهم إلى الإسلام،وهذا دليل على استحقاق الناس العذاب بعدم إيمانهم بالرسل والكتب التي جاءوا بها وهذه هي الحجة فإذا ما علم الناس بالرسول المرسل والكتاب المنزل عليه ليؤمنوا به ويعملوا بما فيه وتمكنوا من العلم به تكون قد بلغتهم الرسالة وأقيمت عليهم الحجة.
3- قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالى{وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى}[طـه:134]،وهذه الآية تحدثنا عن كفار مكة الذين لم يؤمنوا برسالة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،والله تَبَارَكَ وَتَعَالى بين لنا أنه لا حجة لهم يوم القيامة يردون بها العذاب عن أنفسهم،وأن ما يمكن أن يتخذوه ذريعة قد سد الله عليهم بابه بإيقاع خلافه وهو إرسال الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإنزال الكتاب فقد أرسل إليهم محمدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنزل القرآن كتابًا عربيًّا يقرءون آياته ويفهمونها أو يسمعونها فيفهمونها ولو كانت الحجة غير الرسالة لاتخذوها ذريعة تنجيهم من عذاب الله وعقابه.
4- قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالى{وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ}[الأنعام:83]،أي إن رسول الله إبراهيم عَلَيْهِ السَّلامُ أقام الحجة على قومه وبلغهم الرسالة ببيانه لهم الحجج التي أوحى الله بها إليه وبذلك لم يكن لهم عذر في كفرهم يعتذرون به ليدفعوا عن أنفسهم العذاب.
5- قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالى{قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ}[الأنعام:149]،قال العلامة القرطبي في تفسيره هذه الآية{قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ}أي التي تقطع عذر المحجوج،وتزيل الشك عمن نظر فيها،فحجته البالغة على هذا تبيينه أنه الواحد وإرساله الرسل والأنبياء([2] (http://www.saowt.com/forum/newreply.php?do=postreply&t=26891#_ftn2)).
6- قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالى{تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ.قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ.وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ. فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لِأَصْحَابِ السَّعِير}[الملك:8-11]،فدلت هذه الآيات على أن هؤلاء الكفار استحقوا العذاب بكفرهم وتكذيبهم للرسول الذي أنذرهم عذاب الله وبلغهم رسالته.
7- قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالى{وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ}[الأنعام:19]،وقوله{المص. كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}[الأعراف:1-2]،وقوله{وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ}[التوبة:6]،وقوله{لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ.رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفاً مُطَهَّرَةً.فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ}[البينة:1-3]،ووجه الدلالة في هذه الآيات أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالى بين فيها أن الحجة تقوم على الناس وتنقطع دونهم الأعذار بإبلاغهم أو إسماعهم القرآن الكريم أو تلاوته عليهم في حال كونهم أهلاً للسماع والفهم أو التمكن من ذلك،فمن سمع بالإسلام أو بالقرآن أو بمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقد قامت عليه الحجة.
8- وما روي عن أبي موسى الأشعري رَضِيَ اَللهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَقال"من سمع بي من أمتي أو يهودي أو نصراني فلم يؤمن بي لم يدخل الجنة"([3] (http://www.saowt.com/forum/newreply.php?do=postreply&t=26891#_ftn3))،وفي هذا الحديث دلالة قاطعة على أن الحجة هي رسالة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأن بلوغها هو السماع بها والله تَعَالى أَعْلَمُ وَأَحْكَمُ.

([1]) انظر لسان العرب لابن منظور ج2ص779.

([2]) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ج7ص128.

([3]) رواه مسلم ج1ص134 وأحمد ج4ص396 وابن جريج ج12ص13. المسند، وأبو عوانة ج1ص140.

من كتاب ( البيان الباهر لمن للكافر بجهل عاذر ) اضغط هنا (http://m-goudah.com/mindex.php?scid=100&id=52&extra=file&type=48)