تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ترجمة القراّن الكريم الى لغات العالم ,ضوابط ومحاذير .



منير الليل
06-14-2003, 05:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم .
القراّن الكريم كتاب الله الخالد ,ودستور المسلمين ,والعروة الوثقى التى تجمعهم على الصراط المستقيم ,وكل ما من شاْ نه ان يقرب فهمه للناس جميعا ,فهو امر محمود ولا شك ,لهذا بذل الغيارى على القراّن الكريم جهودا جبارة فى سبيل ترجمة معانيه الى لغات شتى حتى تبلغ الحجة الى اكبر قدر ممكن من الناس ,ويعم النفع لغير الناطقين با للغة العربية ,وفى كلمتنا هذه نحاول ان نستجلى اْمر الترجمة من حيث الجواز وعدمه , وهل تعتبر هذه الترجمة قراّنا ام لا ؟وما هو المحذور من كثرة الترجمة وما هى ضوابط هذا العمل العظيم .الذى قد ينقلب الى معول هدم وتشويه للاسلام ودستور المسلمين .
ونبداْ بتعريف عملية الترجمة اْولافنقول :
الترجمة : هى عملية نقل العلوم والمعارف من لغة الى اخرى ثم تطورت الى ان صارت عملية يومية يقوم بها الاعلاميون والاقتصاديون و رجال السا سة وعلماء الطب واّخرون كثير , لاْن المعارف متجددة واللغة هى القالب الذى يحكم تلك المعلومات , فكان لابدا من مواكبة الجديد دائما ,ونتكلم هنا عن ترجمة القراّن خاصة .
فترجمة القراّن :هى نقل معانى كلام الله عزوجل من اللغة العربية الى غيرها من لغات العالم المختلفة .
حكم الترجمة :
اجاز العلماء "رحمهم الله "ترجمة معانى القراّن الى لغات اْخرى لايصال هداية الله عزوجل الى الناس جميعا ,ولكنهم اشترطوا لتكون تلك الترجمة صحيحة ومقبولة وهذه الشروط هى :
1-ان تكون الترجمة لمعانى القراّن الكريم دون لفظه , لان القراّن اسم للنظم والمعنى ,فالنظم هو عبارات القراّن الكريم والفاظه ,والمعنى هو ما تدل عليه العبارات و النظم , اما المعنى فقط فليس بقراّن ,ولذلك فان الترجمة الى لغة اجنبية مهما كا نت دقيقة وكاملة لا تعد قراّنا لان التعبير بالفاظ لغة اْخرى عن معانى القراّن يحتمل الخطاْ,ولذا فالترجمة لا تكون قطعية .
2-لا تعتبر هذه الترجمة قراّنا ولا تثبت لها احكام القراّن .
3- عدم جواز الاستنباط من معانى الترجمة ولا يحتج بصيغتها وعبارتها .
4- لا يصح ان يطلق على الترجمة اسم القراّن او كتاب الله ,وانما يطلق عليها تفسير اْو معانى القراّن الكريم.
وتاكيدا لذلك واحتياطا للامر يقترح العلماء ان يطبع القراّن بنصه ولفظه العربى فى منتصف الصفحة ,ويطبع التفسير
باللغة الاجنبية على هامشه ليشار الى الاصل باستمرار .
5-ان يكون المترجم على دراية باللغة العربية واساليبها ويجيد اللغة الاجنبية التى يريد ترجمة القراّن الكريم اليها مع العدالة والثقة .
6-ان تكوّن لجنة علمية من مختلف الهياْت الشرعية واللغوية لتدقق فى الترجمة بعد نهايتها , ثم يؤذن لها بالطبع اذا لم تكن هناك ملاحظات يجب تداركها .
حال الترجمة فى عصرنا الحاضر.
لقدقامت بعض الدوائر بجهود مشكورة فى هذا المجال كمركز البحوث الاسلامية التابع للجامع الازهر , ورئاسة ادارات البحوث والافتاء بالسعودية وغيرها من المؤسسات العلمية , فاْصدرت عدة تراجم من معانى القراّن الكريم الى عدة لغات اجنبية كالانجليزية والفرنسية والروسية وغيرها من اللغات المتداولة ,وقد اْكد بعض الباحثين ان عدد الترجمات للقرلّن الكريم تجاوزت 280 ترجمة , ويوجد عدة ترجمات باللغة الواحدة ,والملاحظ
على القائمين بامر الترجمة انهم ينقسمون الى ثلاث فئات هى :
الاولى :
الدوائر العلمية والهيئات والمؤسسات الرسمية التى تشرف عليها بعض الدول الاسلامية
او هيئات خيرية دعوية , وهذه تتميز عموما بالثقة والجدّية لكن الملاحظ على عملها البطء الشديد ,وقلة الامكانيات اذ لم تخرج الى النور الا بعض الترجمات القليلة .
الثانية:
الجهد الشخصى لدى اشخاص لهم غيرة اسلامية وبدافع الدعوة الى الله واّخرين بقصد البحث العلمى او الانتاج الاْدبى ويتفاوت تقييم انتاج عمل هذا الصنف بين المقبول والضعيف ,ومع ذلك عليه ملاحظات عديدة كقلة العلم الشرعى و غيره من الامور التى تضعف الثقة فى عمل هؤلاء .
الثالثة :
جهات غربية ومؤسسات اجنبية تقوم بترجمة القراّن اما بدافع العمل الاْدبى او الربح الما دى ولكن
يطغى فى هذا الصنف من يترجمون القراّن ليدسوا فيه ويحرفوا معانيه عمدا او جهلا بمعانى الفراّن الكريم
وقد راْينا من يترجم القراّن بترجمات تنم عن الجهل الفادح باساليب اللغة العربية كمن ترجم قوله تعالى :
<<يا اْخت هارون>> على مريم عليها السلام ,وقال ان القراّن فيه خطاْ وهذا دليل على ذلك لاْن بين مريم وهارون زمنا طويلا فكيف تكون اْختا له ,وهذا جهل باسلوب اللغة العربية فى المجاز والاستعارة و التشبيه
والمراد من الاْية على اْحد اْقوال اْهل العلم انها لعفافها و طهارتها وعبادتها شبهها بهارون "عليه السلام "
الذى كان عفيفا عابدا طاهرا فكاْنه تعالى قال "يا اْخت هارون فى العفة والطهارة والعبادة ,وغير ذلك من الاخطاء التى تشوه القراّن الكريم و تحاول طمس نوره <<والله متم نوره ولو كره الكافرون >>.
لهذا كله يجب الحذر من ترجمات الاجانب والكفار ,ونهيب بالهيئات الاسلامية ان تتخذ من الاْجراءات ما هو كفيل بحفظ كتاب الله من العابثين و اْعلام المسلمين فى ديار الغرب بالترجمات الموثوق بها والمدسوسة حتى يحتاطوا لدينهم .
كتبنا هذا البحث المختصر اْداءا لحق كتاب الله عزوجل فى اعناقنا المحفوظ بقدرة الله العظيم .
وعسى أن يرعوى من يقول بتحريف القراّن الكريم ،ويتق الله فى نفسه اٍن كان له من خوف الله والمقام بين يديه أدنى وازع،ثم يزعم أنه من المسلمين ،بل ويدعى أنه من أهل البيت أو أنه يحبهم ،والاسلام منه برىء.