تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : يا أيها الليث الغضنفر ما الذي .,’*’,. أغراك حتى بالمنية ترتمي



أبو مُحمد
02-02-2008, 05:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

أبو الليث الليبي رحمه الله
بدرٌ أفل ، و نجمٌ هوى ، و شمسٌ غربت ، و نهارٌ اغتاله المساء ، و عينٌ انطفأ نورها ، و بسمة ذهب بريقها ، و فرحة حلّ انقضاؤها ، و نهرٌ جفّ سيلانه ، و بحرٌ غارت مياهه ،

أبو الليث الليبي رحمه الله
تواضع لم يعرف الكبر ، و بذاذة لم تعرف البهرجة ، و بذل لم يتوانا ، و جهادٌ لم يقف ، و تضحيةٌ قلّ مثيلها ، و علمٌ يتدفق كالبحر ، و زهدٌ لم يدخله بذخ ، و سماحةٌ لا تجاريها سماحة .

أبو الليث الليبي رحمه الله
رأيته و كأنني أعرفه منذ زمنٍ بعيد ، فتشرّب قلبي حبّه ، و أنست بحديثه إلى درجة أنني أشتاق إليه و هو عندي ، و تمنيت لو أنني أقضي عمري في خدمته و جواره ، إذا تكلم فتتمنى أن لا يسكت من طيب حديثه و حسن تعبيره ، و إذا سكت فلا تملّ من تأمله و حسن وقاره و هيبته ، أحبّ الزهد فلا تجد للدنيا أي أثر في حياته ، فليس لديه من اللباس الكثير ! ولا يهتم إلا بالقليل القليل الذي يقضي به حاجته لكثرة إعطاءه ما يملك ، فهو الكريم إن تحدثت عن الكرم ، و هو العالم إن ذكر العلماء ، و هو المجاهد إن احتجنا للمجاهدين ، و هو المدرّب و الموجّه إذا حمي الوطيس ، لا تريد شيئاً من الدنيا إذا كنت بجانبه ، ولا تهوى الإنتقال بغير مرافقته ، طيب الأخلاق ، و حسن العشرة ، و سهل العريكة رحمه الله .

أبو الليث الليبي رحمه الله
و تقضّت فرحة اللقيا كبرق ٍ * و سمانا أظلمت بعد التماعي
آه لو تدري بحزني والتياعي * حين قالوا أشرقت شمس الوداع ِ

أ أُخيـّا إن فارقت دنيانا فما * فارقت إلا الزائف المستنفدا

يا شهيداً نسج المجد وساما * و سقانا من كؤوس العز جاما
و ترآءى في سماء النصر برقاً * راحلاً يلقي على الدنيا السلاما

أبو الليث الليبي رحمه الله
يكفيك يا أيها الشيخ الجليل ... أن الرجال تبكيك ! و أنا أعلم أن الرجال لا تبكي إلا على الرجال !!

لقد رثيتك يا حبيب بحروفٍ متهالكة خرجت من قاعدٍ قيّدته ذنوبه ، فرحمك الله و تقبلك في الشهداء و عفى عنا و عنك ..
و إن كان لي من عمل ٍ أرتجي ثوابه عند ربي .. فهو حبّك و حبّ أمثالك من الشهداء و المجاهدين ..

http://www.upload2world.com/pic71/upload2world_4a529.jpg

بكت ِ الجبال الشمّ صانع مجدها
و استبشرت حورُ الجنان ِ المقدم

رحل الذي كان الجهاد طريقه
و استوطن الفردوس عند الأكرم

أخفى الرجال دموعهم في حسرة
أما أنا فذرفت دمعاً مع دم ِ

هذي جبال الهندكوش دموعها
سالت ، و أرض الرافدين تحمحم

يا أنت لم تجزع بعمرك مرة
و مضيت للأفغان سبعاً ضَيغم

قل لي بربك هل وجدت مواكباً
للمجد فيها للكرامة معلم

علمتنا أن الحياة عقيدة
و بغير علم الدين لا ، لن نَسْلم

يا أيها الليث الغضنفر ما الذي
أغراك حتى بالمنيّة ترتمي

أسرجت خيلك في مجابهة العدا
متحسّراً متجلداً لا تحتمي

أوّاه ما أقسى الفراق لفقدكم
لكن قضاء الله فيه نسلّم

قتلوك تبّاً للنفاق و حزبه
سيجيء يوم الثأر يقطر بالدم ِ

منقول!