رحلة في عالم صرصوريان

ادخلوني مقيدا انا وصديقي الصرصار الى قاعة العرش المزدانة بالنفايات في اطرافها... طبعا عرش وضيع صنع من علب الثقاب ومعلبات السردين...
كان هناك صفان يحيطان بالملك:
صف من الحرس يقف خلفه
وصف من المتملقين ينتظرون بالدور فرصة تقبيل يده "الطاهرة".
وما ان رآني الملك حتى صرف المتملقين و تمعن في وجهي مشمئزا!!! وقال: "ما هذا ؟ كيف تأتون بهذا المواطن البشع المشوه الي؟؟؟" (فاتني ان اذكركم اننا مقرفون بالنسبة للصراصير كذلك)
"هذا ليس مواطنا يا جلالة الملك، انه يدعي انه انسان !!!" قال الجندي الذي اعتقلني..
"انسان؟؟؟ " وقفز الملك مذعورا واختبأ خلف حراسه !!! ثم تذكر اني لا استطيع ان اؤذيه وانا بهذا الحجم وخاصة اني مقيد، فتماسك وعاد الى عرشه قائلا: "ها قد تحقق ما وعدتكم به، سيأتون الينا صاغرين، لن يستطيعوا التغلب على ارادتنا، لا لن نخاف ولن نهزم، نحن امة موجودة منذ فجر التاريخ، قبل ان يأتوا الى هنا ويدنسوا ارضنا، نحن جئنا قبل الديناصورات فأين هم الديناصورات الآن؟؟ الم ينقرضوا عن بكرة ابيهم؟؟؟ الم تبيدهم جحافل اجدادنا الابطال؟؟"
وهنا دهشت لهذه المعلومة الشيقة والجديدة التي اضفتها الى معلوماتي والمتمثلة في كون انقراض الديناصورات قد حصل بسبب مزاحمة الصراصير لها لا بسبب اصطدام نيزك من الفضاء بالارض او بسبب حلول العصر الجليدي..
ثم تابع الملك والزبد يخرج من فمه "وها قد جاء دور الانسان المتفرعن، يظن انه لن يقدر عليه احد، سندوسهم بنعالنا، سنقتلهم شر قتلة، سنبيدهم عن بكرة ابيهم، سنهزمهم في ام المعارك.." وحدجني بنظرة غاضبة وقال "وها قد تحقق ما وعدتكم به وجاءني رسولهم يطلب السلم وهو صاغر. لا والف لا، لن نسالم لن نهادن، ولن نفاوض... لا حكم بيننا الا السلاح، اقطعوا رأسه..."
وهنا ضجت القاعة بالتصفيق وبالهتافات لاعدامي... فبلعت ريقي وانا اتخيل هذه النهاية المفجعة لي وقلت بتهذيب "جلالة الملك، انا لست سفير الانسان اليكم، لقد هجرت عالمه وجئت اليكم..."
فقاطعني وقال "آه طالب لجوء سياسي انت؟؟ عذرا لقد اقفلنا هذا الباب... لا نريد ان نعكر صداقاتنا مع الدويلات الشقيقة..."
"لا يا جلالة الملك، ما جئت لاطلب اللجوء بل لاكتب القصص عن عالم الصراصير لأنهم هناك في عالمي يظنون انكم مخلوقات وضيعة مقرفة..."
"خسئوا.." قالها بنبرة منفعلة "سنريهم في ميدان القتال من الاقوى. انت صحفي اذن؟ صحفي من ارض العدو..."
"بامكانك ان تعتبرني كذلك" قلت وانا اتوجس خشية من ان تكون هذه جريمة في عرفهم..
فتفكر قليلا وفتل شاربيه الطويلين ثم قال "حسنا، بلادنا الابية تكفل حقوق الصرصار ونحن وقعنا على اتفاقية "البالوعة المركزية" التي تضمن كافة الحريات والمعتقدات ما لم تمس بأمن الدولة، في بلادنا حرية ودمقراطية... اليس كذلك يا قوم؟؟؟" وتطلع الى وجوه الحاشية من حوله وهم واجمين لا ينبسون ببنت شفة. فهاله سكوتهم المخزي، فصفع اقرب حراسه اليه صفعة رنت في ارجاء القاعة وكرر سؤاله: "اليس كذلك؟؟؟"
وارتجت القاعة بالهتافات حتى احسست وان السقف يكاد ينهار علينا "يعيش القائد المفدى يعيش يعيش، تعيش الحرية والدمقراطية، تعيش تعيش تعيش.." . ودام التصفيق والهتاف حوالي ربع ساعة كنت فيها اندب حظي فقد كادت ساقاي تتمزقان من الم الوقوف. واخيرا اومأ لهم الملك بالتوقف. فتوقفوا في الحال. ثم قال: " اذهب واكتب ما تشاء وصور ما تشاء فنحن يهمنا ان يطلع العالم الخارجي على حضارتنا ومدنيتنا حتى لو كانوا من الاعداء" وهرش رأسه لثوان ثم اكمل " او تعلم شيئا؟؟؟ اني افضل ان نكتب نحن لك ونريحك فأنت ضيف عندنا وافضل ان تقضي وقتك في السياحة في هذه المناظر الخلابة" واشار بيده الى اكوام القمامة و روث البهائم و مجاري الصرف الصحي....
"شكرا، ولكني اعتذر عن قبول هذا العرض السخي، فانا اعشق الكتابة وهي سياحتي في الدنيا..." قلت بأدب.
"لا بأس" قالها الملك بمرارة واردف "ولكن قبل مغادرتك يجب ان نطلع على ما كتبت فلعلها اسرار عسكرية او قضايا تمس بأمن الدولة... تعرف اننا دولة في حالة حرب دائمة مع الانسان ومع الدويلات المجاورة، يعني قد نضطر لاضافة بعض التعديلات على كتاباتك...".
"كما تشاؤون جلالة الملك" قلتها بتململ فقد اخذ التعب يأخذ مني كل مأخذ ...
"حسنا، من تريد ان يرافقك في جولاتك ؟؟"
فالتفت فلم ار منظرا يوحي بالراحة والثقة، ففضلت ان آخذ الصرصار الذي وجدني على اساس القاعدة التي نقول "ان القذر الذي تعرفه افضل من القذر الذي ستتعرف عليه.." فاشرت اليه وقلت "هذا" فتهلل وجهه حبورا..
"لك هذا" قال الملك "اطلقوا سراحه...، ولكن نأمرك ايها الصحفي ان تستر وجهك القبيح بهذا القناع.." ورمى في يدي قناعا من الجلد والوبر اضعه على وجهي حتى ابدو امام الصراصير كواحد منهم...
فشكرته وانحنيت انحناءة احترام، ثم خرجت مرافقا الدليل...





قصة رحلة في عالم صرصوريان !!!
عندما بدأت في قراءتها ظننت أنها قصة عن الحشرات !؟ ولكن بعد أن بدأت فيها لم استطع أن أتوقف عن المواصلة شغفا لمعرفة ما تحويه تلك القصة القصيرة وما الهدف منها!؟!؟!؟
وبعد أن انتهيت جلست افكر طويلا جدا !!!
واعدت قرائتها فصل فصل لأستخرج كم المعلومات التي طرحها الكاتب في قصته وتعرية لأوضاعنا في وطننا العربي !!!
لم اصدق نفسي عندها !؟
لقد كان ساخرا بمعنى الكلمة ولكن جارحا ايضا بمعنى الكلمة ولقد قمت بتحليل الفصول فصلا فصلا !!!
فهذه القصة مليئة بأشياء نعيشها يوميا في حياتنا ونراها ونرفضها ونقوم بها مرغمين أو حتى بإرادتنا
ولكن !؟
أي إرادة ؟؟؟
هل هي إرادتنا الحرة ؟؟؟
أم التي أرغمنا عليها ؟؟؟
أم التي ورثناها أبا عن جد؟؟؟


"انسان؟؟؟ " وقفز الملك مذعورا واختبأ خلف حراسه !!! ثم تذكر اني لا استطيع ان اؤذيه وانا بهذا الحجم وخاصة اني مقيد، فتماسك وعاد الى عرشه قائلا: "ها قد تحقق ما وعدتكم به، سيأتون الينا صاغرين، لن يستطيعوا التغلب على ارادتنا، لا لن نخاف ولن نهزم، نحن امة موجودة منذ فجر التاريخ، قبل ان يأتوا الى هنا ويدنسوا ارضنا، نحن جئنا قبل الديناصورات فأين هم الديناصورات الآن؟؟ الم ينقرضوا عن بكرة ابيهم؟؟؟ الم تبيدهم جحافل اجدادنا الابطال؟؟"
في هذه السطور البسيطة لأول وهلة وربما تجعلك تضحك ولكن بعد أن تفرغ من قرائتها تتوقف لبرهة !!! أو لا تذكرك بشئ ما يحدث أمام ناظريك يوميا وتسمعه وتعرفه بل لنقل ربما ولدت وعشت وولد أبنائك وهذه حقيقة تراها يوميا مع طلعة كل شمس صباح !!!
الحقيقة هي الرؤوساء والملوك الأفاضل العرب!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!!!
وهي جبن الملك حين يختبأ وراء عرشه يجسد لك الحقيقة اليومية وهي جبن الرؤساء والملوك الأفاضل العرب!!!؟؟؟
واستعدادهم المميت للتضحية بالغالي والنفيش من اجل المحافظة على العرش !!! حتى لو تم التضحية بشعوبهم عن آخرهم ولن أزيد بل أتركك لترى بنفسك وتحللها برأسك وتكشف الفكرة من هذه السخرية اللاذعة والتي أختصرها لنا هنا المؤلف !!!
ثم تابع الملك والزبد يخرج من فمه "وها قد جاء دور الانسان المتفرعن، يظن انه لن يقدر عليه احد، سندوسهم بنعالنا، سنقتلهم شر قتلة، سنبيدهم عن بكرة ابيهم، سنهزمهم في ام المعارك.."
هنا تجد المفارقة العجيبة وهي ليست لا عجيبة ولا أي أمر آخر!!! فلا تتعجب فلقد أصبح الأمر روتينيا للغاية !!!
هي توضح لك الأمر ولكن بصورة معكوسة في ادعاء الصرصار انه سيدوس الانسان بحذائه...!!!
فيما العكس صحيح شبيه بتيجح الرؤوساء والملوك العرب ضد اسرائيل او اميركا !!! وما يحدث فعليا هو العكس !!! أزدواجية العكس هنا توضح لك الفكرة وتجعلك تتعجب كيف استطاع توظيف كلماته لمعنى كبير هكذا في جملة من سطر واحد!!! وهي تحتاج لكتب كي توصل لك المعنى الواضح !!!
وحدجني بنظرة غاضبة وقال "وها قد تحقق ما وعدتكم به وجاءني رسولهم يطلب السلم وهو صاغر. لا والف لا، لن نسالم لن نهادن، ولن نفاوض... لا حكم بيننا الا السلاح، اقطعوا رأسه..."وهنا ضجت القاعة بالتصفيق وبالهتافات لاعدامي...
الوهم المسيطر علينا من جراء ما فعله بنا حكامنا الأفاضل من تلك الحروب التي دمرتنا وأنهكتنا وخدعونا وقالوا انتصرنا !!! ولكن واقع الأمر هو أنهزامية في حق آدميتنا!!! انتصارات الوهمية من جراء الشعارات التي حشروها حشرا وقصرا في رؤوسنا والنصر منهم براء!!!
فتفكر قليلا وفتل شاربيه الطويلين ثم قال "حسنا، بلادنا الابية تكفل حقوق الصرصار ونحن وقعنا على اتفاقية "البالوعة المركزية" التي تضمن كافة الحريات والمعتقدات ما لم تمس بأمن الدولة، في بلادنا حرية ودمقراطية... اليس كذلك يا قوم؟؟؟" وتطلع الى وجوه الحاشية من حوله وهم واجمين لا ينبسون ببنت شفة. فهاله سكوتهم المخزي، فصفع اقرب حراسه اليه صفعة رنت في ارجاء القاعة وكرر سؤاله: "اليس كذلك؟؟؟"
الدمقراطية الوهمية... والتي يدعونها في أرجاء الوطن العربي كلها شعارات وهمية رنانة وكل زعيم على ليلاه يغني !!! والشعب يضرب له على الربابة حتى يشدو ويصدح بشعارات جوفاء لا يعرفون حتى حروفها حتى يعرفوا كيف يطبقونها ؟!؟!؟! والمذهل ولتأكيد المؤلف على فكرته في تلك الجملة وليؤكد المعنى عندما صفع أقرب واحد إليه !!! يأخذ برأيهم ثم يصفعهم كفا حينما صمتوا...علا وعسى ولكن كما يقال بمصريتنا "أضرب المربوط يخاف السايب " هذا هو الشعار الرسمي الذي يدار في كل البلاد العربية بلا استثناء اليوم !!!
وارتجت القاعة بالهتافات حتى احسست وان السقف يكاد ينهار علينا "يعيش القائد المفدى يعيش يعيش، تعيش الحرية والدمقراطية، تعيش تعيش تعيش.." . ودام التصفيق والهتاف حوالي ربع ساعة
التصفيق والتملق من الحاشية...للملك خوفا على الروح!!! والانهزامية الداخلية التي تم برمجتها فينا وتوارثناها واصبحت من الجينات الأساسية !!! خوفا وهلعا!!! ولا حول ولا قوة إلا بالله !!!
"لا بأس" قالها الملك بمرارة واردف "ولكن قبل مغادرتك يجب ان نطلع على ما كتبت فلعلها اسرار عسكرية او قضايا تمس بأمن الدولة... تعرف اننا دولة في حالة حرب دائمة مع الانسان ومع الدويلات المجاورة، يعني قد نضطر لاضافة بعض التعديلات على كتاباتك...".
الرقابة على الصحف ربما تفشت هذه الأيام بعض الحريات في الصحف القليلة ولكن حرية الرأي هذه يطلق عليها الصحف الصفراء !!! أي المغرضة "شر البلية ما يضحك"!!! يعطيه حرية الكتابة ولكن بشرط !!! أن يراه هو أولا!!! يا سلام على الحرية فلتحيا الحرية العربية منتهى السخرية والتهكم على الصحافة !!! وما يحدث في الكواليس !!!
وضع الكاتب هنا نموذج ساخر للانحلال الاجتماعي والسياسي في دولنا العربية كي نتعلم منها وكي نفهم ما يدو حولنا ربما كلنا نعرف هذا وقاله الكثيرون ولكن الجديد هنا الفكرة الرمز الذي وضعه الكاتب أحقر حشرة في الحشرات ولقد اصبحنا أحشر كائن في الكائنات !!! وليس حتى على مستوى الإنسان!!! لقد اصبحنا أرخص الكائنات تحضرني مقولة سيدة كريمة "قالت ليتهم يقيمون للمصريين بالأخص جمعية تساوي جمعية الرفق بالحيوان!!! حتى يكون لناسعر أو قيمة بين باقي الكائنات الحية على وجه الأرض فإذا كان هذا حالنا فما حال باقي أفراد الوطن العربي !؟!؟!؟
هنا في هذه القصة" مهمة في عالم صرصوريان" ليست وصفا لما يريد الكاتب ان نكون عليه أو كنا عليه بقدر ما هي إلا تحذير لنا وتعرية للوضع بأسلوب ساخر كوميديا في ظاهره ولكن تراجيديا في باطنه !!!
القصة للكاتب المهندس عزام حدبا ونشرتها دار المحجة البيضاء. تباع في مكتبات إنطوان، نوفل، المعري، وبيسان في بيروت وفي مكتبة السائح في طرابلس.
عبير الشرق

مرحبا بك عضوا جديدا حل في الصوت.

لكن يا أخي ... لا يجوز تشبيه الصراصير بالأرمن!! :)

نعم قصة من صميم واقعنا الصرصاري.

هل سمعت بموقع "حيران"؟؟

بارك الله في ناقلة القصة ...

بالفعل جميلة جداً وأذكر أن الأخ عزام أهداني إياها قبل سنة ونصف, أرجو من الأخت عبير نقل القصص الأخرى,,, اذا سمح الكاتب طبعاً ,,,

بارك الله بك اخ فخر

لا اظن الكاتب يمانع فهو كان يأخذ برأيي فيما يكتب وسمح لي ان امرر كثيرا من المشهد لأصدقائي.. أعجبني الجزء الرابع من هذه الرواية لأنه يتحدث عن الإرهاب الإسرائيلي فاخترت لكم هذا المقطع الذي يذكرنا بانشغال العرب بمباراة الجزائر والمانيا في نفس اليوم الذي وقعت فيه مجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982.
عبير الشرق

المسيرة نحو الحدود

على اثر هذا الحكم الظالم جاءتنا اخباريات عن مسيرات ضحمة على جانبي الحدود في بين الصالون والمطبخ فتأملنا بالخير بأن الشعوب الصرصارية نزلت الى الشوارع لتحطم الحدود وتهدم هذا الجدار الوهمي بين الدويلتين الشقيقتين في الاصل..
وارتقى المنبر الخطيب الشهير "كورة مشكورة" مدعما بالمحقق اللغوي نشيط اللهلوب وصديقه غضنفر..
"يا شباب لقد تآمر علينا العالم مرة اخرى.. لقد فاض بنا الكيل ولن نسكت بعد الآن.. في كل مرة يقولون لنا عفوا.. لقد حصل خطأ .. ايظنون ان هذه اللعبة تنطلي علينا؟؟ يا شباب ما حدث اكبر من ان يستوعبه عقل او يتقبله وجدان... انه ذنب لا يغتفر .. وصمة عار في تاريخ الصرصارية.. لطخة نظافة في وسط تاريخنا القذر المليء يالامجاد والنفايات.. بلغ السيل الزبى وبلغت القلوب الطناجر"
"الحناجر يا سيدي.." صحح له نشيط اللهلوب.. اما غضنفر فتبرم من التصحيح اذ انه يقضي نصف حياته في الطناجر قبل الجلي يرتشف منها بقايا الطعام..
"عفوا.. وبلغت القلوب الحناجر.. نحن ارتضينا قرار الهيئة الدولية التحكيمية وتأملنا العدل منها.. فانظروا ماذا كانت النتيجة؟؟ اعلنها اليوم نهارا بهارا.."
"نهارا جهارا يا سيدي.. " صحح نشيط.. وعلق غضنفر همسا لي فقال "انا لا احب الفلفل والبهار.. ولا احب الملح كذلك.."
"عفوا.. اعلنها اليوم نهارا جهارا.. الشرعية الدولية سقطت.. سقطت وسندفنها بأيدينا العارية.."
وهاجت الجموع وماجت "بالدم.. بالروح نفديك يا كورة بالدم بالروح نفديك يا كورة.."
ولم يهتم كورة للتصفيق والهتافات بل تابع "سقطت الشرعية وسيكون لسقوطها المدوي صداه في كل مكان على وجه البساط.."
فوضع غضنفر يديه في آذنيه خوفا من السقوط المدوي.. اما نشيط فصحح لكورة وقال "بسيطة... سيادة الرئيس.." واثار هذا التعليق غضب غضنفر فقد سمعه رغم انه يضع اصابعه في آذانه فقال لي همسا "بسيطة؟؟ كل هذه المأساة ويقول بسيطة.. تبا لنشيط اللهلوب.. انه متوحش وقاسي القلب !!"
"سيتردد الصدى في كل مكان على وجه البسيطة .." تابع كورة "ولكن لا تيأسوا.. في آخر هذا النفق المضيء.. ارى بصيص ظلام ولا بد للنهار ان بنجلي ولا بد.. ولا بد .. " وتلعثم كورة اذ نسي تتمة البيت فلقنه نشيط "ولا بد للقيد ان ينكسر.." فتابع كورة "آه نعم.. لا بد للنهار ان ينجلي.. ولا بد للبيض ان ينكسر.. واذا الشعب يوما اراد النفايات فلا بد وان يستجيب الزبال.. لقد خسرنا معركة ولم نخسر الحرب.."
تأثرت جدا لهذا الخطاب وقلت للخطيب كورة بتأثر واضح: "انا اقدر معاناتكم.. واتعاطف معكم.."
"لا تقل لي.. لا احد يشعر مثلنا.. نحن المصابون.. نحن ام الصبي.. انها مأساة.. هذا ظلم.. هذا لا يرضى به احد.."
"لا بأس لكن اعتقد ان المبادرة بيدكم"
"اتظن باننا نستطيع ان نغير النتيجة؟؟"
"طبعا الم تقل انت؟؟ اذا الشعب يوما ارد النفايات.."
"لكن الكل معهم.. حتى الهيئة التحكيمية.."
"من هذه الناحية صدقت.. عنعن ابو كفية خان القضية.."
"عنعن؟؟ من هو اتراه ممثل الفيلم المكسكاني الشهير "لحظات قصيرة" ؟؟"
"من جهة ممثل فهو ممثل.. ولكنه يعمل في الامم المتحدة"
"آه.. نحن لا نتحدث في السياسة.. هذا امر متروك لرئيسنا المبجل.. وابنه.."
"عمن تتحدث اذن؟؟"
"عن الحكم الدولي الصويصراني "شوطة ابو شويطات".. لقد ادعى انه محايد.. ابن الجرذ.."
"اعذرني ولكن انا غريب عن هذه الارض.. حكم في اية قضية؟؟"
"أي قضية؟؟ اين تعيش يا هذا؟؟ في مجاهل الواق واق؟؟ الا تتابع الاخبار؟؟"
"اني اتابعها.. ولهذا ظننت انكم معترضون على ما جرى في مجزرة حنين؟؟"
"لا لا.. هذه قضية ثانوية.. خطأ بسيط من ابناء العم بني صيصون.. نحن نتحدث عن قضية اهم بكثير.. بكثيــــــر.." ومط الياء في كثير حتى كاد فمه ينشطر.. ثم تابع "نحن نتحدث عن المباراة النهائية في فنجان العالم لكرة الحمص.."
"فنجان؟؟ كرة حمص؟؟"
"طبعا انها اللعبة الشعبية الاولى في العالم؟؟"
"وهل كان فريقكم من اهل المطبخ يخوضها ؟؟"
فضحك قائلا "غشيم انت؟؟ فريقنا خرج من التصفيات ما قبل التمهيدية .. نحن نشجع فريق الشلشفيك.. ولكنه خسر بمؤامرة دنيئة امام الاطلنطيك.. لقد سجلنا هدفا ضدهم ولكن الحكم الغاه. وبعد المباراة اعترف بأنه اخطأ بحقنا ولكن بعد ماذا؟؟ ايظن اننا نصدقه؟؟" ثم بكى بكاء مرا وقال "لقد رشوه بدراهم معدودة .. باعونا بثمن بخس.."
"سجلنا هدفا؟؟ خسرنا؟؟ باعونا؟؟ اذا خسر الشلشفيك .. هل تخسرون انتم؟؟ واذا ربح تربحون انتم؟؟"
"طبعا.." قال بثقة وضرب برجله الارض حتى ارتجت..
"كيف؟؟"
" الا نشجعهم ؟؟""
"ولكن الفريقان ينتميان لدول تعيث في ارضكم فسادا وتعاملكم معاملة الصراصير"
فابتسم وقال باستحياء "كلنا بالنهاية صراصير.. اليس كذلك؟؟"
"منتهى الوفاء .. " قلت جهرا وتابعت في سري "وفاة الضحية لجلادها.."
وفي هذه الاثناء قدمت المسيرة المقابلة من ارض الصالون تنادي باسم الاطلنطيك.. فتشاجر الطرفان عير الحدود..
"فوفوات طانطات.. مخنثبن.. تربحون بالغش.." قال المطبخيون..
"وسخين قذرين. اولاد النفايات والمجارير... مهزومين الى ابد الآبدين.." قال الصالونيون
وتطورت المناوشات الى اشتباك باعواد الكبريت والدبابيس وسقط عدد كبير من المتظاهرين طعنا بالسلاح البيض او سحقا تحت الاقدام وعرفت هذه الموقعة باسم موقعة "شوطة ابو شويطات" الذي دخل التاريخ من ابوابه العريضة...

اهلا وسهلا باختنا الفاضلة عبير الشرق....وبكتابات اخونا عزام...

ربما اساعدك في الايام القادمة بوضع بعض النصوص المميزة...ربما من كتاب عرسنا في الجنة...

الفكرة في القصص رائعة ولكن فيها تكلف كثير جداً في إختيار الأسماء وبعض الاحداث. لا بد للقصة من ان تكون خفيفة إذا كانت طويلة إلى هذا الحد.
هذا الأسلوب قد ينفع مع مقالات متوسطة او قصص قصيرة او بعض الزوايا الفكاهية الصحفية ولكن لا ادري إن كان الناس يتقبلون الأسلوب مع قصص مطولة.

أنا من رأي بلال.

للاخ عزام سلسة كتب اسمها: لبيب والعالم

وهي عبارة عن حوارات شيقة..تبسط مفاهيم الاسلام لحديثي العهد به...وتشرح كثيرا من المصطلحات اضافة الى الاشارة الى بعض النقاط المهمة في القرآن الكريم التي تناولها المفسروم بطريقة قد لا تخطر على بال كل قارئ..

كما ان له كتاب اسمه: عرسنا في الجنة...مقتبس نوعا ما من تجربة الحرب اللبنانية...

وانا شخصيا افضل هذان الاصداران عن مجموعة الصراصير والتي هي من اربعة اجزاء...ولكنها مفيدة جدا..ربما على طريقة كليلة ودمنة...وطبعا الكاتب يأت من خلفية علمية...وبالتالي دائما ما كان يقول انه يعمل على تحسين ملكته الكتابية ورسمه للصورة البيانية

السلام عليكم،
قد يكون تفكيري سلبياً قليلاً ولكني عانيت فترة مما عاناه الأخ الكاتب وبدات بكتابة قصة وانا على مقاعد الدراسة في كلية الهندسة ايضاً.

بعد ان انهيت معظمها توقفت ونظرت لما كتبت فوجدت فيه تكلفاً هائلاً وتصنعاً ذكرني بالمقامات. فتوقفت عنها ولعلي رميتها ايضاً.

لكن السؤال الذي يلح على عقلي دوماً:
لو كنا من محبي الأدب فلم ذهبنا للهندسة؟
ما هي الإنجازات التي سنحققها على صعيد الهندسة ما دمنا معلقين بالأدب؟
هل الأدب حرفة ام هواية؟
كيف يقوم مجتمع ادباؤه ودعاته مهندسون؟

لذلك قررت ان اترك الهندسة وانتقل لميدان آخر استطيع ان اوفق فيه بين الميل الفني والميل العلمي واخترت الإدارة ولكن في الإدارة عدت ووقعت في غلطة اخرى (ربما) واخترت التمويل والإقتصاد طمعاً بالمال بدل ان اتابع في الإستراتيجيا التي كانت سبب ميلي للإدارة !!!

عفواً على الخروج عن الموضوع واسأل الله ان يوفق الكاتب ولعل الكتابات المقبلة ستكون افضل بالتأكيد.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

اسئلتك مهمة جدا اخي بلال..وهي سببت لي (وربما ما زالت بين الفينة والاخرى) ارقا بل ربما احباطا

ولكن الحقيقة التي ربما لم ننتبه لها هي التالية:

-الاخ عزام وانا وانت ومقاوم نعمل في مهنة الهندسة او عملنا بها حينا...اذا فنحن مهندسون نقدم خدمات هندسية للشركات التي نعمل بها...ونساهم بكل انجاز تحققه هذه الشركات

- الانجازات لا تعني بالضرورة اختراعات...وان كان القصد هو الاختراع فدكاترة الهندسة المعنيون بالابحاث والمتفرغون لذلك والحاصلون على التمويل هم المسؤولون عن الاختراعات وليس المهندس صاحب مهنة الهندسة والتي يسترزق منها

-المهندسون قد يكونون من اكثر الناس علما بالمنطق وقدرة على التحليل بسبب دراستهم المركزة حول هذه الامور...فهم لذلك ربما قادرون على الجمع بين الدعوة والموهبة والعمل وقادرون على تحليل الواقع ورسم بعض خطوط الحل

-من الجميل ان نرى مهندسين مواكبين للتطور العملي في مجالاتهم بل واساتذة جامعات (كعزام مثلا) يعتنون بلغتهم ومواهبهم ويحملون هم الدعوة...فكما تعلم يا بلال..فالدعوة اليوم تحتاج الى ما هو اكثر من معرفة الاحكام الفقهية...ويبقى هنا ان نشدد على ان المعرفة الشرعية الاساسية سلاح كل داع فلا يجب ان يركن الى المنطق وقدرته على الاقناع فقط

-مجتمعاتنا العربية لا تقدم اي وسيلة للابداع...ابتداء من المناهج التعليمية وصولا الى التمويل والتقدمات الحياتية...فمن هنا لا نجد مراكز ابحاث ولا نجد اي حافز لكل من يسعى لتطوير او اختراع ما

-عصرنا الحالي ربما يحتاج لبعض الكتابات العلمية المنهج..بمعنى التي تبتعد عن الاسلوب الادبي المستفيض في الشرح لتقدم للقارئ خلاصة الموضوع بطريقة علمية(انا لا احب هذا الاسلوب بعكس عزام ولكن اعتقد ان وجود مثل هذا الاسلوب ضروري)

وهناك امور اخرى قد اذكرها لاحقا

(اتمنى ان ترد هذه المرة بشيء من الجدية :))
-

ما شاء الله لا قوة إلا بالله!!
اللهم بارك في فاروقنا وبلالنا.

عموماً جزى الله الأخت الفاضلة على نقلها للقصة و الله يعطي عزام العافية على مجهوده .
عندي وجهة نظر ربما تختلف عن الاخوة الكرام لأنني لست مهندساً :)
الكتابة من أجمل و أرقى وسائل التعبير مثلها مثل الرسم و غيرها من الفنون . بمجرد أن يمارسها الانسان فانه يشعر أنه فرغ شيئاً من مشاعره , و بذلك فقد حقق جزئاً من الرضا النفسي , و يزداد لو شجعه الناس و أحسوا بما يقوم به .
ثم من الجميل أن يكون للانسان ميول و مواهب كثيرة , فهذا يساعده أكثر فأكثر على التعبير .
و الخلاصة , أن التعبير أمر مهم , مهما اختلفت الوسائل , و حتى لو لم يشجعه الناس فانه لن يتخلى عن ميله ..

طوووووووووووووووووووووووووووول عمرك فنان ....

لا ادري ربما اعجبتني القصة لأنها تذكرني بكتابات الشاعر الكبير احمد مطر .. او ربما لاني ساعدت الكاتب في بعض مشاهدها خاصة ما يتعلق منها بالاوضاع السياسية في مصر حيث اعيش. وانا لا انظر على فكرة بعين الناقد لما اقرأه فهذا يضعف القدرة على المتعة ثم اني لو فعلت هذا فسأجد ان كتابات كبار الشعراء امثال احمد مطر ونزار قباني تتأرجح ايضا بين الجودة والرتابة. لا احد يملك القدرة على الثبات على نفس المستوى في كل الكتابات التي يكتبها.. هذه خاصية تميز القرآن الكريم وحده لانه كلام الله.. انا شخصيا احب مقاطع الفراشة في القصة لأني اجد انها تعبر في كثير من الاحيان عني وعن نظرتي للاصلاح.
اخ فاروق، بخصوص رواية عرسنا في الجنة انت تعرف ولا ريب اني شاركت في كتابة مقاطع منها طلبها مني الكاتب ولكن لم احبذ ان انشر مشاهد منها لأنها قصة متسلسلة وليست مجموعة مشاهد متفرقة كما في حال قصص صرصوريان.
اتذكر ان الاخ عزام ارسل الي مرة رسالة عن رؤيته لهذه السلسلة.. اذا وجدت الرسالة ساعود لانشرها.. شكرا لمشاركتكم..
عبير الشرق

اسمعي يا دانا


ذهبت مجددا الى منزل الفراشة الحكيمة لارى وقع ما حدث عليها.. اذ لطالما راهنت على التغيير من تحت.. من الشعب.. ولكن تبين لنا ان الشعب خامل اكثر من زعمائه.. ولولا هذا ما سكت عنهم .. "قالوا للصرصار من صرصرك؟؟ قال تصرصرت ولم يردني احد.." ولكن مع هذا استغربت ان اراها واثقة من نفسها فقد اثر بها كلامي السابق في لقائنا الاخير ورفع من معنوياتها
وما هي الا لحظات حتى جاءت دانا مغتمة وهي تبكي ثم دفنت رأسها الصغير في حضن خالتها
"مالك.. يا دانا؟" قالت لها الحكيمة بحنو وهي تداعب شعرها.. "شغلت بالي"
"الطلاب في المدرسة كان يضحكون مني.. ويهزأون من اجنحتي.. وقالوا عني قبيحة.. ووصفوني بابنة اخت المجنونة .."
"مجنونة؟؟ حقا؟؟ اهذا رأيهم في؟؟ لا تبتئسي.. انهم قوم لا يفقهون.."
"كيف تقولين هذا؟؟ كيف يكونون كلهم على خطأ وانت على حق؟؟ يا ليتني كنت مثلهم.."
"لا تقولي هذا مرة اخرى يا دانا.. الم اقل لكي من قبل انهم ضالون عن جادة الصواب؟؟"
"انا اريد ان اكون مضللة مثلهم.. هكذا ارتاح اكثر.. يكون لدي اصدقاء.. امرح والهو ومعهم.. لماذا لم اخلق صرصارة مثلهم؟؟ اريد منك ان تقصي اجنحتي في الغد الباكر.. اريد ان اصبح مثلهم.." ثم اجهشت بالبكاء..
"يا دانا يا حبيبة.. حتى لو قصصت اجنحتك فلن يرضوا عنك... اختلافنا معهم هو هنا.." واشارت الى رأسها.. "انهم لا يريدون ان يمنعونا من التحليق في الفضاء المادي... هناك صراصير تطير ايضا.. انهم يريدون ان يمنعونا من التحليق بفكرنا وخيالنا.. من رؤية العالم من فوق... أتراكي تريدين مني ان اطمس على عقلك ايضا كي يرضوا عنك؟؟""
"ولم لا؟؟ ان كان هناك من طريقة.. انا لم اعد اريد ان ارى العالم من فوق.. اريد ان اكون مثل الصراصير من حولي.. اريد ان العب معهم والهو معهم.. اريد ان اعيش عمري.. سئمت ان اكون وحيدة.. "
"دانا حبيبتي.. عندما نكون مع الحق لا نشعر بالوحدة.. هذا امر قد كتب علينا... وعلينا ان نرضى به.. زماننا زمن صعب.. المدافع عن الحق منبوذ.. والذي يمشي على الصراط المستقيم مضطهد.. العالم يصفق للسارق وللظالم الذي يدوس على اعناقنا.. ويسخر من الشريف والنبيل.. قولي لي.. ماذا ينفعك ان تربحي من حولك وتخسري نفسك.. اهذا حقا ما تريدينه؟؟ اجيبيني.. لماذا سكتي؟؟"
صمتت دانا لبرهة ثم قالت "طيب لا تجعليني اذن اذهب الى المدرسة بعد اليوم.. علميني انت.. "
"دانا يا حبيبية.. ان انعزلنا على الناس.. كيف سنغيرهم.. نحن دعاة الى الحق.. والداع الى الحق لا يفتر ولا ييأس مهما اضطهده قومه.. لقد سارت على هذا الدرب قبلنا فراشات كثر.. احترقوا لينيروا العالم من حولهم.."
"لكن هذا صعب.. صعب جدا.. ارشديني ماذا افعل.. ماذا لو سخروا مني؟؟"
"ابتسموا لهم.. سامحيهم.. تظاهري انك لم تسمعي كلامهم.. قولي كلمة الحق ولا تبالي.. لا بد وان يأتي يوم يستيقظوا فيه .. يكفي ان يهتدي بك منهم واحد حتى تشعري انك ملكت الدنيا بأسرها.. دانا هناك متعة عندنا لن يعرفوها.. ولو عرفوها لقاتلونا عليها..
"أي متعة هذه؟؟ انا لا استمتع بشيء؟؟ كل حياتي قهر وعذاب ومعاناة.."
"احيانا يا صغيرتي.. تعشش السعادة في قلوبنا ونحن نتجاهلها.. " ثم نظرت الي وقالت "واحيانا يكون الحبيب امام اعيننا ولا نراه " ونكست عينيها في الارض وقالت بانكسار "الا تنامين وضميرك مرتاح؟؟ الا تشعرين في قرارة نفسك انك راضية عن نفسك؟؟ الا تشعرين بهذا الاطمئنان الداخلي؟؟بهذا النور الذي يتدفق من حناياك لينير لك العالم.. الا تشعرين بفيض المحبة في قلبك للطبيعة.. الا تشتاقين للزهور .. للرياحين؟؟ للسماء الفسيحة الزرقاء والشمس المشرقة؟؟ الا تحنين الى عالم ملءه العدل والحق؟؟ هذه هي متعتنا يا دانا.. وستكتمل هذه المتعة عندما تتحقق رؤيتي.. وارجو ان يكون هذا في عهدك.."
"خالتي.. اعذريني.. ما ترينه في خيالك ليس رؤى.. انها احلام..بل هي للاوهام اقرب.."
"كل الرؤى تبتدأ كذلك يا دانا.. ولكن بالارادة و الاخلاص يتحقق المستحيل.."
"ليتني امتلك يقينك.. طيب حدثيني عن هذا العالم الذي تحلمين به كيف هو؟؟ "
"انه عالم مليء بالحب و السلام.. لا نفاق فيه لا غش.. لا حقد لا بغض لا كراهية.. لا ظلم فيه ولا جور.. عالم مليء بالزهور والرياحين التي يفوح شذاها العطر في كل مكان.. فيه سعادة النفس والروح.. اشياء لم ترها عين من قبل.. عالم تسود فيه المحبة والصفاء والعدل.. يتساعد الناس فيه ويتعاونون على الخير والمحبة.. الا تريه يا دانا؟؟ حدقي جيدا.."
"انا لا ارى شيئا.. لا ارى الا ستائر سوداء تحجب كل شيء.. كل شيء.."
"غدا سترينه.. كما اراه انا اصبري.. اصبري.."
"هل ستنكشف الستائر؟؟ هل ستنجلي الظلمات؟؟"
"لا.. الستائر ستظل موجودة.. ولكن بصرك سيصبح اقوى ويخترقها ليرى الشمس والطبيعة الغناء من خلفها.. الشر سيظل موجودا في العالم.. ولكن عندما يشتد ساعد الخير.. سينهزم الباطل ويأكل نفسه وينهار كعملاق من ورق امام سطوة الحق.. "
"يعني سننتقم منهم؟؟ سنقهر الظلمة والطغاة؟؟ وسنذلهم كما اذلونا؟؟"
"لن تكوني بحاجة لأن تنتقمي منهم.. سيصبح الشر وضيعا الى درجة ان لا احد يلتفت اليه ويبالي بوجوده.. حقدهم سيتحول نارا تأكل من اجسادهم."
"ياااه كلامك جميل جدا.. اشعر بقوته في اعماقي.. وان كنت لا افقهه كله.."
"ستفهميه عندما تكبرين.. ستسترجعي بذاكرتك كل ما قلته حرفا حرفا وتفهميه.. وترين هذا العالم كما اراه انا.. "
"خالتي.. عذرا .. ولكن ان كان هذا هو الامر.. لماذا لا تؤجلي هذا الكلام حتى اكبر؟؟ وعندها افهمه.."
"هيا نامي يا صغيرتي.. لقد تأخر الوقت.."قالت الحكيمة ثم قبلتها على جبينها وغطتها بعناية في سريرها وانصرفت وهي تقول في سرها بأسى "ومن يضمن لي اني سأعيش حتى اراك وانت كبيرة يا دانا؟؟"

السلام عليكم اخي جهاد
ولأني مهندس J
اعتبر ان الكلمة وسيلة تواصل قبل ان تكون وسيلة تعبير.
انا اكتب لتوصيل معلومة ما الى القارىء.. للحديث عن تجربة شخصية ممكن تفيد الآخرين.. للمساهمة في تغيير الوضع القائم.. فاي كلمة ليس فيها هدف لا تستحق ثمن المداد الذي كتبت به.. لذلك لا يعنيني كثيرا البعد الادبي للموضوع الا بمقدار ما يخدم هذا البعد لمضمون.. لذلك من اراد ان يستمتع فحسب ويتلذذ فلا انصحه بقراءة ما اكتب اذ لن يجد فيها الا لذة التفكير واي لذة ادبية ستكون من وحي وعيه لمضمون الكلام لا اسلوبه.
قصص الصراصير بالذات كتبتها لاعبر عن آرائي السياسية بطريقة لا اسمي فيها الاشياء باسمائها كي تعيد برمجة العقل الباطن للقارىء بدون ممانعة من عقله الواعي. ويبقى نجاحي في التغيير مرهون برغبة المتفاعل في التفاعل مع ما اقوله ام لا. ان اكثر القصص مأساوية قد تثير في نفوسنا الضحك والسخرية ان لم نرد ان نتعاطف معها او ان نفقهها. هذا ما لاحظته من خلال تجربتي في الحياة..
شكرا لكم
عزام

السيد المشرف المحترم
اظن ان مكانها في المكتبة النثرية

ام هو خيار وفقوص :)

السلام عليكم اخي جهاد

ولأني مهندس J
اعتبر ان الكلمة وسيلة تواصل قبل ان تكون وسيلة تعبير.
انا اكتب لتوصيل معلومة ما الى القارىء.. للحديث عن تجربة شخصية ممكن تفيد الآخرين.. للمساهمة في تغيير الوضع القائم.. فاي كلمة ليس فيها هدف لا تستحق ثمن المداد الذي كتبت به.. لذلك لا يعنيني كثيرا البعد الادبي للموضوع الا بمقدار ما يخدم هذا البعد لمضمون.. لذلك من اراد ان يستمتع فحسب ويتلذذ فلا انصحه بقراءة ما اكتب اذ لن يجد فيها الا لذة التفكير واي لذة ادبية ستكون من وحي وعيه لمضمون الكلام لا اسلوبه.
قصص الصراصير بالذات كتبتها لاعبر عن آرائي السياسية بطريقة لا اسمي فيها الاشياء باسمائها كي تعيد برمجة العقل الباطن للقارىء بدون ممانعة من عقله الواعي. ويبقى نجاحي في التغيير مرهون برغبة المتفاعل في التفاعل مع ما اقوله ام لا. ان اكثر القصص مأساوية قد تثير في نفوسنا الضحك والسخرية ان لم نرد ان نتعاطف معها او ان نفقهها. هذا ما لاحظته من خلال تجربتي في الحياة..
شكرا لكم

عزام


أفحمتني :D
عجبك يا فخر ؟؟؟؟:mad:

أخي عزام

كلامك صحيح من ناحية ما...ولكن لا تنس ان طريقة ايصال المعلومة مهمة جدا...بل لو ان كاتبا ما عرف ذوق جمهوره كان لزاما عليه ان يخاطبهم وفق ما يجذبهم

اولست انت الذي تحب كتابات سيد قطب عن التصوير القرآني....؟
اولست انت الذي كتب كتابة عن المقارنة الادبية بين التوراة والقرآن في قصة يوسف؟

او لم يأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بتحسين الصوت عند قراءة القرآن؟ اوليس هذا دليلا على وجوب استعمال ادوات "ثانوية" لثبيت الفكرة المراد ايصالها؟

طبعا نحن نحتاج الى كتب "علمية" المنهج بمعنى انها توصل المعلومة على طريقة النقاط المحددة
1...2....3....4
ولكن هذا الاسلوب ينفع في الكتب التعليمية الهوى اما تلك الفكرية والتي تتطلب حوارا مع القارئ او تحاول التأثير به...اظن (وهذا امر ذوقي ربما) اظن انه يجب ان تصبغ بروح ادبية عذبة

بارك الله بك مجددا

تم التثبيت

السلام عليكم فاروق
بلا شك
لست مختلفا معك
يذكر ابن الجوزي سبب تأليفه لكتابه "صيد الخواطر" فيقول:" لما كانت الخواطر تجول في تصفح أشياء تعرض لها ثم تعرض عنها فتذهب كان من أولى الأمور حفظ ما يخطر لكيلا ينسى" وعليه فإن هذا الكتاب يعد من أفضل الكتب التي ألفت في بابه، إذ إن مؤلفه جلس طيلة حياته يتصيد الخواطر ويسجلها حتى تكون عبرة لمن يعتبر، وحتى يعم النفع بها.
فأنا اسجل خواطري و تجاربي سواء التي عشتها او رأيتها كي لا تضيع لان هذا هو الاهم.. ولانها اذا تسجلت فمن الممكن ان يعبر عنها اي اديب بشكل افضل. فلست امانع مثلا ان تلتقط اي فكرة اكتبها وتعبر عنها بقصيدة شعر او تحفة ادبية وانت عندك هذه الموهبة.. بارك الله بك..
وطبعا العكس بالعكس.. انا التقط افكارك ايضا واسجلها وهي التي تبقى في عقلي وتدفعني الى الامام ..
طبعا من جهة اخرى انا احاول ان اتحسن من الناحية الادبية لدرجة اني اقرأ قصص عبير لاحسن من ملكة الوصف عندي .. تخيل :) ولكن يبقى احيانا للمفردات البسيطة التي لا نتكلف فيها اثر اعمق عند القارىء العادي.. والقضية اذواق..
بالنسبة لقصة الصراصير انا لا اراها متكلفة ولكن طبعا فيها تفاوت بالمستوى بين مشهد وآخر لاني انجزتها بسرعة قياسية.. والاخت عبير افاضت في هذا الموضوع..
شكرا
عزام

آسف للخروج عن الموضوع , و لكن , هل توجد صراصير أرمنية؟؟

على ذمة ابن صرصورة فهناك صراصير ارمنية فقد صادفها اثناء رحلته الشهيرة "رحلة حول البيت في ثمانين يوما". :) على فكرة انا من يحب قصص استريكس واوبليكس سيعجب بهذه السلسلة.. فقد استوحيت الكثير منها.. وهذه القصص على فكرة تحوي اسماء كثيرة ساخرة ومع ذلك لم يصفها احد بالتكلف !!!! لكن نحن العرب دائما متعودين ان ننتقد..
مع احترامي لكل الاذواق..
هل تريدون ان اكمل عوضا عن الاخت عبير المريضة عافاها الله بنشر حلقات من هذه القصص هنا؟
عزام

ومع ذلك لم يصفها احد بالتكلف !!!! لكن نحن العرب دائما متعودين ان ننتقد..
اجل وصعب على العرب تقبل الإنتقاد البناء :)

هل تريدون ان اكمل عوضا عن الاخت عبير المريضة عافاها الله بنشر حلقات من هذه القصص هنا؟
عزامشفاها الله وعافاها وننتظر المزيد

لماذا يا اخي؟
وهل رايتني احمل السيف عليكم؟
انا اتقبل النقد حتى لو لم يكن بناء
لا يوجد معيار واضح لتحدد ما هو التكلف..
هذه قضية ذوق
كثير منا يضحك مثلا لسكتشات بسمات وطن
وآخرون يرونها متكلفة او سخيفة
بالنسبة لي انا ارى ان الحبكة ممكن تكون افضل من هذا
وان الوصف ممكن يكون افضل ايضا..
عزام

لماذا يا اخي؟
وهل رايتني احمل السيف عليكم؟
انا اتقبل النقد حتى لو لم يكن بناء
لا يوجد معيار واضح لتحدد ما هو التكلف..
هذه قضية ذوقالسلام عليكم،
اخي عزام. لقد قرأت مشاركات البارحة حول موضوع سفر المرأة واظن ان الموضوع اثر عليك لدى دخولك المنتدى. لكنني لا اربط بين الأمور ابداً ولذلك لا اظن ان صيغة الجمع تنفع هنا :)

المشكلة في المنتديات ان الرسالة تصل بدون اي مقدمات او مؤثرات وبلا عواطف ايضاً بعكس الحوار الفعلي في هذه الدنيا حيث تقدم تعابير الوجه تفسيرات فعلية للكلام مباشرة من قائله.

انا كنت اظن ان في القصة بعض التكلف وخاصة في إستخدام العبارات ولكن الجميع يقع في هذا التكلف وخاصة انا من اجل إيصال فكرة ما. ولكن لما تكون القطع الأدبية للنشر فهذا امر آخر لأنه يعطي فكرة عن الكاتب وخاصة في اول الطريق. لذلك انا احببت ان ادلي بدلوي في هذ الأمر.

بالنسبة لرفع السيف علينا. انا هنا وحدي :) ليس الأمر بهذه الصورة ولكن احياناً يجد الإنسان نفسه مدفوعاً للرد بطريقة معينة في بيئة معينة بسبب حادثة ما حدثت معه. لكني تعودت على الانترنت ان لا اربط بين الأمور كثيراً وخاصة ان الإخوة اخبروني عنك ولا نزكيك على الله.

بالنسبة لمعيار التكلف والذوق. معك 100$ :) عفواً معك حق 100% ولكن حتى اصحاب المقامات ما عرفوا انهم يتكلفون بل ظنوا انهم جاءوا بلون ادبي جديد. مع ذلك حكم الناس عليهم بالتكلف. هذا لا يعني ان قصتك فيها تكلف شديد ولكن احياناً يؤدي تكرار الفكرة إلى تخفيف اثرها في النفس. وطبعاً يبقى لكل قارئ رأيه فيما يقرأه.
لكنني احب ان اكتب هذه النصيحة فقط: إذا اردت نقداً ادبياً فلا تسأل من يعرفك ويجاملك.

اخي عزام

انا افهم جيدا ما يرمي اليه بلال....وله وجهة نظر جيدة في هذا الاطار...
بلال يقصد ان اسماء الشخصيات والاماكن في القصة مميزة عندما تقرأها للمرة الاولى ولكنها ما تلبث ان تبدأ بالتكرار (تكرار من حيث الاطار العام وليس لفظيا)

يعني مثل ابو صروصورة او عرش من نتانة او شي هيك..في البداية الامر طريف جدا جدا..على الاقل بالنسبة لي ولكن ولان القصة من اربعة اجزاء كان يجب ان لا تتعقد الامور او تتكرر من هذه الناحية

النقطة الاخرى والتي اذكر ان سبق ان قلتها لك...ان الكثير من الاحداث ممكن التنبؤ بها بسبب وصفها لاوضاع سياسية حديثة العهد...ربما هذا لا يطعن في القصة ولكن يخفف من وهج تشويقها

واقول لاخي وحبيبي بلال...ان المسلم عليه ان ينصح لله بصدق من يعرفهم قبل من لا يعرفهم...اليس كذلك؟:)

ولكن ايضا سآخذ الجانب الايجابي من التعليق لاقول:ان القريب منك او من لك فضل عليه سيستخدم الطف العبارات لتوجيه ملاحظة قد لا تصل بسبب لطافتها في حين ان الغريب سيذكرها مباشرة دون تورية
دون ان يطعن ذلك في نصح الاول او في ادب الثاني

وفقكم الله الى ما يحبه ويرضاه

والسلام عليكم اخي فاورق
انا شبهتها لك بقصص استريكس واوبليكس.. وهي ايضا تكرر نفس الفكرة في كل عدد عن المغنى الذي يسكتونه واوبليكس الذي يحب الخنزير البري والقراصنة. وانا لا امل من هذا التكرار ولو انه يقدح ربما في قيمتها الادبية.
اخي بلال لا علاقة للاصدقاء بالموضوع.. كثير من اصدقائي لم يقرأها اصلا وكثير من غير اصدقائي لم تعجبه ولم لم يكن علها قبول اما نشرتها دار النشر على حسابها.. لكن ارجوك عليك ان تنظر اليها من منطلق قصص خفيفة مثل لاكي لوك واستريكس واوبليكس وليس من منطلق انها تحف ادبية. اقرأ للمتعة فان لم تستمتع فارم الكتاب جانبا..
ما المطلوب مني؟ رايكم تقبلته.. لكن احاول ان اشرح وجهة نظري.
:)
عزام


خواطر المؤلف
بالتأكيد لم اكتب القصة لاضحاك الناس فوقتي اهم من ان انشغل بالتهريج.. في الحقيقة كنت ابحث عن طريقة لتوعية الناس عبر طريقة الصدمة.. كلنا سنضحك من غباء وجبن غضنفر.. لكن غضنفر يجسدنا كلنا الى حد ما.. فنحن مثله نأخذ فكرة مثالية عن انفسنا فيما نحن لا نرتقي الى مستوى التعامل مع الحدث. ساعطي مثالا بسيطا عن مدى قسوة القصة بحق الفرد العربي المتخاذل. تعطي الحكيمة غضنفر قصة يتصرف بطلها مثل غضنفر فيضحك منها ولا يدرك انها تتكلم عنه.. هذه هي الاشارة الاولى.. ومن ثم يكتشف بطل القصة ان رحلته الوهمية في ارض الصراصير هي ايضا تعبر عن واقعه وانه كان يضحك على الصراصير ولكنه في عالمه يتصرف مثلهم.. هذه هي الاشارة الثانية.. اما الاشارة الثالثة والقاتلة فهي اننا ايضا قرأنا هذه القصة وضحكنا منها.. وخدعنا مثل غضنفر اولا والبطل ثانيا فلم نعرف انها تتكلم عنا.. وان غضنفر الذي سخرنا منه ومن جبنه وتخاذله موجود بطريقة او باخرى في داخل كل فرد عربي جرفه التيار.. ولكن لا تنس عزيزي القارىء ان الهدف من هذه القصة ليس نشر الاحباط والتخاذل والرضى بالواقع بل اشعال جذوة التغير في نفوسنا عبر انتقاد السلبية التي تربينا عليها حتى اصبحت جزءا لا يتجزأ منا.
2- اسلوب القصة
استوحيت اسلوب هذه القصة من قصة الامير الصغير المشهورة... والمبنية بشكل اساسي على الحوار لا الحبكة... فالامير الصغير يجول بين الكواكب وير نماذج غريبة للبشر.. ويكشف من خلال الحوار نفسيتهم المريضة.. (القصة موجودة على موقعي في ركن المكتبة لمن احب الاطلاع عليها).. وبالتالي فجمهور قصتي هو نفس جمهور قصة الامير الصغير.. انا قرأت القصة وانا في الرابعة عشر واعجبتني طرافتها.. ولكني لم استوعب الحقائق الفلسفية فيها الا في الجامعة.. وهكذا قصة الصراصير هي لكل هذه الاعمار ولكن لا اعتقد ان المراهق سيفهم جميع المفاهيم و التناقضات فيها..
3- بعض الاسقاطات
1- طبعا ليس هناك اسقاطات مخفية فالملك هو الدكتاتور العربي الظالم .. واميركا مثلها طرفان : الانسان والاطلانطيكي.. الاول دلالة على العدوان العسكري.. والثاني دلالة على الغزو الثقافي.. وذلك كان ضروريا لاستحالة تمثيلها بطرف واحد.. فبعض الصور التي اردت تجسيدها بين العرب وبين اميركا لا تظهر قوتها الا بصورة انسان / صرصار وبالمقابل من الصعب ان ترمز للتأثير الغربي الثقافي بالانسان كونه لا اتصال فعلي بين العالمين.. قبل مجيء البطل..
2- غرف البيت هي العالم العربي المقسم.. الصالون يظنون انهم افضل من المطبخ مع انهم صراصير مثلهم.. وهذه تشير الى عنصرية بعض الشعوب العربية ضد بعضها الآخر.. (بامكانك ان تعتبرها عنصرية اللبنانيين ضد السوريين ، دول الخليج مع غيرهم من العرب) وهم يظنون ان اميركا تحبهم (مثل الكويت ومؤخرا لبنان) ويحلمون ان يصبحوا مثلها.. عندهم دمقراطية صورية ..
3- الدليل الموجود في كل القصة يعبر عن الانسان العربي الذي يرضى حياة الذل اذا توافرت له لقمة العيش.. سطحي اكبر همه الطعام والجنس.. وهو يظن ان الثقافة بمتابعة اخبار الفنانين..
4- الجماعات الاسلامية المتناحرة يجسدها مشهد الحديقة..
5- بعض الاسقاطات معقدة وليست بسيطة مثل الخلاف بين الرجل وزوجته في غرفة النوم فهو مثال عن الخلافات بين فرنسا واميركا (لا اعتقد ان هذا اسقاط مباشر يا فاروق.. الكثيرون لن ينتبهوا لهذه النقطة).. تذكر ان الكثيرين من العرب راهنوا على هذا الخلاف.. ولكن فرنسا عادت لتلحق بالصف الاميركي ما ان ارضتها اميركا ببعض المصالح في امكنة اخرى من العالم..
4- لماذا الرمزية واستعمال الصرصار
1- لا شيء يعبر عن الاسى في قصتي مثل استعمال الصرصار.. ليس الصرصار للاضحاك فقط بل لأنه ابلغ تصوير لحالتنا.. اميركا لا تهتم بحجم القتل الذي تمارسه بحقنا.. (وهنا لا ملامة عليها لأنها تحتقرنا كالصراصير..) ولكن ايضا حكامنا ونحن انفسنا لا نهتم بعدد القتلى الذين يسقطون من جانبنا.. (انظر الملك وسهولة اتخاذ القرار بالتضحية بجنوده و لا مبالاته بعدد من اصيبوا من جراء سلاحه السري..). لذا فاستعمال الصرصار يعطي قوة اضافية للقصة ففرق ان اقول اميركا تكره العرب كما في مقالاتي وبين ان اقول اننا كالصراصير بالنسبة لهم...
2- انا لم اخف ان القصة تعكس حواراتي مع الناس بل قلتها في المقدمة.. ولكن بما ان الكثير يملون من الحوار الجدي فلا بأس بتقديم نفس المفاهيم في حوار ساخر يجذب عددا اكبر من الناس... البرهان ان معظمكم القراء يقرأ القصة كاملة في يوم واحد فيما لا احد يصبر على المقالات السياسية لاكثر من صفحتين..
3- انا اضخم بعض التناقضات التي تحدث على مدى زمن طويل نسبيا بابرازها في ازمنة متقاربة.. مثلا : نحن لا نشعر بالتناقض اذا حضرنا درسا لداعية ديني وفي اليوم التالي حضرنا فيديو كليب ولكن التناقض يبدو عندما تنتقل بين الاثنين في ظرف خمس دقائق !!! وهكذا ايضا لا ننتبه لتناقضات السياسيين بنفس هذه القسوة التي اظهرها في قصتي فهم قد يغيرون مواقفهم خلال شهر وفي قصتي يغيرونها في نفس الخطاب..
4- انا اعري العبارات الدبلوماسية و افضحها بشكل فج: مثلا كم مرة سمعنا تصريحات مثل "العراق ليس اولوية الآن " في حرب افغانستان. هذه التصريحات التي كان يتغنى بها ملوك العرب وقاموا بقمة من اجل انقاذ العراق.. وفي النهاية لم يحرك احدهم ساكنا للدفاع عن العراق. او عندما نسمع ان اميركا اولويتها الآن هي الانسحاب السوري.. ونزع سلاح المقاومة ليس اولوية.. انظر حتى الجمل المستعملة من اميركا مهينة بحقنا ولكننا نراها مطمئنة ونتغنى بها... كل ما فعلته اني استعملت هذه العبارات في قصتي ولكن مع بعض التفصيل والوضوح "انتم لستم اولوية الآن.. سنقتلكم فيما بعد..."
5- ان مجرد تغيير الوقائع من عالم البشر الى عالم الصراصير يعطي تخفيفا للقصة امام الرقابة.. حتى لو كان الاسقاط واضحا. نحن نعرف ان مجرد التعميم (مثل انتقاد الحكام العرب دو تعيين احدهم) او تغيير الاسم الى اسم وهمي "عريستان" كان كافيا لتمرير القصص والافلام دون ان تطالها الرقابة. فبالتالي هذا الاسقاط ولو كان واضحا مفيد لتمرير القصة للنشر..
6- لا شك ان استعمال بعض المفارقات بين عالم البشر وعالم الصراصير يضفي نكهة فنية على القصة.. ولكن هناك مفارقات عادية وبسيطة مثل الحديث عن اللبن والدبس.. او البراد الذي يشبه ناطحة السحاب... وهناك مفارقات اعمق مثل وصف الفيلسوف الرومانسي للنفايات والمجارير او حلم الصرصار ان يكون له مكب نفايات (مقارنة بحلم الانسان امتلاك الجبل من الذهب).. كذلك من المفارقات العميقة خوف الصرصار من النور كبديل عن خوف الانسان من الظلمة والعتمة..
7- اذا انتبهت الى ما كتبته في المقدمة بخصوص السخرية كسلاح يهاجم الافكار الهدامة (اسنشتهدت بموليير) تعرف انك احيانا تربح الخصم بالسخرية من افكاره اكثر من مناقشته بجدية.. وهل هناك ابلغ من السخرية التي جعلت فيها الصرصار يتبنى افكار ما اسميهم ب "عبيد اميركا"!!! قد لا يكون هذا سلاحا يعجب المثقفين من امثالنا الذين يحبون الكلام المنطقي ولكنه نافع للعامة.. حيث يتجنبون بشكل عام الاحزاب التي يسخر منها حتى دون ان يعرفوا عقيدتها...

القمقم

كان غضنفر يسير مع نصيحة الخير فإذا به يتعثر فجأة ويسقط ارضا.
"ماذا حصل؟؟" صرخ نصيحة ثم قال متوجها لغضنفر "قمقم.."
"قم قم ؟؟؟ بدلا ان تطالبني بالقيام.. اعطني يدك لتساعدني"
"لا.. اقصد قمقم.. وليس قم قم.."
"ما هو القمقم ؟؟ لعله اسم الدلع للقمامة اكلتي المفضلة؟؟"
"لا .. انت تعثرت بقمقم.. يعني قارورة يخرج منها مارد ضخم يلبي لك ثلاث اماني.."
"حقا؟؟ اين هو هذا القمقم؟؟ عندي اماني كثيرة.."
"ولكن اعطني امنية منهم.."
"لا انا الذي وجدته.. انا آخذهم كلهم.. ولكني اعطيك حصة منهم.. اين هو هذا القمقم؟؟"
"هاهو.." قال نصيحة واشار بيده الى قوقعة صغيرة على الارض..
"وكيف نخرج المارد؟؟ نقول له "افتح يا سمسم؟؟"
"لا تلك اسطورة اخرى؟؟ اسطورة القمقم والمارد تقول انه عليك ان تحفه بيدك.."
"طيب .. وحفه بيديه فلم يخرج شيئا.."
"طيب هزه اكثر وبعنف.."
فهز غضنفر القوقعة وضربها بيده ليخرج منها حلزون في ثياب النوم وهو يفرك عينيه ويقول " ما هذا الازعاج؟؟ من يطرق بابي ليلا؟؟ الا نستطيع النوم؟؟"
فنظر غضنفر الى نصيحة وقال "لا يبدو لي ماردا.. انها دودة ؟؟"
"دودة ؟؟" قال الحلزون "اهانة كبيرة لي.. انا طرزون الحلزون" ثم ضرب على صدره وصرخ بقوة كصرخة طرزان..
"الم اقل لك لا تستقل به" قال نصيحة وتابع "حجمه صغير وفعله كبير.." ثم تابع متوجها الى الحلزون "المفروض ان تقول شبيك لبيك.. عبدك بين يديك.. لا ان تصرخ كالصرصريلا"
فتنهد حلزون وقال همسا "من اين جاءني هؤلاء الاغبياء في عتمة الليل البهيم؟؟" ثم قال "طيب.. شبيك لبيك عبدك بين يديك.. ماذا تريدون مني"..
"حسب الاساطير القديمة يحق لنا طلب ثلاث اماني منك قبل ان نعتقك.."
ماذا؟؟ انا ضعيف البنية كما ترى وعندي ضعف دم و نقص غذاء.. فكيف البي امانيكم وبالكاد اجر نفسي يا سيد .. عفوا؟؟ من حضرتكم.. لم تعرفوني على انفسكم؟؟"
"معقول؟؟ الم تعرفنا؟؟ الا تتابع الاخبار؟؟ انا نصيحة الخير واسمي على سن ودبوس.. اين تعيش؟؟.. في الخسة؟؟
"بالفعل كنت اعيش في الخسة ولكن يلعن ابو الطمع.. وليتني سمعت كلام امي ولم اتركها ولكن احببت ان اهاجر واسكن في خسة افرنجية.. لعل هناك فرص العمل افضل.. ولكن الطريق طويل وانا بطيء كما ترون.. صدقوني.. لست من تبحثون عنه.."
"ماذا؟؟ اتتجرأ ان تكذب اساطيرنا ..لا نريد اعذارا .. لا تتقاعس عن اداء الواجب والا حبستك في هذا القمقم الى الابد وختمته بالشمع الاحمر.. يبدو انك لا تعرف من انا؟؟.. انا غنضفر بك؟؟"
ويبدو ان شهرة غضنفر وغباءه وصلت الى ارض الحلازين.. فتراجع الحلزون خطوتين الى الوراء وقال "ماذا؟؟ غضنفر بك!!! عفوا عفوا.." وقال في نفسه "يا مصيبتي علقت بين يدي اغبى مخلوقات ارض صرصوريان.. لا فائدة من التفسير.. يحب ان اطاوعه"
"اريد قصرا كبيرا .. فيه غرف كثيرة.. ودهاليز و سراديب و جواهر ونقود وسلاسل وعقود وسيوف مرصعة ودروع مدرعة وصواني وأواني وخناجر وطناجر" قال غضنفر..
"اووف كل هذا؟؟ لو كنت استطيع ان ابني قصرا كهذا؟؟ هل كنت لتراني اقيم في هذه القوقعة؟؟ هذا طلب صعب.. اعطني اسهل منه" قال طرزون الحلزون..
فقال غضنفر همسا خشية ان يسمعه نصيحة "طيب.. من لقاءك الصغير معي عرفت مدى ذكائي.. ولكن بعضهم يدعي – كذبا وبهتانا- اني غبي.. لذا ارجوك ان تجعلني اذكى صرصار في هذه الارض.. حسما للخلاف.. اذكى من صرصرشتاين نفسه.."
فيهت طرزون لوهلة ثم قال "والطناجر في القصر.. هل تريدها المنيوم ام نحاسية؟؟" اذ تبين له ان الطلب الاول على تعقيده اسهل من الثاني.. واتفق الطرفان على مواصفات القصر المنيف.. وسارع طرزون لمناداة رفاقه واخبارهم بمأزقه.. فاتفقوا ان يتعاونوا على هذا القصر الجديد وانجازه في مدة قياسية..
ولم يكن هذا بالامر الصعب عليهم.. اذا اختاروا خسة كانت ملقاة في سلة الخضار وبدأ الحفر والنجر فيها.. والحلازين بطيئة في المشي ولكنها سريعة في الاكل.. ففي غضون ثلاث ايام حفروا في هذه الخسة الغرف المطلوبة والدهاليز والسراديب.. ووعدوا غضنفر بتوفير بقية الاثاث في غضون ايام.. فوافق..
وجال غضنفر مع صديقه نصيحة الخير في القصر الجديد فاعجبوا به وضاعوا وسط متاهاته وكان طرزون ذكيا فحفر لهم سراديب حلزونية كقوقعته.. ووصل اولها بآخرها بحيث يلفون الخسة عدة مرات ولا يدرون انهم يمرون في الطريق نفسه.. لتشابه اوراق الخسة..
وخرج غضنفر مبتسما من هذا القصر المنيف.. فاستأذنه طرزون ورفاقه بالانصراف فقال "مهلك.. عندي امنيتين بعد"
"طيب هات اولاهما.."
"اريد ان اصبح صرصوريونير.. "
"ما معني صرصريونير؟؟"
"أي عندي صرصريون؟؟"
" يعني؟؟ اعذرني لا افهم لغة الصراصير.. ما هو الصرصريون؟؟"
"الصرصريون هو اكبر رقم في لغة الصراصير.. نحن لا نعرف ما هو ولكنه كومة كبيرة من القمح لا نستطيع ان نحصيها.."
"فقال في نفسه "اووف القمح؟؟ انا اعمل في الخس وليس في القمح.." الا انه اجاب جهرا "انظر يا صديقي.. انا ساعطيك ورقة الحظ التي احتفظ بها.. وفي عضون اسبوع ستحدث مناسبة تربح فيها صرصريونا كاملا.."
"طيب شكرا هذا امتع وفيه اثارة " واخذ ورقة فجل صغيرة وضعها في جيبه ثم تابع "اما امنيتي الثالثة فهي.. ان اتزوج صرصريتا.. "
"صرصريتا مشهورة ومهرها كبير. انتظر ان تحصل على الصرصريون ثم تذهب لتطلب يدها ونقوم نحن الحلازين بحمل هذا المهر لها..
طيب معك حق.. افضل ان تدخل بيت العروس واثقا من نفسك.. عندنا قصر الآن وننتظر الفلوس..
واخيرا اعتق ابن صرصرورة الحلازين.. فذهبوا الى ركن بعيد عن ارض صرصوريان في رحلة جماعية اطلق عليها تاريخيا اسم "الحلزودوس"..
واستمتع ابن صرصورة بقصره المنيف لعدة ايام هو واصدقائه الى ان فطنت زوجتي الى الخسة وانتبهت الى انها مثقوبة ومخروقة اكلتها الحلازين.. فرمتها في سلة النفايات... وجاء غضنفر ليلا الى قصره فلم يجده فبكى بكاء مرا واخبره "نصيحة" ان الاساطير تقول ان الساحر الشرير سيخطف القصر بمساعدة مارد القمقم ليحظى بالاميرة.. فاسف غضنفر انه ترك طرزون في حال سبيله.. وابتدأت عملية البحث عن القصر بشكل حثيث الى ان جاء يوم واكتشف فيه الجاسوس مكان القصر ولكن تم التعتيم على الموضوع.. فقد تبين ان القصر موجود في المنطقة المحظورة التي تحوي قصور الرئيس المفدى الصيفية.. (نعم هي بعينها.. سلة النفايات...)

من سيربح المليون

اجتمع السيد "بروبا غاندي " مدير محطة ال "م.ب.ص." (اختصار "محطة البث الصراصيري") مع مقدم برنامج "من سيربح الصرصريون" المذيع الشهير "جرجير كرباجي"
وذرع غاندي الرواق جئية وذهابا ثم توجه الى جرجير وقال "غير معقول في كل مرة ندفع مبالغ طائلة للرابحين يا جرجير.. انت تساعدهم وتصر على انجاحهم .. ارجوك اقتصد.. اجعل الاسئلة اكثر صعوبة.. اختر الاغبياء ليظهروا في برنامجك.. انا احذرك.. لأني لم اعد استطيع تحمل هذه المبالغ.. رأسك في اللعبة.. ان خسرت صرصوريون آخرا ساغلق هذا البرنامج.."
فبكى جرجير وقال "كيف؟؟ هذا البرنامج اعيش منه.. لا تقطع رزقي.. فقطع الارزاق من قطع الاعناق.."
"انت ممتاز يا جرجير ولكن انا حذرتك وقد اعذر من انذر.."
وفي الحال اجرى جرجير استفتاء سريا عن اغبى صرصار على وجه ارض صرصوريان ففاز غضنفر باغلبية ساحقة بلغت 99 بالمائة وجاء بعده في الترتيب صديقه الحميم نصيحة الخير.. فقرر جرجير ان يستضيفه ..
وازفت ساعة اللقاء ودخل غضنفر قاعة البرنامح وهو يقول "سيد جرجير شرف لي ان اقابلك" وهرع اليه بسرعة فتعثر وسقط.. فابتسم جرجير وتفاءل بالخير عن صحة الغباء الذي نسب اليه..
"اتعرف يا سيد جرجير؟؟ انا احلم من زمان ان اقابلك وجها لوجه.. وان تستضيفني في برنامجك.. ولعلمك فإني لم استطع النوم ولا الاكل خلال الاسبوع الماضي منذ تبلغت دعوتكم الكريمة .. انظر .. " واشار الى كرشه الضخم "لقد اصبحت نحيلا كعود الكبريت.."
"اهلا وسهلا بك غضنفر بك.. وسرورنا كبير لاستضافتكم معنا.."
"اجاب غضنفر.. انا اعرف من استدعاني.. لا لزوم لتمهد لي.. قلبي دليلي.. هذه صرصريتا حبيبة القلب.. تريد ان تعلن حبها لي على الملأ.. انا توقعت ان يحصل هذا يوما ما.."
"عفوا سيد غنضفر انت مخطىء .. هذا ليس .."
ولكن غضنفر لم يسمع وقال "لعلها وراء الستار؟؟ لم اعد استطيع الانتظار ساقوم اليها في الحال وافتح الستار وافاجئها باعلان حبي قبل ان تفعل ذلك.. فهذه مهمة الذكر وليس الانثى.." ثم جال ببصره في القاعة وقال "ولكن أين هو الستار؟؟" ثم جال غضنفر في القاعة ليجد في النهاية غرفة صغيرة فيها ستار.. فاشاحه بطريقة دراماتيكية وقال "ها انذا يا حبيبتي .. اعلن حبي لك امام صرصرايين الصراصير التي تشاهدنا على الهواء مباشرة" وكان الجواب صفعة هائلة على خد غضنفر.. وصوتا لصرصارة شبه عارية تصرخ "بلا اخلاق.. وقح.." وتغطي جسدها.. فقد كشف غضنفر عن غرفة تبديل ملابس المذيعات.. امام الكاميرا..
اغلق غضنفر الستار مصدوما وهو يحك خده وقال .. "هذه ليست صرصريتا.. اتريدون مني ان احب غيرها؟؟ ابدا غير ممكن.."
ولكن في هذه اللحظة تمكن جرجير من الامساك به وقال له "سيد غضنفر.. هناك سوء تفاهم هذا ليس برنامج "فضفض قلبك".. ذاك برنامج اقدمه على قناة اخرى.. هذا برنامج "من سيربح الصرصريون؟؟"
"اه عفوا.. هل يمكنني الاستعانة بصديق اذن؟؟"
"لماذا؟"
"كي يساعدني كيف اعرف من سيربح الصرصريون.."
"لا هذا اسم البرنامج.. المسابقة لم تبدأ بعد.."
"طيب.." قال غضنفر هذا وقعد على كرسيه ودلى ساقيه ثم عض انامله جزعا..
"انت مرتبك؟؟ هذه اول مرة تقف فيها امام الكاميرا؟؟"
"لا هذه اول مرة اجلس فيها امام الكاميرا.. وقفت مرتين قبلها.. مرة عندما جئت منذ خمس دقائق ومرة اخرى عندما تعثرت ثم وقفت..
لا.. هذا غباء فوق الحدود قال جرجير في نفسه. متوقعا ان يخسر غضنفر من الجولة الاولى.. ثم قال "خذ نفسا عميقا.. ابتدأت المباراة."
سؤال سياسي: كم عدد منفذي اعتداء 11 من بهلول.. الاحتمالات: 4-5-6-7
"هذا سهل" اجاب غضنفر (ولا شك فقد تسبب به...) "هم اربعة وان كان هناك خامس يراقبهم من.." ثم تذكر ان هذا سر لا يعرفه احد غيره وسيكشف مشاركته في هذا الحدث فبلغ الجملة وقال بهستيريا "اربعة.. اربعة.. لا غير.. لم يكن معهم مخطط.. هم هاجموها من تلقاء انفسهم.. لم اطلب منهم ذلك من اجل الجوهرة.. انا بريء.."
"سيد غضنفر.. ارجوك اهدأ.. كلنا نعرف مدى الاسى الذي ينتابنا عند تذكر هذه الذكرى الاليمة ولكن ارجوك.. ركز معي.. اعطني رقما محددا.."
"اربعة.."
"جواب نهائي؟؟"
"نعم جواب بنهائي.."
"صحيح .." قال جرجير وهو يخفي الاسى في قلبه وضجت القاعة بالتصفيق..
سؤال فني .. ما هي مقاسات جسم صرصريتا؟ ( الصدر،الخصر، الارداف) الاحتمالات الاربعة هي..
فقاطعه غضنفر وقال بدون تردد : لا تتعب نفسك احفظها بصما.. 4-2-4 ملم
"اووف .. صحيح.". قال جرجير
"انا موسوعة عامة فيما يخص صرصريتا.. في السنة السابقة كانت 4-4-2 ولكنها دعمت المقدمة الهجومية الآن (الصدر) بمساعدة سيليكون و اضعفت خط الوسط.. بناء على نصيحة المدرب "باكنباودر" اقصد مدير اعمالها باكنباودر..
"السؤال الثالث صعب .. من هو الحاكم الثالث في ارض المطبخ؟؟ اربع احتمالات: شنكوح، شعبو خان الاول.. حنكوش.. زرازر .." وابتسم جرجير ابتسامة خبيثة اذ كان يعرف ضعف ذاكرة غضنفر..
"طيب.. اعطني مهلة للتفكير.." قال غضنفر ثم ردد همسا قسم الولاء لرئيسه فقال "نحن نشكر سيادة الرئيس شعبو خان الثاني المبجل ابن صرصوريوس ابن شعبو خان الاول ابن حنكوش ابن منفوش ابن حرفوش ابن صراصر ابن زرارز ابن فركوح ابن شنكوح.. فاذا كان شنكوح اول ملك عندنا يكون زرازر هو الملك الثالث.." ثم اجاب وسط دهشة جرجير.. "زرازر.."
اجابة صحيحة قال جرجير وبلع ريقه خوفا فقد بدأ غضنفر يقترب من الصرصرويون.. وهنا جاءته تعليمات من الادارة ان يسأله سؤال ذاكرة ولكن بغير ما يختص صرصريتا او الاسرة الحاكمة .. فسأله سؤالا بسيطا يعرفه القاصي والداني: ما هو تاسع شهر في السنة؟ الاحتمالات: بهلول- نحسان- كنكون الاول- حديدان..
وكلنا نعرف ضعف ذاكرة غضنفر في قضية الشهور.. فقال "طيب دعني اعد على اصابعي.." واخرج يده فلم يجد اصابعا. فقال جزعا "اصابعي!!! اين ذهبت؟؟" ثم تذكر انه صرصار وليس له اصابع فارتاح نفسيا وبدأ العد على ورقة وضعت امامه.. الشهر الاول هو كنكون الثاني.. لا كيف؟؟ مستحيل.. كيف يكون كنكون الثاني اول شهر؟؟ معناها كنكون الاول يكون الشهر الثاني.. خطأ.. لا عفوا.. صحيح.. كنكون الاول هو آخر شهر.. وكنكون الثاني هو الشهر الاول.. وشبوط الشهر الثاني.. والآن ما هو الشهر الثالث يا غضنفر؟؟
"الوقت يكاد ينفذ سيد غضنفر.. وانت ما زلت في الشهر الثالث.." قال جرجير
"وما ادراك انت؟؟ وحام الشهر الثالث متعب ايضا.. واصعب من الشهر التاسع.."
اقصد ان الوقت ينفذ.. هل تطلب رأي الجمهور؟؟
طيب.. هاته وخلصنا..
وهنا اوعز مدير المحظة بتزوير النتائج وقلبها.. ليصبح 70 في المائة من الاصوات لصالح شهر حديدان.. وثلاثين لبقية الاشهر وتنفس جرجير الصعداء فأخيرا اوقع غنضفر في الفخ..
ولكن للمفاجأة قال غضنفر" مع احترامي للجمهور فحديدان ليس الشهر السادس.."
"ماذا .. كيف عرفت؟؟"
في بلادنا لا نقبل الحقيقة الا اذا كانت 99 بالمائة.. 70 بالمائة يعتبرها رئيسنا فشلا... لذا واقتداء بملهم الامة.. ارفض هذه النتيجة جملة وتفصيلا.. اطلب حذف اجابتين بالآلة الحاسبة..
طيب احذفوا اجابتين.. قال جرجير ممتعضا.. (طبعا هذا امر لا يستطيعون الغش فيه فهذه الة حاسبة وليست اصوات صراصير..)
وحذفت اجابتين فبقي احتمالي بهلول ونحسان..
"طيب.. ساختار منهما واحدا بالقرعة.." وطفق يغني "شكرة بقرة.. قللي عمي عد العشرة.."
فنظر اليه ابن صرصورة من مقاعد الجمهور وقال بحنان "يقبرني.. يتذكرني دائما.."
وتابع غضنفر العد قائلا "واحد اتنين.. ثلاثة اريعة.. خمسة... اف ماذا بعد الخمسة يا غضنفر؟؟ ما هو الرقم الذي كان يأكله كركر وهو صغير؟؟.. نسيت.. لست متفوقا في الحساب.. "
سيد غضنفر.. الوقت يكاد ينفذ.. اختر ارجوك.. سأدفع الصرصريون من كيسي ... فقط خلصني..
"طيب سأستعين بصديق.."
"من هو ؟؟"
"صديقي الحميم نصيحة الخير.. مستشار بارع في هذه الامور"
"طيب حاضر.. اتصلوا له بنصيحة.. معك ستين ثانية فقط وبعدها نقطع الخط.."
"الو.."
"آآلو.." اجابت ابنة نصيحة الصغيرة "صبيحة" بدلع..
"بابا فين؟؟"
"بابا هنا.. قلو مين؟"
"قوليلو عمو..."
"عمو مين؟؟ اقللو مين بيكلمو؟؟"
"يا بنتي هاتي ابوكي الوقت ينفذ.. خلصيني.." صرخ غضنفر غاضبا.. فخافت الطفلة وبكت من صراخ غضنفر
فجاء ابوها يقول "أي ابن انسان ارعبك يا صغيرتي؟؟ اعطني الهاتف لاشتمه.."
استلم التلفون وقال "عيب عليكم ان تتصلوا بفتيات صغيرات وتتحرشوا بهن.. عيب.."
"نصيحة.. هل تسمعني.. انا غضنفر صديقك العزيز.. انا في برنامج فضفض قلبك.. اقصد من سيربح الصرصوريون.. عندي سؤال ارجو ان تساعدني فيه.. انه السؤال النهائي كي اربح الصرصوريون.."
"غضنفر.. هذا انت.. كنت اتابع البرنامج على الهواء.. ارأيت تحققت نبوءة طرزون وبما اننا وجدنا طرزون سويا عليك ان تقتسم معي المبلغ.. "
"طيب يا اخي ساعدني وبعدها اعطيك ما تريد.."
"طيب... على فكرة كدت تفضحنا... اهكذا تذكر تفاصيل مؤامرة 11بهلول التي قمنا بها سويا ؟؟"
"يا لي من احمق" قال غضنفر في نفسه.. "نسيت ان اقول له انها ليست مكالمة خاصة.. بل مكالمة على الهواء" واغلق الخط في وجه صديقه قبل ان يكمل في اعترافاته رفع صوته وقال "صديقي يقول انه بهلول.."
"متأكد؟؟"
"هذا آخر جواب عندي.."
وضجت القاعة بالتصفيق بعد ان حبست الانفاس طويلا وفاز غضفر بالصرصيرون.. وسط نحيب جرجير على وظيفته التي طارت مع الريح..

هذه للاخ بلال ايضا

عزام

انتخابات غرفة الطعام

وحل موعد الانتخابات في دويلة غرفة الطعام وطلب الرئيس رجاء طعموني تعييني ضمن اللجنة التي كلفتها هيئة الصراصير المتحدة بالاشراف على نزاهة العملية الانتخابية فقمت بجولة ميدانية على اهم الاحزاب المشاركة...
بدأت جولتي بمقابلة المسؤول عن حزب "الاصلاح والمصالحة والتصليح" الشاويش ابو كلبشة الذي جاء البلاد بعد طول غياب قضاه في بلاد الاطلنطيك.. فسألته : "ما اهدافكم؟"
فأجاب مشيرا الى شعاره المعلق على لافتة ضخمة "الاصلاح: ايقاف الهدر والسرقات – المصالحة : فتح صفحة جديدة مع اعداء الامس – التصليح : تصليح عربتي فقد تعطلت لإني تركتها منذ سفري الى بلاد الاطلنطيك.."
"ولكن هل هذا مطلب شعبي يستحق ان تضعه مع سائر الاهداف؟؟"
"ليس بالضرورة ولكن وضعته لأضبط القافية.. الصراصير بسيطة بحاجة الى شعارات سهلة ترددها كالببغاء"
"آه نعم.. ضبطت القافية وعدمت العافية.."
"حلوة حلوة جملتك فيها قافية ايضا.. ساجعلها احدى شعاراتي الانتخابية.."
"شكرا.. كيف تتأملون ان تجري الانتخابات .. حضرة الشاويش ؟"
" نحن نريد انتخابات حرة نزيهة وشفافة" ثنم التفت الى ثلاث فتيات قربه وقال "وبالمناسبة اعرفك على اعضاء لائحتي: الآنسة "نزيهة" – الآنسة "حرة" – الآنسة "صرصريكا". "
" ولكن لماذا لم تأت بالآنسة "شفافة" مكان صرصريكا؟"
"بالحقيقة بحثت ولم اجد واحدة بهذا الاسم.. ولكن افتح عينيك جيدا.. الآنسة صرصريكا ترتدي ثيابا شفافة.. ثم هي اصبحت مشهورة بعد ان اصبحت عشيقة رئيس دويلة الصالون... يعني اقدر ان اصواتا كثيرة ستأتي من وراءها .. خاصة بعد ان انزلت صورتها التي تدخن بها السيجار الكوبي.."
فتأملت بقية اعضاء اللائحة الظاهرين في الصورة وقلت "ولكن الا تتناقض دعوتك للاصلاح مع وجود المرشح فرفور المختلس الكبير على لائحتك؟؟"
فتبسم وقال "ابدا..." ضاغطا على حرف الباء حتى خرج كصوت الطبل من شفتيه ثم تابع "فرفور ذنبه مغفور... هاه.. ما رأيك؟؟ اعجبتك القافية؟؟"
"اعجبتني جدا.. كان يجب ان تكون شاعرا.. لا شاويشا"
ثم انتقلت الى المركز الانتخابي لحزب آخر هو حزب "الثبات والصمود" الحاكم والذي يترأسه "فارس الجرادة" فسألته عن سر اسم حزبهم..
"ذلك لأننا نحن الوحيدون الذين لم نغير موقعنا.. نحن مع الحق.. ويا جبل ما يهزك ريح." اجاب فارس..
"ولكنكم كنتم مع قوى الوحدة واصبحتم من دعاة الانفصال"
"صحيح.. كان الحق مع دعاة الوحدة ثم اصبح مع دعاة الانفصال ونحن دائما مع الحق.."
فتذكرت بأن دعوة الانفصال لم تقوى الا بدعم الاطلنطيك فسألته : " انتم مع الاقوى.. وليس مع الحق.."
فرفع نظاراته الطبية المصنوعة من اجنحة البعوض وابتسم وقال "يا بني انت لا تفهم السياسة .. الحق دائما مع الاقوى.. فهما بالتالي سيان.. والتاريخ يكتبه المنتصرون. بعد 11 بهلول اصبح الاطلنطيك القوة العظمى والقطب الاوحد.. هم القوة الآن.. وهم الحق.."
فهززت رأسي موافقا على هذه الحكمة المكياصرصرية وانصرفت..
ثم انتقلت الى مركز حزب الغد المشرق فوجدت تجمهرا كثيفا امامه ووجدت صرصارا يعتلي ظهر القوم ويصرخ "تنتخبوا من "
فيجاوب الجمهور بعفوية "باااص مة" ثم يقومون بهز الخواصر بحركة متجانسة على طريقة المطربة المشهورة "مياصة" في اغنيتها المشهورة "حوشو المتوحش عني"
فيصرخ ثانية "تحبون من؟؟"
"بااااص مة" ويهزون بخاصرتهم في الاتجاه المقابل
"تنتخبوا كيف؟؟"
"بااااص مة" ويهزون قفاهم الى الخلف بقوة .. لدرجة ان صرصارا عريض القفا اوقع مئة صرصار –على طريقة الدومينو - بسبب قوة دفعه لمن خلفه مباشرة..
المهم ولجت المكتب بعد التدفيش والدفع لاقابل رئيس حزب الغد المشرق وقد سمعت من الناس انه رجل ثري متمول ومتعدد الجنسيات يترشح تباعا في أي دويلة يريد بما انه يحمل جنسيتها.. ولكني تفاجأت برؤية شاب في مقتبل العمر ممسكا بعصا خشبية..
"سيد بصمة.. من جولتي على المكاتب.. حزبك يبدو لي الاكثر شعبية.."
فابتسم وقال "شكرا حضرة المراقب ولكن اسمي ليس بصمة.. انا اسمي "زنكيل ابو فلوس" ..
"عفوا سيد زنكيل" ولكن لمن يهتفون في الخارج اذن؟؟ .. من هي بصمة؟؟ اتراها اختصارا لاسم حزبكم"
"اخطأت مرة اخرى.. بصمة هي شعار الانتخاب عندنا وقد تفوق حتى على اسمي.. البصمة هي كيفية الانتخاب.. وليس ماهيته.."
"آه معك حق.. " تذكرت الآن ان الهتاف كان "تنتخبوا كيف؟" ولكن ما هي الكيفية؟؟"
"بسيطة جدا.. تنتخب اللائحة كما هي.. لا تشغل عقلك.. فنحن نفكر عنك.. هذه فلسفتنا.. في بلاد الاطلنطيك كل شيء يحل بسهولة... لا روتين ولا بيروقراطية.. حاجاتك تلبى في الحال وانت في بيتك.. معاشك يصل الى البيت.. ضرائبك تدفع من البيت.. حتى الاكل والشراب يصل الى البيت جاهزا.. ونحن علينا ان نتعلم منهم اذا اردنا ان نصبح مثلهم يوما ما .. لذا سنحاول تطبيق هذه التقنية في الانتخابات.. لا نريد ان نتعب الناخب.. فقط يضع لائحة بسيطة دون تفكير.. وان كان غير قادر على المجيء نحن نذهب اليه بصندوق الاقتراع.. مريض جدا في الكوما.. نرسل من ينوب عنه وينتخب عنه.. هل في ذلك تسهيل اكثر من هذا ؟؟؟"
"لا ابدا... سيد زنكيل.. لماذا تحمل العصا وانت شاب؟"
" اولا العصا لمن عصا.. يجب ان اؤدب من يخرج عن طوعي من لائحتي"
"وثانيا.."
" ثانيا: سياسة العصا والحمصة.. الترغيب والترهيب مع الناس.."
"وثالثا.."
" ثالثا وهو الاهم هي مرشحة معي الى الانتخابات.."
فقلت مدهوشا "اتمزح؟؟ كيف قبلت اللجنة ترشيحها.."
فاجاب "ما يقضى في المال يقضى في الحال.. ذل مالك ذل مالك "
"سيد زنكيل ولكن لماذا الاصرار على طريقة بصمة؟؟؟"
"نعم .. سألتني.. عندي مخاوف من خرق اللائحة وهذا لا يليق باسمي ولا بثروتي.. مع ان لائحتي متجانسة جدا.. سيمباتيك واوريجينال.. اسمع اسماء المرشحين : طرطور- صرصور –كركور – بربور – دردور – جرجور- زرزور- حرحور- نرنور- قرقور- فرفور.." ثم انتبه وقال "لا عفوا .. فرفور مع اللائحة الاخرى.. مع اني دفعت له مبالغا طائلة لينزل معي ولا يخرق التجانس.."
"اذا تركنا الاسماء على حدى.. هل هناك تجانس وتعارف بين الاشخاص؟؟"
"طبعا وكيف لا؟؟ اعطيك مثالا: قرقور نطح ابو دردور وقتله.. معرفة قديمة وعلاقات متجذرة.."
"آه بالفعل نعم التجانس.." ثم نظرت الى صور الحملة الانتخابية فرأيت صورة عملاقة تمثل "زنكيل ابو فلوس" وعصاه وحوله سائر اعضاء لائحته ولكنهم بدوا كالاقزام امامه.. فسألته "لائحتك مؤلفة من اقزام؟؟"
فاجاب "لا.. ولكن قمنا بمونتاج لتخرج بهذا الشكل.. لكل مقام مقال.. لا يجوز ان يوضع من يتحرك طوع بناني بحجمي.."
"نعم معك حق.. مئة بالمئة.. هل لي ان اعرف برنامجك لما بعد الانتخابات؟؟؟"
"اووف.. انا رجل مشغول بادارة مملكتي المالية الضخمة.. برنامجي السياسي يمليه علي الاطلنطيك فيما بعد.. لماذا اعذب نفسي؟؟ اعط قمحتك للنملة ولو اكلت نصفها.."
وجرت الانتخابات وخسر الحزب الحاكم بقيادة رجاء طعموني لعجزه عن التكيف مع نبض الشارع وانتصرت المعارضة وحازت على الاغلبية الساحقة في البرلمان.. وعدت الى دويلة المطبخ لاطلع غضنفر على التطورات .. فحزن وقال "اووف اغلبية ساحقة؟؟؟ الا يعرفون اني اكره هذه الكلمة.. " ثم طفق يردد " أنا اكل اذن انا موجود.." حتى ينسى السحق ومشتقاته..

جزاك الله خيراً
اقرأها بعد الظهر لأنه علي التحضير للخطبة

عفواً اخي عزام ولكن هذه القصة ايضاً دليل على التكلف في الأسماء والأحداث. لم نعد في زمن المقفع ويحق لك الآن ان تكتب وتنتقد لو اردت ولكن بدون هذا الأسلوب الغرائبي جداً.

مع ذلك، اظن ان الشباب الصغار قد يحبوا قراءتها ولكن البالغين قد يتعبوا منها (لن اقول يسأموا) منها.
ستقول لي مرة اخرى ان هناك دار نشر قد قبلتها، هذا صحيح ولكن مع ذلك احس انك قادر على كتابة قصص افضل بكثير لو خربت من شرنقة "المسايرة السياسية" وكنت صريحاً في التلميح فقط بدون ان تكون مجبراً على كل هذه التوريات الهمذانية فعلاً وقولاً.

في الماضي لما كنت اكتب في نهار الشباب كان الجو يحبذ كل من يكتب ضد السوريين لا سيما واننا كنا في منتصف التسعينيات وكانت اي عبارة ضد الشقيقة تعني س و ج. يومها بدأت اكتب بإسم مستعار نسبياً ولكن هذا لم يخفي شخصيتي إلا لفترة قصيرة حصل بعدها المواطنون الصالحون على إسمي من اصحاب لي افتخروا بأنهم يعرفون من يكتب بعض المقالات وهنا اضطررت للتوقف فترة ثم عدت للكتابة ولكني فوجئت ان كل البطولات التي كنا نظن اننا نؤديها بمقالاتنا لم يكن لها قيمة تذكر عند العقداء لا في الأمريكان ولا في البوريفاج وكانت كلها عبارة عن تفشيخ وعرض عضلات من مراهقين يظنون ان كلمة منهم سوف تغير شيئاً في مسرح الأحداث.

لذلك، لا اظن ان إستغنائك عن اسلوب التلميح الزائد سيسبب لك اي مشكلة في هذه المرحلة ولا اظن ان من تخشى زعلهم يقرأون اصلاً :)

اخي الحبيب
ليست قضية خوف من نظرة محبيهم الي.
انا اتهرب من نقد الاشخاص قدر المستطاع لان الانسان المحب لسعد الحريري لن يتقبل بسهولة ان تنتقد سعد الحريري مثلا مباشرة وسيظن انك تتحامل عليه. وبالتالي فلن استطيع ان اؤثر فيه. نفس الكلام يقال عن عمرو خالد. اذا ركزت على انتقاد شخصه وافعاله لن اؤثر في محبيه. اولا علينا ان نقنع محبيبه بالمبادى الصحيحة ونتركهم وحدهم يلاحظون اخطاءه.
الم تفهمني بعد؟ ممكن تقول لي اكتب بالمبادىء بدون تورية او قصص.. نعم ممكن.. لم لا.. فعلت هذا في مقالات عدة..
عزام