تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : شباب بين الإلتزام و فتن المجتمع !!



كاسر الصمت
02-01-2008, 02:59 PM
بسم الله الرحمان الرحيم

لا يكاد ينكر منكر ، إلا إذا كان كذوبا متكبر ، ما تشهده الكرة الأرضية من عودة للإسلام لا مثيل لها منذ بزوغه ، يكتسح كل الطبقات وجميع الفئات والجنسيات ،
وأعظم الجيوش شبابا في عمر الزهور واطفال في عمر البراعم والورود ، وهكذا نعاين جميع النصر الموعود والفتح القريب .. إن شاء الله وما النصر إلا من عنده ولا يعزب على الله من مثقال ذرة ..
ولكن فلنتعمق قليلا ولنفحص ما يدور داخل اوساط التائبين والتائبات ، كيف يعيشون الحياة غرباء قابضين على الجمر وما درجة الالم وكيف صراخهم ؟!!!

وإنه لا يخفى علينا أن من أعظم ما يعانيه هؤلاء الشباب والفتيات هي فتنة النساء ،
في وقت صعبت فيه إجراءات الزوات اوكادت تكون مستحيل بالنسبة لفئة معينة ،
وفي مقابل كل هذا فالمصيبة تكون أعظم في ظل إنتشار الإباحة في شتى الأماكن وبمختلف الوسائل ،
هنا تساءلوا معي كم يقدر الشاب في هذه الظروف على الصبر ،؟؟ كم يقدر على الصوم ،؟؟
كم سيستحمل ويتحمل ،؟؟

أسابيع ، ام شهور ، أم سنين ، ام العمر كله؟؟

يتبع بإذن الله ...

هنا الحقيقه
02-01-2008, 03:18 PM
نتابع معك موضوعك اخي الكاسر لكن حبذا لو حذفت كلمة معينة ووضعت بدلها كلمة اخرى تلطفا
وانتقاءا للكلمات اللطيفة

من قلب بغداد
02-01-2008, 05:49 PM
السلام عليكم

عذراً للتعديل الذي حدث بدون سابق إنذار ..
لكن بعض الأشياء حين يتم التعمّق فيها و في الحديث عنها تصبح منفرة و ليست
موضوع للنقاش بقدر ما تكون مادة لا فائدة منها مطروحة لا تقدم أو تؤخر ..
ناقشوا لكن لا حاجة لإستخدام كلمات من الممكن الإستغناء عنها .

كاسر الصمت
02-01-2008, 06:19 PM
السلام عليكم

عذراً للتعديل الذي حدث بدون سابق إنذار ..
لكن بعض الأشياء حين يتم التعمّق فيها و في الحديث عنها تصبح منفرة و ليست
موضوع للنقاش بقدر ما تكون مادة لا فائدة منها مطروحة لا تقدم أو تؤخر ..
ناقشوا لكن لا حاجة لإستخدام كلمات من الممكن الإستغناء عنها .


بارك الله فيك ، أما الكلمة التي تم حذفها أو على الأصح إستبدالها ، فأنا لا أرى فيها ما يخل بالحياء ..

وربما هذا راجع إلى المجتمع العلماني الذي تربينا فيه نحن المغاربة فكسر عدة تحفظات التي تغطي كثير من المصطلحات ،، فآخر زلزال أصاب الأخلاق في المغرب هي المجلة اللعينة التي تصدر تحت عنوان * نيشان * وتعني باللهجة المغربية مباشر أو مستقيم

قفد تناولت هذه المجلة الخبيث الفأس لكسر كل ما بناه الإسلام قبل توقفها بإذن الله ، وما كيد الكافرين إلا في ضلال ، والله لا يصلح عمل المفسدين ، وقطع دابر الذين كفروا والحمد لله رب العالمين

أعتذر مرة أخرى إن أذتكم الكلمة من غير قصد مني ، وأستغفر الله لي ولكم

طرابلسي
02-01-2008, 07:05 PM
تسجيل متابعة
أكمل بارك الله فيك

بسيل81
02-01-2008, 09:02 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

موضوع قوي ..كيف يمكن للشاب الملتزم أن يحافظ على التزامه و تقواه في ظل هذا المجتمع المليئ بالمغريات و الفتن ؟
في رأيي الانسان يحاول أن يجد له بيئة تناسب معتقداته و أفكاره و عقيدته ..وصدقني أخي أن الله لا يضيع عبده .. أي أن الشاب الملتزم سوف يجد التي مثله ليتزوجها ... و حتى الشاب غير المستعد ماديا ... سوف يجد من تناسبه و تتحمل معه أعباء الحياة ....فقط عليه بتشغيل عقله و العمل المخلص .. وليس فقط التمني و الكلام و الاحلام ...يجب عليه أن يبحث و يعمل و يجد و يتعب .. لأنه كلما أردت شيئا أنبل و أعظم .. احتجت جهدا أعلى وأكبر ...

** اللهم وفق كل شباب الأمة إلى ما تحب و ترضى .. و احلل عقدة كل شاب و شابة و ييسر زواجهم ووفقهم الى السعادة الحقيقية ..

دعاء تيسير الزواج للشاب و الشابة:
عند قراءتى لأحد كتب الآثار وجدت الاتى: روى الواقدى أن زاهداً أرتبط بصداقة حميمة مع أحد العارفين وشاءت الأقدار أن يفرق بينهما أكثر من عشرين عام فأشتاق الزاهد إلى صديقه وظل يبحث عنه إلى أن وجده، فطرق عليه بابه ففتحت له إحدى بناته وكأنها البدر فى ليلة تمامه فقال: لها إنى فلان صديق أبيك منذ سنوات.
فقالت له : أهلاً بك فأن أبى لم يحدثنا عنك كثيراً. فسمع الأب صوت الزاهد فقام مسرعاً إليه وبعد تبادل الأحاديث قال له من التى فتحت لى الباب قال : أبنتي. قال له : أهى متزوجة؟ فقال: لا ولا أخواتها الست وهى أصغرهن.
فقال الزاهد : أسمع منى وخذ عنى هذا الدعاء الذى حفظته عن أجدادى وما خاب بأمر الله وأخذ يتلوا عليه الدعاء حتى حفظه وحفظته بناته السبع وبعد عامين عاد الزاهد إالى صديقه فوجد داره تعج بالبنين والبنات لأنهن قد تزوجن جميعاً.
* الدعــاء
اللهم إنى أسألك بأني أشهد أنك أنت الذي لا اله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد اقض حاجتي آنس وحدتي فرج كربتي اجعل لي رفيقاً صالحاً كي نسبحك كثيراً ونذكرك كثيراً فأنت بي بصيراً.
يا مجيب المضطر إذا دعاك احلل عقدتي آمن روعتي يا إلهي من لي ألجأ إليه إن لم ألجا الي الركن الشديد الذي إذا دعي أجاب هب لي من لدنك زوجاً صالحاً وتجعل بيننا المودة والرحمة والسكن.
فأنت علي كل شئ قدير يا من إذا قلت للشئ كن فيكون. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم.

من هناك
02-01-2008, 10:41 PM
متابع معكم ايضاً
جزاكم الله خيراً على طرح هذا الموضوع الذي يمس مجتمعاتنا في الصميم لأن الملتزم صار يعيش بين نارين/
* نار الإبتعاد عن المجتمع
* نار الفتن التي تشتعل في المجتمع

هناك الكثيرون ممن يبقون في الوسط ويعانون كثيراً وكثير ممن ينسحبون إلى بيئة خاصة بهم وتناسبهم ولكنها تبعدهم عن الناس

هناك من يقع في الفتن ايضاً وينسى دينه او يتابع وهو يظن ان يحسن صنعاً

كاسر الصمت
02-02-2008, 04:14 PM
بارك الله في المشاركين فوالله لقد زدتم الموضوع بريقا وتألقا..

هنا تساءلوا معي كم يقدر الشاب في هذه الظروف على الصبر ،؟؟ كم يقدر على الصوم ،؟؟
كم سيستحمل ويتحمل ،؟؟

أسابيع ، ام شهور ، أم سنين ، ام العمر كله؟؟

هكذا كان سؤال الشاب المعذب في زمن الغرباء ،، فأجابه أنيس نفيس ...

تقول أيها الكريم ( ولكن ماذا الشباب لا يقدر على الزواج ؟؟! وحوله ماحوله من الفتن في الشارع وعلى التلفاز والمجلات والنت ..بل كل مكان !!

كم يقدر أن يصوم ؟؟ أو أن يصبر ؟ فل نكن واقعيين ، أنا أعلم أن كل شهوات الدنيا أذا إشتغلت بها شغلتك وإذا إشتغلت عنها إشتغلت عنك ، فهل الكل يقدر على الإشتغال ؟؟)

نعم ..
الشباب لا يقدر على الزواج ..
فما البديل المقترح غير الصبر أخي الكريم ؟

يرحم الله من قال " إذا صبرتم أجرتم و لكم الجنة ، و إن جزعتم كفرتم و لكم النار " .

إنك - أخي الفاضل - تعجب من شباب لا يتكلمون إلا عن النساء ، و تجد أحدهم - والله رأيتها بعيني - لم يبلغ الحلم و يتكلم عن الزواج !!

هذا ما يُراد لنا أخي الفاضل ، و هذا ما حذرناه رسولنا صلى الله عليه و سلم ، أن نكون أمة من الناس غثائيةً لا هم لهم إلا الفروج و البطون .

شاب لا يجد منصرفًا لشهوته في الحلال ، و تعرض للنساء في الشارع و التلفاز و النت و غير ذلك ..

بداية الحل أخي الكريم هو صدق التوجه إلى الله عز و جل بطلب العصمة من الفتنة ..
في كثير من الأحيان تقرأ الحلول المقترحة لإنقاذ الشباب من فتنة النساء و تقلبها يمينًا و شمالًا فلا تجد فيها اللجوء إلى الله !!

أخي الكريم .. لو أن الله عز و جل قبل دعوة واحدة كانت في جوف الليل من قلب صدوق فإنه من يهده الله فهو المهتد .

عندما تعرض لك فتنة النساء في أي مكان فاستعذ بالله ، و اعتصم بالله ، فالذي جعل الإسلام يثبت أمام ضربات الأعداء و هي كثيرة قادر على أن يجعل قلبك يثبت أمام فتنة امرأة أو غيرها .

و إياك و الذنوب فترفع عنك معية الله عز و جل فتصير وحدك و لو صرت وحدك لتخطفتك الطير و لزلت قدم بعد ثبوتها .

فرقم واحد في التصدي لتلك الفتنة هو : اللجوء إلى الله عز و جل .

إن بعض الشباب يصوم أو يلجأ للألعاب الرياضية ليشغل نفسه و كأنه ينتظر من نفسه الحل و تكاله على نفسه !! قد يصح هذا من الغرب الكافر أما من شاب مسلم فهذا من الفصام النكد بين الشريعة و العقيدة لا يصح هاهنا !!

و سائِل أيَّ شاب يشتكي من فتنة النساء : كم من مرة قدم الأعمال الصالحة و نيته التقرب إلى الله عز و جل و التوسل إليه حتى يقيه الفتنة ؟؟ كم من مرة قام الليل يدعو بطلب العصمة ؟؟ كم من مرة ترك الذنوب خشية أن ترفع عنه معية الله الخاصة للصالحين ؟؟

إن الصوم أخي الكريم ليس جنة من الزنا و حصنا من الفاحشة لأنه يُضعف البدن كما يزعمون سامحهم الله !!
إن الصوم يربي في الإنسان مراقبة الله عز وجل في تصرفاته و هذا هو حل هذه الفتنة .

و تلك عبادة قلبية أخرى تقي فتنة النساء ..
فالعبادة الأولى هي الافتقار لله عز و جل و الثانية مراقبة الله عز و جل ..

لا تقنعني أن شابًّا لا يراقب الله عز و جل في تصرفاته بين الناس سيراقبه خاليًا !!

و في الحديث الذي صححه الألباني رحمه الله ( أوصيك أن تستحي من الله تعالى كما تستحي من الرجل الصالح من قومك . )

فتخيل أن معك رجلًا صالحًا من قومك ، كيف سيكون تصرفك ؟؟

فاعلم أن الله معك ..

ثم اعجب من شاب يظل يومه و ليلته يشتكي من فتنة النساء فإن حضرت امتحانات آخر العام رأيته لا يفكر في الأمر أصلًا فضلًا عن أن يتحدث عنه !!

لماذا ؟!!
لأنه يخاف أن يضيع الوقت فلا يستطيع المذاكرة فلا يستطيع الإجابة في الامتحان فتكون النتيجة سيئة !!

إنه يخاف !!

فتلك عبادة قلبية أخرى نحتاج إليها في مواجهة تلك الفتنة و هي : عبادة الخوف ..

إن الموازنة هاهنا ليست عقلية فقط بل عاطفية و هذا من نعم الله علينا ..
كيف ذلك ؟!!

الشاب الآن يتعرض لفتنة في التلفاز و يفكر في منصرف لهذه الفتنة ..
الشاب يتذكر يوم القيامة و من قبله القبر و من بعده النار أعاذنا الله ..

عقلًا سيختار الوقاية من الثانية فدرء المفاسد مقدم على غيره .
و يزيد الأمر هنا ..
أن الشاب لو لم يفكر بعقله و غلب عليه جانب العاطفة فإن تخيل نفسه في القيامة أو في القبر أو في النار يطيح بأي موازنة مع أي شهوة !!

ثم تخيل معي أخي الكريم :

شاب يريد أن يعرف وسط الناس بأنه مؤدب و محترم فكلما مرت من أمامه فتاة بادر بغض البصر بطريقة ملفتة للنظر ..
تعرف هذه النوعية المستفزة من الشباب ؟؟

هذا الشباب غض بصره رجاء أن يحسن صورته وسط الناس ..

فهنا عبادة قلبية أخرى : الرجاء .

تعرض علي الفتن فأُعرض عنها طمعًا في أن يذكرني الله فيمن عنده ، طمعًا في أن أكتب في الصديقين فيرفع قدري ، طمعًا في أن أكون رفيق يوسف عليه السلام في الجنة و أحشر مع حنظلة رضي الله عنه في المحشر ..

والسلام عليكم ورحمة الله

أبو مُحمد
02-02-2008, 04:27 PM
بارك الله فيك أخي لهذه الخلاصة الطيبة.

ولا ننسى أخي أن كثيرا من البلاء مدخله عدم غض البصر!

كاسر الصمت
02-03-2008, 01:04 PM
ثم تابع الأنيس النفيس كلامه الذي يقض مضجع كل شيطان وإبليس قائلا ::

ثم تعالَ إلى عبادة قلبية أخرى : الولاء و البراء .

ما قولك في النساء يفتنن الشباب في الشوارع ؟؟ ألسن على معصية ؟؟

فحق المعصية التأفف و النفور ..

و ما قولك فيمن يفتن الشباب في التلفاز و النت ؟؟ ألسن - في الغالب - على كفر !!

فلو أن القلب فيه عبادة التبري من كل ما يغضب الله لما كان فيه حين يرى العاصيات أو الكافرات إلا انتفاضة الغاضب لحرمات الله إذا انتهكت ..

و لذلك لما دعت أم جريج العابد عليه حين لم يرد عليها و واصل الصلاة قالت " اللهم لا تمته حتى يرى وجوه المومسات !! " ، فتخيل كيف كان قلب جريج العابد حين رأى وجوه المومسات ؟!! أي المعاني حلت في قلبه ؟؟

هل نظر إليهن و في قلبه تساؤل " ما أشد جرمكن حين انتهكتن محارم الله !! " ؟؟
هل نظر إليهن و هو يود تغيير المنكر فلم يستطع إلا بقلبه فاضطرب قلبه عليه اضطراب قلب المقهور أمام من يظلمه ؟!
هل نظر إليهن و هو يسأل الله عز و جل ألا يهلكنا بما فعل السفهاء منا ؟؟

أين هذا البراء من العصاة في شباب يسعى حثيثًا وراء المنكرات و لو عدِمها لبات الليل يندب حظه ؟؟

أين المعاداة لكل من يُغضب الله في شباب همه الأكبر أن يرى مومسًا كافرة تأتي إلى "" عملها "" و تكشف عن بعض جسدها " النجس بالشرك " و تمثِّل أمام الأغرار أمثاله و بعد انتهاء " العمل " تتقاضى " أجرها " من سيدها صاحب المجلة أو الموقع الإباحي و هو في الغالب " يهودي " ؟؟

أين المعاداة لكومة المعاصي تلك ؟؟ لماذا لا يرون من الأمر إلا أنه جسد امرأة ؟؟ لماذا لا يعلمون أن وراء الأكمة ما وراءها مما تنفر منه نفوس قوم يؤمنون ؟؟
لماذا يسمحون باستغفالهم من حفنة من العصاة " المنظمين " سموا أنفسهم " طاقم التمثيل و الإخراج " ؟؟

ثم أين هو من إخوانه يشردون في البلاد المحتلة بذنوبنا و ذنوب غيرنا ؟؟

لم لا يضع في حسبانه أن ذنوبه تلك تأكل من رصيد الأمة الإيماني كما تأكل النار الحطب ؟؟

أين الولاء و البراء !!؟

أيظن الظان أن الولاء و البراء في مقاطعة البضائع و لا بأس ببعض الجدل حول كون المقاطعة من البراء أم لا و انتهى الأمر !! إن الولاء و البراء " منهج حياة " كغالب أعمال القلوب في الإسلام ..

فخبرني أخي الكريم الحبيب : كيف لشاب أن يستلذ بالمعصية و هو يعلم أن فيها استغفالًا ممن يكره لشباب المسلمين الخير و فيه الضرر لمن يريد له شبابُ المسلمين الخير ؟؟

ثم تعال إلي عبادة قلبية أخرى : الحياء .

اسمع نداء الكريم بن الكريم و هو يقول ( مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ )

ألا ترى أن ربك أحسن مثواك ؟؟ ألا تراه أسبغ عليك نعمه ظاهرة و باطنة ؟؟

سبحان الله !!

كان أحد الشباب يخشى أنه إن انتهت الجامعة فسوف يشعر بأنه استغنى عن الله و كان يظن أن سره حاجته لله عز و جل هو " الامتحانات و الجامعة !! "

أمس علمت أنه على سفر لأن عينه فيها مرض صعب العلاج و هو على وشك أن يفقد بصره !! أسأل الله أن يشفيه شفاء لا يغادر سقمًا !!

إنها رسالة واضحة ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ )

فكيف لا يستحي الشاب من الله عز و جل ؟؟
لو خدمه بعض الناس خدمة لصار أسير تلك الخدمة - إن كان كريم المعدن نقي الطبع - و لصار يبحث عن كيفية الرد المناسب ..
فالله عز و جل أنعم علينا حتى لا أننا لا نستطيع العد ، لا يخطر في بال أحدنا أن يعد أصلًا ، فكيف يبحث أحدنا عن الرد المناسب ؟؟ كيف يكون الشكر لله ؟؟

فهل استحضر الشاب هذا المعنى و هو يتعرض لفتنة النساء ؟؟

ثم العبادة القلبية الأخرى : المنافسة و المسارعة في الخيرات .

نعم !!
إنها منافسة شديدة !!
إنك في منافسة مع الأفاضل أجمعين !!
أبو مسلم الخولاني رحمه الله كان يضرب نفسه بالسوط - إن كلت عن قيام الليل - و يقول " أيظن أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم أن يستأثروا به دوننا ، والله لنزاحمنهم على الحوض !! "

إنك في منافسة مع أبي مسلم الخولاني رحمه الله !!
الله المستعان و عليه التكلان ..

و الرصيد يزيد بالطاعة و ينقص بالمعصية ..
فابنِ صرح الإيمان مجتهدًا و عندما تعرض لك الفتنة ستراك تضن أن تعطل نفسك عن الركب بمعصية لا تستمر دقائق !!

و عبادة قلبية أخرى : الصدق مع الله .

بمجرد دخولك الإسلام فهذا عهد بينك و بين الله عز و جل .
قال تعالى ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ )

فعندما تعرض لك الفتنة قل :
لو انقدتُ خلفها فهذا دليل على عدم الصدق الكامل حين قلت " أشهد ألا إله إلا الله و أن محمدًا رسول الله " .
لو فعلتها فهذا دليل على عدم الصدق الكامل حين قلت " رضيت بالله ربا و بالإسلام دينًا "

و عبادة أخرى : الصبر .

لا أقول الصبر على الطاعة أو عن المعصية أو على المصائب ، بل صبر النفس .

اسمع قول موسى عليه السلام كما ورد في القرآن الكريم ( قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي)

إنها قضية القضايا !!
أن يملك أحدنا نفسه فإن تفلتت عليه أجبرها على الصبر ، و من هنا نفهم قول الله عز و جل لنبيه صلى الله عليه و سلم ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً )

فهل يملك الشاب نفسه أمام الفتنة العابرة ؟!! هل يجبرها على الصبر لدرء المفسدة القاصمة ؟؟
....

كاسر الصمت
02-04-2008, 05:18 PM
ويتابع الإنيس النفيس مسحاته على روح كل شاب غريب عبوس ..

و إلى عبادة قلبية أخرى : الاعتصام بالله عز و جل .

قد تجد الشاب المسلم محتارًا في مسألة ، يستشير هذا و هذا و يخطط و يدبر ، و يتمنى ألَّو اطَّلع على الغيب فعلم أفي اقتحام هذا المشروع أو ذاك المنهج أو غير ذلك ، تمنى لو علم أفيه الخير أم لا !!

و مسألتنا هنا هي البحث عن منصرف للشهوة في مقابل الصبر .

نمر بعالم نفساني فيقول " لا بأس بتصريف الشهوة بين الحين و الآخر " و نمر بأبيقوريٍّ فيقول " الشهوةَ الشهوةََ لا تكبتها !! " و نجد طبيبًا يقول " لا تبالغ " و نجد و نجد ..

يا ترى من نصدق ؟!! من في هؤلاء ناصح أمين عالم ؟؟ يا ترى هل لنا أن نطلع على الغيب فنعلم أفي تصريف الشهوة خير يغنينا عن الصبر ؟؟

الحمد لله ..

الحمد لله الذي خلقنا و يعلم ما خلق و هو اللطيف الخبير ، و يعلم ما فيه صلاح ديننا و معاشنا و أُخرانا ، و يعلم الغيب و ما كان و ما يكون و ما لم يكن لو كان كيف يكون ، وأرسل إلينا الرسل و جعل لنا الشريعة ..

فالله عز و جل قال لنا (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ، إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ )

فالحمد لله ..

هل هذا هو الشعور الذي يملأ على الشاب - الباحث عن منصرف للشهوة - نفسه حين يسمع حكم الله تعالى ؟؟
هل يملأ عليه نفسه شعور الشكر لله تعالى على إرشادنا لما فيه الخير في الدنيا و الآخرة ؟؟
أم تراه يتردد و يتمنى لو لم يكن عرف الحكم الشرعي فانطلق في المعصية غير محزون ؟!!!

إن القضية الكبرى التي ينبغي أن تغرس في القلوب (مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى )

نعم (مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى )

انظر أخي الكريم ..

الشاب الذي ركب رأسه و أخذ يحادث فتاة و يتبادلان المحرم من القول ، أتراه سعيدًا في حياته ؟؟


عندما يذهب للخروج معها فهو يتلصص مكانًا لا يراهما فيه أحد .
عندما يذهب للخروج و يسأله أهله عن وِجهته ، ففي كل مرة يحاول اختراع كذبة مقنعة .
عندما يقف معها فهو حريص على ألفاظه و إن أخطأ ظل يبحث عن سبيل للاعتذار أو التبرير !!
عندما يقف معها فهو خائف يترقب هل هناك من يراهما و كأنه لص بل هو هو !!
و عندما يعود لبيته يفكر في المرة القادمة كيف سيصنع !!
و عندما يحدثها على الهاتف فهو يتكتم الأمر و يبحث عن مكان – في بيته – لا يسمعه فيه أحد !! فصار غريبًا في بيته !!
هذا إن لم يدخل في الأمر بعض المشاكل الإضافية ..
اكتشف أنها تحدث غيره – و لا كرامة !! وجدها على وشك أن تخطب لغيره – ولا بأس عليها !!
اكتشفت أنه غليظ الطبع و تريد التخلص منه ، ماذا تفعل ؟!!!


فصارت المعصية همًّا بالليل و النهار !! و في خروج و دخول !! و في يقظة و منام !!

عندها يقول المسلم المعتصم بشرعة الله في نفسه (مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ) و يحمد الله ..

انظر أخي الكريم ..


الشاب الذي ركب رأسه و عمد إلى تفريغ شهوته في شيء سموه " العادة السرية ".
يبحث عن مصدر يثير شهوته – بعد أن كان يلجأ إليها عند الحاجة – صار يبحث عن الحاجة !!
فإن لم يجد ذلك المثير للشهوة فهو مهموم !! و قد تتوارد عليه الخواطر و يتخيل الأمر في ذهنه فهو لا يجد !!
أرأيت كم هو شقي قبل فعلته ؟؟
و بعد الفعلة تجده مهمومًا مكدودًا و يتمنى أن لو ولد سقطًا ليستريح من هذا العناء !!
فأية سعادة في تلك الفعلة السرية !!

ألا يكفي شقاء صاحبها لنحمد الله على تحريمها ؟؟
الحمد لله الذي أنزل إلينا القرآن ..

الشاب الذي ركب رأسه و عمد إلى تفريغ شهوته في الزنا .
قبل الفعلة مهموم كيف يبحث عن تلك الزانيةة !! و في أثنائها مهموم يخشى أن يطلع عليه أحد !! و بعدها مهموم يخشى أن يفتضح أمره !! بعدها مهموم لأنه أتى كبيرة من الكبائر !! بعدها يبكي لأنه لم يملك إربه !! بعدها يبكي لأنه يخشى أن تتكرر !!

إنه الشقاء كل الشقاء في البعد عن شرعة الله !!

إنك لا تملك حين ترى الشقاء الذي يتمرغ فيه المعرضون إلا أن تحمد الله عز و جل أن نزل علينا قوله (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ، إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ) ..

الحمد لله ..

لماذا يصر الشاب على خوض التجربة بنفسه و هو يرى كل من خاضوها بين همٍّ و شغل !!

أغرّه أنه رأى اثنان يقفان على قارعة الطريق يضحكان ، أو رأى مجاهرًا بالمعصية يتكلم عن مغامراته في المعصية ؟؟

إن العقوبة على المعصية من نعم الله عز و جل ..
عندما يعصي العبد فيجد العقوبة فيبدأ في التفكير و قد يرتدع .
عندما يعصي و يجد في قلبه الهم و في عقله الشغل و في حياته الفوضى و في علاقته بأهله التوتر يبدأ يفكر في ترك المعصية .
فإن سار في غيه يعمه و لا يبالي قد ترفع عنه العقوبة !! و هنا ترك وحده !!
إنه يُستدرج !!

إن له نصيب من قول الله تعالى (وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْماً وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ )

و قول الله (فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ ، أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ ، نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَّا يَشْعُرُونَ )

فالقضية الآن أخي الكريم :
ليعلم الشاب أن شرع الله ما نزل بالشقاء ، أبدًا !!
بل نزل بما فيه صلاح الأولى و الآخرة للفرد و الجماعة .

و الواقع يشهد بهذا ..

كيف نقارن شابًّا تدور به المعاصي دورتها فلا يكاد يستلذ بها و شاب ربى نفسه بفضل الله فصارت لذته في طاعة الله ؟؟
شاب قزم الآمال و الطموحات و شاب همته الثريا ؟؟
شاب لا مانع عنده من التذلل أمام أية معصية بأي وسيلة لمتعة آنية لا تستمر دقائق و شاب موفور الكرامة ؟؟
أين ذاك من ذاك ؟؟

فلو أن القلب فيه الاعتصام بالله عز و جل لرأيته ينفر من المعصية كأنها الهلاك المحقق !!
و أدعك تتأمل جيدًا قول الله تعالى في بيان عظمة هذا التشريع و موقف المؤمنين و غيرهم منه و عاقبة كل من الفريقين ، قال تعالى :

( لَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ، وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ ، وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ ، وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ ، أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ، إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ، وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ )

أبو مُحمد
02-04-2008, 05:21 PM
كلام طيب جدا فبارك الله فيك أخي وبارك في كاتبها.

كاسر الصمت
02-08-2008, 01:12 PM
و مع عبادة قلبية أخرى : حب الله عز و جل .

( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )

" إذا غرست شجرة المحبة في القلب و سقيت بماء الإخلاص و متابعة الحبيب أثمرت أنواع الثمار و آتت أكلها كل حين بإذن ربها ، أصلها ثابت في قرار القلب و فرعها متصل بسدرة المنتهى "

ادّعى المدّعون المحبة فوضع الميزان و قيل هاتوا البرهان !! فالاتباع علامة المحبة و هو موجب المحبوبية و الغفران !!

إن المسألة لا تحتاج إلى مقدمات و ضرب أمثلة أخي الكريم ..

إن المسألة محل اتفاق : من أحب أطاع !!

تعصي الإله و أنت تُظهر حبه *** هذا و ربي في القياس شنيع .
لو كان حبك مخلصًا لأطعته *** إن المحب لمن يحب مطيع .

إنها المحبة ..

إنها (( المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون و إليها شخص العاملون ، و إلى علمها شمر السابقون ، و عليها تفانى المحبون ، و بروح نسيمها تروح العابدون ، فهي قوت القلوب ، و غذاء الأرواح ، و قرة العيون ، و هي الحياة التي من حرمها فهو من جملة الأموات ، و النور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات ، و الشفاء الذي من عدمه حلت بقلبه جميع الأسقام ، و اللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم و آلام ، و هي روح الإيمان و الأعمال و المقامات و الأحوال التي متى خلت منها فهي كالجسد الذي لا روح فيه ، تحمل أثقال السائرين إلى بلاد لم يكونوا - إلا بشق الأنفس - بالغيها ، و توصلهم إلى منازل لم يكونوا - بدونها أبدًا - واصليها ، و تبوئهم من مقاعد الصدق مقامات لم يكونوا - لولاها - داخليها ، و هي مطايا القوم التي سراهم على ظهورها دائمًا إلى الحبيب ، و طريقهم الأقوم الذي يبلغهم إلى منازلهم الأولى من قريب .
تالله لقد ذهب أهلها بشرف الدنيا و الآخرة ، إذ لهم من محبة محبوبهم أوفر نصيب ، و قد قضى الله يوم قدر مقادير الخلائق بمشيئته و حكمته البالغة أن المرء مع من أحب ، فيالها من نعمة على المحبين سابغة )).

أنت تحب الله عز و جل ، و تحب رضا الله عز و جل .
تعرض لك المعصية ...

الموازنة الآن بين حب الله و هوى النفس ..
ماذا تختار ؟؟

الله الذي خلقك و صورك و شق سمعك و بصرك تبارك الله أحسن الخالقين .
الله الذي يردد الجميع محبته ...

هذا أوان الاختبار ..
الموازنة الآن بين حب الله و هوى النفس ..
ماذا تختار ؟؟

اقرأ ما قاله ابن القيم رحمه الله :

( في الأسباب الجالبة للمحبة و الموجبة لها :

أحدها : قراءة القرآن بالتدبر و التفهم لمعانيه و ما أريد به كتدبر الكتاب الذي يحفظه العبد و يشرحه ليتفهم مراد صاحبه منه .

الثاني : التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض فإنها توصله إلى درجة المحبوبية بعد المحبة .

الثالث : دوام ذكره على كل حال ، باللسان و القلب و العمل و الحال ، فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من هذا الذكر .

الرابع : إيثار محابه على محابك عند غلبات الهوى ، و التنسم إلى محابه و إن صعُب المرتقى .

الخامس : مطالعة القلب لأسمائه و صفاته و مشاهدتها و معرفتها و تقلبه في رياض هذه المعرفة و مبادئها ، فمن عرف الله بأسمائه و صفاته و أفعاله أحبه لا محالة ........

السادس : مشاهدة بره و إحسانه و آلائه و نعمه الظاهرة و الباطنة فإنها داعية إلى محبته .

السابع : و هو من أعجبها : انكسار القلب بكليته بين يدي الله تعالى ، و ليس في التعبير عن هذا المعنى غير الأسماء و العبارات .

الثامن : الخلوة به وقت النزول الإلهي لمناجاته و تلاوة كلامه و الوقوف بالقلب و التأدب بأدب العبودية بين يديه ثم ختم ذلك بالاستغفار و التوبة .

التاسع : مجالسة المحبين الصادقين و التقاط أطايب ثمرات كلامهم كما ينتقى أطايب الثمر ، و لا تتكلم إلا إذا ترجحت مصلحة الكلام و علمت أن فيه مزيدًا لحالك و منفعة لغيرك .

العاشر : مباعدة كل سبب يحول بين العبد و بين الله تعالى )

اقرأ كلام ابن القيم رحمه الله مرتين و ثلاثة و نفذه كل حين فإنه كلام محب صادق نحسبه و الله حسيبه رحمه الله و أسكنه الفردوس .

إن الشيطان أخي الكريم لا يمس طعامًا ذُكر عليه اسم الله تعالى ..
فكيف يمس قلبًا امتلأ بحب الله عز و جل ؟؟!

ثم انظر :

قال تعالى ( فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ ) ، و قال تعالى ( فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ )

قال ابن القيم رحمه الله ( ليس الشأن أن تحِب و لكن الشأن أن تُحَب )

ماذا لو أحبك الله ؟؟
أتظنه يتركك لعدوه و قد أحبك ؟؟

فالمحبة طريق صعب حتى حين ، فمن صبر على صعاب الهوى و جالد الشيطان تمكن منها فصارت عليه بردًا و سلامًا ، فإن صار إلى المحبوبية فهي جنة الدنيا ..

المحبة (( ما هزلت فيستامها المفلسون ، و لا كسدت فيبيعها بالنسيئة المعسرون ، لقد أقيمت للعرض في سوق من يزيد ، فلم يرض لها بثمن دون بذل النفوس ، فتأخر البطالون ، و قام المحبون ينظرون أيهم يصلح أن يكون ثمنًا ، فدارت السلعة بينهم و وقعت في يد " أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ " .

لما كثُر المدعون للمحبة طولبوا بإقامة البينة على صحة الدعوى ، فتنوع المدعون في الشهود ، فقيل لا تقبل هذه الدعوى إلا ببينة " قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ " فتأخر الخلق كلهم و ثبت أتباع الحبيب في أفعاله و أقواله و أخلاقه فطولبوا بعدالة البينة بتزكية " يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ " فتأخر أكثر المحبين و قام المجاهدون ، فقيل لهم : إن نفوس المحبين و أموالهم ليست لهم فهلموا إلى بيعة " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة " فلما عرفوا عظمة المشتري و فصل الثمن و جلالة من جرى على يديه عقد التبايع عرفوا قدر السلعة و أن لها شأنًا ، فرأوا من أعظم الغبن أن يبيعوها لغيره بثمن بخس ، فعقدوا مع بيعة الرضوان بالتراضي من غير ثبوت خيار ، و قالوا " والله لا نقيلك و لا نستقيلك " ، فلما تم العقد و سلموا المبيع قيل لهم : مذ صارت نفوسكم و أموالكم لنا رددناها عليكم أوفر ما كانت و أضعافها معًا " و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياء عند ربهم يرزقون ، فرحين بما آتاهم الله من فضله " .))

أراني أثقلت على الباحث عن منصرف للشهوة من الشباب !!

أحدثه عن أقوام باعوا النفس و المال ، أقوام يجاهدون و لا يخافون ، أقوام يتعلمون و يعلمون ، أقوام يقومون و يصومون ، أقوام يتبعون لا يبتدعون ، أقوام في مضمار المحبة يتسابقون ، و صاحبنا مشغول !!

صاحبنا همُّه و همته و شغله في شهوة يصرفها في دقيقة أو دقيقتين ليضيع على نفسه جنة الدنيا !!

ألا يفيق الشاب من سكرته فقد سبقه كثيرون ؟؟ ألا شمر عن ساعد الجد و أثبت صدق المحبة ؟؟ ألا أزاح من طريقه كل ما حجزه عن الله من صور و فتن و شهوة و شبهة و شهية ؟؟

هذه بعض العبادات القلبية التي تعين عند التمسك بها على التخلص من سيطرة الشهوات على الشاب ، و هناك عبادات أخرى كالإخلاص و الشكر ، و ذاك رزق الله يؤتيه من يشاء بحكمته و عدله و فضله سبحانه .

سأحدثك عن بعض الأخلاق التي تعين على التحكم في الشهوة .