تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : السيدا ينتشر في لبنان



فـاروق
01-29-2008, 10:26 AM
وفي ظل هذه الزيادة في أعداد المرضى تزداد ضرورة الحديث عن هذا المرض الذي يغيّر حياة المريض وعائلته، وعى الرغم من قلّة تفشّي مرض نقص المناعة المكتسبة (الايدز) في المنطقة، إلا ان معدلات الاصابة ترتفع بسرعة والحل الوحيد يكمن في الحذر والوقاية الشديدين، في وقت يعجز فيه العلماء والأطباء عن ايجاد لقاح شاف تماما من هذا المرض الخطير.

عن حجم المشكلة في لبنان، يقول مدير البرنامج الوطني لمكافحة السيدا في لبنان الدكتور مصطفى النقيب انه حتى الآن (لا يزال لبنان، وكذلك دول المنطقة، من المناطق ذات الانتشار الخفيف أي أننا أفضل من غيرنا، إلاّ أن ذلك لا يعني أننا أفضل بكثير لأن ديناميكية المرض تحتم الانتقال من مرحلة الانتشار الخفيف الى المتوسط ثم الكثيف، من هنا، لا بد من اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة هذا المرض والحد من انتشاره.

وعن الدور الذي يقوم به البرنامج الوطني لمكافحة السيدا في لبنان، يقول النقيب ان دور البرنامج يتمحور حول التوعية والارشاد حيث شملت حملات التوعية التي نقوم بها كل الفئات العمرية سواء من طلاب جامعات ومدارس وأرباب العمل وغيرهم الكثير. أما الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الاصابة بالسيدا، فهم متعاطو المخدرات عن طريق الحقن حيث تكون الابرة غير معقّمة ويستعملها أكثر من شخص واحد، وبائعات الهوى، وأصحاب العلاقات المثلية والسجناء الهام نجم - 96 حالة جديدة من مرض السيدا، انضمت الى الحالات الاخرى الموجودة في لبنان خلال العام 2007، بناءً على الاحصاءات التي أعدها البرنامج الوطني لمكافحة السيدا ليصبح العدد الاجمالي للمصابين بهذا المرض 1054 حالة.

كما ان الشباب في سنّ المراهقة معرّضون لمثل هذا المرض نتيجة طيش بعضهم وعدم ادراكهم لخطورة المرض وما له من عواقب وخيمة. تأمين الدواء

ولعل أكثر ما يهمّ مريض السيدا هو توفير الدواء الذي يتيح له فرصة الحياة لمدة أطول وليس الشفاء التام، ويقول النقيب ان وزارة الصحة توفّر هذا العلاج الثلاثي الذي هو عبارة عن ثلاثة أدوية يجب ان تؤخذ مع بعضها.

ولفت الى ان حامل الفيروس يختلف عن مريض السيدا، فالأول لا يحتاج الى دواء بل عليه اتباع أقصى سبل الوقاية لكي لا يتفاعل الفيروس في جسمه وينقله الى غيره.

وعن دور الدولة، يقول النقيب أن دورها تنظيمي وهناك أيضا جزء من التمويل تقدمه الدولة، بالاضافة طبعا الى العلاج الثلاثي في وقت لا يوجد فيه علاج شافٍ أو لقاح لعدوى الايدز، والعلاجات المتوفرة هي:
1 - أدوية مضادة تبطىء عملية تكاثر الفيروس في جسم المصاب.
2 - أدوية تحسّن وظائف المناعة.
3 - أدوية تمنع أو تعالج الأمراض والأورام الانتهازية.

مراحل عدوى السيدا

عدوى السيدا أو متلازمة العوز المناعي المكتسب يسببها فيروس يصيب جهاز المناعة عند الانسان وبالتحديد الخلايا البيضاء المسؤولة من حماية الجسم من الأمراض الجرثومية ويدمرها تدريجيا، وبذلك يصبح الجسم عرضة للأمراض الانتهازية والسرطانية التي تؤدي الى الموت.

تسمّى المرحلة الأولى من المرض بالمرحلة الشباكية أو الفحص السلبي حيث يكون المريض حامل الفيروس (HIV)، وبعد ثلاثة أو أربعة أسابيع يتعرّض بعض الأشخاص الذين يحملون الفيروس الى عوارض زكام وحرارة ولكن تبقى نتيجة الفحص سليمة غير أنه قادر على نقل المرض.

ولكن بعد مرور أربعة أسابيع الى ثلاثة أشهر على التصرّف الخطر أو الممارسة غير المحمية، تأتي نتيجة الفحص المخبري للمصاب ايجابية.

في المرحلة الثانية لا يزال المصاب يتمتع بصحة جيّدة إلاّ أنه لا يزال حاملا للفيروس وقادرا على نقل العدوى حيث ان نتيجة الفحص المخبري ايجابية.

أما المرحلة الثالثة فتبدأ العوارض والأمراض المزمنة ومن ضمن تلك الأعراض:
1 - اسهالات حادة.
2 - التهاب الغدد اللمفاوية.
3 - حرارة مرتفعة.
4 - تعب.
5 - عرق ليلي.
6 - انخفاض في الوزن.
7 - اكتئاب نفسي.
8 - فقدان الذاكرة.

وفي المرحلة المتقدمة من عدوى السيدا يصاب المريض بالالتهابات الانتهازية مثل السرطان.

التوعية

وتحدث النقيب عن أهمية التوعية لهذا المرض حيث يوجد العديد من المفاهيم الخاطئة لدى عامة الناس، وعلى سبيل المثال هناك من يظنّ ان الفيروس ينتقل عبر الهواء أو عبر لدغة البعوض أو عبر السعال والعطس والافرازات المخاطية، كما أكد النقيب ان هذا الفيروس لا ينتقل أيضا إثر مشاركة المريض في طعامه أو شرابه أو الجلوس الي جانبه أو مصافحته أو تقبيله أو حتى مشاركته استعمال المرحاض.

أما سبل انتقال مرض السيدا فهي:
- اقامة علاقة جنسية غير محمية مع شخص مصاب.
- عملية نقل دم ملوّث.
- مشاركة أدوات حادة قاطعة أو واخزة ملوّثة.
- الأم المصابة الى وليدها خلال الحمل أو أثناء الولادة.

حامل الفيروس ومريض السيدا

هناك فرق بين من يحمل الفيروس (HIV) وبين مريض السيدا، وهنا شرح النقيب بالقول ان حامل الفيروس هو الانسان الذي يتواجد في جسمه فيروس السيدا وقد يبدو بصحة جيدة، ولكن بامكان هذا الشخص نقل العدوى لغيره، تبلغ الفترة ما بين الاصابة بالعدوى وبين ظهور العلامات المرافقة للمرض عدة سنوات متوسطها 7 سنوات.

أما مريض السيدا فهو الانسان الذي وصل الى آخر مرحلة المرض التي تتميز بانخفاض قدرة الجهاز المناعي على مجابهة الأمراض والجراثيم المختلفة.

الفحوصات المخبرية

لا يمكن معرفة ما اذا كان الشخص مصابا بالعدوى إلاّ عبر خضوعه للفحص المخبري، وهناك عدة أنواع من الفحوص المخبرية التي تتم على عيّنة من الدم أو البول أو اللعاب انما يبقى فحص الدم الأكثر مصداقية.

أما التشخيص، فيتم بطرق مباشرة وغير مباشرة، الطرق المباشرة تكشف وجود الفيروس مباشرة بالدم أو الخلايا اللمفاوية أو المصل أهمها فحص الـ (PCR) وهو متوفّر في لبنان وكلفته 130 دولاراً، الطرق غير المباشرة تكشف وجود الأجسام المضادة التي يكونها الجسم كردة فعل لوجود الفيروس. ويستغرق الجسم فترة تتراوح بين الشهر والثلاثة أشهر من التعرّض للفيروس لتكوين هذه الأجسام وقد يستغرق في بعض الأحيان 6 أشهر وتعرف هذه الفترة بفترة الحضانة، تلك الفحوصات هي:

- فحص ELISA الذي يتم اجراؤه على عينة من الدم وتتراوح كلفته بين 10 و25 دولارا.
- الفحص السريع Rapid test الذي يجري على عيّنة من الدم أو اللعاب أو البول وتتراوح تكلفته أيضا ما بين 10 و25 دولارا.
- فحص الوسترن بلوت Western Blot حيث يتم اجراؤه لتأكيد نتيجة فحص ELISA وكلفته 40 دولاراً.
لا علاج حتى الآن

لم يستطع الباحثون حتى الآن ايجاد علاج شاف لمرض السيدا ولا لقاح يحمي منه والسبب يعود الى التغيير المستمر في مركبات البروتينات الخاصة بالغلاف الخارجي للفيروس الذي هو في حالة تغيير مستمر وكلما تمّ التعرّف على المكونات في الغلاف الخارجي، غيّر الفيروس تركيبة الغلاف وهكذا دواليك، من هنا تكمن الصعوبة في تطوير لقاح واحد دائم أو دواء شاف يتلاءم مع هذه التغيرات المستمرة.

ولكن من ناحية أخرى، أضاف النقيب، أن العلاجات المتوفرة حاليا ضد فيروس السيدا من شأنها ان تبطىء عملية تكاثر الفيروس في جسم المصاب، وبالتالي تأخير ظهور العوارض المرضية وتقليل احتمال التقاط الأمراض الانتهازية والحد من استعمال هذه الأدوية هو من أجل تحسين نوعية الحياة لدى المصاب وليس القضاء عليه نهائيا.

لا تقتصر المشاكل التي يواجهها مريض السيدا على الآلام الجسدية ومصاعبها وفكرة الموت المبكر والصعوبات المالية بل عليه أيضا ان يواجه مواقف الناس الخاطئة ونظرة المجتمع السلبية تجاهه ناهيك عن عذابه النفسي وشعوره باليأس والانهيار فكم يصعب على المريض ان يجد أذنا تسمعه أو يداً تصافحه، هذه المواقف السلبية تزيد من عذاب المريض وآلامه إذ يجب علينا الابتعاد عن المرض وليس المري

أبو مُحمد
01-29-2008, 12:59 PM
اللهم عافنا واشفِ كل مريض