تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رحم الله أبو صالح



Yaqeen
01-28-2008, 07:54 PM
(أبو صالح)
هذه الشخصية الحبيبة الى قلبي
أحد زملاء العمل
أعرفه منذ سنوات طويلة
زارني في مكتبي قبل بضعة أشهر
ليخبرني عن
مشاريعه الجبارة
و خططه العظيمة
بعد حصوله على (التقاعد المبكر)
من إحدى كبرى الشركات في المنطقة
و ليسئلني عن مستحقاته من علاج و مكافئة نهاية الخدمة والتأمينات و و و و ... ألخ
.... بحكم صداقتي معه
و بعد الحسابات البسيطة .....

قال أبو صالح :
أذاً ستكون تعويضات التقاعد من الشركة ( 1,895,675 ) ريال تقريباً ً !!!

قلت :
يا أبو صالح هذا المبلغ ليس تقريباً كما تقول و إنما هو تماماً و بالضبط !!!
أسأل الله يعطيك خيره و يكفيك شره .

قال أبو صالح :
لقد قررت القيام بعدة مشاريع بعد سداد الديون و حقوق الناس علينا .

قلت :
خير ... عطنا من هالعلوم الزينة لعلنا نستفيد أذا جاء يومنا ...!

قال أبو صالح :
بعد سداد الديون للناس سيبقى معي ( 1,655,075 ) ريال
أبعطي سواقنا الهندي (75) ريال صدقة ...
و بأشتري سيارة العمر ( VXR ) موديل السنة
و بشارك في مشروع صغير مع صاحبنا (أبو محمد) بـ ( نصف مليون ريال )
(أبو محمد) هذا بيفتح لنا مطعم راقي في حي راقي و بنقدم فيه أكل راقي
يعني كله راقي في راقي .

قلت :
و بعدين و شتسوي في الزايد ...؟؟؟

قال أبو صالح :
ما في زايد ...
أبسافر بهالدنيا من بلد الى بلد ...
و يمكن أعرس و أخذ العروس معي ...
تعرف (أم صالح) صارت كبيرة
و ما تقوى على السفر الطويل ... حدها (مكة) شرفها الله .

قلت :
خوش علوم ... يمكن نخاويك في السفر ...!!!

قال أبو صالح :
صبرك علي ...
و بأشتري بيت (دوبلكس) صغير للعروس الجديدة
و يمكن أفتح لي مكتب عقاري جنب الدوبلكس حتى أصير قريب منها .

قلت :
وش خليت للعيال ...؟

قال أبو صالح :
عندي راتبين بعد التقاعد
واحد من الشركة و الثاني من التأمينات
مجموعهم أكثر من راتبي اليوم بـ (1500) ريال
هذا كله تاركه لـ ( أم صالح ) و العيال
يكفيهم و يزيد .

قلت :
ما دام الأمور ماشية كذا ...
خلني أجهز لك شيك التقاعد
و للعلم الشيك يكون جاهز بعد أسبوعين تقريباً ...
على كل حال ...
أول ما يجهز بأتصل على جوالك و تجي تستلم الشيك و تصرفه من البنك


و غادر صاحبنا (أبو صالح) المكتب
و ترك لي أحلامه أفكر فيها
و أخطط لأحلامي أنا
فراتبي و مستحقات تقاعدي أكبر من راتب ( أبو صالح )
لكن أحلامي و خططي صغيرة لم تتجاوز سداد الديون

بعد اسبوعين جهز شيك ( ابو صالح )
و صار أمامي على طاولة المكتب
تذكرت أحلام صاحبنا ...
صاحب التقاعد المبكر ...
(أبو صالح) ...
و تذكرت و عدي له بالإتصال ليستلم الشيك
إتصلت به مرة
و بعدها مرات
و لكن الجوال مغلق
قلت في خاطري ...
سواها أبو صالح و ما صبر ...
تلقاه مسافر مع العروس الجديدة
في هالبلدان الجميلة

بعد عدة أيام حاولت الإتصال
مرة أخرى
و لكن الجوال لايزال مغلق ...

بعد إيام و أنا في مكتبي ...
زارني ( عبدالله )
الأبن الأوسط لـ (ابو صالح)
ليسأل عن شيك التقاعد ...

قلت :
خير وين الوالد الله يحفظه ...
أنا ما أقدر أصرف الشيك لك الا بعد موافقة الوالد ...
و لو شفهياً بالتلفون ...!

قال ابن أبو صالح :
الوالد (الله يرحمه)
و يرحم المسلمين (مات قاعد) من أسبوعين ...!!!

قلت و كلي تعجب :
(مات قاعد) شلون ؟
كان عندي و كان ...
الله يرحمك يا (ابو صالح) .

قال ابنه :
الوالد بعد ما رجع من العمل هذاك اليوم ...
قعد مع الوالدة يشرب الشاهي و القهوة على العادة قبل صلاة المغرب ...
و بعد ثاني بيالة ...
توفاه الله و هو قاعد ...
و صلينا عليه من ثاني يوم بعد صلاة الظهر ...
الله يرحمه و يدخله الجنة

أعطيت شيك التقاعد
الى ابن أبو صالح
بعد إنهاء إجراءات تعديل أسم المستفيد
الى ( ورثة أبو صالح)

قلت في نفسي ...
هذي أخرتها ...
موت !!!
وين الأحلام و المشاريع ...
وين الدوبلكس ...
و ين العروس ...
وين ...
( VXR ) ...

الله يرحم ( أبو صالح)
و يرحمنا و يرحم أموات المسلمين ...


قال رسولنا الكريم ...
أيكم ماله أحب إليه من مال ورثته ؟
... قالوا كلنا يا رسول الله ...
قال عليه السلام ...
مالك ما قدمت ...

واسأل الله تبارك وتعالى أن
يتقبل من أبو صالح ما أعطي سواقه الهندي (75) ريال صدقة ...