تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مدارسة تفسير سورة التحريم



أم ورقة
01-27-2008, 01:31 PM
تفسير سورة التحريم
[وهي مدنية]

عن تفسير السعدي


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ http://www.qurancomplex.org/Quran/tafseer/b2.gif يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (javascript:AyatServices()(1) قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (javascript:AyatServices()(2) وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (javascript:AyatServices()(3) http://www.qurancomplex.org/Quran/tafseer/b1.gif

هذا عتاب من الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، حين حرم على نفسه سريته "مارية"أو شرب العسل، مراعاة لخاطر بعض زوجاته، في قصة معروفة، فأنزل الله [تعالى] هذه الآيات ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ ) أي: يا أيها الذي أنعم الله عليه بالنبوة والوحي والرسالة (لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ) من الطيبات، التي أنعم الله بها عليك وعلى أمتك.


( تَبْتَغِيَ ) بذلك التحريم ( مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) هذا تصريح بأن الله قد غفر لرسوله، ورفع عنه اللوم، ورحمه، وصار ذلك التحريم الصادر منه، سببًا لشرع حكم عام لجميع الأمة، فقال تعالى حاكما حكما عاما في جميع الأيمان: ( قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ ) http://www.qurancomplex.org/Quran/tafseer/margntip.gif أي: قد شرع لكم، وقدر ما به تنحل أيمانكم قبل الحنث، وما به الكفارة http://www.qurancomplex.org/Quran/tafseer/margntip.gif بعد الحنث، وذلك كما في قوله تعالى: http://www.qurancomplex.org/Quran/tafseer/b2.gif يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا (javascript:AyatServices()http://www.qurancomplex.org/Quran/tafseer/b1.gif إلى أن قال: http://www.qurancomplex.org/Quran/tafseer/b2.gif فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ (javascript:AyatServices()http://www.qurancomplex.org/Quran/tafseer/b1.gif .
فكل من حرم حلالا عليه، من طعام أو شراب أو سرية، أو حلف يمينًا بالله، على فعل أو ترك، ثم حنث أو أراد الحنث، فعليه هذه الكفارة المذكورة، وقوله: ( وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ ) أي: متولي أموركم، ومربيكم أحسن تربية، في أمور دينكم ودنياكم، وما به يندفع عنكم الشر، فلذلك فرض لكم تحلة أيمانكم، لتبرأ ذممكم، ( وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ) الذي أحاط علمه بظواهركم وبواطنكم، وهو الحكيم في جميع ما خلقه وحكم به، فلذلك شرع لكم من الأحكام، ما يعلم أنه موافق لمصالحكم، ومناسب لأحوالكم.
[وقوله:] ( وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا ) قال كثير من المفسرين: هي حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها، أسر لها النبي صلى الله عليه وسلم حديثًا، وأمر أن لا تخبر به أحدًا، فحدثت به عائشة رضي الله عنهما، وأخبره الله بذلك الخبر الذي أذاعته، فعرفها صلى الله عليه وسلم، ببعض ما قالت، وأعرض عن بعضه، كرمًا منه صلى الله عليه وسلم وحلمًا، فـ ( قَالَتْ ) له: ( مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا ) الخبر الذي لم يخرج منا؟ ( قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ ) الذي لا تخفى عليه خافية، يعلم السر وأخفى.


تفسير السعدي (http://www.qurancomplex.org/Quran/tafseer/Tafseer.asp?l=arb&t=saady&nSora=66&nAya=1#66_1)

يتبع..

منال
01-27-2008, 02:04 PM
السلام عليكم

بارك الله فيكِ يا غالية

إليكِ الأسئلة والاجابة غيبا يعنى بعد المذاكرة :) فيما عدا آخر سؤال يحق لك البحث

س1 قد شرع الله لنا تحليل الايمان بآداء الكفارة عنها فما هى كفارة اليمين؟
اذكرى الآية الدالة على ذلك.

س2 من هى التى أسرّ لها النبى-صلى الله عليه وسلم- حديثا؟

س3 قال تعالى " وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ "
فى هذه الآية يثبت الله- عز وجل- لنفسه اسمين من أسمائه الحسنى ، ومعلوم عند أهل السنة أن كل اسم يدل على إثبات صفة او صفات ف "العليم" هنا يثبت صفة العلم العام للمولى- سبحانه- و"الحكيم" يثبت صفة الحكمة

تحدثى عن إحدى الصفتين (مسموح بالبحث)

هنا الحقيقه
01-27-2008, 02:06 PM
يبارك بكما ربي نعم هكذا اجتهدن ولنرى الاجتهاد باين في المنتدى :)

أم ورقة
01-27-2008, 03:02 PM
السلام عليكم

بارك الله فيكِ يا غالية

إليكِ الأسئلة والاجابة غيبا يعنى بعد المذاكرة :) فيما عدا آخر سؤال يحق لك البحث

س1 قد شرع الله لنا تحليل الايمان بآداء الكفارة عنها فما هى كفارة اليمين؟
اذكرى الآية الدالة على ذلك.

س2 من هى التى أسرّ لها النبى-صلى الله عليه وسلم- حديثا؟

)

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

جواب السؤال الأول:
قال تعالى في سورة التحريم : { قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم} و هذا يدل على ان الله أوجب علينا كفارة الأيمان
أما ما هي الكفارة فهي مذكورة في آية في سورة المائدة:

{ لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم و لكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان
فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم
أو تحرير رقبة فلمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم اذا حلفتم واحفظوا أيمانكم .......}

فالكفارة بالترتيب ينبغي أن تكون التالي:
1- اطعام عشرة مساكين أو كسوتهم
2- أو تحرير رقبة
3- أو صيام ثلاثة أيام


جواب السؤال الثاني:

التي أسرّ إليها النبي صلى الله عليه و سلم هي زوجته "حفصة".


أما السؤال الثالث، أجيب عنه لاحقاً، ما دام البحث فيه جائز :)

و انتظري أسئلتي لاحقاً..

و السلام عليكم

أم ورقة
01-27-2008, 03:27 PM
السؤال الثالث: سأختار العليم،


عن كتاب:شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب و السنة ، لسعيد بن علي بن وهف القحطاني

العليم:

فهو العليم المحيط بعلمه كل شيء: بالواجبات، و الممتنعات، و الممكنات،
فيعلم تعالى نفسه الكريمة، و نعوته المقدسة، و أوصافه العظيمة، و هي الواجبات التي لا يمكن الا وجودها،
و يعلم الممتنعات حال امتناعها، و يعلم ما يترتب على وجودها لو وجدت. كما قال تعالى: { لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا} و قال تعالى: { ما اتخد الله من ولد و ما كان معه من إله إذاً لذهب كل إله بما خلق و لعلا بعضهم على بعض}
فهذا و شبهه من ذكر علمه بالممتنعات التي يعلمها ، و إخباره بما ينشأ عنها لو وجدت على وجه الفرض و التقدير،
و يعلم تعالى الممكنات، و هي التي يجوز وجودها و عدمها ما وجد منها و ما لم يوجد مما لم تقتض الحكمة ايجاده،
فهو العليم الذي أحاط علمه بالعالم العلوي و السفلي لا يخلو عن علمه مكان و لا زمان و يعلم الغيب و الشهادة، و الظواهر و البواطن، و الجلي و الخفي.
قال تعالى:{ إن الله بكل شيء عليم}

منال
01-27-2008, 05:23 PM
ماشاء الله

طب اذهب انا للمذاكرة بس ما هلحق اجاوب اليوم لانى افقد تركيزى ليلا

ولى عودة للتعليق على اجاباتك بارك الله فيكِ :)

الاخ الفاضل هنا الحقيقة وفيكم بارك الله وصحح لنا ان وجدت اى خطا

منال
01-27-2008, 07:08 PM
جواب السؤال الأول:
قال تعالى في سورة التحريم : { قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم} و هذا يدل على ان الله أوجب علينا كفارة الأيمان
أما ما هي الكفارة فهي مذكورة في آية في سورة المائدة:

{ لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم و لكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان
فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم
أو تحرير رقبة فلمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم اذا حلفتم واحفظوا أيمانكم .......}

فالكفارة بالترتيب ينبغي أن تكون التالي:
1- اطعام عشرة مساكين أو كسوتهم
2- أو تحرير رقبة
3- أو صيام ثلاثة أيام


بارك الله فيكِ
كان فى حرف الالف ناقص فى الآية وصححته بالاحمر فعدليه عندك

اما الكفارة فالآية صحيحة بوركتِ

واما الاجابة فأضيف عليها للتوضيح
ان هذه الكفارة بالتخيير ابتداء ثم بالترتيب انتهاء
بمعنى ان من يلزمه كفارة يمين يخير بين ثلاثة امور
1- إطعام عشرة مساكين .
2- كسوة عشرة مساكين.
3- عتق رقبة مؤمنة.

فإن لم يجد فيصوم ثلاثة ايام، ولا يكون الصيام الا عند العجز عن هذه الثلاثة

اجابة السؤال الثانى صحيحة

اجابة الثالث ساعود لها باذن الله وربى يبارك فيك ويحميك

أم ورقة
01-27-2008, 07:11 PM
جزاكِ الله خيراً و من توضيحك نستفيد يا معلمتي:)

ما رأيك ان تعدلي انتِ الآية التي كتبتها و يكون التعديل بالأحمر فأنتِ تملكين صلاحيات التعديل في هذا المنتدى

أم ورقة
01-28-2008, 10:59 AM
أسئلة إلى منال:

1- قد شرع الله لنا تحلة الأيمان، وقد يكون هذا قبل الحنث و قد يكون بعد الحنث.
أ- بيني معنى الحنث.
ب- ما الفرق بين قبل الحنث و بعده؟

2- سؤال تحليلي:
جاءتك صديقتك تقول لك: "لن آكل لحماً أبداً" و هذا عن غير عذر طبي أو شيء آخر.. انما فقط رغبة منها.

بيني لها خطأها في قرارها هذا، مستدلة بالآيات اللازمة و موضحة لها الحكم. وهل على صديقتك هنا كفارة ما؟
ب- اذكري لصديقتك حديث يقنعها ان ما فعلته من امتناع عن تناول اللحم ليس من السنّة.

3- السؤال الثالث: يمكنك البحث
ما رأيك ان تتناولي معنى الحكيم؟

بما اني تكلمت عن معنى العليم
:)


و المعذرة اذا كثرت عليكِ أسئلة و لكن انتِ طلبتِ أن أصعّبها لكِ :)

منال
01-29-2008, 03:14 AM
السلام عليكم

عذرا يا استاذة على التاخير كله بسبب الترجمة :)

1- قد شرع الله لنا تحلة الأيمان، وقد يكون هذا قبل الحنث و قد يكون بعد الحنث.


أ- بيني معنى الحنث.


أن يخالف الشىء الذى حلف عليه بمعنى إن حلف أن يفعل شيئا فلم يفعله حنث وإن حلف ألا يفعل شيئا ففعله فقد حنث.

ب- ما الفرق بين قبل الحنث و بعده؟




لم أفهم معنى السؤال



لكن ربما المقصد تكفير اليمين



أقول إن كفّر قبل الحنث فهو تحليل لليمين وإن كفرّ بعده فهى كفارة يمين



وجميع الأشياء قد يكفّر قبل الحنث وبعده إلا كفارة الظهار لابد ان تكون قبل الحنث


2- سؤال تحليلي:
جاءتك صديقتك تقول لك: "لن آكل لحماً أبداً" و هذا عن غير عذر طبي أو شيء آخر.. انما فقط رغبة منها.


بيني لها خطأها في قرارها هذا، مستدلة بالآيات اللازمة و موضحة لها الحكم. وهل على صديقتك هنا كفارة ما؟
ب- اذكري لصديقتك حديث يقنعها ان ما فعلته من امتناع عن تناول اللحم ليس من السنّة.





الآية "ياأيها النّبى لمَ تحرم ما أحلّ اللهُ لك"



لا يجب عليها كفارة لمجرد الحلف وانما هى حلفت على شىء جائز ومباح فيباح لها ان تحلّ يمينها



وفى الحديث-ما معناه- (إن حلفت على يمين فرايت غيرها خيرا منها، فأت الذى هو خير وكفّر عن يمينك)

هذا إذا انطبق عليها شروط الحالف الاسلام والعقل والبلوغ والنية المنعقدة وقت الحلف قصدا واختيارا






3- السؤال الثالث: يمكنك البحث

ما رأيك ان تتناولي معنى




الحكيم؟




حسنا فعلتِ كنت سأتناوله:)




الحكيم يثبت صفة الحكمة لله- عز وجل- ومعناه هو المتقن للأشياء، الذي يضع الأمور في مواضعها، أو هو الحاكم في أقواله وأفعاله، وفي حكمه الكوني القدري، وفي حكمه الشرعي الديني.




ومن قواعد الاسماء والصفات عند أهل السنة والجماعة الايمانبثبوت الاسم لله- سبحانه- فهنا نؤمن بثبوت اسم "الحكيم" لله



والايمان بما دل عليه الاسم أى صفة الحكمة



والايمان بما يتعلق به من آثار ومقتضيات قيل فى مُعجم الصفات




ومعنى الحكمة: يشمل القوة والمنع والعلم والإتقان وكلها في حق الله ثابتة، فالله هو القادر القوي المانع، وهو العالم حقاً الذي وسع كل شيء علماً، وهو الذي وضع كل شيء موضعه، وهو الذي خلق الخلق فأحسن خلقه وأتقنه




قال الطبرى- رحمه الله-( وأكثر الناس يظنون أن معنى الحكيم : أنه المتصف بالحكمة ، والحكمة هي وضع الشيء في مواضعه ، ولكن الواقع أن الحكيم له معنيان : حكيم من الحكمة ، وحكيم من الحكم ، فالله - تبارك وتعالى - حكيم من الحكمة ، لأن الله تعالى هو الحكم بين العباد ، والحاكم في العباد هو حاكم فيهم ، وهو الحكم بينهم)

أم ورقة
01-29-2008, 08:40 AM
بارك الله بك يا منال على الاجابات الموفقة... و ان شاء الله علامتك ممتازة
-----------

و لكن عندي ملاحظة صغيرة،
ربما السؤال الثاني لم أعرف أن أصيغه بشكل واضح،
انما أنا لم أقصد انها "حلفت" قصدت انها قالت ذلك مجرد قول
انها لن تأكل من اللحم أبداً..... فكأنها حرمت على نفسها هذا الطعام الى الأبد..

فكان سؤالي هنا هل ينبغي عليها - اذا لم تحلف بل مجرد قرار هي أخذته- هل ينبغي عليها هنا أي تحليل او كفارة لما قالته؟

انا كنت قد قرأت شيئاً عن هذا و لكن أخشى أن أكون فهمت غلط،
لذلك يبدو انه قد نحتاج الى لجنة حكم لمراقبة الأسئلة و الاجوبة حتى ما اكون غلطت : )

منال
01-29-2008, 11:56 AM
اممممم هى كفارة اليمين لليمين معرفش بقى فى الحالة دى ايه حد يفتينا :)

وانا ما انتبهت للسؤال كنا الفجر بقى :)

ساذهب لاحضار التفسير التالى باذن الله

منال
01-29-2008, 12:14 PM
إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (4) عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا (5) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6)

[وقوله:] ( إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ) الخطاب للزوجتين الكريمتين من أزواجه صلى الله عليه وسلم عائشة وحفصة رضي الله عنهما، كانتا سببًا لتحريم النبي صلى الله عليه وسلم على نفسه ما يحبه، فعرض الله عليهما التوبة، وعاتبهما على ذلك، وأخبرهما أن قلوبهما قد صغت أي: مالت وانحرفت عما ينبغي لهن، من الورع والأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم واحترامه، وأن لا يشققن عليه، ( وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ ) أي: تعاونا على ما يشق عليه، ويستمر هذا الأمر منكن، ( فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ ) أي: الجميع أعوان للرسول، مظاهرون، ومن كان هؤلاء أعوانه فهو المنصور، وغيره ممن يناوئه مخذول وفي هذا أكبر فضيلة وشرف لسيد المرسلين، حيث جعل الباري نفسه [الكريمة]، وخواص خلقه، أعوانًا لهذا الرسول الكريم.

وهذا فيه من التحذير للزوجتين الكريمتين ما لا يخفى، ثم خوفهما أيضا، بحالة تشق على النساء غاية المشقة، وهو الطلاق، الذي هو أكبر شيء عليهن، فقال: ( عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ ) أي: فلا ترفعن عليه، فإنه لو طلقكن، لم يضق عليه الأمر، ولم يكن مضطرًا إليكن، فإنه سيلقى ويبدله الله أزواجًا خيرًا منكن، دينا وجمالا وهذا من باب التعليق الذي لم يوجد، ولا يلزم وجوده، فإنه ما طلقهن، ولو طلقهن، لكان ما ذكره الله من هذه الأزواج الفاضلات، الجامعات بين الإسلام، وهو القيام بالشرائع الظاهرة، والإيمان، وهو: القيام بالشرائع الباطنة، من العقائد وأعمال القلوب.

القنوت هو دوام الطاعة واستمرارها ( تَائِبَاتٍ ) عما يكرهه الله، فوصفهن بالقيام بما يحبه الله، والتوبة عما يكرهه الله، ( ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا ) أي: بعضهن ثيب، وبعضهن أبكار، ليتنوع صلى الله عليه وسلم، فيما يحب، فلما سمعن -رضي الله عنهن- هذا التخويف والتأديب، بادرن إلى رضا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان هذا الوصف منطبقًا عليهن، فصرن أفضل نساء المؤمنين، وفي هذا دليل على أن الله لا يختار لرسوله صلى الله عليه وسلم إلا أكمل الأحوال وأعلى الأمور، فلما اختار الله لرسوله بقاء نسائه المذكورات معه دل على أنهن خير النساء وأكملهن.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ

أي: يا من من الله عليهم بالإيمان، قوموا بلوازمه وشروطه.

فـ ( قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ) موصوفة بهذه الأوصاف الفظيعة، ووقاية الأنفس بإلزامها أمر الله، والقيام بأمره امتثالا ونهيه اجتنابًا، والتوبة عما يسخط الله ويوجب العذاب، ووقاية الأهل [والأولاد]، بتأديبهم وتعليمهم، وإجبارهم على أمر الله، فلا يسلم العبد إلا إذا قام بما أمر الله به في نفسه، وفيما يدخل تحت ولايته من الزوجات والأولاد وغيرهم ممن هو تحت ولايته وتصرفه.
ووصف الله النار بهذه الأوصاف، ليزجر عباده عن التهاون بأمره فقال: ( وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ) كما قال تعالى: إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ

( عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ ) أي: غليظة أخلاقهم، عظيم انتهارهم، يفزعون بأصواتهم ويخيفون بمرآهم، ويهينون أصحاب النار بقوتهم، ويمتثلون فيهم أمر الله، الذي حتم عليهم العذاب وأوجب عليهم شدة العقاب، ( لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) وهذا فيه أيضًا مدح للملائكة الكرام، وانقيادهم لأمر الله، وطاعتهم له في كل ما أمرهم به.

أم ورقة
01-31-2008, 07:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


السؤال على الآيات الأخيرة :

أ- قال السعدي :
هذه الأزواج الفاضلات، الجامعات بين الإسلام، وهو القيام بالشرائع _____________
والإيمان، وهو: القيام بالشرائع ____________، من العقائد وأعمال القلوب.
املأي الفراغ؟

ب - كيف تكون الوقاية من عذاب الله و من ناره؟ مع الاستدلال و التوضيح.........
( مع ذكر الآية المتعلقة بهذا في سورة التحريم)

منال
01-31-2008, 08:06 PM
أ- قال السعدي :
هذه الأزواج الفاضلات، الجامعات بين الإسلام، وهو القيام بالشرائع __الظاهرة___
والإيمان، وهو: القيام بالشرائع __الباطنة___، من العقائد وأعمال القلوب.
املأي الفراغ؟

ب - كيف تكون الوقاية من عذاب الله و من ناره؟ مع الاستدلال و التوضيح.........
( مع ذكر الآية المتعلقة بهذا في سورة التحريم)
قال تعالى "يَا أيّهَا الذينِ ءَامَنُوا قُوا أنفسَكُم وأهلِيكُم نَارًا وَقودُها النّاسُ وَالحِجارة عَلَيها ملائِكَةٌ غلاظٌ شِدَاد لا يعصُونَ الله مَا أمَرَهُم ويَفعَلون مَا يُؤمَرون"

وتكون الوقاية من عذاب النار باتباع ما أمر به المولى- سبحانه- بآداء الفرائض واجتناب ما نهى عنه بالبعد عن المحرمات واجتناب الذنوب والمعاصى وفى حال اقترافها فالتوبة دواؤها.
كما ان الوقاية تشمل الاهل من زوجة واولاد فلابد من تعليمهم وتربيتهم بشرع الله وحثهم على الالتزام به.

أم ورقة
01-31-2008, 08:09 PM
بارك الله بكِ على الاجابة الموفقة..
مع كل الصعوبات التي تواجهينها حالياً على الكمبيوتر
يسّر الله أمرك..

سأضع تفسير الآيات القادمة إن شاء الله

أبو مُحمد
01-31-2008, 09:56 PM
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه

أم ورقة
02-01-2008, 04:23 PM
http://www.qurancomplex.org/Quran/tafseer/b2.gif يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (javascript:AyatServices()(7) http://www.qurancomplex.org/Quran/tafseer/b1.gif .
أي: يوبخ أهل النار يوم القيامة بهذا التوبيخ فيقال لهم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ) [أي:] فإنه ذهب وقت الاعتذار، وزال نفعه، فلم يبق الآن إلا الجزاء على الأعمال، وأنتم لم تقدموا إلا الكفر بالله، والتكذيب بآياته، ومحاربة رسله وأوليائه.

http://www.qurancomplex.org/Quran/tafseer/b2.gif يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (javascript:AyatServices()(8 ) http://www.qurancomplex.org/Quran/tafseer/b1.gif .
قد أمر الله بالتوبة النصوح في هذه الآية، ووعد عليها بتكفير السيئات، ودخول الجنات، والفوز والفلاح، حين يسعى المؤمنون يوم القيامة بنور إيمانهم، ويمشون بضيائه، ويتمتعون بروحه وراحته، ويشفقون إذا طفئت الأنوار، التي تعطى المنافقين، ويسألون الله أن يتمم http://www.qurancomplex.org/Quran/tafseer/margntip.gif لهم نورهم فيستجيب الله دعوتهم، ويوصلهم ما http://www.qurancomplex.org/Quran/tafseer/margntip.gif معهم من النور واليقين، إلى جنات النعيم، وجوار الرب الكريم، وكل هذا من آثار التوبة النصوح.
والمراد بها: التوبة العامة الشاملة للذنوب كلها، التي عقدها العبد لله، لا يريد بها إلا وجهه http://www.qurancomplex.org/Quran/tafseer/margntip.gif والقرب منه، ويستمر عليها في جميع أحواله.
http://www.qurancomplex.org/Quran/tafseer/b2.gif يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (javascript:AyatServices()(9 ) http://www.qurancomplex.org/Quran/tafseer/b1.gif .
يأمر [الله] تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم، بجهاد الكفار والمنافقين، والإغلاظ عليهم في ذلك، وهذا شامل لجهادهم، بإقامة الحجة [عليهم ودعوتهم] بالموعظة الحسنة http://www.qurancomplex.org/Quran/tafseer/margntip.gif ، وإبطال ما هم عليه من أنواع الضلال، وجهادهم بالسلاح والقتال لمن أبى أن يجيب دعوة الله وينقاد لحكمه، فإن هذا يجاهد ويغلظ له، وأما المرتبة الأولى، فتكون بالتي هي أحسن، فالكفار والمنافقون لهم عذاب في الدنيا، بتسليط الله لرسوله وحزبه [عليهم و] على جهادهم وقتالهم، وعذاب النار في الآخرة وبئس المصير، الذي يصير إليها كل شقي خاسر.

منال
02-01-2008, 06:28 PM
السلام عليكم
الاخ الفاضل أبو محمد آمين وإياكم وبارك الله بك على دعائك الطيب
الغالية أم ورقة بارك الله فيكِ تفضلى سؤال اليوم
قال تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا "


1-ما المراد بالتوبة هنا؟


2-ماذا وعد الله على التوبة؟ أكملى الآية

أم ورقة
02-01-2008, 06:38 PM
السلام عليكم

قال تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا "
1-ما المراد بالتوبة هنا؟
2-ماذا وعد الله على التوبة؟ أكملى الآية


و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

1- المراد بالتوبة هنا هي التوبة النصوح ،و هي التي تتحقق بالإقلاع عن الذنوب في الحاضر، و الندم على ما سلف من الماضي، و العزم على عدم العودة الى تلك الذنوب في المستقبل...

2- قال الله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم و يدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي و الذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيدهم و عن أيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا و اغفر لنا انك على كل شيء قدير }

وعد الله الذين أمنوا أن يجازيهم على توبتهم النصوح بأن يكفر عنهم سيئاتهم
و يدخلهم الجنات، و ذلك يوم لا يخزي الله النبي و الذين آمنوا معه،
سيكون لهم ما وعدهم الله به و يتم عليهم نورهم ،
نورهم الذي استحقوه بما قدموا من أعمال صالحة،
هذا النور الذي سيحرم منه المنافقون يوم القيامة و يمتاز به المؤمنون على من سواهم..........

هنا الحقيقه
02-01-2008, 06:39 PM
وسؤالي لكن

ما معنى عسى هنا في هذه الاية

http://www.qurancomplex.org/Quran/tafseer/b2.gif يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى (http://javascript<b></b>:AyatServices()رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ

أم ورقة
02-01-2008, 06:42 PM
أظن هنا تأتي عسى بمعنى التأكيد

هنا الحقيقه
02-01-2008, 06:50 PM
نعم

بارك الله بك

منال
02-01-2008, 07:08 PM
جئت متأخرة... شبكة الانترنت خربانة فى مصر فاعذرونا

نكمل التفسير

ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10 )
وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11 ) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12 )

هذان المثلان اللذان ضربهما الله للمؤمنين والكافرين، ليبين لهم أن اتصال الكافر بالمؤمن وقربه منه لا يفيده شيئًا، وأن اتصال المؤمن بالكافر لا يضره شيئًا مع قيامه بالواجب عليه.

فكأن في ذلك إشارة وتحذيرًا لزوجات النبي صلى الله عليه وسلم عن المعصية، وأن اتصالهن به صلى الله عليه وسلم، لا ينفعهن شيئًا مع الإساءة،فقال: ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا ) أي: المرأتان ( تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ ) وهما نوح، ولوط عليهما السلام.

( فَخَانَتَاهُمَا ) في الدين، بأن كانتا على غير دين زوجيهما، وهذا هو المراد بالخيانة لا خيانة النسب والفراش، فإنه ما بغت امرأة نبي قط، وما كان الله ليجعل امرأة أحد من أنبيائه بغيًا،

( فَلَمْ يُغْنِيَا ) أي: نوح ولوط ( عَنْهُمَا ) أي: عن امرأتيهما ( مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ) لهما ( ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ) .

( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَتَ فِرْعَوْنَ ) وهي آسية بنت مزاحم رضي الله عنها ( إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) فوصفها الله بالإيمان والتضرع لربها، وسؤالها لربها أجل المطالب، وهو دخول الجنة، ومجاورة الرب الكريم، وسؤالها أن ينجيها الله من فتنة فرعون وأعماله الخبيثة، ومن فتنة كل ظالم، فاستجاب الله لها، فعاشت في إيمان كامل، وثبات تام، ونجاة من الفتن، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء، إلا مريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم، وخديجة بنت خويلد، وفضل عائشة على النساء، كفضل الثريد على سائر الطعام ) .

وقوله ( وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا ) أي: صانته وحفظته عن الفاحشة، لكمال ديانتها، وعفتها، ونزاهتها.

( فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا ) بأن نفخ جبريل [عليه السلام] في جيب درعها فوصلت نفخته إلى مريم، فجاء منها عيسى ابن مريم [عليه السلام]، الرسول الكريم والسيد العظيم.

( وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ ) وهذا وصف لها بالعلم والمعرفة، فإن التصديق بكلمات الله، يشمل كلماته الدينية والقدرية، والتصديق بكتبه، يقتضي معرفة ما به يحصل التصديق، ولا يكون ذلك إلا بالعلم والعمل، [ولهذا قال] ( وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ) أي: المطيعين لله، المداومين على طاعته بخشية وخشوع، وهذا وصف لها بكمال العمل، فإنها رضي الله عنها صديقة، والصديقية: هي كمال العلم والعمل.

أم ورقة
02-01-2008, 07:22 PM
السلام عليكم و رحمة الله

السؤال الأول يتعلق بفهمك للتفسير:

لماذا ضرب الله هذه الأمثلة من النساء ؟
و هل من رابط بين ذلك و بين الآيات السابقة التي فيها موعظة لزوجات النبي صلى الله عليه و سلم؟
( مطلوب توضيح مع بعض الاستدلال من سورة التحريم)

السؤال الثاني: في التجويد

وردت كلمة "امرأة" في القرآن الكريم تارة بالتاء المربوطة و تارة بالمفتوحة.
هل لكِ ان تستدلي من الآيات على كلاهما.....؟

( هل يمكنك ان تستدلي ببيت يتكلم عن هذا من متن الجرزية؟ )


جزاكِ الله خيراً و اشكرك على هذا الوقت الذي بذلتيه حتى نقدر نتفهم السورة معاً...

منال
02-01-2008, 07:37 PM
السؤال الأول يتعلق بفهمك للتفسير:

لماذا ضرب الله هذه الأمثلة من النساء ؟
و هل من رابط بين ذلك و بين الآيات السابقة التي فيها موعظة لزوجات النبي صلى الله عليه و سلم؟
( مطلوب توضيح مع بعض الاستدلال من سورة التحريم)
"ضربَ اللهُ مَثلا للذين كَفَروا امرأتَ نوحٍ وامرأتَ لُوطٍ كَانتَا تَحتَ عَبدَيْنِ مِن عِبَادِنَا صالِحينِ فَخَانَتاهمَا فَلم يُغنِيَا عَنهمَا مِن الله شَيئا وقِيل ادخُلا النارَ مَع الدَاخلِين * وَضرب اللهُ مَثلا للذين آمنوا امرأت فرعَونَ إذ قالتْ ربّ ابنِ لِى عِندَك بَيتا فى الجنّة ونجنّى من فِرعَون وعَملهِ ونجنّى من القَوم الظالمين * وَمَريمَ ابنت عِمرانَ التى أحصَنَت فرجها فنَفَخنا فيه من روحِنا وصدّقت بكلمَات ربّها وكُتبه وكانت من القانتين"

ضرب الله هذه الامثلة للتوضيح أن اتصال الكافر بالمؤمن لن يغن عنه شيئا كما ان اتصال المؤمن بالكافر لن يضره ما لم يكن مسيئا

نعم هناك رابط إذ فى الآيات تحذير لزوجات النبى- صلى الله عليه- وسلم- من ارتكاب المعصية
وإشارة إلى ان النبى-صلى الله عليه وسلم- لن يغن عنهن من الله شيئا

السؤال الثاني: في التجويد

وردت كلمة "امرأة" في القرآن الكريم تارة بالتاء المربوطة و تارة بالمفتوحة.
هل لكِ ان تستدلي من الآيات على كلاهما.....؟

وامرأت يوسف عمران القصص * تحريم معصيت بقد سمع يخص

فالتاء التى بالتاء المفتوحة "امرأت" موجودة فى سور
آل عمران " امرأت عِمران"

يوسف " امرأت العزيز"

القصص "امرأت فرعون"

والثلاث فى سورة التحريم

وما عدا ذلك يكتب بالتاء المربوطة
مثل "وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا"

أم ورقة
02-01-2008, 07:43 PM
ممتاز 100/100

:)

منال
02-01-2008, 07:45 PM
وانت كمان 100/100
:)

ربى يبارك فيك ويحميك يا ام ورقة ولا يحرمنى اخوتك الطيبة