تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أفغانستان: "غوانتانمو" أخرى



مقاوم
01-26-2008, 05:52 AM
أفغانستان: "غوانتانمو" أخرى
بقلم ويليام فيشر

نيويورك, يناير (آي بي إس) - تزامنا مع مرور ست سنوات على معتقل "غوانتانمو" بالقاعدة الأمريكية فى كوبا، تشن عدة منظمات حقوقية حملة واسعة لجذب اهتمام المشرعين والرأي العام فى الولايات المتحدة والعالم، نحو معتقل مماثل فى أفغانستان يضم 630 معتقلا.

يتعلق الأمر بمركز الاعتقال الذي أقامته القوات المسلحة الأمريكية فى قاعدتها العسكرية فى مدينة باغرام القديمة، بالقرب من شاريكار، اثر غزوها لأفغانستان فى 2001. فقد ذكر أن تقريرا سريا للجنة الدولية للصليب الأحمر أشار لحالات سوء المعاملة فى هذا المعتقل.

وتردد أنه تعرض لاكتظاظ المعتقلين، وانعدام الأسس القانونية لاعتقالهم، وسجنهم فى "زنزانات عزل"، و"إخضاعهم أحيانا لمعاملات قاسية تخرق معاهدات جنيف" لحقوق الإنسان، وأن عددا منهم سجنوا دون تهمة أو محامين لما يزيد على خمس سنوات.

وبدورها، أكدت هينا شمسي من الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية أن "برغام تبدو وأنها سيئة كمعتقل غوانتانمو إن لم تكن أسوأ".

وأضافت ل "آي بى اس" أن "الممارسات التى يشير إليها الصليب الأحمر مقلقة، فلم تقتصر إدارة الرئيس جورج بوش على نظام الاعتقال فى غوانتانمو، بل وعملت على فرضه على أفغانستان أيضا".

وتعرضت لإمكانية وجود سجناء فى أفغانستان غير مصنفين بأنهم "معتقلي وزارة الدفاع" حسبما أسماهم مسئول فى البنتاغون، وإنما وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أو وكالة مدنية أخرى.

وأكدت "نعرف أن وكالة المخابرات الأمريكية احتجزت "سجناء أشباح" – سجناء سريين، مخفيين عن الصليب الأحمر- فى معتقل سرى اسمه "سولت بت" فى أفغانستان".

وشرحت أن الإدارة الأمريكية لم تتخلى أبدا عن ممارسات الاعتقال غير القانونية السرية التى تجريها وكالة المخابرات ولا عن برنامج التحقيقات الذي أعلن عنه بوش فى سبتمبر 2006.

وأعربت عن قلقها ِمن أن تكون قوات العمليات الخاصة لا تتبع تعليمات وزارة الدفاع الأمريكية بشأن تسجيل السجناء.

وفى إشارة إلى سجن أبو غريب فى العراق، قالت الناشطة "من الواضح أنه تم تجاهل درس فضحية التعذيب: فيعتبر تطبيق قواعد مختلفة على وكالات مختلفة بمثابة دعوة للتعسف".

ويجدر التذكير بأنه على ضوء تقارير موثقة عن حالات القتل والتعذيب و"الاختفاء" الواقعة فى معتقل بارغام، سعت الولايات المتحدة فى 2005 لوضعه تحت سلطة الحكومة الأفغانية.

لكن سلسة من الخطوات القانونية والبيروقراطية والإدارية المعوجة حالت دون ذلك، فظل المعتقل تحت سيطرة القوات المسلحة الأمريكية حتى الآن.

وكانت الممارسات المرتكبة فى معتقل بارغام قد قفزت لعناوين وسائل الإعلام فى 2005 بعد أن حصلت جريدة "نيويورك تايمز" على تقرير للجيش الأمريكي من 2000 صفحة، حول موت معتقلين اثنين غير مسلحين كانا تحت حراسة القوات المسلحة الأمريكية فى 2002.

ولأول وهلة، ذكر الضباط الأمريكيون فى أفغانستان أنهما ماتا لأسباب طبيعية.

ونفى الجنرال دانييل ك. ماكنيل، قائد قوات التحالف فى أفغانستان فى ذلك الحين، أن المعتقلين ربطا بسلاسل فى الزنزانة أو أن أحوال (الاعتقال) فى باغرام تهدد حياة المعتقلين.

ومع ذلك، وعلى ضوء تحقيق أجرته "نيويورك تايمز" أقر الجيش الأمريكي بأن حالتي الموت كانتا نتيجة قتل. فقد ربط المعتقلين بسلاسل فى زنزانتهما وضربا حتى الموت. وأقر المحققون العسكريون بأن الأمر تعلق بجريمة قتل.

كما كشفت الفحوص الطبية التى أجريت على الجثتين عن وجود جروح وصدمات فى السيقان، تماثل تلك التى تنجم عن دهم حافلة. واتهم المحققون العسكريون 28 جنديا وجنود احتياط بالتورط فى الحادث.

هذا ولقد أنفقت الولايات المتحدة أكثر من 30 مليون دولار لبناء سجن خارج كابول، تتمشى مع المعايير الدولية للمعاملات الإنسانية، وتولت تدريب الحراس الأفغان.

لكن عدد المعتقلين ازداد جراء تكثيف القتال، فأصبح السجن الجديد يتسع لمجرد نصف عددهم المتوقع.

على الرغم مما سبق، تسبب الجدال المستمر الدائر حول "غوانتانمو" إلى حجب الوضع فى معتقل بارغام. فقد حكمت محكمة استئناف أمريكية فى منتصف يناير بعدم أحقية أربعة معتقلين سابقين فى "غوانتانمو"، كلهم بريطانيين، فى مقاضاة كبار المسئولين فى البنتاغون والقوات المسلحة بشأن أعمال التعذيب والتعسف وانتهاك حقوقهم الدينية التى مورست ضدهم.

لكن غوانتانمو وبارغام غابا عن اهتمامات المرشحين فى الحملة الانتخابية الأمريكية الجارية، باستثناء حاكم اركانسس السابق ميك هكاببى الذي صرح بأن غوانتانمو أصبحت رمزا مضرا للولايات المتحدة "وهذا ليس من مصلحتنا".(آي بي إس / 2008)