تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مملكة الأنوف



Abuhanifah
01-24-2008, 06:43 PM
مملكة الأنوف

يروى أنه كان هنالك شاب في مقتبل العمر اسمه مروان وكان يعيش في مملكة كبيرة وواسعة الحدود. وكان يحكم هذه المملكة ملك ذو شخصية قوية وأبية لا ترضى النقص ولا تقبل الشوائب...وتعرف هذه المملكة بهمة سكانها ونشاطهم الدؤوب وعملهم المتفاني، فتحس بأنها ممتلئة بالحركة والنشاط فترى فيها الحداد والنجار والبائع والحلاق والخباز والحارس و و و .... كلهم يقوم بعمله على أكمل وجه. الا ان هذه المملكة كانت تفتقد الى فرد مهم في أي مجتمع، ألا وهو الطبيب المعالج، حيث لم يكن سوى هاو ورث ادعاء الطب صنعة من أجداده. ولذا كان المرضى في المملكة يعانون أثناء مرضهم، وكثير منهم يسافر خارج المملكة التماسا للطبيب والعلاج المناسب. عندها تشجع مروان "وهو قد أنهى دراسته المدرسية مؤخرا" الى السفر نحو الخارج وتعلم الطب وعلومه خلال سبع سنوات يصبح بعدها طبيبا محترفا يخدم بطبه أبناء مملكته وسكانها. وبالفعل سافر مروان بقلب حزين وهو يودع مملكته ويسترجع ذكرياته الجميلة التي قضاها فيها...
وبعد مدة من الزمن، أصيب الملك بمرض في أنفه يصاحبه ألم خفيف! وبدأ هذا المرض يشتد والألم يزداد شيئا فشيئا حتى بلغ أوجه فأنساه النوم والراحة. فأرسل الملك في طلب أفضل الأطباء في العالم واستقدامهم ...
مرت الأيام وبدأ الأطباء بالتوافد من كل أنحاء العالم . أتاه أول طبيب وكشف عن حالته ثم قال للملك "الحقيقة أنك مصاب بمرض نادر وخطير جدا، ولا يمكن علاجك الى بقطع أنفك في أسرع وقت ممكن وذلك قبل أن ينتقل المرض الى باقي جسمك فيقضي عليك!"
غضب الملك غضبا شديدا وطرد الطبيب ثم استقبل طبيبا آخر، فأشار ايضا الى أن مرضه خطير ولا سبيل لعلاجه سوى بقطع أنفه!! وهكذا كلما أتاه طبيب أشار اليه بما أشار سلفه من الأطباء.
عندها استسلم الملك للأمر الواقع... ووافق على العلاج قبل أن يقضي عليه المرض، وبالفعل قطع أنفه...
وفي اليوم التالي..قام الملك "المجدوع" الأنف من فراشه، عندها رأته امرأته على هيأته الجديدة فلم تتمالك نفسها من الضحك... عندها غضب الملك وخرج ليرعى شؤون مملكته، فما ان رآه الوزير والحاشية حتى بدؤوا بالضحك عليه أيضا... لم يحتمل الملك ذلك المشهد، وبدأت صور سكان المملكة كلهم وهم يضحكون عليه تتراءى في مخيلته. فأصدر مرسوما شديد اللهجة يقضي بأن تقطع أنوف كل من في المملكة!!! ومن يعترض يقطع رأسه!!!
وبالفعل في اليوم الثاني نفذ المرسوم وتطايرت الأنوف وأصبح كل سكان المملكة بلا أنوف....وهكذا لم يعد بوسع أحد أن يعير الملك ويعيبه على قطع أنفه...
مرت السنون السبع وأنهى صاحبنا مروان دراسته في الطب وأصبح طبيبا ماهرا، وقرر العودة الى مملكته وكله أمل وشوق الى مساعدة سكان مملكته ومعالجتهم فضلا عن تعليمهم الطب ونشر هذا العلم.
وصل مروان الى المملكة ودخل فيها ولم تمض سوى لحظات حتى بدأ حوالي عشرة أشخاص بالتحلق حوله وهم يضحكون؟؟؟ كان الجمع في بداية الامر قليلا ثم ازداد شيئا فشيئا حتي أصبح بالعشرات ثم المئات بل الألوف... "هذا يغشى عليه من الضحك وهذا نام على الأرض من فرط ضحكه وهذا وهذا"... خاف مروان وعجب من أمرهم ثم بدأ ينظر الى نفسه وثيابه لعله يعرف سبب الضحك العجيب، فاستوقفه كلام أحدهم وهو يشاور عليه ويضحك ثم يصيح " انظروا لديه أنف" !!!!!!!!!!!!