تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أدب الإستئذان



أم ورقة
01-24-2008, 06:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

إن من صفات المسلمين أن تكون لهم في علاقاتهم ببعضهم آداب عالية، وعادات حسنة يسيرون عليها، والإسلام الذي استوفى جميع مقومات الأجساد والأرواح لم يغفل الآداب التي يجب أن يسير عليها أتباعه فوفاها حقها من الرعاية التي تنم عن كمال في الذوق وسمو في الشعور...

ومن الآداب التي سنها الاستئذان وهو من الخلال التي تعد من مميزات أهل المدنية فترى الناس يحرصون عليها، ولا يتسامحون فيها والإسلام قد سن الاستئذان لأهله منذ أجيال كثيرة يقول الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون. فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم والله بما تعملون عليم ) .
يهدف الإسلام إلى بناء مجتمع تسوده المودة والمحبة والألفة، بعيدا عن الأحقاد والكراهية والبغضاء والشحناء ، خال من شوائب الرذيلة ، تشيع بين أوساطه كل أنواع الفضيلة ، وليتحقق هذا عمد الإسلام إلى سد سبل الغواية ، وتضييق منافذ الرذيلة ، والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يوقظ الغرائز ويثير الشهوات ، فأمر المؤمنين بأن لا يدخلوا بيوتا ليست لهم إلا بعد أن يطلبوا الإذن من ساكنيها ويسمح لهم بالدخول ، وبعد أن يلقوا تحية الإسلام على ساكنيها كان الرجل في الجاهلية إذا لقي صاحبه لا يسلم عليه ويقول حييت صباحا ، وحييت مساء وكان ذلك تحية القوم بينهم ، وكان أحدهم ينطلق إلى صاحبه فلا يستأذن حتى يقتحم ويقول قد دخلت ونحو ذلك ، فيشق ذلك على الرجل ، ولعله يكون مع أهله ؛ فغير الله ذلك كله في ستر وعفة وجعله نقيا نزها من الدنس والقذر والدرن ومعنى الآية أن الله تعالى ينادي المؤمنين الذين اتصفوا بالإيمان وانطوت عليه قلوبهم ، واطمأنت به نفوسهم ، ويدعوهم إلى الفضيلة والآداب ويرشدهم إلى أنهم لا يدخلوا بيوتا غير بيوتهم ، ليس لهم فيها حق السكنى والمنفعة وإن كانت ملكا لهم حتى يستأذنوا ويسلموا على من فيها والمقيمين بها من أهلها ، ومما لاشك فيه أن الإذن بدخول البيت يذهب الوحشة عن المستأذن ، وكذلك يذهب الحرج عن الآذن وهو صاحب البيت.
الاستئناس... والاستئذان
ولذا عبر عن الاستئذان بالاستئناس ، وهو تعبير يوحي بلطف الاستئذان ولطف الطريقة التي يجيء بها الطارق فتحدث في نفوس أهل البيت أنسابه واستعدادا للقائه واستقباله (ذلكم خير لكم) وأفضل فإنه أغض للبصر وأحفظ للسر وأدعى إلى احترام البيوت والحرمات وليس فيه مذلة ولا إهانة لكم ، وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا دون أن تجدوا في نفوسكم غضاضة ،ودون أن تستشعروا من أهل البيت الإساءة إليكم ، أو النفر منكم فللناس أسرارهم وأعذارهم ،ويجب أن يترك لهم وحدهم تقدير ظروفهم وملابساتهم في كل حين ((والله بما تعملون عليم )) فهو المطلع على خفايا القلوب وما فيها من دوافع ومثيرات.

لمتابعة القراءة
هنا:
http://www.basaernews.com/news.php?id=5472

أبو مُحمد
01-24-2008, 06:59 PM
الحمد لله على نعمة الاسلام