منال
01-24-2008, 01:40 PM
ألف العزة وياء الذلة :
ـ ألف العزة : هي الألف في كلمة ( عباد ) التي وردت في القرآن الكريم حوالي مائة مرة ، في معظمها وصف بها المسلمون المطيعون لله ، لذلك لا نخطئ إذا قلنا : إن غالب كلمة ( عباد ) في القرآن يراد بها المسلمون المطيعون لله تبارك وتعالى .
كما قال تعالى : "وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا " ( الفرقان : 63 ) .
نمعن النظر في الألف الممدودة في وسط كلمة ( عباد ) نجدها توحي بالعزة والمنعة والرفعة والسمو ، وكأنها مرفوعة الرأس بطاعة الله تعالى ، منصوبة القامة باستمرار ، وهذه العزة والرفعة والسمو نلحظها في حياة عباد الرحمن المطيعين لله تبارك وتعالى ، وفي أخلاقهم ومعاملاتهم ، يعيشون بعزة قوله تعالى : "أعزة على الكافرين "( المائدة : 54 ) .
وقد قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب- رضى الله عنه- : نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ، ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله ، وقال بجير بن زهير بن أبي سلمى في يوم حنين( انظر » السيرة النبوية « لابن هشام ، دار الجيل ، بيروت 1411هـ) :
والله أكـرمنا وأظهر ديننا و أعزنـا بعـبادة الرحمن
والله أهلكهم وفرق جمعهم و أذلـهم بعبادة الشيطان
وما أجمل قول القائل :
ومـما زادنـي شرفاً وتيــهاً وكـدتُّ بأخمصـي أطأ الثريا
دخولـي تحت قولك يا عبادي وأن صَـيَّرْتَ أحـمد لي نبياً
http://www.alfrasha.com/up/1671725137852021380.gif
ـ ياء الذلة : إذا كانت ألف » العباد « ألف عزة ، فإن ياء » العبيد « هي ياء الذلة ! وإذا كان غالب استعمال » عباد « في القرآن للمؤمنين ، فإن كلمة » عبيد « في القرآن وردت وصفاً للكفار والعصاة ،وردت كلمة » عبيد « خمس مرات في القرآن الكريم فقال الله تبارك وتعالى عن كفر اليهود : " لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ . ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ " ( آل عمران : 181 ـ 182 ) .
ونمعن النظر في المواضع الخمس نجد أن الله تعالى ذكر في ثلاث مواطن في : " وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ " ( آل عمران : 182 والأنفال : 51 ، والحج : 10 ) وهي تتحدث عن اليهود والكفار في الدنيا وأن الله ليس بظلام لهم يوم القيامة .
بينما ذكر في » سورة فصلت « بقوله : " وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ "(فصلت : 46 ) فكلمة ربك فيه خطاب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- والآية تتحدث عن عدل الله في منح الثواب للمحسن ، وإيقاع العذاب بالكافر .
وذكر في » سورة ق « قوله تبارك وتعالى : " وَمَا أَنَا بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ " ( ق : 29 ) بضمير المتكلم لأن الآية تتحدث عن موقف بين يدي الله تعالى مباشرة يوم القيامة .
وكلمة ( ظلاَّم ) المبالغة في ( ظلاَّم ) باعتبار الكمية لا الكيفية، وقيل ( ظلاَّم ) للنسب كعطَّار أي : لا ينسب إليه الظلم أصلاً ،و ليس ربك بذي ظلم ، وقيل : ذكر الظلاَّم بلفظ المبالغة لاقترانه بلفظ الجمع وهو » العبيد «، فذلك لرعاية جمعية العبيد ، من قولهم : ظالم لعبده وظلاَّم لعبيده( ) ، وفيه تنبيه إلى أنه لا يظلم من يختص بعبادته ،ولا من انتسب إلى غيره من الذين تسموا بعبد الشمس وعبد العزى ونحو ذلك ( انظر تفسير النسفي » مدارك التنزيل وحقائق التأويل « لأبي البركات عبد الله النسفي : 3 / 97 ، وروح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني لمحمود الألوسي ، دار إحياء التراث العربي بيروت :
14 / 215 ، وفتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير ، للشوكاني ، دار الفكر بيروت : 5 / 77 ).
عود على بدء ، ننظر في الآيات التي ذكرت ياء الذلة في » العبيد « فنجد أن التعبير عن الكفار بالعبيد يوحي بالذلة والصَّغَار ، لأن الياء جاءت وسط الكلمة منبطحة ملقاة بذلة ، فالكفار أذلاء جبناء ضعفاء مهانون ، في حياتهم وأشخاصهم ومواقفهم ، لا يريدون العزة والرفعة ، ولا يشعرون بالكرامة والأنفة ، تجدهم أحرص الناس على حياة ، وتراهم يذلون أمام المتسلطين الظالمين ، لذلك لازمتهم ياء الذلة( انظر المفردات في غريب القرآن ، للراغب الأصفهاني تحقيق : محمد خليل عيتاني ، دار المعرفة بيروت ، الطبعة الأولى 1418 هـ 1998 م : 323.).
مقتبس من موضوع لطائف قرآنية لكاتبه محمد كالو
ـ ألف العزة : هي الألف في كلمة ( عباد ) التي وردت في القرآن الكريم حوالي مائة مرة ، في معظمها وصف بها المسلمون المطيعون لله ، لذلك لا نخطئ إذا قلنا : إن غالب كلمة ( عباد ) في القرآن يراد بها المسلمون المطيعون لله تبارك وتعالى .
كما قال تعالى : "وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا " ( الفرقان : 63 ) .
نمعن النظر في الألف الممدودة في وسط كلمة ( عباد ) نجدها توحي بالعزة والمنعة والرفعة والسمو ، وكأنها مرفوعة الرأس بطاعة الله تعالى ، منصوبة القامة باستمرار ، وهذه العزة والرفعة والسمو نلحظها في حياة عباد الرحمن المطيعين لله تبارك وتعالى ، وفي أخلاقهم ومعاملاتهم ، يعيشون بعزة قوله تعالى : "أعزة على الكافرين "( المائدة : 54 ) .
وقد قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب- رضى الله عنه- : نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ، ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله ، وقال بجير بن زهير بن أبي سلمى في يوم حنين( انظر » السيرة النبوية « لابن هشام ، دار الجيل ، بيروت 1411هـ) :
والله أكـرمنا وأظهر ديننا و أعزنـا بعـبادة الرحمن
والله أهلكهم وفرق جمعهم و أذلـهم بعبادة الشيطان
وما أجمل قول القائل :
ومـما زادنـي شرفاً وتيــهاً وكـدتُّ بأخمصـي أطأ الثريا
دخولـي تحت قولك يا عبادي وأن صَـيَّرْتَ أحـمد لي نبياً
http://www.alfrasha.com/up/1671725137852021380.gif
ـ ياء الذلة : إذا كانت ألف » العباد « ألف عزة ، فإن ياء » العبيد « هي ياء الذلة ! وإذا كان غالب استعمال » عباد « في القرآن للمؤمنين ، فإن كلمة » عبيد « في القرآن وردت وصفاً للكفار والعصاة ،وردت كلمة » عبيد « خمس مرات في القرآن الكريم فقال الله تبارك وتعالى عن كفر اليهود : " لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ . ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ " ( آل عمران : 181 ـ 182 ) .
ونمعن النظر في المواضع الخمس نجد أن الله تعالى ذكر في ثلاث مواطن في : " وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ " ( آل عمران : 182 والأنفال : 51 ، والحج : 10 ) وهي تتحدث عن اليهود والكفار في الدنيا وأن الله ليس بظلام لهم يوم القيامة .
بينما ذكر في » سورة فصلت « بقوله : " وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ "(فصلت : 46 ) فكلمة ربك فيه خطاب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- والآية تتحدث عن عدل الله في منح الثواب للمحسن ، وإيقاع العذاب بالكافر .
وذكر في » سورة ق « قوله تبارك وتعالى : " وَمَا أَنَا بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ " ( ق : 29 ) بضمير المتكلم لأن الآية تتحدث عن موقف بين يدي الله تعالى مباشرة يوم القيامة .
وكلمة ( ظلاَّم ) المبالغة في ( ظلاَّم ) باعتبار الكمية لا الكيفية، وقيل ( ظلاَّم ) للنسب كعطَّار أي : لا ينسب إليه الظلم أصلاً ،و ليس ربك بذي ظلم ، وقيل : ذكر الظلاَّم بلفظ المبالغة لاقترانه بلفظ الجمع وهو » العبيد «، فذلك لرعاية جمعية العبيد ، من قولهم : ظالم لعبده وظلاَّم لعبيده( ) ، وفيه تنبيه إلى أنه لا يظلم من يختص بعبادته ،ولا من انتسب إلى غيره من الذين تسموا بعبد الشمس وعبد العزى ونحو ذلك ( انظر تفسير النسفي » مدارك التنزيل وحقائق التأويل « لأبي البركات عبد الله النسفي : 3 / 97 ، وروح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني لمحمود الألوسي ، دار إحياء التراث العربي بيروت :
14 / 215 ، وفتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير ، للشوكاني ، دار الفكر بيروت : 5 / 77 ).
عود على بدء ، ننظر في الآيات التي ذكرت ياء الذلة في » العبيد « فنجد أن التعبير عن الكفار بالعبيد يوحي بالذلة والصَّغَار ، لأن الياء جاءت وسط الكلمة منبطحة ملقاة بذلة ، فالكفار أذلاء جبناء ضعفاء مهانون ، في حياتهم وأشخاصهم ومواقفهم ، لا يريدون العزة والرفعة ، ولا يشعرون بالكرامة والأنفة ، تجدهم أحرص الناس على حياة ، وتراهم يذلون أمام المتسلطين الظالمين ، لذلك لازمتهم ياء الذلة( انظر المفردات في غريب القرآن ، للراغب الأصفهاني تحقيق : محمد خليل عيتاني ، دار المعرفة بيروت ، الطبعة الأولى 1418 هـ 1998 م : 323.).
مقتبس من موضوع لطائف قرآنية لكاتبه محمد كالو