تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : .:آداب حامل القرآن:.



منال
01-22-2008, 12:25 PM
من آداب حامل القرآن

الشيخ/ سعيد بن مسفر

حامل القرآن والتحلي بأكرم الصفات والشمائل

ينبغي لحامل القرآن أن يكون على أكمل الأحوال وأكرم الصفات والشمائل، ما دمت من أهل القرآن فأنت قرآن يمشي، وعليك لوحة أنك من أهل القرآن فلا تخرب؛ لأن أي تخريب يأتي منك إنما ينال أثره من الدين، يقولون: انظروا إلى (المطوع).

وأذكر مثالاً: ففي مرة من المرات كنت أريد أن أقطع الشارع لأدخل المسجد لكي أصلي بالناس، وهناك شخص واقف بجواري، فمر شخص في سيارة ولكنه من أهل القرآن ومن أهل الدين إن شاء الله، لديه لحية، فكان مسرعاً يريد أن يدرك الإشارة، فالذي بجواري قال لي: انظر إلى لحيته، فكررها، قلت: ماذا بك؟ قال: انظر إلى لحيته وكيف يسرع؟ قلت: الذي أسرع لحيته أم رجله؟ قال: رجله! قلت: ما ذنب لحيته تحمّلها أثر السرعة، فلحيته لم تنزل تضغط البنزين، رجله هي التي سببت السرعة للسيارة، فقال لي: يا شيخ! هذا (مطوع) الأصل أنه لا يسرع، فقلت له: صدقت!

لأن خلق الشاب الملتزم يجب أن يكون معتدلاً حتى في السير، إذا جئت وأردت أن تسير في طريق وهناك شخص يريد أن يقطع الشارع ووقفت له وأشرت إليه بأن يمشي، ونظر إلى وجهك ورأى أثر السنة فيقول: هذا (المطوع) جزاه الله خيراً، انظروا كيف الدين يعلمهم الأخلاق، الدين يعلمهم حتى الأخلاق في السير.

أما إذا شاغلته وزاحمته فيقول: انظروا إلى هذا (المطوع) المعقد، فيصب لعناته على الملتزمين وأنهم معقدون، ورغم أنه قد يكون أمامك أناس زاحموه قبلك ولكن لم يسخط عليهم كما يسخط عليك؛ لأنه ينتظر منك أن تكون صاحب خلق.

كذلك في البيع والشراء: فبعض الناس إذا جاء يبيع ويشتري، والرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (رحم الله امرأ سمحاً إذا باع، سمحاً إذ اشترى، سمحاً إذا قضى، سمحاً إذ اقتضى). هذه دعوة من الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إلى من يتعامل مع الناس أن يكون سمحاً إذا باع، لا تكون شديداً وإذا اشتريت أيضاً لا تبخس صاحب المحل، يقول لك: السلعة بعشرة تقول له: بريالين. فهذه ليست سماحة في البيع والشراء، إذا فعلت هذا الفعل وأنت شاب ملتزم وملتحٍ فمباشرة هذا الرجل يكره الدين ويقول: لا تبايع (مطوعاً) فتراه يخرج روحك، بينما قد يكون هناك شخص ليس (مطوعاً) وقد بايعه وأخرج روحه فلم يعب عليه، لكن صاحب القرآن عاب عليه لأنه يعتبره قدوة للآخرين.

فإذا أردت أن تشتري فلا تزعج الآخرين، وإذا رأيت السلعة ورغبت بها فخذها وإلا فقل له: بارك الله لك ثم اذهب إلى غيره.

ولذا فاجعل من نفسك قدوة للآخرين، وكن سمحاً إذا اشتريت، وسمحاً إذا بعت، وسمحاً إذا اقتضيت شخصاً لك مال عنده فأردت أن تأخذه منه فلا تضيق عليه في أحرج الظروف، ولا في الفرص الصعبة، فهكذا ينبغي لحامل القرآن أن يكون سمحاً، وأن يتحلى بأحسن الصفات وأكرم الشمائل وأكمل الأحوال؛ ليكون قرآناً يمشي على رجلين، يدعو إلى الله عَزَّ وَجَلّ.

http://www.21za.com/pic/decoration001_files/19.gif
يتبع بإذن الله

منال
01-26-2008, 02:38 AM
حامل القرآن والترفع عن كل ما نهى عنه القرآن




ومن آداب حامل القرآن: أنه ينبغي له أن يرفع نفسه عن كل ما نهى عنه القرآن؛ إجلالاً للقرآن الذي في جوفه. فلا يصلح لك أن تذهب إلى أماكن الرذيلة؛ لأن في جوفك قرآناً كريماً فلا تهينه، يقول أحد الشباب: هداني الله واهتديت، ودرست القرآن والتزمت وأصبحت في أحسن حالٍ، وفي يومٍ من الأيام وأنا خارج من صلاة العشاء وذاهب إلى البيت سمعت زيراً يطرق وزلفة تنقع -في زواج- يقول: وأنا لي مدة مع الزلفة والزير قبل التزامي، فكنت أذهب إليها ولو كانت على بعد عشرات الكيلوهات، قال: فلما سمعتها استغل الشيطان هذا السماع فدخل في قلبي وفي أذني وفي جوارحي، فأخذت ألعب وأنا في مكاني قبل أن يأتي اللعب، ونسيت أنني قد اهتديت والتزمت، فما وجدت نفسي إلا وأنا أفرّق الصفوف لأدخل. فأخذت ألعب وأرقص بلحيتي بعد أن خرجت من المسجد، فبعد أن وقفنا لكي نسمع أنشودة جديدة وإذا بشخص يقبص ظهري، فقال: يا فلان! قلت: نعم. فأخذني إلى خلف الملاعب وقال: يا فلان! إنك قبل وقت قصير كنت تقرأ علينا في المسجد والآن تلعب، انظر شمالاً ويميناً من الذي بجوارك! إنهم السفلة من الناس، فقد كنت في المسجد تقول: قال الله وقال رسوله والآن تلعب؟!! فهذا العمل لا يصلح، إما أن تلعب وتترك الدين لأهله، وإما أن تتمسك بالدين وتسير مع أهله، فوقع كلامه مثل الرصاص في قلبي، فقلت له: صدقت! والله لن ألعب. يقول: فخرجت إلى البيت وجلست طوال الليل لم يأتِ إليَّ النوم من خوف الله عَزَّ وَجَلّ والبكاء، وأنا أصلي وأبكي وأطلب من الله المغفرة.

لا يليق أن تذهب بالقرآن إلى أماكن الرذيلة؛ لأنك تهين الذي في قلبك، فعليك أن تكرم القرآن، ونعمة والله يا أخي! أن أنعم الله عليك بالقرآن الذي يحول بينك وبين المعاصي؛ لأنه سور حاجز بينك وبين المعاصي، فإذا أعانك شخص على أن تمتنع من المعاصي فهذا خير عظيم.

مقاوم
01-26-2008, 02:51 AM
يا سلام ما أجمل هذا الكلام!!
أحد إخواني في الله (الذين أحبهم وأكن لهم احتراما خاصا) من حفظة كتاب الله. وكنا إذا أردنا ركوب سيارة أخ آخر لنا أرفض رفضا قاطعا أن أجلس في الأمام ويجلس هو في الخلف (مع أنني أكبر منه سنا) وأقول له لا نتقدم على القرآن ولا ندير له ظهورنا. فيبتسم ويقول "أفحمتني".

طبعا أنا لا أقول أن هذا هو الواجب شرعا بل قد يرى البعض فيه غلوا ولكن عذري في هذا أننا نعيش في زمن هجر فيه أهل القرآن كتابهم واتخذوه ظهريا فهذه طريقتي المتواضعة في إعزاز القرآن وأهله في مثل هذه المواقف.

منال
01-26-2008, 02:54 AM
الله يبارك فى حضرتك ويحميك

لسه الموضوع يتبع

نسال الله ان يجعلنا واياكم من حملة القرآن الكريم فى الدنيا والاخرة

مقاوم
01-26-2008, 02:55 AM
نسال الله ان يجعلنا واياكم من حملة القرآن الكريم فى الدنيا والاخرة
اللهم آمين

أم ورقة
01-26-2008, 11:30 AM
نسأل الله أن يجعلنا من حملة القرآن و يرزقنا التحلي بأخلاق أهل القرآن
جزاكِ الله خيراً و نتابع التتمة..

أبو مُحمد
01-26-2008, 01:18 PM
جزاكِ الله خيرا ومتابعين باذن الله.
حفظك الله أخي مقاوم وحفظ أخاك وجمعكما في جنته.

مقاوم
01-26-2008, 01:50 PM
جزاكِ الله خيرا ومتابعين باذن الله.
حفظك الله أخي مقاوم وحفظ أخاك وجمعكما في جنته.

اللهم آمين ... جزاك الله خيرا

منال
01-29-2008, 01:12 PM
بارك الله بكما


حامل القرآن شريف النفس متواضع للصالحين

ومما ينبغي لحامل القرآن: أن يكون شريف النفس، مترفعاً عن الدنايا، متواضعاً للصالحين، مكرماً للمساكين، وهذا خلق أهل القرآن؛ لأن الله عَزَّ وَجَلّ يقول: "أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ"[المائدة:54] لكن بغير القرآن لا يصبح الذي ليس عنده قرآن ذليل عند الكفار عزيز عند المؤمنين، فإذا رأى كافراً تراه متذللاً له، وإذا رأى مؤمناً تراه متعالٍ عليه؛ لأنه لا يوجد في قلبه شيء من القرآن، فلو وُجد في قلبه القرآن حقيقةً لتواضع لأهل الإيمان.

وإذا كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو سيد الأولين والآخرين، كان جلساؤه هم الضعفاء والبسطاء والمساكين والمماليك ( صهيب الرومي (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=34&ftp=alam&id=1000098&spid=34) - و بلال الحبشي (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=34&ftp=alam&id=1000018&spid=34) ، و سلمان الفارسي (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=34&ftp=alam&id=1000096&spid=34) ، و ابن أم مكتوم (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=34&ftp=alam&id=1000088&spid=34) الأعمى ) ولما جاء في يوم من الأيام وأراد أن يجمع المشركين للجلوس معهم قالوا له: لا نجلس مع العبيد والضعفاء والفقراء، نحن أعزاء وصناديد قريش، فاجعل لنا يوماً ولهم يوماً، فأراد أن يفعل هذا، فقال الله له: "وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً "[الكهف:28]

أي: لا تجلس مع هؤلاء، ولما دخل عليه الأعمى ابن أم مكتوم (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=34&ftp=alam&id=1000088&spid=34) ، عبد الله بن قيس (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=34&ftp=alam&id=1000088&spid=34) رضي الله عنه، وهو يريد أن يتعلم من الدين، وكان الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مشغولاً في مجلسه مع بعض صناديد قريش طمعاً في هدايتهم، والرجل ينادي ويقول: يا رسول الله! علمني مما علمك الله، ولم يعرف بأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مشغولاً، ولو أنه عرف أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مشغولاً ما تكلم، فكره منه الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الموقف؛ لأنه جاء في وقت غير مناسب وهو مشغول مع هؤلاء، والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يطمع أن يجري معهم صفقة الإيمان، حتى إذا أسلموا أسلمت مكة (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=34&ftp=amaken&id=3000005&spid=34) بأسرها، فإنه لم يكن صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مشغولاً بصفقة دنيوية أو بصفقة معاملات، وإنما كان مشغولاً بالدين، ولكن قطّب وعبس ولم يتكلم، أي: كشر فقط، فنزل القرآن من السماء يخطّىء الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويعاتبه ويقول: "عَبَسَ وَتَوَلَّى "[عبس:1] عبس أي: قطب جبينه،لماذا؟"أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى "[عبس:2-3].. "أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى "[عبس:5] فالذي استغنى بماله وسلطته وجاهه من هؤلاء الكفار فأنت له تصدى: "وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى " [عبس:7] أي: وما يضرك سواء أسلم أم لم يسلم، الجنة عندنا لأهل الإيمان، والنار لأهل الكفر والنفاق، لا تحرص على هداهم: "إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ"[النحل:37]... " إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ "[القصص:56].. "وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى * أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى * فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى * وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى " [عبس:3-7] ما لك منه شيء، ثم: "وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى "[عبس:8] أي: الأعمى "وَهُوَ يَخْشَى* فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى "[عبس:9-10]. ثم قال: "كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ "[عبس:11] أي: هذا الموقف وهذا العمل الذي عملته يا محمد تذكرةٌ لك، وتذكرة للأمة من بعدك، أَن الناس لا يوزنون ولا يقاسون ولا يفاضل بينهم بموازين الأرض وإنما بموازين السماء: "إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ "[الحجرات:13] أحب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابن أم مكتوم (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=34&ftp=alam&id=1000088&spid=34) وعرف منزلته عند الله، فكان إذا دخل عليه وهو لمفرده يفرش له رداءه ويقول له: (أهلاً ومرحباً بمن عاتبني ربي فيه).

وهذا يبين لك أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأنه ليس عنيداً، فلو كان شخصاً آخر لكان أخذها نقطة عليه ويقول: هذا الذي سبب لي المشاكل فينتقم منه، ولكن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يفرش له الفراش ويقول: (أهلاً بمن عاتبني ربي فيه) فعليك أن تكرم المؤمنين وألا تعز الفاجرين؛ لأنك من أهل القرآن.

منال
02-12-2008, 02:46 PM
حامل القرآن.. مظهره ووقاره


وأيضاً ينبغي لحامل القرآن أن يكون مظهره مجللاً بالسكينة والوقار والخشوع، فقد جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه فقال: [يا معشر القراء! استبقوا الخيرات، ولا تكون عيالاً على الناس] لأن السكينة التي تظهر الإنسان بالضعف ليست من الدين، والتكبر والتعالي الذي يظهر للناس العظمة هذا أيضاً ليس من الدين، وإنما التواضع في غير ذلة: من سكينة وخشوع ووقار.. لأن الوقار جزء من سمات المؤمنين.

http://www.sh11sh.com/sh11sh1/anyaflower177.gif

حامل القرآن وقيام الليل


ينبغي لحامل القرآن أيضاً كما قال ابن مسعود- رضي الله عنه: [أن يعرف بليله إذا الناس نائمون -فإذا نام الناس فصاحب القرآن لا ينام معهم- وبنهاره إذا الناس مفطرون، وبحزنه إذا الناس يضحكون، وببكائه إذا الناس يفرحون، وبصمته وخشوعه وسكوته إذا الناس يخوضون، وبخشوعه وتواضعه إذا الناس يختالون ويتكبرون]. فإذا دخلت مجلساً ورأيت فيه رجلاً صامتاً والناس يخوضون فإنما يلقّن الحكمة، وسكوته إذا كان خوضهم في باطل، بل لا ينبغي أن يجلس ولا بد أن ينصرف، لكن إذا خاضوا في أمور مباحة من الدنيا، ليس فيها غيبة ولا نميمة وهو ساكت لضرورة تعرف من صمته ووقاره وخشوعه أنه يلقّن الحكمة؛ لأنه من أهل القرآن. وعن الحسن رضي الله عنه قال: [إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسالةً إليهم من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل ويعملون بها في النهار] لقد كان السلف يرون القرآن تعاليم ربانية ورسائل إلاهية إليهم، فهم يتدبرونها ويراجعونها ويعرفون أحكامها في الليل، وفي النهار يطبقونها في الواقع العملي، هذا هو شأن أهل القرآن. وقال الفضيل بن عياض: [لا ينبغي لحامل القرآن أن يحتاج إلى أحد غير الله].

منال
03-19-2008, 06:13 PM
حامل القرآن وسؤال الناس

قيل: دخل سالم بن عبدالله بن عمر الكعبة فلحقه أحد خلفاء بني أمية وهو داخل الكعبة، فقال له: هل من حاجة يا أبا عبدالله ؟! قال: إني أستحي أن أسأل غير الله وأنا في بيته! فسكت عنه، فلما طاف بالبيت وخرج من البيت لحقه، فقال: يا أبا عبدالله ! هل لك من حاجة، ها قد خرجت من بيت الله؟ تريد شيئاً قال: أمِن حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة؟ قال: من حوائج الدنيا أما حوائج الآخرة فليس عندنا، قال: والله ما طلبت الدنيا ممن يملكها وهو الله، أفأطلبها منك وأنت لا تملك منها شيئاً فخجل الأمير خجلاً وتركه وولى.

وكان الفضيل بن عياض[/URL] رضي الله عنه في ليلة من الليالي في بيته، فخرج هارون الرشيد (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=34&ftp=alam&id=1000031&spid=34) وقال لـيحيى البرمكى وزيره: اذهب بي إلى عالم من أهل العلم يلين قلبي، فدخل به إلى عالم من العلماء فوعظه وأعطاه مالاً وأخذه ومشى، ثم ذهب إلى آخر فوعظه فأعطاه، ثم أتيا الفضيل (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=34&ftp=alam&id=1000103&spid=34) فسلما عليه، فرأى يد أمير المؤمنين رطبة، فقال الفضيل : ما أرطب هذه اليد إذا نجت من النار يوم القيامة ثم قال له: عظني فوعظه حتى بكى الخليفة، فقال وزيره: أشفق على أمير المؤمنين، فقال الفضيل (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=34&ftp=alam&id=1000031&spid=34) : أتقتلونه وأنا أشفق عليه؟! فقال الخليفة: اسكت يا يحيى فسكت! فوعظه ثم وعظه حتى أنه كاد يموت من البكاء، يقول: ثم أعطاه عشرة آلاف درهم فردها إليه وقال: ندله على النجاة، ويدلنا على النار، فتهلل وجه الخليفة من الفضيل[URL="http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=34&ftp=alam&id=1000031&spid=34"] (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=34&ftp=alam&id=1000103&spid=34) وانصرف وهو يثني عليه.

يقول الفضيل بن عياض : لا ينبغي لحامل القرآن أن يكون له حاجة إلى أحدٍ غير الله.

يقول الشاعر:
الله يغضب إن تركت سؤاله وبني آدم حين يسأل يغضب

لا تسألن بُني آدم حاجةً وسل الذي أبوابه لا تغلق

اسأل ربك في كل شيء، والله عز وجل ينزّل عليك كل شيء، وخذ بالأسباب والدعاء، وإذا أردت أن تنجح ادع الله وذاكر.. وهكذا، إذا أردت أن تتوظف اطلب الله في الليل، ولكن في الصباح اذهب وتقدم إلى ديوان الخدمة المدنية، أو على أي مؤسسة حكومية، وإذا أردت زوجة اطلب الله واذهب وابحث واخطب، خذ بالأسباب ولا تجلس وتعطل الأسباب وتقول: إني أدعو الله.

وهنا مثال: يذكر أن رجلاً مسكيناً ضاقت عليه سبل الرزق، فكان يذهب كل يوم يبحث عن رزق فلا يجد شيئاً، ولكن الله لا يضيعه فيرسل إليه الرزق، وفي يوم من الأيام لقيه أحد التجار الأثرياء فقال له: أين تعمل؟ قال: ليس عندي عمل، فقال له: من أين تأكل؟ قال له: أبحث عن الرزق فلم أجده، ولكن الله لم يتركني فيرسل إلي رزقاً من عنده! قال له: من أين يأتيك؟ هل ينزل إليك من السماء كيس فيه بر وسمن وعسل؟ قال: الله عَزَّ وَجَلَ على كل شيء قدير، فسخر منه وتوعده وتركه، وبعد يومين عاد إليه التاجر، وقال له: عندي لك شغل، فقال له: نعم، فأدخله التاجر إلى مزرعته وفي المزرعة بئر ليس فيها ماء، وقال له: لقد ضاعت عليَّ صرة في هذه البئر فيها نقود، فلم أستطع إخراجها فأريد أن تنزل في هذه البئر وتأخذ الصرة وتأخذ منها أجرتك، فوافق الرجل. فأخذ التاجر الحبل وربطه فيه وأنزله إلى البئر، فعندما وصل إلى البئر رمى التاجر بالحبل، وقال له: اجلس مكانك حتى يأتيك من السماء كيس فيه بر وسمن وعسل -من باب النكاية والاستهزاء به- فقال الرجل: إنا لله وإنا إليه راجعون، وذهب التاجر وعاد إلى دكانه، وكان هذا التاجر شديد البخل، وعنده مخازن من الطعام، والمفتاح في جيبه يخرج طعام كل يوم في يومه، ويخرج لامرأته قليلاً من الطحين، وقليلاً من السمن، وقليلاً من اللحم، فكانت المرأة إذا أعطاها شيئاً ادخرت منه شيئاً يسيراً للأيام الطارئة إذا نزل عليهم ضيف، أو يكون غير موجود، فكانت خلال مجموعة من الأيام قد وفّرت كميةً من الدقيق والعسل والسمن، وفي ذلك اليوم الذي جاء التاجر بالعامل وأدخله في البئر تذكرت هي وخادمتها أنها جائعة، فصنعت البر والسمن والعسل، ولكن التاجر طرق الباب والطعام جاهز وهن يأكلن، وإذ بالتاجر يدخل البيت يريد غرضاً، فقالت المرأة: إذا دخل ورأى الأكل فسيذبحنا واحدة تلو الأخرى، فسيقول: من أين سرقتموه؟ فقالت الخادمة: أين نذهب به؟ فقالت المرأة: ضعيه في كيس واربطيه بحبل وأنزليه في البئر إلى أن يخرج فنأتي به ونأكله، قالت الخادمة: نعم. فأتت بكيس ووضعت فيه السمن والبر والعسل، وربطته بحبل وأنزلته إلى البئر وإذا بالرجل جالساً يذكر الله، فلم يشعر إلا والكيس على رأسه، فنظر إليه وإذا بالكيس فيه السمن والعسل والبر، ثم أخذه فأكله وجلس يذكر الله إلى المغرب، فأتى التاجر قبل غروب الشمس وقال للرجل في البئر: هل أتاك البر والسمن والعسل، قال: نعم والله، أتاني كيس فيه بر وسمن وعسل. فأنزل له حبلاً وقال له: اربط نفسك واصعد؛ فربط نفسه وصعد، وقال الرجل وعليه أثر السمن: الحمد الله لقد شبعت، فقال التاجر: هذا أمر عجيب!! ثم ذهب التاجر إلى زوجته فقال لها: من الذي ترك السمن والبر والعسل في البئر؟ فقالت المرأة: لا تذبحنا نحن نقر لك بالخبر، أنت كلما أعطيتنا طعام يوم أبقينا منه شيئاً حتى إذا أتى إلينا ضيف أو حصل أمر طارئ جمعناه وإذا بنا نأكل منه، فبينما نحن نأكل أتيت علينا فتركناه في البئر وإذا بالجن قد أكلوه، فعلم الرجل وقال: آمنت بالله. إن التوكل والاعتماد على الله عظيم، ولكن مع الأخذ بالأسباب، فلا تأخذوا كلامي هذا وتجلسوا في البيوت وتقولون: إن كل واحد منا يأتيه بر وسمن وعسل، وإنما خذوا بالأسباب والله هو الرزاق ذو القوة المتين. فالرجل كان يمشي ويعرض نفسه على الناس، لهذا لما عرض عليه التاجر العمل لم يتردد، ولم يقل: إنه سيأتيني كيس، وإنما قال: أذهب وأشتغل.

أبو مُحمد
04-23-2008, 10:31 AM
دخل سالم بن عبدالله بن عمر الكعبة فلحقه أحد خلفاء بني أمية وهو داخل الكعبة، فقال له: هل من حاجة يا أبا عبدالله ؟! قال: إني أستحي أن أسأل غير الله وأنا في بيته! فسكت عنه، فلما طاف بالبيت وخرج من البيت لحقه، فقال: يا أبا عبدالله ! هل لك من حاجة، ها قد خرجت من بيت الله؟ تريد شيئاً قال: أمِن حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة؟ قال: من حوائج الدنيا أما حوائج الآخرة فليس عندنا، قال: والله ما طلبت الدنيا ممن يملكها وهو الله، أفأطلبها منك وأنت لا تملك منها شيئاً فخجل الأمير خجلاً وتركه وولى.



يقول الفضيل بن عياض : لا ينبغي لحامل القرآن أن يكون له حاجة إلى أحدٍ غير الله.

جزاكِ الله خيرا أختنا .

منال
05-09-2008, 06:59 AM
جزانا واياكم