تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : من سفر الحوالي إلى جورج بوش: 'لن ننسانا مآسينا مهما طال عليها الزمن'



طرابلسي
01-18-2008, 08:25 PM
من سفر الحوالي إلى جورج بوش: 'لن ننسانا مآسينا مهما طال عليها الزمن'
12-1-2008
http://www.alasr.ws/images/asr-spacer.gif
أيها الرئيس... لا تظن أنني أريد تعداد عيوبكم القليلة وأنسى عيوبنا الكثيرة جداً في أعينكم، لا بل سوف أذكِّركم بعيب خطير فينا نحن المسلمين؛ وهو أننا لا ننسى مآسينا مهما طال عليها الزمن، تصوّر ـ أيها الرئيس ـ أننا لا زلنا نبكي على الأندلس ونتذكر ما فعله فريدناند وإيزابلا بديننا وبحضارتنا وكرامتنا فيها! ونحلم باستردادها مرة أخرى، ولن ننسى تدمير بغداد ولا سقوط القدس بيد أجدادك الصليبيين؟


بقلم د.سفر بن عبد الرحمن الحوالي (http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.authors&authorsID=188)
ملاحظة: نستسمح القراء الكرام بإعادة نشر الخطاب المفتوح الذي وجهه الشيخ سفر الحوالي ـ متعه الله بالصحة والعافية ـ إلى الرئيس الأمريكي جورج بوش خلال عهدته الرئاسية الأولى، نهديه له بمناسبة زيارته المسعورة إلى الخليج.

خطاب مفتوح إلى الرئيس بوش

1ـ خطاب إلى المستكبرين

أيها الرئيس:

أكتب لكم هذه الرسالة آملاً أن توضع في الاعتبار، بغض النظر عن دين كاتبها ولون بشرته وموقعه من تصنيفكم الجديد لبني آدم بين متحضر موافق لكم في كل ما ترون وهمجي لا يكون كذلك.

فهذه الرسالة من نوع قد يكون غريباً عليكم، فأنا أكتب إليك بصفتي وارثاً من ورثة الأنبياء الكرام، وقد علمنا الأنبياء أن نخاطب المستكبرين في الأرض لعلهم يتذكرون أو يخشون رب العالمين؛ هكذا خاطب موسى عليه السلام فرعون وهامان وقارون، وخاطب عيسى عليه السلام والي الرومان ورئيس كهنة اليهود، وخاطب محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبا جهل في مكة وهرقل وكسرى، وليس من شرط ذلك أن يستجيب المخاطب أو أن يسمع، لكنه إبلاغ لرسالة الله وإعذار إليه.

أكتب إليك وأنا فرد من أمة مستضعفة مضطهدة في مثل الحال التي كان عليها عيسى عليه السلام حين كان يتعرض لعدوان اليهود من جهة والرومان من جهة أخرى.

ومن المؤسف أن تكون الولايات المتحدة، وهي البلد الذي أسسه المهاجرون المضطهدون قد أحلت نفسها محل الامبراطورية الرومانية التي اضطهدت أتباع المسيح عليه السلام، وتواطأت مع أعداء الرسل وقتلة الأنبياء وقتلة أتباعهم في كل زمان ومكان، وهم كفار بني إسرائيل.

في ذلك الوقت كانت الامبراطورية الرومانية تدعي أنها رمز الحرية والقيم الحضارية -مثلما ألمحتم عن أمريكا في أول خطاب لكم بعد الحادث- وقد كانت القوة العظمى في العالم ووريثة الحضارة اليونانية ولها مجلس شيوخ وديمقراطية شكلية، وكان الفرد الروماني حراً في عقيدته وسلوكه الشخصي، وهذا ما يجعلها خيراً من الامبراطوريات المستبدة في مناطق أخرى من العالم، ولكن التاريخ الإنساني لا يذكر تلك الدولة بخير بسبب الجريمة البشعة التي تلطخت بها وهي اضطهاد المسيحيين.

لقد فقدت تلك القوة العظمى كل ميزة قيمة حين استضعفت طائفة مؤمنة بالله الذي لـه القوة المطلقة والعزة المطلقة والعدل المطلق، وهو شديد العقاب الذي يملي للظالم، ولكنه ينتقم منه يوماً.

وهكذا فعل... فقد سلط الشعوب الهمجية الشمالية على روما واجتاحتها، وأحرقت رموزها الحضارية، وحطمت كبرياءها في مطلع القرن الخامس للميلاد، وبعد ذلك بقرنين أورث الله الأرض المقدسة التي عاش فيها المسيح عليه السلام لأتباع خاتم الأنبياء محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهنا انتصر المسيح عليه السلام انتصاراً هائلاً، فهذه الأمة الإسلامية التي فتحت معظم العالم وحررته من الاستبداد والاضطهاد وملأته رحمة وعدلاً أظهرت للناس عظمة المسيح عليه السلام وصدق رسالته، وفضل الحواريين ومن اتبعهم كما جاء مفصلاً في القرآن الكريم، واعتبرت نفسها حلقة أخيرة في نفس السلسلة الطويلة من أتباع الأنبياء، ابتداءً من إبراهيم عليه السلام ومروراً بموسى وعيسى عليهما السلام، وأظهرت للعالم كله أن أعداء المسيح عليه السلام كانوا أعداء الحرية والقيم النبيلة، ولاسيما اليهود منهم، سواء من كذب المسيح وحرض عليه "الرومان" أو من انتسب إليه زوراً وحرف رسالته، مثل شاؤول المتسمي بولس.

والعجيب أن الشعوب التي ذاقت الويل من جبروت الرومان وغطرستهم واستعبادهم لغيرهم، واعتبارهم الآخرين "برابرة" قد فرحت لتدمير روما، وأعجبت بما فعل بها البرابرة الشماليون وإن كانت لا تحبهم ولا تعرفهم، فكيف لو كان الحال بعكس ذلك - أي: لو كان الهجوم على روما جرى -فَرَضاً- على يد المسيحيين المضطهدين؟ هل هناك أحد يجرؤ على لوم المسيحيين إذا ابتهجوا وتعاطفوا مع الفاعلين؟.

2ـ الأمة الإسلامية أمة العدل:

أيها الرئيس...

نحن المسلمين أمة عدل، وفي الوقت نفسه تأبى علينا أخلاقنا أن نشمت بمنكوب، ولا زلنا نأمل أن تراجع الولايات المتحدة مواقفها، وتكون أقرب إلى العدل لكي نرجع إلى حسن ظننا بها، فلها سوابق تشجع على هذا الأمل، وتبيّن كيف أنا كنا نبادلها الخطوة بخطوتين؛ بل بالسير ميلين:

فعندما أعلن الرئيس ولسون نقاطه الأربعة عشرة في نهاية الحرب العالمية الأولى وأهمّها: حق الشعوب في تقرير مصيرها، ترجمته الأمة الإسلامية على أنه موقف عادل تجاه الاستعمار الأوروبي الذي كان جاثماً على أكثر شعوبها، نعم فرح المسلمون بصوت من الأمم النصرانية نفسها، يقول ما يدل على أن التمييز العنصري والحملات الصليبية - ومنها تلك التي قادها الجنرال اللنبي - قد آن لهما أن يأفلا، وهكذا سارعت الشعوب الإسلامية إلى وضع الثقة الكاملة في هذه الأمة المحايدة الولايات المتحدة الأمريكية.

وكسبت الولايات المتحدة الكثير جداً بسبب ذلك، فقد حصلت بالإضافة إلى الميزة المعنوية - على أعظم الامتيازات الاقتصادية في التاريخ، ولم يتزعزع ذلك حتى عند موقفها الجائر من قيام الدولة اليهودية وحرمان الشعب الفلسطيني من حق تقرير المصير؛ بل ظلّت ـ أعني: الشعوب الإسلامية ـ على أمل أن يكون ذلك مجرد خطأ يمكن استدراكه.

3ـ المواقف الأمريكية ضد الشعوب الإسلامية:

ثم كان موقف الرئيس أيزنهاور من العدوان الثلاثي على مصر من أكبر العوامل المشجعة على استمرار حسن الظن، وإغلاق الأذن عن الدعاية الشيوعية التي لم تكن كذباً كلها.

ولكن الثقة في أمريكا وعدالتها سرعان ما اهتـزت، ثم انحدرت إلى الحضيض بسبب تصرفات أمريكا نفسها التي كانت تأتي في صورة براهين متتابعة تدحض حسن الظن إلى الأبد. ولعل أول تلك البراهين القاطعة هو ما قدمه الرئيس نيكسون ووزيره كسنجر في حرب رمضان ( أكتوبر 1973 م ) وما تلاها.

ثم جاء والدكم الرئيس بوش فجعل ازدواجية المعايير مشاهدةً لكل عين، ملموسةً لكل يد، فقد انتهك العراق من القرارات الدولية ما انتهكت إسرائيل أضعافه ولا تـزال، وقد كانت ذريعة العراق في ذلك تشبه ذريعة أمريكا في ضم تكساس، أما ذريعة إسرائيل في احتلال فلسطين فهي أسوأ من ذريعة البريطانيين في إبقاء أمريكا مستعمرة بريطانية، وأشنع مما تذرع به أجدادكم لإبادة الهنود الحمر!! إن هذا الموقف المتناقض هو الذي جعل الشعوب الإسلامية مرغمة على التظاهر بالملايين لتأييد الدكتاتور الذي لم يكن يحبه أحد منهم من قبل.



التكملة في هذا الرابط
http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&contentid=9720

أبو مُحمد
01-18-2008, 08:34 PM
السلام عليك أخي طرابلسي،
وكأنني قرأت هذه الرسالة في منتدانا هذا منذ زمن ليس بالبعيد!

كلسينا
01-18-2008, 10:17 PM
أحب هذا الرجل ، منذ أن قرأت له أول كتيب وسأنشره يوم بالمنتدى بإذن الله .
بارك الله فيك أخونا طرابلي وشكراً لك على هذا النقل بالوقت المناسب .

مقاوم
01-19-2008, 04:57 AM
أخي أبو محمد
نعم صدقت هنا:
http://www.saowt.com/forum/showthread.php?t=26383

وكنت أنت المعلق الوحيد :)

طرابلسي
01-19-2008, 05:15 AM
سبحان الله
اعتقدت انه جديد غير الذي أرسله له في بداية عهده والدليل اني لم اقرأه بعد لتأخر الوقت حين انزلته
يعني على مبدأ يطعمك حجة والناس راجعة

كلسينا
01-19-2008, 12:23 PM
والدليل اني لم اقرأه بعد لتأخر الوقت حين انزلته
يعني على مبدأ يطعمك حجة والناس راجعة شيخي هيدي على مبدأ قص ولزق .

أبو مُحمد
01-19-2008, 02:52 PM
أخي أبو محمد
نعم صدقت هنا:
http://www.saowt.com/forum/showthread.php?t=26383

وكنت أنت المعلق الوحيد :)
بارك الله فيك.
وقد علَّقت بالجملة الوحيدة التي رأيتُ أنها تستحق أن تُقال لأمثال هؤلاء ولنذكِّر أنفسنا بها أيضا.

ومن الطريف أن الاخ طرابلسي أو من نقل عنه قد عنون الرسالة بنفس الجملة فيبدو أن المعجبين بالجملة كُثر.

من قلب بغداد
01-19-2008, 02:57 PM
هل وصلت له حقاً !؟
في وقت إرسالها اعني ..

أبو مُحمد
01-19-2008, 03:05 PM
من المؤكد أنها ستصل.
سيقرأها بعد أن يترك الكرسي فيكون له وقت فراغ لتفقد صندوق بريده ومذكراته!

من قلب بغداد
01-19-2008, 03:05 PM
يوو سيكون الوقت قد تأخر جداً :)
يعني بعد فوات الأوان .. يعني وجودها مثل عدمها

أبو مُحمد
01-19-2008, 03:07 PM
هي لنا وليست له!

من قلب بغداد
01-19-2008, 03:08 PM
ايضاً يوو وين و وين حتى ننتفع بها :)
نيامٌ نيام ..

كلسينا
01-21-2008, 05:37 PM
يعني شو بدك أختي من قلب بغداد ؟
منبعت للدكتور خبر منقول له أسحبها ؟
حيرتيني :roleyes:

أبو مُحمد
01-21-2008, 05:54 PM
ربما من الافضل أن نرسل رسالة لانفسنا قبل أن نقفز وراء البحار.

من قلب بغداد
01-24-2008, 04:05 PM
و الله يا عمو كلسينا و لا أدري أيش يلي بقى ممكن ينفع مع هلأُمة !؟
كل شيء من سيء لأسوأ و الله المستعان ..



ربما من الافضل أن نرسل رسالة لانفسنا قبل أن نقفز وراء البحار.


نسألُ الله أن يرينا الحق حقاً و يرزقنا إتباعه

كلسينا
01-25-2008, 10:58 AM
تحلي بالصبر أختي الكريمة وتذكري أن نبي الله نوح عليه الصلاة والسلام عمل بدعوة قومه مايقارب الألف سنة ولم يؤمن معه سوى القليل وأقرب الناس له ولده لم يكن ممن آمنو . بدها صبر ( عمل دؤوب مع عدم أختصار الزمن وأستعجال النتائج )

من قلب بغداد
01-25-2008, 08:01 PM
نسألُ الله ان يُفرغ علينا و على المسلمين صبراً لا ينضبْ ..
صدقني يا عمي لا يوجد استعجال ، إنما البطئ بات يضيع اشياء كثيرة !
الله المستعان .