تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اما دورة "تربية واعداد" واما "كوفية" واما أن ترقص لبوش



أبو مُحمد
01-13-2008, 02:33 AM
السلام عليكم ...

يؤلمني حقا أن نهنأ وعجائزنا في غزة لا يجدون لن أقول طعاما بل دواء.
أتألم ويكاد قلبي ينفطر وأنا أرى طاغوت العصر "بوش" الملطخة يديه بدماء المسلمين يتجول في الخليج ويرقص له الرجال!

نعم يرقصون له!

وكنتُ أسترق السمع وأنصت جيدا لأهازيجهم وهم يحملون السيوف فلعلهم ينشدون "طلع البدر علينا"!

ورقْص الرجال هو ما نراه .. وما خفي كان "أقبح" .
ولكن لحظة ...أيوجد ما هو "أقبح" من رقص الرجال وفي هكذا ظروف!؟

ألم يعتصرني يجعلني أحدثكم عن بقايا وطن أصبح الموت له "علما" والالآم له "نشيدا وطنيا".

جزء من أرض .. فتحنا أعيننا فقالوا لنا انها تسمى "فلسطين" ... هي غالية على قلوبنا ولتكن كذلك عندكم أيضا وعلمونا كيف نرسم الأقصى بـ "الطبشورة" على اللوحة ... وحتى عندما نريد أن نستريح يسمعونا نشيدا يتغنى بها ... كل شيء كان يُذكرنا بها .

وحتى أننا كتبنا رسائل "غرامية" لفلسطين أكثر من غيرها!

كبُرنا وكبُر الهم ومنا من نسي أو تناسى الأقصى ومنا من "فقد عقله" وأحسب أنني لستُ من هؤلاء ،ومنا من توقف وفكر ... سألنا أنفسنا كيف أن أصحاب تلك السطور والشعارات والأشعار وكل تلك الكتب التي تحكي لنا عن فلسطين ، كل تلك الاناشيد والترانيم واللوحات المزركشة والمعلقة في كل مكان كيف لم يلملمها أصحابها ويحولونها الى عربون صدق .. يحولونها الى واقع قد يقود الى حل ما في وقت ما.

لماذا يقتصر دورنا دائما على التغني وتصميم الرقصات "المعبرة" اما فرحا بالامجاد واما حزنا على الواقع ولم يجرؤ أحد أن يؤلف "انشودة" ترسم طريق الحل ، لم يجرؤ أحد على أن يؤلف "أنشودة" للمستقبل!

نعم ، توقفنا واكتشفنا أن لنا عقولا ... في حينها لم يخبرونا أن العقل للتفكير ولكننا "جازفنا" وقلنا فلنجرب أن نفكر بهذا الشيء.

وبدون مقدمات جائتنا "عصا المدير الطويلة والغليظة" قائلة لاتتفكروا ولا تفكروا نحن سنقوم بذلك بدلا عنكم وأنتم تلقَّوا فقط وكونوا نجباء وتفننوا في التلقي.

وبعد صمت طويل استيقظنا على صراخ الأقصى من جديد و ألح علينا "العقل" فتمردنا وسألنا "مشائخنا": أين الجيل،أين شباب الأمة!؟
قالوا لنا : انهم في دورات التربية!
ومنذ متى؟
منذُ زمن!

قلنا: مرَّت عقود وقُبرت أجيال...والسليبة تئِن ... بل يال "خيبتنا" صار عندنا فلسطين في كل مكان من عالمنا الصغير ... ونعجبُ أن التربية و "الاعداد" تأخذ كل ذاك الوقت ولا نرى "ثمارا"!

قالوا : لأنكم "شباب طائش" تستعجلون قطف الثمار....شباب لا يقدر المصلحة والمفسدة!
قلنا : تسبق الثمرة زهرة فلما لا نرى زهرة ولا ثمرة ... ولماذا لا تحدثوننا عن البذرة .. من أين جلبتموها وأين "غرستموها"!؟

قالوا أحقا أنكم لا ترون شيئا!؟ اذا هو جهلكم من أعماكم!

"خرِسنا" وقلنا ربما صدقوا وهمس بعضنا لبعض : ألم تر طول لحاهم!؟ ألم ترعمائمهم! ألم تسمع لفصاحتهم!؟

يبدو أننا مخطئون وهم أهل الصواب!

وعُدنا للسبات ... وكنا بين الفينة والاخرى وكأننا نسمع صراخا من بعيد ولكننا رفضنا الانصات وأعلينا صوت الأناشيد وكل ليلة نملأ سلة المهملات مسودات لرسائل الغرام لفلسطين وأخواتها وكنا كلما سمعنا أنشودة أو قرأنا قصيدة انكسر شيء ما بداخلنا ... نعم كنا نفرغ همنا هناك وما علمنا أن كل شيء من تلك الطبشورة الى النشيد الوطني الى أناشيد رثاء فلسطين كلها كانت ابر مخدرة !

ودارتِ الأيام وكنا في كل اشراقة شمس نتفقد أنفسنا: هل نحن أحياء..نعم والحمد لله اننا نتنفس!
ولكن ...: هل الحياة نفس فقط ... بدأت الاسئلة تلوح من جديد وكعادتها تجلب معها المشاكل!

فتمردنا ثانية ...وبحثنا وبحثنا فوجدنا رجلا بكوفيه ويصرخ ويحمل بندقية "أحيانا" وكان يلتف حوله رجال شداد غلاظ وهم أيضا "أحيانا" يحملون بنادقهم.

قلنا لابد أنه هو الذي تُهنا عنه ... هو الذي سيرد السليبة وسيرجع الحبيبة!
فرجعنا الى مشائخنا : ما رأيكم في ذاك "الرجل" ...يبدو أنه صادق في مسعاه!
قالوا لنا اياكم ... أتلقون بأيديكم الى التهلكة!؟ ذاك رايته فاسدة لا تُرجع السليبة بل توردكم المهالك!

وصمتنا ... وازداد الصراخ ....ودورات التربية في ازدياد .... والاشلاء تتناثر والثمار لم تعرف طريقها لنا بعد ... واستمر "التقتيل" واستمرت المجازر وكانت الاناشيد في أوجها والشعراء في كل واد ينعقون ودورات التربية في ازدياد بل وصارت بمسميات جديدة براقة ومن لم يكن منخرطا فيها فهو "فاشل" وتعطى له شهادة "الضلال" ولا يُمنح شهادة حسن السيرة والسلوك ! وقُتل الاطفال بالعشرات بل هُدَّت المنازل على رؤوسهم ورأينا كيف أن المسلمين تفننوا حتى في موتهم فرأينا عائلات تموت في غرفة واحدة! ولسان حالهم يقول ألا يكفي تفرقنا في الحياة فلنمت "جماعة"!

ورأينا كيف يموت الطفل على صدر أمه "الميتة"!
و جاء دور "ايمان" وكأنها اختارت الموت بتلك الطريقة واختارت أن تظهر لنا أجمع فلعلها توقظ من كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد ...

ولكن يبدو أن أثر عصا المدير ودورات التربية والاعداد كان قويا الى درجة أننا لم نأبه لـ"ايمان" ولا لـ"اسلام"!

واستمرينا في الغناء والرقص!


وكنا لازلنا نؤمل على مشائخنا وخاصة أنهم لا يزالون بلحاهم وعمائمهم فعُدنا اليهم: أين الثمار؟
ولكن يبدو أنهم ضاقوا بنا فقالوا اصمتوا ...لقد أكثرتم جدالنا
.
.
.
فقلنا نعم الآن حصحص الحق وعلِمنا ثماركم ولقد صدقتمونا فهي يانعة مزهرة وفي ازدياد في كل حين!

وهاهو صاحب البذرة ترقصون له ...

وأما ثماركم فهي عقد تطاول من سبته ومليلة .. وفلسطين .. مرورا بأفغانستان .. والعراق .. السودان .. الصومال .. ولا ننسى ثمرة خذلانكم لمسلمي شرق آسيا ولا ننسى ثمرة بيعكم للشيشان ...

الثمار كثيرة وما أعمانا عن رؤيتها الا جهلنا ..نعتذر لكم يا أهل الصواب وأصحاب صكوك الغفران!

وعلمنا المصلحة والمفسدة أيضا !
.
.
.
"خرجنا" وقلنا لابد لنا من طريق ...

طرقنا الابواب ولكن النتيجة دائما واحدة ولا أحد يمنحنا شهادة حسن السيرة وبقينا نحن الـ"ضالين" و "السلبيين" وأحيانا ارهابيين ومن أراد منا أن ينال شهادة حسن السيرة والسلوك فاما أن يكسب رضا المدير ويتلقى فقط ولن تطاله العصا الطويلة الغليظة


أو أن يبحث له عن "كوفية" تحمل راية "مقاومة مع وقف التنفيذ" ليتعلق بها و"يفش خلقه" فيها وبها الى حين!

أو

أن يلتحق بدورة التربية والاعداد اللا منتهية وألا تنسى أن "يطلق لحيته" فقد يحتاج اليهما المدير يوما!

ويبقى السؤال: الى متى!؟
.
.
.
وأعذروني ولكن أقسم أن الجُرح غائر ...
اللهم هيئ لنا من أمرنا رشدا

من قلب بغداد
01-24-2008, 06:35 PM
.
.


غزة تحترقْ ..

هنا الحقيقه
01-24-2008, 06:37 PM
نسال الله الثبات

ما احوجنا اليوم الى التربية الاسلامية

أبو مُحمد
01-27-2008, 05:35 AM
جزاكم الله خيرا للمرور ...

طرابلسي
01-27-2008, 12:43 PM
تسجيل حضور ومتابعة

أبو مُحمد
01-27-2008, 01:09 PM
بارك الله فيك لمتابعتك.

وبارك الله فيكم جميعا.

لعل حروفي المهترئة تلك لم "تحلم" يوما أن يقرأها من هو بقدركم فجزاكم الله خيرا جميعا.