تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : العُجب: أسبابه - مظاهره - علاجه



أبو مُحمد
01-12-2008, 06:00 PM
السلام عليكم ...

هي آفة نعاني منها ونصطدم بها في كل مكان وفي كل حين ...نسأل الله السلامة.
وأرى أنها مصيبة المصائب في عصرنا هذا في مجتمعاتنا المسلمة. الجميع قادة والجميع مشائخ والجميع "أبو العريف" والجميع "تائه".

هذا نص يعرض "آفة" العُجب من زوايا عدة ... وأسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

والنص طويل نسبيا ولعلمي أننا كثيرا ما نحب التلخيص فسأنزله على فترات وهو عن صيد الفوائد!

ملاحظة للمشرفين: حقيقة لا أفقه كثيرا في التصنيف فان ارتأيتم أن هذا الموضوع ليس في مكانه المناسب فانقلوه لمكانه مشكورين وبارك الله فيكم.

يتبع بعون الله ...

أم ورقة
01-12-2008, 06:07 PM
و عليكم السلام

جزاك الله خيراً على الموضوع الذي سنتابعه بإذن الله....

و نسأل الله أن لا نكون من أصحاب هذه الآفة

الواثق بالله
01-12-2008, 06:09 PM
جميل بارك الله فيك ننتظر البقية

أبو مُحمد
01-12-2008, 06:10 PM
اللهم آمين ...

سأتريث قليلا لاعطاء وقت للتعليقات "ان وجدت" ومن ثم باذن الله سأبدأ في نقل الموضوع على فقرات حتى يكون موصولا "قدر الامكان".

وبالله التوفيق

فـاروق
01-12-2008, 06:16 PM
نتابع معك...

وجزاك الله خيرا على هذه المواضيع الهادفة

أبو مُحمد
01-12-2008, 06:34 PM
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
جزاكم الله خيرا أخوي الواثق بالله وفاروق

من قلب بغداد
01-12-2008, 07:27 PM
نتَابع بإذن الله
و أجارنا الله و إياكم و المسلمين أجمعْ

أبو مُحمد
01-12-2008, 07:52 PM
اللهم آمين ...

مقاوم
01-13-2008, 05:48 AM
أخي أبو محمد
ذكرتني بالذي أراد أن يروي طرفة بالمقلوب فطلب من السامعين أن يضحكوا أولاً :)
أنت طلبت التعليقات قبل الموضوع :)
مش عم تركب معي هيدي :)
هات ما عندك ... شوقتنا!!

من قلب بغداد
01-13-2008, 01:10 PM
هو هكذا " يورطنا " و ربما سيأمن عدم هروب أحد :)

أبو مُحمد
01-13-2008, 03:46 PM
أخي أبو محمد
ذكرتني بالذي أراد أن يروي طرفة بالمقلوب فطلب من السامعين أن يضحكوا أولاً :)
أنت طلبت التعليقات قبل الموضوع :)
مش عم تركب معي هيدي :)
هات ما عندك ... شوقتنا!!

أضحك الله سنك
ويبقى الامر على عكس ما فهمت أخي وباذن الله قد تأتي فرصة لأشرح وجهة نظري بمثل هذا الامر!

وعذرا للاطالة عليكم وأحذركم أن تذهبوا الى صيد الفوائد لقراءة الموضوع ... فالذي "يأكل" وحده لا يشبع "فلنأكل" هنا مجتمعين!

وجزاكم الله خيرا للمتابعة

أبو مُحمد
01-13-2008, 06:45 PM
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أما بعد ..
فإن العُجب من الآفات الخطيرة التي تصيب كثيراً من الناس ، فتصرفهم عن شكر الخالق إلى شكر أنفسهم ، وعن الثناء على الله بما يستحق إلى الثناء على أنفسهم بما لا يستحقون ، وعن التواضع للخالق والانكسار بين يديه إلى التكبر والغرور والإدلال بالأعمال ، وعن احترام الناس ومعرفة منازلهم إلى احتقارهم وجحد حقوقهم .


حدُّ العُجب
والعجب هو الزهو بالنفس ، واستعظام الأعمال والركون إليها ، وإضافتها إلى النفس مع نسيان إضافتها إلى المُنعم سبحانه وتعالى .


مساوئ العُجب
من مساوئ العجب أنه يحبط الأعمال الصالحة ، ويخفي المحاسن ، ويكسب المذام .

قال الماوردي : (( وأما الإعجاب فيخفي المحاسن ، ويظهر المساوئ ، ويكسب المذام ، ويصد عن الفضائل .. وليس إلى ما يكسبه الكبر من المقت حد ، ولا إلى ما ينتهي إليه العجب من الجهل غاية ، حتى إنه ليطفئ من المحاسن ما انتشر ، ويسلب من الفضائل ما اشتهر ، وناهيك بسيئة تحبط كل حسنة ، وبمذمة تهدم كل فضيلة ، مع ما يثيره من حنق ، ويكسبه من حقد )) .

صيد الفوائد

يتبع باذن الله ..

أبو مُحمد
01-14-2008, 05:32 PM
حكم العُجب

العجب محرم ؛ لأنه نوع من الشرك ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (( وكثيراً ما يقرن الرياء بالعجب ، فالرياء من باب الإشراك بالخلق ، العجب من باب الإشراك بالنفس ، وهذا حال المستكبر ، فالمرائي لا يحقق قوله {إِيَّاكَ نَعْبُدُ } والمعجب لا يحقق قوله :{ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فمن حقق قوله {إِيَّاكَ نَعْبُدُ } خرج عن الرياء ومن حقق قوله : { وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} خرج عن الإعجاب )).

وقال أبو حامد الغزالي رحمه الله : (( اعلم أن العجب مذموم في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، قال الله تعالى : { كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا }[ 25: سورة التوبة] . ذكر ذلك في معرض الإنكار . وقال عز وجل { وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا }[2 : سورة الحشر ] فرد على الكفار في إعجابهم بحصونهم وشوكتهم . وقال تعالى { وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}[ 104: سورة الكهف] وهذا أيضاً يرجع إلى العجب بالعمل ، وقد يعجب الإنسان بالعمل وهو مخطئ فيه ، كما يعجب بعمل هو مصيب فيه.

وقال صلى الله عليه وسلم (( ثلاث مهلكات : شحُّ مطاع ، وهوى متبع ، وإعجاب المرء بنفسه )). [ أخرجه البيهقي وحسنه الألباني ] .

ومن السنة النبوية كذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( بينما رجل يمشي في حلةٍ تعجب نفسه ، مرجل جمته ، إذ خسف الله به فهو يتجلجل إلى يوم القيامة )) [ متفق عليه ] .

جاء في الفتح لابن حجر : قال القرطبي : [ إعجاب المرء بنفسه هو ملاحظته لها بعين الكمال ، مع نسيان نعمة الله ، فإن احتقر غيره مع ذلك فهو الكبر المذموم .

وقوله : (( إذ خسف الله به )) يدل على سرعة وقوع ذلك به . وقوله : (( فهو يتجلجل إلى يوم القيامة )) وفي رواية الربيع عند مسلم : (( فهو يتجلجل في الأرض حتى تقوم الساعة )) .

قال ابن فارس : التجلجل : أي يسوخ في الأرض مع اضطراب شديد ، ويندفع من شق إلى شق ، فالمعنى يتجلجل في الأرض أي ينزل فيها مضطرباً متدافعاً )) .

ومن الأدلة كذلك على ذم العجب حديث أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه ، فعن أبي أمية الشعباني قال : أتيت أبا ثعلبة الخشني فقلت له : كيف تصنع بهذه الآية ؟ قال : أيّةُ آية؟ قال : قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ } [105: سورة المائدة].

قال أبو ثعلبة : أما والله لقد سألت عنها خبيراً ، سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : (( بل ائتمروا بينكم بالمعروف وتناهوا عن المنكر ، حتى إذا رأيت شَّحاً مطاعاً ، وهوىً متبعاً ، ودنيا مؤثَرة ، وإعجاب كل ذي رأي برأيه ، فعليك بخاصة نفسك ودع العوامَّ ، فإن من ورائكم أياماً الصبر فيهن كالقبض على الجمر ، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عملكم )) [ رواه الترمذي وقال : حسن غريب وضعفه الألباني ] .

صيد الفوائد
يتبع باذن الله :من أقوال السلف في ذم العُجب

منال
01-14-2008, 06:06 PM
سبحان الله ذهبت وعدت وجدت مشاركة جديدة

بارك الله فيك اخينا الفاضل

لا ادرى حين اسمع عن هذه الآفة أتذكر الرياء وحين أتذكره أربطه بالمنّ والأذى
حفظنا الله واياكم من كل هذه الآفات
ولم اقرا من قبل مقولة شيخ الاسلام ابن تيمية(( وكثيراً ما يقرن الرياء بالعجب ، فالرياء من باب الإشراك بالخلق ، العجب من باب الإشراك بالنفس ، وهذا حال المستكبر ، فالمرائي لا يحقق قوله {إِيَّاكَ نَعْبُدُ } والمعجب لا يحقق قوله :{ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فمن حقق قوله {إِيَّاكَ نَعْبُدُ } خرج عن الرياء ومن حقق قوله : { وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} خرج عن الإعجاب )).

انا اتابع معكم باذن الله
ويبدو هما اكتفوا بالتعليق قبل الموضوع ولا ايه؟!

أم ورقة
01-14-2008, 06:29 PM
اللهم آمين ...

سأتريث قليلا لاعطاء وقت للتعليقات "ان وجدت" ومن ثم باذن الله سأبدأ في نقل الموضوع على فقرات حتى يكون موصولا "قدر الامكان".

وبالله التوفيق


انا فهمت من كلام الأخ أبو محمد أنه يفضل أن يبقى الموضوع موصولاً،
لذلك لم أجد داعٍ لإضافة مزيد من التعليقات.... و هذا لا يعني اننا غير متابعين ..

أريد أن أعرف كيف يتم اعتبار الواحد مهتم بالموضوع أو لا
هل فقط التعليق هو الدليل على الاهتمام...

الله ينفعنا بكل ما نقرأ

أبو مُحمد
01-14-2008, 07:48 PM
جزاكن الله خيرا ..
وعسى الله أن ينفعنا بما علمنا.

والتعليقات عندما تكون في صلب الموضوع فهي حلقة وصل لا قطع.
ويُسعدني حقا المتابعة وبارك الله في الجميع

منال
01-14-2008, 08:03 PM
كان هنا مرة نقاش حول الثقة بالنفس والرضى عن النفس

أظن الثانية موصلة للعجب

سابحث عن الموضوع وأضع رابطه بإذن الله

وننتظر اقوال السلف -رضوان الله عليهم.

وبارك الله فيك اخينا الفاضل

الواثق بالله
01-14-2008, 09:22 PM
جزاك الله خيرا أخي عبد الله بواري

ثق بربك لابنفسك ... بل ثق تمام الثقة بالله

الثقة بالنفس جميلة بعض الشيء .. لكنها بنظري ناقصة وقد تنخدع وتغتر بها النفس أحيانا وقد تقود بك الى العجب كما ذكرت أخي عبد الله

الثقة بالله هي السند والعون فلا يخالجك معها لاريبة ولاشك فهي ليست كالثقة بالنفس التي أحيانا قد تضعف ( وخلق الإنسان ضعيفا ) بل هي أعظم لأن الله قويٌ عزيز

والله أعلم

منال
01-15-2008, 03:13 AM
جزاك الله خيرا أخي عبد الله بواري

أضحك الله سنك
لم اجد للاخ عبدالله مشاركة هنا !!!

بالنسبة لموضوع الثقة بالنفس والرضى عن النفس

هنــــا (http://www.saowt.com/forum/showthread.php?t=23359&highlight=%C7%E1%CB%DE%C9+%C8%C7%E1 %E4%DD%D3)

أبو مُحمد
01-15-2008, 02:19 PM
وجزاك الله خيرا مثله أخي الواثق بالله ...

أختي منال، بارك الله فيكِ على المشاركة وذهبتُ لصفحتكِ تلك ووجدت الفائدة.
وفي نظري أن الرضا عن النفس قد يكون مدخلا للشيطان وقد يؤدي الى العُجب ... والله أعلم

أم ورقة
01-15-2008, 02:25 PM
حقاً إن الشيطان قد يدخل للعبّاد من هذا الباب فيجعلهم يُعجبون بأعمالهم و كأنهم ضمنوا الجنة...
و الأسوأ أن يؤدي بهم إعجابهم إلى احتقار الآخرين من الذين هم دونهم
و أظنك تحدثت عن هذا سابقاً في موضوع آخر..

و عذراً على الاستطراد

أبو مُحمد
01-15-2008, 02:28 PM
نعم وهذا ما أراه وبارك الله فيك

أبو مُحمد
01-15-2008, 11:39 PM
من أقوال السلف في ذم العجب

1- قال ابن مسعود رضي الله عنه : الهلاك في اثنين : القنوط والعجب .
قال أبو حامد : وإنما جمع بينهما ؛ لأن السعادة لا تنال إلا بالسعي والطلب والجد والتشمير ، والقانط لا يسعى ولا يطلب ، والمعجب يعتقد أنه قد سعد وقد ظفر بمراده فلا يسعى .

2- وقال مطرف : لأن أبيت نائماً وأصبح نادماً أحب إليّ من أن أبيت قائماً وأصبح معجباً .

3- وكان بشر بن منصور من الذين إذا رءُوا ذُكِرَ الله تعالى والدار الآخرة ، لمواظبته على العبادة ، فأطال الصلاة يوماً ، ورجل خلفه ينتظر ، ففطن له بشر ، فلما انصرف عن الصلاة قال له : لا يعجبنك ما رأيت مني ، فإن إبليس لعنه الله قد عبد الله مع الملائكة مدة طويلة ، ثم صار إلى ما صار إليه .

"أقول : اللهم اني أسألك من فضلك"

4- وقيل لعائشة رضي الله عنها : متى يكون الرجل مسيئاً ؟ قالت : إذا ظن أنه محسن .

5- وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : الإعجاب ضدّ الصواب ، وآفة الألباب .

6- وقال بزدجمهر : النعمة التي لا يحسد صاحبها عليها التواضع ، والبلاء الذي لا يرحم صاحبه منه : العجب .

صيد الفوائد ..

يتبع باذن الله : بين العُجب والكفر

منال
01-16-2008, 12:22 PM
2- وقال مطرف : لأن أبيت نائماً وأصبح نادماً أحب إليّ من أن أبيت قائماً وأصبح معجباً .

رائع هذا القول

بارك الله فيك اخينا الفاضل

ننتظر البقية

أبو مُحمد
01-16-2008, 10:34 PM
وفيكِ بارك الله ...شكرا للمتابعة أختي ونفعنا الله بما علمنا.

أبو مُحمد
01-16-2008, 10:40 PM
بين العُجب والكفر
وربما طغت آفة العجب على المرء حتى وصل به الحدّ إلى الكفر والخروج من ملة الإسلام ، كما هو الحال مع إبليس اللعين ، حيث أعجب بأصله وعبادته ، ودفعه ذلك إلى الكبر وعصيان أمر الرب تعالى بالسجود لآدم عليه السلام .

وحكى عمر بن حفص قال : قيل للحجاج : كيف وجدت منزلك بالعراق ؟ قال : خير منزل ، لو كان الله بلغني قتل أربعة ، فتقربت إليه بدمائهم . قيل : ومن هم ؟ قال : مقاتل بن مسمع وليّ سجستان ، فأتاه الناس فأعطاهم الأموال ، فما عُزل دخل مسجد البصرة ، فبسط له الناس أرديتهم ، فمشى عليها ، وقال لرجل يماشيه {لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ} [61: سورة الصافات] .

وعبد الله بن زياد بن ظبيان التميمي ، خوّف أهل البصرة أمراً فخطب خطبة أوجز فيها ، فنادى الناس من المسجد : أكثر الله فينا مثلك . فقال : لقد كلفتم الله شططاً !!

ومعبد بن زرارة ؛ كان ذات يوم جالساً في الطريق ، فمرت به امرأة فقالت له : يا عبد الله ! كيف الطريق إلى موضع كذا ؟ فقال : ياهناه ! مثلي يكون من عبيد الله ؟!!

وأبو سمّال الأسدي أضل الله راحلته فالتمسها الناس فلم يجدوها فقال : والله إن لم يَرُد إليًّ راحلتي لا صليت له صلاة أبداً ، فالتمسها الناس فوجدوها ، فقالوا له : قد ردًّ الله عليك راحلتك فصلِّ ، فقال : إن يميني يمين مُصِرِّ !!

قال الماوردي : فانظر إلى هؤلاء كيف أفضى بهم العجب إلى حمق صاروا به نكالاً في الأولين ، ومثلاً في الآخرين ، ولو تصور المعجب والمتكبر ما فطر عليه من جِبِلّة ، وبُلي به من مهنة لخفض جناحه لنفسه ، واستبدل ليناً من عُتوه ، وسكوناً من نفوره ، وقال الأحنف بن قيس : عجبت لمن جرى في مجرى البول مرتين كيف يتكبر ؟!

يا مظهرَ الكبر عجاباً بصورته *** انظر خلاك فإن النتن تثريب
لو فكر الناس فيما في بطونهم *** ما استشعر الكبر شبان ولا شيب
هل في ابن آدم مثل الرأٍس مكرُمةً *** وهو بخمس من الأقذار مضروب
أنف يسيل وأذن ريحها سهك *** والعين مرفضة الثغر ملعوب
يابن التراب ومأكول التراب غداً *** أقصر فإنك مأكول ومشروب


صيد الفوائد
يتبع باذن الله : علاقة العُجب بالكبر والإدلال.

مقاوم
01-17-2008, 03:25 AM
وربما طغت آفة العجب على المرء حتى وصل به الحدّ إلى الكفر والخروج من ملة الإسلام ، كما هو الحال مع إبليس اللعين ، حيث أعجب بأصله وعبادته ، ودفعه ذلك إلى الكبر وعصيان أمر الرب تعالى بالسجود لآدم عليه السلام .

كفى بالعجب آفة أن يشبه صاحبه باللعين إبليس.

بوركت أبا محمد على هذا النقل الطيب.

أبو مُحمد
01-17-2008, 03:34 PM
وفيك بارك الله أخي مقاوم وجزاك الله خيرا للمتابعة

الواثق بالله
01-17-2008, 04:34 PM
بارك الله فيك أخي أبو غريب على الدرس

كنت أقصد المره الماضيه أبو غريب لكن الظاهر تلخبطت وكلكم أخوتي في الله

أبو مُحمد
01-17-2008, 04:37 PM
بارك الله فيك أخي أبو غريب على الدرس

كنت أقصد المره الماضيه أبو غريب لكن الظاهر تلخبطت وكلكم أخوتي في الله

لا عليك أخي فقد علمتُ أنك تقصدني والحمد لله كلنا أخوة ولا فرق
وأعاذنا الله من "أبي غريب" :smile:
وجزاك الله خيرا للمتابعة
أخوك أبو محمد

أبو مُحمد
01-17-2008, 07:30 PM
علاقة العجب بالكبر والإدلال
قال ابن قدامة : اعلم أن العجب يدعو إلى الكبر ، لأنه أحد أسبابه ، فيتولد من العجب الكبر ، ومن الكبر الآفات الكثيرة وهذا مع الخلق .

فأما مع الخالق فإن العجب بالطاعات نتيجة استعظامها فكأنه يمنّ على الله تعالى بفعلها ، وينسى نعمته عليه بتوفيقه لها ، ويعمى عن آفاتها المفسدة لها ، وإنما يتفقد آفات الأعمال من خاف ردها ، دون من رضيها وأعجب بها .

وقال أبو حامد : والإدلال وراء العجب ، فلا مدلّ إلا وهو معجب ، وربّ معجب لا يدلّ ، إذ العجب يحصل بالاستعظام ونسيان النعمة ، دون توقع جزاء عليه ، والإدلال لا يتم إلا مع توقع الجزاء ، فإذا توقع إجابة دعوته ، واستنكر ردها بباطنه ، وتعجب منه كان مدلاًّ بعلمه ، لأنه لا يتعجب من رد دعاء الفاسق ، ويتعجب من ردّ دعاء نفسه لذلك ، فهذا هو العجب والإدلال وهو من مقدمات الكبر وأسبابه .

صيد الفوائد

يتبع باذن الله: أسباب العُجب

منال
01-18-2008, 11:50 AM
السلام عليكم

بارك الله فيك اخينا الفاضل

فهمت المضمون ولم افهم معنى لفظ الإدلال فبحثت فوجدت كلاما للشيخ حسن أيوب أنه هو كما المنُّ المذكور في قوله تعالى: "ولا تمنن تستكثر"".

جزاك الله خيرا واعجبتنى مقولة الإمام ابن قدامة المقدسيُّ في "مختصر منهاج القاصدين: "العُجب إنَّما يكون بوصف كمالٍ من علمٍ أو عمل، فإن انضاف إلى ذلك أن يرى حقًّا له عند الله كان إدلالا، فالعُجب يحصل باستعظام ما عُجِب به، والإدلال يوجب توقُّع الجزاء، مثل أن يتوقَّع إجابة دعائه وينكر ردَّه".

الواثق بالله
01-18-2008, 06:06 PM
لا عليك أخي فقد علمتُ أنك تقصدني والحمد لله كلنا أخوة ولا فرق
وأعاذنا الله من "أبي غريب" :smile:
وجزاك الله خيرا للمتابعة
أخوك أبو محمد


ههههههههههههههه حقا أعاذك الله من ابو غريب

يبدو أن أسمك يصعب علي تذكره

بارك الله فيك على الموضوع لكن هل يدلي تعني الإفصاح ؟ اي يفصح بما لديه ؟

أبو مُحمد
01-18-2008, 07:08 PM
السلام عليكم،
جزاكِ الله خيرا أخت منال. سبحان الله عندما أضفتُ ذلك النص قلتُ لنفسي لربما من الافضل أن أضيف شيئا ما عن "الادلال" ولكن قدر الله ما شاء فعل ولم أضف وأجلته لوقت آخر والحمد لله أنكِ أضفتِ ذلك النص ويبقى ما يبحث عنه الانسان أبقى في الذاكرة مما قد يُعطى له جاهزا. فبارك الله فيكِ وبارك جهودكِ ونفعنا الله بما علمنا.

السلام عليك أخي الواثق بالله،
لا مشكلة أخي مع. وحقا انما أضفتُ "الغريب" لأن "أبو محمد" يبدو أنه موجود مسبقا في المنتدى فاضطررت لاضافة الغريب. ولكن كلما أردت تذكر اسمي فما عليك الا أن تتذكر أنه غريب!
حفظك الله.

بخصوص الادلال فكما أشارت الاخت في نقلها ذاك فهو المن بأن يستكثر الانسان ما يقدم بل ويتجرأ على الله عز وجل بعدم الرضا عن حاله فيسخط اما ظاهرا أو باطنا ومنها كما ذُكر أن يتوقع استجابة دعائه ولا يتوقع استجابة انسان آخر يراه أقل منه قدرا !

ولغويا فقد وجدت الاتي من لسان العرب:

ودل فلان إذا هدى ودل إذا افتخر والدلة المنة قال ابن الأعرابي دل يدل إذا هدى ودل يدل إذا من بعطائه والأدل المنان بعمله

وبارك الله فيكما للمتابعة

أبو مُحمد
01-18-2008, 07:26 PM
أسباب العجب

1- الجهل ، والغريب أن بعض الناس يعجب بعمله ومعرفته لمسائل الخلاف وأقوال العلماء ، ولو علم أن إعجابه بعلمه يدل على جهله لما كان من المعجبين بأنفسهم ، قال أبو حامد : وعلّة العجب : الجهل المحض ، فعلاجه المعرفة المضادة لذلك الجهل فقط .
2- قلة الورع والتقوى .
3- ضعف المراقبة لله عز وجل .
4- قلّة الناصح .
5- سوء النية وخبث المطية .
6- إطراء الناس للشخص وكثرة ثنائهم عليه مما يعين عليه الشيطان .
7- الافتتان بالدنيا وتباع الهوى والنفس الأمارة بالسوء .
8- قلة الفكر ؛ لأنه لو تفكر لعلم أن كل نعمة عنده هي من الله .
9- قلة الشكر لله عز وجل .
10- قلة الذكر لله عز وجل .
11- عدم تدبر القرآن والسنة النبوية .
12- الأمن من مكر الله عز وجل والركون إلى عفوه ومغفرته .

صيد الفوائد

يتبع باذن الله: مظاهر العُجب

أم ورقة
01-18-2008, 07:30 PM
أسباب العجب



10- كثرة الذكر لله عز وجل .




جزاك الله خيراً
و لكن لم أفهم كيف يكون كثرة ذكر الله عز وجل سبباً للعجب

أبو مُحمد
01-18-2008, 08:01 PM
استدراك:
و لكن لم أفهم كيف يكون كثرة ذكر الله عز وجل سبباً للعجب
تم التعديل وبارك الله فيكِ أختي.

----------------------------------------------------
جزاكِ الله خيرا للمتابعة.
ان علمنا أن أصل العُجب هو ظن الانسان أنه أعطى الكثير وقدم ما لم يقدمه الاخرون فلا يُستغرب أن يكون كثرة الذكر سببا للعُجب.

فالمعنى لا يستقيم في نظري الا بمقصود واحد وهو أن العبد عندما يُكثر من ذكر الله كما يُكثِر من العبادات فان لم يكن محصنا نفسه سيعود عليه بالسوء ومن هذا السوء العُجب والكِبر وطلب رضى الناس أحيانا.

وكما هو أساس العُجب فانه ملازم في الغالب لاولئك الذين يعتقدون أنهم وصلوا حد المنتهى حتى أنهم يمنون بما قدموا ظنا منهم أنهم زادوا عن المطلوب فيترتب على ذلك سخطهم في داخلهم ان لم يستجب لهم دعاء أو لم تعط لهم "كرامات" وهكذا ...

وان كان عند الاخوة والاخوات اضافة لهذا أو غيره فيكون أفضل لنتبين وبارك الله في الجميع.
والله أعلم

منال
01-19-2008, 02:45 AM
السلام عليكم

بالنسبة لاستسفسار أم ورقة فهو فى محله وأرى حقيقة أن إطلاق الجملة هكذا لا ينبغى يعنى كان لابد من تقييد الأمر بالمنّ مثلا أو فليقل الإدلال

لان ذكر الله كثيرا ليس بخطأ "ألا بِذِكر اللهِ تَطمَئن القُلوب"
وفى الحديث (لا يزال لسانك رطبا بذكر الله) فكيف يكون ذكر الله موصلا للعجب ؟!
أرى صراحة انه كان لابد من تقييد هذه النقطة.

والله اعلم

وبارك الله فيكم

nawwar
01-19-2008, 06:07 AM
أسباب العجب


10- كثرة الذكر لله عز وجل .



مع تسجيل المرور والمتابعة.....

لم اجد يوما في كتب الأقدمين والمحدثين أن كثرة ذكر الله عزّ وجلّ تُفضي إلى العجب....
وإنما تفضي إلى الورع والتقوى.....
ولعله من الأصح القول:
10_افتتان النفس وتقديسها لأنها مشغولة بكثرة ذكر الله عزّوجل ...
وهذا مما يفضي إلى العجب الموصل إلى حدّ الشرك ....

أم ورقة
01-19-2008, 08:47 AM
نعم و قد أثنى الله سبحانه و تعالى على الذاكرين و الذاكرات
و أظن ذكر الله هو علاج...

و انما فهمنا كما وضح الاخ و الاخوات ان الافتتان في ذكر الله ربما، و ربما المباهاة به و إظهاره ربما أمام الناس،
ربما هذا الذي يبنغي الحذر منه

طيب هنا عندي سؤال، فهل نستنتج أن ذكر الله في السر هو أفضل من أن نذكره أمام الناس؟
و بالنسبة للأذكار، أذكار الصباح و المساء، هل ينبغي أن نقولها بالسر.. و إذا جاء أحد و كنا نقولها نسكت حتى يروح..؟
سمعت انه لا بد عند قول الأذكار على الأقل أن نحرك الشفتين...

حتى أحياناً عند الدخول و الخروج من البيت لا بد نقول أذكار، أحياناً بكون معنا ناس
فهل نقولها بصوت غير مسموع خشية العجب و الرياء...؟

أم ينبغي أن نقولها على صوت مسموع كي نذكّرهم بها أيضاً...؟


و جزاكم الله خيراً

أبو مُحمد
01-19-2008, 02:43 PM
الحمد لله رب العالمين.

في الحقيقة ان التعبير استوقفني ولكني لم أجد له تفسيرا الا ذاك الذي أوردته.
والامر كما أكدت الاخت منال بأنه ان قُصد الكثرة لا "القلة" فلابد من تقييد اللفظ بشرح يوضحه والله أعلم.

ولقد طلبتُ توضيح من الاخوة هناك والى ان يصل الرد فسأستمر باذن الله في نقل فقرات الموضوع.
وجزاكن الله خيرا للمتابعة "القيمة".

أبو مُحمد
01-19-2008, 03:19 PM
مظاهر العجب

مظاهر العجب كثيرة منها :
1- رد الحق واحتقار الناس .
2- تصعير الخد .
3- عدم استشارة العقلاء والفضلاء .
4- الاختيال في المشي .
5- استعظام الطاعة واستكثارها .
6- التفاخر بالعلم والمباهاة به .
7- الغمز واللمز .
8- التفاخر بالحسب والنسب وجمال الخِلقة .
9- تعمد مخالفة الناس ترفعاً .
10- التقليل من شأن العلماء الأتقياء .
11- مدح النفس .
12- نسيان الذنوب واستقلالها .
13- توقع الجزاء الحسن والمغفرة وإجابة الدعاء دائماً .
14- الإصرار على الخطأ .
15- الفتور عن الطاعة لظنه أنه قد وصل إلى حد الكمال .
16- احتقار العصاة والفساق .
17- التصدر قبل التأهل .
18- قلة الإصغاء إلى أهل العلم .

صيد الفوائد
يتبع باذن الله "الخاتمة" : مجالات العُجب وعلاجه.

من قلب بغداد
01-19-2008, 05:01 PM
رد الحق واحتقار الناس


لم افهم ما يخص رد الحق ؟
هل من توضيح جُزيتم خيراً ؟

أبو مُحمد
01-19-2008, 05:52 PM
رد الحق؟ والله أعلم فالمقصود منه هو أن يعجب الانسان بنفسه الى حد أن لا يقبل النزول للحق بالرغم من أنه يعلم علم اليقين أنه الحق فقط لأنه جاء من غيره!

واحتقار الناس والله أعلم فهو كاحتقار العصاة والفساق ولكنه أعم. وهو كما هو موضح في أصل الموضوع ناتج عن العُجب بالنفس فيعتقد الانسان أنه أفضل من الاخرين وأنه خير منهم وهكذا.

أرجو الا أكون كمن فسر الماء بالماء!
هذه شروح من عندي وليست موثقة!

وبارك الله فيكم لهذه المتابعة الجيدة.

أم ورقة
01-19-2008, 05:58 PM
مظاهر العجب


13- توقع الجزاء الحسن والمغفرة و إجابة الدعاء دائماً .
.

بارك الله فيك

و لكن... كيف نوفق بين هذا و ما قاله رسول الله صلى الله عليه و سلم،
ادعوا الله و أنتم موقنون بالإجابة ؟
و كذلك الحث على حسن الظن بالله دائماً

أبو مُحمد
01-19-2008, 06:13 PM
وفيكِ بارك الله.
الفرق طبعا أننا نتوقع الاجابة من الله عز وجل طمعا في رحمته ومغفرته لكن المعجب بنفسه ينتظر الاجابة معتقدا أنها من حقه وعندما يمر ببعض الابتلاءات والامتحانات يسخط لأنه طبعا يعتقد أن أعماله "تستوجب" أن يستجاب دعائه وألا يُمتحن ويُبتلى كغيره!

وكما ذكرنا في بداية الحديث عن العُجب فان صاحبه لا يتوقع اجابة دعاء العاصي ويتوقع اجابة دعائه هو فقط!

نسأل الله السلامة.
وجزاكم الله خيرا

منال
01-19-2008, 06:33 PM
السلام عليكم ورحمةالله

بارك الله فيكم

لى تعليق بسيط على الجملة التى استشكلتها الغالية ام ورقة

13- توقع الجزاء الحسن والمغفرة و إجابة الدعاء دائماً .

لا اظن المقصد وتوقع اجابة الدعاء دائما فهذه جملة وتلك اخرى
وقد سمعتها من احد المشايخ ولا اذكر من وهو ان اجابة الدعاء دوما لا تعنى الخيرية فقد يكون هذا فتنة او استدراج وهو ما يؤدى للعجب كما فى قصة الذى كان يعرف اسم الله الاعظم "وَاتلُ علَيهِم نبَأ الّذى آتينَاه آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنهَا فأتبَعَه الشَيطَانُ فَكَانَ مِن الغَاوين"

والله أعلم

واما استشكال الغالية من قلب بغداد فقد افاد الاخ ابو محمد بالتوضيح
رد الحق أى عدم قبوله لأنه جاء من شخص آخر فالشخص المعجب نفسه لا يقبل به بل يرده
واحتقار الناس مفهوم
و ما جاء بالحديث (الكبر بطر الحق وغمط الناس) اظنه يجمل المعنى

بارك الله فيكم ونفع بكم صراحة مثل هذه المداخلات الهادئة مفيدة وقيمة

بارك الله فيك اخ ابو محمد وجزاك عنا كل خير

أبو مُحمد
01-19-2008, 06:37 PM
وبارك الله فيكن جميعا وجزاكن الله عنا خيرا.

أم ورقة
01-19-2008, 06:42 PM
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
حقاً قد تكون الإجابة، و سرعتها، نوع من الاستدراج
حتى اذا انفتحت الدنيا على الواحد يظن أن الله راض عنه..
نسأل الله العافية و أن لا نغتر بهذا

أبو مُحمد
01-19-2008, 06:47 PM
اللهم آمين

أبو مُحمد
01-21-2008, 03:54 PM
لازلتُ أنتظر توضيحا من الاخوة مشرفي الموقع هناك عن "كثرة ذكر الله" ...
هذا للعلم.

منال
01-21-2008, 04:03 PM
بارك الله فيك

أبو مُحمد
01-21-2008, 04:08 PM
مجالات العجب وعلاجه

ذكر أبو حامد أن العجب يكون بثمانية* أمور وذكر علاج كل واحد منها :
الأول : أن يعجب ببدنه : في جماله وهيئته وصحته وقوته ، وتناسب أشكاله وحسن صورته وحسن صوته ، فيلتفت إلى جمال نفسه ، وينسى أنه نعمة من الله تعالى ، وهو معرض للزوال في كل حال . .
وعلاجه : هو التفكر في أقذار بطنه في أول أمره ، وفي آخره ، وفي الوجوه الجميلة والأجسام الناعمة كيف أنها تمزقت في التراب وأنتنت القبور ، حتى استقذرها الطباع .

الثاني : العجب بالبطش والقوة : كما حكي عن قوم عادٍ أنهم قالوا { مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً } [15: سورة فصلت].
وعلاجه :أن يشكر الله تعالى على ما رزق من العقل ، ويتفكر أنه بأدنى مرض يصيب دماغه يوسوس ويجن بحيث يُضحك منه ، فلا يأمن أن يسلب عقله إن أعجب به ، ولم يقم بشكره ، وليعلم أنه ما أوتي من العلم إلا قليلا ، وأن ما جهله أكثر مما عرفه .

الثالث : العجب بالنسب الشريف :
حتى يظن بعضهم أنه ينجو بشرف نسبه ونجاة آبائه وأنه مغفور له ، ويتخيل بعضهم أن جميع الخلق له موالٍ وعبيد !
وعلاجه : أن يعلم أنه مهما خالف آباءه في أفعالهم وأخلاقهم وظنّ أنه ملحق بهم فقد جهل ، وإن اقتدى بآبائه فما كان من أخلاقهم العجب ، بل الخوف والازدراء على النفس ومذمتها ، ولقد شرفوا بالطاعة العلم والخصال الحميدة لا بالنسب ، فليتشرف بما شرفوا به .

ولقد ساواهم في النسب وشاركهم في القبائل من لم يؤمن بالله واليوم الآخر ، وكانوا عند الله شرًّا من الكلاب وأخسَّ من الخنازير ، ولذلك يبين الله تعالى أن الشرف بالتقوى لا بالنسب ، فقال{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ } [13: سورة الحجرات] . الرابع : العجب بنسب السلاطين الظلمة وأعوانهم دون نسب الدين والعلم ، وهذا غاية الجهل .
وعلاجه : أن يتفكر في مخازيهم وما جرى لهم من الظلم على عباد الله والفساد في دين الله ، وأنهم الممقوتون عند الله تعالى، ولو نظر إلى صورهم في النار وأنتانهم وأقذارهم لاستنكف منهم ، ولتبرأ من الانتساب إليهم ..

الخامس : العجب بكثرة العدد : من الأولاد والخدم والعشيرة والأقارب والأنصار والأتباع ، كما قال الكفار : {وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالا وَأَوْلادًا } [35: سورة سبأ] .
وعلاجه : أن يتفكر في ضعفه وضعفهم ، وأن كلهم عبيد عجزة ، لا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعا ، ثم كيف يعجب بهم وأنهم سيتفرقون عنه إذا مات ، فيدفن في قبره ذليلاً مهيناً وحده لا يرافقه أهلٌ ولا ولد ولا قريبٌ ولا حميمٌ ولا عشير ٌ .

السادس : العجب المال : كما قال تعالى إخباراً عن صاحب الجنتين { أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا} [34: سورة الكهف] .
وعلاجه : أن يتفكر في آفات المال وكثرة حقوقه وعظيم غوائله ، وينظر إلى فضيلة الفقراء وسبقهم إلى الجنة يوم القيامة ، وإلى أن المال غادٍ ورائح ولا أصل له ، وإلى أن في اليهود من يزيد عليه في المال ، وإلى قوله صلى الله عليه وسلم (( بينما رجل يتبختر في حلةٍ له ، قد أعجبته نفسه إذا خسف الله به ، فهو يتجلجل إلى يوم القيامة )) [متفق عليه] . وأشار به إلى عقوبة إعجابه بماله ونفسه . السابع : العجب بالرأي الخطأ : قال تعالى {أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا } [8: سورة فاطر] . وقال تعالى : { وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [104: سورة الكهف] . وجميع أهل البدع والضلال إنما أصروا عليها لعجبهم بآرائهم .
وعلاجه : أن يكون متَّهماً لرأيه أبداً لا يغترُّ به إلا أن يشهد له قاطع من كتاب أو سنة أو دليل عقلي صحيح جامع لشروط الأدلة ، فإن خاض في الأهواء والبدع والتعصب في العقائد هلك من حيث لا يشعر .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
عن صيد الفوائد..


* الموجود في النص الاصلي سبعة انواع فقط والله أعلم فاما انه كذلك واما ان احدها سقط سهوا.


انتهى بفضل الله ..
وأسأل الله أن ينفعنا بما علمنا وأن يرينا عيوبنا لننشغل بها عن عيوب الناس.
اللهم انا نقر بذنوبنا ونعلم اننا لن ننجو الا برحمتك فارحمنا يا أرحم الراحمين.

منال
01-21-2008, 04:11 PM
بارك الله فيك وجزاك كل خير

ما هذه ((وحسن حورته )) فى النوع الاول...

nawwar
01-21-2008, 04:17 PM
بارك الله فيك وجزاك كل خير

ما هذه ((وحسن حورته )) فى النوع الاول........
لكنت سألت نفس السؤال؟؟؟؟؟؟

أبو مُحمد
01-21-2008, 04:57 PM
نعم نعم كنت أريد وضعها بين هلالين لأنني أشك في معناها في هذا المقام ونسيت. فبارك الله فيكن للتذكرة.
ربما تحمل معنى الصورة والهيأة فأريد بالنص أن الانسان يُعجب بمظهره وربما تعني طلته أو ما شابه...
المفهوم من النص أنها تشير الى شيء جسمي ظاهري والدليل لان كل ما تقدم أُلحق بقول الشيخ رحمه الله
فيلتفت إلى جمال نفسه .

وربما هي من قول البعض فلان بعيد الحَور أي أنه عاقل!


هذه تخمينات مني فلا أعلم معناها بالضبط ولمن وجد معناها فليفيدنا أفادكم الله

منال
01-22-2008, 01:47 PM
المعنى واضح من خلال الشرح بارك الله فيك لكن انا ظننتها صورته الا انى وجدت الصاد بعيدة عن الحاء فقلت نسال نتعلم شيئا جديدا باللغة

بارك الله فيك وانا بحثت عن المعجم فلم أجده!!! لعلى ابحث لاحقا باذن الله

جزاكم الله خيرا على هذا النقل الطيب وحماكم الله وايانا من هذا الداء

أبو مُحمد
01-22-2008, 01:52 PM
جزاكم الله خيرا على هذا النقل الطيب وحماكم الله وايانا من هذا الداء
اللهم آمين
وجزاكِ أختي

أم ورقة
01-22-2008, 06:00 PM
جزاك الله خيراً على التتمة

و سؤالي حول آخر نقطة و هي الإعجاب بالرأي
كيف نوفق بينها و بين الثقة بالنفس
و هل تعتبر الثقة بالنفس هي من الإعجاب بالرأي
هل الثقة بالنفس أمر مذموم أم مطلوب أم ماذا

جزاكم الله خيراً

أبو مُحمد
01-22-2008, 08:11 PM
وجزاكِ أختي أم ورقة...
على حد علمي أن الثقة بالنفس أمر محمود ومطلوب وهو على عكس الغرور و الكبر والعُجب...
الواثق من نفسه يعلم قدر نفسه فيقف عنده وأما المعجب بنفسه أو المغرور والمتكبر فلا يقدر نفسه حق قدرها فيعظمها ويحملها ما لا تستطيع تحمله أصلا ويصر على ذلك وفي ذلك الهلاك والله أعلم.

الثقة بالنفس تقود صاحبها الى تقبل النصح والأخذ بالمشورة ولا يُنقِص ذلك من قدره بشيء ولكن المغرور لا يرى الا رأيه ولا يثق بأحد الا نفسه!


هذا والله أعلم
وما رأيكم أنتم بارك الله فيكم؟

أبو مُحمد
01-23-2008, 12:51 AM
السلام عليكم،
سألتُ عن كلمة "حورته" وزودني أحد الاخوة بنسخة الكترونية للكتاب ووجدت أنها "صورته" كما خمنت أختنا منال جزاها الله خيرا.

ما يعني الاتي : انسوا تخاريفي السابقة عن التأويل بمعناها!

وجب التنبيه.
وجزاكم الله خيرا للمتابعة.

nawwar
01-23-2008, 04:26 AM
الثقة بالنفس تقود صاحبها الى تقبل النصح والأخذ بالمشورة ولا يُنقِص ذلك من قدره بشيء ولكن المغرور لا يرى الا رأيه ولا يثق بأحد الا نفسه!
......
صدقت.......
والثقة بالنفس.....عند من لديهم الوازع الديني طبعا...تنبئهم بمتى يجب التريّث والتوقّف......
ومتى يجب الانطلاق.....
كالأئمة الكبار،الّذين رغم علومهم وتأليفاتهم ،لكنهم كانوا حين يُسألون في بضع مسائل يجيبون ب: لا أعرف.....
جزاك الله خير على هذا الموضوع بمجمله ،"القيّم"......
والردود _بفضل الله أغنت البحث ،تمحيصا وأسئلة وطرحا مما يُسهّل الفهم عند جميع القرّاء ومنهم أنا....
لم اقرأ مثلا يوما في أي مؤلَف،كلمة" حورته" مثلا فإلى جانب العلم الشرعي النافع ،أفدتنا بلفظة جديدة......
و"الصوت"..._بفضل الله_ بهكذا مشاركات قيّمة يوفّر لنا وقتا غير يسيرا من التفتيش في عدّة منتديات......
فإننا نرد منتدى أدبي وآخر إسلامي وآخر فقهي......وهكذا دواليك......
فلو بقينا على هذه الطريق_وأشمل نفسي تفاؤلا ليس إلا_لوفّرنا كمّا هائلا من العلم الشرعي النافع ومن تضييع الوقت في الذهاب إلى أكثر من منتدى؟؟؟؟؟؟
أليس كذلك:redface:

أبو مُحمد
01-23-2008, 01:23 PM
تصحيح

السلام عليكم،

أولا أحمد الله عز وجل أن أمتنا بها أخوات أمثالكن وأحسبكن على خير والله حسيبكن.

ثانيا بعد مراسلة الاخوة في صيد الفوائد منذ أيام وصلني الرد بخصوص ما ورد من أمور على أنها أسباب للعُجب وكان من بينها "كثرة الذكر لله عز وجل" فقد أجاب الاخوة بأنها خطأ والصحيح هو "قلة الذكر لله عز وجل"وقد أصلحوه في موقعهم هناك فجزاكم الله وجزاهم خيرا .

ثانيا: فانه وبعد الرجوع للنسخة الالكترونية من كتاب احياء علوم الدين لأبو حامد رحمه الله تبين أن الكلمة هي "صورته" وليست "حورته" كما بينت صباح هذا اليوم في مشاركة سابقة.

فجزاكم الله خيرا جميعا.

سبحان الله ...والله لم أستمتع بنقل كما استمتعت واستفدت بنقل هذا الموضوع فأسأل الله الاخلاص في القول والعمل.

Abuhanifah
01-23-2008, 01:32 PM
أخي أبا محمد جزاك الله عنا كل خير...
لقد كان الصيد وفيرا وكنت صيادا ماهرا :)
بارك الله بك وبالكاتب
وعندي تعليقات صغيرة:
من أسباب العجب "الجهل". سبحان الله أكاد لا أجد آفة في الأمة الاسلامية الا وسببها الجهل. أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزدنا علما...
من مظاهره: رد الحق وهذا منتشر كثيرا خاصة عند العرب ومعظمهم يعتبر التراجع عن قوله مذلة او انتقاص من شخصيته رغم معرفته بأنه على خطأ. ما العيب في ان يقول الانسان أخطأت ويتراجع فها هو الامام الشافعي رحمه الله غيّر مذهبه التماسا للحق...

السلام عليكم

أبو مُحمد
01-23-2008, 01:53 PM
وجزاك الله خيرا مثله وأجرك ثابت ان شاء الله.
ومن الافضل للمؤمن أن "يصطاد" ما ينفعه وينفع غيره ومثل هذا الموضوع "يروض" النفس ويذكرها بما قد تنساه أو تتناساه.

وأما عن رد الحق عند "العربي" وعدم قبول التراجع عن الرأي الا ما ندر فهذا للأسف الشديد واقع وحتى في كتب الغرب هناك دراسات تصف الانسان "العربي" بهذا الوصف بالذات ومنها دراسات مخصصة للذين يعملون في السفارات العربية أو ما شابه من الاوروبيين والامريكان فيعلمونهم بعض الامور عن كيفية التعامل مع "العربي" وأحيانا "العربي المسلم" ومنها وجدت مثلا أنهم يخبرونهم عن عدم وضع رجل فوق الاخرى بشكل واضح في وجود شخص آخر! هذا مثال فقط!

وعودا لموضوعنا فمن ضمن الاشياء التي يحذرون منها هي النقطة التي ذكرتها أنت بارك الله فيك فيخبرون موظفيهم وأطقم التمثيل الدبلوماسي بألا يتوقعوا تنازلا من العربي في نقاش ما بسرعة بل فليتوقعوا أكثر أن يتوقف النقاش والعربي عند رأيه!

وطبعا اني ارى أن "للعناد" و "اغلاق" الرأس والقلب جوانب مضيئة بعض الشيء لعلنا نخصص لها موضوعا باذن الله!

قرأتُ احدى تلك الدراسات وهي مادة لطيفة جدا وبها حقائق تثير من الضحك فانهم يصفون حالنا بدقة متناهية وباذن الله ان وجدتها سأخصص لها موضوع وسنناقشها لنرى الى اي حد صدقوا في توصيفنا!


وأخيرا وبخصوص "كثرة ذكر الله عز وجل" والتي وردت كسبب من أسباب جلب العُجب فكما قلت أن الاخوة هناك أقروا بالخطأ وكما ذكرت الاخت منال سابقا فلو أريد بها "كثرة ذكر الله عز وجل" لقيِّدت بقيد ما" ولم تطلق هكذا بالعموم.

وبارك الله فيك أخي أبا حنيفة.
ونفعنا الله بما علمنا.

أبو مُحمد
01-23-2008, 03:55 PM
السلام عليكم ورحمة الله بوركاته،
هذا رابط الموضوع كما هو في صيد الفوائد بعد أن أضيفت له تعديلات الأخوات في صوت!
http://www.saaid.net/rasael/84.htm

أم ورقة
01-23-2008, 04:46 PM
جزاكم الله خيراً و على التوضيح