تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : جاهد النفس وتربيتها



منير الليل
06-06-2003, 02:53 AM
http://www.alsyf.ws/images/nafs.jpg


قال إبراهيم بن علقمه لقومٍ جاءوا من الغزو :
قد جئتم من الجهاد الأصغر .. فما فعلتم في الجهاد الأكبر ؟!
قالوا : وما الجهاد الأكبر ؟!
قال : جهاد القلب !
وقال ابن رجب : " وكذلك جهاد العدو الباطن .. وهو جهاد النفس والهوى .. فإن جهادهما من أعظم الجهاد "
وقال ابن القيم رحمه الله : " ولما كان جهاد أعداء الله في الخارج فرعاً على جهاد العبد نفسه في ذات الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( المجاهد من جاهد في طاعة الله ، والمهاجر من هجر مانهى الله عنه ) . كان جهاد النفس مقدماً على جهاد العدو في الخارج .... "
وسأل أحدهم عبدالله بن عمر رضي الله عنهما عن الجهاد فقال له : " إبدأ بنفسك فجاهدها .. وابدأ بنفسك فاغزها "
يامن يجاهد غازياأعداء = دين الله يرجوا أن يُعان وينصرا
هلاّ غشيت النفس غزواً إنها = أعدى عدوّك كي تفوز وتنصرا
مهما عنيت جهادها وعنادها = فلقد تعاطيت الجهاد الأكبرا

النفس ! ... ذلك السر الكامن بين جوانح كل إنسان
النفس ! ... تقودك إلى الهلاك أو تقودها إلى بر الأمان
النفس ! ... عجيبة فريدة في أحوالها
النفس ! ... بحر الأماني ومستودع الأسرار
النفس ! ... تميل إلى رغائبها الآنيه وهواها
النفس ! ... يعجبها أن تسير طليقة لا حاجز يحجزها عن رغبتها
النفس ! ... كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطمِ
النفس ! ... أفلح وفاز من زكاها .. وخاب وخسر من دسّاها
النفس ! ... مالدابة الجموح بأحوج إلى اللجام منها

النفوس ثلاثة :
1- النفس الأمارة : وهي التي تأمرك باللذات والشهوات وتحض على الأخلاق الذميمه .
2- النفس اللوامه : وهي التي فيها من نور الإيمان ما ينبهها كلما غفلت فوقعت في سيئة فتلوم نفسها .
3- النفس المطمئنة : وهي التي اكتمل فيها نور الإيمان .. رفضت كل ذميم .. واتصفت بالصفات الحميدة .

قال ابن علاّن : " المجاهدة : مفاعلة من الجهد ، أي الطاقة .. فإن الإنسان يجاهد نفسه باستعمالها فيما ينفعها حالاً ومآلاً .. وهي تجاهده بما تركن إليه "

جهادنا لأنفسنا لا يتعارض مع حبنا لها .. فحبنا لها يدفعنا إلى أن نبذل قصارى جهدنا في سبيل نجاتها من النيران وفوزها بجنة الرضوان ..

المعاهدة :
قال تعالى : ((وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون))

كيفية المعاهدة : أن يخلوا المؤمن بنفسه بينه وبين ربه ويقول لها : إنك يانفس أعطيت العهد لله في الوقفات اليومية التي تقفين فيها بين يدي الله سبحانه وتعالى ، وتناجينه بلسان عربي مبين : (( إياك نعبد و إياك نستعين ، اهدنا السراط المستقيم ، سراط الذي أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ))
أليس يانفس في هذا إقرار منك : على أن لا تعبدي إلا الله ، وأن لاتستعيني إلا به ، وعلى أن تلتزمي طريق الله المستقيم الذي لا يعتريه العوج ولا الإلتواء ... ألا وهو طريق الإسلام ، وعلى أن تحيدي عن طريق الين ضلّوا وغضب الله عليهم من أهل الملل الأخرى ؟!!!
فإذا كان الأمر كذلك .. فحذار يانفس أن تخيسي بالعهد بعد أن جعلت الله عليك رقيبا ، وحذار أن تتنكبي عن السراط الذي رسمه الإسلام بعد أن جعلت الله عليك شهيدا ... وحذار أن تتبعي سبيل أقوام ضلوا وأضلوا .. بعد أن جعلت الله عليك كفيلا ...
حذار يانفس من الكفر بعد الإيمان .. وحذار من الضلال بعد الهدى .. وحذار من الفسوق بعد الإلتزام ..

لذا شارط نفسك أخي وشارطي نفسك أختي كل يوم أن تلتزم هذه المواثيق التي تعطيها كل يوم وليلة أكثر من سبع عشرة مرة .. ثم احملها على الوفاء بها .. وتنفيذها .

المراقبة :
يقول الامام ابن القيم رحمه الله " المراقبة هي دوام علم العبد وتيقنه بإطلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه .. فاستدامته لهذا العلم واليقين هي المراقبة وهب ثمرة علمه بأن الله سبحانه وتعالى رقيب عليه .. ناظر إليه .. سامع لقوله .. وهو مطلع على عمله في كل وقت وكل لحظة وكل نفس وكل طرفة عين " .
والمراقبة تأتي قبل الإتيان بأي عمل
كيفية المراقبة :
إذا تحركت النفس لعمل من الأعمال ، وهم به العبد ، وقف أولا ونظر : هل هذا العمل مقدور عليه ، أم غير مقدور عليه ولا مستطاع ، فإن لم يكن مقدوراً عليه أحجم عن الإقدام عليه .
وإن كان مقدوراً عليه وقف وقفة أخرى .. ونظر : هل فعله خير له من تركه ، أم أن تركه خير من فعله ؟ .. فإن كان الثاني تركه ولم يقدم عليه .
وإن كان الأول وقف وقفة ثالثة : هل الباعث عليه إرادة وجه الله عز وجل وثوابه؟؟ ، أم إرادة الجاه والثناء والمال من المخلوق ؟؟ فإن كان الثاني لم يقدم عليه .. وإن أفضى به إلى مطلوبه ، لئلا تعتاد النفس الشرك والرياء .

المحاسبة :
قال تعالى : ((يآ أيها الذين ءامنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون * ولا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم أنفسهم اولئك هم الفاسقون))
وقال الحسن رضي الله عنه : (( المؤمن قوام على نفسه ، يحاسب نفسه لله ، وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا ، وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر على غير محاسبة ))
المحاسبة تأتي بعد العمل وهي ثلاثة أنواع :
الأول : محاسبة النفس على طاعة قصرت فيها من حق الله تعالى ، فلم توقعها على الوجه الذي ينبغي ، وحق الله في الطاعة ستة أمور وهي :
الإخلاص في العمل ، والنصيحة لله فيه ، ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وشهود مشهد الإحسان ، وشهود منّة الله عليه ، وشهود تقصيره بعد ذلك كله ...
فيحاسب نفسه هلة وفى هذه المقامات حقها ؟ وهل أتى بها في هذا العمل ؟

الثاني : أن يحاسب نفسه على كل عمل كان تركه خير له من فعله .

الثالث : أن يحاسب نفسه على أمر مباح لِمَ فعله ؟؟ وهل أراد به وجه الله تعالى والدار الآخرة فيكون رابحاً .. أم أراد به الدنيا وعاجلها ؟؟ فيخسر ذلك الربح ويفوته الظفر به .

وحقيقة المحاسبة أن ينظر المؤمن في رأس المال ! وفي الربح ! وفي الخسارة ! ليتبين له الزيادة من النقصان على عادة التجار .
فرأس المال / هذا الدين وما اشتمل عليه من أوامر ونواه وتكاليف وأحكام .
والربح / فعل الطاعات وترك المنهيات .
والخسارة / إرتكاب الذنوب والمعاصي والآثام .

فحين ينظر المؤمن في رأس المال ويوازن بين الربح والخسارة ويتوب عما وقع فيه من أخطاء ... ويجتهد أكثر مما فعله من محاسن .. فيكون ممن حاسبوا أنفسهم قبل أن يحاسبوا .. ووزنوها قبل أن يوزنوا .. ونظروا ماذا يقدمون لغد .

لذا حاسب نفسك على الصغيرة والكبيرة واعقد العزم على أن تكون لك ساعة آخر النهار تخلوا فيها بينك وبين ربك .. لتنظر ماذا قدمت ليوم المعاد ؟؟

هذه الخطوات الثلاث من أهم طرق جهاد النفس وتربيتها وتزكيتها

المصـادر :
- سلسلة مدرسة الدعاة - عبدالله ناصح علوان
- تزكية النفوس - أحمد فريد
- فقه المراقبة - أحمد جاد
- هل جاهدت نفسك - أزهري أحمد محمود

وصلني بالبريد من قائمة
همسات أخوية
www.alsyf.ws

واحد من هالناس
06-16-2003, 09:14 PM
أحببت رفع الموضوع بهذا التعقيب المرفق لأخت في احدى المواقع أرجو أن يعضدد من موضوع القيم هذا .
والمجاهد من جاهد نفسه في الله .
------------------------------------

الفرضية أختنا قد بينها شرعنا الحنيف وقد نقلت لكم أن الجمهور على عدم جواز عصيان الأهل بجهاد الطلب وسوف يرفق قريبا أخي ...موضوع مستقل حول فقه الجهاد أرجو أن يوفقه الله لذلك وسأكتفي بالرد على تلك النقطة بنقل ما قاله الشيخ الألباني رحمه الله بشرحه لهذا الحديث ــ فيهما فجاهد - يعني الوالدين - .

تخريج السيوطي
(حم ق 3 ) عن ابن عمرو.

تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 4275 في صحيح الجامع.

الشـــــرح :
‏ ( فيهما فجاهد ) أي إن كان لك أبوان فأبلغ جهدك في برهما والإحسان إليهما فإن ذلك يقوم لك مقام قتال العدو وقوله ( يعني الوالدين ) مدرج من كلام الراوي للبيان وهذا قاله لرجل استأذنه في الجهاد فقال : أحيّ والدك قال : نعم قال : ففيهما فجاهد أي إذ كان الأمر كما قلت فجاهد في خدمتهما وابذل في ذلك وسعك واتعب بذلك فإنه أفضل في حقك من الجهاد فيحتمل أنه كان متطوعاً بالجهاد فرأى النبي صلى اللّه عليه وسلم أن خدمة أبويه أهم سيما إذا كان بهما حاجة إليه والجمهور على حرمة الجهاد إذا منعاه أو أحدهما بشرط إسلامهما .
*** ( حم ق ) في الأدب ( 3 ) في الجهاد ( عن ابن عمرو ) بن العاص . *2* فصل في المحلى بأل من هذا الحرف . [ أي حرف الفاء ] ـ


وأما قولك : جهــــاد الطلب وهو في حالة ان تكون بلاد الاسلام محفوظه وتحت حكم المسلمين ولا يوجد أي شبر مسلم تحت وطأة الكفار ،
جهاد الطلب له أحكامه وشروطه ورايته ولست الآن بصدد التفصيل حول تلك المسألة فقد انتفت الأسباب بوجود تلك الأنظمة الحاكمة التي تحارب الجهاد ولا ترفع راية التوحيد ولعدم وجود خليفة يقوم بذلك .
أما النقطة المهمة والحاسمة فهي تكمن في جهاد الدفع كما تفضلت وقلت :
جهـــــاد الدفـع
وهو كما نحن الان عندما تكون بلاد الاسلام !! بيد الغاصبين الكفار كما في فلسطين وكشمير والفلبين والعراق عندما تهتك اعراض المسلمات وتقتل النساء والاطفال والشيوخ هنا لايكون الجهاد فرض كفايه اذا قام به البعض سقط عن البعض
أقول وبالله التوفيق :
متى كانت بلاد الإسلام بيد المسلمين ؟؟!!
ولماذا تم تخصيص ذلك بالكافر الأصلي دون المرتد ؟؟!!
إن أكثر بلاد المسلمين يحكمها زبانية وطواغيت لأذناب أمريكا يملى عليهم وبرضاهم تطبيق شريعة ودساتير الغرب الكافر بدلا من الإسلام إلابالأحوال الشخصية كما تسمح بذلك دول الكفر أيضا !
لذا أقول الغاصب نوعان : نوع كافر أصلي كأمريكا ومن حالفها من دول الكفر
والصنف الثاني من يطبق ويقوم بدور الشرطي للأول أي الكافر الأصلي وينتهك أعراض المسلمين والمسلمات وهو من جلدتنا ويتكلم بألسنتنا واسمه احمد ومحمد وهو أعتى علينا من الكافر الأصلي مثل ما يحدث في أكثر الدولة الإسلامية التي أقرت واعترفت بتلك الحدود التي رسمها لها المستعمر الإنكليزي بعد تقسيمه للبلاد الإسلامية وجعلها فتات ودويلات صغيرة متناحرة تحارب لأجل حدودها المصطنعة بعد أن قسموا المقسم وجزؤا المجزأ إلى دويلات صغيرة متناحرة .
إن أكثر الدول العربية لهي أعتى على المسلمين من الكافرين الأصليين وسجونهم ملئ بالموحدين الصادعين بالتوحيد وفي بعض الدول قتل مئات الآلاف من النساء والولدان والشيوخ والشباب وقبورهم غير معروفة إلا قليلا فلما حصرتم الجهاد في دول احتلت من قبل الكافر الأصلي دون الأخرى وبعض الدول الإسلامية تمنع حتى الأذان ( بعض الدول الغربية تسمح )! خارج المسجد أو لبس الحجاب أو تربية اللحية ألا يحق لنا جهادهم على هذا القياس وجهادهم يصبح فرض عين للزوم دفع الصائل عن أرض الإسلام والمسلمين ؟!
ولا ننسى أيضا بأن بعض الدول يحكمها نصارى أليس الأجدر والأولى منابذتهم بالسيوف ورد الحكم للإسلام والمسلمين ؟!
أليس من المنطق والحكمة أنه من أراد تنظيف عتبة داره أو شارعه أن يبدأ من داخل بيته ؟!
أليس من الواجب على من أراد قتال يهود الخارج أن يبدأ بيهود الداخل حتى يأمن ظهره ؟!
إن قتال الدفع واجب على كل مسلم في محيطه ثم الأقرب فالأقرب ويصبح فرض عين عندما لا يستطيع أهل البلد أن يدفعوا عن أرضهم وجب ذلك على الأقربين منهم وهكذا حتى يعم كل الدول الإسلامية ومثال ذلك : فلسطين يحيط بها سوريا والأردن ومصر ولبنان فمن الواجب على تلك الدول مناصرة إخوانهم هناك ويصبح فرض عين عليهم دون منطقة الخليج (مثلا ) لبعدها عن موقع القتال وعندما لا يستطيع المحيط أن يرد العدو الصائل يبدأ الأقرب فالأقرب حتى يعم كل دول الإسلام ومن أراد التطوع (من البعيد )لا للوجوب فله الأجر والمثوبة من الله وهو سبحانه الذي يتقبل الشهداء وهو أعلم بالمتقين .
أما ما أدين الله به حول هذه المسألة برمتها
إن الجهاد ماض إلى يوم القيامة ولا تزال طائفة من أمة النبي صلى الله عليه وسلم _ تقاتل على الحق _ ظاهرة على الحق _ قائمة على الحق _ لا يضرها من خالفها أو خذلها حتى يأتي أمر الله ونحسب أسامة حفظه الله على ثغر يقاتل على الحق _ ومثله قائمة على الحق بتيان زيف الأدعياء وتدعوا إلى الله وإلى الجهاد في مواطنه الصحيحة _ وظاهرة على الحق تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ولا تخاف في الله لومة لائم ولو خذلها أهل الأرض جميعا .
فعندها من الآيات والبراهين ما يجعلها متمسكة بغربتها تلك نسأل الله أن يجعلنا منها .
أقول:
بعد أن سقت بعد الشبهات حول المسألة وعقبت على بعضها لا يجوز الجهاد في بلاد المسلمين وتغيير الواقع إن لم نكن أصحاب عزة ومنعة وقادرين على تغيير المنكر دون مفسدة تذكر وأن مسألة تكفير الحاكم بغير ما أنزل الله أخذت أبعاداً كثيرة في أكثر المواقع والمنتديات لا ينبغي لها أن تأخذها حتى أصبحت بين خاصة المسلمين الذين كنا نرجو أن يكونوا على رأي واحد في مسألة تتعلق بأمر هام من أمور العقيدة حتى أصبح أصحاب الدعوة إلى الكتاب والسنة فرقاً كل فرقة منها تدعي أنها على الصواب ومن عداها على الباطل ،وباتت كل فرقة ترمي الأخرى بأوصاف الفرق الضالة من خوارج ومرجئة ألخ مع أن الأمر لا ينبغي له أن يأخذ هذا المنحى الخطير لأن الجميع متفقون أن الأنظمة الحاكمة في بلادنا هي أنظمة جاهلية وأن الواجب هو تطبيق حكم الله وما دمنا قد اتفقنا على هذا فإن الحاكم لهذا النظام سواء كان كافراً أم مسلماً لن يغير من حقيقة الأمر ،إذ الواجب هو تطبيق شرع الله تعالى حتى يكون الدين كله لله .ولكن للأسف شُغلنا بالحاكم عن الحكم الذي هو غاية المطلوب ولا يفهم من كلامي هذا أنني أقلل من شأن الحاكم ؟كلا ولكن أنبه إلى ضرورة الاشتغال بالمرحلة الأولى والتي هي الدعوة إلى التوحيد بكافة مجالاته إذ أن لا إله إلا الله هي عقيد وشريعة ومنهاج حياة مع التنبيه على أن الدعوة يجب أن يظهر فيها الولاء والبراء أسوة بمن جعله الله أسوة (قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ في إبراهِيمُ وَالّذِينَ مَعَهُ إذْ قالُوا لِقَوْمِهِمْ إنّا بُرآءُ مِنْكُمْ وَمِمّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّهِ كَفَرْنا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ العَدَوَاةُ والبَغْضَاءُ أبَدا حتى تُوءْمِنُوا باللّهِ وَحْدَهُ )
وقد أمرنا أن نكفر بالطاغوت وحكمه (أَلَـــمْ تَرَ إلَى الّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنّهُمْ آمَنُوا بِـــمَا أُنْزِلَ إلَـــيْكَ ومَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَـــحَاكَمُوا إلى الطّاغُوتِ وقدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ ويُرِيدُ الشّيْطَانُ أَنْ يُضِلّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدا .)
وفي الكفر بالطاغوت بيان سبيل المجرمين التي يجب أن تستبين قال تعالى (ولتستبين سبيل المجرمين )
حتى يصح إيماننا وتوحيدنا لله ، وهذا لا يعني أننا ندعو إلى الثورة على الحكام في زمن الاستضعاف ،بل ندعو إلى لا إله إلا الله ، التي كان يدعو إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة ،مبيناً زيف الآلهة المزعومة سفهاً ومعيباً لها صابراً على كل بلاء في سبيل نصرة هذه الدعوة المباركة ،لتسلم القضية الكبرى وهي أن يعبد الله وحده ويكفر بمن دونه .
وعدم قيامنا على الحكم ليس هرباً من التكاليف أو جبناً عن المواجهة ،وإنما هو قناعتنا بأننا في مرحلة (كفوا أيدكم وأقيموا الصلاة )
حتى ييسر الله لنا العزة والمنعة التي هي ضابط تغيير المنكر باليد .كما قال صلى الله عليه وسلم : ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي هم أعز وأمنع من يعملها ثم لا يغيرون إلا أوشك أن يعمهم الله بعذاب .وعندها سيجدون منا الغلظة ، ولن تأخذنا بهم رحمة في دين الله .
لأنهم تمادوا وأمعنوا في إذلال المسلمين والاعتداء على مقدساتهم وكرامتهم .
وأخيراً أدعو نفسي وإخواني إلى إصلاح ذات البين ،لأن فساد ذات البين هو الحالقة .
ولنتعاون جميعاً على إحقاق الحق وإبطال الباطل والاعتصام بحبل الله جميعاً حتى لا تهب ريحنا فتفشل عسى الله أن يهيأ لنا من أمرنا رشداً ،إنه سميع قريب مجيب الدعاء .

ملاحظة لأخي الكاتب الأصلي عبد الله :
إن حديث اعمل لدنياك ألخ …. لا أصل له لا موقوفا ولا مرفوعا كما بين ذلك الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة الجزء الأول بل ثبت خلافه إذ قال صلى الله عليه وسلم : كن في هذه الدنيا كغريب أو عابر سبيل وقال أيضا : إني كالراكب أستظل تحت هذه الشجرة ثم أتابع السير
أو كما قال صلى الله عليه وسلم
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .