تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا !؟



أبو مُحمد
01-11-2008, 12:00 AM
الكثير منا مروا بتجربة حرقة المعاصي وضيق الصدر بالذنوب والبعد عن الله عز وجل وذكره.
ومنا من اجتاز مرحلة الذنوب ووقع فيما هو أكبر نسأل الله السلامة ...والحمد لله الذي بفضله أناب الكثيرون.

يستوقفني شيء وهو أن الجميع وبمجرد خروجهم من تلك الدائرة المظلمة لا "يرحمون" من تركوه فيها!

أعتقد بأن أولى الناس بأن يرفقوا بمن في تلك الدائرة هم اولئك الذين ذاقوا طعم المعصية وذاقوا مرارة البعد عن الله عز وجل وكيف كانوا يتعطشون لمن يأخذ بأيديهم ويرفق بهم ... ولكن في كثير من الاحيان نرى العكس.

الواحد منا بمجرد أن يدخل نور الالتزام الى قلبه وبمجرد معرفته طريق راحة النفس والطمأنينة يهجر الاصحاب والاخوة ويتركهم غارقين في الرذيلة وينسى أنه لا يؤمن حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه فهل يوجد أفضل من أن تأخذ بيد أخيك وتدخله جنة الدنيا التي وجدتها بعد عناء وضياع!؟

ولا أبريء نفسي!

في الحقيقة أننا أيضا نقسو كثيرا على غيرنا عندما ننسى أننا بالامس القريب كنا من "ائمة" المعاصي وننسى أنه لولا فضل الله ورحمته لما هدينا...... نسأل الله الثبات.

فيا ترى لماذا هذا الشعور؟
لماذا عندما يتوب أحدنا ينسى ما كان فيه وينظر بدونية لمن كان على شاكلتهم بالامس القريب؟
هل التزمنا حقا؟ ان قلنا نعم فلماذا لم نأخذ بأيدي هؤلاء ولماذا لم نصبر على دعوتهم يا ترى؟
أين هو الخلل!؟

أذكر نفسي واياكم بالرفق بمن تركناهم خلفنا في أدغال المعاصي وعسى الله أن يجعلنا سببا لعودتهم وأسأله تعالى أن يعيننا على أنفسنا وعلى الشيطان اللعين.

والسلام عليكم

مقاوم
01-11-2008, 05:29 AM
أخي أبو محمد
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع القيم وهذه اللفتة المباركة. لكن اسمح لي أن أضع بين يديك بعض العقبات التي قد تعترض طريق عودة التائب أو المهتدي الجديد إلى بؤرة الفساد التي أنجاه الله منها ومستنقع الرذيلة ذات الأمراض المتفشية.

ولعلي أضرب مثلا يقرب المسألة ويجليها. من كان مدمن خمر أو مخدرات ويريد أن يتعالج منها ويسلك درب الشفاء مسلما كان أو غير مسلم يقال له في بداية الطريق أن عليه أن يحقق عدة أمور :
1- الإقلاع التام عن المادة المسكرة وفي بعض الحالات يوضع في مصح معزول عن العالم الخارجي.
2- أن معركته مع نفسه والمغريات التي قد تدفع به إلى الهاوية تمتد مدى الحياة.
3- أن عليه أن يغير دائرة أصدقائه ونمط حياته ويبتعد بالكلية عن المواطن التي قد تشده إلى المسكر من جديد.
4- أن يحيط نفسه بآخرين من أمثاله الذين يحاولون ترك الإدمان، والدخول في إحدى حلقات الدعم Support Group كي لا يشعر أنه وحيد على الطريق.

ولو أسقطنا هذا المثال على التائبين والمهتدين الجدد ممن أدمنوا على المعاصي أو الفواحش إلى أن أنجاهم الله منها لوجدنا العديد من أوجه الشبه المشتركة والتي تشكل عائقا نفسيا وأحيانا ماديا ملموسا أمام عودتهم إلى "الدائرة المظلمة" لانتشال آخرين.

لا أقول هذا من باب التثبيط أو التحبيط وإنما لمعاجة المشكلة بشكل واقعي عملي وأكرر شكري لك على هذا الموضوع الرائع واسمح لي بنقله إلى صوت الشباب والمحتمع فهو أنسب له والله أعلم.

طرابلسي
01-11-2008, 06:09 AM
وفي حديث الذي قتل تسعا وتسعين نفسا قال له العابد
اترك قرية السوء التي أنت فيها واذهب إلى القرية التي اهلها صالحون

أما أنا فكنت وما زلت مع العصابة التي نشأت بينهم :)
وبفضل الله وحده جلهم في المساجد بعد جهد سنوات وتوفيق من الله وإني أحتسب ذلك عند الديان

مقاوم
01-11-2008, 06:15 AM
وأنا عم قول لحالي: من وراء ظاهرة تفشي العصابات في المساجد :)

أم ورقة
01-11-2008, 06:46 AM
فيا ترى لماذا هذا الشعور؟
لماذا عندما يتوب أحدنا ينسى ما كان فيه وينظر بدونية لمن كان على شاكلتهم بالامس القريب؟
هل التزمنا حقا؟ ان قلنا نعم فلماذا لم نأخذ بأيدي هؤلاء ولماذا لم نصبر على دعوتهم يا ترى؟
أين هو الخلل!؟


الخلل هو في أن الشيطان لا يريد لهذا الملتزم الجديد أن يهنأ بالتزامه
فيأتيه من هذا الباب: باب تعيير من هم دونه بالالتزام
فيصير هو من المصلين و الصوّامين،
و لكن يأتيه الشيطان من باب التعيير و التحقير للآخرين،
فبالنهاية قد يصير من المفلسين اذا استمرّ في تعييره و تحقيره للآخرين...من حيث لا يدري

طبعاً كما ذكرتَ أنتَ... لا نبرئ أنفسنا
و ربما قد وقعنا في هذا في فترة من فترات التزامنا..... أقصد تعيير من هم دوننا من غير الملتزمين

و لكن هذا خطأ يجب الاعتراف به و تفاديه
و العمل على الأخذ بيد من هم دوننا بالالتزام
لأن اذا كنا نحب لهم الخير الذي نحبه لأنفسنا فينبغي أن نأخذ بيدهم
لا أن نساهم في غرقهم أكثر......

أبو مُحمد
01-11-2008, 03:07 PM
جزاكم الله خيرا لمروركم الكريم ...

نعم أخي مقاوم في بعض الحالات يتطلب الامر من التائب الابتعاد عما قد يعيده الى ما كان عليه وهذه في بعض الاحيان من شروط التوبة النصوح!

وما قصدته هو استطاعتنا أن نرفق بمن كنا على شاكلته أيا كانت درجات المعصية التي كنا عليها ... وأن تبتعد عن اولئك الذين قد يعيدوك الى ما كنت عليه لا يعني أبدا أن تستعديهم وتبعدهم أكثر عن الطريق السوي بتكبرك عليهم ولكن في نفس الوقت يجب أن تشعرهم أنهم ليسوا على الطريق السوي فلا نصنع مثلما نرى الان من مجاملات للعصاة من جميع الدرجات ومعاملتهم على أنهم أرقى طبقة في المجتمع وخاصة "الصوص"! ولكن تبقى بعض الامور من الممكن أن نفعلها واقلها أنك تسأل عنهم في اختفائهم أو القاء التحية عليهم أو ارسال رسالة نصية في الاعياد والمناسبات الدينية وتعودهم ان مرضوا وتقدم لهم العزاء في مصائبهم وعندما تعلم انهم في ضيقة أيا كان نوعها تُسرع لنجدتهم ومساعدتهم ...

هذا ليس كلام عاطفي ولكنه والله واقع وكثيرا ما تجد هذه الامور طريقها الى قلوب العصاة فيميزون بعقولهم من يريد لهم الخير ومن يمنيهم ويخدعهم.

ويُستثنى من ذلك من يعلم في نفسه انه ليس أهل لكل ذلك أو اولئك ممن كانوا يدمنون المخدرات فهؤلاء حالة خاصة فنقول له عليك بنفسك واهجر من كنت على شاكلتهم بالكلية مع الحفاظ على آداب المسلم عند لقائهم.... وادعو لهم في ظهر الغيب !

أخي طرابلسي، أسأل الله أن يجازيك على عملك وصبرك في الدعوة مع رفاقك ونسأل الله للجميع الثبات.

أختي أم ورقة....نعم صدقتِ هو مدخل للشيطان وكثيرا ما يجده ذا نفع على ما يبدو.
نسأل الله أن يعيننا على أنفسنا وعلى شياطين الجن والانس.