تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : توسلوا بجاهي فإن جاهي عند الله عظيم-لا أصل 



هنا الحقيقه
01-10-2008, 09:57 AM
مما قال الامام المحدث محمد ناصر الدين الالباني رحمه الله في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 76 ) وهو يتناول حديث (توسلوا بجاهي فإن جاهي عند الله عظيم ) رقم 22

لا أصل له .و قد نص على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في “ القاعدة الجليلة “ . و مما لا شك فيه أن جاهه صلى الله عليه وسلم و مقامه عند الله عظيم , فقد وصف الله تعالى موسى بقوله : *( و كان عند الله وجيها )* , و من المعلوم أن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم أفضل من موسى , فهو بلا شك أوجه منه عند ربه سبحانه و تعالى , و لكن هذا شيء و التوسل بجاهه صلى الله عليه وسلم شيء آخر , فلا يليق الخلط بينهما كما يفعل بعضهم , إذ أن التوسل بجاهه صلى الله عليه وسلم يقصد به من يفعله أنه أرجى لقبول دعائه , و هذا أمر لا يمكن معرفته بالعقل إذ أنه من الأمور الغيبية التي لا مجال للعقل في إدراكها فلابد فيه من النقل الصحيح الذي تقوم به الحجة , و هذا مما لا سبيل إليه البتة , فإن الأحاديث الواردة في التوسل به صلى الله عليه وسلم تنقسم إلى قسمين : صحيح و ضعيف , أما الصحيح فلا دليل فيه البتة على المدعى مثل توسلهم به صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء , و توسل الأعمى به صلى الله عليه وسلم فإنه توسل بدعائه صلى الله عليه وسلم لا بجاهه و لا بذاته صلى الله عليه وسلم , و لما كان التوسل بدعائه صلى الله عليه وسلم بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى غير ممكن كان بالتالي التوسل به صلى الله عليه وسلم بعد وفاته غير ممكن و غير جائز . و مما يدلك على هذا أن الصحابة رضي الله عنهم لما استسقوا في زمن عمر توسلوا بعمه صلى الله عليه وسلم العباس , و لم يتوسلوا به صلى الله عليه وسلم , و ما ذلك إلا لأنهم يعلمون معنى التوسل المشروع و هو ما ذكرناه من التوسل بدعائه صلى الله عليه وسلم و لذلك توسلوا بعده صلى الله عليه وسلم بدعاء عمه لأنه ممكن و مشروع , و كذلك لم ينقل أن أحدا من العميان توسل بدعاء ذلك الأعمى , ذلك لأن السر ليس في قول الأعمى : ( اللهم إنى أسألك و أتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة ) . و إنما السر الأكبر في دعائه صلى الله عليه وسلم له كما يقتضيه وعده صلى الله عليه وسلم إياه بالدعاء له , و يشعر به قوله في دعائه “ اللهم فشفعه في “ أي اقبل شفاعته صلى الله عليه وسلم أي دعاءه في “ و شفعني فيه “ أي اقبل شفاعتي أي دعائي في قبول دعائه صلى الله عليه وسلم في , فموضوع الحديث كله يدور حول الدعاء كما يتضح للقاريء الكريم بهذا الشرح الموجز , فلا علاقة للحديث بالتوسل المبتدع , و لهذه أنكره الإمام أبو حنيفة فقال : أكره أن يسأل الله إلا بالله , كما في “ الدر المختار “ و غيره من كتب الحنفية . و أما قول الكوثري في مقالاته ( ص 381 ) :و توسل الإمام الشافعي بأبي حنيفة مذكور في أوائل “ تاريخ الخطيب “ بسند صحيح فمن مبالغاته بل مغالطاته فإنه يشير بذلك إلى ما أخرجه الخطيب ( 1 / 123 ) من طريق عمر بن إسحاق بن إبراهيم قال : نبأنا علي بن ميمون قال : سمعت الشافعي يقول : إنى لأتبرك بأبي حنيفة و أجيء إلى قبره في كل يوم - يعني زائرا - فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين و جئت إلى قبره , و سألت الله تعالى الحاجة عنده , فما تبعد عني حتى تقضى . فهذه رواية ضعيفة بل باطلة فإن عمر بن إسحاق بن إبراهيم غير معروف و ليس له ذكر في شيء من كتب الرجال , و يحتمل أن يكون هو عمرو - بفتح العين - بن إسحاق بن إبراهيم بن حميد بن السكن أبو محمد التونسى و قد ترجمه الخطيب ( 12 / 226 ) و ذكر أنه بخاري قدم بغداد حاجا سنة ( 341 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا فهو مجهول الحال , و يبعد أن يكون هو هذا إذ أن وفاة شيخه علي بن ميمون سنة ( 247 ) على أكثر الأقوال , فبين وفاتيهما نحو مائة سنة فيبعد أن يكون قد أدركه . و على كل حال فهي رواية ضعيفة لا يقوم على صحتها دليل و قد ذكر شيخ الإسلام في “ اقتضاء الصراط المستقيم “ معنى هذه الرواية ثم أثبت بطلانها فقال ( ص 165 ) : هذا كذب معلوم كذبه بالاضطرار عند من له معرفة بالنقل , فالشافعي لما قدم بغداد لم يكن ببغداد قبر ينتاب للدعاء عنده البتة , بل و لم يكن هذا على عهد الشافعي معروفا , و قد رأى الشافعي بالحجاز و اليمن و الشام و العراق و مصر من قبور الأنبياء و الصحابة و التابعين من كان أصحابها عنده و عند المسلمين أفضل من أبي حنيفة و أمثاله من العلماء , فما باله لم يتوخ الدعاء إلا عنده ? ! ثم ( إن ) أصحاب أبي حنيفة الذين أدركوه مثل أبي يوسف و محمد و زفر و الحسن بن زياد و طبقتهم لم يكونوا يتحرون الدعاء لا عند أبي حنيفة و لا غيره , ثم قد تقدم عن الشافعي ما هو ثابت في كتابه من كراهة تعظيم قبور المخلوقين خشية الفتنة بها , و إنما يضع مثل هذه الحكايات من يقل علمه و دينه , و إما أن يكون المنقول من هذه الحكايات عن مجهول لا يعرف . و أما القسم الثاني من أحاديث التوسل فهي أحاديث ضعيفة تدل بظاهرها على التوسل المبتدع , فيحسن بهذه المناسبة التحذير منها و التنبيه عليها

مقاوم
01-10-2008, 11:40 AM
جزاك الله خيرا وأجارنا وإياك من الشرك ظاهرا وخفيا.

هنا الحقيقه
01-10-2008, 11:50 AM
بوركت اخي الحبيب

اللهم امين

الواثق بالله
01-11-2008, 09:20 AM
بارك الله فيك التوسل أمر خطير كثير من المسلمين خدعوا به

منال
01-19-2008, 06:47 PM
جزاك الله خيرا
لو تتوسع بالموضوع قليلا يكون جيد
العنوان يحكيه المضمون لكن الموضوع مهم فليت هناك اسهاب او بحوث مفيدة نقدمها للبعض

وجزاكم الله خيرا

أبو مُحمد
01-19-2008, 06:48 PM
جزاك الله خيرا ...

هنا الحقيقه
01-19-2008, 06:50 PM
ان شاء الله اخت منال
انما رايت الاختصار خشية من الملل ولكن سوف اتوسع فيه ان شاء الله تعالى

هنا الحقيقه
01-19-2008, 06:51 PM
وبك يبارك الله اخي ابو محمد

هنا الحقيقه
01-19-2008, 06:52 PM
جزاك الله خيرا اخي الحبيب الواثق بالله وجعلك دائم حسن الظن بربك