بالأمس كانوا يعلّموه فنون الصمت في وقت متأخر...

ربما عندما يدخل في مرحلة الشيخوخة، و يصير ضعيفاً غير مؤثر ، غير مرغوب بوجوده،
حتى غير مرغوب بكلامه... فيعلّموه الصمت

مع مرور الزمن، وجدوا أن "مادة الصمت" ينبغي أن يتم إدراجها في مراحل مبكرة،

أدرجوها، في المرحلة الجامعية...............

و لكن بعد حين وجدوا انه لا بد من تسبيق هذه المادة أكثر و أكثر...

أدرجوها في المرحلة الابتدائية................

و هكذا فضلوا يسبقوا تعليم هذا الفن..................


إلى هذا اليوم......

أراهم يريدون أن يعلموه الصمت منذ يومه الأول

سيعلّموه الصمت قبل أن يتكلم

قبل أن يتعلم فنون الكلام.....................

ليتهم يعلمونه فعلاً فنون الصمت و فنون الكلام
بل يردونه ان يكتم على انفاسه بعد ان علموه الثرثرة ...

سبحان الله كيف يخنق الإنسان اخاه الإنسان او ابنه او تلميذه. هذا امر غريب جداً واحياناً ارى امهات لا رغبة لهن في حمل الولد فتركته يبكي حتى ينام باكياً ومع الوقت يصبح الولد مطيعاً بالنسبة لها وهادئاً ولكن ردة فعله بطيئة جداً !!!

هذا من ثمرة التربية المشوهة !!!

في المدارس حدث ولا حرج... لو رأوا ان تلميذاً عليه علامات النباهة، يجب عليه ان يسكت كي لا يؤثر في فهم غيره بينما الواجب عليهم ان يحفزوا ملكة النقد الإيجابي في التلميذ وان يعطوه مجالاً للتعبير عما فهمه بدل ان يحشو عقله حشواً بدون ان فرصة له كي يتنفس ويربط بين المعلومات التي تلقاها او ان يعبر عنها كما فهمها.

في الجامعات.... لم يعد هناك من صوت

يا ترى هل ستصل دروس الصمت لصوت

الله اعلم ولكن ليس بوجود كل هذه الحرية

ليعلموه الصمت والكلام ...لئلا يكون ثرثارا ولئلا يكون شيطانا أخرس.