تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : النعجة في القرآن الكريم



مختلف
01-10-2008, 03:50 AM
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

الأخوة الكرام ..

تابعت حوارا في أحد المواقع طرح فيه صاحبه إحدى القضايا الحوارية .. ومن باب المداعبة - ربّما - قام بإطلاق كلمة "النّعاج" على النساء اللواتي ثارت ثائرتهنّ على تشبيههن بالنعاج ..
فدافع طارح الموضوع عن نفسه بإيراده شواهدا من بعض التفاسير ومعاجم اللغة ..
وهذا نقل لمشاركته ..


قال القرطبي في تفسير الآية : (أن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة )

قال النحاس . والعرب تكني عن المرأة بالنعجة والشاة ; لما هي عليه من السكون والمعجزة وضعف الجانب . وقد يكنى عنها بالبقرة والحجرة والناقة ; لأن الكل مركوب.
وقال في تفسير : وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ

أي امرأة واحدة.

قال الشوكاني في تفسيره للآية :

قال الواحدي : النعجة البقرة الوحشية ، والعرب تكني عن المرأة بها .

قال البغوي في تفسيره للآية :

] لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً) [يعني: امرأة] ( وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ) [ أي امرأة واحدة( والعرب تكني بالنعجة عن المرأة.


- جاء عند أبي منصور الثعالبي : «العرب تكني عن المرأة بالنعجة والشاة، والقلوص...،


ورد في تفسير الجلالين :

"إن هذا أخي" أي على ديني "له تسع وتسعون نعجة" يعبر بها عن المرأة "ولي نعجة واحدةفقال أكفلنيها" أي اجعلني كافلها "وعزني" غلبني "في الخطاب" أي الجدال وأقره الآخر على ذلك .

قال عبدالرحمن بن سعدي في تفسيره :

(لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً ) أي: زوجة، وذلك خير كثير، يوجب عليه القناعة بما آتاه اللّه.


قال عنترة : يا شاة ما قنص لمن حلت له حرمت علي وليتها لم تحرم

قال الفيومي في المصباح المنير :

النعجة :الأنثى من الضأن و الجمع ( نعجات ) و ( نعاج ) و العرب تكني عن المرأة ( بالنعجة )


ورد في الكامل في اللغة والأدب للمبرد :

والعرب تكني عن المرأة بالبقرة والنعجة، قال الله عز وجل: " إن هذآ أخى له تسع وتسعون نعجة "


وقال الأعشى :

فرميت غفلة عينه عن شاته ... فأصبت حبة قلبها وطحالها

يقول ابن عون :

انا ابوهن ثلاث هنه رابعة فى البيت صغراهن

ونعجتى خمسا توفيهنه الا فتى سحج يغذيهن

بعدما قرأت مشاركته تذكرت أحد القساوسة على البالتوك وهو يشنع على المسلمين تحقيرهم للمرأة - زَعَمَ ذلك - وللأسف لم أذكر ماذا كان ردّ محاوره .. !

وقد قرأت منذ فترة كلاماً للشيخ ابن باز - رحمه الله - كلاماً خلاصته بأنّ هذه الروايات من الإسرائيليات التي تسربت إلى التفاسير .. وهي ضعيفة لا تصح ..

فهل لدى الأخوة ما بإمكانه أن يجلي الأمر في هذا الموضوع .. !

جزاكم الله خيراً ..

---

الموضوع هديّة إشتياق ومحبّة لأخينا الكبير مقاوم ..
:smile:

من هناك
01-10-2008, 04:05 AM
لا ادري لم احسست بأن هناك علاقة بين المحبة للاخ الكبير مقاوم وبين الأخ الذي له 99 نعجة :) مع ان الإسلام يحرم الزواج بأكثر من 4 هذه الأيام

فـاروق
01-10-2008, 04:15 AM
اهلا وسهلا بالاخ مختلف...

اشتقنا لك ولمشاركاتك يا رجل

مقاوم
01-10-2008, 05:02 AM
أهلا بالحبيب الذي صار غريبا (من الغربة)
هديتك مقبولة وعلى الرأس والعين بشرط أن تهدينا مثلها في كل أسبوع مرة على الأقل
وإلا كنت بخيلا ونحن لا نقوى على بخلك. :smile:



لا ادري لم احسست بأن هناك علاقة بين المحبة للاخ الكبير مقاوم وبين الأخ الذي له 99 نعجة :) مع ان الإسلام يحرم الزواج بأكثر من 4 هذه الأيام
أخي بلال يبدو أنك نسيت السبي وملك اليمين. والإسلام يحرم فوق الأربعة في كل الأيام وأنا بالكاد أقوم بحق النعجة الواحدة فما بالك لو أصبحن قطيعا.:eek:


لكن ما المشكلة في تشبيه المرأة بالنعجة للدلالة على دماثتها ورقتها أم أن الرخصة لا تتعدى عيون المها؟
وقي المقابل ألا يشبه الرجل بالثور والتيس؟؟

منال
01-14-2008, 01:23 PM
وعليكم السلام ورحمةالله وبركاته

حياك الله اخينا الفاضل

سابحث فى الامر
لكن المشكلة لا تكمن فى التشبيه وما الى ذلك ولكن فى طريقة التحدث والاخبار بهذا الامر
ويعنى كما يقولون لكل مقام مقال فلا يات احدهم يقول لزوجته فى لحظة غضب يا نعجة !!!

عبد الله بوراي
01-14-2008, 01:38 PM
إلي أستاذى وأخي مختلف
مع كامل التقدير
عبد الله

المرأة ليست نعجة يا عُبّاد الخروف



يعتقد زكريا بطرس أن الاستهبال هو أفضل طريقة للتعتيم على فضائح ديانته المحرفة التى تنسب لله عز وجل ما لا يليق على الإطلاق ، وكذا ما تنسبه لأنبياء الله ممالا يليق بإنسان عادى ، ومن أجل ذلك اتخذ القمص من " الاستهبال " قاعدة عريضة تحكم أقواله وأفعاله من ناحية الإسلام العظيم ، حتى يجعل النصارى فى حيرة من أمرهم ويظلون على معتقدهم بأن الله – وحاشاه – قد تجسد فى جسد بشرى ، ولا يقبلون بعبادة الله الواحد الأحد الفرد الصمد ولا يؤمنون به بسبب أقوال القمص زكريا بطرس ، الذى لم يترك أى وسيلة منحطة إلا واستخدمها للتشنيع على الإسلام .
ومن أغرب ما استمعت إليه من القمص زكريا بطرس ، هو قوله أن المقصود بالنعجة فى القرآن الكريم هو المرأة ، وبذلك يكون الإسلام ظلم المرأة وأهانها !
القمص يقصد قول الحق سبحانه وتعالى فى سورة ص :
(( إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ )) ( ص : 23 ) .
ويستند القمص فى قوله بأن المقصود بالنعجة : المرأة ، إلى ما جاء فى تفسير الإمام القرطبى ( الجامع لأحكام القرآن ) عند تفسير هذه الآية إذ قال :
((أَيْ قَالَ الْمَلَك الَّذِي تَكَلَّمَ عَنْ أوريا " إِنَّ هَذَا أَخِي " أَيْ عَلَى دِينِي , وَأَشَارَ إِلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ . وَقِيلَ : أَخِي أَيْ صَاحِبِي . " لَهُ تِسْع وَتِسْعُونَ نَعْجَة " وَقَرَأَ الْحَسَن : " تَسْعٌ وَتَسْعُونَ نَعْجَة " بِفَتْحِ التَّاء فِيهِمَا وَهِيَ لُغَة شَاذَّة , وَهِيَ الصَّحِيحَة مِنْ قِرَاءَة الْحَسَن ; قَالَ النَّحَّاس . وَالْعَرَب تُكَنِّي عَنْ الْمَرْأَة بِالنَّعْجَةِ وَالشَّاة ; لِمَا هِيَ عَلَيْهِ مِنْ السُّكُون وَالْمَعْجِزَة وَضَعْف الْجَانِب . وَقَدْ يُكَنَّى عَنْهَا بِالْبَقَرَةِ وَالْحُجْرَة وَالنَّاقَة ; لِأَنَّ الْكُلّ مَرْكُوب . ))
ويصرخ القمص ليدلل على ظلم الإسلام للمرأة : الكل مركوب .. الكل مركوب .. الكل مركوب ، ويُعقب القمص :
(( و لكن نحن نعلم أن الله قد خلق الإنسان على صورته كما قال محمد و كما أورده صحيح مسلم :
‏حدثنا ‏ ‏نصر بن علي الجهضمي ‏ ‏حدثني ‏ ‏أبي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏المثنى ‏ ‏ح ‏ ‏و حدثني ‏ ‏محمد بن حاتم ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد الرحمن بن مهدي ‏ ‏عن ‏ ‏المثنى بن سعيد ‏ ‏عن ‏ ‏قتادة ‏ ‏عن ‏ ‏أبي أيوب ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏قال قال ‏ ‏رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وفي حديث ‏ ‏ابن حاتم ‏‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه فإن الله خلق ‏ ‏آدم ‏ ‏على صورته
صحيح مسلم .. كتاب البر والصلاة والآداب .. باب النهى عن ضرب الزوجة
يقول القرآن أن المرأة هي شاة أو نعجة أو بقرة مما يجعل الرجل ثور ؟
و الله خلق الإنسان على صورته .. اذا ماذا تعبدون يا مسلمين ؟
كيف تقولون أن الله ثور أو نعجة أو بقرة أو شاة ؟
تعالى الله عما تقولون و تصفون )) .
ونقول للقمص : وهل القرطبى هو الذى أنزل القرآن الكريم حتى تقول الكل مركوب وتعيد وتزيد الكلمة التى تُضحكك ؟؟
للقرطبى أن يقول ما يشاء ، مثلما أن لكل عالم أن يقول ما يشاء ، لكن لا يُلزمنا هذا أوذاك برأيه ويقول انه مقدس ومنزه عن الهوى والخطأ .
وإذا كان المقصود بالنعجة : المرأة ، فماهو المقصود ب " الكلب " و " الحمار " و " الهدهد " و " النملة " و " النحل " و " الفيل " و " الغراب " و " الطير " و " القسورة " و " الجمل " و " الضفادع " و " الجراد " و " القمل " و " البقرة " .. ماهو المقصود بتلك الأسماء وجميعها مذكورة فى القرآن الكريم ؟؟
إن جميع التفاسير التى تحدثت عن أن المقصود بالنعجة : المرأة ، تفاسير خاطئة ومتأثرة بالإسرائليات الموضوعة للإساءة لأنبياء الله ، مثلما فعل الكتاب المقدس فى الأنبياء ، ولا يُحتج علينا بأى تفسير خاطئ مكذوب ، من شأنه أن يخرج النص عن مضمونه الحقيقى ويحوله إلى تأويلات خرافية لا تعبر عن المقصود منه مطلقاً .
وقد جاء ذكر المرأة فى القرآن الكريم صراحة ودون الحاجة لإطلاق اسم نعجة عليها :
((إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )) ( آل عمران : 35 )
((وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ)) ( النساء : 12 ) .
((وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ)) ( النساء : 128 ) .
((وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ
)) ( يوسف : 30 )
((قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ)) ( يوسف : 51 )
((إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ)) ( النمل : 23 ) .
((وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ)) ( الأحزاب : 50 ) .
(( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ)) ( التحريم : 10) .
((وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)) ( التحريم : 11 ) .
وإذا كان الله عز وجل قد وصف المرأة فى جميع المواضع فى القرآن الكريم صراحة ودون استخدام المجاز ، فهل يُعقل أن يُستخدم المجاز فى مشكلة تُعرض على داود من قبل خصمين !؟
ثم هل يُعقل أن يطلق رب العزة اسم حيوان مجازاً عن اسم المرأة ؟؟
ونضع الآيات أمامكم لتروا إن كان الله قد أتى بذكر المرأة من قريب أو من بعيد تصريحا أو تلميحا أو إن كان يُفهم من السياق أن النزاع على امرأة :
(( اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاء الصِّرَاطِ إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ )) ( ص : 17 – 25 ) .
والآيات لا يوجد بها ما يُشير إلى تخرصات الكذبة المفترين على الله من أن الله أطلق النعجة على المرأة ، وأراد أن ينبه داود إلى قتله لجاره ليأخذ زوجته ، مثلما يقول الكتاب المقدس .
يقول العلامة الدكتور " محمد رجب البيومى " فى كتابه " البيان القرآنى " بشأن هذه الآيات وما أُثُير من تفسيرات إسرائلية حولها :
(( إذ أن الله عز وجل أراد مواساة محمد صلى الله عليه وسلم بسابقيه من الأنبياء حين أوغلوا فى تكذيبه وافتروا عليه الأراجيف فاختار فى مجال التأسى داود عليه السلام وقال مخاطبا نبيه : " اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ " ! هذا النبى الذى أوتى الحكمة وفصل الخطاب وكان موضع الأسوة لرسول الله لا يُعقل بحال أن يسعى فى قتل النفس جريا وراء شهوة هابطة ثم قد يكون أوتى الحكمة ذات الحزم الوقور والترفع الرزين ، وكيف تكون قصته أسوة لرسول الله وقد أسف وهبط فيما حاول الزاعمون أن يُلصقوه به من افتراء ، إن الرجل الأواب العابد كان قد أخذ على نفسه أن يخلو إلى ربه فى محرابه فى أيام الأسبوع حددها للناس فلا يقطع الخلوة عليه قاطع ، ثم فوجئ برجلين يتسوران المحراب عليه ففزع من خوف مؤامرة تكون قد دبرت له ، فقالا نحن خصمان نريد أن نحتكم إليك على عجل إذ أن أحدنا قد أخذ نعجة صاحبه مع أن له تسعا وتسعين نعجة ، فرأى داود المسألة من الوضوح بحيث لا تحتمل طول نظر وقال للمدعى : " قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ " وفكر داود فى أمره حين امتنع مخطئا عن لقاء المتقاضين وهم فى حاجة إليه حتى اضطر الخصمان إلى تسور المحراب عليه فظن أن الله قد وعظه بهذين فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب !
فأين ما يحمله النص القرآنى من اتهام غاشم ظلوم ؟ وكيف جاز لنا أن نلجأ إلى المجاز فى تفسير النعجة جريا وراء إسرائيليات حذر منها الإمام على ، ووعد من يرويها بإقامة حد القذف عليه إذا اتهم الأبرياء ظلما دون دليل ! وإذا كان الله عز وجل يقول : " وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ "
فهل كان نبى الله داود – وهو الأواب ، نعم العبد الذى أوتى الحكمة – بعيداًعنهم ، أو مندرجا فيهم ؟ لا شك أنه فى طليعة الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، ولو صدق المرجفون فيما وهموه لكان منهم بمكان بعيد ، وهو مالا يتصور من قدوة مثالى أوتى الحكمة وسخر الله له الجبال والطير يُسبحن معه بالعشى والإشراق كل له أواب ! وقد قال الله فى خاتمة أمره : " وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ " )) أ. ه
وواضح من كلام العلامة البيومى أنه لا صحة على الإطلاق لأى متقول أو مفسر يدعى بأن المقصود بالمرأة هو النعجة .
إذاً فقول القمص زكريا بطرس :
(( يقول القرآن أن المرأة هي شاة أو نعجة أو بقرة مما يجعل الرجل ثور ؟ و الله خلق الإنسان على صورته .. اذا ماذا تعبدون يا مسلمين ؟ كيف تقولون أن الله ثور أو نعجة أو بقرة أو شاة ؟تعالى الله عما تقولون و تصفون ))
هذا القول قول باطل وكاذب ، إذ أن القرآن الكريم لا يقول أن المرأة هى شاة أو نعجة أو بقرة مما يبطل نتيجة القمص بأن الرجل ثور ، ومما يدحض زعمه وقوله الإفك بأننا نعبد ثور أو نعجة أو بقرة أو شاة والعياذ بالله ، فطالما أن أساس موضوعه لا أصل له فينهار فورا بنيانه الذى بناه على شفا جرف هار سينهار به فى نار جهنم بإذن رب العالمين .
ولعل قول القمص زكريا بطرس أننا نعبد ثور أو نعجة أو بقرة أو شاة إظهار لما يُمارسه زكريا بطرس من إسقاط دائماً ، إذ أن زكريا بطرس هو الذى يعبد الخروف بشهادة كتابه الذى يُقدسه ، فقد ورد بسفررؤيا يوحنا اللاهوتى : ((وهؤلاء يُحَارِبُونَ الخروف ، وَلَكِنَّ الخروف يَهْزِمُهُمْ ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ )) ( رؤيا يوحنا اللاهوتى : إصحاح 17 : 14) .
فمن الذى يعبد الخروف والثور والنعجة والبقرة والشاة ؟؟
ولكن كما يقول المثل " رمتنى بدائها وانسلت "
هذا كتاب زكريا بطرس يُعلن بوضوح وصراحة أن " رب الأرباب وملك الملوك " خروف ، فمن الذى يحط من قدر الله وينزل من جلاله ؟؟
وتعالى الله عما يعتقد القمص زكريا بطرس علواً كبيرا .
*
منقوووووووووول

منال
01-14-2008, 01:40 PM
ماشاء الله على سرعة الرد

طيب ندمج هذه المشاركة بالموضوع ؟

وبارك الله فيك

مقاوم
01-14-2008, 02:50 PM
لكن المشكلة لا تكمن فى التشبيه وما الى ذلك ولكن فى طريقة التحدث والاخبار بهذا الامر
ويعنى كما يقولون لكل مقام مقال فلا يات احدهم يقول لزوجته فى لحظة غضب يا نعجة !!!

هذا بيت القصيد ومربط الفرس!!
ألا يشبه الرضيع ومن حسن خلقه بالحمل الوديع. التشبيه والاستعارة والكناية كلها في لغة العرب.
المشكلة هنا ليست في تشبيه المرأة بالنعجة وإنما فيما استطرد فيه الإمام القرطبي حين قال:
وقد يكنى عنها بالبقرة والحجرة والناقة ; لأن الكل مركوب.
لأن الآية الكريمة لا تشير إلى هذا المعنى أبدا.

وقد يكون مدار الأمر كله الإسرائيليات التي ذكرها الحبيب مختلف.