**********************************
**********ترانيم في جنازة قلب*********
******** *******
**************
************************
الدنيا سكون و الجو كئيب...
الشمس ماتت... لحدها المغيب...
أما هو غدا بعيداً عني بعد أن كان قريب....

الكل يرمقني بنظرة كالغريب...
و أنا أسير في الطريق العجيب...
هناك في قارعة الطريق تطاير اللهيب...
أتيت و صحت...أين أنتم......و لا من مجيب!!!

تردد الصدى...و سمعت بكاء و نحيب...
دمدمات و همهمات تعلو الأفق الرحيب....
فجأة....علا صوت ثائر رهيب....

" ارموه....ادفنوه....دعوه...لقد مات "
أسرعت الخطى لأرى تلك الذات....
من قاده نحو الممات؟
من ذاك؟
اقتربت...رمقت القبر...
رأيته...
هالني المنظر...
صعقت...

و بكيت...ثم بكيت...
دموعي فاضت...حسرتي زادت
و تلفت الجميح حولي....قالوا...أهذا أنت؟
قتلته...أمته....و تريد أن تسير في جنازته؟

قلت يا قوم مهلاً....ما جنيت؟
هو من جنى عليّ حين بالمرّ داويت...
هو من قسى عليّ حين الأذى لاقيت...
هو أدرى بما كان حين لا علمت ولا دريت...

قام أحدهم مصعداً الكلام...
أهذا جزاء من أراد لك الوئام!!!!
أهذا من حنّ لك و ألقى السلام؟
و جاءك يحنو عليك من غدر اللئام؟

و هناك ثكلى تندبه و تنوح...
تشعل في النار تندب الجروح
و غدوت صريعاً كالطائر المذبوح...

و انهارت قواي...فجثوت...
أنتظر خلاصاً من عذابي و لو بالموت...
أطرقت رأسي...و سالت دمعة قبل الفوت...

كانت دمعة...صارت نهراً...و جرى
ذهلت منها...و تفاجأت بما أرى
سارت دمعتي نحو الرمس ســُرى
سقت تربه...نبتت شجرة...
أهذا ضرب خيال؟
أمن سحر من المحال؟
شجرة في ورقة....الورقة تدلت....ثم في يدي سقطت
دموعي جفت...شمس عمري أشرقت....
تلك الورقة كانت آية تتلى....
من بعيد...
حيث تسلل الصوت لأعماقي...
ليوقطني على...
قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم....