تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : احتراق نسخة القرآن للمكفوفين الممولة كاثوليكياً



من هناك
01-04-2008, 06:11 AM
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1199279231978%20&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout


القرآن للمكفوفين بالألبانية.. يا لها من أمنية!!
هاني صلاح

"الحمد لله الذي أخذ نور عيني ولم يأخذ نور قلبي الذي يدفعني دفعا نحو تحقيق أمنيتي: قراءة القرآن".. بهذه العبارة تبدي "بايرامشاهى تولاه"، رئيسة جمعية النساء المكفوفات في كوسوفو، سعادتها لكونها تقوم حاليا بكتابة أول ترجمة للقرآن الكريم بالألبانية بطريقة برايل لمكفوفي البصر. وعن دافعها لهذا العمل الذي تقوم به بمفردها وبشكل تطوعي منذ بضعة أشهر، تقول بايرامشاهي لـ"إسلام أون لاين.نت": "وجود عدد كبير من المكفوفين بكوسوفو (حوالي 2500) لم تتح لهم فرصة قراءة القرآن بعيونهم؛ دفعني للتفكير في السعي لإيجاد نسخة من القرآن يستطيعون قراءته بأيديهم وبقلوبهم أيضا.. فقراءة القرآن شيء جميل كما أتصور وكما سمعت، وأمنيتي أن أستطيع أنا وكل مكفوفي البصر الناطقين بالألبانية الاستمتاع بقراءته".

وجميع المناطق الناطقة بالألبانية في البلقان – كما توضح هذه السيدة التي ناهزت الستين - "لا تمتلك نسخة من القرآن الكريم بطريقة (برايل)، بينما الإنجيل متوفر بهذه الحروف منذ سنوات عدة وقد بدأ كثير من المكفوفين في قراءته".

بايرامشاهي تولاه، امرأة كفيفة تجيد الكتابة بطريقة برايل، وهى أم لأربعة أبناء وجدة لثمانية أحفاد؛ انتهت حتى الآن من طباعة أول ثمانية سور من القرآن بطريقة برايل، وهو ما يعادل ثلث القرآن.

لكن العقبة الأساسية التي تواجهها "تتمثل في ضعف إيجاد تمويل للانتهاء من إتمام أول نسخة، فالصفحة الواحدة من المصحف العادي (للمبصرين) تكتب للقارئ الكفيف في ثلاث صفحات على ورق خاص تتكلف الواحدة منه 80 سنتا من اليورو في كوسوفو، كما أن الطابعة الخاصة بكتابة برايل تتكلف وحدها 4700 يورو.

وتشير بايرامشاهي إلى أنها تقدمت مؤخرا بطلب إلى المشيخة الإسلامية الكوسوفية ببريشتينا لإيجاد ممول لإتمام النسخة الأولى من كتابة المصحف بطريقة برايل، ولم تتلق ردا بعد.
وتعد هذه هي المرة الثانية التي تتقدم فيها بهذا الطلب للمشيخة، حيث أثمر الطلب الأول عن حصولها على التمويل اللازم الذي مكنها من طباعة نسخة شبه كاملة غير أنها تعرضت للحرق.


تمويل كاثوليكي
وتتذكر بايرامشاهي التفاصيل: "تقدمت في عام 2005 بأول طلب إلى المشيخة الإسلامية بكوسوفو لمساعدتي في إيجاد التمويل اللازم لإتمام نسخة من القرآن، وظل طلبي معلقا طيلة عامين، إلى أن أتت موافقة، عبر المشيخة، من جمعية كاثوليكية أمريكية (سى أر إس) بتحملها تكاليف طباعة هذه النسخة والتي كانت تقدر بـ6900 يورو".

هذه النسخة – تتذكر بحسرة – "كان قد تبقى على إتمامها 80 صفحة فقط من المصحف الشريف، إلا أن احتراق بيتي مطلع العام الجاري أدى لضياع جميع الأوراق التي كتبتها بما في ذلك ماكينة الطباعة.. وأوقف المشروع".

وتضيف: "إلا أنني لم أيأس وبدأت من جديد في كتابة القرآن الكريم، إلا أن هذه المرة الوضع أصعب كثيرا، نظرا لأنني أكتب على ماكينة يدوية أقل تطورا وهو ما يأخذ كثيرًا من الوقت".


دور المشيخة
كمال موريني أستاذ اللغة العربية ونائب عميد كلية الدراسات الإسلامية ببريشتينا عاصمة إقليم كوسوفو، يفسر لإسلام أون لاين.نت سبب إقدام هذه المؤسسة الأمريكية على توفير تكاليف النسخة الأولى من المشروع قائلا: "علاقة المؤسسة بالمشيخة، التي قدمت إليها طلب التمويل، علاقة جيدة، وهذه المؤسسة اعتبرت أن القرآن الكريم كتاب مقدس يجب دعمه كما تعتبر أنها بذلك تقدم خدمة إنسانية للمكفوفين الألبان".

ووجه موريني عبر إسلام أون لاين.نت نداء إلى المؤسسات الإسلامية في العالمين العربي والإسلامي للمساهمة بالدعم في توفير التمويل اللازم للانتهاء من هذا المشروع، وأضاف: "نحن مسئولون أمام الله عن تيسير قراءة القرآن الكريم للمكفوفين من المسلمين الألبان، ليس في كوسوفو فقط، وإنما أيضا للناطقين بالألبانية في الدول المحيطة، كألبانيا ومقدونيا والجبل الأسود"، الذين يقدر عددهم إجمالا بأكثر من 10 آلاف.

بدوره، يكشف سادات موسى، الناشط في أكثر من مؤسسة خيرية بكوسوفو عن جهود تطوعية داخل كوسوفو لجمع تبرعات بين مسلمي كوسوفو لصالح مشروع بايرامشاهي.


دلالة قوية
ويقول لـ"إسلام أون لاين.نت": "قررنا المبادرة هذه المرة وعدم انتظار تبرعات من جهات غير مسلمة وقدمنا بالفعل لبايريامشاهي مبلغ 2000 يورو حتى الآن، جمعناها من رواد مساجد بريشتينا، وهو ما سمح بإطلاق المشروع لكن المتبقي حوالي 5 آلاف يورو.

ويضيف أن مؤسسة "كوها" الخيرية الكوسوفية تسعى حاليا لجمع باقي المبلغ لإتمام طباعة النسخة الأولى من المشروع، والتي من المفترض أن تصدر في 20 جزءًا.

ويبدي موسى تفاؤله بشأن جمع المبلغ المتبقي قريبا قائلا: "هناك رغبة متنامية بين مسلمي كوسوفو وحرص على أن تكون هذه النسخة الجديدة بأموال المسلمين فقط، خصوصا أن واقعة حرق النسخة الأولى كان لها مغزاها القوي لدينا، فالكثيرون اعتبروها دلالة على عدم رضا الله على طباعة نسخة من القرآن يقرؤها المسلمون بأموال غير المسلمين، مع كامل التقدير للجهة التي تكفلت بهذه النسخة الأولى".