تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أخطاء المجاهدين



طرابلسي
01-01-2008, 05:38 PM
عبدالعزيز الجليل

21/12/1428


الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد:
إن الفتن العظيمة التي تموج اليوم في واقعنا المعاصر لتفرض على المسلم أن يكون حذراً يقظاً متأنياً في أقواله وأفعاله ومواقفه سائلاً ربه عز وجل الهداية للحق والثبات عليه. ومن أسباب الهداية للحق البصيرة في الدين وتدبر كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والاستضاءة بهما في خضم هذه الفتن التي تموج كموج البحر.

ومن هذه الفتن التي ظهرت في الآونة الأخيرة تلك المواقف المتباينة إزاء أخطاء بعض المجاهدين في الثغور ما بين مبرر لها ومدافع عنها وكأنه يدعي العصمة للمجاهدين، وما بين مواقف مستعجلة من بعض الدعاة إزاء هذه الأخطاء لم يراعوا فيها التثبت أو لم يراعوا فيها مآلات أقوالهم وما يترتب عليها من المفاسد ودون انتباه لما يقوم به العدو المتربص من كافر ومنافق من توظيف لأقوالهم هذه في تبرير ضربهم للمجاهدين أو الشماتة بهم.


ولذا يتعين على كل من أراد لنفسه السلامة من الزلل والسقوط في الفتن أن يترسم القرآن الكريم ويتدبره ويجعله منطلق مواقفه كلها.

ولقد وقفت في كتاب الله _عز وجل_ على آيات كريمة عظيمه ترسم لنا المنهج الحق العدل في التعامل مع أخطاء المجاهدين ووضعها في حجمها الطبيعي دون أن يوظفها العدو في صالحه وهذه الآيات هي قوله عز وجل: "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" (217-218 سورة البقرة).


أقصد بالمجاهدين هنا أولئك الذين قاموا بأداء فريضة العين، وذلك بجهاد الدفع عن بلاد المسلمين التي غزاها الكفرة واحتلوها كما هو الحال في أفغانستان والعراق والشيشان وفلسطين.

وقبل أن نقف عند الدروس من هذه الآية وما فيها من منهج حاسم في التعامل مع أخطاء المجاهدين وأعداء المجاهدين يحسن بنا أن نقف على سبب نزول هذه الآيات كما جاءت في كتب التفسير.

قد جاء في روايات متعددة أنها نزلت في سرية عبدالله بن جحش-رضي الله عنه-وكان رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قد بعثه مع ثمانية من المهاجرين ليس فيهم احد من الأنصار ومعه كتاب مغلق وأمره ألا يفتحه حتى يمضي ليلتين. فلما فتحه وجد به: "إذا نظرت في كتابي هذا فامض حتى تنزل بطن نخله-بين مكة والطائف- ترصد لنا قريشاً وتعلم لنا من أخبارهم.. ولا تكرهن أحداً على السير معك من أصحابك"- وكان هذا قبل غزوة بدر الكبرى. فلما نظر عبدا لله بن جحش في الكتاب قال: سمعاً وطاعة.


ثم قال لأصحابه قد أمرني رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أن أمضي إلى بطن نخلة أرصد بها قريشاً حتى آتيه منها بخبر. وقد نهى أن استكره أحداً منكم. فمن كان منكم يريد الشهادة ويرغب فيها فلينطلق ومن كره ذلك فليرجع، فأنا ماض لأمر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فمضى ومضى معه أصحابه لم يتخلف أحد منهم: فسلك الطريق على الحجاز حتى إذا كان ببعض الطريق ظل بعير لسعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان -رضي الله عنهما- فتخلفا عن رهط عبد الله بن جحش ليبحثا عن البعير ومضى الستة الباقون. حتى إذا كانت السرية ببطن نخلة مرت عير لقريش تحمل تجارة، فيها عمرو بن الحضرمي وثلاثة آخرون، فقتلت السرية عمراً ابن الحضرمي وأسرت أثنين وفر الرابع وغنمت العير. وكانت تحسب أنها في اليوم الأخير من جمادى الآخرة. فإذا هي في اليوم الأول من رجب -وقد دخلت الأشهر الحرم- التي تعظمها العرب. وقد عظمها الإسلام وأقر حرمتها.
فلما قدمت السرية بالعير والأسيرين على رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: "ما أمرتكم بقتال في الشهر الحرام". فوقف العير والأسيرين وأبى أن يأخذ من ذلك شيئاً. فلما قال ذلك رسول الله- صلى الله عليه وسلم – سقط في أيدي القوم، وظنوا أنهم قد هلكوا؛ وعنفهم إخوانهم من المسلمين فيما صنعوا وقالت قريش:قد أستحل محمد وأصحابه الشهر الحرام، وسفكوا فيه الدم وأخذوا فيه الأموال وأسروا فيه الرجال) أ. هـ [انظر كتب التفسير عن هذه الآية].


يقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى عند هذه الآية: "ولما كانت هذه الآية نازلة بسبب ما حصل لسرية عبد الله بن جحش، وقتلهم عمرو بن الحضرمي، وأخذهم أموالهم وكان ذلك –على ما قيل في شهر رجب –عيرهم المشركون بالقتال بالأشهر الحرم، وكانوا في تعييرهم ظالمين إذ فيهم من القبائح، ما بعضه أعظم مما عيروا به المسلمين، قال تعالى في بيان ما فيهم."
"وصد عن سبيل الله" أي: صد المشركين من يريد الإيمان بالله وبرسوله، وفتنتهم من امن به، وسعيهم في ردهم عن دينهم، وكفرهم الحاصل في الشهر الحرام، والبلد الحرام، الذي هو بمجرده، كاف في الشر.فكيف، وقد كان في شهر حرام وبلد حرام؟!!.
"وإخراج أهله" أي:أهل المسجد الحرام وهم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، لأنهم أحق به من المشركين، وهم عماره على الحقيقة، فأخرجوهم [منه] ولم يمكنوهم من الوصول إليه، مع أن هذا البيت، سواء العاكف والباد.
فهذه الأمور كل واحد منها: [أكبر من القتل] في الشهر الحرام، فكيف وقد اجتمعت فيهم؟! فعلم أنهم فسقه ظلمة في تعييرهم المؤمنين. ثم أخبر تعالى أنهم لن يزالوا يقاتلون المؤمنين. وليس غرضهم في أموالهم وقتلهم، وإنما غرضهم أن يرجعوهم عن دينهم، ويكونوا كفاراً بعد إيمانهم حتى يكونوا من أصحاب السعير)أ.هـ


ويقول سيد قطب رحمه الله تعالى عند هذه الآية أيضاً: نزلت هذه النصوص القرآنية فقطعت كل قول وفصلت في الموقف بالحق فقبض الرسول – صلى الله عليه وسلم- الأسيرين والغنيمة.
"يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ..".
نزلت تقرر حرمة الشهر الحرام، وتقرر أن القتال فيه كبيرة، نعم! ولكن: "وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ".

إن المسلمين لم يبدأوا القتال، ولم يبدأوا العدوان. إنما هم المشركون هم الذين وقع منهم الصد عن سبيل الله والكفر به وبالمسجد الحرام لقد صنعوا كل كبيرة لصد الناس عن سبيل الله. ولقد كفروا بالله وجعلوا الناس يكفرون. ولقد كفروا بالمسجد الحرام.انتهكوا حرمته؛ فآذوا المسلمين فيه وفتنوهم عن دينهم طوال ثلاثة عشر عاماً قبل الهجرة. وأخرجوا أهله منه، وهو الحرم الذي جعله آمناً، فلم يأخذوا بحرمته ولم يحترموا قدسيته..


وإخراج أهله منه أكبر عند الله من القتال في الشهر الحرام.. وفتنة الناس عن دينهم أكبر عند الله من القتل. وقد ارتكب المشركون هاتين الكبيرتين فسقطت حجتهم في التحرز بحرمة البيت الحرام وحرمة الشهر الحرام. ووضح موقف المسلمين في دفع هؤلاء المعتدين على الحرمات؛ الذين يتخذون منها ستاراً حين يريدون، وينتهكون قداستها حين يريدون!وكان على المسلمين أن يقاتلوهم أنى وجدوهم، لأنهم عادون باغون أشرار، لا يراقبون حرمة، ولا يتحرجون أمام قداسة. وكان على المسلمين ألا يدعوهم يحتمون بستار زائف من المحرمات التي لا احترام لها في نفوسهم ولا قداسة!

لقد كانت كلمة حق يراد بها باطل. وكان التلويح بحرمة الشهر الحرام مجرد ستار يحتمون خلفه، لتشويه موقف الجماعة المسلمة، وإظهارها بمظهر المعتدي.. وهم المعتدون ابتداء. وهم الذين انتهكوا حرمة البيت ابتداء...

هؤلاء قوم طغاة بغاة معتدون.لا يقيمون للمقدسات وزناً، ولا يتحرجون أمام الحرمات، ويدوسون كل ما تواضع المجتمع على احترامه من خلق ودين وعقيدة.يقفون دون الحق فيصدون الناس عنه، ويفتنون المؤمنين ويؤذونهم أشد الإيذاء، ويخرجونهم من البلد الحرام الذي يأمن فيه كل حي حتى الهوام!.. ثم بعد ذلك كله يتسترون وراء الشهر الحرام، ويقيمون الدنيا ويقعدونها باسم المحرمات والمقدسات، ويرفعون أصواتهم: انظروا هاهو ذا محمد ومن معه ينتهكون حرمة الشهر الحرام!) ا.هـ.



نلخص من سبب نزول الآية والتوجيه الرباني فيها إلى الموقف السليم في التعامل مع أخطاء المجاهدين المجتهدين والمتمثل فينا يلي:

أولاً: عدم إدعاء العصمة للمجاهدين بل هم بشر يخطئون ويصيبون والخطأ لا يدافع عنه بل يقال إنه خطأ ومخالفة وهذا ما ذكره الله عز وجل في الآية المذكورة وذلك بقوله تعالى: "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ" فذكر سبحانه أن قتال المجاهدين في الشهر الحرام خطأ كبير ولكن هذا الخطأ لا يهدر به جهاد المجاهدين وبلاؤهم الحسن ومقصدهم الحسن في جهادهم وهو ابتغاء مغفرة الله ورحمته بل يوضع في حجمه الطبيعي ولذلك ذكر بعض المفسرين أن الله عز وجل طيب قلوب هؤلاء المجاهدين المخطئين بعد ذلك بقوله سبحانه بعد ذلك في نفس السياق "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" وهكذا يكون التعامل مع أخطاء المجاهدين بحيث ينكر عليهم خطؤهم ولا يقرون عليه وفي نفس الوقت لا ينسى لهم بلاؤهم وجهادهم وتنكيلهم في عدوهم وهجرهم لأهلهم وأوطانهم، وهذا ما يتضح بجلاء في هديه صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أخطاء بعض الصحابة رضي الله عنهم أثناء جهادهم في سبيل الله تعالى.

فهذا أسامة بن زيد رضي الله عنه عندما قتل المشرك الذي شهد أن لا إله إلا الله بحجة أنه قالها متعوذاً وخوفاً من السيف فعاتبه الرسول صلى الله عليه وسلم عتاباً شديدا وأوقف أسامة على خطئه ومع ذلك بقي هو حب رسول الله وبقيت مكانته عند رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تتغير حتى أنه أمره قبل وفاته على الجيش المعروف بجيش أسامة ومعه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما.

وهذا خالد بن الوليد رضي الله عنه عندما عنفه النبي صلى الله عليه وسلم وتبرأ من فعله وقتله لمن أظهر الإسلام من بني جذيمة لم يمنعه ذلك من إبقائه في قيادة العمليات الجهادية المتتالية في عهده صلى الله عليه وسلم وعهد أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
فهل بعد هذا الهدي النبوي في تعامله مع أخطاء المجاهدين من عذر لبعض الدعاة هداهم الله الذين ينسون جهاد المجاهدين وبلاءهم الحسن ويسعون إلى إقصائه بمجرد أن يصدر منه خطأ ومخالفة شرعية في قوله أو فعله إن هذا ليس من العدل.


يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في تعليقه على قصة عبدالله بن جحش وما نزل فيها من الآيات القرآنية: (والمقصود: أن الله سبحانه حكم بين أوليائه وأعدائه بالعدل والإنصاف، ولم يبرئ أولياءه من ارتكاب الإثم بالقتال في الشهر الحرام، بل أخبر أنه كبير، وأن ما عليه أعداؤه المشركون أكبر وأعظم من مجرد القتال في الشهر الحرام، فهم أحق بالذم والعيب والعقوبة ولاسيما وأولياؤه كانوا متأولين في قتالهم ذلك، أو مقصرين نوع تقصير يغفره الله لهم في جنب ما فعلوه من التوحيد والطاعات، والهجرة مع رسوله وإيثار ما عند الله فهم كما قيل:


وإذا الحبيب أتى بذنب واحدٍ
جاءت محاسنه بألف شفيع

فكيف يقاس ببغيض عدو جاء بكل قبيح ولم يأت بشفيع واحد من المحاسن) [زاد المعاد3/170].

وفي ختام هذه الفقرة أوصي إخواني المجاهدين بأن يتقوا الله _عز وجل_ في جهادهم وأن يبذلوا الوسع في توقي الذنوب وما يسخط الله عز وجل فإن الذنوب أخطر على المجاهدين من عدوهم وهي سبب الهزائم والخذلان ويكفينا تذكر ما حصل للمسلمين في غزوة أحد. وإن من أخطر وأكبر الذنوب التي تهدم الجهاد وأهله التنازع والتفرق المؤديان إلى الاستهانة بالدماء المعصومة والتعلق بأدنى شبهة لاستحلالها. فإذا كان الله عز وجل سمى قتل المشركين المحاربين في الشهر الحرام كبير(قل قتال فيه كبير) ولم يجامل فيه المجاهدين فكيف يقتل مسلم لأدنى شبهة إن مثل هذه المخالفات الكبيرة لهي من أسباب فشل المشرع الجهادي وهزيمته من جهة، ومن جهة أخرى فإنه يصب في مصلحة الكافر المعتدي والمنافق المتربص حيث يفرحون بها ويشمتون بأهلها ويوظفونها أحسن توظيف في حربهم على الإسلام والمسلمين.


فاتقوا الله أيها المجاهدون في جهادكم وفي أمتكم "وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ".

ثانياً: ومن المواقف المهمة المستوحاة من الآية الكريمة في الحدث عن أخطاء المجاهدين الحذر الشديد من توظيف الكفرة والمنافقين الكلام عن أخطاء المجاهدين في الشماتة بهم وبالمسلمين وبالتنفير من الجهاد وأهله.

ولقطع الطريق على الكفرة والمنافقين من توظيف الحديث في صالحهم والتنفير من المسلمين و المجاهدين نرى في الآية الكريمة أن الله سبحانه عندما ذكر بأن القتال في الشهر الحرام:كبيرة أتبعه في نفس الآية وفي نفس الوقت بالتشنيع على الكفار وما يقومون به من العدوان والصد عن سبيل الله تعالى مما هو في جرمه وشناعته اكبر و أشد من خطأ المجاهدين ويوضح الله عز وجل ذلك في قوله تعالى: "وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ.." أي أن ما يقوم به الكفار من صد الناس عن سبيل الله وكفرهم بالله وإخراج المسلمين من المسجد الحرام والشرك بالله (أكبر عند الله من القتل).


وبهذا يقطع الطريق على الكفرة والمنافقين من أن تتم فرحتهم بأخطاء المجاهدين بأن تذكر فضائح الكفار وعدوانهم وصدهم عن سبيل الله عز وجل وعند إذ لا يستطيعون استغلال الحديث في صالحهم ضد المسلمين فياليت إخواننا الدعاة الذين يتحدثون اليوم عن أخطاء المجاهدين ينهجون هذا المنهج الرباني فيصدرون حديثهم ونقدهم لأخطاء المجاهدين بذكر ما هوا أكبر من ذلك وأشنع وذلك بما يقوم به اليوم الكفرة الغزاة وأولياؤهم المنافقون من قتل وتشريد وسجن وتجويع وحصار خانق على المسلمين وصد عن سبيل الله عز وجل وقبل ذلك كفرهم بالله ومحادتهم للإسلام وأهله في بلاد العراق وأفغانستان والشيشان وفلسطين والصومال، وبلدان المسلمين بعامة، هذا هو المنهج القرآني المستوحى من آية البقرة الأنفة الذكر.

أما أن يفرد المجاهدون بالنقد ويترك الكفرة المعتدون والمنافقون الخائنون لا تذكر فضائحهم ولا يذكر عدوانهم وإرهابهم وصدهم عن سبيل الله فهو من جانب منهج جائر ينظر بعين واحدة ومن جانب أخر يسهل الطريق على الكفرة الغزاة والمنافقين معهم في الشماتة بالمجاهدين وتوظيف ذلك في مصالحهم وأهدافهم وخططهم.


أسأل الله عز وجل أن ينصر المجاهدين في كل مكان وأن يجنبهم شرور أنفسهم وسيئات أعمالهم وأن يؤلف بين قلوبهم ويكبت عدوهم من الكفرة والمنافقين والحمد لله رب العالمين.


موقع المسلم

أبو مُحمد
01-01-2008, 06:56 PM
هذا هو المقياس بارك الله فيك أخي الطرابلسي وبارك فيمن كتب هذه السطور.
ولقد صدق الكاتب اخوانه المجاهدين النصيحة.

"فاتقوا الله أيها المجاهدون في جهادكم وفي أمتكم "وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ"."

فتح الإسلام
01-02-2008, 02:41 AM
الأخ الفاضل طرابلسي

الموضوع جميل .. تشكر عليه .. ولكن ..

بما أنها نصيحة للمجاهدين فقط ، يراد بها وجه الله ، فليتها كانت بينهم وحدهم .. كي لا يستغل أعداء الإسلام ما جاء في عنوان الموضوع ( أخطاء المجاهدين ) ليزعموا بأنهم يدينوننا من كلامنا !!

نعلم أن المجاهدين بشر يصيبون ويخطئون ، وهم ليسوا معصومين ، ولكن بما أن الهجمة الصهيوصليبية مشتدة عليهم هذه الأيام ، فالأجدر بنا أن نهتم بما نستطيع أن ندافع به عنهم ونستر عيوبهم وندعم جهادهم لندفع بعجلتهم إلى الأمام ، بدل أن نحكي عن أخطائهم في الوقت الذي يُقصفون به من شتى أنواع الصواريخ .

كم آلمني موقف الخونة ( جماعة الإخوان ) عندما كانوا يسبون طالبان ويشتمونها ويصفونها بالانغلاق والتشدد في الوقت الذي كانت طائرات B52 تجوب سماء أفغانستان في بداية الحرب الصليبية بحثاً عن المجاهدين ومعاقلهم لتقصفهم وتبيدهم ..

في الختام .. لا تفهم كلامي خطأ ، فما تفضلت به في الموضوع هو حق لا ينكره عليك أحد ، ولكن لا تسمحوا لأعداء الله بأي فرصة يستغلونها في التهجم على المجاهدين ، فالمجاهدون بحاجة إلى دعمكم وجهودكم سواء بالمال أو السلاح أو النفس أو اللسان أو القلم .

أبو مُحمد
01-02-2008, 04:48 PM
السلام عليكم،
أخي فتح الاسلام...ان الاخطاء تحدث على الملأ فالاقرار بها والتصحيح لابد ان يكون على الملأ.
لا ينفع دس الحقائق في هذا الزمان فان كنا نريد حقا نصرة المجاهدين فلابد من المناصحة وفي نفس الوقت التبيين للناس أن ما يحدث هو عبارة عن أخطاء في المسلك وليست امورا عقائدية وأن جُل "الاخطاء" هي صنيعة أعداء الاسلام وهم يحملون صباح مساء بكل الطرق وأخطرها الاعلام فكما يُفسدون عقول الناس بالاعلام لابد لنا أن نستخدم الاعلام للتصليح قدر الامكان وكما قلت على الملأ.

صدقني هي حرب وهذا هو الحل...

مقاوم
01-02-2008, 05:00 PM
لكن ألا يمكن أن نختار عنوانا أقل إثارة وأقل سلبية من "أخطاء المجاهدين" مثل "نصيحة من محب مشفق للمجاهدين" أو "همسة في أذن واعية" أو ما شابه ذلك؟

هنا الحقيقه
01-02-2008, 05:07 PM
بارك الله بك اخي الطرابلسي لنقلك هذا الموضوع والله ان المنتدى بحاجة لمثل هذه المواضيع

بارك الله في الناقل والكاتب

طرابلسي
01-02-2008, 05:56 PM
بما أنها نصيحة للمجاهدين فقط ، يراد بها وجه الله ، فليتها كانت بينهم وحدهم .. كي لا يستغل أعداء الإسلام ما جاء في عنوان الموضوع ( أخطاء المجاهدين ) ليزعموا بأنهم يدينوننا من كلامنا !!

.

لا يا اخي لقد فهمت الموضوع بخلاف مبتغاه وهذه وجهة نظري فقط
فالأصل كما تفضل الغريب ( حين يكون الخطأ بالعلن فلا يصح التصويب خلف الكواليس )
لكن مغزى الموضوع ليس نصحا للمجاهدين بقدر أنه نصح لشريحة كبيرة من أمتنا حين ينعت المجاهد بالإرهاب ويستنكر أفعالهم بالعلن دون ان يضع لهم مبررات منطقية وشرعية فنكون قد أعنا الصليبي على أهل الثغور كالذي ينظر بعين واحدة
فهذه رسالة موجهة لكل من ينهش بلحوم المجاهدين من بني جلدتنا ويحسبون أن كل مجاهد فقيها لا يحدث منه الخطأ وهذا هو الكيل بمكيالين مختلفين حين يباد شعب بأكمله يقال هم جنوا على انفسهم وحين يرد عليهم بأقل مما فعلوه بهم يقال عنه إرهاب
أليس العين بالعين والسن بالسن ؟؟!!!
أليس كل بني يهود محارب
أليس كل دافع ضرائب منهم أو مساهم ولو بكلمة يشمله حكم الحرابة
( هذا على مذهب أهل الاجتهاد بفقه الجهاد ) ولهم حجتهم وادلتهم والتفصيل ليس هنا مكانه
...
الخلاصة : هذا الخطاب موجه لمن ينعت المجاهدين بالإرهاب ولا يعذرهم فيما قاموا به فإن أهل الثغور أولى بالفتيا بخلاف المنظرين والمتابعين لقنوات الفسق والتحريف والتضليل أكانت الجزيرة أو العبرية أو غيرهما فالحجة تؤخذ من فم قائلها لا من ناقلها
يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا
الأعلام كله فاسق فتبينوا اخوة التوحيد بارك الله فيكم :)
والله من وراء القصد

طرابلسي
01-02-2008, 06:08 PM
نعلم أن المجاهدين بشر يصيبون ويخطئون ، وهم ليسوا معصومين ، ولكن بما أن الهجمة الصهيوصليبية مشتدة عليهم هذه الأيام ، فالأجدر بنا أن نهتم بما نستطيع أن ندافع به عنهم ونستر عيوبهم وندعم جهادهم لندفع بعجلتهم إلى الأمام ، بدل أن نحكي عن أخطائهم في الوقت الذي يُقصفون به من شتى أنواع الصواريخ .



لنتكلم بصوت عال من هذا المنبر أيضا
ألم تخطئوا أنتم بعملكم هذا ؟؟
فإن قلت لا فلا يمكنك إقناع بسطاء الناس قبل علمائهم
بلى لقد اخطأتم وهذا من النصح بالعلن كما كان الخطأ بالعلن ولم نعن الكافر عليكم كما زعم البعض منكم بل دعونا لكم أن يرفع الله عنكم البلاء الذي جلبتموه لانفسكم وعلينا جميعا بعد نصحنا لكم ونصرتكم ظالمين او مظلومين بقدر الاستطاعة فليس وراء الإنكار حبة خردل من إيمان
والله من وراء القصد