تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الخيار الاستراتيجي والتاريخي " لمشايخ جماعة الإخوان "



فتح الإسلام
01-01-2008, 05:44 AM
الخيار الاستراتيجي والتاريخي "لمشائخ جماعة الإخوان "



في نقاش مع أحد شيوخ الصحوة من قيادات الصف الثاني .. قال لي ..
إن أمريكا تهاجم السعودية الان وتنوي تقسيمها .. ولذا سنجد أنفسنا مضطرين للتحالف مع ابن سعود لرد هذه المخططات ..


قلت للشيخ ..


هذا تسطيح وتصوير مخادع للقضية ..


فأولا أنت تعرف أن بن سعود لم يكن يوما عدوا لأمريكا .. وعندما غضبت أمريكا على بن سعود بسبب أن خمسة عشر من منفذي 11 سبتبمبر سعوديون ذهب ابن سعود لأمريكا وقبل أحذية الأمريكان في تكساس حتى يصفحوا عنه وتعهد بأن يتبرع لهم بنصف مليون برميل مجانا يوميا .. مع تخفيض الأسعار في الباقي .. وما زال يقدم القربان تلو القربان ..


هذا أولا .. وثانيا فإن ابن سعود والأمريكان في الواقع أعداء لمسلمين مجاهدين اسمهم تنظيم القاعدة ويرأسهم مجاهد كبير لم نعرف عنه.. الا الإخلاص والجهاد والبذل في سبيل الله


وعلى كلامك فإنك تطلب التحالف مع منافقين تاريخهم أسود من النفاق والطغيان .. هم أتباع أصلا لكفار شقر الجباه وزرق العيون كان اسمهم الانجليز يوما ثم صاروا الأمريكان ، ضد مسلمين لم تعرف عنهم سوى صدقهم في الجهاد في سبيل الله ..


قال صاحبي أخرج تنظيم القاعدة من القضية ..


قلت كيف تخرجه وقد أعلن ابن سعود بالعداء لكل أعضاء القاعدة تبعا لأوامر أمريكا الآمرة لكل البشر بمعاداة تنظيم القاعدة .. وإنك على فرض أنك عاديت أمريكا حقا فإنك ستجد ابن سعود يطعنك في ظهرك إذا تمكنت له الأمور ..كما طعن الإخوان في السبلة وكما طعن غيرهم .. فأنت وكل الشيوخ الذين يفكرون بهذه الطريقة ستكونون كبش فداء في عداء مزعوم لم يكن له نصيب من الواقع أبدا .. وعلى فرض صحة كلامك فإن أمريكا إذا قررت البطش بابن سعود فستبطش بكم أولا قبل أن تتخلص من ابن سعود .. وإذا قررت أمريكا أن تتخلص من ابن سعود وتقسم البلاد فلن يقف بوجهها ابن سعود أبدا .. ولك في تجربة آل سعود في حرب الخليج عبرة عندما جهزوا ستا وثلاثين طائرة لنقل أبنائهم ومن يعز عليهم خارج البلاد إذا ساءت الأمور ووصلت لحد دخول جيوش صدام للبلاد ..


بهذا التسطيح وبهذا التزييف والخداع يطرح بعض مشائخ الصحوة الذين وثقنا بهم قضية العداء لأمريكا وتقسيم البلد ..


سبحان الله.. لقد كنت عرضت عمري كله لأفهم كيف يفكر هؤلاء، والآن أدفع عمري وعمر أخي الأصغر لأفهم كيف أصبح ابن سعود الذي نال أرفع الأوسمة في الولاء لبني الأصفر ، كيف أصبح درعا للأمة في مواجهة أمريكا وكيف يقدم لنا كحليف استراتيجي في مواجهة امريكا .. وهو الذي لم يستمر في الحكم سوى لأن شريان حياته يمتد من واشنطن ..


ما فاتني أن أقوله لذلك الشيخ وأجد الفرصة الان لقوله بعدما شاهدنا مهزلة قناة الجزيرة يوم الأربعاء الماضي في برنامج ( بلا حدود ) ..


إن من يقول هذا الكلام في نظري أحد رجلين: إما ساذج سياسيا جاهل تاريخيا قابل للاستغفال، أو عارف بموقعه وواجبه ومسؤوليته وعارف مع من يجب أن يكون الحلف الاستراتيجي لكنه أضعف من أن يتحمل هذه المسؤولية وأضعف من أن يعترف حتى لنفسه هو أنه عاجز فيمارس الخداع بشعور أو بلا شعور حتى يتخلص من هذه المسئولية.


وعليه فإننا يجب أن نقول لمشائخ الصحوة .. : سنتغاضى عن انكشاف حقيقة علمكم ( بالسياسة ) او تحايلكم على المسئولية وسنتكلم معكم بالسياسة ونضرب مثالا عمليا .. حتى تقتنعوا أنكم لا تحسنون من السياسة سوى أبا جاد ..


في أي بلد محتل في الدنيا .. هناك ظاهرة .. تحدث دوما بشكل طبيعي .. تخرج حركة مسلحة تسمى ( المقاومة المسلحة للاحتلال ) .. هذه المقاومة .. يستفيد منها مفكروا البلد والمثقفون في ترتيب المطالب .. بحيث عندما يقتنع الخصم المحتل من خلال الضربات العسكرية التي توجهها له المقاومة .. أنه حان الوقت ليستمع لمطالب المقاومة ويبدأ بالسعي لمعرفتها يجلس معهم في للتفاوض .. والعسكريون عادة لا يحسنون الحديث والتفاوض ، ولذا يقوم بتمثيلهم المثقفون والمفكرون في المفاوضات مع المحتل ويسمع المحتل من المفكرين والمثقفين ماذا تريد حركة المقاومة وما هي مطالبها .. فيكونون هم الواجهة الفكرية لحركة المقاومة المسلحة .. هذا يحدث في كل بلد ولو تابعتم تواريخ الثورات في جميع البلدان لوجدتم جهة فكرية تتبنى أن تكون واجهة للحركة المسلحة ..


هذا ما يحدث عادة فما الذي حدث في الأحداث الأخيرة ؟


للاسف الشديد لم يعرف مشائخ صحوتنا الدور الذي كان يفترض أن يقوموا به حينما يتبنون فكريا حركة الشيخ أسامة بن لادن ويطرحون أنفسهم جزءا من القضية باعتبارهم المفكرين والطليعة الثقافية التي سيمكنها أن تشرح وتوضح للعدو ماهي مطالب بن لادن والأمة.. فهذه الشريحة من شيوخ الصحوة كانت مرشحة بشكل مذهل لهذا الدور فهي شريحة قد عرف عنها صدق وجهاد سابق إبان حرب الخليج الثانية ولذا وثق فيها كل الناس بمن فيهم الجهاديون .. بدلا من ذلك قام هؤلاء الشيوخ بطرح أنفسهم بشكل مستقل عن المجاهدين وخطأوا المجاهدين بشكل يسقطهم فورا من القضية .. وبدلا من أن يتقووا بالمجاهدين اضعفوا أنفسهم وأضعفوا المجاهدين .. ولذا لمن لم يفهم حتى الان لماذا تجرأ عبدالله بن عبدالعزيز ورمى بعرض الحائط كل الاتفاقيات السابقة مع العلماء في مسألة رئاسة تعليم البنات ، وتجرأ واحتقر الأمة بمصارحته للصيهوني فريدمان بنيته مؤاخاة اليهود ، نقول لمن لم يفهم لماذا فعل عبدالله ذلك نقول ببساطة لأن عبدالله ومن وراءه من العلمانيين أحسوا بأن مشائخ الصحوة أضعف من أن يشكلوا خطرا عليهم .. فهم قد تخلوا عن الحركة الجهادية وهم في نفس الوقت مستقلين عن العلماء الرسميين فلم يعد هناك بعبع يخيف آل سعود اسمه ( مشائخ الصحوة ) ..


حسنا هل فات الوقت على مشائخ الصحوة الان ؟


لا لم يفت الوقت بعد .. نحن لا نطالب مشايخ الصحوة أن يتحولوا ناطقين رسميين لابن لادن ولا أن تصبح مجالسهم مكاتب لتجنيد الناس للقاعدة فهذا فيه من المحاذير المقبولة عرفا ونظرا ما فيه، لكننا نطالبهم وبكل ثقة بأن يصبحوا واجهة للفكر الذي يمثل المدرسة النبوية الحقيقية في هذا الزمان وهو الفكر الجهادي. لم يعد هناك خيار أمام الناس الآن بعد أن جيشت أمريكا العالم وراءها ولبست لأمة الحرب وجاءت بقضها وقضيضها لحرب الإسلام، بحيث تميزت الفساطيط وأصبحت الدنيا فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط كفر ونفاق لا إيمان فيه ، وما لم يقف المشايخ بشكل واضح وصريح مع الفكر الجهادي والنتظير الجهادي فسيجدون أنفسهم شاؤوا أم أبوا مع الصف المعادي للجهاد.


ربما يقول قائل .. إن الشيخ فلان لو أعلن ذلك .. فسوف يعاد للسجن فأقول .. أو يقتل .. فيقال إن قتل فلن يكون خيرا من حمزة، بل سيكون مثل حمزة، ((ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله)) ! وقد قتل حمزة وغيره من الصحابة ووصلنا القرآن كما نزل على محمد .. ولن يضيع الاسلام بموت فلان بل سيكون موته شهادة في سبيل الله ولا أشرف من هكذا موتة ..


وأما السجن .. فلن يستطيع ابن سعود سجن أحد لو كان هذا خيار استراتيجي لكل مشائخ الصحوة .. ابن سعود في وضع لا يحتمل فيه أبدا أن يزج بعشرات من الشيوخ في السجن هل تدرون لماذا ؟ لأن هذه الفرصة التي ينتظرها تنظيم القاعدة على أحر من الجمر .. فهذا التنظيم يتمنى أن يخطئ آل سعود مرة أخرى ويسجن الشيوخ الكبار ليقوم بعدها بتحويل الرياض إلى جهنم حمراء .. تنظيم القاعدة على رغم تخلي الشيوخ عنهم إلا أنهم رجال اوفياء وهم ينتظرون أن يخطئ النظام ثانية ليقوموا بتأديبه وسيجدون المبرر الذي لن يجرؤ أحد على تخطئتهم فيه..


وحسب معلومات قديمة فإنه عندما سجن الشيوخ سفر وسلمان والعمر في المرة الأولى كانت هناك اجتماعات ومشاورات بين عدد من الجهاديين لدرس الرد على هذه الخطوة من النظام السعودي واختلفوا وقتها .. لكن الشيء المؤكد الذي اتفقوا عليه هو توصيل رسالة لنايف مفادها أن أي ضرر يحصل لهؤلاء الشيوخ يعني أننا سنحرق القصور التي تسكنونها ولن تنفعكم أمريكا ولا غير امريكا .. هذا الكلام قبل أن يتشكل تنظيم القاعدة بصورته الحالية .. فكيف سيكون تصرف تنظيم القاعدة الان لو أخطأ ابن سعود ؟ .. لا تنسوا حجم القوة والخبرة التي اكتسبها تنظيم القاعدة من خلال حربه المباشرة مع الأمريكان ..


إن الجهاديين وبرغم ما يقال عنهم إلا أنهم يحملون قلوبا كبيرة محبة لله ورسوله ولكل من يرفع راية لاإله إلا الله .. ولذا ينسون الإساءة من أي أحد ويتذكرون أن من كان في عون أخيه كان الله في عونه .. ولذا هم يشكلون صمام أمان لكثير من قضايا الأمة ..


ومن مصلحة شيوخ الصحوة على المدى القريب والبعيد أن يقوموا بدعم وتقوية تيار وحركة القاعدة ، لأن القاعدة ستكون الذراع الضاربة التي سيتقوي بها الشيوخ أولا من حيث أن أي عدو يريد النيل من شيوخ الصحوة سيفكر أولا في أن القاعدة ستنتقم منه فلن يجرؤ على مجرد التفكير بذلك ... وفي نفس الوقت فإن دعم هؤلاء الشيوخ للقاعدة تقوية لها بشكل كبير من حيث أنه في هذه الحالة تتوحد المواقف ويتكون لأهل السنة كيان موحد لأول مرة يعمل بشكلين فكري وعسكري ، وهو إن لم يتموضع بشكل دولة واقعية لكنه سيكون موجود افتراضيا وسيمكنه فرض ما يريد بالقوة .. قوة القاعدة العسكرية وقوة شيوخ الصحوة العلمية ..


عمليا رجال القاعدة سيرحبون بهذه الخطوة من الشيوخ .. والمشكلة ستبقى من شيوخ الصحوة والذين أرجو أن يتخلصوا من الأوهام التي تحيط بهم ويضعوا أيديهم في أيدي إخوانهم من شباب القاعدة .. فبهذه الطريقة سيتوحد الجميع خلف الأهداف الشرعية الكبرى التي جميعنا نتمناها والتي من أولها أننا بالتوحد سنخرج الأمريكان من جزيرة العرب .. وسيضعف كل عدو للمسلمين عندما يرى هذا التحالف ..


لكننا أمام هذا الطرح نستبعد أن يكون الإقناع والمنطق سببا في تغيير تصرف مشايخ الصحوة، ، فالذي لم يطمئنه وعد الله بالجنة والسلامة لمن أدى الأمانة ولم يخوفه نذير الله بخطر التفريط بالأمانة لن نستطيع أن نطمئنه نحن بضمانات بالسلامة وإقناع بزوال الخطر. المسألة هزيمة نفسية يصعب انتزاع الإنسان منها.


ثم إننا حين نقول إنها فرصة لهم فإننا لا نريد أن نكرر كلام بعض السذج من المفكرين المسلمين الذين يقولون دعو الناس يجربون الإسلام بعد تجارب اليمين واليسار، لأننا نعلم أن المسألة ليست تجربة بل هي مقتضيات نصوص الشريعة والتي يعني الأخذ بها توفر العزيمة والقناعة وتشرب المسئولية واليقين بوعد الله ، وإنما نسوقها هذا السياق حتى نقيم الحجة أمام الناس فقط.


أخيرا نهمس في أذهان هؤلاء، أن الدين منصور وراية الله مرفوعة بعز عزيز أو بذل ذليل ولن تقف الدعوة عند أعتاب أبوابهم تنتظرهم، ولن تتعطل المسيرة من أجل تقاعسهم، بل لقد أمِر أمرُ الجهاد وفار التنور ودار دولاب التغيير العالمي الكبير ولن يطول الزمن حتى يسجل التاريخ من كان في أي فسطاط.


[الكاتب: لويس عطية] - منقول بتصرف .

أبو بكر البيروتي
01-01-2008, 10:30 AM
[الكاتب: لويس عطية]

شيخك الجديد ؟

فتح الإسلام
01-01-2008, 01:25 PM
شكراً لك على رفع الموضوع إلى أعلى ، وعلى مشاركتك القيمة الجادة التي تنم على سعة ثقافتك وعلمك وقدرتك على الإقناع وحسن النقاش .

أبو بكر البيروتي
01-01-2008, 04:57 PM
شكراً لك على رفع الموضوع إلى أعلى ، وعلى مشاركتك القيمة الجادة التي تنم على سعة ثقافتك وعلمك وقدرتك على الإقناع وحسن النقاش .

حبيبي والله

حفظك الله وكل سنة وانت بخير