تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل عقمت نساء الأمة أن تلد "العز بن عبد السلام" ؟!



ابو شجاع
12-31-2007, 03:12 PM
بسم الله الرّحمن الرّحيم

هل عقمت نساء الأمة أن تلد "العز بن عبد السلام" ؟!


الكاتب: أبو المعالي فائق

يحار المرء كلما يعود إلى قراءة تاريخ هذه الأمة وهو يكاد لا يصدق أن نكون نحن الأمة التي خرج منها خالد بن الوليد والقعقاع بن عمرو والمثنى بن حارثة والإمام جعفر الصادق حفيد الحسين بن على وكذلك العز بن عبد السلام الذي ربما يكون العصر الذي عاش فيه هذا العالم المجاهد أشبه بكثير مما نحن عليه الآن ولكن شتان بين هذا العالم الجليل المجاهد وبين علماء هذا الزمان الذي لا أشك لحظة واحدة في أنه لو كان الشيخ بن عبد السلام في زماننا هذا لقاد ثورة عارمة ضد طغاة هذا العصر ليس فقط طغاة الحكم بل كان سيخوض معركة فكرية جهادية ضد هؤلاء الذين صدعوا رؤوسنا من أصحاب العمائم المدولرة والملريلة والمنفطنة أو المبترلة وهم يطلون علينا عبر الفضائيات المأمركة تارة والمصهينة تارة أخرى ولا هم لديهم إلا الحديث عن تصحيح صورة الإسلام وكأن هؤلاء قد أوحى إليهم بأن الإسلام في حاجة إلى تصحيح والله يعلم إن المنافقين لكاذبون. أقول هذا الكلام بعد أن رأيت هذا الصمت الرهيب من علماء هذه الأمة لدرجة أن خطبة الجمعة خلت تماما من الدعاء على أمريكا وما يسمى بدولة إسرائيل وإن كنت لست من هؤلاء الذين يعولون كثيرا على الدعاء طالما أنه ليس مقرونا بالمقاومة ضد العدو الأمريكي والصهيوني ولا أدرى ما الذي ينقص علماء هذا الزمان من أن يعلنوا حكم الشرع في من يمد أو يساعد أو يناصر من قريب أو بعيد العدو الأمريكي والصهيوني ويحدد ولا نريد كلاما عاما مثل الذي يقول إن مناصرة العدو ليس من الإسلام ولم يحدد من هو العدو ويترك الأمور مائعة. وأقصد بالعلماء هم علماء السلطة المعتمد كلامهم لدى الأمة فهم هؤلاء الذين سيقع عليهم وزر قعودهم عن الجهاد بعد أن صوروا لنا أن الجهاد هو الإرهاب.
إن العز بن عبد السلام لو كان في زماننا هذا لأعلن التمرد والعصيان المدني ولكم أن تتخيلوا حينما يقوم رجل في وزن هذا العالم بعمل اعتصام في البيت احتجاجا على هذا التدهور الذي أصاب الأمة بفعل نفاق علمائها ولنضرب مثلا على ذلك: نتصور دعوني أحلم تصوروا لو أن خطيب عرفات أعلن من فوق منبره وفى يوم عرفات أو في خطبة الجمعة العادية أن أمريكا خارجة ومارقة وتجاوزت حدودها ويجب الوقوف ضدها، أنا أقول تخيلوا ماذا سيكون الأمر ؟ ولكم أن تتخيلوا أيضا أن شيخ الأزهر تقمص شخصية العز بن عبد السلام ووقف على منبر الأزهر ونادى أيها الشعب المصري والعربي والإسلامي انهضوا فقد آن الأوان لتحرير أنفسنا من طغاة هذا العصر، وحتى لا يفسر أحد طغاة العصر ويتصورون أننا نتحدث عن أمراء المؤمنين من ولاة أمورنا في هذا الزمان المقلوب لا بد لنا أن نحدد وبدقة أن طغاة هذا العصر هو كل من يساند أمريكا وما يسمى بدويلة إسرائيل . الله كم هو جميل أن يتخيل المرء أمورا مثل هذه مع العلم بأن الأمر بسيط جدا ومن يتابع حركة المقاومة الباسلة في العراق المحتل بغض النظر عمن وراء تلك المقاومة يشعر بمدى هوان أمريكا وأنها لم تستأسد إلا بنفاق علماء هذه الأمة وجبن الذين جلسوا على كراسي السلطة دون تفويض من شعوبهم وحتى لا تتصورا أن هذا كلام أحلام بل أضغاث أحلام اسمحوا لي أن أذكركم بهذا الموقف البطولي والجهادي للعالم والمجاهد العز بن عبد السلام الذي لقب بشيخ الإسلام وسلطان العلماء " يوم أن تولى الصالح إسماعيل سلطنة دمشق عام 635 هجرية ولم يكن على وفاق مع العز بن عبد السلام ويبدأ الموقف عندما آل أمر مصر إلى نجم الدين أيوب ، الذي كان قويا شرسا ، مهيبا ، جبارا ، بطاشا مع صلاح وتقوى ، وبعد أن استقر له الأمر في مصر اتجه إلى الشام ، وعزم على ضمها إلى ملكه ، لأنها في الأصل ملك والده الملك الكامل .

وهنا تبدأ القضية، لأن الملك الصالح إسماعيل ارتجفت أوصاله، وضاقت عليه الأرض بما رحبت من تهديد الملك الصالح نجم الدين أيوب، قال السبكى : "فخاف منه الصالح إسماعيل خوفا منعه المنام، والطعام والشراب"، وطاش عقله، وخاب رأيه وجبن قلبه، فلم يلجأ إلى المواجهة مع بن أخيه الصالح نجم الدين، ولم يسع إلى المهادنة، وإنما التجأ إلى أعداء الله والدين والشعب والأمة، المحتلين من الفرنج والصليبيين فاصطلح معهم، وتحالف مع الفرنج لينجدوه على الملك الصالح نجم الدين، ويساعدوه عليه، وسلم إليهم لقاء ذلك صيدا، والشقيف، وصفدا، وغير ذلك من حصون المسلمين، وذلك سنة 638 هجرية، وزيادة على ذلك أذن الصالح إسماعيل للصليبيين بدخول دمشق لشراء السلاح لقتال المسلمين فى مصر، ما أشبه اليوم بالبارحة وإن اختلفت الأماكن .

وهذه خيانة عظمى ، واستسلام ذليل ، وخروج عن الدين والشرع ، وجاء دور الشيخ العز بن عبد السلام الذي يغضب لله ، وينتصر لدينه ، ويدافع عن أرض الإسلام ، وحقوق المسلمين ، ويجاهر بالنهى عن المنكر لا يخشى في الله لومة لائم ، وتصدى كالأسد الهصور للمواجهة والنزال وشق عليه ما حصل مشقة عظيمة .

وبدأت الجولة الأولى باستفتاء الشيخ العز في مبايعة الفرنج للسلاح فقال : يحرم عليكم مبايعتهم ، لأنكم تتحققون أنهم يشترونه ليقاتلوننا .

ثم صعد الشيخ العز منبر المسجد الأموي الكبير وذم موالاة الأعداء ، وقبح الخيانة ، وذم الأعمال المشينة التي حدثت ، وشنع على السلطان ، وقطع الدعاء له في الخطبة ، وصار يدعو أمام الجماهير بما يوحى لخلعه واستبداله ، ويقول : "اللهم أبرم لهذه الأمة أمرا رشدا ، تعز فيه وليك ، وتذل فيه عدوك ويعمل فيه بطاعتك وينهى فيه عن معصيتك ، والناس يبتهلون بالتأمين والدعاء للمسلمين ، والنصر على أعداء الله الملحدين".

وكان الملك الصالح إسماعيل خارج دمشق ، فلما وصله الخبر أحس بالخطر الذي يحدق به ، والثورة المتوقعة عليه ، فسارع إلى إصدار الأمر الكتابي بعزل الشيخ العز من الخطابة والإفتاء ، وأمر باعتقاله، هذا يعنى أن الشيخ العز كان يعمل لدى وزارة أوقاف الدولة أو وزارة العدل أي أنه كان موظفا لدى النظام أرجو أن تركزوا معي، واعتقال الشيخ بن الحاجب المالكى الذي شاركه في الإنكار على فعل السلطان وهذا ما يفعله كل طاغية مع كل مجاهد، لكن هل هذا التصرف الديكتاتوري من الصالح إسماعيل أرهب الشيخ العز، لا والله، بل إنه قبل هذا العزل والاعتقال بنفس راضية وعلى الرغم من أن الصالح إسماعيل قد أفرج عنه بعد عودته وألزمه بيته وعدم الفتوى ولكن لم يتحمل الشيخ بن عبد السلام هذا الأمر فاتجه إلى مصر عبر طريق القدس وهو مرفوع الرأس وحدث أن الصالح أراد أن يعفو عن الشيخ الجليل شرط أن يقبل يده ولكن هيهات لقد رفض أن يكون ذليلا إلا لله. إن أمر العز بن عبد السلام يجعلنا نفخر بأن يكون في هذه الأمة رجلا من هذا الطراز ومثل هذه المواقف ليست في حاجة إلى تعليق لكنها في حاجة إلى أن نذكر بها علماء السلاطين وعلماء الدولارات والريالات وأن يتعلموا العزة من العز الذي كان له نصيبا من اسمه بل كان كله عزا وجهادا ولم نسمع أن الشيخ الجليل تحجج بحجج واهية مثل الذي نسمعه الآن بل إننا نسمع كلاما مناقضا تماما للدين والعقيدة.

رحم الله الشيخ الجليل الذي ما زال ذكر اسمه يخيف الأعداء ونسأل الله أن يمن علينا بمن يقوم مقامه في ظل هذه الأجواء التي تمر بها الأمة، اللهم آمين .

عن مجلة الزيتونة

هل عقمت نساء الأمة أن تلد "العز بن عبد السلام" ؟! (http://www.azeytouna.net/Selectie/Selectie015.htm)

http://www.azeytouna.net/Selectie/Selectie015.htm (http://www.azeytouna.net/Selectie/Selectie015.htm)

فتح الإسلام
12-31-2007, 06:19 PM
بارك الله فيك أخي أبو شجاع ..

موضوع مبكي حقاً .. يشعر القارئ بأنه لا شيء أمام هؤلاء العظام الذين بذلوا الغالي والنفيس في نصرة هذا الدين ...

ولكن حمداً لله فأمتنا تمرض ولكن لا تموت ( معنى مجازي ) .. والخير فيها باقٍ حتى قيام الساعة .. ولا يزال في أمتنا أقوام مجاهدون ودعاة ومصلحون مخلصون يعيدون لنا سيرة خالد بن الوليد وأبا بكر الصديق وهارون الرشيد والغافقي .. وغيرهم من قادة وجهابذة العلم والدعوة والجهاد .