من هناك
12-30-2007, 11:04 PM
السلام عليكم،
كم افاجأ لما ارى اهتمام الناس ينصب فجأة على هذه المواضيع وبدون اي مقدمات. فجأة يترك الناس كل شيء ويبدأوا بالبحث عن الأبراج والنشرة الفلكية والتوقعات رغم ان العديد منهم مسلمون ويؤمنون بالله ويخشون عقابه ولكن...
يضعف الإيمان امام الأبراج والتبصير والتوقعات ويصبح الناس بغنى عن رضى الله وينتظرون ان تخبرهم ماغي فرح او ميشال حايك او سمير طنب او الشيخ الماغولي او الشيخة سحر او او او او عن مستقبلهم في هذه السنة وكأن ابواب الغيب تفتح لهم في هذا اليوم من العام.
http://www.al-akhbar.com/files/images/p05_20071231_report_pic1.preview.jp g
خريطة الفلك وفي وسطها السيّد المسيح. وقبل الميلاد كانت صورة أبولون هي التي تتوسّط الخريطة.
تقول ليلى ان لديها دليلاً كافياً كي تؤمن بالأبراج:
كان المطر يتساقط بغزارة في منطقة جونيه في الرابع من شباط 1980 حين سمعت ليلى غريب ابنة التاسعة عشرة على الراديو أن العازبين من مواليد برج الميزان قد يتغيّر حظهم اليوم. ضحكت في بداية الأمر، فهي لا تؤمن بالأبراج، ثمّ أين ستقابل «فارس الأحلام» في هذا الطقس العاصف؟ أطفأت ليلى الراديو، وشغلت نفسها بخياطة كنزة وقبّعة لابنة أختها الرضيعة. وإذا بوالدتها تطلب منها النزول إلى الدكان لشراء علبة حليب للطفلة. «نزلت إلى دكان أبو ربيع وشفتو». ابتسمت له، ابتسم لها... أغرم واحدهما بالآخر، طلبها من أهلها، وتزوّجا بعد ثلاثة أشهر.
كما اخبرني احمد انه:
قرأ برجه في ذاك اليوم واستبشر بعد تشاؤم طويل جداً لأنه يبحث عن عمل من اكثر من سنة. في ذاك اليوم، قالت له العرافة عبر جريدة البلد ان حظه سيبتسم له اليوم عند الظهيرة فما كان منه إلا ان ترك كل شيء ولبس اجمل قميص عنده ونزل إلى الداون تاون.
وبينما كان يعبر امام بنك لبنان والمهجر رأى مكتباً لتأجير السيارات على اهبة الإفتتاح. دخل وسألهم إن كانوا بحاجة لموظف فقالت له مديرة المحل انها ليست بحاجة ولكنها ستقابله لإستدعائه إن كان لديهم اي حاجة. اعجبت مديرة المحل بشخصيته وحضوره واخترعت له وظيفة.....
لكن هناك قصص اخرى ايضاً،
يقول جورج انه مر عند البصارة يوم الأحد واخبرته انه سيدخل غداً إلى بناء كبير بواجهة زجاجية والناس تركض فيه يمين وشمال. فإستبشر خيراً لأنه تقدم بطلب وظيفة إلى بنك بيبلوس والمكان يشبه الوصف الذي ذكرته العرافة. في اليوم التالي، ذهب بسيارته قاصداً بيروت لأن قلبه ينبئه بأن العمل قادم لا محالة وبشهادة "سميرة" افضل بصارة في المنطقة. بدأ يحلم ويتخيل مركزه ومكتبه الواسع وفجأة .... استيقظ امام مستشفى الجامعة الأمريكية... اجل هذه هي الواجهة الزجاجية الكبيرة والناس تتراكض امامه يمين شمال.
المرض ليس مستقراً في لبنان فقط ولكنه تجاوزه إلى الجيران الأغنياء:
مرت إحدى زائرات معرض الكتاب امام جناح دار الآداب ورأت كتاباً انيقاً مغلفاً بالنايلون. ظنت انها رواية قيمة جداً وراحت تقرأ ما كتب على غلافه الخلفي قبل أن تعلّق: «مش قليلة». تسأل عن سعر الكتاب فيأتيها الجواب صادماً: «سبعة وثلاثون ألفاً وخمسمئة ليرة لبنانية». تعلّق ساخرة «حق علبتين حليب وباكيت زبدة». تعيد الكتاب إلى الرف، وتغادر.
يقرّ المسؤول عن المكتبة بأن كتاب ماغي فرح وكارمن غالي الثمن، ويردف: «ولكن هذا الكتاب يباع بكميات كبيرة في الخليج وخمسة وعشرون دولاراً بالنسبة إليهم سعر قليل، فهناك يملكون المال، أما نحن فيا حسرة».
قد يختلف الأشخاص على صحّة ما تقوله الأبراج، وقد تعلو الأصوات المُكذّبة للتنبؤات، ولكن الواقع أصبح واضحاً: باتت هذه الكتب جزءاً لا يتجزّأ من معرض الكتاب، واستطاعت في سنوات قليلة أن تحجز لنفسها المراتب الأولى في نسب المبيعات.
هبل ابن هبل ولكن للأسف فكل الناس صارت تستمرئ الهبل هذه الأيام
كم افاجأ لما ارى اهتمام الناس ينصب فجأة على هذه المواضيع وبدون اي مقدمات. فجأة يترك الناس كل شيء ويبدأوا بالبحث عن الأبراج والنشرة الفلكية والتوقعات رغم ان العديد منهم مسلمون ويؤمنون بالله ويخشون عقابه ولكن...
يضعف الإيمان امام الأبراج والتبصير والتوقعات ويصبح الناس بغنى عن رضى الله وينتظرون ان تخبرهم ماغي فرح او ميشال حايك او سمير طنب او الشيخ الماغولي او الشيخة سحر او او او او عن مستقبلهم في هذه السنة وكأن ابواب الغيب تفتح لهم في هذا اليوم من العام.
http://www.al-akhbar.com/files/images/p05_20071231_report_pic1.preview.jp g
خريطة الفلك وفي وسطها السيّد المسيح. وقبل الميلاد كانت صورة أبولون هي التي تتوسّط الخريطة.
تقول ليلى ان لديها دليلاً كافياً كي تؤمن بالأبراج:
كان المطر يتساقط بغزارة في منطقة جونيه في الرابع من شباط 1980 حين سمعت ليلى غريب ابنة التاسعة عشرة على الراديو أن العازبين من مواليد برج الميزان قد يتغيّر حظهم اليوم. ضحكت في بداية الأمر، فهي لا تؤمن بالأبراج، ثمّ أين ستقابل «فارس الأحلام» في هذا الطقس العاصف؟ أطفأت ليلى الراديو، وشغلت نفسها بخياطة كنزة وقبّعة لابنة أختها الرضيعة. وإذا بوالدتها تطلب منها النزول إلى الدكان لشراء علبة حليب للطفلة. «نزلت إلى دكان أبو ربيع وشفتو». ابتسمت له، ابتسم لها... أغرم واحدهما بالآخر، طلبها من أهلها، وتزوّجا بعد ثلاثة أشهر.
كما اخبرني احمد انه:
قرأ برجه في ذاك اليوم واستبشر بعد تشاؤم طويل جداً لأنه يبحث عن عمل من اكثر من سنة. في ذاك اليوم، قالت له العرافة عبر جريدة البلد ان حظه سيبتسم له اليوم عند الظهيرة فما كان منه إلا ان ترك كل شيء ولبس اجمل قميص عنده ونزل إلى الداون تاون.
وبينما كان يعبر امام بنك لبنان والمهجر رأى مكتباً لتأجير السيارات على اهبة الإفتتاح. دخل وسألهم إن كانوا بحاجة لموظف فقالت له مديرة المحل انها ليست بحاجة ولكنها ستقابله لإستدعائه إن كان لديهم اي حاجة. اعجبت مديرة المحل بشخصيته وحضوره واخترعت له وظيفة.....
لكن هناك قصص اخرى ايضاً،
يقول جورج انه مر عند البصارة يوم الأحد واخبرته انه سيدخل غداً إلى بناء كبير بواجهة زجاجية والناس تركض فيه يمين وشمال. فإستبشر خيراً لأنه تقدم بطلب وظيفة إلى بنك بيبلوس والمكان يشبه الوصف الذي ذكرته العرافة. في اليوم التالي، ذهب بسيارته قاصداً بيروت لأن قلبه ينبئه بأن العمل قادم لا محالة وبشهادة "سميرة" افضل بصارة في المنطقة. بدأ يحلم ويتخيل مركزه ومكتبه الواسع وفجأة .... استيقظ امام مستشفى الجامعة الأمريكية... اجل هذه هي الواجهة الزجاجية الكبيرة والناس تتراكض امامه يمين شمال.
المرض ليس مستقراً في لبنان فقط ولكنه تجاوزه إلى الجيران الأغنياء:
مرت إحدى زائرات معرض الكتاب امام جناح دار الآداب ورأت كتاباً انيقاً مغلفاً بالنايلون. ظنت انها رواية قيمة جداً وراحت تقرأ ما كتب على غلافه الخلفي قبل أن تعلّق: «مش قليلة». تسأل عن سعر الكتاب فيأتيها الجواب صادماً: «سبعة وثلاثون ألفاً وخمسمئة ليرة لبنانية». تعلّق ساخرة «حق علبتين حليب وباكيت زبدة». تعيد الكتاب إلى الرف، وتغادر.
يقرّ المسؤول عن المكتبة بأن كتاب ماغي فرح وكارمن غالي الثمن، ويردف: «ولكن هذا الكتاب يباع بكميات كبيرة في الخليج وخمسة وعشرون دولاراً بالنسبة إليهم سعر قليل، فهناك يملكون المال، أما نحن فيا حسرة».
قد يختلف الأشخاص على صحّة ما تقوله الأبراج، وقد تعلو الأصوات المُكذّبة للتنبؤات، ولكن الواقع أصبح واضحاً: باتت هذه الكتب جزءاً لا يتجزّأ من معرض الكتاب، واستطاعت في سنوات قليلة أن تحجز لنفسها المراتب الأولى في نسب المبيعات.
هبل ابن هبل ولكن للأسف فكل الناس صارت تستمرئ الهبل هذه الأيام