تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تقاليد الأضاحي في مصر والمغرب



من هناك
12-19-2007, 01:03 AM
السلام عليكم،
لم اكن اعلم ان الأضحية تحولت من عبادة إلى تقليد غير إسلامي في بعض البلدان حتى سافرت خارج لبنان وبدأت التقي بأناس من دول إسلامية اخرى.

في المغرب مثلاً، لا بد للرجل من ان يذبح سواء كان معه او لم يكن معه وقد يستدين البعض مبلغاً مرقوماً من اجل الذبح. طبعاً لو كان للإنسان مال ومعه سعة فالأضحية مأجورة إن شاء الله ولكن في هذه الحالة فقد اصبحت تقليداً إجتماعياً بعيد عن روح الإسلام.

في مصر ايضاً، لا بد من خروف للعيد وليس بالضرورة ان يكون للأضحية بمعناها الحقيقي وبما ان الناس لم يعد معها ما يكفي لشرائه بسبب غلاء اللحم فقد تحولوا إلى هذه الموضة.



مصر: إستئجار خروف العيد وإعادته تحت جنح الظلام

كما أن لكل عيد صيحة فإن صيحة عيد الأضحي في مصر هذا العام تأجير خروف العيد مقابل أجر معلوم. وقد انتشرت تلك التقليعة علي مدار الاسبوع المنصرم وذلك بعد أن اكتشف كثير من الأثرياء السابقين أن الأضحية هذه السنة مكلفة للغاية بسبب ارتفاع أسعار اللحوم بشكل غير مسبوق.


وتأجير الخروف مرهون سعره بعدد الليالي التي سيقيم فيها أمام المنزل أو في مدخل البيت حيث يصدر مأمأته علي مدار ساعات الليل والنهار ليعلن شهادته بأنه في ضيافة أهل عز وكرم.


وتبلغ قيمة الايجار جنيهاً واحداً في اليوم بالإضافة للتكفل بتقديم الطعام له وعلي المستأجر أن يترك البطاقة الشخصية حتي يعيد الخروف لمالكه الاصلي. وقد انتشرت تلك العادة في بعض الاحياء الشعبية بالهرم وفيصل وبولاق ومصر القديمة والسيدة عائشة. وبالرغم من حالة الغضب التي تسود تجار الخراف الحية بسبب كساد بضائعهم إلا أنهم يشعرون ببعض السلوي وذلك لأن المستأجر يتحمل قيمة طعام الخروف بشكل يومي والتي تتجاوز ثلاثة جنيهات.

وبينما يتوقف حجم الفائدة التي تعود علي البائع في توفير ميزانيته فإن المستأجر يستفيد بمحافظته علي وجاهته الاجتماعية فضلا عن توفير الفرصة لصغاره من الأطفال في الاستمتاع باللهو مع الخروف ومعاكسته دون الاستفادة بلحمه بالطبع.

يقول عبود عبدالهادي احد تجار الخراف بمدينة السلام بالقاهرة انه علي مدار شهر كامل بعث ما يزيد علي عشرين خروفا، وهو رقم ضعيف للغاية مقارنة بالأعوام السابقة حيث كنت أقوم ببيع ما يزيد علي مائة خروف في الفترة نفسها.

ويؤكد عبود أنه فوجيء بعدد من زبائنه القدامي يطلبون منه السماح لهم بأن يستضيفوا أحد خرافه لوضعه أمام المنزل حتي مرور اول أيام العيد وذلك بعد أن ألم بهم العوز واجتاحهم الفقر بسبب تردي أوضاعهم الاقتصادية نتيجة لارتفاع الأسعار.

ويعترف الحاج عبدالهادي والد عبود والذي ورث مهنة تجارة الخراف عن آبائه بأنه يشعر بتردي أحوال تجارته حتي عن زمن السبعينات والثمانينات حيث كانت التجارة في أوج إزدهارها عكس ما يحدث الآن حيث ينتظر التاجر مرور يوم قبل أن يتمكن من بيع خروف ليربح منه بالكاد مائة جنيه، وذلك علي مدار موسم عيد الأضحي بينما يحاصره الكساد بقية العام حيث قلما يبيع خلال أسبوع أحد الخراف.

وبالرغم من الأزمة الكبيرة في اسواق اللحوم المستوردة نتيجة للخلاف الذي نشب بين مستوردي اللحوم وهيئة السلع التموينية حيث رفض المستوردون توريد ما يزيد علي ربع مليون طن من الخراف المجمدة للمعارض الحكومية، إلا أن الكساد لازم الأسواق التي تبيع الخراف الحية وذلك بسبب تردي الحالة الاقتصادية والارتفاع الحاد في الأسعار.

ويعترف كمال عبدالقادر أحد مربي الماشية بمحافظة الجيزة في مدينة البدرشين بأنه بات من المألوف بالنسبة إليه أن يطرق بابه أحد المعارف طالبا منه إستعارة خروف خلال موسم العيد ،علي أن يقوم بإعادته بسلام ولكن تحت جنح الظلام وذلك بعد أن يكون قد حافظ علي هيبته بين الأصدقاء والجيران.

*القدس العربي