فتح الإسلام
12-18-2007, 12:50 PM
http://news.xinhuanet.com/english/2006-12/13/xin_052120313073776525361.jpg
تقلّب زعيم الحزب الاسلامي العراقي طارق الهاشمي (اخوان مسلمين) في مواقفه بما يكفي، حتى جعل علامات الاستفهام تحوم حول جماعته كواحدة من الجماعات الاسلامية التي لا تجيد العمل السياسي، لاسيما وأن الفشل قد لاحق الجماعة في العراق منذ الساعة التي عادت فيها الى ساحة العمل الفعلي بعد سقوط نظام صدّام حسين على يد الغزاة الأمريكان المجرمين.
منذ أيام طرح الهاشمي مشروعا سياسيا جديدا يدعو فيه الى تشكيل حكومة مدنية عصرية قوية تتبنى النهج الوطني العراقي بعيدا عن الطائفية والمحاصصة، وتقرّ هوية العراق العربية والاسلامية...
ويتضمن مشروع "الوهم" الهاشمي الذي ينطبق عليه قول الشاعر : جادت بوصل حين لا ينفع الوصل، 25 بندا أهمها مساواة العراقيين أمام القانون في الحقوق والواجبات وتوظيف التنوّع العرقي والديني والمذهبي لصالح وحدة البلاد واعتبار الجرائم الطائفية والتصفيات فسادا ونبذ الغلو والتكفير واعتبار كردستان حالة خاصة، أي تأييد الأمريكان بتقسيم العراق....
المتتبع لهذا المشروع لا يشم فيه سوى رائحة الضحالة السياسية والفشل، فقد ساهم الهاشمي وحزبه في كل ما نراه اليوم من دمار حقيقي للعراق، وهو جاء متأخرا كالعادة في لعن الطائفية التي ساهم بارسائها عن وعي أو دون وعي..
آثام الاخوان السياسية كثيرة في العالمين العربي والاسلامي، فقد ساهموا في تسليم العراق للمحتلين وللطائفيين وساعدوا في اقرار دستور عراقي أعرج وفق الأجندة الأمريكية... وقد رأينا الحزب الاسلامي يتحالف مع قوى العدوان الأنجلو أمريكي، ورأينا قادتهم الدكتور محسن عبد الحميد والدكتور صلاح الدين بهاء الدين أعضاء في مجلس الحكم المؤقت المعين من قبل قوات الاحتلال بالاضافة الى مشاركة حاجم الحسني عراب مشاريع بريمر الذي تم تعيينه رئيساً لما يسمى الجمعية الوطنية، ولا يزال طارق الهاشمي مستمراً في هذه اللعبة ومتحدياً مشاعر المسلمين باضفاء الشرعية على من لا شرعية له...فلماذا لم تصدر قيادة الاخوان المسلمين بياناً يتبرأون فيه من الحزب الاسلامي وقيادته ويستنكرون دخول هذا الحزب في تحالف مع قوى العدوان على العراق،وماذا حصد الشعب العراقي من جراء مشاركة الاخوان المسلمين مع قوى الاحتلال الا الفشل والموت والخراب؟!
من اللآثام الأخرى، دخول جماعة الاخوان المسلمين في تحالف الشمال في أفغانستان مع قوات الاحتلال الأمريكي ابان حكم الطالبان.. ومن أبرز رموز هذا التيار ممن دخلوا كابول تحت حماية الطائرات الأمريكية وعلى متون دباباتها ومصفحاتها الأستاذان برهان الدين رباني، وعبد رب الرسول سياف؛ وهما عضوان بالتنظيم الدولي للاخوان المسلمين...... فماذا حصد الشعب الأفغاني من مشاركة جماعة الاخوان المسلمين (رباني- فهيم- سياف) في التحالف مع قوى الاحتلال الا الفشل والموت والخراب وعلو الباطل؟.
في الجزائر، تحالف زعيم جماعة الاخوان المسلمين الأستاذ محفوظ نحناح مع طغمة العسكر ضد جبهة الانقاذ التي قبلت بخيار صناديق الاقتراع، فبدلاً من أن يتوحد معهم اذ به يتحالف مع سلطة العسكر (العماري/خالد نزار) ضدهم ثم قام بحملة دعاية لتبييض وجه النظام العسكري القمعي في الجزائر ولا يزال حزبه مستمراً على نفس النهج....، فماذا حصد الشعب الجزائري من مشاركة الاخوان إلا الفشل؟!
في ماليزيا وقفت جماعة الاخوان المسلمين مع وزير المالية أنور ابراهيم المتورط في قضايا فساد ضد محاضر محمد الذي ترك منصبه طواعية وأعلى من شأن بلاده اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً. فماذا عسانا أن نفسر هذا التصرف الاخواني؟
في سوريا وقع الاخوان في الاثم الارهابي قديما، وهم يتحالفون الآن مع جبهة مشبوهة (بالنسبة لأدبياتهم على الأقل) لتغيير النظام الحاكم، وكأنهم "كالدود على العود" كما قال عمرو بن العاص في يوم من الأيام
وفي لبنان لا يعرف سياسة الاخوان (الجماعة الاسلامية) الاّ من يجيد الضرب بالرمل، فلا هم أعزّوا المسلمين عبر البرلمان وصناديق الاقتراع، ولا هم شكّلوا جبهة معارضة لفرض موقعهم في التركيبة اللبنانية والاقليمية القادمة، وهم منقسمون على أنفسهم أشدّ انقسام، وهم يستهلكون الطاقات الشبابية بالوعود التي لن تتحقق، وفي الجوهر لا تجد لهم أثرا حقيقيا في المجتمع اللبناني (الخدماتي) أو في سياساته الداخلية أو الخارجية، فلماذا يستمر تنظيمهم أصلا؟؟
الاخوان المسلمين لم يفهموا اللعبة الدولية كما يجب، وهم حتى في مصر حيث يشكّلون قوة بشرية ونيابية ضخمة لا يملكون مشروعا متكاملا للاصلاح ونهضة المجتمع، وهم يقدّمون للمصريين خدمات دينية (معظمها عاطفي) يقطفون عبرها تأييد الشارع المصري المتدين دون أن يخدموه في الجوهر الاستراتيجي... وهم بسياساتهم يبتعدون عن التأثير السياسي الحقيقي، المتمثّل بالحكم والنهوض الاجتماعي، بقدر اقترابهم الافتراضي العاطفي من الشارع..
والاخوان يستهلكون أعمار الشباب والشعوب بدعاوى العمل الاصلاحي البعيد عن الانقلاب والحكم، بشكل لا يخدم الواقع الاسلامي العام، وما مشروع الهاشمي الجديد في العراق، بعد خراب البصرة، الاّ لمحة عن السطحية في العمل السياسي الاخواني، وعلى قيادة الاخوان أن تقنع المسلمين وربما الاخوان أنفسهم، بسياسة أكثر وعيا وأقل انبطاحا تحت مبررات واهية، يسميها البعض عمالة للأمريكان ولا نملك وسيلة للدفاع عنهم!!!
بقلم / د. أحمد طحان
تقلّب زعيم الحزب الاسلامي العراقي طارق الهاشمي (اخوان مسلمين) في مواقفه بما يكفي، حتى جعل علامات الاستفهام تحوم حول جماعته كواحدة من الجماعات الاسلامية التي لا تجيد العمل السياسي، لاسيما وأن الفشل قد لاحق الجماعة في العراق منذ الساعة التي عادت فيها الى ساحة العمل الفعلي بعد سقوط نظام صدّام حسين على يد الغزاة الأمريكان المجرمين.
منذ أيام طرح الهاشمي مشروعا سياسيا جديدا يدعو فيه الى تشكيل حكومة مدنية عصرية قوية تتبنى النهج الوطني العراقي بعيدا عن الطائفية والمحاصصة، وتقرّ هوية العراق العربية والاسلامية...
ويتضمن مشروع "الوهم" الهاشمي الذي ينطبق عليه قول الشاعر : جادت بوصل حين لا ينفع الوصل، 25 بندا أهمها مساواة العراقيين أمام القانون في الحقوق والواجبات وتوظيف التنوّع العرقي والديني والمذهبي لصالح وحدة البلاد واعتبار الجرائم الطائفية والتصفيات فسادا ونبذ الغلو والتكفير واعتبار كردستان حالة خاصة، أي تأييد الأمريكان بتقسيم العراق....
المتتبع لهذا المشروع لا يشم فيه سوى رائحة الضحالة السياسية والفشل، فقد ساهم الهاشمي وحزبه في كل ما نراه اليوم من دمار حقيقي للعراق، وهو جاء متأخرا كالعادة في لعن الطائفية التي ساهم بارسائها عن وعي أو دون وعي..
آثام الاخوان السياسية كثيرة في العالمين العربي والاسلامي، فقد ساهموا في تسليم العراق للمحتلين وللطائفيين وساعدوا في اقرار دستور عراقي أعرج وفق الأجندة الأمريكية... وقد رأينا الحزب الاسلامي يتحالف مع قوى العدوان الأنجلو أمريكي، ورأينا قادتهم الدكتور محسن عبد الحميد والدكتور صلاح الدين بهاء الدين أعضاء في مجلس الحكم المؤقت المعين من قبل قوات الاحتلال بالاضافة الى مشاركة حاجم الحسني عراب مشاريع بريمر الذي تم تعيينه رئيساً لما يسمى الجمعية الوطنية، ولا يزال طارق الهاشمي مستمراً في هذه اللعبة ومتحدياً مشاعر المسلمين باضفاء الشرعية على من لا شرعية له...فلماذا لم تصدر قيادة الاخوان المسلمين بياناً يتبرأون فيه من الحزب الاسلامي وقيادته ويستنكرون دخول هذا الحزب في تحالف مع قوى العدوان على العراق،وماذا حصد الشعب العراقي من جراء مشاركة الاخوان المسلمين مع قوى الاحتلال الا الفشل والموت والخراب؟!
من اللآثام الأخرى، دخول جماعة الاخوان المسلمين في تحالف الشمال في أفغانستان مع قوات الاحتلال الأمريكي ابان حكم الطالبان.. ومن أبرز رموز هذا التيار ممن دخلوا كابول تحت حماية الطائرات الأمريكية وعلى متون دباباتها ومصفحاتها الأستاذان برهان الدين رباني، وعبد رب الرسول سياف؛ وهما عضوان بالتنظيم الدولي للاخوان المسلمين...... فماذا حصد الشعب الأفغاني من مشاركة جماعة الاخوان المسلمين (رباني- فهيم- سياف) في التحالف مع قوى الاحتلال الا الفشل والموت والخراب وعلو الباطل؟.
في الجزائر، تحالف زعيم جماعة الاخوان المسلمين الأستاذ محفوظ نحناح مع طغمة العسكر ضد جبهة الانقاذ التي قبلت بخيار صناديق الاقتراع، فبدلاً من أن يتوحد معهم اذ به يتحالف مع سلطة العسكر (العماري/خالد نزار) ضدهم ثم قام بحملة دعاية لتبييض وجه النظام العسكري القمعي في الجزائر ولا يزال حزبه مستمراً على نفس النهج....، فماذا حصد الشعب الجزائري من مشاركة الاخوان إلا الفشل؟!
في ماليزيا وقفت جماعة الاخوان المسلمين مع وزير المالية أنور ابراهيم المتورط في قضايا فساد ضد محاضر محمد الذي ترك منصبه طواعية وأعلى من شأن بلاده اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً. فماذا عسانا أن نفسر هذا التصرف الاخواني؟
في سوريا وقع الاخوان في الاثم الارهابي قديما، وهم يتحالفون الآن مع جبهة مشبوهة (بالنسبة لأدبياتهم على الأقل) لتغيير النظام الحاكم، وكأنهم "كالدود على العود" كما قال عمرو بن العاص في يوم من الأيام
وفي لبنان لا يعرف سياسة الاخوان (الجماعة الاسلامية) الاّ من يجيد الضرب بالرمل، فلا هم أعزّوا المسلمين عبر البرلمان وصناديق الاقتراع، ولا هم شكّلوا جبهة معارضة لفرض موقعهم في التركيبة اللبنانية والاقليمية القادمة، وهم منقسمون على أنفسهم أشدّ انقسام، وهم يستهلكون الطاقات الشبابية بالوعود التي لن تتحقق، وفي الجوهر لا تجد لهم أثرا حقيقيا في المجتمع اللبناني (الخدماتي) أو في سياساته الداخلية أو الخارجية، فلماذا يستمر تنظيمهم أصلا؟؟
الاخوان المسلمين لم يفهموا اللعبة الدولية كما يجب، وهم حتى في مصر حيث يشكّلون قوة بشرية ونيابية ضخمة لا يملكون مشروعا متكاملا للاصلاح ونهضة المجتمع، وهم يقدّمون للمصريين خدمات دينية (معظمها عاطفي) يقطفون عبرها تأييد الشارع المصري المتدين دون أن يخدموه في الجوهر الاستراتيجي... وهم بسياساتهم يبتعدون عن التأثير السياسي الحقيقي، المتمثّل بالحكم والنهوض الاجتماعي، بقدر اقترابهم الافتراضي العاطفي من الشارع..
والاخوان يستهلكون أعمار الشباب والشعوب بدعاوى العمل الاصلاحي البعيد عن الانقلاب والحكم، بشكل لا يخدم الواقع الاسلامي العام، وما مشروع الهاشمي الجديد في العراق، بعد خراب البصرة، الاّ لمحة عن السطحية في العمل السياسي الاخواني، وعلى قيادة الاخوان أن تقنع المسلمين وربما الاخوان أنفسهم، بسياسة أكثر وعيا وأقل انبطاحا تحت مبررات واهية، يسميها البعض عمالة للأمريكان ولا نملك وسيلة للدفاع عنهم!!!
بقلم / د. أحمد طحان