تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مجاهدة في عمر الزهور!



أسماء
05-31-2003, 11:18 AM
الاستشهادية هبة دراغمة .. والعجز الإسرائيلي في مواجهة الانتفاضة

أسامة الهتيمي

جاءت انتفاضة الأقصى؛ لتكون ملحمة لجهاد أمة وبطولة شعب، يحرص جميع فئاته على تقديم التضحيات لتحرير الوطن المحتل .
جاءت انتفاضة الأقصى لتأخذ المرأة الفلسطينية دورها: زوجة لشهيد، أو رفيقة درب لأسير، أو أم تربي أطفالها على الجهاد وحب الاستشهاد، تقدم أبناءها واحداً تلو الآخر فداءً لدين لله.

غير أن المرأة الفلسطينية لم تكتف بهذا الدور؛ بل أرادت أن تبذل كل طاقتها من أجل الدفاع عن أرضها ودينها، فحملت لواء التطوع في المستشفيات، وفي طواقم الإنقاذ، و جادت بحليها تبرعا لشراء السلاح والذخيرة!.
رغم كل تلك التضحيات لم تلبث المرأة الفلسطينية إلا أن تصر على تقديم روحها وحياتها رخيصة في سبيل الله ؛ لتكون وقوداً للانتفاضة، ونوراً يهدي الحيارى إلى طريق النصر.


مجاهدة في عمر الزهور!

وسجل الجهاد الفلسطيني حافل بالعديد من الشهيدات كانت آخرهن (هبة عازم أبو خضير دراغمة)، تبلغ من العمر 19 عاما، وهي طالبة بالفرقة الأولى جامعة القدس المفتوحة، قسم اللغة الإنجليزية، بقريتها طوباس، التابعة إدارياً لمدينة جنين، والتي سيطر اسمها على جميع وكالات الأنباء العربية والعالمية -هذا الأسبوع- بعد قيامها بعملية استشهادية بمركز تجاري بمدينة الـ(عفولة) شمال تل أبيب، مما أدى إلى مقتل أربعة وإصابة 71 صهيونياً ، ثمانية منهم في حالة خطرة.
وعلى الفور أعلنت إسرائيل حالة الاستنفار القصوى إثر العملية الاستشهادية بـ(العفولة)، التي نفذتها (هبة دراغمة)، وقد تبنت كتائب شهداء الأقصى وسرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي العملية - وكشفت عن اسم منفذة العملية.
وحسب المصادر الأمنية الإسرائيلية فقد اشتبه حارس المجمع بالاستشهادية (هبة دراغمة)، ومنعها من الدخول إلى السوق، وعلى الفور قامت (هبة) بتفجير نفسها محدثة دويا هائلا، حيث تبين أنها كانت تحمل عبوة وزنها 5 كيلوجرامات.



أسرة تحب الشهادة

و(هبة دراغمة) تنتمي لأسرة فلسطينية بسيطة الحال، تتكون من عشرة أفراد: ثلاث أخوات متزوجات، وأربعة أشقاء ذكور، أكبرهم بكر- 19 عاما- وهو طالب في الثانوية الصناعية بنابلس، كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلته قبل عام ونصف تقريبا خلال محاولته القيام بعملية استشهادية في إسرائيل.
ويؤكد أقارب الاستشهادية (هبة) - والذين أذهلتهم مفاجأة العملية الاستشهادية التي قامت بها ضد الصهاينة- أن هبة تتسم بالهدوء والسكينة، ملتزمة بدينها حيث ترتدي النقاب منذ فترة، وتحافظ على الصلاة، وتحب العمل التطوعي والخيري في مساعدة أسر المجاهدين والأسرى الفلسطينيين.
وكانت محبوبة بين صديقاتها وزميلاتها في الجامعة ؛ هذه الوداعة جعلت أسرة هبة لا تصدق نبأ وقوفها خلف العملية الاستشهادية في (العفولة)، لأنهم كانوا يعتقدون أن هبة غادرت المنزل في ساعات الظهر قاصدة جامعة القدس المفتوحة في طوباس.
فعندما سمع والد هبة من الناس في الشارع عن تنفيذ ابنته لعملية استشهادية ذهب مسرعاً لمنزله، فلم يجدها هناك، وبعدها ذهب لمنازل شقيقاتها الثلاث المتزوجات، فلم تكن هناك أيضا، فأيقن صحة الخبر الذي تناقله أهالي القرية".
وقد داهمت قوات الاحتلال منزل الاستشهادية هبة، واعتقلت والدها (عازم أبو خضير دراغمة) -50 عاماً- ووالدتها وأشقاءها بعد أن قامت بتفتيش المنزل بصورة دقيقة، ومصادرة بعض المتعلقات الشخصية بـ(هبة).
وجاءت عملية (هبة دراغمة) الاستشهادية رغم قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بإغلاق الأراضي الفلسطينية بالكامل، وتشديده من الإجراءات الأمنية عند الحواجز والمعابر ؛ تحسبًا لتسلل منفذي عمليات إلى إسرائيل.
وقررت الحكومة الإسرائيلية خلال اجتماع استثنائي إغلاق الأراضي الفلسطينية بشكل تام بعد موجة العمليات الاستشهادية الأخيرة، بما يؤكد العجز الإسرائيلي في مواجهة العمليات الاستشهادية الفلسطينية.



مسيرة الاستشهاديات

وتعتبر هذه هي العملية الاستشهادية الخامسة التي تنفذها فتاة فلسطينية خلال انتفاضة الأقصى، حيث كانت أولى الاستشهاديات هي "وفاء إدريس" في مدينة القدس، يوم 28 يناير 2002 ، وهي ما أدت إلى مقتل إسرائيلي، وجرح 140 آخرين.
وأعقب ذلك 3 عمليات أخرى نفذتها كل من "دارين أبو عيشة" في حاجز عسكري إسرائيلي شمال الضفة الغربية، في 27 فبراير 2002 ، وهي ما أدت إلى إصابة 3 جنود إسرائيليين.
و"آيات الأخرس" من مدينة بيت لحم التي قامت بعملية استشهادية في 29 مارس 2002 بإحدى أسواق القدس الغربية ، وهي ما أدت إلى مقتل إسرائيليين وإصابة العشرات، كما نفذت "عندليب طقاطقة" من مدينة بيت لحم عمليتها الاستشهادية يوم الجمعة 12 أبريل 2002، وأسفرت عن مقتل 6 إسرائيليين، وإصابة 85 في مدينة القدس.
وتمضي مسيرة الاستشهاديات؛ لتؤكد العجز الإسرائيلي الغاشم أمام قوة الإيمان وحب الشهادة في سبيل الله!.