تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أربعة حوارات مع أقباط فى أحـزاب " إسـلاميـة " / فاطمة سيد احمد / روز اليوسف



سهران
12-12-2007, 04:54 PM
http://www.rosaonline.net/alphadb/Images/link.gif (http://www.rosaonline.net/alphadb/index.asp)
أربعة حوارات مع أقباط فى أحـزاب إسـلاميـة
د. فاطمة سيد احمد





تعتقد الأحزاب الدينية ذات المرجعية الإسلامية أن جواز المرور للمجتمع يجب أن يكتمل بورقة نصاب الأقباط بكل ما يحمله هذا المعنى من دلالات ومعان فى الساحة السياسية، ومن هنا فإن انضمام (أقباط) لأحزاب إسلامية يستحق الرصد والتحليل، خاصة وأن المسلمين أنفسهم يرون أن فى برامج هذه الأحزاب حقوقا منقوصة لهم، فما هى الحال بالنسبة للأقباط الذين ترى هذه الأحزاب أنهم مواطنون أقل درجة فى ظل الدولة الدينية التى يريدون إنشاءها. وفى حين يجمع مسيحيو الأحزاب الإسلامية على أن انضمامهــم يرجــع لاشـتراكهــم فيمــا يســمى بـ (المشروع الحضارى) الذى تنادى به هذه الأحزاب، وأنهم يريدون أن يعرِّفوا هذه الأحزاب إذا أرادوا أن يقيموا دولتهم الدينية المزمعة فعليهم أن يعلموا من هم مسيحيو مصر ؟؟ فإننا فى المقابل نجد بعضهم مثل (جمال أسعد)، يرى أنه لا وجود لـ(مسيحى) تحت قبة البرلمان إلا بأصوات الأغلبية المسلمة.

فى المقابل ترى الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية المسيحيين المنتمين إليها بشكل مختلف، فهم بالنسبة لها «مشروع تكتيكى» للمواجهة، ونجد ذلك فى قول «مأمون الهضيبى» أن إبراهيم شكرى ارتكب خطأ تكتيكيا باستبعاد جمال أسعد من اللجنة المركزية لحزب العمل، وفى حالة أخرى يستخدم «القبطى» من قبل هذه الأحزاب للتحايل على القانون، كما فعل «أبو العلا ماضى» حين طلب من «جورج إسحاق» أن يقول أنه منضم للحزب أمام لجنة الأحزاب للمناورة بأن حزب الوسط ليس حزبا دينيا بالرغم مما يحمله برنامج الحزب من معانى الدولة الدينية بشكل واضح، وكما فعلت «الجماعة المحظورة» عندما استقطبت المسيحى «رفيق حبيب» ليدافع عن برنامجهم لإقامة دولة دينية، حتى وصل به الأمر أن يقول لى: «إذا كان لا أحد يفهم الصياغة التى كتب بها برنامج الإخوان فعليه أن يحمل معه قاموسا لغويا ليعرف المعنى»، وفى موضع آخر نجد عادل حسين يقول لـ «منير نبيل» فى حوار مواجهة بينهما فى حزب «العمل» : «ليس لك حق المناقشة لأنك «بروش» على صدر الحزب فقط» ؟!!
وفى الحوار الشهير لنائب مرشد الجماعة المحظورة العام الماضى معى، قال د. حبيب: «الإسلام شمولى وإخواننا المسيحيون ليس عندهم هذه الشمولية، عندهم جوانب أخلاقية، ولكن الجانب التشريعى ده خاص بينا إحنا، وبدلا من محاولة استعانتهم بالدول الغربية الأليق لهم أن ينفذوا تشريعات الإسلام لأنه ليس لديهم تشريع اقتصادى وسياسى واجتماعى، أليس من الأفضل تطبيق الشريعة الإسلامية؟
وقتها قلت له : لكنهم سوف يقولون أنهم غير مسلمين ؟ قال حبيب : يقولون ما يريدون، عندك مائة سنتيمتر، لهم عشرة سنتيمترات وعندنا التسعون الباقية، أنا أولى بهم بدلا من الغرب»!!
هذا المعنى وجدته أيضا عند المسيحيين المنضمين للأحزاب الإسلامية، حيث قول بعضهم إن الائتلاف القبطى الأرثوذكس مع الإسلام أقرب إليهم من التقارب مع الطوائف الأخرى التى تتبع الكنيسة الغربية مثل الإنجيلية، ومع هذا فإن «الإخوان» لم يختاروا هذا التقارب الأرثوذكسى، ولكنهم اختاروا الإنجيلى «رفيق حبيب» ويمكننا أن نرصد ظاهرة انضمام المسيحيين إلى أحزاب بمرجعية دينية فى ظل تنامى هذه الأحزاب التى لم ير أحدها طريقهم للساحة السياسية حتى الآن، ولا يمكن لها أن تُرى لأن قانون الأحزاب يحظر «إنشاء أحزاب على أساس دينى»، ورغم ذلك فإن لدينا حزبا مجمدا «العمل»، وآخر تحت التأسيس «الوسط الجديد والاتحاد من أجل الحرية»، وبرنامج بلا حزب «برنامج المحظورة»، وآخرين تم رفضهم مثل «الإصلاح والشريعة».. ويبقى لدينا التساؤل الأكثر إلحاحا: ماذا يريد الأقباط المنضمون إلى الأحزاب الإسلامية ؟ ومع ذلك لا يمكننا أن نجعل «أقباط» الأحزاب الإسلامية جميعهم فى سلة واحدة، حيث يمثل كل منهم حالة متفردة المغزى من حيث الهدف الحقيقى وراء الانضمام كما ظهر واضحا خلال الحوارات التى أجريتها مع بعضهم.
ونبدأ بـ «رفيق حبيب» المروج لحزب «الجماعة المحظورة»، والذى لم ينكر أنه شارك فى صياغة برنامج الحزب مع الإخوان، وأنه صديق حميم للمرشد «مهدى عاكف» يذهب معه إلى الأفراح والمآتم الخاصة بأعضاء الجماعة، وهنا يمكننا القول بأن «عاكف» يرى «رفيق» «بروش» على صدره للمرور به خلال المسيحيين المصريين الذين يرفضون فى الأصل أفكار «رفيق» حتى من قبل الانضمام للإخوان.
رفيق من مواليد عام 1959 حاصل على ليسانس آداب «علم نفس» من جامعة القاهرة، وماجستير ودكتوراه فى الفلسفة من جامعة عين شمس، ويذكر أنه قام بكتابة 19 كتابا عن الحركات المسيحية الإسلامية فى مصر، والاحتجاج الدينى فى المسيحية السياسية.
اشترك «رفيق» فى التأسيس الأول والثانى لحزب الوسط عامى 96و,1998 ولم يشترك فى التأسيس الثالث، لأنه حسب قول «أبو العلا ماضى» كان يعتقد أن «الوسط» فرع لإخوان، وليس منشقا عنه، ويذكر رفيق أنه كانت لديه نشاطات مع حزب «العمل» المجمد، ولكن لم يكن عضوا فيه، ويشغل رفيق منصب رئيس قسم المعلومات فى الهيئة الإنجيلية، ومن المفارقات فى حياة «رفيق» أن والده هو القس «صموئيل حبيب» مؤسس الهيئة الإنجيلية عام1964 عندما أنشئ أول قانون لمؤسسات المجتمع المدنى فى مصر، وكان «صموئيل» قبل ذلك وتحديدا من عام 1950 يعمل بشكل غير رسمى للهيئة فى المنيا، ثم فى السبعينيات أنشئ مبنى الهيئة فى القاهرة بمنطقة النزهة الجديدة وشكل للهيئة مجلس إدارة وأصبح مديرا عاما للهيئة حتى توفى عام ,1997 وهو متبرئ من ابنه وأفعاله، حيث كان يذكر أنه حزين على أن يكون حصاد عمره هو هذا «الابن» الذى لم يرث شيئا عنه، حتى أن «رفيق» قام بنقد والده فى كتاب له..
فى الحوار الذى أجريته مع «رفيق» بمكتبه فى الهيئة الإنجيلية، وبسؤاله عن التقارب بينه وبين الإخوان، قال : الأساس هو الاختيار السياسى وأنا منذ فترة طويلة كان لى خيار يسمى بالمشروع الحضارى كأحد البدائل السياسية، ورؤيتى كانت التغيير من خلال الانتماء الحضارى والخصوصية الحضارية هى الوسيلة الوحيدة لإحداث تغيير حقيقى للتقدم والنهضة وأرى أن استيراد نموذج غير متكامل من أى دولة لا يصلح لإعادة زراعته عندنا، ولكن من الممكن طبعا الاستفادة منهم والاقتباس من أدواتهم إذا لم نستطع أن نؤسس لمشروع سياسى قائم على رؤيتنا وهويتنا الحضارية فلن نتقدم، وهذا الخيار منذ فترة طويلة لدى، وهو ما نتج عنه حوار أو علاقة مع الإسلاميين بشكل عام، حزب «العمل» كانت لدى علاقة قوية جدا به خاصة عادل حسين ومجدى حسين، وأيضا اشتركت فى حوارات مع الإسلاميين من مختلف الفصائل منذ بداية التسعينيات بمن فيهم الإخوان المسلمون، وكانت «الجماعة الإسلامية» موجودة آنذاك، وكانت تشترك أحيانا ببعض رموزها فى بعض الندوات قبل دخولها فى حالة «التنظيم السرى» الكامل وانفجار العنف، وبعد أن حدث ما حدث للجماعة الإسلامية، وبالتالى جاءت معرفتى بالإخوان فى هذه الفترة «التسعينيات»، وكان ذلك من منطلق أننى كنت أرى القضية المركزية فى مصر تتعلق بعلاقة الدين بالمجتمع والسياسة، وأنا مهتم بطبيعة وتركيبة الحياة الدينية فى مصر، وأجد أن الدين يلعب دورا مهما جدا فى المجتمع ثم السياسة، ولذا استمرت علاقتى مع الأحزاب الدينية، واشتركت فى حزب الوسط أثناء تأسيسيه الأول والثانى، ولكنى لم أستمر..
وسألته : ما هو السبب ؟ قال : ممكن نقول أن حوار جماعة الإخوان المسلمين فى السنوات الأخيرة أصبح أكثر عمقا، وأصبحت معجبا به، وقد كانت علاقتى بالإخوان متفاوتة منذ فترة التسعينيات. وعن ذهابه إلى مركز دراسات الأهرام للترويج لـ «برنامج الإخوان» وزيارة كل من «سيد ياسين، عمر الشوبكى، ضياء رشوان» ليطلب منهم عدم انتقاد «حزب الإخوان»، قال : أنا مقتنع بما كتبه الإخوان فى برنامجهم وبما أننى أنتمى لهم، فقد ذهبت إلى بعض الأصدقاء لأوضح لهم ما لديهم من لبس..
وعندما ذكرت له كيف يرى الشكل الذى تناول به البرنامج الأقباط، والإجحاف فى حقوقهم وتأصيل الطائفية والقضاء على شكل المواطنة، قال : أنتم لا تفهمون صياغة البرنامج، ولا أريد الحديث أكثر من ذلك.. من هذا المنطلق كان هناك سؤال : «كيف كنت تحاور الجماعة الإسلامية التى كانت تستبيح العنف مع المسيحيين والاستيلاء على أموالهم ؟ قال : كنت أعمل ولا أحاور من خلال حزب «العمل» فى الندوات التى كان يعقدها ويشترك فيها كل الفصائل الإسلامية..

سهران
12-12-2007, 04:57 PM
طرحت عليه ما ذكره «أبو العلا ماضى» مؤسس حزب الوسط، من أن «رفيق» ترك «الوسط» عندما علم أنه منشق عن الإخوان وليس فرعا لهم ؟ قال : كان انضمامى قناعة منى بأن مشروعهم قائم على مشروع الحضارة الإسلامية، وأنهم مستندون عليه، حيث إنه يمثل المخرج للجماعة المصرية من واقع خصوصيتها، ومن جانبى أيضا كقبطى أرى أن هذا المشروع سيسع الجميع فى النهاية، ولو أن البعض لا يرى هذه الصورة الآن، فسيراها فى المستقبل. سألته : هل ترى أن «برنامج الإخوان» هو ذاك المشروع الذى تتحدث عنه ؟ قال : أنا فى النهاية لا أمارس سياسة، ولم أدخل انتخابات من أى نوع، وعندما كنت أنضم للوسط كان وقتها هناك جدل عن مدى علاقة الوسط بالإخوان، وعلى هذا الأساس اشتركت فى التأسيسيين الأول والثانى للوسط، وأكدت على أنى معهم سواء كانوا مسلمين مستقلين أو منتمين للإخوان.
وعندما قلت له : كيف رأيتهم مستقلين أم إخوانا ؟ أغلق جهاز التسجيل بعصبية شديدة، وقال لى انتهى الحوار. توجهت لإجراء حوار مع د. عادل عزمى أبادير، أستاذ ورئيس قسم الرياضيات بكلية العلوم بدمياط، والذى انضم إلى حزب «الوسط».. وقال لى: تقابلت من مدة مع المهندس أبو العلا ماضى فى جامعة أسيوط، وكنت أقوم وقتها بالتدريس فى جامعة المنيا، وشرح لى وجهة نظره فى إنشاء حزب الوسط، ومن عام ونصف فقط حدث اتصال من محامى الحزب «محمود الشربينى» وتقابلنا وحدث الانضمام، ولكى أكون أمينا وصريحا فإن «الإسلاميين قادمون»«!!»
سألته : وهل تضمن أن يحقق الحزب حقوقا متكاملة للأقباط ويضمن حق المواطنة ؟ قال : مفيش ضمان وبعد التأسيس ممكن يحدث تغيير فيما ينادون به، لأن التبريرات سهلة، وعند ذلك سأكون أمام خيارين، إما يسمعون وجهة نظرى، أو أستقيل لو كان هذا الحزب لا يحقق لى شيئا.
لماذا اخترت حزب الوسط ؟ - قال: إنه أقلهم ضررا، فإن موقف الحزب ليس ما نتمناه، ولكن أحسن ما هو موجود. ولماذا تنتمى إلى أحزاب بمرجعية دينية، بينما هناك مرجعيات أخرى ليبرالية أو اشتراكية... الخ ؟ قال : ربما الاشتراكية تستهوينى، ولكن الأحزاب ذات المرجعية الاشتراكية لديها مشاكل لا نهاية لها وليس لديها حلول، وبصراحة تامة أنا أرى أن كل القوانين الاشتراكية لا تنفع، وسوف يأخذ ذلك وقتا طويلا حتى تسترجع القوى الاشتراكية فاعليتها بصورة أخرى مختلفة، لأن القديمة لم تعد تنفع، وحتى يحدث هذا فإننى كقبطى أرثوذكسى أجد نفسى فى الأحزاب الدينية، إذا حققت لى ما أريد رغم اقتناعى بما قاله «سعد زغلول»: «إن الدين لله والوطن للجميع»
هل تعلم كم مسيحيا فى حزب الوسط ؟ - قال : حوالى عشرة. هل تريد أن تعرف تجربة الحزب على مرجعية دينية، ليمكنك بعد ذلك إقامة حزب بمرجعية مسيحية ؟ قال : سوف اصطدم بالأغلبية الإسلامية إذا فعلت ذلك، والواقع يقول أنه لن تقوم قائمة للأحزاب المسيحية، لأنها أحزاب قائمة على عشرة ملايين قبطى وهو الفرض الذى يقوله الإحصاء السكانى، فكيف يمثلون.
انتهى الحوار مع «عادل أبادير» الذى يذكر فى كتيب «الوسط فى كلمتين» الآتى: «أعلم أن السؤال الأول الذى يتبادر إلى الذهن للغالبية، هو لماذا انضم عادل أبادير إلى حزب ذى جذور إسلامية وروافد إسلامية ؟ لذا أجد أنه من الواجب أن أجيب عن هذا السؤال، أولا إننا نعيش فى بلد دينه الرسمى هو الإسلام، وذلك لا يتعارض مع وجود مسيحيين به، ثانيا إن حزب الوسط هو أكثر الأحزاب اعتدالا، وذلك فيما يخص القضايا الشائكة مثل الموقف من المرأة - من الآخر - الاقتصاد والبنوك.. الخ ثالثا : اعتقد أنه إذا تمت الموافقة على الحزب فإننى أستطيع أن اقول رأيى كمسيحى داخل هذا الحزب بصراحة وبدون حساسية أفضل من قولها داخل أى حزب آخر، رابعا: لست مقتنعا أن يكون هناك حزب جميع أعضائه من دين واحد، لأن ذلك بداية الخراب وتقسيم المصريين إلى جماعات دينية، ثم طائفية ثم أهلاوية وزملكاوية انتهت كلمة «أبادير» التى تحمل الكثير من المعانى التى تبشر بأنه سيكون فى صدام أكيد مع مؤسس الحزب، لأن الأحزاب الإسلامية لن تعطى له الحقوق الذى يتمناها فهى أحزاب تكشر عن أنيابها من وقت لآخر. وعلى الآخرين دفع الجزية والعيش على هامش المجتمع.
وننتقل إلى حوار آخر مع مثقف قبطى شاب، حاول الدخول إلى هذا النفق المظلم الذى يطلق عليه أحزاب دينية بمرجعية إسلامية، وهو الباحث «هانى لبيب»..
كيف كان انضمامك إلى حزب العمل قبل تجميده ؟ - قال : ليس لدى حساسية كونى مسيحيا مصريا ينتمى إلى حزب ذى توجه إسلامى عربى، وقد استغرقت الكثير من الوقت لكى أستطيع أن أحدد بدقة وجهة نظرى فى هذا الموضوع، بالإضافة إلى التأكيد على حيثيات الانضمام إلى حزب العمل، فقبلها كان بينى وبين عادل حسين مناقشات حول «المشروع الحضارى الإسلامى»، وكانت مكونات المناقشة محترمة عن الدولة المدنية والعقلانية وحرية الرأى فى إطار عدم المساس بالثوابت الدينية، ودولة متعددة الأديان، كان يعجبنى هذا الكلام، وكان هناك خوف مسيحى من التيار الإسلامى، ولكنى كنت أريد فهمه عن قرب، وقد اتفقت مع عادل حسين أن يكون انضمامى بعيدا عن العمل الجماهيرى أى أننى لا أنزل الانتخابات، وكنت أشارك فى العمل الثقافى والندوات، خاصة التى كانت عن «الكشح» والتيار القومى. - وقد جاء انضمامى لحزب العمل بعد عدة جلسات ومناقشات مع العديد من رموز الحزب بداية من د. «مجدى قرقر» الأمين العام المساعد للحزب، ومجدى حسين رئيس تحرير صحيفة الشعب، مرورا بعادل حسين الأمين العام للحزب، ووصولا إلى إبراهيم شكرى رئيس الحزب، وفى النهاية كان انضمامى لحزب العمل من خلال المؤتمر العام السابع للحزب، والذى عقد فى أبريل عام ,1999 وكانت أول مرة حزب العمل يقدم فيها ورقة خاصة عن الأقباط، وقدمونى فى المؤتمر الذى عقد فى فندق «الأمان توشكى»، وكان عنوان الورقة «غير المسلمين فى الدولة الإسلامية رؤية معاصرة نموذج الأقباط فى مصر»، وكان بالمؤتمر «كمال حبيب» مسئول جماعة الجهاد عن وجه بحرى، وذكروا أن الإسلام لا يعترف بالعنصرية..
هل كان ذلك كافيا بالنسبة لك فى حزب شعاره «الإسلام هو الحل» ؟ - قال : شعار «الإسلام هو الحل» لا يزعجنى، وكنت أعرف لما اقتربت من حزب العمل أنه شعار سياسى أكثر منه دينيا، لأن الإسلام الصحيح المعتدل هو الذى يسمح بالشورى والتعددية التى تقر بوجود غير المسلم فى المجتمع الإسلامى، أما إذا كان على النقيض من ذلك فإن الضرر سيقع على عاتق الجميع، سيبدأ بالمسيحيين وينتهى بالمسلم نفسه.
إذن ما هو السبب الحقيقى لانضمامك لحزب العمل ؟ - قال : كان هناك سببان الأول أننى أحب العمل السياسى الفكرى وليس الجماهيرى، وهذا تحقق لى عندما أتيحت لى الفرصة فى جريدة الشعب لسان حال الحزب، خاصة أننى كنت أريد تهميش القس «إبراهيم عبد السيد» الذى كان يكتب فى تلك الجريدة وكان خطابه ضد المسيحيين بشكل أو بآخر، ثانيا كنت أريد توضيح أن الشباب القبطى لا يأخذ إذنا من البابا لكى يمارس السياسة وأن على الشباب المسيحى أن يندمج فى المجتمع، ولا يكتفى بأسوار الكنيسة والبابا ويمشى وراءهما، وأيضا كانت هناك استفادة كبيرة من التعامل مع مفردات جماعة الإخوان حاليا، لأنى عرفتهم عن قرب.
من منطلق «اعرف عدوك» مثلا ؟ - قال : كنت أعلم أن الأحزاب الإسلامية تضغط على الأقباط من باب أنهم الأضعف، وكان ذلك يمارس بضراوة، وكان يهمنى جدا أن أكتشف هؤلاء الناس، خاصة وأنا غير مقتنع أن ما يفعلونه هو الإسلام وعلى فكرة نحن كمسيحيين نعرف عن التيار الإسلامى أكثر مما يعرف عن نفسه، وكنت أريد «معرفة هل هم فعلا مكتشفين إحنا مين كأقباط» ووجدت أنهم لا يعرفون المصرى المسيحى إلا كونه الأقرب للمسيحى الأمريكى، لدرجة أن أحد الإخوان المسلمين سألنى مرة، ما هو الأب والابن والروح القدس ؟
ما هى الاستفادة التى حدثت لك من الانضمام لحزب العمل ؟ قال : كانت اللجنة المركزية للحزب مقسمة بين عادل حسين وناجى الشهابى، ولكن عادل لعب لعبة ذكية فى انتخابات اللجنة حيث أكد على فكرة التواجد الشبابى، وقال بضرورة تواجد الأقباط والمرأة، وقد وضع ثلاثة أسماء للأقباط هم «جمال أسعد - جورج إسحاق - هانى لبيب»، وعرفت كيف تكون هناك توازنات لا تخضع للمساومة، فقد تم انتخابنا باللجنة المركزية العليا، عادل حسين كان محترفا فى موضوع التوازنات، ولكن بعد وفاته المواضيع كلها انقلبت وتجمد الحزب بعد أزمة رواية «وليمة لأعشاب البحر» وما قامت به الجريدة من تحريض جماهيرى.
بعد اختيارك ضمن اللجنة المركزية ، ماذا فعلت ؟ قال : لا شىء، فقط انشغلت بقدر الإمكان بفكرة مشروع حضارى إسلامى وقمت بترجمة ذلك فى كتابة المقالات بالجريدة، ولأننى كنت اصغر أعضاء اللجنة السياسية العليا، فلم أفعل شيئا وأنا أعتبرها تجربة فى حياتى.
ولكنك مازالت عضوا فى الحزب المجمد «العمل»؟ - قال: نعم، ولكن التجربة تقول «وأراها الآن أمام عينى» بأن التيار الإسلامى تصدير وهمى لكل الناس، لأنه تيار سياسى استخدم فيه الإسلام، ويوظف آليات كما يريد وليس عندهم مشروع حضارى، ولا يؤمنون بالتعددية ولا بمجتمع متعدد الأديان، ومصر لا يتناسب معها تماما أى حزب على أساس دينى، لان تلك الأحزاب تستخدم الأديان ضد الإنسان، ولم يكتب النجاح لأى مسيحى يدخل تجربة حزب قائم على اساس دينى، لأنه يتم توظيفه، فقد حرصوا على جمال اسعد حتى لا يقال أنه انشق على عادل حسين والتيار الإسلامى ولعبوا بـ «جورج إسحاق» فأنزلوه الانتخابات فى شبرا أمام بطرس غالى، ولم يرشحوه فى مسقط رأسه بورسعيد، وسمعت عادل حسين فى مشادة كلامية بينه وبين نبيل منير، حيث قال عادل أنت «بروش» على صدر الحزب، ومالكش دعوة بقرارات الحزب، كل هذا جعلنى أبعد عن العمل الجماهيرى بالحزب، لأن فيه «معلمين» فى الموضوع ده، ثم أن «الإسلام» لم يمح أى دين آخر من التواجد، فكل الأديان موجودة على أرض مصر.
نأتى للحوار الأخير مع السياسى القبطى المخضرم «جمال أسعد»، والذى تعد تجربته السياسية غاية فى الأهمية، وعندما بدأت أحاوره قال لى سوف أقول لك التجربة كاملة، وقد كان حيث بدأ قائلا : كنت أنتمى لمنبر اليسار من خلال المرحوم «إبراهيم خلاف» أحد أبرز الكوادر الماركسية،وهو من أبناء مركز القوصية، محافظة «أسيوط»، مسقط رأسى وقد أصبح هذا المنبر هو حزب التجمع التقدمى الوحدوى، ثم جاءت أحداث زيارة السادات للقدس والتى رفضها حزب التجمع وأنا معهم، ومنذ ذلك الرفض والسادات لم يغفر هذا الموقف المعارض له، وكان لا يكف عن مهاجمة الحزب وقياداته فى كل خطبة يلقيها أو مناسبة ليتهمنا بالشيوعية والكفر، وهكذا أصبحت بصفتى عضوا فى حزب التجمع منبوذا من قبل المواطن العادى فى الشارع، وكنت أحارب فى عملى بتهمة أننى شيوعى وكافر، حتى الأطفال الذين لا يدركون معنى ما يقولون كانوا ينادون علىَّ يا «شيوعى»، كما لو كانت تهمة أو سبة، رغم أننى ناصرى، ولم أكن يوما ما شيوعيا،وبذلك ابتعد عنى المواطن العادى، وقد تم اعتقالى فى سبتمبر ,1981 ووجدت نفسى القبطى الوحيد داخل المعتقل المملوء بأعضاء الجماعات الإسلامية بمختلف أنواعها وتياراتها، وزاد على ذلك أننى كنت فى حبس انفرادى، ولم أحتمل هذا الوضع، وقابلت المأمور الذى نقلنى إلى سجن التجربة بأبو زعبل، وبعد اغتيال السادات وتولى الرئيس مبارك مقاليد الحكم عادت الحركة الحزبية إلى نشاطها الطبيعى، خاصة بعد خروج القيادات السياسية والحزبية من المعتقل،وجاءت انتخابات مجلس الشعب عام ,1984 والتى كانت بنظام القوائم الحزبية، وكان من المفترض أن يخوض حزب التجمع هذه الانتخابات بأكثر من قائمة على أن تكون قائمة منهما خاصة بالحزب فى اسيوط، وقام «خالد محيى الدين» بطرح اسمى لأكون على رأس القائمة الخاصة بالحزب فى أسيوط، وبرر ذلك بعدة اعتبارات منها أننى قبطى والدائرة يوجد بها أكثر من 30% أقباطا، بالإضافة إلى تواجدى الجماهيرى الفعلى داخل المحافظة، لكن حزب التجمع بأسيوط كان له رأى آخر، لأننى كنت على خلاف معهم، فقد كانوا يعتقدون أننى ماركسى، ولكنهم اكتشفوا أننى ناصرى «!!»
هذه الأحداث أصابتنى بإحباط شديد، وخاصة أننى فوجئت أن هؤلاء الماركسيين الذين تعلمت منهم الكثير فى السياسة يتعاملون بانتهازية تختلف تماما مع مبادئهم التى ينادون بها، ولكن القدر كان يخبئ لى شيئا آخر، فقد جاءنى المرحوم «أحمد فرغلى» عضو مجلس الشعب فى ذلك الوقت عن حزب العمل، وطلب منى أن أخوض الانتخابات معه على قائمة حزب العمل، وجاءت مرحلة التمهيد للانتخابات، ولم يكن لى سابق خبرة فى إدارة الحملات الانتخابية، لقد كنت شابا مسيحيا يخوض الانتخابات البرلمانية للمرة الأولى، وكانت الحملة الانتخابية عام 1984 لها الصفة الدينية المسيحية، فلم أكن أملك العصبية القبلية والعائلية، كما هو الحال فى معظم دوائر الصعيد..
وقد أدار الحملة مجموعة من الشباب الكنسى، ونجحت فى الانتخابات، ولم أكن قد تركت حزب التجمع بعد، وعدت إلى اجتماعات الحزب، لأننى كنت عضوا فى اللجنة المركزية، ولكنى وجدت أعضاء الحزب بأسيوط يحاصروننى بشكل مستفز، كما لو كنت مرتدا مارقا أو كافرا، وعليه تركت الحزب، ولم يكن فى ذهنى قرار مسبق بدخول أى حزب آخر، إلى أن وصل إلى يدى برنامج حزب «العمل»، الذى كان لا يزال يسمى حزب العمل الاشتراكى وعليه جلست مع المهندس إبراهيم شكرى عدة جلسات طويلة حتى اقتنعت ودخلت الحزب رسميا..
وكان هناك المؤتمر العام للحزب، وكلفت بترشيح نفسى وتم انتخابى عضوا باللجنة، لأن الحزب كان يريد ذلك، وهو الذى دعمنى ونجحنى، وبذلك بدأت نشاطى الحزبى، وأنا عضو بأعلى هيئة، وفى ذات الوقت لم يستمر مجلس الشعب فى هذه الفترة لنهاية المدة القانونية، حيث تم الطعن بعدم دستورية القوائم المطلقة للانتخابات، وتم حل المجلس فى عام ,1987 وبدأت حملة انتخابية جديدة، وفى هذا الوقت كان عادل حسين قد أصبح عضوا فى اللجنة التنفيذية للحزب بعد أن تولى رئاسة تحرير جريدة الشعب لسان حال الحزب خلفا لـ «حامد زيدان»، الذى سافر للعمل بأبو ظبى، وكان عادل مهتما فى هذا الوقت بإجراء حوار مع الإخوان المسلمين، وكان أطراف الحوار خمسة من حزب العمل هم «إبراهيم شكرى، عادل حسين، أحمد مجاهد، ممدوح قناوى، وأنا»، بينما كان يمثل الإخوان «مصطفى مشهور ومأمون الهضيبى»، وقد كانت المفاجأة عندما نشرت جريدة الشعب أن هناك تحالفا إسلاميا وتم وضع برنامج موحد، وبدأت دلائل التغيير فى المؤتمر العام لحزب العمل الذى سبق انتخابات ,87 حيث تم طرح برنامج له توجهات إسلامية يتضمن تعبير «الإسلام الحضارى»، الذى وضع مكانا محددا للأقباط تحت قاعدة «لهم ما لنا وعليهم ما علينا»، وكان البرنامج مفصلا فى هذا الصدد، حيث تعرض لموقف الأقباط فى كل شىء مثل حق المواطنة وغيرها،ومن جانبى أخبرت البابا شنودة، الذى كانت تربطنى به علاقة قوية فى تلك الفترة بذلك الأمر، ولكن ذلك لم يشفع لى فى انتخابات 1987 بعدما رفع التحالف شعار «الإسلام هو الحل»، وقد رفض الإخوان أن أكون على رأس القائمة باعتبار أن هناك د. محمد حبيب أحد القيادات البارزة فى مكتب الإرشاد للإخوان على مستوى الجمهورية، وكان رأيهم كيف يكون جمال أسعد على رأس القائمة بينما د. حبيب ترتيبه الثانى، وأدى هذا إلى صراع شديد ومرير بين حزب العمل، ممثلا فى إبراهيم شكرى وعادل حسين من جانب والإخوان المسلمين من جانب آخر، وحاول إبراهيم شكرى إقناع الإخوان أن وجودى على رأس قائمة التحالف سيكون فى صالحهم من الناحية التاريخية ولها دلالة سياسية يمكن أن يستغلها الإخوان فيما بعد، لكن الإخوان المسلمين كانوا متمسكين بأن يكون حبيب على رأس القائمة، وأخيرا تم ترشيح حبيب على المقعد الفردى وتركت القائمة لى لا يوجد بها أحد من التحالف، وبالطبع لم أحصل فى دائرة القوصية مسقط رأسى سوى على ألف وخمسمائة صوت فقط، وذلك لأن الإخوان فى أسيوط رفضوا التعاون معى، بل قرروا عدم إعطاء قائمة أسيوط أى صوت، لأنه لم يكن بها أحد من الإخوان، وعن الأصوات السابقة التى صوتت لى فقد كان الفضل فيها يرجع إلى المرحوم حامد أبو النصر، الذى كان يشغل موقع المرشد العام ومسقط رأسه منفلوط إحدى مدن الدائرة التى رشحت نفسى بها، وكان فيها عدد كبير من أعضاء جماعة الإخوان، وقد تدخل عادل حسين قبل انتهاء الانتخابات بساعات وتحدث مع المرشد الذى أصدر بيانا بمناصرتى وانتخابى على أساس أن هذا نوع من التقارب الإسلامى - المسيحى، وقد حصلت على نسبة كبيرة من الأصوات فى منفلوط، ولكن مسقط رأسى القوصية لم تمنحنى هذا.. وأخيرا أقول لك لقد اختلط على الرأى العام الوضع بين الإخوان المسلمين وحزب العمل لدرجة أنهم خلطوا بين الاثنين.
انتهى كلام «أسعد» لأوجه إليه بعض الأسئلة، أولها أنه لم يحدث خلط، فقد تحول حزب العمل الاشتراكى إلى حزب العمل الإسلامى.. أليس هذا صحيحا ؟ قال : هذا طبيعى لأن الكثير من قيادات الإخوان قد شاركوا حزب «العمل» فى المؤتمر العام وانتخابات الحزب الداخلية من أجل التخلص من الاشتراكيين، لكن المفارقة فى هذا أنه تم إسقاطنا فى الانتخابات الخاصة بالحزب، وكان رد الفعل على ذلك عنيفا جدا، ثم جاء الانشقاق مما جعل «مأمون الهضيبى» يدير حوارا معى بشكل شخصى، وقال «أكبر خطأ ارتكبه إبراهيم شكرى هو إسقاط جمال أسعد، إلا أنه كان يجب أن يحافظ عليك كرمز فى اللجنة التنفيذية، وهذا أكبر خطأ تكتيكى فعله إبراهيم شكرى»..
سألت «أسعد» : لقد قبلت أن ترشح فى الانتخابات من خلال تحالف شعاره «الإسلام هو الحل»، لماذا وأنت تقول أنك ناصرى؟ - قال : إننى كنت أمارس السياسة ولدى يقين بأن أسوار الكنيسة حاجزة للأقباط عن الانصهار بالمجتمع، وأن على المسيحى الذى يريد المواطنة وعدم الادعاء بأن حقوقه منقوصة، أن يخترق من السياج السياسى، وقد حدثت لى نقلة فكرية نوعية من خلال العمل الحزبى تحت شعار «الإسلام هو الحل»،وهو أننى لم أعد المسيحى المصرى، ولكن المصرى المسيحى، فالنظرة أصبحت أعمق سياسيا، وليس لها بعد طائفى، فلدينا تراث مشترك وتركيبة حضارية خاصة بالشخصية المصرية تدخل فيها الحقبة الإسلامية.. ولدى الشعب المصرى مسحة دينية متوارثة فى الألوهية والتوحيد..
وسألته : بعد تجربة حزب العمل، هل تريد أن تنخرط فى حزب إسلامى آخر ؟ - قال : حزب الوسط عرض علىَّ منذ تشكيله الأول، ولكن سياسيا لم أقتنع، فأنا مستقل يسارى اشتراكى ناصرى، ولست دوجما، فأنا متطور ناصريا وأومن بالإسلام كتركيبة حضارية، وهذا هو الفرق بين المسيحى المصرى والمسيحى الأوربى.. - وتوجهت لـ«أسعد» بسؤال أخير : هل معنى هذا، أنه يمكن أن يكون هناك حزب دينى مسيحى ؟ قال : وارد، ومن الطبيعى جدا أن يكون هناك حزب مسيحى..
انتهى حوارنا مع بعض الأقباط الذين انخرطوا فى العمل الحزبى ذى المرجعية الدينية الإسلامية، ويبقى تعليقنا على حزب «الاتحاد من أجل الحرية»، الذى لم يرض مؤسسه «منتصر الزيات» الإفصاح بمعلومات عن الأقباط الذين ينتمون إلى حزبه تحت التأسيس، فقط قال هم خمسة أحدهم عامل وثلاثة محامين وأهمهم المهندس «شهير» الذى كان له دور فى أحداث 17 و18 يناير عام 1977 !! ويخشى «الزيات» أن يسرب معلومات أكثر عنهم فتستقطبهم الأحزاب الإسلامية المنافسة.

http://www.rosaonline.net/alphadb/article.asp?view=3414
http://www.rosaonline.net/alphadb/dynamic/cover.jpg
http://www.rosaonline.net/alphadb/images/menu.jpghttp://www.rosaonline.net/alphadb/Images/ad.jpghttp://www.rosaonline.net/alphadb/Images/blank2.jpg http://www.rosaonline.net/alphadb/Images/l11.jpghttp://www.rosaonline.net/alphadb/Images/l12.jpg (http://dis.rosaonlin.net/)http://www.rosaonline.net/alphadb/Images/l13.jpg (http://www.rosaonline.net/alphadb/search.asp)http://www.rosaonline.net/alphadb/Images/l14.jpg