تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : منافع ذكر الموت



أم ورقة
12-12-2007, 11:23 AM
منافع ذكر الموت..
بسم الله الرحمن الرحيم


يدعو رسول الله صلى الله عليه و سلم أتباعه من أمته إلى أن يذكروا الموت في جميع أحوالهم.
"أكثروا ذكر هاذم اللذات يعني الموت" ( 2307 سنن الترمذي)

و فسر بعضهم قول الله تبارك و تعالى: { و لا تنس نصيبك من الدنيا} (القصص:77)
قال: هو الكفن، لأنه آخر شيء يأخذه المرء من دنياه.

و قال الشاعر في هذا المعنى:
نصيبك ما تجمع الدهر كله............. رداءان تُـلوى فيهما و حنوط

فإذا كان الدين يأمر بذكر الموت، و يحض عليه، و يرغّب فيه، فعلى المسلم أولاً ان يمتثل الأمر و يسلم له تسليماً، ثم عليه ان يبحث عن الحكمة في ذلك ليدرك منافع هذا الأمر و يجتنب المضار من مخالفته و إهماله. إذ يتبين لكل عاقل أن الدين ما أمر بأمر إلا و كان الخير كل الخير فيه...
فما هي منافع ذكر الموت يا ترى؟؟

منافع ذكر الموت:
-------------------

1- ذكر الموت يزهد في الدنيا:

فمن ضاقت به الدنيا و كثرت عليه مشقاتها إذا تذكر الموت ، و ما اعد الله تعالى بعده من أنواع الكرامة لعبده الصابر الصالح، لم يعد يكترث لما أصابه منها، لأن شقاءه الى زوال و مآله إلى فضل الله تعالى و كرمه و جنته.

و قديماً قيل: من جعل الموت نصب عينيه لم يبالِ بضيق الدنيا و لا بسعتها.


2- ذكر الموت يقي من البطر بها:

و إذا كان ذكر الموت يخفف من ألم المبتلى بشدائدها، فهو كذلك نافع لمن أقبلت عليه و فُتح له خزائنها.
لأن من أوتي الدنيا أوتي بما يقويه و يطغيه و يُنسيه المُنعم الذي أنعم عليه، و لذا كان أكثر أهل النار هم من الأغنياء.
إزاء هذا الخطر الداهم من إقبال الدنيا ، يتذكر العبد الموت و ما بعده، و أنه واقف بين يدي مولاه ليسأله عن ماله من أين اكتسبه و فيمَ أنفقه، و سوف يزيد الألم حينما يكون مكسبه حراماً و قد تركه لورثته. فهم لهم لذته و عليه هو تبعته... فما أشقى حاله!
فهو إذا وصل الى هذه الحالة لم يعد يفرح بالدنيا فرحاً يطغيه أو ينسيه واجبه في المال الذي خوّله الله تعالى إياه و بذا يقي نفسه حال من يقال فيه:

تركت مالك لمن لا يحمدك ، و قدمت بأوزارك على من لا يعذرك.


3- ذكر الموت يقي من الفرح و الحسد:

و كما يقي ذكر الموت المرء من الفرح الذي يطغيه، فهو كذلك يقيه من الحسد.
فإنك اذا رأيت ذا نعمة و أنت محروم منها و أيقنت أنك و إياه في سباق إلى الموت، أشغلك ما أنت فيه عن الحسد، لا سيما إذا أيقنت أن ما هو فيه من نعيم سوف يسأل عنه و يحاسب عليه.

و قديماً قيل في هذا الشأن: ما أكثر عبد ذكر الموت الا ترك الفرح و الحسد.


4- ذكر الموت يثمر تعجيل التوبة:

لأن من ذَكَرَ الموت، ذكر أنه يلاحقه في كل لحظة من لحظات حياته، و ان كل ساعة يعيشها تقربه منه و تبعده عن الدنيا. عند ذلك يذكر العبد حفرته التي ينزل اليها، و حاله عند سؤال الملكين، و وقوفه بين يدي الديّان سبحانه و تعالى ليحاسبه على كل صغيرة و كبيرة و كل شاردة وواردة، فيشعر بثقل الذنوب وفداحة التبعات ، فيسارع للخلاص منها بالتوبة النصوح الى الله تبارك و تعالى.

5- ذكر الموت يورث قناعة القلب:

فطالما أن الموت يلاحق الفتى، و انه مهما جمع من الدنيا سيتركه خلف ظهره، فما كان في يده منها استكثره، و كفّت نفسه عن النظر فيما في يدي الآخرين. فيويرث ذلك القناعة في قلبه، إذ الدنيا حلالها حساب، و حرامها عقاب، و شبهتها عتــاب.
و ليس للمرء من دنياه الا ما أكل فأفنى ، أو لبس فأبلى، أو تصدّق فأمضى، و ما سوى ذلك فتبعات.
و كم أجاد الشاعر في قوله:

هـــي القنــــاعة لا تبغي بــها بدلاً............... فيها النعيــمُ و فيــها راحــة البــدنِ

انظر لمن ملك الدنيــــا بأجمعهــا.............. هل راح منهـا بغيـر القطـن و الكفـنِ؟


6- ذكر الموت يورث رقة القلب:

لأن ذكر الموت يدفع المؤمن لأن يتصوّر ما يلاقيه الميت في النزع، و في القبر، و في الحشر و النشر، و الحساب، من الأهوال و الصعاب، ثم هو يتذكر صور الناس بعد الحساب إما الى جنة أبداً و إما الى النار أبداً.
و ان العبد يحاسب على الفتيل و القطمير و الخطير و الحقير:
{ و يقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة و لا كبيرة الا احصاها، و وجدوا ما عملوا حاضراً، و لا يظلم ربك أحدا} (الكهف: 49)

جاءت امرأة الى السيدة عائشة رضي الله عنها ، تشكو اليها قسوة قلبها، فنصحتها بذكر الموت، فرقّ قلبهـا فجاءتها فشكرتها.

========== عن نشرات "العباد" ===============

أم ورقة
12-12-2007, 11:28 AM
أنـا أعتذر كنت أريد أن أكتب الموضوع بالصوت الاسلامي... و لكن حصل خطأ..!

lady hla
12-12-2007, 02:47 PM
.... السلام عليكم ....



.... ولا يهمك : ) ..... تـم النقـل ....


سلامي اليك
lady hla
القدس

أم ورقة
12-12-2007, 02:49 PM
مشكورة......

lady hla
12-12-2007, 02:52 PM
.... السلام عليكم ....



.... العفـو ....


سلامي اليك
lady hla
القدس