من خلال متابعتي ليوميات العلاقة المتأزمة بين السعودية - وسوريا والتي بلغت أوجها منتصف أغسطس عندما خرجت السعودية عن سياسيتها الرسمية التقليدية وأصدرت بيانها الشهير ، من خلال متابعتي سواء للإعلام السوري أو للحلفاء في لبنان أجد أن تلك السياسة الإعلامية الموجهة تتخذ ويا للعجب أسلوباً دينياً محافظاً
فتارة تدعو لتحرير المقدسات من أيدي العملاء
ومرة تتحدث عن مظاهر "علمانية " في السعودية
وأخرى تراها تتحدث عن فساد أخلاقي وهلم مجرا
طبعاً نفهم أن سوريا لديها المشاكل ذاتها التي للسعودية من حيث الحريات أو تداول السلطة ولكن ما لا نفهم مغزاه أن تتخذ تلك السياسة الإعلامية أسلوباً إسلامياً وكأن سوريا وهي المنسلخة تماماً بفضل العلويين من كل ما له علاقة بالإسـلام أو تتخذ أسلوباً أخلاقياً وكأن سوريا وهي قبلة الفساد الأخلاقي الأولى في الشرق الأوسط فإذا كانت مواد الدول طبيعية أو صناعية فهي في سوريا " جنسية " ..!
ولكن ما لا أفهمه أن يتلقف مثل هذه السياسة أناس محسوبين على التيار الإسـلامي وهو ما يؤكد شيء أحاول دائماً أن أقوله وأتوسع فيه : متـى يخرج أنصار التيار الإسـلامي من لعبة السلطات والتيارات وخصوصاً العلمانية منهـا ؟!
طبعاً سيقول البعض إنني في معرض الدفاع والتبرير ولكن ليس هذا ما أريد توضيحه الآن
ما أريد قوله هو : إلى متى يظل المتدين أو المحسوب على الصحوة الإسلامية
أسير لإعلاميات وسياسات السلطة ؟!
رأينا -وبما أن الحديث عن النظام السوري- كيف جند النظام أحد الأشخاص وكان يفتي بالجهاد في العراق ويحرض المؤمنين بزعمه وكان مظهره تتوسم فيه سيما المجاهدين ثم وبعد أن أنتهت مهمته غيّر مظهره ومخبره وتخلص منه النظام السوري بطريقة بشعة !
حالة أخرى / رأينا قبل فترة كيف أن أطراف المقاومة الفلسطينية في سوريا ألتزموا الصمت تجاه انتقاد مؤتمر أنابولس بعد أن قررت سوريا المشاركة فيه

باختصار إننا نفتقد للوعي الإعلامي !

عن اي وعي تتكلم؟
نحن نفتقد للإعلام اصلاً. اجل هناك تداول للسلطة في سوريا فهم يضعون رئيس وزراء سني ثم يسجنوه ثم يضعوا غيره فيقتلوه ثم يضعوا آخراً فيرموه و هكذا دواليك تداول مداولة :)