تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مستقبل التحالف السوري الإيراني بعد أنابوليس



FreeMuslim
12-08-2007, 09:18 AM
مستقبل التحالف السوري الإيراني بعد أنابوليس


http://www.islammemo.cc/media//D146.jpg
بشار ونجاد



حسن الرشيدي

مفكرة الإسلام: فتحت الثورة الإيرانية عام 1979 وسقوط نظام الشاه فصلا جديدا في العلاقات السورية الإيرانية صاحبت العديد من الأحداث والتطورات الخطيرة التي مرت بها منطقة الشرق الأوسط طوال عقد الثمانينات والتسعينات وصولا إلى العقد القرن الجديد.
فقد بدأ ما يشبه التحالف بين النظامين في دمشق وطهران وتجلى مشهده في الحرب التي اندلعت بين العراق وإيران حيث وقف النظام السوري بثقله وراء إيران مخالفا بقية الدول العربية والتي أيدت بشكل عام العراق وإن بدرجات متفاوتة وبدا هذا الموقف غريبا وشاذا بالنسبة للتحليلات السياسية التي تعتمد على المناهج الغربية في تفسيرها للأحداث حيث أن كل من النظامين السوري والعراقي يعتمد نفس الأيديولوجية القومية البعثية بينما إيران تعلن أنها نظام إسلامي.
ولذلك لفك معضلة هذا التحالف بين النظامين يجب فهم شيئين:
الأول: طبيعة التحالف في علم السياسة وخصائصه ومقوماته.
الثاني: محاولة البحث عن هذه الخصائص والمقومات في العلاقات السورية الإيرانية.
أولا: التحالف في علم السياسة :
يُعرِّف الدكتور محمد بدوي التحالف على أنه اتفاق بين دولتين وأكثر على تدابير معينة ولحماية أعضائه من قوةٍ أخرى وتبدو هذه القوة مهدِدة لأمن كل من هؤلاء الأعضاء ولكن ما نعنيه هنا في العلاقات السورية الإيرانية هي سياسات التحالف التي يعرفها عادل السلمان بأنها تعني تجمع دولتين وأكثر في حلف واحد لمواجهة قوة أخرى وذلك تحقيقاً للتوازن فيما بينهما.
فسياسة التحالف تعني الاعتماد على الأحلاف كأداة من أدوات السياسة بهدف حماية الأمن القومي لهذه الدول والدفاع عن مصالحها الوطنية.
ويرجع الباحث عادل السلمان مبررات التحالف إلى عاملين أساسيين:
أولاً: ردع الأعداء فالخوف من التعرض للعدوان والسعي إلى درء هذا الخطر هو المبرر الرئيسي وراء انتهاج الدولة لسياسة التحالف.فطالما ظلت العلاقات الدولية قائمة على التعدد بين دول ذات سيادة ستبقى سياسة التحالف موجودة بسبب وجود العداوات فالخطوط الأولى من إفشاء التحالف هي تحديد العدو على نحو دقيق إلا أنه هناك معاهدات ومحالفات لا تَقُم الإشارة بها إلى تحديد العدو وبصورة صريحة أما فيما يتعلق بهدف ردع العدوان فدور الحلف ونجاحه يكمن في زيادة مستوى ومصداقية الردع من خلال حساب المخاطر والمكسب والخسارة.فالردع يقوم على مبدأين هامين هما توفر القوة والرغبة في استخدامها فعلاً.
ثانياً: السعي إلى زيادة القوة فتلجأ الدول عندما تسعى إلى زيادة قوتها إلى سياسة التحالف كبديل لسياسة التسلح التي تستنزف موارد اقتصادية هائلة ناهيك عن حاجة التسلح إلى فترة زمنية طويلة.
لذلك فإن سياسة التحالف هي أنجح في زيادة القوة من التحالف على اعتبار أنها تحقق نفس النتائج وبتكلفة أقل. ويرى بعض العلماء أن زيادة القوة تمثل الهدف الرئيسي لأي حلف وأن بقية الأهداف هي أهداف ثانوية. وهذا ما حققته الدول الأوروبية الغربية عندما تحالفت مع أمريكا لكي تكفل الحماية من أي هجوم نووي روسي وهذا ما أُطلق عليه اسم المظلة النووية الأمريكية.
بينما يرى الدكتور مصطفى خشيم أن التحالف له أنماط مختلفة منها ما هو سياسي وعسكري :سري ومفتوح بسيط ومنظم قصير وطويل الأجل وأنه يقام بهدف دفاعي وبقصد تحقيق تفوق عسكري والتمهيد لدخول حرب متوقعة.
ومن خصائص الأحلاف كما يرى الدكتور جميل عبد اللّه محمد المصري أن تتمكن دولة صغيرة من استغلال علاقتها بحليف قوي لدعم مصالحها.
ولكن التحالف يتطلب وجود مصالح مشتركة وثيقة لقيامه. وفي هذا يقول أحد المفكرين :وحدة المصلحة هي الرباط الأكثر قوة سواء بين الدول والأفراد.
ثانيا: وبتطبيق هذه القواعد على العلاقات الإيرانية السورية نجد الآتي:
1. هذا التحالف السوري الإيراني بين طرفين أحدهما أقوى من الآخر فالنظام الإيراني يستمد قوته من عدة عناصر أهمها قوة الدولة الإيرانية نفسها بعدد سكانها وموقعها الجغرافي وسواحلها الممتدة وتقاطعات هذا الموقع مع عدة مناطق في نفس الوقت وثرواتها البترولية والمائية فضلا عن أن النظام نفسه يتمتع بتأييد بغالبية السكان حيث أنه يحمل أيديولوجية عقدية استطاع بها أن يجمع شرائح كثيرة من المجتمع الإيراني حولها بينما في المقابل نجد أن النظام السوري يستند في بقائه لمعادلات أخرى منها اعتماده على أقلية طائفية وتوازن إقليمي ودولي يرى في النظام السوري البديل الوحيد ومن هنا يتبين أن كفة الميزان في هذا التحالف تميل إلى أن الطرف الأقوى هو النظام الإيراني.
2. كذلك نجد أن المصالح بين النظامين تقترب من بعضها البعض فإيران استطاعت عن طريق تحالفها مع سوريا مد ذراعها إلى لبنان فتمكنت من زرع حزب الله لتجني بعد ذلك الحصاد هذه الأيام وبواسطة أيضا سوريا نجحت في محاصرة نظام صدام حسين في العراق فترة طويلة من الزمن واتخذ المعارضون الشيعة الموالين لإيران من دمشق مركزا لهم لانطلاق عملياتهم ضد العراق وفي المقابل استطاع النظام السوري بتحالفه مع إيران من الاستحواذ على ورقة تفاوض مع إسرائيل وأمريكا في عدم إهماله إقليميا عند تقسيم كعكة المنطقة وبالذات الكعكة اللبنانية ويؤيد الباحث البريطاني جوبين جودارز هذه الرؤية وهو الذي أصدر عام 2006 كتابًا بعنوان: سوريا وإيران عالج فيه قضايا التحالف الإيراني السوري وحدود هذا التحالف في أربعة فصول بدأ في الفصل الأول في تعقب جذور هذا التحالف في الفترة من 1979- 1982 أي بقيام الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979 والغزو الإسرائيلي لبيروت عام 1982 ثم عمد إلى تحليل حدود وإنجازات هذا المحور خلال الفترة 1982- 1985.
واهتم الكاتب بالتوترات الداخلية ومحاولات دعم هذا التحالف خلال الفترة من 1985 حتى 1988 وهو ما شغل الفصل الثالث من الكتاب وفي الفصل الرابع يتعقَّب الكاتب بالتحليل استمرار هذا الحلف الذي دخل بشكل أقوى إلى القرن الجديد ولا يُخفي الكاتب أن هذا التحالف الذي يخدم مصالح البلدين وفق رؤاهما قد صَمَد إزاء الكثير من التحولات الكبرى وأنه حقَّق إنجازاتٍ مهمةً لطرفَيه, وأنه من المعالم الأساسية لسياسات الشرق الأوسط.
3. ولكننا لا يمكن أيضا إغفال البعد العقيدي في التحالف فكل من النظامين يستندان إلى بعد طائفي في حكمه ودوال تاريخ الطائفتين سواء الاثنى عشرية والنصيرية لهما إرث وحقد تاريخي على أهل السنة في المنطقة ومن هنا استند التحالف في تثبيت دعائمه طوال هذه السنين.
ويبقى السؤال الأهم ما هو مستقبل هذا التحالف بعد مؤتمر أنابوليس في أمريكا فهذا المستقبل مرتبط بشكل كبير بالجهود الأمريكية لفصل هذا التحالف أي بتطور العلاقات الأمريكية السورية ومن هنا يبرز هل هناك تغير في الموقف السوري في مؤتمر أنابوليس ؟
نعم هناك تغيران في الموقف السوري يرصده المراقبون:
الأول: مشاركة النظام السوري بنفسه في المؤتمر.
الثاني: إلغاء مؤتمر في دمشق للفصائل الفلسطينية المعارضة لأنابوليس.
من الواضح أن هناك شيء يدبر في الخفاء لزيادة الضغط على إيران بمحاولة فصل أحد أهم حلفاءها في المنطقة ولكن هل يعني هذا حدوث تفاهم أمريكي إسرائيلي سوري في أنابوليس ؟
للإجابة على هذا السؤال يجب مراقبة الوضع اللبناني والخاصرة الضعيفة في المنطقة فإذا وصل إلى الاستحقاق الرئاسي رئيس سوري الهوى ومقرب منها فإن هذا معناه أن جميع اللاعبين قرروا تقديم لبنان قرباناً للصفقة الإقليمية - الدولية؟.
وإذا جاء رئيس على غير الهوى السوري فإن الرسالة الموجهة إلى سوريا هي أن تتحمل ضربة
ضربة عسكرية ضدها وضد إيران معاً وخيار الانسلاخ عن طهران مع ضمانات البقاء في السلطة.
وهذا ما تبينه الأيام القادمة.

هنا الحقيقه
12-08-2007, 05:32 PM
توطاة جميلة وموفقة لكن النتيجة بعيدة عن الحقيقه