تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أحداث طرابلس وفتنة سنية - سنية تلوح !



المحمود
12-04-2007, 10:44 PM
ملاحظة أن ناقل للخبر ولست متبني أي كلام فيه والغرض منه أخذ آراء الأخوة لا سيما اللبنانيين فيه // نشر في صحيفة كويتية على ما أظن
--------------------

صوتٍ آذان الظهر يصدح مع نسمات كانون، والشوارع العامة تكاد تفرغ تماما من الأهالي. الرجال في الجوامع يصلّون والنساء في البيوت والصغار يلعبون في الباحات الداخلية لعبة لصوص وأبطال. من هم اللصوص؟ ومن هم الأبطال؟ تتبدّل المعايير بين بيت وبيت وطفل وطفل! فطرابلس الفيحاء لم تكن في يوم مقسومةً على نفسها، بيوتاً وكباراً وصغاراً، كما تبدو في هذه الأيام... فماذا حصل في الأيام التي أفلت؟ وماذا قد يحصل في الأيام التي ستلي؟ وكيف يقرأ تيار المستقبل وحركة التوحيد الاسلامي والداعية فتحي يكن أحداث طرابلس التي جرت بين سنّة وسنّة في منطقة أبي سمرا؟ وهل هناك حقاً طابور خامس يتدخل بين أبناء الطائفة الواحدة؟

منطقة أبي سمرا تتفرّع من طرابلس الميناء صعوداً نحو سير الضنية الى زغرتا. ونيو أبي سمرا تتمدّد على أنقاض بساتين الزيتون. الجرافات تحفر البساتين والمتعهدون يشيّدون المجمّعات السكنية. المنطقة الجديدة بدأت معالمها تظهر قبل نحو عقد. وطبيعة أبي سمرا، المدينة القديمة، بدأت تتغير أيضا منذ عقد. وهناك، في قلب المدينة القديمة، تنتشر القوى العسكرية وتأخذ دبابات الجيش اللبناني مواقع استراتيجية لها بين طرفين، بين حركة التوحيد الاسلامي وبين طرابلسيين، يؤيدون تيار المستقبل، تحت اسم أفواج طرابلس... إذاً، ظاهريا، يفصل الجيش اللبناني بين حركة سنية تؤيد طروحات حزب الله وأفواج سنية تؤيد، بالدم والروح، مبادئ تيار المستقبل وترفع يافطات: لبيك يا سعد. فهل هذا يعني أن الحادث الذي حصل قبل أيام في ابي سمرا نواة مشكلة قد تتأزم بين حزب الله وتيار المستقبل؟

أعلام حركة التوحيد الاسلامي ترفرف سوداء في شوارع أبي سمرا، وأمين عام الحركة الشيخ بلال شعبان يستعد لعقد اجتماع قيادي في إذاعة التوحيد التابعة له. وشباب يرخون ذقونهم تعبيراً عن انتمائهم يتحلقون جماعات في الجوار. وبقع الدم التي سالت على الطريق العام من نواف حيدر (ينتمي الى التوحيد) وراشد ياسين (ينتمي الى أفواج طرابلس) لم تجفّ بعد. لا شيء يطمئن. العيون تترقب والأجساد تتحرك بعفوية وسلاح يظهر بين الأيادي! إلام يستعد شباب حركة التوحيد الإسلامي؟ وكيف يرى أمين عام الحركة (وابن مؤسسها الشيخ سعيد شعبان) طرابلس اليوم؟ يجيب الشيخ بلال شعبان "ثمة انقسام سياسي فاقع ولا ضوابط شرعية وسياسية ولا احترام للرأي الآخر. ألقى السياسيون عندنا كثيراً من الأحقاد والضغائن ما أدى الى انقسام الناس، والعامة لا تتعاطى عادة بحكمة مع الاختلافات فتتحول الى فتن متنقلة. هناك فتن متحركة تحصل نتيجة الجو السياسي الرديء المتفلت من كل الضوابط".

الاتهامات التي يطلقها الشيخ شعبان كثيرة مشيراً بالأصبع الى تيار المستقبل! فهل تيار المستقبل هو فعلاً من أوعز الى أفواج طرابلس لخلق فتنة مع حركة التوحيد الإسلامي؟ وهل تتقاضى تلك الأفواج بالفعل دولارات من "المستقبل" لتتحدى "الحركة؟" مسؤول تيار المستقبل في الشمال عبد الغني كبارة يستغرب مثل هذا الكلام لافتاً الى "أن ما نشهده في الشمال ليس إلا محاولة من بعض القوى السياسية من أجل تحويل المعركة من أماكن وجودها الى أماكن أخرى مختلفة المعالم السياسية والطائفية والمذهبية، وخلق مربعات أمنية في أبي سمرا والميناء... ثمة مجموعات مسلحة تنتمي الى تلك الحركات تقف في شكل مستمر على الأسطح، على شكل قناصة، وعند أبواب المباني تحت ستار حماية بعض الشخصيات".

لا شيء يطمئن في طرابلس والحادث الذي "مرّ بسلام" لا تزال ارتداداته تصدح بين حركات وتيارات المدينة المنقسمة على بعضها كما ينقسم كل لبنان، بين معارضة وموالاة! وإذا كان اللبيب من الإشارة يفهم فماذا يقصد كبارة، لمن لم يفهم بعد، بكلامه عن محاولات بعض من هم خارج المدينة خلق بؤر أمنية في المدينة؟ يجيب مباشرة: "حزب الله" ويشرح: "واعون للمخططات التي ترسم لإحداث فتنة سنية- سنية في الشمال ولهذا اتصلنا بكل الهيئات السياسية والدينية والمجتمع الأهلي والمدني في الشمال وخصوصاً في عكار والضنية وطرابلس للالتفاف حول مشروع واحد لدرء الفتنة وتفويت الفرصة على المصطادين في المياه العكرة في الشمال وأطلقنا على لقاء جمع أكثر من 700 شخصية اسم: اللقاء اللبناني الموحد في الشمال. لا نريد الفتنة وتيار المستقبل واضح في هذا. لا نريد الفتنة ولا نرضى بها".

هل توافق حركة التوحيد الاسلامي على هذا الكلام؟

الشيخ بلال شعبان يصرّ على اتهام "المستقبل" بما حصل في أبي سمرا ويقول "الأفواج مجموعات أطلق لها تيار المستقبل العنان وارتكبت الكثير من الأفعال الشنيعة على امتداد كل طرابلس، بين جبل محسن وباب التبانة. تيار المستقبل يعتبر أن الشمال يجب أن يكون عمقا للموالاة وهذا ما لا ولن نرضاه".

ماذا عن الشيخ فتحي يكن؟ كيف يشرح ما حصل؟ يحاول الداعية التقليل من أهمية "موجة" المستقبل من الآن وصاعداً ويقول "طرابلس، في الأساس، عندها أصالة ومناعة بانتمائها العربي وتشهد لها مواقفها الثابتة في مواجهة كل المشاريع الخارجية التي تهدف الى تغيير هويتها وثقافتها وعاداتها وتقاليدها... وهذه الأصالة ستبقى، وما مرّ عليها أخيراً كان عبارة عن موجة نتيجة الجريمة التي وقعت وذهب ضحيتها الشهيد رفيق الحريري، خلقت حالة من انعدام الوزن والتعاطف الأعمى، ما شكل موجة معينة طغت على الأصوليات وأتت بأناس طارئين، وألغت دور السياسيين الأصيلين. وهذه الموجة، موجة المستقبل، الى تراجع وليست الى تقدم. وطرابلس على موعد قريب مع العودة الى أصالتها العربية وموقعها الممانع".

يحاول كل طرف، على ما بدا، استخلاص النتيجة التي يطمح اليها من حادث ابي سمرا الأخير! فالداعية يكن يصرّ على أن ما حصل "فتح الباب واسعاً لإعطاء الرأي في "موجة المستقبل". أما الشيخ بلال شعبان فيعتبر "أن ما حصل أتى نتيجة الانسداد في الأفق السياسي ونوايا المستقبل إعادة خلط الأوراق". في حين يستغرب عبد الغني كبارة "إقحام اسم تيار المستقبل في حادث فردي بين شخص من آل حسون وأشخاص من حركة التوحيد".

من يملك كل الحقيقة؟ ماذا يحصل في مدينة الموج والأفق؟ لا شيء ثابت إلا الحذر الكبير في تفاصيل المدينة الذي دفع الداعية فتحي يكن مثلا الى صلاة الجمعة في مقره! فكيف يرى الداعية المرحلة المقبلة؟ وما معنى وجود كل هذا الكم من السلاح في المدينة؟ يجيب: "هناك قرارات واضحة وخط أحمر لاستعمال سلاح كل القوى التي تنتمي الى جبهة العمل الإسلامي". لكن ما جدوى هذا السلاح؟ وما ضرورة أن تتحول طرابلس الى ثكنة؟ يجيب "كل لبنان بات ثكنة ولا يوجد إلا النزر القليل من الأماكن والبيوت التي تخلو من سلاح فردي. مرّ كثير من الفتن والحروب الداخلية على هذه المدينة، ولا يوجد أي شاب في طرابلس لا يملك خبرة قتالية معينة. ولن تقبل المدينة بعد اليوم بوصيّ عليها حتى من تيار المستقبل".

ماذا يقول الشيخ بلال شعبان عن التسلح في طرابلس؟ لا ينفي أمين عام حركة التوحيد وجود سلاح بين أيدي جماعته معتبراً "أنه سلاح مقاوم لم يوجه يوماً الى صدر أحد في الداخل" ويلفت الى وجود جزئي لحركته في الجنوب وامتداد في بيروت وكل لبنان ويقول "نلتقي رفضاً للظلم مع المقاومة الشيعية في لبنان ومع المقاومة في العراق وفي أفغانستان وفي فلسطين ونعتبر أن المقاومة كانت وتظل حقاً شرعياً".

يتهم شعبان ويكن تيار المستقبل بتسليح أفواج طرابلس عبر شركات الأمن فما صحة هذا الكلام؟ ومن هو أبو أحمد السامرجي الذي تتهمه "المعارضة" في طرابلس أنه يقود تلك الأفواج عبر شركة "سيكيور بلاس"؟ مدير مكتب شركة الأمن الحاج خالد خضر ينفي تماماً أي علاقة لشركته بأفواج طرابلس ويقول "أبو أحمد (واسمه نبيل) يعمل موظفاً في الشركة التي تتعاطى الأمن الخاص لا أكثر ولا أقل وتكفل حماية الأموال والممتلكات" ويستطرد "في تقديري الخاص لا صحة لكل ما يشاع عن أبو أحمد وعن سلاح تمتلكه شركات الأمن، فشركتنا على الأقل لا يحمل عناصرها إلا عصا بلاستيكية".

نعود الى مسؤول تيار المستقبل في الشمال لنسأله: ممن تتألف أفواج طرابلس؟ يجيب : "من جماعات تحب الشهيد وتتعاطف مع التيار، لكن أفرادها ليسوا في تيار المستقبل، بل في إطار منفصل، لهم رأيهم السياسي مثل أي طرف آخر له كيانه ووضعه، وهم لا يحملون السلاح". لكن حركة التوحيد والداعية يكن يؤكدان العكس؟ يجيب "هذا ينضوي في إطار قلب الحقائق وإظهار الظالم وكأنه مظلوم، ضمن سيمفونية مايسترو واحد، ينشط في كل لبنان بأفعال شتى، مرة بالاغتيال ومرة بالتفجير ومرة بمحاولة خلق فتنة هنا أو هناك أو هنالك".

إذا كانت أفواج طرابلس قد تشكلت تلقائياً من شباب آمنوا بطروحات تيار المستقبل، أقله كما يقول المستقبل نفسه، وشكلوا، في ما حدث، كبش محرقة المرحلة التي يصوّر فيها الظالم مظلوماً والمظلوم ظالماً! فماذا عن حركة التوحيد الاسلامي؟ من هي؟ وما حجم وجودها الفعلي؟ المسؤول عن تيار المستقبل في الشمال يلفت الى أن هذه الحركة "تستخدم اسم التوحيد في حين أن معنى الاسم في مكان آخر" لافتاً الى "أنها تأخذ تعليماتها اليوم من سوريا تحديداً وحزب الله هو "شيف الأوركيسترا" الأكبر".

ماذا تقول الحركة عن نفسها؟ "بعد أن بات جيش الصهاينة يسرح ويمرح في "بيروت الشام" في حزيران عام 1982، عزم شباب طرابلس المجاهدة وأحبابهم في عكار والضنية والكورة على الانضمام في جسم تنظيمي واحد اختاروا له اسم: حركة التوحيد الاسلامي للتأكيد على أن توحيد الله هو طريق الخلاص، وكانت البيعة الأولى الى الشيخ سعيد شعبان الذي نصب أميراً للحركة يوم تأسيسها في مسجد التوبة في "طرابلس الشام"، وقامت الحركة بواجبها في بسط الأمن حتى عاشت المدينة في فيء الإسلام... واليوم، وبعد ربع قرن، تقف الحركة، بحسب أركانها طبعاً، على الساحل الشرقي للمتوسط في بلاد الرباط أي الشام، وهي ترى في نفسها فداء من أجل نهضة أمة على هدي النبوة". إذاً الحركة لا ترى نفسها في حجم طرابلس وحسب بل، كما حزب الله الشيعي، في حجم الأمة!

ما يثير الاستغراب حقا في طرابلس (كما في تفاصيل جغرافية كثيرة في لبنان) هو المطالبة بالدولة وتحميلها مسؤولية أي فراغ أو تلكؤ، والإصرار من ناحية أخرى على حفظ سلاح الجماعات تحت بنود: الدفاع عن الأمة. ولعلّ كلام الشيخ بلال شعبان يندرج في هذا الإطار "حجم خصومنا لا يضايقنا، كبر أم صغر، لكن ما نأسف له هو عدم وجود دولة تأخذ حق الإنسان"!

كيف هو وضع طرابلس اليوم؟ يجيب شعبان "انها على البرزخ". وما رأي يكن بهذا الوضع؟ يجيب: "نعمل على وأد الفتن وتبريد الأجواء لكن قد تكون هناك طوابيرليس من مصلحتها أن يعود لبنان آمنا مستقلا".

كلّهم يتحدثون عن طوابير خامسة وسادسة ويرمون ما حدث على الآخر، في حين أن المواطنين الذين لا ناقة لهم ولا جمل في كل ما حدث وما قد يحدث باتوا يأوون الى بيوتهم قبل المغيب خوفاً من عراكٍ جديد ودمٍ يسيل وضحايا جدد! أحدهم همس خائفاً: "الله ينجينا إذا توفي أسامة شعبان شقيق الشيخ بلال الذي أصيب في حادث أبي سمرا... سيأخذون في الثأر! "

تبقى رواية تتجاذبها قوى المعارضة في طرابلس وينفيها المستقبل: هل أفل نجم تيار الرئيس رفيق الحريري في المدينة أم لا؟ عبد الغني كبارة يبتسم كثيراً عند سماعه هكذا كلام مردداً: فليسألوا عمّن يربح في النقابات ويأخذوا الجواب

من هناك
12-05-2007, 02:32 AM
السلام عليكم،
الحمد لله ان بيتنا لا زال نظيفاً ولم يدخله السلاح بعد ولن يدخله هذا السلاح ابداً. بالنسبة لنا، هذا سلاح نجس وقذر سواء جاء من هذه الجهة او من تلك الجهة.
إن صاحب المقالة ملأها بالتفاصيل ولكنها تفاصيل ملمومة من الجرائد ولم يدخل إلى عمق القضية. القصة صارت اكبر من شركة امنية ومن حركة التوحيد. لقد كانت محاولة للتهديد بأن المبادرة المسلحة صارت في يد الموالاة ولكن للأسف الشديد فقد اعتمدوا على رجل مكروه جداً لإشعال فتيل الازمة ولذلك فقد فشلت المحاولة في مهدها وانقلبت على من بدأها ولذلك تراجع المستقبل عن دعمه للأفواج وتبرأ مما حدث في العلن وبدأ بقرص الآذان خلف الأبواب المغلقة.

لم يأفل نجم تيار المستقبل في طرابلس لسبب بسيط وهو انه لم يظهر بعد من يربح ثقة الناس وليس لأن المستقبل لا زال قوياً :)