تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بحر الحب



Anfal
05-28-2003, 04:11 PM
إنما الحب صفاء النفس من حقد وبغض.. إنه أفئدة تهوى وتأبى هتك عرض.. وجفون حذرات تلمح الحُسن فتُغضي..
هو بحر لا ينضب... الحب ماء الحياة بل هو وربي سر الحياة.. هو لذة الروح بل هو روح الوجود، وبالحب تصفو الحياة وتُشرق النفس، ويرقص القلب، وبالحب تُغفر الزلات وتقال العثرات وتُشهر الحسنات... ولولا الحب ما التفّ الغصن على الغصن وما بكى الغمام لجدب الأرض ولا ضحكت الأرض لزهور الربيع، ولا كانت الحياة.
سر السعادة الزوجية أن يقوم البيت على محبة الله وطاعته الذي بيده وحده أن يوفق ويبارك ويجمع بين هذين القلبين، فطاعة الله لها أثر كبير في الألفة والمحبة بين الزوجين.. والمعصية لها أثر عجيب في كثرة المشاكل والخلاف وعدم الوفاق بين الزوجين "وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير..".
أما واعدتني يا قلب أني------ إذا تُبتُ عن ليلى تتوبُ؟
فها أنا تائب عن حب ليلى----- فما لك كلما ذُكِرت تذوب؟
فمفتاح السعادة في هذه المملكة الجميلة بيد الزوجين فقط.. فما عليهم إلا أن يجعلوا البيت روضة غناء جميلة مليئة بالحب والحنان والتعاون والتفاهم ليشعر كلٌ من الزوجين أن بيتهما أجمل وأهدأ بقعة على الأرض.. واجتماعهما فيه غاية الأنس والسعادة والفرح والسرور.. البيت سكن للروحين معا يشعر فيه الزوجان بالأمن والاستقرار... وقد قال الشاعر:
روحها روحي وروحي روحها----- ولها قلبٌ وقلبي قلبها
فلنا روحٌ وقلب واحدٌ --------- حسبها حسبي وحسبي حسبها.
هو إخلاص وصفاء ونقاء.. هو عهد ورسالة ومبدأ... هو ماء الحياة.
إنني أكره حبا ----- يجعل الفسق شعارا
يجعل اللذة قصدا ---- ويرى العفّة عارا
أعلن الحرب على---- أصحابه ليلا ونهارا.
ويوم ينتهي الحب، تضيق النفوس ويكون البغض والمشاحنة والمشاكل وتذبل الأزهار وتُظلِم الأنوار، وتقصر الأعمار، وتُجدب الرياض.. تطلّق النحلة الزهرة ويهجر العصفور الروض، ويغادر الحمام الغدير، وأما البحر ففيه أسرار وأفكار وفيه آلام وأحلام.. وإن كان للبحر ساحل فإن بحر الحب لا ساحل له.. فالحب الصادق بين الزوجين لا ساحل له.. ليس له نهاية.
بالمودة والمحبة والتفاهم يكون التعاون بين الزوجين على الصلاح والطاعة والخير.. فالمودة صلة بين مختلفين ليتكاملا به، فيغدوا بالحب كائن واحد.. فالحياة الزوجية كائن حي يولد ويحيا ويموت وهو يعيش ويتغذّى من تفاهم عقلين وتعاطف قلبين..
مُدّي يديك لمُدنف المشتاق------- ما يزال يرسم لوحة الأشواق
لا تتركيه على الشواطئ-------- والموج يسحبه إلى الأعماق
عودي إليه فإن حبك لهفة-------- مغروسة في قلبه الخفاق
تُسقى بأنهار العفاف وحولها------ بُنيت قلاع تقارب وتلاقي
مُدّي إليه يداً تداوي جرحه------- وتُريه في الرمضاء بسمة ساقي
لا تتركيه يعيش في دوّامة------- تُبني له في الوهم عشر طباق
ريحانة القلب اتركي ما سطرت---- أقلام أحزاني على أحداقي
وارعي مواثيق المودة إنما------- طبع الوفيّ رعاية الميثاق
ليس الخلاف هو النهاية بيننا------ كم من خلاف كان درب وفاق