تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الشيخ حارث الضاري صوت العراق المقاوم ونسل مجاهدين



FreeMuslim
11-19-2007, 06:43 AM
الشيخ حارث الضاري صوت العراق المقاوم ونسل مجاهدين / علي الصراف

المختصر/ الهيئة نت / آل الضاري من مقاومة الاحتلالالبريطاني في القرن الماضي إلى مقاومة الاحتلال الأميركي في القرن الواحدوالعشري.
الأزمات الكبرى تنجب رجالا كبارا يعلون فوق خنادقها فتتوحدبهم، ويرتفعون فوق تمايزتها فيكونون قطب جمع وتضامن، صوتهم صوت حق، ومن اجل الحريةيفتدون ويُفتدون.
هذا هو الشيخ حارث سليمان الضاري المحمود.
لم يكنالدكتور حارث الضاري قبل غزو العراق إلا رجل علم ودين، وسوى نسبه الوطني الرفيعالذي يجعل منه علما من أعلام هذا البلد، فان الشيخ الضاري ما كان ليتصور انه سيجدنفسه في قلب معترك نضالي سيؤدي به الى قيادة مؤسسة جهادية لعلماء المسلمين، تتحولالى ركيزة اجتماعية من ركائز المقاومة ضد الاحتلال ومليشيات عملائه.
طبيعتهالسمحة، ومُحتدّه النبيل، وشخصيته العلمية، ومكانته الدينية جعلت منه رجلا يزنكلماته بأدق مما يمكن لأي ميزان أن يفعل. وبفضل ذلك كله، ظهر كواحد من بين أبرزالشخصيات الوطنية التي تمثل اجتماع العراقيين ووحدتهم، كما تمثل أفضل تطلعاتهمالوطنية في النضال من اجل الحرية والاستقلال.
فلئن تعددت بين العراقيينالطوائف، فانه كان رجل وحدة وطنية بشهادة أحرار وأشراف من مختلف الطوائف والأقليات،فدافع عن الشيعة والمسيحيين والآشوريين والكلدان والأيزيديين والصائبة والأكرادلأنهم بتعدديتهم يمثلون ملح العراق وتكوينه الأصيل، ولان العراق عراقهم.
ورغم انه يترأس أعلى هيئة شرعية لسنة العراق، إلا ان الوطنية الجامعة ظلتفي نظره هي البوتقة التي تنصهر فيها التمايزات، وهي الفاصل بين الحق الوطني والباطلالطائفي.
ولئن تعددت فصائل المقاومة ضد الاحتلال، فانه كان صوتا بارزالوحدتها وتضامنها. وحيثما كانت تظهر شروخ واختلافات، واحيانا صدامات (متوقعةوطبيعية) بين هذه الفصائل، فقد كان الشيخ الضاري في مقدمة الساعين لرأب الصدوعوتآلف القلوب ووحدة البنادق.
وظل حاديه هو نفسه صراطه المستقيم، فالاحتلالهو العدو، وصوبه وحده يجب ان تتوجه كل البنادق، فإذا كان الاحتلال يستعين ويحتميبعملاء وأتباع وصنائع، فهؤلاء سيهربون عندما يهرب سيدهم، وهم حتى وأن بدوا أكثرشراسة منه اليوم، فذلك لأنهم عبيد، والعبد إذا بطش، فانه يبطش أكثر من سيّدهعادة.
ولئن احتل الشيخ الضاري مكانته بين فصائل المقاومة كشيخ من كبار شيوخالجهاد، فلأنه ابن تاريخ وإرث وطني يمثل بالنسبة لجميع العراقيين مصدر فخر وشموخ. فهو حفيد الشيخ ضاري المحمود احد كبار قادة "ثورة العشرين" (1920) التي سطرت أولىالملاحم الوطنية ضد الغزاة الإنجليز، وزعزعت عروش نفوذهم في العراق حتى تحرر كليامن ربقة الاستعمار في ثورة يوليو/تموز عام 1958.
ويتزعم الدكتور حارث سليمانالضاري عشائر زوبع، وهي فخذ من قبائل شمر في العراق.
ولد بمنطقة خان ضاري ــضاحية أبو غريب ــ ببغداد، عام 1941، وتعلم في صغره القرآن في مدرسة تحفيظ للقرآنبالمنطقة، والتحق بعد ذلك بالمدرسة الدينية التي أكمل فيها الدراسة الأولية، وأخذمنها الشهادة الثانوية، ثم التحق بجامعة الأزهر عام 1963، حيث حصل على شهادةالليسانس العالية بكلية أصول الدين والحديث والتفسير، ثم دخل الدراسات العليا وحصلعلى شهادة الماجستير في التفسير عام 1969، وبعدها أخذ من شعبة الحديث شهادةالماجستير عام 1971، وبعد ذلك أعد رسالة الدكتوراه في الحديث وحصل عليها من الأزهرعام 1978.
بعدها عاد إلى العراق وعمل في الأوقاف مفتشاً، ثم بعد ذلك نُقلإلى جامعة بغداد بوظائف عديدة، مُعيدا ثم مدرسا وأستاذا مساعدا ثمأستاذا.
وقضى الشيخ الضاري في التعليم الجامعي أكثر من 32 عاماً. وفضلا عنالجامعات العراقية فانه عمل في عدة جامعات عربية مثل جامعة اليرموك في الأردنوجامعة عجمان في الإمارات المتحدة وكلية الدراسات الإسلامية والعربية فيدبي.
عاد إلى العراق بعد أشهر من بدء الاحتلال (1-7-2003)، لانه كان يؤمن انمكانه هناك بين الأحرار والمناضلين. وأسهم مع مجموعة من علماء العراق في تأسيس"هيئةعلماء المسلمين في العراق" التي كان من بين أهدافها تسيير أمور أهل السنّة بالعراقكالحفاظ على المساجد والعناية بشؤونها، والحفاظ على أموال الأوقاف، والإشراف علىالمدارس، وعلى المؤسسات ذات النفع العام.وقد اختاره المجلس التأسيسي للهيئةفي 25 ديسمبر/كانون الأول 2003 رئيسا لها، ليكون في طليعة المناضلين من اجل حريةالعراق ووحدته وسيادته واستقلاله.
اما ملحمة ثورة العشرين في أبي غريب، فقداندلعت إثر مواجهة بين الشيخ الضاري المحمود وبين أحد كبار ضباط الاحتلال هوالكولونيل لجمان، فلما كان الضابط تجاوز حدوده، وجه الشيخ الضاري المحمود له ضربةسيف أطاحت بعنقه.
وتقول القصة، ان الكولونيل لجمان كان أحد دهاقنة الاستعمارالبريطاني للعراق، وأحد رهط الجواسيس الانكليز الأوائل، وجاب المستعمرات البريطانيةمن جنوب افريقيا الى الهند فالخليج العربي والقدس وفلسطين وبيروت ودمشق والقاهرةوصيدا ودير الزور وشمال العراق والأناضول، وكتب مشاهداته في تقارير رسمية الى مكتبالاستخبارات في قيادة الجيش، حتى اصبح في البصرة معاوناً للسير بيرسي كوكس، مختصاًفي الاستخبارات، وشارك في كل المعارك بين القوات البريطانية والجيش التركي بدءاً منالبصرة صعودا الى الموصل.
بعد الحرب، اختاروه ليكون المسؤول السياسي عنالبادية الغربية لتنفيذ الانتقام من شيخ زوبع، ضاري المحمود، فعقد في الرمادياجتماعاً لوجهاء وشيوخ المنطقة محاولاً العزف على وتر الطائفية، فانبرى له الشيخضاري الذي شجب الطائفية، مؤكدا الروح الوطنية الجامعة لكل العراقيين.
اضطرالشيخ في 12 أغسطس/آب 1920 لقبول دعوة العقيد لجمان للاجتماع به منفرداً، بعد اناعتذر الشيخ عدة مرات سابقة عن المجيء، فوصل الى (خان النقطة)، مقر لجمان، وبصحبتهولداه (سليمان- والد الشيخ حارث- وخميس) وابناء عمهم صعب وعفن وصلبي وعدد من رجالعشيرة زوبع (شمر)، لكن لجمان بدأ الاجتماع بالشتائم والاتهامات وتوجيه الاهانة،والتهديد بالقتل ان لم يغير الشيخ ضاري موقفه المناهض للاحتلالالبريطاني.
وخرج الشيخ ليبلغ رجاله بما جرى، وقال لهم ان لجمان تجاوز كلالحدود، ثم عاد ليفاجأ بمحاولة تصفيته من لجمان فأطلق ابنه الكبير سليمان، ومعهاثنان من ابناء عمه، النار على العقيد لجمان، فأصابوه باصابات بالغة، وأجهز الشيخضاري المحمود عليه بضربة سيف.
ومع اندلاع المواجهات بين عشائر زوبع وقواتالاحتلال البريطاني، فقد انتشرت شرارة المقاومة مثل النار في الهشيم حتى عمت معظممناطق العراق. وبفضلها صار العراقيون يرددون إهزوجة شعبية تقول (هز لندن ضاري،وبجاها)، أي (ان ضاري قد هز لندن وأبكاها).
وفي حين كان البريطانيونيستخدمون المدافع لقمع الانتفاضة، فان المنتفضين كانوا يستعملون في مواجهة جنودالاحتلال أسلحتهم الفردية، ومنها ما يسمى بـ "المكوار" (عصا غليظة في رأسها كتلة منالقار) ومنها انتشرت الأهزوجة القائلة: "الطوب أحسن، لو مكواري"، (هل ان المدفعأفضل، أم المكوار؟).
وكانت القوات البريطانية قد دكت قلعة الشيخ الضاريانتقاماً لمقتل لجمان، وقطعت الماء عن أراضيه، وكانت الهجمة العسكرية اكبر من قدرةرجال زوبع، فارتحل الشيخ مع رجاله الى أراضي أولاد العمومة في الجزيرة، قرب الموصل،وجبل سنجار شمال العراق. ورفض السير بيرسي كوكس، المندوب السامي البريطاني، شمولالشيخ وأولاده ورجاله بـ"قرار العفو" الذي أصدره في 30 مايو/أيار 1921 بعد ثورةالعشرين، وخصص مكافأة مالية لمن يأتي به حيا أو ميتاً!
واحتمى ضاري المحمودبالبادية، وفي عام 1927، وبعد ان اصبح كهلاً ابن ثمانين عاماً، ومريضاً، اضطر للبحثعن العلاج في حلب السورية، فخانه سائق سيارة الأجرة، وكان وحيداً وبدون سلاحومريضاً، فنقله الى مخفر سنجار، وتمكن الانكليز من القاء القبض عليه، وأخذوهمخفوراً الى بغداد وأودعوه السجن بعد ان قرروا الحكم عليه بالاعدام، لكن الحكم خففالى الأشغال الشاقة المؤبدة، وتوفي في السجنفي الأول من فبراير/شباط عام 1928،وأقيمت له جنازة شعبية حاشدة عبرت من الرصافة الى الكرخ ببغداد، ووري الثرى،والمشيعون ينشدون أهازيج منها: "هز لندن ضاري وبجاها"، و"منصورة يا ثورةضاري".
وكان من عظيم الشرف للحفيد حارث ان يجد نفسه، هو الآخر، مُلاحقا منحكومة عملاء الاحتلال ومأجوريه من قادة "فرق الموت" والمليشيات الطائفية التي لوثتيديها بدماء مئات الآلاف من الأبرياء وكانت وراء حملة لحرق وهدم المساجد تحت شعاراتطائفية قميئة.
ويطالب الشيخ حارث الضاري برحيل قوات الاحتلال من دون قيد اوشرط، وترك العراق لأهله ليقرروا مصيرهم بأنفسهم.
ويلخص الضاري دور هيئةعلماء المسلمين في العراق في السعي لكشف الحقائق والجرائم التي ترتكبها قواتالاحتلال والمليشيات التي تستظل بظلها، ومد يد العون للضحايا، ووأد أعمال ومشاريعالفتنة الطائفية التي يحاول الاحتلال وعملاؤه زرعها بين العراقيين على تلك القاعدةالمألوفة: "فرِّق تسُد"، وتقديم المساندة المعنوية للمناضلين والمجاهدين ضدالاحتلال.
لقد دفعت الأقدار برجل العلم والدين هذا ليكون مجاهدا بين كبارالمجاهدين من اجل وحدة العراق وحريته، ومقاوما في طليعة المقاومين ضد الغزاة. وكانمن حق التاريخ عليه أن يفعل، وكان من واجبه ان يستجيب، إنما ليكون صوت الحرية، حيثيسود الاستعباد، وليكون صوت الحق حيث يتفشى الظلم، وليكون علما من أعلام الوحدةالوطنية حيث تشرئب الفتنة.

من هناك
11-19-2007, 04:34 PM
اصل وكرم واخلاق ودين

فـاروق
11-19-2007, 11:23 PM
إقرأوا هذا الكلام....وافهموه ...واحفظوه عن ظهر قلب...فلربما احتجتموه في ساعة عسرة.....


وظل حاديه هو نفسه صراطه المستقيم، فالاحتلالهو العدو، وصوبه وحده يجب ان تتوجه كل البنادق، فإذا كان الاحتلال يستعين ويحتميبعملاء وأتباع وصنائع، فهؤلاء سيهربون عندما يهرب سيدهم، وهم حتى وأن بدوا أكثرشراسة منه اليوم، فذلك لأنهم عبيد، والعبد إذا بطش، فانه يبطش أكثر من سيّدهعادة