تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة الى ولد عاق



هنا الحقيقه
11-11-2007, 06:52 PM
لكي يكون البحث وتكون الرسالة لهذا الولد العاق مكتملة يتوجب علينا ان نعطي العقوق معناه

ورد معتى العقوق في لسان العرب

وعقَّ الولد والدهُ عُقُوقًا ومَعَقَّةً ضدُّ برَّهُ أي عصاهُ وترك الشفقة عليهِ والإحسان إليهِ واستخفَّ بهِ فهو عاقٌّ وعُقَقٌ وعُقُقٌ وأَعَقُّ.
قيل أصل العُقُوق القطع.
يقال عقَّ الرحم كما يقال قطعها. فهو على ذلك أعمُّ من أن يختصَّ بالوالدين. قال الحريريُّ من مقامتهِ المكيَّة


فقد دهاني شُؤْمُهُ
وعقَّني فيهِ أبي
يريد خالفني أبي ولم يؤَدِّ حقّي بأن علَّمني العلم ولم يعلّمني حرفةً. قولهُ هذا تطيُّر منهُ بأدبهِ والتطيُّر بالأدب مذهب قديم متداول.


ابتداءا
نقول ان العقوق هناك من الفقهاء ما اختصره على الوالدين وهناك من الفقهاء من شمل الارحام واعتبر قطع الارحام هي من العقوق

فنقول بعد الاتكال على الله

ايها الولد:

ان مفهوم العقوق للوالدين هو قيام الولد بامر ما او فعل ما يؤذي الوالد او يتضرر منه
فهذا ربما ابسط تعريف لعقوق الوالدين
وقد قال ابن حجر رحمه الله (العقوق ان يحصل لهما او لاحدهما ايذاء ليس بالهين عرفا ) انتهى

ومن اصول العقوق وضوابطه
كما صرح به بعض الفقهاء والعلماء بما معنى (ان العقوق يكون اذا ما فعل الولد امرا يتاذى به الوالدين او احدهما علما انه لو فعل هذا الامر مع غريب لكان محرما عليه وتعتبر من صغائر الاثم اما اذا ما فعله مع الوالدين فيتحول هذا العمل المحرم او الاذى الى عقوق ومن الكبائر ).


واما حكم العقوق في الاسلام فاعلم ايها الولد ان العقوق يعتبر من الكبائر التي تقذف بك في النار وتهلكك في الدنيا والاخرة

ويجب عليك ايها الولد ان تعلم ان الوالد ليس فقط اباك الذي انجبك او امك التي حملتك انما هو الوالد وان علا ومن الادلة الشرعية على ان عقوق الوالدين من الكبائر
حديث عن انس في صحيح بخاري ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبائر ففال : " الشرك بالله وعقوق الوالدين

و
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن من

أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه قيل : يا رسول الله وكيف يلعن الرجل والديه ؟ قال : يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه ، ويسب أمه فيسب أمه البخاري ومسلم واللفظ لمسلم



قال الله في محكم كتابه العزيز

وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً

وهذه الاية بالتحديد تخبرنا وتحدد لنا اغلب انواع العقوق وما هي التصرفات والاعمال التي تجعلنا عاقين للوالدين

فقد امر الله وحكم على بني ادم ان لا نعبد الا اياه وقد ربط الله عبادته مع احسان للاباء فلا عبادة حقه مع عقوق للاباء فالله يعلمنا هنا ان من يسخط والديه فقد سخط الله تعالى وكما جاء في الحديث (رضا الرب في رضا الوالد وسخط الرب في سخط الوالد ) رواه الترمذي فهنا نتعلم ونعلمك بان الله يسخط اذا احد اباءنا سخط فعبادة الله مقرونه برضا الوالد وكما اسلفنا

فمن حالات العقوق التي رايناها في حياتنا هذه ان الولد اذا ما كبر اباه ظلمه وتنكر له واستكبر على والده ولم يرعا حرمتهم ولا ذمتهم ولا يتحرى رضاهم فهو في نظره قد كبروا ولم يعد لهم مكان في حياته فهمه الاول والاخير نفسه واولاده وربما زوجته ونسي هذا الغافل العاق انما الله يجزي الاحسان احسانا ويجزي العاق عقوق ابناءه له

وفي حدث قد مر في حياتي ما انساه ابدا

اني في يوم كنت في مدينة الكوفة ازور صاحب لي وكنا نسير في طريق فاذا بشاب يضرب رجل طاعن في السن فاذا باهل المنطقة يخرجون من المقهى وامحل القصابة كلهم يريدون ان يقتصوا من هذا الشاب فهداهم الطاعن في السن وصاح بفلان خرج فلان فاذا به طاعن بالسن ايضا فقال يا فلان قبل كذا سنة ماذا فعلت انا هنا في هذا المكان فقال الرجل ضربت اباك
فقال وهذا ابني ضربني في نفس المكان وسوف يجزيه ابنه ما صنع فيّ

هذه الحادثة لا انساها ابدا ولو شئت لاسميت الشاب واباه

عودة على بدا

اقول ان الاحسان للاباء عندما يكبرون في السن لهو اعظم عند الله واكثر اجرا فالوالد لا يحتاج للابن في شبابه ولا عندما يبلغ اشده انما يحتاجه عندما يحنوا الظهر ويصير الى ارذل العمر

وربما الوالد لا يحتاج الى نفقة او خدمة انما يحتاج الى كلمة طيبة احسانا من ولده له
ولهذا نرى ان الله تعالى قال فلا تقل لهما اف لعلمه تعالى ان الوالد ربما لا يحتاج من ولده شيء الا الكلمة الطيبة فيحذرنا الله وينهانا حتى عن قول كلمة نراها صغيرة بان نقول للوالد اف لك كان طلب منا قدح ماء او طلب منا ابتسامة او ابدا الوالد رأيه في موضوع ما

فالولد في حال استقل عن والده رأى نفسه فاعجبته اعجابا وظن ان ليس كمثل عقله عقل وان والده مضى في فكره وعلمه قدم وتفكيره محدود ورجعي

فالحذار من كلمة اف التي تجعل الله يسخط عليك حتى لو كان لو لم يدعو الاب عليك او يشكوك الى الله

فالله ينتصر لهما ويلك فلا تكون من الذين يسخطهم الله


فكيف اليوم نرى الاولاد يتسببون بسباب اهليهم ولعنهم
فنراهم يفعلون العمل القبيح فيقوم الغير بسب الاب لانه لم يربي ولده جيدا

ولم يعلم هذا الولد ان رسول الله قال

أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه قيل : يا رسول الله وكيف يلعن الرجل والديه ؟ قال : يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه ، ويسب أمه فيسب أمه البخاري ومسلم واللفظ لمسلم

بل نرى اليوم ان الاولاد بالسنتهم يسبون اباهم ويلعنوه فذاك يقول بكلام فاحش على اباه لانه لم يترك له مالا او لانه لم يدخله جامعة جيدة او لانه لم يزوجه فتاة احبها فنراه يكيل الشتائم لاباه وما علم ان الله قد امهله وسوف يريه
قال رسول الله

عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " احفظ ودّ أبيك لاتقطعه فيطفئ الله نورك


رواه الهيثمي واسناده يرقى للحسن

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ثلاثة لا ينظرالله إليهما يوم القيامة : العاق لوالديه ، والمرأة المترجلة ، والديوث . وثلاثة لا يدخلون الجنة : العاق لوالديه ، والمدمن على الخمر ، والمنان بما أعطى رواه النسائي وقال الالباني حسن صحيح

فاحذر يا ولد من عقوق والديك وتذكر انك ما تفعله بهما يفعل بك غدا ومرجعك الى الله تعالى فيعذبك بما فعلته بوالديك