فـاروق
11-09-2007, 08:53 AM
يلي الحاج من بيروت، وكالات: في موقف لافت حسم رئيس كتلة المستقبل النيابية سعد الحريري موقف كتلته من النصاب لانتخاب الرئيس مؤكدا ان لا رئيس بالنصف زائد واحد. وسارع الحريري فور عودته الى بيروت للتواصل هاتفيا مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وعقد سلسلة اجتماعات مع عدد من قيادات الرابع عشر من آذار، ولا سيما وليد جنبلاط وسمير جعجع وأمين الجميل ونسيب لحود، وابلغهم موقفا حاسما لا عودة عنه يقضي بالالتزام بنصاب الثلثين وعدم اللجوء الى خيار النصف زائدا واحدا، مؤكدا أنه ملتزم بأن يحافظ على وحدة قوى الأكثرية لكنه لن يفرط بأمن واستقرار لبنان ولن يسمح لمشروع الفتنة أن يمر تحت أي ذريعة كانت.
في موقف لافت حسم رئيس كتلة المستقبل النيابية سعد الحريري موقف كتلته من النصاب لانتخاب الرئيس مؤكدا ان لا رئيس بالنصف زائد واحد. وسارع الحريري فور عودته الى بيروت للتواصل هاتفيا مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وعقد سلسلة اجتماعات مع عدد من قيادات الرابع عشر من آذار، ولا سيما وليد جنبلاط وسمير جعجع وأمين الجميل ونسيب لحود، وابلغهم موقفا حاسما لا عودة عنه يقضي بالالتزام بنصاب الثلثين وعدم اللجوء الى خيار النصف زائدا واحدا، مؤكدا أنه ملتزم بأن يحافظ على وحدة قوى الأكثرية لكنه لن يفرط بأمن واستقرار لبنان ولن يسمح لمشروع الفتنة أن يمر تحت أي ذريعة كانت. ونقلت وسائل اعلامية لبنانية أن مواقف الحريري لقيت صدى سلبيا من بعض مسيحيي الأكثرية وأعقبها تحريك مفاجئ من جانب جعجع لمسعى الوساطة بينه وبين ميشال عون وفيما أعطى عون اشارات ايجابية لبعض الوسطاء حول عقد اللقاء مع جعجع خلال 24 ساعة، قالت الأوساط المقربة من جعجع أنها "فوجئت بميشال عون يطلق النار على اللقاء بعد اجتماع تكتل التغيير والاصلاح، ما أدى الى تطييره ولكن ربما يتجدد الجهد لجمع الرجلين خلال 48 ساعة". وقال رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون "لا يمكن أن يأتي الرئيس الا بتوافق يحمل على الأقل خريطة حل متفاهم عليها بالحد الأدنى، وأي رئيس لا يأتي بخريطة حل متفاهم عليها مع أصحاب العلاقة يصبح رئيسًا تصادميًا لأن الحلول عندها ستفرض فرضًا. وهذا أيضًا غير مقبول... أما من يأتي بخريطة حل مقبولة من الأطراف أهلاً وسهلاً به، نحن لا نقول "نحن أو لا أحد"، بل نقول "الحل مع أي أحد".
من جهته جدد جنبلاط تأكيده أن الموالاة ستنتخب رئيساً بالنصف زائداً واحداً في حال عدم التوافق على رئيس، وقال إنه حتى هذه اللحظة يلتزم مرشحي قوى 14 آذار. وشدد على أن عون لا يمكن أن يكون مرشح هذه القوى للرئاسة، وقال إنه كان على قوى 14 آذار انتخاب رئيس في 23 من الشهر الماضي مشيراً إلى أنها لم تقم بهذه الخطوة احتراماً للبطريرك صفير. لكنه قال إن صفير إذا رغب في مرشح من خارج 14 آذار "فلا بد من تقدير رغبته واحترامها لأنه المظلة الأساس. وأنا شخصياً أمشي برغبته ولكن لا أستطيع أن أجيب نيابة عن حلفائي".
ورأى جنبلاط أن الاغتيالات لن تتوقف حتى في حال انتخاب رئيس توافقي أو بالنصف زائداً واحداً، قائلاً: "علينا ألا ننسى أن عملاء سوريا يتربصون بأحدنا للاغتيال". ودعا إلى انتخاب رئيس يحترم القرارات الدولية ويمكنه إيجاد حل لمسألة سلاح حزب الله ضمن إطار الحوار، ورأى أن تسلّم الجيش للحكم يعدّ "انقلاباً عسكرياً دستورياً".
لحود يرتب ملفاته استعدادا للرحيل
قبل أسبوع من بدء مهلة الأيام العشرة الأخيرة من ولاية الرئيس اللبناني إميل لحود، أكد بعض زواره ل "إيلاف" أن الرجل خلافا لما يردده بعض الأوساط لأهداف سياسية تهويلية بدأ فعلاً ترتيب أغراضه وملفاته للإنتقال من القصر الجمهوري في قصر بعبدا إلى منزله في بعبدات أيا تكن الأوضاع ، وسواء انتُخب رئيس يخلفه أم لا .
ويناقض سلوك لحود هذا تلميحاته إلى خطوات دراماتيكية وخيارات وقرارات سوف يتخذها ويسير بها في اليوم الأخير من ولايته إذا ما انتخب رئيس بالنصف زائد واحد من عدد النواب، على ما تهدد الغالبية، أو إذا لم يحصل الإنتخاب على الإطلاق . ويعزو زواره قرار لحود مغادرة القصر "طبيعياً" إلى أن الرجل قرر عدم المغامرة بتعريض نفسه وأفراد عائلته لملاحقات وعقوبات دولية في حال أقدم على مخالفة الدستور اللبناني، سواء ببقائه في القصر الرئاسي في بعبدا بدعوى توفير استمرارية الحكم والحؤول دون الفراغ – باعتبار أن حكومة الرئيس فؤاد السنيورة التي يفترض بها أن تتولى مهمات رئيس الجمهورية إنتقالياً في حال عدم انتخاب خلف له هي حكومة غير قائمة ولا دستورية ولا ميثاقية في رأي لحود- أو من خلال تشكيل "حكومة ثانية" غير دستورية لكنها تحظى باعتراف شعبي جزئي بها من "حزب الله" وأطراف المعارضة الآخرين.
وكان السفير الأميركي جيفري فيلتمان زار الوزير السابق وديع الخازن القريب من لحود الأسبوع الماضي ليبلغه بوضوح أنواع العقوبات التي سيتعرض لها الرئيس اللبناني الحالي إذا لم يغادر القصر الرئاسي عند انتهاء ولايته، أو إذا أقدم على خطوات مخالفة للدستور مثل تشكيل حكومة ثانية . وقال إن هذه الإجراءات ستطاول أمواله وعائلته في أوروبا وحتى في دول عربية "مثل قطر"!
وعزز اقتناع لحود بمغادرة القصر الرئاسي دون خطوات دراماتيكية، موقف قائد الجيش العماد ميشال سليمان الذي أكد رفضه ترؤس "حكومة ثانية" يعلن تشكيلها لحود، أو أي خطوة يمكن اعتبارها إنقلابية، مثل إعلان حال الطوارىء وتسليم السلطات كافة إلى المؤسسة العسكرية بذريعة الوضع الأمني .
أما ما تردد عن احتمال أن يكلف الرئيس لحود سلفه في قيادة الجيش، النائب الجنرال ميشال عون رئاسة حكومة إنتقالية، فيؤكد العارفون أنه إحتمال لم يرد ولن يرد لحظة في ذهن رئيس الجمهورية المستاء من الجنرال عون الذي رفض أن يلتقيه وإن لمرة يتيمة، وحتى في منزل للحود مجاور لمقر إقامة عون في منطقة الرابية. وفوق ذلك رفض عون السماح لأي من أعضاء كتلته النيابية بزيارة لحود الذي يجهر بأنه حتى لو شكّل حكومة ثانية في آخر أيام ولايته- وهذا ما لن يحصل- فإنه سيرفض أن يترأسها أو حتى أن يشارك فيها عون الذي ساهم لحود في إعادته لاعباً "بقوة" في الساحة السياسية اللبنانية وأعاد إليه مستحقات له وأغلق بنفوذه ملفات قضائية مالية في حقه ولم يلق في المقابل إلا "عدم الغفران".
في هذا الوقت، لا تزال حظوظ إجراء إنتخاب "طبيعي" لرئيس الجمهورية مساوية لحظوظ الإحتمالين الآخرين "الخطرين": الإنتخاب بالنصف زائد واحد، أو الفراغ الرئاسي الذي يعني تحوّل سلطات الرئاسة إلى حكومة الرئيس السنيورة.
لكن الأنباء التي تسربت من لقاء الرئيسين الأميركي جورج بوش والفرنسي نيكولا ساركوزي في واشنطن بينت أن الجهود الفرنسية نجحت في إحداث خرق في جدار الموقف السوري من الأزمة الرئاسية في لبنان. وعلى هذا الأساس يصل إلى بيروت خلال ساعات الموفد الرئاسي الفرنسي كلود غيان الذي كان عرّج على روما، ونقل رسالة عاجلة حول الوضع اللبناني من الرئيس ساركوزي الى العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي كان في زيارته الرسمية لإيطاليا. والمتوقع أن يبقى غيان في العاصمة اللبنانية لمواكبة الاستحقاق الرئاسي، حتى لو اقتضى ذلك بقاؤه أياماً، إلى أن يوافيه إلى بيروت وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير قبل الاثنين المقبل.
ولا يزال البطريرك الماروني نصرالله صفير يتحفظ عن طرح اي لائحة باسماء المرشحين نزولا عند مطالبات بذلك يتلقاها من كل حدب وصوب، لكن المعلومات تتقاطع عند إحتمال إقدامه على هذه الخطوة في اللحظة المناسبة بالتشاور مع جميع القيادات اللبنانية ، بعد أن يتأكد من الموعد الحاسم والنهائي لجلسة مجلس النواب وينال ضمانات ثابتة من طرفي النزاع لانتخاب أحد الواردة أسماؤهم في اللائحة .
ويتردد أن البحث يدور حول خمسة أسماء : بطرس حرب ونسيب لحود وميشال عون وأمين الجميّل و... ميشال إده ( إحفظوا هذا الإسم).
أما إذا ظلت كل الإتصالات تراوح مكانها، وتبيّن أن السوريين وحلفاءهم لا يعنون فعلاً ما يصرّحون به عن قبولهم بانتخاب رئيس توافقي يستطيع إعادة العلاقة إلى طبيعتها بين لبنان وسورية ويسهل قيام لبنان بالتزاماته الدولية ... فلم يعد ثمة شك بأن الغالبية النيابية ذاهبة في الأيام العشرة الأخيرة إلى انتخاب رئيس بنصف عدد النواب زائد واحد . وسينال هذا الرئيس إعترافاً عربيا ودوليا واسعاً يمكنه من "المواجهة" الواقعة حتماً .
في هذه الحال، ولأن عبء المواجهة سيكون ثقيلاً ، ولأن ترشيح رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع غير وارد لأسباب وأسباب ، قد لا ترى قوى الغالبية بين مرشحيها أنسب من ... الرئيس السابق أمين الجميّل .
أميركا تحذر سوريا من التدخل في الانتخابات في لبنان
إلى ذلك وجهت الولايات المتحدة تحذيرا شديد اللهجة الي سوريا بعدم التدخل في العملية الجارية لانتخاب رئيس جديد للبنان. ومن المنتظر ان يجتمع البرلمان اللبناني يوم الاثنين لانتخاب رئيس للبلاد خلفا للرئيس اميل لحود المؤيد لسوريا.
وأبلغ ديفيد ولش مساعد وزيرة الخارجية الاأميركية لجنة فرعية بمجلس الشيوخ يوم الخميس ان واشنطن قلقة من ان سوريا أو مؤيديها سيحاولون التأثير على نتيجة الاقتراع الرئاسي في لبنان من خلال العنف او الترهيب او رفض المشاركة.
والعلاقات بين واشنطن ودمشق متأزمة بسبب عدة قضايا. وتتهم ادارة بوش سوريا بالسماح لمقاتلين أجانب بعبور حدودها الى العراق لمهاجمة القوات الاأميركية هناك وتقويض العملية الديمقراطية في لبنان ومساعدة جماعات للنشطاء الفلسطينيين معارضة للسلام مع اسرائيل.
وفرضت واشنطن عقوبات اقتصادية على سوريا في 2004 وفي وقت سابق من هذا الاسبوع فرضت وزارة الخزانة عقوبات على أربعة أشخاص بينهم مسؤولان سوريان قالت ان لهم صلات بجهود سورية لتقويض سيادة لبنان.
وقال ولش "اننا نوضح ان التدخل او الترهيب في العملية الانتخابية (اللبنانية) غير مقبول لدى الولايات المتحدة والمجمتع الدولي."واضاف قائلا "لقد اتخذنا بالفعل سلسلة اجراءات عقابية وسنتخد المزيد" ردا على أعمال سوريا في عدد من الأصعدة. ومضى ولش قائلا ان واشنطن "لديها القدرة لزيادة عزلة الحكومة السورية على الصعيدين الدبلوماسي والمالي".
في موقف لافت حسم رئيس كتلة المستقبل النيابية سعد الحريري موقف كتلته من النصاب لانتخاب الرئيس مؤكدا ان لا رئيس بالنصف زائد واحد. وسارع الحريري فور عودته الى بيروت للتواصل هاتفيا مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وعقد سلسلة اجتماعات مع عدد من قيادات الرابع عشر من آذار، ولا سيما وليد جنبلاط وسمير جعجع وأمين الجميل ونسيب لحود، وابلغهم موقفا حاسما لا عودة عنه يقضي بالالتزام بنصاب الثلثين وعدم اللجوء الى خيار النصف زائدا واحدا، مؤكدا أنه ملتزم بأن يحافظ على وحدة قوى الأكثرية لكنه لن يفرط بأمن واستقرار لبنان ولن يسمح لمشروع الفتنة أن يمر تحت أي ذريعة كانت. ونقلت وسائل اعلامية لبنانية أن مواقف الحريري لقيت صدى سلبيا من بعض مسيحيي الأكثرية وأعقبها تحريك مفاجئ من جانب جعجع لمسعى الوساطة بينه وبين ميشال عون وفيما أعطى عون اشارات ايجابية لبعض الوسطاء حول عقد اللقاء مع جعجع خلال 24 ساعة، قالت الأوساط المقربة من جعجع أنها "فوجئت بميشال عون يطلق النار على اللقاء بعد اجتماع تكتل التغيير والاصلاح، ما أدى الى تطييره ولكن ربما يتجدد الجهد لجمع الرجلين خلال 48 ساعة". وقال رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون "لا يمكن أن يأتي الرئيس الا بتوافق يحمل على الأقل خريطة حل متفاهم عليها بالحد الأدنى، وأي رئيس لا يأتي بخريطة حل متفاهم عليها مع أصحاب العلاقة يصبح رئيسًا تصادميًا لأن الحلول عندها ستفرض فرضًا. وهذا أيضًا غير مقبول... أما من يأتي بخريطة حل مقبولة من الأطراف أهلاً وسهلاً به، نحن لا نقول "نحن أو لا أحد"، بل نقول "الحل مع أي أحد".
من جهته جدد جنبلاط تأكيده أن الموالاة ستنتخب رئيساً بالنصف زائداً واحداً في حال عدم التوافق على رئيس، وقال إنه حتى هذه اللحظة يلتزم مرشحي قوى 14 آذار. وشدد على أن عون لا يمكن أن يكون مرشح هذه القوى للرئاسة، وقال إنه كان على قوى 14 آذار انتخاب رئيس في 23 من الشهر الماضي مشيراً إلى أنها لم تقم بهذه الخطوة احتراماً للبطريرك صفير. لكنه قال إن صفير إذا رغب في مرشح من خارج 14 آذار "فلا بد من تقدير رغبته واحترامها لأنه المظلة الأساس. وأنا شخصياً أمشي برغبته ولكن لا أستطيع أن أجيب نيابة عن حلفائي".
ورأى جنبلاط أن الاغتيالات لن تتوقف حتى في حال انتخاب رئيس توافقي أو بالنصف زائداً واحداً، قائلاً: "علينا ألا ننسى أن عملاء سوريا يتربصون بأحدنا للاغتيال". ودعا إلى انتخاب رئيس يحترم القرارات الدولية ويمكنه إيجاد حل لمسألة سلاح حزب الله ضمن إطار الحوار، ورأى أن تسلّم الجيش للحكم يعدّ "انقلاباً عسكرياً دستورياً".
لحود يرتب ملفاته استعدادا للرحيل
قبل أسبوع من بدء مهلة الأيام العشرة الأخيرة من ولاية الرئيس اللبناني إميل لحود، أكد بعض زواره ل "إيلاف" أن الرجل خلافا لما يردده بعض الأوساط لأهداف سياسية تهويلية بدأ فعلاً ترتيب أغراضه وملفاته للإنتقال من القصر الجمهوري في قصر بعبدا إلى منزله في بعبدات أيا تكن الأوضاع ، وسواء انتُخب رئيس يخلفه أم لا .
ويناقض سلوك لحود هذا تلميحاته إلى خطوات دراماتيكية وخيارات وقرارات سوف يتخذها ويسير بها في اليوم الأخير من ولايته إذا ما انتخب رئيس بالنصف زائد واحد من عدد النواب، على ما تهدد الغالبية، أو إذا لم يحصل الإنتخاب على الإطلاق . ويعزو زواره قرار لحود مغادرة القصر "طبيعياً" إلى أن الرجل قرر عدم المغامرة بتعريض نفسه وأفراد عائلته لملاحقات وعقوبات دولية في حال أقدم على مخالفة الدستور اللبناني، سواء ببقائه في القصر الرئاسي في بعبدا بدعوى توفير استمرارية الحكم والحؤول دون الفراغ – باعتبار أن حكومة الرئيس فؤاد السنيورة التي يفترض بها أن تتولى مهمات رئيس الجمهورية إنتقالياً في حال عدم انتخاب خلف له هي حكومة غير قائمة ولا دستورية ولا ميثاقية في رأي لحود- أو من خلال تشكيل "حكومة ثانية" غير دستورية لكنها تحظى باعتراف شعبي جزئي بها من "حزب الله" وأطراف المعارضة الآخرين.
وكان السفير الأميركي جيفري فيلتمان زار الوزير السابق وديع الخازن القريب من لحود الأسبوع الماضي ليبلغه بوضوح أنواع العقوبات التي سيتعرض لها الرئيس اللبناني الحالي إذا لم يغادر القصر الرئاسي عند انتهاء ولايته، أو إذا أقدم على خطوات مخالفة للدستور مثل تشكيل حكومة ثانية . وقال إن هذه الإجراءات ستطاول أمواله وعائلته في أوروبا وحتى في دول عربية "مثل قطر"!
وعزز اقتناع لحود بمغادرة القصر الرئاسي دون خطوات دراماتيكية، موقف قائد الجيش العماد ميشال سليمان الذي أكد رفضه ترؤس "حكومة ثانية" يعلن تشكيلها لحود، أو أي خطوة يمكن اعتبارها إنقلابية، مثل إعلان حال الطوارىء وتسليم السلطات كافة إلى المؤسسة العسكرية بذريعة الوضع الأمني .
أما ما تردد عن احتمال أن يكلف الرئيس لحود سلفه في قيادة الجيش، النائب الجنرال ميشال عون رئاسة حكومة إنتقالية، فيؤكد العارفون أنه إحتمال لم يرد ولن يرد لحظة في ذهن رئيس الجمهورية المستاء من الجنرال عون الذي رفض أن يلتقيه وإن لمرة يتيمة، وحتى في منزل للحود مجاور لمقر إقامة عون في منطقة الرابية. وفوق ذلك رفض عون السماح لأي من أعضاء كتلته النيابية بزيارة لحود الذي يجهر بأنه حتى لو شكّل حكومة ثانية في آخر أيام ولايته- وهذا ما لن يحصل- فإنه سيرفض أن يترأسها أو حتى أن يشارك فيها عون الذي ساهم لحود في إعادته لاعباً "بقوة" في الساحة السياسية اللبنانية وأعاد إليه مستحقات له وأغلق بنفوذه ملفات قضائية مالية في حقه ولم يلق في المقابل إلا "عدم الغفران".
في هذا الوقت، لا تزال حظوظ إجراء إنتخاب "طبيعي" لرئيس الجمهورية مساوية لحظوظ الإحتمالين الآخرين "الخطرين": الإنتخاب بالنصف زائد واحد، أو الفراغ الرئاسي الذي يعني تحوّل سلطات الرئاسة إلى حكومة الرئيس السنيورة.
لكن الأنباء التي تسربت من لقاء الرئيسين الأميركي جورج بوش والفرنسي نيكولا ساركوزي في واشنطن بينت أن الجهود الفرنسية نجحت في إحداث خرق في جدار الموقف السوري من الأزمة الرئاسية في لبنان. وعلى هذا الأساس يصل إلى بيروت خلال ساعات الموفد الرئاسي الفرنسي كلود غيان الذي كان عرّج على روما، ونقل رسالة عاجلة حول الوضع اللبناني من الرئيس ساركوزي الى العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي كان في زيارته الرسمية لإيطاليا. والمتوقع أن يبقى غيان في العاصمة اللبنانية لمواكبة الاستحقاق الرئاسي، حتى لو اقتضى ذلك بقاؤه أياماً، إلى أن يوافيه إلى بيروت وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير قبل الاثنين المقبل.
ولا يزال البطريرك الماروني نصرالله صفير يتحفظ عن طرح اي لائحة باسماء المرشحين نزولا عند مطالبات بذلك يتلقاها من كل حدب وصوب، لكن المعلومات تتقاطع عند إحتمال إقدامه على هذه الخطوة في اللحظة المناسبة بالتشاور مع جميع القيادات اللبنانية ، بعد أن يتأكد من الموعد الحاسم والنهائي لجلسة مجلس النواب وينال ضمانات ثابتة من طرفي النزاع لانتخاب أحد الواردة أسماؤهم في اللائحة .
ويتردد أن البحث يدور حول خمسة أسماء : بطرس حرب ونسيب لحود وميشال عون وأمين الجميّل و... ميشال إده ( إحفظوا هذا الإسم).
أما إذا ظلت كل الإتصالات تراوح مكانها، وتبيّن أن السوريين وحلفاءهم لا يعنون فعلاً ما يصرّحون به عن قبولهم بانتخاب رئيس توافقي يستطيع إعادة العلاقة إلى طبيعتها بين لبنان وسورية ويسهل قيام لبنان بالتزاماته الدولية ... فلم يعد ثمة شك بأن الغالبية النيابية ذاهبة في الأيام العشرة الأخيرة إلى انتخاب رئيس بنصف عدد النواب زائد واحد . وسينال هذا الرئيس إعترافاً عربيا ودوليا واسعاً يمكنه من "المواجهة" الواقعة حتماً .
في هذه الحال، ولأن عبء المواجهة سيكون ثقيلاً ، ولأن ترشيح رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع غير وارد لأسباب وأسباب ، قد لا ترى قوى الغالبية بين مرشحيها أنسب من ... الرئيس السابق أمين الجميّل .
أميركا تحذر سوريا من التدخل في الانتخابات في لبنان
إلى ذلك وجهت الولايات المتحدة تحذيرا شديد اللهجة الي سوريا بعدم التدخل في العملية الجارية لانتخاب رئيس جديد للبنان. ومن المنتظر ان يجتمع البرلمان اللبناني يوم الاثنين لانتخاب رئيس للبلاد خلفا للرئيس اميل لحود المؤيد لسوريا.
وأبلغ ديفيد ولش مساعد وزيرة الخارجية الاأميركية لجنة فرعية بمجلس الشيوخ يوم الخميس ان واشنطن قلقة من ان سوريا أو مؤيديها سيحاولون التأثير على نتيجة الاقتراع الرئاسي في لبنان من خلال العنف او الترهيب او رفض المشاركة.
والعلاقات بين واشنطن ودمشق متأزمة بسبب عدة قضايا. وتتهم ادارة بوش سوريا بالسماح لمقاتلين أجانب بعبور حدودها الى العراق لمهاجمة القوات الاأميركية هناك وتقويض العملية الديمقراطية في لبنان ومساعدة جماعات للنشطاء الفلسطينيين معارضة للسلام مع اسرائيل.
وفرضت واشنطن عقوبات اقتصادية على سوريا في 2004 وفي وقت سابق من هذا الاسبوع فرضت وزارة الخزانة عقوبات على أربعة أشخاص بينهم مسؤولان سوريان قالت ان لهم صلات بجهود سورية لتقويض سيادة لبنان.
وقال ولش "اننا نوضح ان التدخل او الترهيب في العملية الانتخابية (اللبنانية) غير مقبول لدى الولايات المتحدة والمجمتع الدولي."واضاف قائلا "لقد اتخذنا بالفعل سلسلة اجراءات عقابية وسنتخد المزيد" ردا على أعمال سوريا في عدد من الأصعدة. ومضى ولش قائلا ان واشنطن "لديها القدرة لزيادة عزلة الحكومة السورية على الصعيدين الدبلوماسي والمالي".