تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : القاعدة والطريق الى احتلال العراق بذريعة مقاومة احتلال اخر



البرق اللامع
11-06-2007, 04:14 PM
ربما يعتقد البعض أن هناك شكل واحد للاحتلال في العراق وهو الاحتلال العسكري المنظم من قبل القوات الاميركية والقوات التي تعمل تحت لوائها تحت اسم القوة المتعددة الجنسيات، التي اسقطت نظام صدام حسين في 9 نيسان 2003.

وفي الحقيقة ان هناك احتلال اخر ربما يكون اشد فتكا وضررا من الاحتلال الاول لكنه من افرازاته وهو احتلال الجماعات المسلحة لمدن عراقية مختلفة، فهذه الجماعات تأتمر بأمر قيادات اجنبية وتحمل أجندات أجنبية وأهداف ربما تكون غير معروفة، وترتكب فظائع وجرائم ضد المواطنين الأبرياء والهدف المعلن هو مقاومة الاحتلال الأول أو ما يسمونها بحرب الصليبيين ومن تعاون معهم.
ثم انتقلت إلى مرحلة أخرى هي حرب الشيعة، أو الروافض كما يسمونها في أدبياتهم وكما أعلن عن ذلك صراحة أبو مصعب الزرقاوي، الزعيم السابق لتنظيم القاعدة في العراق والذي قتل قبل عدة اشهر، دون أن يعمل من خلفه في قيادة هذا التنظيم وهو أبو حمزة المهاجر على التخفيف من لهجة هذا التنظيم الإرهابي تجاه مكونات الشعب العراقي.
ولكن، شتان مابين الاحتلالين من النواحي الإعلامية والنفسية. فالاحتلال الامريكي احتلال يبدو أنه واضح الملامح والأهداف والنوايا، لكن ديمومة وجوده تعتمد على الاحتلال الثاني الذي يبث الفوضى والتخريب عبر ممارسة الأعمال الإرهابية والإفراط في القسوة إلى أقصى حد ممكن، والهدف غير معروف، أما النتائج فهي دائماً تصب في مصلحة الاحتلال الأول.

فالحكومة تضعف، وتماسك أبناء الشعب يضعف، وقدرة البلاد على النهوض بذاتها وصنع ملامح مستقبلها تضعف، وبذلك يعتاش الاحتلال الأول على الاحتلال الثاني، والعكس صحيح، وتتحول البلاد إلى ساحة صراع بين احتلالين.
والمفارقة أن الاحتلال الثاني، والمقصود هنا الجماعات المسلحة التي تشكّلت بسرعة ملفتة للنظر بعد سقوط نظام صدام حسين، تكوّن هذا الاحتلال من قيادات سعودية أو سورية أو يمانية أو كويتية أو جنسيات أخرى، وأخذت فكرة الجهاد والمقاومة طريقاً لها متبنية الخطاب الجهادي الإسلامي لتحريك مشاعر العراقيين التواقين إلى تحقيق انتصارات دينية وقومية.
ويجب أن لانستبعد دور بقايا البعث الذي تحول قسم منه وبشكل مثير للانتباه إلى تنظيمات سرّية جهادية التصقت بالقادمين الجدد من وراء الحدود وهم يحملون حجّة معقولة لقيادة جبهة عريضة لمقاومة الاحتلال الأمريكي.
والحقيقة أنهم ساهموا في تعزيز ذرائع بقاء هذا الاحتلال وأسهموا أيضاً في تعطيل مشاريع إعادة الإعمار والعملية السياسية في العراق، وأنقذوا أنظمة لدول مجاورة لها من السقوط تحت وطأة المدّ الديموقراطي المتصاعد في المنطقة، وكذلك فأنهم بالطبع حرموا شعوب المنطقة من أي تفكير بتحديث سياسي واصلاحات جذرية.
وقد عمل الاحتلال الاول على استخدام قوته المادية والمعنوية وعلى القاعدة الاقتصادية والآلة العسكرية الضخمة، أما الجماعات المسلحة فأنها اخذت تغذّي نفسها من بقايا الشوفينية البعثية والتكفيرية الوافدة من أفغانستان لتحاول إرساء أسس إمارة طالبانية جديدة، وكان عليها أن تدخل وبسرعة تحت ذريعة مقاومة الاحتلال وتجنيد أكبر عدد من العراقيين، لاسيما الناقمين منهم على الوضع الجديد، أو الذين خسروا مناصبهم وامتيازاتهم الهائلة بعد سقوط نظام حكم صدام حسين.
وكان السنة العرب هم الاختيار الأمثل لهذه الجماعات كي يكونوا مادتها الاولية، فهم المتضرر الأكبر من التحوّلات السياسية في العراق حسب فهمهم، لأن الديموقراطية ستأتي بحكم الأكثرية، والأكثرية لا تتوافق مع أهواء متطرّفي العرب السنة الذين يؤمنون بتفوّق نوعي على أكثرية شيعية لايرون أنها تستحق أن تحتلّ مكان الصدارة في بلد يحوي من البترول والثروات مايسيل له لعاب الجميع.
السنة العرب في العراق، وهو المفهوم الاجتماعي لسكان مايعرف بالمنطقة الغربية، أو المثلث السني، هؤلاء أصبحوا حجر الزاوية في اللعبة التي تدور بين الاحتلالين الأمريكي واحتلال القاعدة التي استطاعت أن تجنّد منهم الكثير بمساعدة الجماعات الوهّابية التي كانت منتشرة بالعراق منذ أيام حكم صدام كخلايا نائمة تشترك مع القاعدة في تكفير الشيعة الذين يشكلون اكثر من 55 – 60 بالمئة من سكان العراق.
السنة العرب الذين لم يكن ولائهم مطلقاّ إلى نظام البعث، بل حاول الكثير من زعمائهم الإطاحة بنظام صدام، تحوّلوا عن هذه السياسة بعد سقوط نظام صدام. وساعدت الأخطاء التي مارسها بول بريمر في بداية استلامه مهام السلطة في ذلك تفعيل التحوّل.
إذ ساعدت تلك الأخطاء في توسيع الهوة بين العرب السنة وبين الحكومة الجديدة مما سهّل من مهمة بقايا البعث وجماعات القاعدة التي وجدت مبرراً مناسباً لممارسة أعمالها، التي تطوّرت بشكل متسارع لتخلق سابقة غير معروفة في العمل المسلّح، وشكلاً بشعاً من أشكال الإرهاب الأعمى، الذي استهدف الأطفال والنساء والشيوخ والمواطنين الأبرياء العزّل.
وبعد أكثر من ثلاث سنوات من نزيف الدم والأعمال الإرهابية التي مورست في العراق أصبح السنة العرب يعون بما فيه الكفاية أن شعار إخراج الأمريكان من العراق، أو إنهاء الاحتلال، فقد صداه وبريقه الذي هلّل له الإعلام العربي بصورة كبيرة، والحقيقة أنهم يناصرون احتلال غير منظّم، ويحاربون احتلالاً منظماً. أي يبدّلون احتلال بآخر وعليهم أن يختاروا أهون الشرّين.
ويبدو أن نهضة أو صحوة رجال العشائر في مدينة الأنبار، أطول أضلاع المثلث السني، مؤشر واضح على أن سنة العراق المعتدلين سيختاروا أهون الشرّين، وهو التحالف مع الاحتلال الرسمي وهو الاحتلال الأمريكي، لمحاربة احتلال القاعدة، الذي عرّضهم لمهالك كثيرة، عن طريق أجندته القائمة على بثّ الفوضى والتحريض على العنف والاقتتال الطائفي الذي يجر البلاد حتماً نحو هاوية السقوط.
وحسب المعلومات المتوفرة لدينا، فأن أكثر من 23 قبيلة عربية سنية في الأنبار، وعلى رأسها آل بو ريشة والبو ذياب والبونمر والبو علي الجاسم، أعلنت عن رغبتها في عودة القانون والنظام إلى مدينة الأنبار التي أصبحت أشد المناطق خطورة وسخونة بعد أن شهدت حالات مفرطة من الفوضى التي لم يسبق لها مثيل.
ونتيجة لما حل بمدينتهم، تعاهد شيوخ هذه القبائل والعشائر، برئاسة الشيخ عبدالستار هزيع البوريشة، على إنشاء مجلس عشائري لانقاذ المدينة من خطر الإرهاب ومن الاحتلال الطالباني الذي جلب لها الويل والمأسي واستباح دماء الأبرياء من أبنائها من خلال أولئك الإرهابيين المختبئين تحت أقنعة الجهاد والمقاومة.
ولكن يبدو أن الامور قد تكشّفت واتضح أن الأمر لا يعدو أكثر من كونه صراع بين احتلالين، وماعلى العراقيين إلاّ أن يتركون التطبيل الإعلامي ويختاروا أهون الشرّين لترميم بلادهم ولملة جراحهم والبدء من جديد بعيداّ عن التحريض الطائفي والتعصّب الديني الذي أسقط البلاد في مهالك لا تحمد عقباها.

هنا الحقيقه
11-06-2007, 07:22 PM
سفسطة لا تستحق ان نجيب او نعطي راينا فيها


ولكن اضحكتني عندما قال صاحب الموضوع
(تكوّن هذا الاحتلال من قيادات سعودية أو سورية أو يمانية أو كويتية أو جنسيات أخرى، )


سحان الله ما اوضح لحن القول