تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : شباب الهدى يا منايا العدى



بشرى
05-24-2003, 09:26 AM
شباب
الشباب عماد الأمة:
أخي في الله.. أيها الشاب الناشئ في عبادة الله، يا من يظلك الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.. أُحَييك بتحية الإسلام تحية من عند الله مباركة طيبة فأقول لك أنت وأنا في قمة الإخلاص والمحبة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الناس يقولونها عادة ونحن نقولها عبادة.
ستكون وقفتي معك وحديثي إليك متركزا على منزلة الشباب وأهمية دورهم في إعادة الأمجاد الضائعة والتاريخ المشرق الزاهر. فالشباب في كل أمة هم عماد نهضتها وسر قوتها وحاملي رايتها ومحققي انتصاراتها، وهم معقد الآمال في حمل الأعباء والنهوض بكل أمر صعب، ألم يقل الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: "نُصرتُ بالشباب، وخذلني الشيوخ"؟؟ ألم يكن جُلّ صحابة نبيّنا عليه الصلاة والسلام من الشباب الذين كانوا في عمر الزهر ومقتبل العمر؟؟ أمثال عليّ وزيد وأسامة وجعفر.. وعلى أكتاف هؤلاء وغيرهم قامت الدعوة في مراحلها الأولى التي كانت تحتاج إلى صبر وجلد وقوة وعزيمة، فثبتوا على الحق بعد أن خالط الحق قلوبهم وعمر الإيمان أفئدتهم ونفوسهم فتاقت إلى ما عند الله واستصغرت كل الصعاب في سبيل حياة كريمة عزيزة بالإسلام أو جنة عدن في مقعد صدق عند مليك مقتدر. وهكذا تتالت الأجيال عبر العصور الإسلامية الزاهرة حتى قيّض الله عزّ وجلّ لهذه الأمة في بدايات القرن العشرين شبابا من الشباب الأشداء في عقيدتهم وإيمانهم الغيورين على دينهم وأمتهم الذي أرّق الواقع الأليم الذي وصلت إليه بلاد المسلمين جفونهم فكانوا يمضون الليالي الطوال يفكرون في عمل شيء لإعادة العزة السليبة والحق المضيّع.
هو الإمام الشهيد حسن البنّا الذي أعاد الأمل إلى النفوس والتفاؤل إلى القلوب فكان أن ارتقى شهيدا في سبيل أعزّ قضية وأنبل غاية. وعلى درب البنا سار الآلاف من الشباب يحملون همّ الإسلام وعودة شريعته إلى واقع الحياة لينعم الناس بالعدالة المطلقة والحرية الحقيقية ونعيم الدارين... ولنا في قصة أصحاب الكهف أسوة ومثل.. هؤلاء الشباب الذين فروا بدينهم إلى كهف في أحد الجبال، اختاروا شظف العيش وهم أبناء القادة الأغنياء المقربين من الطاغوت الظالم المتجبر. اختاروا ذلك الكهف وطلبوا من ربهم أن يهيئ لهم من أمرهم رشدا وهكذا كان، حصلت المعجزة التي سطّرها القرآن الكريم لتكون شاهدا على البعث بعد الموت والإحياء بعد الإماتة لتقول للناس إن هذه الدنيا ليست نهاية المطاف إنما هناك المستقبل الكبير في جنان الخلد والرضوان الأكبر، فإن عانيتم في سبيل عقيدتكم ودينكم واضطُهِدتم فإن العاقبة لكم والمستقبل لكم، إن لم يكن في الدنيا ففي الآخرة، وما أجمل أن تكون العاقبة لنا في الدنيا بالتمكين لديننا وفي الآخرة برضى ربنا.. فلنعمل أيها الشباب في سبيل عزّة أمتنا وتحكيم شريعة ربنا ولننتظر السعادة في الدارين: "ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم" وإلى الملتقى بإذن الله.