تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الدعوة إلى الله بغير لحية ...



Abuhanifah
11-03-2007, 12:05 PM
الدعوة إلى الله بغير لحية ...
الكاتب: د. محمد العريفي


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين سيدنا ونبينا محمد عليه أفضل صلاة و أتم تسليم

إن من أعظم صفات أهل الجنة هي أن وظيفة أحدهم الأساسية في هذه الحياة هي عبادة الله .. والدعوة إليه .. والعمل لهذا الدين .. ونصح الناس .. والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. وبصراحة .. بعض الناس إذا سمع الحديث حول الدعوة إلي الله .. ظن أن الدعوة مقصورة على من أعفي لحيته و أقصر ثوبه .. ثم قال لك : أنا أحلق لحيتي .. و أسبل ثوبي .. وأدخن.. وجعل هذه الأمور حائلاً بينه وبين الدعوة إلى الله تعالي ونصح المقصرين .. وهذا خطأ من وساوس الشياطين .

نعم لا أنكر أن الأصل في الداعية أن يكون مستقيماً مطبقاً لما يدعو إليه .. ولكن لا يعني هذا أن يترك الرجل الطاعات بسبب وقوعه في بعض المعاصي .. ولعل تلك المعاصي أن تغوص في بحر الحسنات .

بل قد يستطيع المقصر أن يصل إلى أشخاص لن يصلهم الداعية المستقيم .. فأنت وإن كنت مقصراً إلا أنك تستطيع أن تدعو تارك الصلاة إلى أن يصلي .. فترك الصلاة كفر .. أنت تستطيع أن تنصح من يقع في الفواحش أن يتوب منها .. تنصح من يتعرض لأعراض المسلمين بأن يكف عن ذلك .

بل قد يجالس الداعية المستقيم بعض الناس ولا يعلم أنهم يأكلون الربا .. أو يقعون في الفواحش .. أو يتركون الصلاة .. لأنهم يتظاهرون بالخير أمام الصالحين .. أما من رأوه مثلهم فلا يتصنعون أمامه بشيء .. بل يكشفون أمامه أوراقهم .. ويظهرون كل شيء .. أما كيف تنصحهم وتدعوه .. فهذا يكون بأساليب شتى .. كإهداء الأشرطة النافعة إليهم .. ودعوة بعض الدعاة إلى مجالسكم أحيانا ً.. والنصيحة الفردية لهم .. وغير ذلك .. ولا تقل أنا غير ملتزم فكيف أدعو وأنصح ؟! .. فإن وظيفة الدعوة إلى الله وظيفة ربانية واسعة .. كثيرة الأساليب لا تزال تحتاج إلى عاملين .. وكلنا ذوو خطأ .. وكل ابن آدم خطاء ..

ولو لم يعظ في الناس من هو مذنب فمن يعظ العاصين بعد محمد - صلى الله عليه وسلم؟!

وقال أحد الشيوخ :
خرجت من المسجد يوماً فجاءني شاب عليه آثار المعصية .. وقد اسودت شفتاه من كثرة التدخين .. فعجبت لما رأيته .. ماذا يريد .. فلما سلم على قال : يا شيخ أنتم تجمعون أموالاً لبناء مسجد أليس كذلك ؟؟ فقلت : بلي .. فناولني ظرفاً مغلفاً وقال : هذا مال جمعته من أمي وأخواني وبعض المعارف .. ثم ذهب .. ففتحت الظرف فإذا فيه خمسة آلاف ريال .. وأنفق هذا المال في بناء المسجد .. واليوم لا يذكر الله في ذلك المسجد ذاكر .. ولا يتلو القرآن قارئ .. ولا يصلي مصل .. إلا وكان في ميزان ذاك الشاب مثل أجره .. فهنيئاً له .. ولو أن الشاب استسلم لتخذيل الشيطان وقال : أنا عاص .. فإذا تبت بدأت أخدم الدين وأبني المساجد .. لفاته أجر عظيم ..

وقد قال صلي الله عليه وسلم : « من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً » رواه مسلم .

وقال أحد الشيوخ :
أعرف أثنين من الشباب المقصرين - يهديهم الله - هما منذ سنوات إذا أقبل شهر رمضان أو موسم الحج ركبا سيارة وأخذا معهما أدوات خاصة بإصلاح أعطال السباكة والكهرباء .. ثم توجها إلى مكة .. ومرا على جميع دورات المياه التي في طريق الحجاج والمعتمرين و أصلحا أعطالها .. خدمة لإخوانهم المسلمين .. ولا أحد يعرف ذلك عنهما ..

وقال أحد الدعاة :
طرق علي الباب في آخر الليل .. فخرجت فزعاً فإذا شابُ عليه آثار التقصير والمعصية .. فسألته ماذا تريد ؟! .. فقال : معي في السيارة إثنان من العمال الهنود أسلما على يدي وقد أحضرتهما إليك لتلقنهما الشهادة وتجيب عن أسئلتهما .. !! فقلت .. كيف دعوتهما ؟ .. فقال : لا زلت أتابعهما بالكتب و الأشرطة حتى أسلما ..

- وحدثني أحد العاملين فى مكتب للدعوة والإرشاد أن شابا ًمدخناً وعنده معاصٍ أخرى ، ومع ذلك فإن هذا الشاب إذا أقبل رمضان جمع تبرعات من التجار ثم اشترى الآف الأشرطة وحملها إلى مكاتب الدعوة لتوزيعها خلال نشاطاتهم في رمضان ، طالما اشتكي العاملون في مكاتب الدعوة والإرشاد من قلة المتعاونين معهم ، يقسم لي أحدهم : أن بعض العمال الكفار ليس بينه وبين الإسلام إلا أن يتفرغ له شخص أسبوعاً أو أسبوعين يأتي به إلي مكتب الدعوة لحضور المحاضرات ، ولا يجد المكتب متعاوناً يهتم بمثل هذا .

بل كم من خادمة كافرة ما نشط أصحابها في دعوتها ولا أهدوا لها كتاباً ولا شريطاً عن الإسلام ، فبقيت على كفرها ، وكم من شاب فاجأه الموت وهو تارك للصلاة أو مقيم على كبيرة من الكبائر لأن الدعاة ما استطاعوا الوصول إليه ، وأصحابه ما نشطوا في نصيحته .

وكم من فتاة ترى زميلاتها في المدرسة يتبادلن الصور والأشرطة المحرمة بل وأرقام الهواتف المشبوهة ومع ذلك إذا طالبناها بنصيحتهن قالت : أنا احتاج إلى من ينصحني أنا مقصرة ، إذا أصبحت ملتزمة نصحتهن .. عجباً .

ما أسعد الشيطان بسماع هذه الكلمات ..

كيف دخل الإسلام إلى أفريقيا والهند والصين !! حتى صار في الهند مائة مليون مسلم، وفي الصين قريباً من ذلك .. من دعا هؤلاء ؟؟

إنهم أقوام من عامة الناس ليسوا طلبة علم ولا أئمة مساجد ولا تخرجوا من كليات شرعية أقوام ذهبوا للتجارة فدعوا الناس فأسلموا على أيديهم .. فخرج من هؤلاء المسلمين الهنود والصينيين والأفارقة علماء ودعاة .. وأجر هدايتهم لأولئك التجار .

لقد سألت مراراً عدداً من العمال الكفار الذين في محطات البنزين أقول لأحدهم : منذ متى وأنت في هذه البلاد فيقول : منذ خمس سنوات وسبع سنوات .. فأقول : هل أعطاك أحد شريطاً أو كتاباً عن الإسلام منذ جئت إلى هنا ؟! فيعتصر قلبي بقوله : لا .. كل الناس يملئون سياراتهم بالوقود ويذهبون ..

يا أخي قد تكون مقصراً .. بل قد تستمع إلى الأغاني وقد تدخن وقد تقع فى المعاصي ولكن أنت مسلم أولاً و أخيراً ...

وقد قال لك النبي صلى الله عليه وسلم : « بلغوا عنى ولو آية ... »

.. أفلا تحفظ آية فتبلغها .

إن توزيع الأشرطة ونشر الكتب وتوزيع بطاقات الأذكار أمور لا تحتاج إلى علم .. من منا إذا سافر أخذ معه مجوعة من الأشرطة النافعة ثم إذا وقف في محطة وقود وضع في البقالة بعضها ، والبعض الآخر في مسجد المحطة أو وزعها على السيارات الواقفة .. الناس في الطريق لابد أن يستمعوا إلى أي شيء فكن معيناً لهم على سماع الذكر والخير ..

من منا إذا رأى كتاباً نافعاً اشترى منه كمية ووزعها في مسجده أو أهداها لزملائه في العمل أو طلابه في المدرسة ..

وأنا بكلامي هذا لا أسوغ الوقوع في المعاصي أو أجد العذر لأصحابها .... ولكن ذكرّ إن نفعت الذكرى ولا ينبغي أن تحول المعصية بين صاحبها وبين خدمة هذا الدين ..

قصة أبو محجن الثقفي

أبو محجن الثقفي رضى الله عنه رجل من المسلمين كان قد ابتلى بشرب الخمر وطالما عوقب عليها ويعود ويعاقب ويعود .. بل كان من شدة تعلقه بالخمر يوصى ولده ويقول :



إذا مت فادفني إلي جنب كرمة ....... ترمي عظامي بعد موتي عروقها
ولا تدفنني في الفلاة فإننـي ....... أخاف إذا ما مت أن لا أذوقهـا


فلما تداعى المسلمون للخروج لقتال الفرس في معركة القادسية خرج معهم أبو محجن الثقفي رضى الله عنه وحمل زاده ومتاعه ولم ينس أن يحمل خمراً دسها بين متاعه فلما وصلوا القادسية طلب رستم مقابلة سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه قائد المسلمين ، وبدأت المراسلات بين الجيشين ، عندها وسوس الشيطان لأبى محجن رضى الله عنه فاختبأ في مكان بعيد وشرب الخمر ، فلما علم به سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه غضب عليه وحرمه من دخول القتال ثم أمر به فقيد بالسلاسل وأغلق عليه في خيمة .


فلما أبتدأ القتال وسمع أبي محجن صهيل الخيول وصيحات الأبطال لم يطق أن يصبر على القيد واشتاق إلي الشهادة بل اشتاق إلى خدمة هذا الدين وبذل روحه لله تعالي .. نعم .. وإن كان عاصياً .. وإن كان مدمن خمر .. إلا أنه مسلم يحب الله ورسوله فأخذ يتحسر على حاله ويترنم قائلاً :


كفى حزناً أن تدحم الخيل بالقنى ....... وأترك مشدوداً علي وثاقيــا
إذا قمت عناني الحديد وغلقـت ....... مصاريع من دوني تصم المناديا
وقد كنت ذا مال كثيــر وأخوة ....... وقد تركوني مفرداً لا أخا ليا
فلله عهد لا أحيــف بعهـده ....... لإن فرجت ألا أزور الحوانيا

ثم أخذ ينادي بأعلى صوته ..

فأجابته إمراة سعد : ماذا تريد ؟؟ فقال : فكي القيد من رجلي وأعطني البلقاء فرس سعد فأقاتل فإن رزقني الله الشهادة فهو ما أريد وإن بقيت فلك عهد الله وميثاقه أن أرجع حتى تضعى القيد في قدمي .. وأخذ يرجوها ويناشدها حتى فكت قيده وأعطته البلقاء فلبس درعه وغطى وجهه بالمغفر ثم قفز كالأسد على ظهر الفرس وألقى نفسه بين الكفار يدافع عن هذا الدين ويحامي ..

علق نفسه بالآخرة ولم يفلح إبليس في تثبيطه عن خدمة هذا الدين ... حمل على القوم يلعب برقابهم بين الصفين برمحه وسلاحه .. تعجب الناس منه وهم لا يعرفونه ولم يروه في النهار .. ومضى أبو محجن يقاتل ويبذل روحه رخيصة في ذات الله ... نعم مضى أبو محجن ..

أما سعد بن أبي وقاص فقد كانت به قروح في فخذيه فلم ينزل ساحة القتال .. لكنه كان يراقب القتال من بعيد ، فلما رأى أبا محجن عجب من قوة قتاله .. وقال : الضرب ضرب أبي محجن والكركر البلقاء .. وأبو محجن في القيد والبلقاء في الحبس !! فلما انتهي القتال عاد أبو محجن إلى سجنه ووضع رجله في القيد ونزل سعد فوجد فرسه يعرق فقال : ما هذا ؟ فذكروا له قصة أبي محجن فرضى عنه وأطلقه وقال : والله لا جلدتك في الخمر أبداً . فقال أبو محجن : وأنا والله لا شربت الخمر أبداً ...
رضى الله عنهم .....

Abuhanifah
11-03-2007, 05:53 PM
عندي سؤال: كيف يقول سعد رضي الله عنه والله لا جلدتك في الخمر أبداً ؟؟؟

شيركوه
11-03-2007, 10:08 PM
اولا هل انت متاكد من دقة الكلمة؟ اقصد والله لا جلدتك في الخمر ابدا؟

لان الحدود ليس فيها شفاعة

فان صح ما ذكرت قد يكون له قصد بكلامه قصر فهمنا عنه لا اعرف

ولكن المقال جميل جزاك الله خيرا :)
السلام عليكم

من هناك
11-04-2007, 03:22 AM
السلام عليكم،
الشيخ سعد البريك يورد الرواية بنص آخر فيه "والله لا جلدتك ابداً" بدون ذكر الخمر

Abuhanifah
11-04-2007, 05:28 AM
جزاكم الله خيرا أخواي شيركوه وبلال

ربما كان يقصد سعد رضي الله عنه عندما قال والله لا جلدتك في الخمر أبداً أي في الحادثة المخصوصة التي سبقت، ف "ال" التعريف على الخمر تدل على تخصيصه ولذلك قال لا جلدتك على شربك الخمر -في مكان بعيد قبل المعركة- ابدا جزاءً على توبتك وشجاعتك في المعركة والله أعلم

من هناك
11-04-2007, 12:17 PM
السلام عليكم،
إن التفسير منطقي نسبياً لولا ان ابا محجن كان في العقاب اصلاً ولذلك فإن التفسير الذي جئت به يا اخي لا ينفع :)

يقول الشيخ عطية صقر (http://www.islamonline.net/iol-arabic/info/fatwa-1-11/fatwa-1.asp)

قال فريق من الفقهاء منهم أبو حنيفة: إذا غزا أميرٌ أرض الحرب فإنه لا يقيم الحد على أحد من جنوده في عسكره، إلا أن يكون إمام مصر أو الشام أو العراق أو ما أشبه ذلك، فيقيم الحدود في عسكره، وحجتهم إن إقامتها في دار الحرب قد تحمل المحدود على الالتحاق بالكفر.

وقد نصّ على عدم إقامتها أحمد وإسحاق بن راهوَيْهِ والأوزاعي وغيرهم، وعليه إجماع الصحابة، وكان أبو محجن الثقفي لا يطيق الصبر عن شرب الخمر، فشربها بالقادسية فحبسه أمير الجيش سعد بن أبي وقاص وأمر بتقييده، ثم طلب من امرأة سعد أن تطلقه ليشترك في المعركة وتعهَّد بالعودة إلى الحبس.. وكان ذلك، ولما عرف سعد بلاءه في الحرب عفا عنه فتاب عن الخمر.

ورأى جماعة آخرون عدم الفرق بين إقامة الحدود في دار الإسلام وغيرها، ومنهم مالك والليث بن سعد.

لذلك فإن سعد لم يتراجع عن حد في تلك اللحظة بل تابع ما عليه جمهور الصحابة من ان الحدود لا تقام خلال الحرب. بالنسبة لتخصيص الخمر في النص، فلا بد من مراجعة القصة في اصل معتبر وهذا ما لم اجده على النت بعد ولكني اميل إلى نص الشيخ سعد البريك اكثر.




ربما كان يقصد سعد رضي الله عنه عندما قال والله لا جلدتك في الخمر أبداً أي في الحادثة المخصوصة التي سبقت، ف "ال" التعريف على الخمر تدل على تخصيصه ولذلك قال لا جلدتك على شربك الخمر -في مكان بعيد قبل المعركة- ابدا جزاءً على توبتك وشجاعتك في المعركة والله أعلم

من هناك
11-04-2007, 12:22 PM
عفواً وجدت هذا ايضاً


وعن ابن سيرين قال: ((كان أبو محجن لا يزال يجلد في الخمر فلما أكثر عليهم سجنوه وأوثقوه…))وعن ابن سيرين أنه لما كان مع سعد ـ وكان مسجوناً موثقاً بسبب الخمر ـ وقعت معركة القادسية، فرآى أبو محجن المشركين وقد أصابوا في المسلمين، فأقنع بعض نساء سعد أن تحل قيوده، وتحمله على فرس، وتعطيه سلاحاً، ليشترك في القتال، على أنه إن لم يقتل كان أول من يرجع.
فرأى سعد فعل أبي محجن في المشركين ولم يعرفه، فلما أخبرته المرأة بقصته شكر له ذلك، فدعا به، وحلّ قيوده، وقال: (( لا نجلدك في الخمر أبداً))!!. إلا أن أبا محجن قال له: ((وأنا والله لا تدخل في رأسي أبداً، إنما كنت آنف أن أدعها من أجل جلدك))!!. قال: ((فلم يشربها بعد ذلك))المصدر:
المصنف لعبد الرزاق ج:9 ص:243 كتاب الأشربة: باب من حدّ من أصحاب النبي(صلى الله عليه وآله وسلم).
الإصابة ج:7 ص:362 في ترجمة أبي محجن الثقفي.
الاستيعاب ج:4 ص:184 في ترجمة أبي محجن الثقفي.
التوابين لابن قدامة ص:131 في (توبة أبي محجن الثقفي).

ذكر الواقدي هذا، ولكنه ليس بحجة:

وسعد يتخلل الصفوف ويعظهم ويوصيهم أي الأمراء وكان في الليل قد طاف على العسكر فرأى أبا محجن الثقفي يشرب الخمر وقال له‏:‏ عدو نفسه لقد محوت أجر جهادك وعبادتك والله لآخذن منك حق الله وجلده الحد وقيده‏.‏

Abuhanifah
11-04-2007, 12:55 PM
جزاك الله خيرا أخي بلال وأحسن اليك



قال فريق من الفقهاء منهم أبو حنيفة: إذا غزا أميرٌ أرض الحرب فإنه لا يقيم الحد على أحد من جنوده في عسكره، إلا أن يكون إمام مصر أو الشام أو العراق أو ما أشبه ذلك، فيقيم الحدود في عسكره، وحجتهم إن إقامتها في دار الحرب قد تحمل المحدود على الالتحاق بالكفر.

وقد نصّ على عدم إقامتها أحمد وإسحاق بن راهوَيْهِ والأوزاعي وغيرهم، وعليه إجماع الصحابة، وكان أبو محجن الثقفي لا يطيق الصبر عن شرب الخمر، فشربها بالقادسية فحبسه أمير الجيش سعد بن أبي وقاص وأمر بتقييده، ثم طلب من امرأة سعد أن تطلقه ليشترك في المعركة وتعهَّد بالعودة إلى الحبس.. وكان ذلك، ولما عرف سعد بلاءه في الحرب عفا عنه فتاب عن الخمر.

ورأى جماعة آخرون عدم الفرق بين إقامة الحدود في دار الإسلام وغيرها، ومنهم مالك والليث بن سعد.

أذا ما قلته لا يتعارض ابدا مع ما قاله الشيخ عطية صقر بأن الحادثة كانت مخصوصة وقال فريق من الفقهاء بأنه ليس على قائد الجنود ان يقيم الحد في حالة الحرب...

من هناك
11-04-2007, 01:56 PM
اخي ابو حنيفة،
انا اوافقك فيما قلت ولكني لا اوافقك في هذه.


ولذلك قال لا جلدتك على شربك الخمر -في مكان بعيد قبل المعركة- ابدا جزاءً على توبتك وشجاعتك في المعركة والله أعلم


لو استحق الجلد في مكان آخر لما شفعت الشجاعة ولا الإقدام. لكن لو نظرنا إلى ما ذكره ابن سيرين لوصلنا إلى الجهة الاخرى من القصة وهي ان ابا محجن رفض ان يترك الخمر سابقاً انفة كي لا يقال انه تاب بسبب العقاب وهذا امر طبيعي عند الأقوياء فهم يرفضون ان يؤثر العقاب فيهم وقد يتابعون في الخطأ كي لا يتنازلوا عن رأيهم. لذلك فإن سعداً عفا عنه (في الحبس) وليس في الجلد لأنه لا جلد في ذاك الموضع اصلاً كما اجمع الصحابة.

Abuhanifah
11-04-2007, 03:14 PM
أخي بلال معك حق ولكني لم أفهم آخر ما قلت :


لذلك فإن سعداً عفا عنه (في الحبس) وليس في الجلد لأنه لا جلد في ذاك الموضع اصلاً كما اجمع الصحابة.

ولكنه قال والله لا جلدتك في الخمر أبداً وفي قول آخر للشيخ سعد البريك والله لا جلدتك ابداً ولم يقل والله لا اعاقبك او احبسك أبداً؟؟؟ فكبف عفى عنه في الحبس أرجو التوضيح!

من هناك
11-05-2007, 01:31 AM
السلام عليكم،
بما ان الحد لم يكن معمولاً به في الحرب فقد سجنه سعد ثم اصدر عفواً عنه كي لا يسجن وقال له انه لن يجلده في الخمر بعد ذلك لما وجد فيه من انفة كما ذكر ابن سيرين مما شجع ابا محجن على إعلان توقفه عن شربها