تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : معضلة التوجيه المهني



فـاروق
11-02-2007, 10:02 AM
ناي الراعي
معضلة تاريخية ومزمنة، ولو بدت ثانوية مقارنة بالأزمات السياسية والاقتصادية والمعيشية التي تلمّ بالبلاد. انها غياب التوجيه المهني للطلاب خلال سنوات الدراسة الثانوية التي تنتهي غالبا الى توجههم نحو الجامعات من دون تحديد واضح لخيار مهني ما يتسبب في تضييع سنة او اكثر من حياتهم نتيجة سوء اختيارهم وسوء تقدير لاختصاصهم وبالتالي ضياعهم في مستنقع البطالة او انضمامهم الى لائحة المهاجرين بحثا عن عمل يكون في اكثر الاحيان بعيدا من دائرة اختصاصاتهم التي درسوها..
إزاء هذا الواقع يبدو شباب لبنان اليوم اكثر من اي وقت مضى في امس الحاجة الى خطة انقاذية على الصعيد التربوي، اول عنوان عريض فيها دراسة موسّعة لسوق العمل اللبناني تنفذها الدولة عبر وزارة التربية وتحديداً مديرية التوجيه والإرشاد التي تتبرأ من هذه المسؤولية وتحيلها على وزارة التصميم الملغاة منذ السبعينيات على اعتبار "أنها من واجباتها". وبناء علي هذه الدراسة يتم وضع خطة تربوية شاملة تفوق بحجمها امكانات المؤسسات الخاصة ،التي كانت السباقة الي وعي خطورة التوجيه ولعل ابرزها مؤسسة الحريري، ومن اولوياتها التوجيه الصحيح في المدارس، الذي حتى اليوم لم يتعدّ نطاق المبادرات الفردية من مؤسسات خاصة وبعض المدارس والجمعيات الخاصة.
غياب التوجيه ازمة يواجهها الطالب بعيد انهائه مرحلة التعليم المدرسي، لتنتهي بأزمة تمتد الى ما بعد تخرجه الجامعي بحثا عن فرصة عمل لا تنطبق في كثير من الاحيان على احتياجات السوق الجاهل اصلا لهوية اختصاصه ما يؤدي به الى البطالة او الهجرة بحثا عن مصدر رزق لتأمين مستقبله ويتسبب في تفريغ البلد من طاقاته وخسارته في رصيده الشاب والباني.
تمشي سارة (18 عاما) بخطى سريعة. تمشط غرفة الجلوس برجليها. تدور حول نفسها مراراً وعلى وجهها علامات خائفة. تمرر أصابع متوترة على جبينٍ مقطب، محاولة الاجابة عن سؤال طرحته عليها إحدى صديقات والدتها لكنها لا تجد ما تقوله.
ترافقها نظرات الوالدة والصديقات المجتمعات في بيتها، باستغراب شديد إزاء ترددها.تكرر الوالدة سؤال صديقتها، "أيه سارة شو قلتي شو حابّي تتخصصي بالجامعة؟".
تسمّر سارة عينيها على شاشة التلفاز قائلة "بعد ما بعرف"..وهكذا، تفضح سارة عجزها عن اتخاذ قرار مصيري في حياتها تكشف ضياعها أمام والدتها وفي محاولة لترقيع "الأزمة"، تجيب الوالدة: "أصلاً بعد في وقت لتختار، بعد ما صار شي. فيها تدرس هندسة لأن منيحة بالرياضيات"...، ويكمل الحديث في مستقبل سارة، بدون مشاركة المعنية الأولى بالموضوع، طبعاً التي تقبع في زاوية الغرفة، تلاعب جهاز التحكم وتشغل نفسها بجهاز التلفاز الجديد.
سارة، تلميذة الثالث ثانوي مثلها مثل كثيرين من زملائها في الصف، تمر بازمة عدم قدرتها على اختيار مهنتها أو اختصاصها في الجامعة. "ما بعرف شو لازم أدرس بالجامعة وبالمدرسة ما بيساعدونا تانعرف"، تشكي وتستفيض: "مش بس أنا ما بعرف، في كتير أصحاب كمان مش عارفين حالن بعد..."
اختيار الاختصاص يشكل لكثيرين من خريجي المدارس ازمة على ابواب الجامعات. وتشرح منسقة معرض المهن السنوي في الجامعة الأميركية في بيروت والمسؤولة عن قسم الارشاد والتوجيه في الجامعة الدكتورة مريم غندور الى "انّ مساعدة الطالب في كشف نقاط قوته لبناء خيار مهنته عليها، هو من ابرز ركائز التوجيه والارشاد". وتحدد ستة انماط من الشخصيات يتوزع عليها الطلاب ويختارون مهنهم بناء عليها وهي: الشخصية الفنية، والاجتماعية، والادارية، وذات الميول التقنية او الرقمية، والاستكشافية، وذات القدرة الاقناعية.
وحسب غندور "قد يجتمع اكثر من نمط في شخصية طالب لكن لا بد وان يطغى نمط واحد على الانماط الاخرى وعلى أساسه يختار الطالب الاختصاص". "هذا ويساعد التوجيه الطلاب على محاولة الاجابة عن اسئلة مثل:من انا، ماذا اريد، ماذا احب وماذا استطيع ان افعل، مشيرة الي ان"عملية الكشف عن ذلك تبدأ من خلال معرفة هوايات الطالب ومواهبه والتعرف على النوادي التي ينشط فيها".
لا توجيه قبل التخرج
لا تتوقف المشكلة عند غياب التوجيه بل تتعداه في حال وجوده الى المشكلة الاساس او لب المشكلة الكامن في غياب الشرح التفصيلي للإختصاص الذي ينوي الطالب دراسته، إذ يقبل عدد كبير من الطلاب على اختصاص ما وهم يجهلون تماماً المواد الواجب دراستها أو فرص العمل التي قد يؤمنها، ما قد يتسبب في تغييرهم الاختصاص بعد تضييع سنة او حتى اكثر من عمرهم.
وترى المسؤولة عن مديرية التوجيه المهني في مؤسسة الحريري التربوية ثريا غطمي عواد "ان مهمة التوجيه الجوهرية تكمن في مساعدة الطالب على نفسه". وتستفيض في شرح كيف ان بعض الطلاب احيانا يختارون اختصاصات لا تناسب طباعهم، اذ "يختار بعض الطلاب اختصاص الطب مثلا وهم ليسوا اشخاصا اجتماعيين والطبيب يجب ان يكون انسانا اجتماعيا لذا فالطب لا يليق بهم".
وبحسب عواد، "لا تكفي معرفة الطالب لنفسه حتى يحدّد خياره المهني، والعنصر الاهم هو تعريف الطلاب بتفاصيل الاختصاص الذي يختارونه. ومن هذه التفاصيل مثلا: المواد المطلوب دراستها، وعدد السنوات للحصول على الشهادة، ونوع العمل الذي سينتجه بعد التخرج".
ولعل في قصة نورا (23 عاما) التي تخرجت حديثاً من الجامعة الأميركية وتحمل إجازة في علم الأطعمة أو Food Science خير دليل على ذلك.ويتيح هذا الاختصاص الكشف عن نوعية الأطعمة في مطابخ المطاعم وصلاحية المواد التي تتألف منها وذلك للتأكيد على جودة الطعام الذي يقدّم للمستهلك، الا انه غير معمول به في لبنان. وتروي نورا أقبلت على الاختصاص لأنها قرأت عنه وأحبته، لكن بعد سنتين من الدراسة تبدل الوضع. صدمت عندما راأيت المواد المقرر درسها، لم احبها لكنني اكملت لأحصل على الشهادة"، تقول بندم. وتتابع "لا عمل في هذا الاختصاص في لبنان أبداً لأن لا شركات تعنى بجودة ما يقدم للمستهلك ولا دوائر صحيّة، لذلك، إذا اردت العمل فيها، سأضطر إلى السفر"، تشرح نورا.
.. ولا عمل بعده
المعاناة تمتد الى ما بعد التخرج حيث تتجلى في عدم توافر فرصة العمل في سوق يتخبط فيه العطال بالبطال "بسبب غياب دراسة للسوق اللبناني واحتياجاته تمكن الطلاب من تحديد اختصاصاتهم طبقاً لسوق العمل" بحسب عواد. وتشير الى ان "مؤسسة الحريري حاولت إجراء هذه الدراسة لكن الأمر يتطلب فريق عمل كبيرا وتقنيات تفوق قدرة مؤسسة واحدة، وهي بحجم مسؤولية الدولة".
وتردف غندور"ان السوق يعمل بطريقة متوقعة نوعا ما. اذ كل عشر سنوات يزداد الطلب على اختصاص معين بكل فروعه ويتبدل الاختصاص موضع الطلب العالي. اليوم مثلا، يزداد الطلب على اختصاصات الهندسة بكل مجالاتها، ومنذ عشر سنوات كان الطلب عال جدا على اختصاصات ادارة الأعمال ومشتقاتها". وتعزو ذلك "الى ان توجهات السوق تحدد علميا ولا يختلف العرض والطلب في السوق اللبناني كثيرا عنه في السوق العالمي."
وقد عملت غندور مع اساتذة واختصاصيين في التوجيه من الجامعة اللبنانية ومن الاسكوا على اعداد دراسة سوق مستعينين بمعلومات من وزارة العمل الأميركية ومن الطلبات التي ترد سنويا من المؤسسات اللبنانية الى مكتب التوجيه في الجامعة الأميركية، على ان يصار فيما بعد الى اعداد دراسة موسعة على صعيد الدولة.
وفيما تتبرأ مديرية التوجيه والارشاد في وزارة التربية من هذه المسؤولية على اعتبار أنها من واجبات وزارة التصميم التي الغيت في السبعينات، وان مسؤولية الوزارة، حسب المدير العام للمديرية، "محصورة في مساعدة المدارس على الحد من التسرب والاستجابة لطلبات الثانويات الرسمية التي تعلن عن حاجات طلابها الى التوجيه، وذلك عبر مكاتب الوزارة في تلك المدارس"، تفيد غندور اننا ننتظر ان تهدأ الأحوال حتى نجري دراسة سوق موسّعة على صعيد الدولة، لأن البلد اليوم في حال فوضى وبلبلة"، مشددة على "انه مهما كان الاختصاص الذي يختاره الطالب، عليه الا يتوقف عن تطوير قدراته تماشيا مع حاجات السوق. وذلك عبر اكتساب مجموعة من المهارات والقدرات الضرورية اللينة والتقنية الى جانب اكتساب اللغات ووجوب اختيار الطالب لاختصاص ثانوي يدعم مهنته.
المؤسسة ..الرائدة
منذ 13 عاما وعت مديرية التوجيه المهني في مؤسسة الحريري الى حجم المشكلة، فدأبت منذ دلك التاريخ على توجيه الطلاب في كل مدارس لبنان حتى يستطيع كل طالب دراسة الاختصاص المناسب له. المؤسسة ومن خلال القروض التي تؤمنها لتخصص الطلاب لاحظت لوحظ أن عددا كبيرا منهم يتوجهون الى اختصاصات اخرى بعد مضي السنة الاولى واكتشافهم انها لا تناسب ما يطمحون اليه،لذا ارتأت في العام 1985 أن تؤسس مديرية خاصة لتوجيه طلاب الثانوي.
وفي اطار التوجيه تعمد المديرية الى إقامة معرض سنوي للمهن * Career fair، وتدأب في بداية كل سنة دراسية قبل أن يتقدم الطلاب إلى امتحانات الدخول على دعوة كل الجامعات المرخصة في لبنان للمشاركة في المعرض كما تُدعى اليه كل مدارسه الرسمية والخاصة "إنه المعرض الأول من نوعه وهو مجاني"، تفيد عوّاد.
في المعرض، توّزع كتب خاصة بكل اختصاص، إضافة إلى دليل الجامعات.لكن الأمر لا يقتصر على الكتب إذ يُدعى الى المعرض ممثلون عن سوق العمل وأشخاص مهنيون ليستطيع الطالب معرفة ما يفعل المهني تحديداً.
"الطالب الذي يرغب في التخصص في الهندسة يعرف أنه يعتمر طاسة زرقاء ولا يعرف ما هو مستقبل عمله وحين يفتقر إلى هذه المعلومات، هناك نقص كبير"، تشرح عوّاد مبتسمة.
من جهتها تقترح غندور اساليب لانفتاح الطلاب على عالم العمل"،اولا، من خلال تدريب صيفي في منشآت او مؤسسات تعنى بالأختصاص الذي اختاروه وذلك للتعرف اكثر على مهام العاملين في هذا الاختصاص وكيفية تعاملهم معه. ثانيا، من خلال استضافة المدرسة لضيوف من مهنة معينة وعرض افلام وشرائط فيديو عن هذه المهنة وذلك بمساعدة الأستاذ وشرحه. بالاضافة الى زيارات ميدانية الى مواقع مهن معينة ودعوة اساتذة وطلاب من الجامعات لشرح المطلوب في اختصاصات معينة".
الى جانب المعرض، تعتمد المديرية توجيهاً من نوعين: فردي وجماعي. ويقوم التوجيه الفردي على اتصال الطالب بالمؤسسة وأخذ موعد من المرشدة. وخلال جلسته معها، يمر الطالب بثلاث مراحل من التوجيه أولاها: استكشاف المهن والاختصاصات، ثانيتها معرفة الذات والتعرف على شخصيته وثالثتها اتخاذ القرار.
في مرحلة معرفة الذات، تُجري المرشدة للطالب امتحاناً نفسياً لاستكشاف ميوله واهتماماته وهو مقتبس من Discovery test في الولايات المتحدة، "وقد قامت المؤسسة بلبننته"، تفيد عوّاد.
أمّا التوجيه الجماعي فلا يُجرى لأكثر من 25 طالبا. وفي هذه الحالة، تأتي المدرسة الى مركز المؤسسة أو ترسل الاخيرة مندوبيها إلى المدرسة بطلب منها، وهذا يحصل عادة مع المدارس الرسمية. إشارة إلى أن التوجيه الفردي والجماعي، مجاني ولا يترتب على الطالب تكاليف للحصول عليه.
كما تقيم المؤسسة، ندوات خاصة للأساتذة وطلاب التوجيه في الجامعة اللبنانية والجمعيات الأهلية وكل الراغبين في تأسيس مراكز للتوجيه في المدارس الخاصة لمساعدتهم على ابتكار امتحان الشخصية الخاص بهم.
مدارس وجمعيات
وفي مجال التوجيه ايضا، تسجل مبادرات من مدارس وجمعيات أهلية، مبادرات ليست كافية إلا أنها موجودة. فمدرسة يسوع ومريم في الرابية مثلاً، بدأت منذ سبع سنوات بمشروع توجيهي يرتكز على الاختصاصي في الموارد الإنسانية ميشال كوستانتين. تعلن المدرسة اوقات تواجده فيها ويتقدم الطلاب خلاله بطلب مواعيد لزيارته. وفي مرحلة لاحقة من التوجيه يطلب كوستانتين من الطالب الحضور مع ذويه في محاولة لإشراك الأهل في القرار.النتيجة المتوقعة من المواعيد، هي التوصل إلى اختصاص ما يثبت عليه الطالب، ويكون متناسباً وطباعه ومجال دراسته.
ويؤكد مسؤول العلاقات العامة في المدرسة ميلاد غانم "ان المدرسة تهتم كثيرا بأن يخرج طلابها وهم على بينة كيف سيكملون حياتهم"، لافتاً الى "أن النتائج التي أحرزها التوجيه جيدة ولاسيما أنها تزود جَعبة الطلاب ببوصلة تساعدهم على التحرك بشكل أولي". ويعزو السبب الرئيسي في ضياع الطلاب "الى افتقار السوق اللبناني لدراسة تفصيلية تحدد حاجاته التي يجب على أساسها أن تُقام كل حملات التوجيه المهني وهو ناتج من تقصير الدولة في وضع دراسات سوق لأن التوجيه اساسا يرتكز على ما يحتاج السوق".
وعلى صعيد الجمعيات الأهلية، تبرز الحركة الاجتماعية التي تعمل في مجال التوجيه، الا ان توجيهها لا يشمل الطلاب الثانويين. توجيه الحركة يشمل شباباً بين الـ 12والـ 19 عاماً، يعيشون في الأحياء الأكثر فقراً وتهميشاً في بيروت أو الريف، تركوا المدرسة باكراً ليجدوا أنفسهم بدون أي تدريب في سوق العمل.لذا تختار مراكز الحركة الاجتماعية نحو 24 مهنة للتدريب عليها. ويتضمن التدريب المعارف والمهارات والمواقف التي تتطلبها كل مهنة،إضافة إلى تدريب ميداني في المنشآت الصغيرة والمتوسطة المحيطة بكل مركز. وفي نهاية التدريب، تمنح المؤسسة الوطنية للاستخدام الإفادات للمتدربين بعد الخضوع لامتحان. وخلال العام 2005، التحق 600 شاب وشابة بالتدريب المهني في مراكز عكار، وبرج حموّد، والغبيري والجناح، والنبطية، وصيدا، وسن الفيل، وطرابلس وزحلة. واللافت أن 73 من هؤلاء المتدربين توظفوا بشكل مستقر وانخرطوا في سوق العمل.

من هناك
11-02-2007, 02:16 PM
موضوع قيم جداً جزاك الله خيراً

إن لي قصة طويلة جداً مع هذا التوجيه المهني وقد كتبت عنه اكثر من مرة ايام نهار الشباب. لقد مررت انا بتجربة التوجيه المهني مع مؤسسة الحريري في منتصف التسعينيات وقد كانت تجربة ناجحة جداً وقد استفدت منها والحمد لله

حاولت ان انقلها إلى مدرستي الثانوية وتعبت بشكل كبير كي آخذ لهم كل المواد المطلوبة والشروحات والكتب ودفعت من اجلها ولكن للأسف فقد رمي كل شيء على الرفوف المغبرة بعد ذهاب المدير وجاء مدير جديد محسوب على آل كرامي ويكره كل ما هو متعلق بمؤسسة الحريري :)

ثم حاولت بعد ذلك في عدة مدارس كعمل تطوعي من ضمن المؤسسة ايضاً ولكن المشكلة ان المدير والأساتذة والتلامذة كانوا يرون هذا مضيعة للوقت لأن لكل تلميذ هدف في رأسه (وكأن هذا صحيح :)) ويعمل عليه ولا حاجة لتكسير اجنحته ولندعه يكمل مشواره كما خطط له (وكأن هذا موجود فعلاً :))

فـاروق
11-02-2007, 04:48 PM
بارك الله بك يا بلال...

بالفعل هي معضلة كبيرة...بل ولعلك تعرف انه حتى خلال المرحلة الجامعية حيث على الطالب ان يتحرى اختصاصا معينا ضمن الاختصاص العام كما في الهندسة..يقع الطلاب في حيرة تتجاذبهم كلمات هنا وهنالك

اذكر ان المدير عندنا دخل ليروج للقسم الجديد وبدأ يصوره على انه الامل المنتظر الذي يشرع ابوابه لطالبي الوظيفة وانه وانه وانه...مع العلم انه كان من يحبو من الناحية العلمية بسبب كثرة مواد الحفظ مع ان الاختصاص هو هندسي!!

ولكن كان همهم ان يبعدوا التلامذة عن خيار الاتصالات...لكي لا يكون هناك قسم بلا طلاب..وبالتالي اساتذة بلا معلمين...

ولكن هل كان الاقبال الكثيف على قطاع الاتصالات مبررا؟ مع العلم انه في وقتها كان قطاع الاتصال خارجا لتوه من هزات عنيفة وصرف كبير للموظفين...

هذه بضع امثلة سريعة توضح لنا اننا نفتقد الى التخطيط وبعد الرؤيا وقراءة حاجات السوق بشكل عام..اذا انني لا اعتقد ان قراءة سوق اليوم يمكنها ان تجزم بطبيعته بعد خمس او ست سنوات.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا...هل النموذج السوري او المصري المتعلق بالمعدلات صحيح؟ انا على الصعيد الشخصي لا احبذه..وارى انه قد يقع ظلم بسببه....ويكفي امتحان الدخول للكليات سبيلا لتامين الطالب المناسب.

ولنا عودة ان شاء الله

فما رايكم؟

من هناك
11-03-2007, 05:26 AM
اولاً،
لم افهم هذه العبارة طثرت

ثانياً،
إن النموذج السوري او المصري الذي تتكلم عنه له حسنات وله سيئات. من حسناته انه يضع الجميع امام مقياس واحد بدل في فترة يكون فيها التلميذ مستعداً إلى اقصى الحدود وانه مقياس يشمل كل المقومات العلمية التي يجب على التلميذ ان يتحملها خلال دراسته. لكن من سيئاته انه يحرم الكثيرين مما يرغبون به بسبب فرق طفيف جداً بالعلامات. لا زال معمولاً بهذا النظام في الكثير من الدول الغربية ايضاً وخاصة بين الثانوي والجامعة.

بالنسبة لإمتحانات الدخول، فهي اسهل بكثير ومتخصصة ولكن ينقصها الكثير من الزوايا التي لا تمتحن الطالب فيها. في كلية الهندسة في لبنان مثلاً، اذكر ان هناك مادة باللغة الفرنسية ولديها علامة تعادل نصف علامة الرياضيات وهذا لعمري من بدع التبعية المنكرة للنظام الفرنسي.

فـاروق
11-03-2007, 05:48 AM
اولا هي كثرة...طيف شفتها طثرت؟!! :)

ثانيا)

كلامك صحيح...ولكن من الافضل تعديل برامج امتحانات الدخول كحل لتوجيه الطالب المناسب للاختصاص المناسب.

انا اذكر انني حصلت على اقل علامة يقبل بها في امتحان اللغة الفرنسية :) لانني لم اعر الامتحان اهتماما يومها....ولكن الحمد لله نجحت في امتحان الدخول.
وعلى سيرة التوجيه المهني...هل يعقل ان يذهب الطلاب الفاشلون الذين لا تقبل بهم اي كلية الى الاختصاصات الشرعية!!!

وناتي بعدها نشكو قلة الدعاة وضعف الرؤية عندهم!!

لي عودة ان شاء الله

من هناك
11-03-2007, 05:56 AM
اسوأ ما في الامر ان من لا يقبل بهم في اي كلية ويريدون متابعة التعليم يذهبون في سبيلين:
الاول/ كليات العلوم والأداب كي يعلموا الجيل القادم
الثاني/ الكليات الشرعية كي يربوا الجيل الحالي

كيف ترون حال الأمة بعد ان تدرس على يد هذين الصنفين؟؟؟



وعلى سيرة التوجيه المهني...هل يعقل ان يذهب الطلاب الفاشلون الذين لا تقبل بهم اي كلية الى الاختصاصات الشرعية!!!

وناتي بعدها نشكو قلة الدعاة وضعف الرؤية عندهم!!

أم عمر
11-03-2007, 11:21 AM
اسوأ ما في الامر ان من لا يقبل بهم في اي كلية ويريدون متابعة التعليم يذهبون في سبيلين:
الاول/ كليات العلوم والأداب كي يعلموا الجيل القادم
الثاني/ الكليات الشرعية كي يربوا الجيل الحالي

كيف ترون حال الأمة بعد ان تدرس على يد هذين الصنفين؟؟؟

هذا يمكن أن يفرد له موضوع وحده

فعلاً نحن نحتاج إلى ثقافة جديدة نربي عليها الجيل القادم كي نخرج من هذه الأزمة

ربما يكون الحل في تكثيف الدراسة خلال ال9 أشهر ليكون الطالب المسلم متميزاً في علمه ثم يعطي وقتاً مماثلاً في العطلة للدرس الشرعي والتفقه في الدين
فمثل هؤلاء الناس متفوقون في الجانبين وموضوعيون في أحكامهم
ولهم تأثير كبيييير حداً في مجتمعهم
:smile:
إختصاص خروج عن الموضوع
عفواً

من هناك
11-04-2007, 03:33 AM
قد ينفعون لبعض الوقت ولكن في هذا الزمان لا بد من التخصص. الكثير منا جرب هذا المسار ليس للتأثير في المجتمع ولكن للموازنة بين الوقت الذي نعطيه للأوراق التي نعلقها على الجدران بعد التخرج وبين الوقت الضروري للقرآن وللعلوم الشرعية التي قد تلحق بنا في قبورنا.

لكن الحق يقال، انه لا غنى عن التفرغ لبعض الوقت من اجل بناء الشخصية الدعوية الحقة وملئ الجعبة بالعلوم الضرورية من اجل التأثير الفعلي في المجتمع وتغييره.


فمثل هؤلاء الناس متفوقون في الجانبين وموضوعيون في أحكامهم
ولهم تأثير كبيييير حداً في مجتمعهم
:smile:
إختصاص خروج عن الموضوع
عفواً

طارق-بن-زياد
11-10-2007, 06:34 PM
الله مع الشباب الطيبيين
موضوع حقيقة هام جداً وبحاجة إلى الإهتمام
لي عودة لكم في هذا الموضوع إن شاء الله