تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المركز الإسلامي لإحياء السنة المطهرة



أبو نوح
10-31-2007, 06:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



الوحدة الإسلامية من أعظم الواجبات

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين. أما بعد:
إن لمن أعظم الواجبات على أولي العزم والهمة العالية والإرادة القوية من العلماء القادة الربانيين التوطئة للإمام المهدي رضي الله عنه بنزع فتيل الخلاف ووأد مرض الافتراق الفتاك القتال وإزالة كل العقبات التي تعترض وحدة الأمة والتقاءها على الملة السمحاء والعقيدة الغراء التي عليها أفضل الخلق من سلف هذه الأمة وخلفها، ولقد رأيت في ذلك رأيًا ودونت مشروعًا ليكون خطوة في هذا الطريق طريق الوصول بالأمة المنتسبة إلى الإسلام إلى سفينة النجاة وشط الأمان، وهذا لا يمكن لشخص مهما تعاظم علمه وعلت همته وسما قدره أن يقوم به وحده بل لا بد له من مؤازرة ومساعدة بل ومشاركة إخوانه من العلماء الأفذاذ، والمراجع النوابغ أصحاب الهمم العاليات والقدرات الفائقات والقادة المؤثرين بمواقعهم وإمكاناتهم ليتسنى لهم الارتقاء بالناس إلى معرفة الحق والعمل به، وكذلك مشاركة أهل الفضل والسعة والغنى الذين يجودون بمال الله الذي أعطاهم ابتغاء مرضاته وإعلاء لكلمته ونصرة لدينه، وإنه ليسعدني أن أضع مشروعي هذا بين أيديكم إخواني من أهل العلم والغنى والقدرة المالية المنعم بها عليكم من الله العلي القدير للمساهمة في إنجاح هذا المشروع العظيم الذي لم يفكر فيه على مدى القرون السالفة وإلى يومنا هذا، وإن فكر فيه أحد فلم يتجاوز الأمر نطاق التفكير، وأنا على ثقة بكم وبأنكم أهل لذلك بل وتواقون إليه وأن ما أطرحه عليكم هو عين ما تصبون إليه وتتمنون تحققه إذ به صلاح الأمة واتحادها وخلاصها من كل رواسب الاختلاف والافتراق ومن كل نتائجه وثماره الخبيثة التي نعاني منها في كل بلاد المسلمين، وإنني لعلى ثقة عالية بكم أن تكونوا أحرص الناس على إنجاح هذا المشروع الذي لا يخرج إلى حيز التنفيذ إلا بتوفيق الله تعالى ثم بجهودكم معنا، ولا أزيدكم علمًا بفضل وعظيم أجر كل مسلم يساهم في بناء هذا المشروع وإنجاحه حتى يؤتي ثماره الطيبة بإذن الله تعالى، ولكم مني جزيل الشكر وأسأل الله أن يجمع الأمة على الهدى وأن يسعدنا بتحقيق مرادنا إنه نعم المولى ونعم النصير.
الخطوط العريضة للمشروع
لقد دار في خلدي كثيرًا موضوع الاختلاف والافتراق بين المنتسبين إلى الإسلام في فترات مختلفة من العمر ناظرًا في أسبابه مرة وفي نتائجه أخرى وفي الطريق إلى الخلاص منه باستئصاله ثالثة، فخرجت بنتائج دونتها في بعض كتبي، هذه النتائج كانت الطريق إلى التفكير الجاد في التوحيد الحقيقي ليكون المسلمون طائفة واحدة وجماعة واحدة سنتها واحدة كما أن قرآنها واحد، ومرجعيتها العلمية والسياسية واحدة غير متعددة، فنظرت في التاريخ المعاصر فوقفت على تجارب عديدة لم تثمر طيبًا في هذا الاتجاه بل الملاحظ أن الأمور تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، ولذلك وحتى لا يضيع الوقت ويهدر الجهد وتتعاظم المسئولية أمام الله تعالى ولا نتواصل في مشروع قليل الثمر ضحل الأثر فكرت فيما هو أجدى وأنفع وأخدم لديننا الحنيف ولأمتنا الإسلامية، فكرت في إعداد مشروع وحدوي يهدف إلى استئصال أكبر وأعظم أسباب الخلاف الذي لم يشعر به الكثيرون ممن بحثوا في أسباب الخلاف أو قادوا مشاريع وحدوية، وهو الخلاف في مقبول السنة ومردودها، ليحصر الخلاف في الخلاف المشروع أي الخلاف في الاجتهاد والاستنباط ضمن مصادر تشريعية واحدة، هذا المشروع يقوم على الثوابت التالية:
1- لزوم العمل على وحدة المسلمين وإنهاء حالة التفرق والاختلاف، وحرمة إقرار الاختلاف غير المشروع وعدم بذل الجهد في إنهائه، يقول تعالى{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ.وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}[آل عمران:103-105]، ويقول{إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ}[الأنعام:159]، ويقول{شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ}[الشورى:13].
2- العلم بأن مسألة الوحدة لم تطرح في التاريخ الإسلامي وإلى يومنا هذا بشكل واقعي جاد معالج لأسباب الخلاف الحقيقية لا نتائجها الثانوية،متجاوز حدود الأماني والرغبات، فهي أمر عظيم وعمل شاق ومهمة صعبة للغاية ولكنها هينة أمام أهل العزم والهمم العالية المخلصين لله في سعيهم الجادين في نيل مرادهم المتوكلين على الله ربهم.
3- مصادر التشريع مصدران فقط هما القرآن الكريم والسنة المطهرة. يقول تعالى{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}[النساء:59].
4- السنة المطهرة محفوظة بتمامها وكمالها وإلى يومنا هذا وحتى تقوم الساعة، ولكن المنقول منها إلينا يحتاج إلى تحقيق ودراسة متنًا وسندًا ليعرف غثه من سمينه، مقبوله من مردوده.
5- الوصول إلى اتفاق على سنة واحدة مقبولة يحتاج إلى اتفاق على قواعد علمي الحديث والجرح والتعديل لأنهما الطريق إلى تحقيق الأحاديث والحكم عليها بالقبول أو الرد.
عوامل النجاح:
1- وجود فريق عامل من العلماء المجتهدين الربانيين الأكفاء مؤمنين بهذا المشروع وبثوابته وأهميته وجدواه في التغيير والوصول إلى وحدة الأمة وقادرين على تنفيذه والقيام به، ومتحدين قبل الدعوة أو السعي إلى التوحد.
2- توفر الإمكانات المالية الكبيرة اللازمة لتحقيق هذا المشروع وإنجازه على أتم وجه حتى يؤتي ثماره الطيبة بإذن الله تعالى، وكذلك المكان المناسب.
3- عدم تسييس المشروع أي عدم إخضاعه لسلطة من السلطات القائمة اليوم أو إملاءات حاكم من طواغيت هذا الزمان فهم أشد الناس عداوة لله ورسوله ودينه وأوليائه، وهم أحرص الناس على التفريق والتمزيق وإثارة العداوات والنزاعات بين المنتسبين إلى الإسلام الحنيف. يقول تعالى{وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ}[هود:113]، والاعتماد في تمويله على نفقات أهل الخير غير المرفق بها أوامر وإملااءات مناقضة للحق.
الخطوات العملية:
رأينا لتحقيق هذا الهدف بناء مشروعنا الهادف إلى جمع السنة المطهرة الثابتة عن رسول الله صلى الله صلى الله عليه وآله وسلم جميعها في كتاب جامع ملزم إذ إنه سيعتمد في إثبات السنة على قواعد وضوابط يتفق عليها علماء أكفاء ومراجع عظام أهل للنظر والتحقيق، ولقد أطلقنا على هذا المشروع اسم المركز الإسلامي لإحياء السنة المطهرة،وهذا المشروع للقيام به أحسن قيام لا بد وأن يعمل على تحقيق أهدافه مجموعة من الباحثين والدارسين أهل الاختصاص في علوم الدين بإشراف علمائي، وهذا ما هيأنا أنفسنا وإخواننا له سائلين الله تعالى التوفيق والسداد. ولذلك فإننا نهيب بكل عالم عدل أو باحث حريص على إقامة الدين ووحدة المسلمين عامل لذلك أن يتصل بنا لنتبادل معه الرأي وننسق الجهد عسى الله أن ينفعنا وغيرنا بهذا العمل الذي نسأل الله له النجاح والتمام على أكمل وجه. وكتبه أخوكم الشيخ/محمود عبد العزيز جودة في صباح يوم الأحد الخامس والعشرين من شهر رمضان المبارك لعام 1428هـ. فلسطين - غزة – رفح هاتف: 0097072134152، جوال 00970599718439
للاتصال بإدارة المشروع يرجى زيارة هذا الرابط (http://m-goudah.com/mindex.php?scid=100&type=37)