تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مفهوم الإرهاب في القرآن الكريم



صلاح الدين يوسف
10-30-2007, 02:23 AM
مفهوم الإرهاب في القرآن الكريم

د. محمد عمارة : بتاريخ 29 - 10 - 2007 إن مفهوم الإرهاب في القرآن الكريم مناقض تمامًا لمفهوم هذا المصطلح في السياق الغربي ...فمفهوم الإرهاب في السياق الغربي هو العنف والإكراه ضد الأبرياء الآمنين لإكراههم على ما لا يريدون ..بينما مفهومه القرآني هو إعداد العدة لإخافة العدو الغادر منعا للعدوان والعنف والقتال ...فهو الرهبة الرادعة التي تمنع العنف وليس العنف والعدوان والقتال { وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ ، وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُواْ إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ ، وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ، وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ،وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللّهُ هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ ، وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} ..(الأنفال 58-63) ....

فمعنى الإرهاب هنا هو التخويف لردع الخونة والمخادعين والغادرين كي لا يغدروا بالمسلمين المعاهدين ...وهو تخويف يثمره إعداد القوة الرادعة ...وليس تخويف العدوان والعنف والإكراه ..أي أنه التخويف الذي ينفي العنف والإكراه والقتال ... فهو كالعقوبة الرادعة إعلانها يمنع ويردع عن الجريمة ..ومن ثم يمنع تطبيقها ..ولا علاقة لهذا بالإرهاب .."بهذا المعنى" ..بترويع الأبرياء الآمنين وإكراههم بالعنف والقتال والإكراه "الذي هو معنى مصطلح الإرهاب "terror" في الفكر الغربي" ..

إن امتلاك الاتحاد السوفيتي إبان الحرب الباردة في منتصف القرن العشرين للسلاح الرادع النووي والهيدروجيني هو الذي أرهب وروع وأخاف أمريكا من العدوان على السوفيت ..فتحقق الأمن والآمان للعالم من هذه الكارثة النووية ...وكذلك الحال مع امتلاك باكستان للرادع النووي فهو الذي جعل استخدام الهند لسلاحها النووي ضد باكستان أمرا مستحيلا ..بل لقد فتح توازن الردع النووي نوافذ مفاوضات السلام بين البلدين بعد أن كانت مغلقة قبل امتلاك باكستان للرادع النووي ...

ولو كانت اليابان سنة 1945 م تمتلك الرادع النووي لأرهبت وأخافت أمريكا ولنجت هيروشيما ونجزاكي من الكارثة النووية التي حاقت بالأبرياء الآمنين في ذلك التاريخ !!...

وأمام تفرد إسرائيل بالسلاح النووي سيظل خطر إرهابها وعنفها ودمويتها قائما على رقاب الشرق العربي والإسلامي ...ولن نتحرر من هذا الإرهاب النووي الصهيوني إلا بامتلاك الرادع النووي الذي يخيف الصهاينة فيردعهم ويمنعهم من العدوان !...

هذا هو المعنى القرآني للإرهاب وهو مضاد للمعنى الغربي لهذا المصطلح ...وفي ضوئه نفهم معاني هذا المصطلح كما وردت في العديد من آيات القرآن الكريم { وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ} الأعراف 154 أي للذين يخافون ربهم ويخشونه ..{ يَا بَنِي إسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإيَّايَ فَارْهَبُونِ } البقرة 40 أي خافوني واخشوني ولا تخشوا أحدا سواي .

{ وقَالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذُوا إلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إنَّمَا هُوَ إلَهٌ واحِدٌ فَإيَّايَ فَارْهَبُونِ } النحل : 51 ...أي أفردوا الله سبحانه وتعالى بالمراقبة والخشية لأنه المتفرد بالألوهية وحده لا شريك له...

{ وجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إنَّ لَنَا لأَجْراً إن كُنَّا نَحْنُ الغَالِبِينَ (113) قَالَ نَعَمْ وإنَّكُمْ لَمِنَ المُقَرَّبِينَ (114) قَالُوا يَا مُوسَى إمَّا أَن تُلْقِيَ وإمَّا أَن نَّكُونَ نَحْنُ المُلْقِينَ (115) قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ واسْتَرْهَبُوهُمْ وجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ } الأعراف 113-116. أي أخافوهم خوفا شديدا ..

وهكذا يرد مصطلح الإرهاب في القرآن الكريم بمعنى الخشية ...وبمعنى الإخافة التي تمنع العنف والعدوان ...وليس بمعنى العنف والقتال .