مقاوم
10-29-2007, 05:42 PM
أنا وساعي البريد
جلست مهموماً محزوناً على مقعد حجري على شاطئ البحر أتفكر في حالي وما آل إليه وقد توقف نشاط الشركة التي أعمل بها وانضممت لطابور العاطلين عن العمل.
إنذار بالرفد من كليتي لأنني لم أعد أهتم برسالة الدكتوراه التي بذلت فيها مجهودا لمدة ست سنوات.
زوجتي حامل في شهرها الأخير ولا أعرف من أين أحصل على مصاريف الولادة وسوف تبدأ الدراسة وأولادي يحتاجون لمصاريف بدء العام الدراسي.
حجزٌ قضائيٌ على شقتي لأنني لم أسدد أقساطها منذ شهور.
ما زاد إحساسي بالألم هو أنني من عدة شهور فقط كنت في قمة النجاح .
أثناء جلوسي لاحظت أمراً في منتهى الغرابة!!! فعلى الطرف الآخر من المقعد الحجري جلس ساعي بريد يبدو عليه البشر والسرور وقد فتح حقيبته التي تحتوي على الخطابات ينظر إلى المارين بالشاطئ مبتسما . كلما جاء إليه أحد أدخل يده في حقيبته وأخذ منها ظرفا أو اثنان أو ربما أكثر ثم يعطيهم له ... هكذا..!! بدون حتى أن يعرف أسمه أو أن يتأكد أن هذه الخطابات خاصة بالرجل ... واستمر ساعي البريد يوزع الخطابات بهذا الشكل الغريب وأنا أنظر إليه بدهشة حتى فرغت حقيبته فابتسم براحة ثم أغلق حقيبته ومضى!!؟؟
قلت في نفسي لا شك أن هذا الرجل مجنون ... وأنه سوف يفصل من عمله لينضم معي لطابور العاطلين ... وأثناء تفكيري في هذا الرجل توقف أمامي أحد المارين وهو شيخ كبير يبدو عليه الحكمة وقد لاحظ استغرابي الشديد من تصرف ساعي البريد وسألني: هل تعرف من كان يجلس بجانبك؟ فقلت له بسرعة: أعتقد أنه رجل مجنون. فرد علي وهو ينظر لي بشفقة: لا إنه "الخير" يعطى كل من يقبل عليه نصيبه من الفرص الجيدة ... لكنك لم تكلف نفسك لتسأله عمن يكون مع أنه كان يجلس بجانبك.
العبرة: كثيراً ما تشغلنا الهموم وعكوفنا على ذواتنا لتجرع الألم عن ملاحظة الفرص التي أمامنا، والقاعدة التي تقدونا إلى النجاح هي لا تهتم بما ألم بك، خذ منه العبرة والعظة وفكر دائماً بما أنت فاعله للوصول إلى النجاح.
منقول بتصرف
جلست مهموماً محزوناً على مقعد حجري على شاطئ البحر أتفكر في حالي وما آل إليه وقد توقف نشاط الشركة التي أعمل بها وانضممت لطابور العاطلين عن العمل.
إنذار بالرفد من كليتي لأنني لم أعد أهتم برسالة الدكتوراه التي بذلت فيها مجهودا لمدة ست سنوات.
زوجتي حامل في شهرها الأخير ولا أعرف من أين أحصل على مصاريف الولادة وسوف تبدأ الدراسة وأولادي يحتاجون لمصاريف بدء العام الدراسي.
حجزٌ قضائيٌ على شقتي لأنني لم أسدد أقساطها منذ شهور.
ما زاد إحساسي بالألم هو أنني من عدة شهور فقط كنت في قمة النجاح .
أثناء جلوسي لاحظت أمراً في منتهى الغرابة!!! فعلى الطرف الآخر من المقعد الحجري جلس ساعي بريد يبدو عليه البشر والسرور وقد فتح حقيبته التي تحتوي على الخطابات ينظر إلى المارين بالشاطئ مبتسما . كلما جاء إليه أحد أدخل يده في حقيبته وأخذ منها ظرفا أو اثنان أو ربما أكثر ثم يعطيهم له ... هكذا..!! بدون حتى أن يعرف أسمه أو أن يتأكد أن هذه الخطابات خاصة بالرجل ... واستمر ساعي البريد يوزع الخطابات بهذا الشكل الغريب وأنا أنظر إليه بدهشة حتى فرغت حقيبته فابتسم براحة ثم أغلق حقيبته ومضى!!؟؟
قلت في نفسي لا شك أن هذا الرجل مجنون ... وأنه سوف يفصل من عمله لينضم معي لطابور العاطلين ... وأثناء تفكيري في هذا الرجل توقف أمامي أحد المارين وهو شيخ كبير يبدو عليه الحكمة وقد لاحظ استغرابي الشديد من تصرف ساعي البريد وسألني: هل تعرف من كان يجلس بجانبك؟ فقلت له بسرعة: أعتقد أنه رجل مجنون. فرد علي وهو ينظر لي بشفقة: لا إنه "الخير" يعطى كل من يقبل عليه نصيبه من الفرص الجيدة ... لكنك لم تكلف نفسك لتسأله عمن يكون مع أنه كان يجلس بجانبك.
العبرة: كثيراً ما تشغلنا الهموم وعكوفنا على ذواتنا لتجرع الألم عن ملاحظة الفرص التي أمامنا، والقاعدة التي تقدونا إلى النجاح هي لا تهتم بما ألم بك، خذ منه العبرة والعظة وفكر دائماً بما أنت فاعله للوصول إلى النجاح.
منقول بتصرف