تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أروع ما كتب الخراساني في دولة الإسلام



احمد الجبوري
10-28-2007, 08:57 PM
مـَشاهد مُـغيبة عَن مسـْرح الأحــْدَاث , صَـنعها أبطال دولة العراق الإسْلامية


بِـسْـــم الله الرّحــمن الرحـــيم


لو قدّر الله لخَشـبة مسرحٍ أن تشـهد عملية " تمثــيلية " لإحــدى المَلاحم التي خَاضها أبطال الجهــاد الأوائل , من قامــت على أكتافهم دولة العـــــراق المباركة ...

( جُـمهور عريض من المُشاهديـن ,
أعين متلهفة , و قلوب متَوجـسـة , و حَـواس متقدة , و أضـواء مسـلطة على الستارة ..)

و يبدأ العرض...

فتية غربــاء يتوّسدون أرصفة " الفلوجة " ... يفترشون الشوراع و يتلحفون السماء بعد أن ضن بعض الأهالي عليهم بالمـــأوى ,
يدّعون أن الفلوجة أُمهم , و أن غداً صباحا سيثبتون للعــالم صحة نَسَبهم ,

رؤوسهم شعث و وجوههم بيضاء مشرقة برغم غَـبــْرة غدت كـ "مستحضر تجميل " يزين هيئاتهم الجليلة ,

شُــعث الرؤوس ثِيابهم مُــغبرة ** لَكن قُلوبهم تُـضيئ من البــها

( الجُـمهور مترقب لأحداث المعركة في اليوم التــالي ,
أَصوات , أَضواء , و سِتارة ترفع عن المشهد الحـــاسم )

مــا بال هؤلاء الفتية الغُربــاء , يَجـرون في عروق الفلوجة و كأنهم دُماؤهــا !
لا , ليـــس هـــَؤلاء غرباء !
بل هم أبَناء تلك الأرض .. أكــَلوا من خير ترابها و شربوا من مائـــها و ربوا في ربوعها !
ترفُض الفلوجة المــَوت و مــازال عــِرق المُـهاجرين ينبض فيها ,
ملاحـــم و أشــْلاء ....
و عتـــاد و عــدد غير متكافئين , لا يبدو أن المهــاجرين معنيين به بأي حــَال ,

تسـْقط قـنبلة على الخــَط الأَمَامي للمجاهدين ...

تتخلخل بعض صفوف الأنـْصار حتى يظن بعضهم أن الفلوجة ستُـؤتى من قـِبلهم ,
أوهام ســرعان ما تبددت مع انقشـــاع الغبار ,
حيث يجدوا المهاجرين في أماكنهم , ثابتين , راسخين و كأنهم نبتوا من رحم الغبار...

( هندسة المؤثرات الصوتية تضــع نشيد الملاحم و البطولات :
أيّها البــطل تقدم ....و إلى الهيجاء أقــــدم , احـــمل السيف و ردد ..إنني مازلت مُســـلم )

إذا سقـــط أحدهم , تجد أَخــوه يتســلل من ورائه ....
لا يريد أن يسحب جثمانه إلى مكـــان آمن ...
لا , بل كل همه الحصول على سلاحــه ,

فبندقية الكلاشنكوف هي وصية غُربـــاء الفلوجة ...

و لابد لمُهـــاجر آخر مثــله , أن ينَفذ الوصـــيِّة !ّ

أرواحهم تواقـــة للجنــّة, إن عَــطش أحــدهم عاجل عدوه ليروي ظمأه هناك ...

يتساؤل الأنصـــار , هل هـــَؤلاء مـَـلائكــة ... أرسلهم الله مــدداً لنا !
فتلك الأَنفــس الأبية لم تستنشق هواءنا المــلوث بالمهانة , لم تشرب من ماءنا المعكر بالتردد و التلكع , لم تمشي على الأرض التي نَـمشي عليها ,

ســـُرعان ما يتبدد هذا الوهــم عندما يرون دماؤهم "البشرية " تسيل على أرصفة الفلوجــة الظمآنة ..
عَمـــلية نَقــــل دم دون فَحـــص توافق للفصيلة , لأنهم -بحق- أبناء تلك الأم ,

يــَـزداد نزيف الفـــلوجة مع رحيل كل مهــاجر ...

يترك غياب كل منهم فراغا كبيرا , يصعب على الأنصار ســَده , حتى كأن لواءا كاملا قد سقــط ...

في كــُل لــيلة يقل فيـــها عــدد مفترشي الأرصــفة تــزداد الفــلوجة شـُحوبــا ,

(المُـشاهدون يبكـــون حتى تسمع لهم نحيبا ً...)

ثم تقرر قيادة المجاهدين نقل القــائد الفذ عمر حــديد إلى خارج المدينة ..
و في ليلة الرحــيل يرسل الأمير آخـــر نظرة إلى أمــه الفــلوجة من فوق أسوار لثــامه !
ليجد مــُفترشي الأرصـــفة نائمون كأطفال مُشــَردين و قد اعتادوا على ضَجيج القنابل ,
بعضهم مــَات و مازالت وصيته في يده تنتظر من يستلمها...و على وجهه ابتسامة هادئة كــضياء الفجر الخجول ..
يتفقد جثمان أَحــدهم , لعله يجد ما يـــدل عليه , فلا يجـــد أي بطاقة أحــْوال أو جواز سفر يعرف بــه إلا كتاب الله !
يتفقد ســِلاحه , فلا يجد فيه طلقة واحدة , فهؤلاء لا يـَموتون إلا بعد نفاذ الذخيرة !
ثم يجد بعض البيوت التي رفضت استقبــالهم في البداية و قد تحولت إلى قــبور لهم بعد أن استبســلوا في الدفـــاع عــَنها ,
ثم يســمع أحــدهم يحمل على عباد الصليب و هو يهـــتف :

" يا أهــل الفـلوجة لا فـَلوجة لَــكم بعد الــيوم , إنـما هو الله و الجنـــة ! "

جثم الشيخ على ركبتيه ,
و قال وعيناه تفيض من الدمع مما رأى : هؤلاء هم أبناء الفلوجة , هؤلاء هــم الأنصار و نحن المهـــاجرين ,
هؤلاء هم أبناؤك يا فلوجة الشّـــهداء !

(الجُـــمهور يجلس خاشعاً حتى كأن على رؤوسهم الطير ...)

ثم يصرخ البطل عمر حديد نازعا لــثامــه :

" و الله لا أرحل عن الفـــَلوجة و مازال فيها مهـــَاجرا واحدا يقاتل في أزقتها "

(الهندسة الصوتية :
هاتف الشبل ...سأحيا سرمديا ,
و أمام الذل إعصارا أبيا ,
أبذل الروح و أشتاق المنية ,
في يميني نطق الصخر أبيا ,
من دمائي ترتوي الأرض فداءً ,
تنبت الأرض نضالا أبديا )

بقي القائد يقاتل في سبيل الله , حــتى نام الإخوة التوأم في حضـــن أمهم الحنون إلى الأبَــد ,
مُهــاجر و أنصاري , وُلـِـدا من رحم واحدة , هي مأســدة الإسلام ....و دفنوا في حضن واحدة , هي فــَلوجــَة الشــُّهداء ...

( يـَا هـــَل ترى ...حــــَان الوداع ,
فترقرقت منَّا الدموع ,
و بقيت ذكــرى في الفؤاد منها تحرقت الضـــُّلوع ...)


هذا مشهد واحد من المشاهد اليومية التي تحدث على أرض المعركة في دولة العراق الإسلامية , و لكنها لا تصـــل إلى بر الأضواء , لتبقى أسراراً محفوظة في صدور المجاهدين ,
و كما مــَات من تلك الأسرار مع موت صــاحبها ..

كم من مشهد عظيمٍ حق له بأن يسجل بماء الذهب في تاريخ الإسلام , مضى من دون شهود عيان يروون الحدث , و لكن الله يعــلمه ,
كم من قصة , تشبه الخيال , لو مثلت على خشبة مسرح لأبكت الآلاف حتى يسقط بعضهم مغشيا عليه تحصل يوميـــاً في بلاد الرافدين , و نحن عنها غـَــافلـــون ..


و ما قصة أبي دُجانة البنغـــالي إلا واحدة من تلك القصص !

أقصد سَيدي أبو دجــانة تقبله الله !
كــَانوا في بلاد الحرمين لا ينادوه باسمه ,
يسمونه كأي نكرة " صــَديق ! "
يلقون عليه فتات موائدهم ليقتات عليها ذلك " الخــَادم الوَضيع "
ما يقبضه في نهاية كل شهر , لا يساوي ما يصرفه مواطن عادي على إحدى نزواته و ســَهراته ,
قرر الذهــاب إلى لبنان بَحثا عن دنيا أحلى .. أو قل أقل بؤس ,
اعتقله الروافض عرضياً فـــأودعوه في عرين بادوش , حيث يربض بعض من آساد دولة العراق الإســـْلامية ,
لم يحتج أبو دجانة البغالي إلى سماع أشرطة أبي مصعب الزرقاوي و هو يقول للأمة :

إلحــــــق بالقــــــــــــــــــــافلة !

لم يحتج أبو دجانة البنغالي إلى عشرات من إصدارات دولة العراق الإسلامية المترجمة للبنغالية ,
كان رجل فِعال , فكفته نظرات .. لمحات ... إشارات من بعض رجالات الدولة المأسورين ,
فلم تكن بينهم لغــة إلا لـــغة العــيون !
فقرر البيـــعة ثم البيع ...

" إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ "

كان إخوته ينسحـِــبون من أرض المعركة , فأراد أن يحمي ظــهرهم ...
رفع يديه إلى أعلى مدعياً الاستسلام لهم , ثم فجر نفسه بين الأمريكان فقتل خمسة منهم و جرح مثلهم , و أمّن انسحاب المجاهدين بسلام بعد أن انشغلوا بجراحاتهم..
لقد داس هذا البنغالي برجله الشريفة على خـــارطة سايكس بيكو التي يضعها أدعياء السلفية شعـــــارا لــهم ,

يا أيها البنغـــــــــــالي ...

http://s2.simpload.com/091646edbef3b9526.jpg

ما أبأس صَبــــــاح أشرق على الـــدُّنيا و أنت لســــت على ظـــهرها !

لعل ذويك لا يعلمـــون بعد أن إبنهم البــار قد وقع عقدا مع العزيز القهار في سجن بادوش ,
حيث شهد التوقيع جماعة من أســـود الدولـــــة , يعلم الله وحده كم بقي منهم حيا على ظهر المعمورة ...

لقد أصبح هذا البنغـــالي - ولا نزكيه على الله- آية من آيات الله و دليلا من الأدلة على صـــدق الصــــّادق المصـــدوق صلى الله عليه و سلم حين قـــال :

" لَا يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلَا مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ"

هذا البنغالي , هو بإذن الله جزء من هذه الطائفة , استعمله الله بينما استبدل جلنا ,
سيشهد علينا هذا البنغالي الكريم يوم القيامة و سيكون دليلا على كذبنا و خذلاننا لأمتنا نحن أبناء لغة الضــــّاد ,
هذا البنغالي الصنديد حُجة على " حـماس " الخيانة و الكفر, و قد باعوا دينهم بعرض من الدنيـــا , و أفســــَدوا آخرتهم بإصلاح دنيا غيرهم ...

يا من كـــانوا يستعملون أبا دجانة البنغالي خادما لهم في بلاد الحرمين , هل علمتم أن خادمكم قد مضى سيدا شهيدا في عليّين ؟
هل علمــتم أن دولة العراق الإســــلامية قد قذفت بنورها على قلب فتاكم , و لم تدعه حتى أرسلته -بإذن الله- إلى حواصل طير معلقة فـــي عرش الرحمن !
هل علمتم أن من جاءكم " كرقيق" يطــلب فتات مالكم , قد مات ميتة تمناها سيد الخلق أجمعين صلى الله عليه وسلم ...
هل علمتم أنكم كنتم تأمرون و تنهون شهيدا من أسود المجاهدين في بـــِلاد الرافدين ؟

هذا جـــَزاء من يعاشر الأكرمين من جُنــــود الدولة الإسلامية ...........


لقد كنت أظـــن أن فلم " مفجر الدبـــابة " لدولة العراق الإســـلامية معجزة لا تتكرر ...لكن سرعان ما تبين لي بطلان ظني ,
فهناك في ولاية بغداد الحـــازم الجنوبي ,
قام غريب آخر من دولة العراق الإسلامية بتكرار نفس العمل , و بطريقة أكثر غرابة ,
فبعد أن تســـلل أسفل الدبـــابة و زرع العـــبوة , خرج من تحتها و كأن شيئا لم يحـــدث ,
لا أعــلم ...هل كتبوا في كــاتالوج هذه الدبـــابة :
" غير صـــالحة لمواجهة غرباء دولة العراق الإسلامية " أم لا ...فلعلهم إن فعلوا ذلك استطاعوا ترويجها حيث لا دولة عراق ...
كنت أتمنى النظر في وجه مهندس هذه الدبابة و هو يراها تتفجر بمن فيــها عن طريق " عــابر سبــيل" من دولـــة العراق الإســــْلامية ,

يا مُفــجر الدَّبــــابة !

http://ia341211.us.archive.org/2/items/19-08-2007_zar3/19-08-2007_B.gif

لا ...لا تذهب و كأن شيئا لم يحــدث , فلقد تركت خلفك أكبر أسطورة في القرن العشرين ممرغة في الوحل ...
لقد مزقت أكبر خُرافة جعــلت أمريكا تنتصر على أمــتنا بالرعب مســـيرة مائة شهر حتى أصبحت تظفر الحــروب دون خوضـــها ...
لقد كتبت كـــلمة أو جمـــلة خالدة في دفتر النصر الربـــاني ,
لا ..لا تــذهب و كــــأن شيئا لم يحــدث , فلقد تركت خلفك عشرات الآلاف من المسلمين و هم يبكون فرحا لأن أمــة محمد صلى الله عليه وسلم لم تعقم عن إنجـــاب مثلك ,

يا مُفـــجر الدَّبـــابة !

أوصي مولانا أمير المؤمنين أن لا يجعلك أميرا على سرية , فمن كان بمثل شجاعتك و إقدامك و بطولتك لهو مهلكة للجند ,

مشــاهد حية من أرض البطـــولات , تحملك على جناح الروح , لتختصر مسافة التاريخ و تحط بك إلى عهد الصحــابة الاوائل ,
مشــاهد أثبتت للعالم أن ما يكتب في التاريخ الإسلامي ليس نسجا من الخيال أو مبالغة تقادم عليها الزمن حتى أصبحت أساطير يرويها القصاصين ,
إنها حقائق يكررها أهل القرآن من أمــــة الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم متى اعتصـــموا بحبل الله جميعا ,
فجزاك الله خيرا يا دولــــة الإســـلام عن الأمة خير الجـــَزاء ,

و قصم الله ظهر من أراد بك شرا من أدعياء الجهاد المتآمرين على الشريعة ,


" أبودجانة الخراساني "

حفصة
10-28-2007, 09:10 PM
جزاك الله خيرا أخي الكريم احمد الجبوري على هذا النقل


أسلوب رائع في الكتابة يشد القارئ


بارك الله فيك وفي ابطال دولة العراق الإسلامية وحفظها الله

ورحم الله المجاهد أبا دجانة البنغالي

ليتك اخي تتكرم وتنقل لنا الشريط المصور له اذا توفر لديك


جزاك الله خيرا

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

nawwar
10-29-2007, 05:50 AM
هذا فيلم من أفلام الواقع........
والمخرج هو نفسه الكاتب والمؤلف والمجاهد بنفسه وجسده وماله.......
كتبوا سيرة حياتهم بالدماء الطاهرة الذكية
وبذلوها بالاستشهاد
هويتهم الجهاد
موطنهم ساح الوغى
الله أكبر دأبهم
والجنة مقصدهم........