تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كشف شبهات المجادلين عن عساكر الشرك وأنصار القوانين / الشبهة الرابعة؛ من كفر مسلماً فقد كفر



حفصة
10-25-2007, 06:41 PM
السؤال كان


ما حكم المسلم الذي يعمل في جيش إدارته كافرة وافراده كفار ؟



هذا المسلم يصلي ويصوم ويقرأ القرآن ويقوم ليل رمضان ويعتكف العشر الآواخر

ما حكمه في الإسلام ؟؟؟؟؟

حفصة
10-28-2007, 04:46 AM
يرفع للتحذير والتفجير

وقد أعذر من أنذر

صهيب
10-28-2007, 05:15 AM
نريد أن نسمع الحكم: إن كان الحكم عاما أم خاصا

حتى أحكم على أقرب الناس إلي

حفصة
10-28-2007, 05:27 AM
نريد أن نسمع الحكم: إن كان الحكم عاما أم خاصا

حتى أحكم على أقرب الناس إلي



لو كنت تبحث عن الحق فعلا وليس الجدال الفارغ لكنت كلفت خاطرك وبحثت بنفسك .


أنت أبعد الناس من أن تحكم على نفسك ناهيك عن أقرب الناس إليك ..! لأنك تتبع هواك وعمورة!

حفصة
10-28-2007, 05:29 AM
الإيضاح والتبيين في أن الحكام الطواغيت وجيوشهم كفار على التعيين

حكم من نصر الكفار على حرب المسلمين وعاونهم على ذلك

[الكاتب: عبد الحكيم حسان (http://www.tawhed.ws/a?i=477)]

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صل الله عليه وسلم.

وبعد...


فإن من المعلوم من شريعة الحق وأدلة الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة؛ أن كل من نصر الكفار على حرب المسلمين وعاونهم على ذلك - بيد أو بلسان أو مال - فهو كافر وليس بمسلم، وأنه يحرم على المسلم موالاة أهل الكفر والشرك والردة أينما كانوا، ولا يجوز لمسلم أبدا أن يقاتل المجاهدين أو ينقل أخبارهم إلى أعدائهم من الكفار أو المشركين، ولا يجوز كذلك المعاونة على قتل مسلم - ولو بشطركلمة - فضلا عما فوق ذلك من عمل.

واعلم أن لفظ "الولاية"؛ مشتق من الولاء وهو الدنو والقرب، والولاية ضد العداوة، والمؤمنون أولياء الرحمن والكافرون أولياء الطاغوت والشيطان، وكل من كان ناصرا لأحد فهو موال له، وموالاة الكفار؛ تعني التقرب إليهم وإظهار الود لهم بالأقوال والأفعال، ونصرتهم على أهل الإسلام والذب عنهم بلسان الرضى.

ويدخل في موالاتهم؛ معاونتهم والتآمر والتخطيط معهم وتنفيذ مخططاتهم والدخول في تنظيماتهم وأحلافهم والتجسس من أجلهم ونقل عورات المسلمين وأسرار الأمة إليهم والقتال في صفهم.

وقد أوجب الله الموالاة بين المؤمنين،وبين أن ذلك من أصول الإيمان ولوازمه، ونهى عن موالاة الكفار والمشركين، وبين أنذلك منتفٍ في حق المؤمنين، وبين تعالى أن موالاة الكفار ونصرتهم على المسلمين منافية لحقيقة الإيمان.

فأما موالاة المؤمنين فقد ورد فيها قوله تعالى: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا...}، إلى قوله تعالى: {ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون)، وقال تعالى: {إن الذين آمنوا وهاجرواوجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض...}، إلى قوله تعالى: {والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم}.

فلابد لصحة الدين وتمامه؛ من الولاء في الله والبراءة فيه أي على أساس دينه وشريعته.

ولذلك يقول ابن تيمية رحمه الله: (إن أصل الدين وكماله أن يكون الحب في الله والبغض في الله والموالاة في الله والمعاداة في الله والعبادة لله والاستعانة بالله والخوف من الله والرجاء لله والإعطاء لله والمنع لله) [1] اهـ.

وفي وجوب معاداة الكافرين؛ قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذواعدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة...}، إلى قوله تعالى: {قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاؤ منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده}،فلا تتم موالاة المؤمنين ولا تصح إلا بمعاداة الكافرين وبغضهم.

وقد قال ابن القيم رحمه الله في بيان هذا المعنى: (لا تصح المولاة إلا بالمعاداة، كما قال تعالى عن إمام الحنفاء المحبين أنه قال لقومه: {أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون فإنهم عدو لي إلا رب العالمين}، فلم تصح لخليل الله هذه الموالاة والخلة إلا بتحقيق هذه المعاداة فإنه لا ولاء إلا لله ولا ولاء إلا بالبراءة من كل معبود سواه، قال تعالى: {وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون}، أي جعل هذه الموالاة لله والبراءة لله والبراءة من كل معبود سواه كلمة باقية في عقبه يتوارثها الأنبياء واتباعهم بعضهم عن بعض وهي كلمة لا إله إلا الله وهي التي ورثها إمام الحنفاء لأتباعه إلى يوم القيامة) [2] اهـ.

وقال تعالى: {لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور}، وذلك أن ناسا من فقراء المسلمين كانوا يخبرون اليهود بأخبار المؤمنين ويواصلونهم فيصيبون بذلك من ثمارهم ودنياهم فنهاهم الله عن موالاتهم ومواصلتهم ونصرهم على أهل دينهم منالمسلمين.

وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون}، وفي هذه الآية الكريمة نهي من الله تعالى للمؤمنين عن موالاة الكفار ونصرتهم والاستنصار بهم وتفويض أمورهم إليهم، وأوجب التبري منهم وترك تعظيمهم وإكرامهم، وإنما أمر المؤمنين بعدم موالاة الكافرين ليتميزوا عن المنافقين، إذ كان المنافقون يتولون الكفار ويظهرون إكرامهم وتعظيمهم إذا لقوهم ويظهرون لهم الولاية، فجعل الله تعالى ما أمربه المؤمن في هذه الآية علما وفرقانا يتميز به المؤمن من المنافق، وأخبر أن من لم يفعل ذلك فهو الظالم لنفسه المستحق للعقوبة من ربه [3].

وقال تعالى: {ياأيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه...}، إلى قوله: ({يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء}، وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لاتتخذوا الكافرين أوليآء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا}.

وهذا نهي من الله عباده المؤمنين أن يتخلقوا بأخلاق المنافقين الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين فيكونوا مثلهم في ركوب ما نهاهم عنه من موالاة أعدائه، أي لا توالوا الكفار فتؤازروهم من دون أهل ملتكم ودينكم من المؤمنين فتكونوا كمن أوجب له النار من المنافقين، ثم قال جل ثناؤه متوعدا من اتخذ منهم الكافرين أولياء من دون المؤمنين؛ إن هو لم يرتدع عن موالاته وينجر عن مخالته أن يلحقه بأهل ولايتهم من المنافقين الذين أمر نبيه صل الله عليه وسلم بتبشيرهم بأن لهم عذابا أليما.

وقال تعالى عن المنافقين: {ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليهم ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون}،فذم الله تعالى من يتولى الكفار من أهل الكتاب قبلنا وبيَّن أن ذلك ينافي الإيمان،وأن من فعل ذلك فهو من جملة المنافقين المتوعدين بالخلود في جهنم وبئس المصير، وقالتعالى: {بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا}.

وقال تعالى عن المؤمنين المتقين: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولوكانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه...}، إلى قوله تعالى: {أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون}، فقد بين تبارك وتعالى أنه لا يوجد مؤمن يكن المودة لأعداء الله تعالى من الكفاروالمشركين، ولو كانوا أقرب قريب له، وذلك لأن مودة الله ومحبته تنافي مودة عدوة،وهما ضدان لا يجتمعان في قلب امرئ مؤمن أبدا.

وهذا دليل واضح على وجوب البراءة من الكفار أيا كان موقعهم وقرابتهم وأن ذلك دليل صحة الإيمان.

وقال تعالى ناصحا عباده المؤمنين: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لايألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر}، فنهى في هذه الآية عن موالاة الكفار وإكرامهم، وأمر بإهانتهم وإذلالهم، ونهى عن الاستعانة بهم في أمور المسلمين لما فيه من العز وعلو اليد.

وكذلك كتب عمربن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري؛ ينهاه أن يستعين بأحد من أهل الشرك في كتابته،وتلا قوله تعالى: {لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا}، وقال: (لا تردوهم إلى العز بعد إذ أذلهم الله) [4] اهـ.

وقال تعالى: {لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير}، ومعنى الآية؛ لا تتخذوا أيها المؤمنين الكفار ظهرا وأنصارا توالونهم على دينهم وتظاهرونهم على المسلمين من دون المؤمنين وتدلونهم على عوراتهم، فإنه من يفعل ذلك {فليس من الله في شيء}، يعني بذلك فقد برئ من الله وبرئ الله منه بارتداده عن دينه ودخوله في الكفر [5].

حفصة
10-28-2007, 05:31 AM
ويقول الشيح صالح الفوزان: (من مظاهر موالاة الكفار؛ إعانتهم ومناصرتهم على المسلمين ومدحهم والذب عنهم، وهذا من نواقض الإسلام وأسباب الردة - نعوذ بالله من ذلك -) [6] اهـ.

وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياءبعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم}، وهذا نص قرآني محكم بين الله تعالى فيه أن من والى الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم ونصرهم على المؤمنين فهو كافرمثلهم ومصيره مصيرهم في الدنيا والآخرة، وفي هذه الآية دلالة على أن الكافر لا يكون وليا للمسلم، لا في التصرف ولا في النصرة.

وتدل أيضاً على وجوب البراءة من الكفار والعداوة لهم، لأن الولاية ضد العداوة، فإذا أمرنا بمعاداة اليهود والنصارى لكفرهم فغيرهم من الكفار بمنزلتهم، وتدل الآية أيضاً على أن الكفر كله ملة واحدة،لقوله تعالى: {بعضهم أولياء بعض} [7].

وقوله تعالى: {ومن يتولهم منكم فإنهمنهم}، أي؛ ومن يتول اليهود والنصارى من دون المؤمنين فإنه منهم، فإن من تولاهم ونصرهم على المؤمنين فهو من أهل دينهم وملتهم، فإنه لا يتول متول أحدا إلا وهو به وبدينه وما هو عليه راض، وإذا رضيه ورضي دينه فقد عادى ما خالفه وسخطه وصار حكمهحكمه وإن زعم أنه مخالف لهم في الدين، فهو بدلالة الحال منهم لدلالتها على كمال الموافقة [8].

قال ابن حزم: (صح أن قوله تعالى: { وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}؛ إنما هو على ظاهره بأنه كافر من جملة الكفار، وهذا حق لا يختلف فيه اثنان من المسلمين) [9].

قال القرطبي رحمه الله: (قوله تعالى: {ومن يتولهم منكم}؛ أي يعضدهم على المسلمين، {فإنه منهم}؛ بيَّن تعالى أن حكمه كحكمهم، وهو يمنع إثبات الميراث للمسلم من المرتد، ثم هذا الحكم باق إلى يوم القيامة...) إلى آخر قوله رحمه الله [10].

وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوال ا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون}، وظاهر هذه الآية أنها خطاب لجميع المؤمنين كافة، وهي باقية الحكم إلى يوم القيامة في قطع الولاية بين المؤمنين والكافرين.

وقوله تعالى: {ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون}.

قال ابن عباس: (هو مشرك مثلهم، لأن من رضي بالشرك فهو مشرك) [11] اهـ.

وقال ابن حزم رحمه الله في كلامه عن وجوب الهجرة من دار الكفر: (من لحق بدار الكفر والحرب مختارا، محاربا لمن يليه من المسلمين، فهو بهذا الفعل مرتد، له أحكام المرتدين من وجوب القتل عليه متى قدرعليه، ومن إباحة ماله وانفساح نكاحه...)، إلى أن قال: (وكذلك من سكن بأرض الهندوالسند والترك والسودان والروم من المسلمين؛ فإن كان لا يقدر على الخروج من هنالك لثقل ظهر أو لقلة مال أو لضعف جسم أو لامتناع طريق فهو معذور، فإن كان هنالك محاربا للمسلمين معينا للكفار بخدمة أو كتابة فهو كافر) [12] اهـ.

وقال ابن حجررحمه الله في شرح حديث ابن عمر مرفوعا: (إذا أنزل الله بقوم عذابا أصاب العذاب منكان فيهم ثم بعثوا على أعمالهم) [13]: (ويُستفاد من هذا مشروعية الهرب من الكفار ومن الظلمة، لأن الإقامة معهم من إلقاء النفس إلى التهلكة، هذا إذا لم يعنهم ولم يرض بأفعالهم، فإن أعان أو رضي فهم منهم) [14] اهـ.

وقال القرطبي رحمه اللهفي تفسير قوله تعالى: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة}: (قال علماؤنا: فالفتنة إذا عمت هلك الكل، وذلك عن ظهور المعاصي وانتشار المنكر وعدم التغيير...)،إلى قوله: (إن الناس إذا تظاهروا بالمنكر؛ فمن الفرض على كل من رآه أن يغيره، فإذا سُكت عليه فكلهم عاص، هذا بفعله وهذا برضاه، وقد جعل الله في حكمه وحكمته الراضي بمنزلة الفاعل فانتظم في العقوبة) [15] اهـ.

وقد ذكر شيخ الإسلام محمد بنعبد الوهاب رحمه الله ضمن نواقض الإسلام التي يكفر بها المسلم: (مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين، لقوله تعالى: {ومن يتولهم منكم فإنه منهم) [16] اهـ.

وقال تعالى: {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بهاويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا}، ومعنى قوله تعالى: {إنكم إذا مثلهم}؛ يعني إن جالستم من يكفر بآيات الله ويُستهزأ بها وأنتم تسمعون فأنتم مثلهم، يعني فإن لم تقوموا عنهم في تلك الحال مثلهم في فعله، لأنكم قد عصيتم الله بجلوسكم معهم وأنتم تسمعون آيات الله يكفر بها ويُستهزأ بها كما عصوه باستهزائهم بآيات الله، فقد أتيتم من معصية الله نحو الذي أتوا منها، فأنتم إذا مثلهم في ركوب معصية الله وإتيانكم مانهاكم الله عنه [17].

وقال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: (أي إنكم إذا ارتكبتم النهي بعد وصوله إليكم ورضيتم بالجلوس معهم في المكان الذي يُكفر فيه بآيات الله ويُستهزأ بها ويتنقص بها وأقررتموهم على ذلك؛ فقد شاركتموهم في الذي هم فيه، فلهذا قال تعالى: {إنكم إذا مثلهم}...)، إلى قوله رحمه الله: (وقوله: {إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا} أي كما أشركوهم في الكفر كذلك يشارك الله بينهم في الخلود في نار جهنم أبدا ويجمع بينهم في دار العقوبة والنكال والقيود والأغلال وشراب الحميم والغسلين لا الزلال) [18] اهـ.

وقال تعالى: {إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم * ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم إسرارهم} [19]، فقد بيَّن تعالى أن سبب ردتهم عن الإسلام وخروجهم عن الدين هو أنهم قالوا للكفار الكارهين ما أنزل الله سنطيعكم في بعض الأمر، فإذا كان من قال ذلك للكفار ولم يوالهم في الواقع؛ كان مرتدا، فكيف من والاهم ونصرهم على المسلمين ودخل في أحلافهم ونفذ مخططاتهم؛ فهو أولى أن يكون كافرا مرتدا مستحقا للعقوبة في الدنيا والآخرة.

وقال ابن حزم رحمه الله: (وقد قال عز وجل: {إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم ا لهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما أنزل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم أسرارهم فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم}؛ فجعلهم تعالى مرتدين كفارا بعد علمهم الحق وبعد أن تبين لهم الهدى، بقولهم للكفار ما قالوا فقط، وأخبرنا تعالى أنه يعرف أسرارهم، وأخبرنا تعالى أنه قدأحبط أعمالهم بإتباعهم ما أسخطه وكراهيتهم رضوانه) [20] اهـ.

وقال الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ رحمه الله: (فأخبر تعالى أن سبب ما جرى عليهم من الردة وتسويل الشيطان وإملائه لهم، هو قولهم للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر، فإذا كان من وعد المشركين الكارهين لما أنزل الله بطاعتهم في بعض الأمر كافرا وإن لم يفعل ما وعدهم به، فكيف بمن وافق المشركين الكارهين لما أنزل الله من الأمر بعبادته وحده لا شريك له وترك عبادة ما سواه من الأنداد والطواغيت والأموات وأظهر أنهم على هدى وأن أهل التوحيد مخطئون في قتالهم، فهؤلاء أولى بالردة من أولئك الذين وعدوا المشركين بطاعتهم في بعض الأمر) [21] اهـ.

وقريب من معنى الآية السابقة قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون}؛ ففي هذه الآية ببيان جلي بأن وعد المشركين في السر بالدخول معهم في أحلافهم ونصرهم والخروج معهم نفاقا وكفرا، وإن كان هذا الوعد كذبا وتمويه الا حقيقة له،فكيف بمن وعد الكفار بالدخول معهم ونصرهم صادقا ليس بكاذب؟ فكيف بمن نصرهم فعلا وصار من جملتهم وأعانهم بالمال والرأي والعتاد؟ أليس هذا أشد حالا وأسوأحكما ومآلا من المنافقين المذكورين في الآية ممن وعدهم فقط؟

وقد سُئل ابن يتيمة رحمه الله عمن يتعمد قتل المسلم بسبب دينه؟ فأجاب رحمه الله: (أما إذا قتله على دين الإسلام مثل ما يقاتل النصراني المسلمين على دينهم، فهذا كافر شر من الكافرالمعاهد، فإن هذا كافر محارب بمنزلة الكفار الذين يقاتلون النبي صلى الله عليه وسلموأصحابه، وهؤلاء مخلدون في جهنم كتخليد غيرهم من الكفار، وأما إذا قتله قتلا محرم العداوة أو مال أو خصومة ونحو ذلك؛ فهذا من الكبائر، ولا يكفر بمجرد ذلك عند أهل السنة والجماعة، وإنما يُكفِّر بمثل هذا الخوارج) [22] اهـ.

هذا وقد أجمع علماء الإسلام؛ على أن من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم عليهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم، وقد نقل هذا الإجماع غير واحد من أهل العلم.

ومن كل ما سبق؛ يتبين أن من عاون الكفار وظاهرهم على المؤمنين أو كان معهم في حربهم لأهل الإسلام، أو نقل إليهم أسرارهم وتسبب في ضررهم بذلك، أو قتل المجاهدين بسبب دينهم وحرض على قتلهم بسبب جهادهم؛ أنه كافر مرتد، يُقَاتَلُ قِتَال أهل الكفر الذين والاهم ونصرهم وحكمه حكمهم.




[1] راجع الدرر السنية: 7/109.

[2] الجواب الكافي: 213، راجع الدرر السنية جزء الجهاد: 93.

[3] راجع أحكام القرآن للجصاص: 4/278.

[4] راجع أحكام القرآن للجصاص: 4/293.

[5] راجع: تفسير الطبري: 6/313، تفسير القرطبي: 4/57، تفسير ابن كثير: 1/358، تفسير أبي السعود: 2/23.

[6] الولاء والبراء في الإسلام للشيخ صالح الفوزان: 9.

[7] راجع أحكام القرآن للجصاص: 4/99.

[8] راجع تفسير الطبري، 6/276 - 277، محاسن التأويل للقاسمي: 6/240.

[9] المحلى لابن حزم: 11/138، راجع مجموع الفتاوى: 7/193 - 194.

[10] تفسير القرطبي: 6/217، راجع الرسالة الحادية عشرة من مجموعة التوحيد: 338.

[11] راجع: تفسير القرطبي ج 8/93 - 94، تفسير ابن كثير: 2/343، تفسير أبي السعود: 4/54، فتح القدير للشوكاني: 2/346.

[12] المحلى لابن حزم: 11/200.

[13] رواه البخاري في صحيحه، كتاب الفتن، باب إذا أنزل الله بقوم عذابا، والحديث في الصحيح برقم 7108.

[14] فتح الباري: 13/61.

[15] تفسير القرطبي: 7/374 - 375، وراجع أحكام القرآن لابن العربي: 2/847.

[16] مـجموعة التوحيد: 33، راجع الدفاع عن أهل السنة والاتباع للـشـيـخ حمد بن عتيق النجدي: 31 - 32.

[17] راجع تفسير الطبري: 9/320 - 322.

[18] تفسير ابن كثير: 1/566 - 567. ط دار المعرفة بيروت.

[19] مجموع الفتاوى: 28/190 - 193، والآية من سورة محمد: 25 - 26.

[20] راجع الفصل في الملل: 3/122، راجع: تفسير الطبري: 26/58 - 60، تفسير ابن كثير: 4/181، فتح القدير للشوكاني: 5/39.

[21] الرسالة الحادية عشرة من مجموعة التوحيد: 346 - 347.

[22] مجموع الفتاوى: 34/136 - 137.

حفصة
10-28-2007, 06:37 AM
الباحث عن حكم قتل أفراد وضباط المباحث

الشبهة الثانية؛ الإكراه والاستضعاف والرزق



[الكاتب: أبو جندل الأزدي (http://www.tawhed.ws/a?i=9)]




يقول الكثير من هؤلاء؛ إنهم مكرهون على العمل وليس لديهم بديل إذا تركوا عملهم هذا.

ويقول البعض؛ إنّ كثيراً من هؤلاء العساكر لا يحبّون الطاغوت، بل منهم من يكفر به يبرأ من قانونه الوضعي، وهم في قلوبهم يبغضون الطاغوت، لكنّهم يعتذرون بالرزق والراتب وأنّه لم يبق لبعضهم إلا سنوات قليلة على التقاعد.

وللرد على هؤلاء المتعذرين بالإكراه، نسأل سؤالا واحدا وهو؛ هل الذي يذهب مختارا بنفسه لطلب هذه الوظيفة ويوافق على شروطها وبنودها ثم يستمر فيها عشرات السنوات، وهو يذهب كل صباح ويعود في الظهر، ويأخذ الرواتب والبدلات والأوسمة والنياشين والرتبة تلو الرتبة، يسمى في دين الله مكرها [40]؟!

وأما الذين يقولون؛ نحن لا نحبهم ونكرههم ونذمهم ونبرأ إلى الله منهم... وغير ذلك من الشبه السابقة... الخ.

فنقول لهم [41]: أن نقول إنّ الفرق بين أهل السنّة وغيرهم من أهل الزيغ والضلال؛ أنّ الإيمان عند أهل السنّة اعتقاد بالجنان وقول باللِّسان وعمل بالجوارح والأركان، وليس هو فقط اعتقاد بالقلب باطنا.

فالكفر بالطاغوت لا بد أن يكون ظاهراً وباطناً، ولذلك كنّا مطَالبين في شريعتنا بالأخذ بالظاهر وعدم البحث عن الغيب الذي في القلوب والذي لا يعلمه إلاّ الله.

فالمنافق إذا أبطن الكفر وبغض الشريعة، لكنّه أظهر لنا الإيمان بالله والكفر بالطاغوت والتزام شعائر الإسلام الظاهرة - ولو كان ذلك عنده خوفاً من سلطان الإسلام - فإنّنا مطالَبون بمعاملته بالظاهر، ولا دخل لنا بباطنه.

ولذلك فإنّه يُحسب على المسلمين ويُعصم دمه وماله وحسابه في الآخرة على الله، حيث قال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ}، والعكس بالعكس.

فكذلك من زعم أنّه مؤمن بالله في باطنه كافر بالطاغوت في قلبه، وكان ظاهره مخالفاً مناقضاً لزعمه، بأن صار من عساكر الشرك وأنصار الطاغوت، يكثِّر سوادهم وينصر ويحرس قانونهم - الطاغوت الذي أمره الله أن يكفر به - ويتولاهم ويظاهرهم على المسلمين؛ فإنّنا نأخذه ونحكم عليه بظاهره هذا.

لأنّنا كما في الحديث؛ (لم نؤمر أن نشقّ عن قلوب الناس ولا عن صدورهم).

ولذلك قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما في صحيح البخاري: (إنّ ناساً كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فمن أظهر لنا خيراً أمناه وقربناه، وليس لنا من سريرته شيء، الله يحاسب سريرته، ومن أظهر لنا سوءاً لم نأمنه ولم نصدِّقه، وإنْ قال أنّ سريرته حسنة).

وفي حديث البخاري أيضاً؛ في قصة الجيش الذي يغزو الكعبة فيخسف الله بأوله وآخره، مع أنّ فيهم من ليس منهم والمجبور ونحوهم.

ففي ذلك دلالة واضحة على هذا الأمر، لأنّ أمّ المؤمنين حينما سألت رسول الله صلى الله عليه وسلّم عن حكم هؤلاء الذين خرجوا مكثرين لسواد ذلك الجيش وليس بنيّتهم قتال المؤمنين؟ قال: (يهلكون مهلكاً واحداً، ويُبعثون على نيّاتهم يوم القيامة).

وفي هذا يقول شيخ الإسلام رحمه الله [42] وهو يتكلم عن جيش عبيد الياسق - الدستور التّتري - وفيهم من كان يصلِّي ويزعم الإكراه ونحوه، قال: (فالله تعالى قد أهلك الجيش الذي أراد أن ينتهك حرماته - المكره فيهم وغير المكره - مع قدرته على التمييز بينهم، مع أنه يبعثهم على نياتهم، فكيف يجب على المؤمنين المجاهدين أن يميزوا بين المكره وغيره وهم لا يعلمون ذلك؟!) اهـ

أقول: وأنّى لنا ذلك؟ وكيف؟! وهل لنا إلاّ أحكام الظاهر؟

فهذا صفٌّ خرج محارباً لأهل الإسلام مكثرا لسواد أهل الشرك والأوثان فحكم من كان فيه وأظهر تولِّيه ونصرته في الدنيا حكمهم، وليس لنا نحن بأحكام الآخرة الآن.

ويدل على ذلك معاملة رسول الله صلى الله عليه وسلّم للعباس، حين أُسِر في صف الكفار ببدر، فزعم أنّه مسلم وأنه خرج مكرهاً، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلّم: (أمّا سريرتك فإلى الله وأمّا ظاهرك فلنا) [رواه الإمام أحمد، وفيه راو لم يسم لكن أصل القصة في صحيح البخاري]... وفيها أَمْرُهُ صلى الله عليه وسلم له أن يفدي نفسه كالمشركين، فعامله معاملة الصف الذي خرج مكثِّراً لسواده، وهذا هو ما نفعله تماماً مع عساكر الشرك وأنصار القانون.

أفلا يسعنا ما وسع رسول الله صلى الله عليه وسلّم وهو أتقانا وأخوفنا لله وأورعنا في التكفير والحكم على الناس وفي غير ذلك؟!

ومن تأمّل حال هؤلاء القوم لم يجدهم مكرهين بحال، بل هي أعمالهم ووظائفهم التي يفخرون بها ويتقاضون عليها الرُّتب والرواتب والأجور... وأي إكراه هذا الذي يُدفع لصاحبه أجراً وينال عليه الامتيازات ويمكث فيه العشرة والعشرين سنة نصيراً للشرك بزعمهم مكرها؟!

فإن تعذّروا بالاستضعاف، فقد تعذّر به قوم من قبلهم، فما قُبل منهم، وهم قوم أسلموا بمكة ولم يفارقوا صف المشركين إلى صف أهل التوحيد، فلما كان يوم بدر أخرجهم المشركون في مقدمة الصفوف... وتأمل كيف أنهم لم يخرجوا معهم متطوِّعين ولا دخلوا جيشهم راغبين يأخذون على ذلك الرتب والرواتب، كحال هؤلاء، ومع ذلك أنزل الله تعالى فيهم قرآناً يبّين أنّهم ليسوا بمعذورين في ذلك، ولا هم بمستضعفين، فقال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ؟}.

أي: في أي صف كنتم؟ أفي صف التوحيد والشريعة؟ أم في صف الشرك والتنديد والدستور الوضعي والقانون الكفري؟!

والجواب الواضح الصحيح أن يقولوا: كنا في صف المشركين، ولكنهم لما عاينوا هلاك أهل هذا الصف، حادوا عن هذا الجواب، إلى التعذر بالاستضعاف، ظانين أن هذا ينفعهم في البراءة من الشرك والمشركين.

فتأمل كيف يحاولون التبرؤ من صف الطاغوت وجيشه الذي هلكوا فيه منذ اللحظة الأولى من لحظات الدار الآخرة، لأن هذا أهم أمرٍ فرّطوا فيه وأهملوه، وهو الأمر الذي أوردهم المهالك... ولكن هل ينفعهم ذلك وقد ماتوا في صفه ولم يفارقوه ويبرءوا منه في الدنيا؟! فتأمل كيف يجيبون على سؤال الملائكة: {فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ}.

تلك حجتهم التي توارثوها عبر جيوش الكفر؛ {أَتَوَاصَوْاْ بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ} وهكذا يجيبوننا دوماً عندما ندعوهم إلى التوحيد والبراءة من الشرك والتنديد.

وهكذا يجادل عنهم المجادلون عندما نبيّن حكمهم في دين الله وموقفهم من التوحيد يقولون: {كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ}، الراتب... والبيت... والرزق... فهل يُقبل منهم مثل هذا؟!

تأمل جواب الملائكة لهم وحذار من هذا الموقف وأصحابه: {قَالْواْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً}، ألم تكن أبواب الرزق واسعة فتهجروا ذلك الصف الشركي إلى غيره؟

ومَنْ يرزق النمل والنحل والطير وسائر الدواب والمشركين والكفار، هل تراه يعجز عن أن يرزق المتقين والأبرار الذين يتطهّرون من صف الشرك ويفارقونه محبّة ونصرة للتوحيد وأهله؟ تعالى الله علواًّ كبيراً عما يصفون.

وتأمل تهديد الله ووعيده لهم بقوله: {فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً}، مع أنّهم لم يخرجوا في ذلك الجيش متطوعين ولا مختارين، لكنهم قصّروا في الهجرة في بادئ الأمر، فلمّا عزم الأمر تورّطوا في الخروج في صف أعداء الموحدين.

ثم قال تعالى: {إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً * فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوّاً غَفُوراً}، فلم يعذر الله سبحانه وتعالى بعذر الاستضعاف إلا من لا يستطيع حيلة في الخروج والفرار إلى الله من صف الكفار، كأن يكون جريحاً أو عاجزاً أو مقيداً أو مأسوراً أو لا يهتدي طريقة وسبيل الهجرة والفرار إلى الصف المسلم، كأن يكون امرأة أو صبياً أو شيخاً أو ضعيفاً...

ثم رغّب الله تعالى بالهجرة والفرار من هذه الصفوف المشركة ووعد أهلها بالرزق الوفير الواسع، فمن ترك شيئاً لله عوّضه الله خيراً منه, وذلك ليقطع كل حجج القوم الواهية فقال: {وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الأَرض مراغماً كثيراً وسعة}، كما قال في مقام اخر من مقامات دعوته عباده المؤمنين إلى البراءة من الشرك وأهله: {وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء إن الله عليم حكيم}.



[40] دليل الإكراه قوله تعالى: {من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان}، وقد ذكر العلماء شروطاً لصحة تحقق مانع الإكراه منها: 1) أن يكون المكرِه - بكسر الراء - قادراً على إيقاع ما يهدد به، والمكرَه عاجزاً عن الدفع ولو بالفرار. 2) أن يغلب على ظن المكرَه، انه إذا امتنع أوقع به ما يهدد به. 3) أن لا يظهر على المكرَه ما يدل على تماديه، بأن يعمل أو يتكلم زيادة على ما يمكن أن يزول به عنه البلاء. 4) واشترطوا فيما يهدد به في الإكراه على كلمة الكفر، أن يكون مما لا طاقة للمرء به، ومثلوا بالإيلامات الشديدة وتقطيع الأعضاء، والتحريق بالنار والقتل وأمثال ذلك... وذلك لأن الذي نزلت بسببه آيات إعذار المكره وهو عمار، لم يقل ما قال إلا بعد أن قتل والديه وكسرت ضلوعه، وعذب في الله عذاباً شديداً. 5) واشترطوا أن يظهر إسلامه متى زال عنه الإكراه، فإن أظهره فهو باق على إسلامه وإن أظهر الكفر، حكم أنه كفر من حين نطق به...
ومع هذا فيجدر التنبيه إلى أن العلماء قد نصوا على أن من قامت عليه بينة أنه نطق بكلمة الكفر وكان محبوساً عند الكفار مقيداً عندهم في حالة خوف، لم يحكم بردته لأنه في مظنة الإكراه ما دام في سلطانهم مقيداً أو محبوساً ويقدرون على إنفاذ ما يريدون به. وإن شهد عليه انه كان آمناً حال نطقه بها حكم بردته.
ومن المهم هنا التنبيه إلى؛ أن الإكراه الذي يتحدث عنه العلماء هو النطق بكلمة الكفر أو فعله، ثم العودة إلى إظهار الإسلام كما تقدم... أما الإكراه على الإقامة على الكفر والبقاء عليه... فهذا لم يعتبروه ولم يجيزوه وفرقوا بينه وبين ما يعذرون به في أبواب الإكراه. اهـ من كتاب "الرسالة الثلاثينية" [ص: 61 - 62].

[41] راجع "كشف شبهات المجادلين عن عساكر الشرك وأنصار القوانين" [ص: 59 - 65].

[42] مجموع الفتاوى: 28/537

حفصة
10-28-2007, 06:58 AM
التحفة السنية




في تحريم الدخول في



الـعَـسْـكَـرِيِّـة







تـألـيـف

أحـمـد بن حـمـود الخـالـدي





بسم الله الرحمن الرحيم




وبه نستعين ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين



وعلى آله وصحبه أجمعين .



أمابعد :-



فهذه رسالة نقدمها للإخوة المستفيدين وطلاب العلم الحريصين على التسمك بالدليل ومعرفة الحق من الََََميْن قد اشتملت على أصول ومسائل وتقريرات جرت فيها المذاكرة مع بعض الإخوة المحبين في أكثر من مجلس دونها بعضهم فأحببت إخراجها بشرح مسائلها وبيان مجملها لتتم الفائدة وتعم المنفعة كما أنها تصلح أن تكون نصيحة لكل من انتسب للعسكريةالقائمةالآن لأنها المعنية في هذه الرسالة وأما العسكريةالتي تقوم على الكتاب والسنة ولا تخالفهما فالكلام ليس فيها كحال الدول الإسلاميةقديما فنسأل الله أن ينفع بها كاتبها وقارئها وسامعها وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم



إنه سميع مجيب




وصلى الله على نبيه وآله وصحبه أجمعين .







الفصل الأول:-



حكم الدخول في العسكرية من حيث الأصل هو التحريم





لأن طبيعة العمل والوظيفة فيها لا تخلو عن معصية لله كإلزام الداخل فيها بالصور المحرمة وسماع الموسيقى وحلق اللحية – في أغلب الدول – وأكل أموال الناس بالباطل وأداء التحية للعلم والقيام للأشخاص والانحناء تعظيماً لهم وتعظيم الشعارات والإشارات – ( الرتب العسكرية ) – والخوف من غير الله وتعظيم الكفار وأعلامهم وشعاراتهم والتشبه بهم في سَنِّ القوانين الجاهلية وفي اللباس والهيئات والحركات وتجسيد العورة وإعانة الظلمة والكفرة على باطلهم وظلمهم ومعاونتهم على الإثم والعدوان وطاعتهم في معصية الله وتسليطهم على الصالحين من المسلمين ووتتبع عوراتهم والتجسس عليهم وتثبيت عروش الطواغيت كما أنها لاتخلو من الكفر والشرك الأكبر والأصغر والتشريع مع الله من تحريم الحلال وتحليل الحرام والتحاكم إلى غير شرع الله كما في المحاكم والقوانيين العسكرية التي يُقضي بها في الدماء والأموال والأعراض لمنتسبي السلك العسكري وكذلك حراسة مواضع الشرك كالكنائس والمشاهد الشركية والأصنام المصورة والتماثيل المنحوتة وحراسة مواخير الفساد كالمراقص والكبريهات ودورالزنا وصروح الربا واستوديوهات التصوير والغناء ومحلات الفيديو والأطباق الفضائية -(الدشوش)- ودورالسينما والإذاعات الخبيثة وأيضاً فإن العسكرية لا تفرق بين الكافر والمسلم ولا الصالح والفاسق فلا ولاء فيها ولا براء لأنها قائمة على الوطنية والجنسية لاعلى الإسلام والعقيدة ومن ثم سقوط علم الجهاد في سبيل الله وواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وضرب الدعوة هنا وهناك وتجهيز السجون والمعتقلات للدعاة والمجاهدين والصالحين باسم مكافحة الإرهاب ومكافحة الشغب والمحافظة على الوحدة الوطنية وتنفيذ قرارات هيئة الأمم المتحدة بحسب سياسة الدولة وتنفيذا لمخططات الدول الكبرى إلى غير ذلك من الكفريات والكبائر والموبقات عياذاً بالله فحكم الدخول في العسكرية من حيث الأصل هو التحريم وتشتد الحرمة ويعظم الإثم والذنب بحسب طبيعة العمل وموضعه ... الخ .
-------------------------------


الكتاب 120 صفحة


للتحميل
http://www.tawhed.ws/r?i=639

حفصة
10-28-2007, 07:07 AM
كشف شبهات المجادلين عن عساكر الشرك وأنصار القوانين
الشبهة الثالثة؛ أنهم يصلون ويصومون


[الكاتب: أبو محمد المقدسي (http://www.tawhed.ws/a?i=2)]



قالوا: كيف تكفرون عساكر القانون وأنصار الدستور وبعضهم يصلّي ويصوم ويحج, وربما ذكروا حديث مسلم الذي فيه ذكر أمراء الجور، ومنه قول الصحابة: (أفلا نقاتلهم يا رسول الله؟)، قال: (لا, ما أقاموا فيكم الصلاة).

ومثل ذلك حديث ذي الخويصرة الذي تكلّم في قسمة النبي صلى الله عليه وسلم، فقال خالد بن الوليد: (ألا أقتله؟)، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أليس يصلّي؟ أما إني لم أؤمر بقتل المصلين)، وفي رواية: (يتحدث الناس محمد يقتل أصحابه).

الجواب:

نقول: لقد علمت أنّ دين الله الذي بعث الله به كافّة رسله هو التوحيد، ولا بد أن تعلم أنّ هذا التوحيد هو شرط رئيس من شروط قبول العمل والعبادة، فالعمل لا يكون خالصاً متقبلاً إلا بتحقيق هذا الشرط، مع الشرط الآخر الذي هو المتابعة؛ "أن يكون العمل موافقاً لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم"، والشرط هو ما يلزم من عدمه عدم العبادة وبطلانها.

ولذلك فقد ذكر الله عزّ وجلّ أعمالاً كثيرة للكفار والمشركين، لكنه بيّن سبحانه أنّه لا يتقبّلها بل يجعلها هباءً منثوراً، لأنّها فقدت شرط الإخلاص والتوحيد.

قال تعالى: {والذين كفروا أعمالهم كسرابٍ بقيعة يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً ووجد اللهَ عنده فوفّاه حسابه}.

وفي الحديث القدسي الذي يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه: (أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك به معي غيري تركته وشركه)، وهذا يستدلّ به العلماء على الشرك الأصغر، فيدخل فيه الأكبر من باب أولى.

فالشاهد من هذا كله أن التوحيد شرط في صحة الصلاة وفي قبولها.

والدخول للإسلام إنما يكون من باب التوحيد - لا إله إلا الله - وليس من باب الصلاة أو غيرها من العبادات دون تحقيق للتوحيد، وإنما يحكم أهل العلم للمصلي بالإسلام لتضمن الصلاة للتوحيد، ولأن التوحيد شرط صحتها وقبولها.

فمن جاء بصلاة أوصيام أو زكاة من غير أن يحقق التوحيد بركنيه "الإيمان بالله" و "الكفر بالطاغوت"؛ فإن أعماله جميعها باطلة وليس صلاته فقط... فمن صلى وهو مظهر للشرك غير مجتنب لعبادة الطواغيت ونصرتهم؛ لم تقبل صلاته ولم تدخله في دائرة الإسلام ولا أخرجته من دائرة الإشراك.

ومن أوضح الأدلّة على ذلك قوله تعالى: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}، وكذلك قوله تعالى: {وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}.

فاجتناب الشرك بالله تعالى بترك عبادة الطواغيت وخلع متابعتهم على تشريعاتهم أعظم شروط قبول العمل وهو أول فرض افترضه الله تعالى على عباده وأمرهم به وبدونه تحبط الأعمال.

وهؤلاء العساكر بدلاً من أن يستجيبوا لأمر الله تعالى بالكفر بالطاغوت؛ {وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ}، وبدّلوا قولاً غير الذي قيل لهم, فحرسوه وحموه ونصروه واتّبعوه ونصروا تشريعاته وقانونه الكفري... ولذلك لا تقبل منهم صلاة ولا صيام ولا غيره من الأعمال ما داموا لم يحققوا شرط قبولها.

أرأيت لو أنّ هذا العسكري أو ذلك الضابط أو الجاسوس أو الأمن الوقائي أو المخابرات أو غيرهم صلّوا صلاة من غير وضوء، ترى صلاة أحدهم مقبولة عند الله تعالى؟ أم هي باطلة مردودة على وجهه؟

لعلك تقول؛ هذا أمر لا يختلف فيه شخصان ولا ينتطح فيه عنزان، لا شك أنّ الصلاة بغير وضوء باطلة مردودة.

فتأمّل هذا الموضع يا عبد الله؛ إذا كان ترك الطهارة مبطل للصلاة لأنه شرط في صحتها، فكيف بترك التوحيد والكفر بالطواغيت الذي هو أعظم شروط قبول الأعمال؟!

ولذلك فهو الشرط والأمر الذي أوجب الله على ابن آدم تعلمه والعمل به قبل تعلم الصلاة وشروطها والطهارة وشروطها ونواقضها.

وهو الشرط الذي فرض على الصحابة في مكة قبل فرض الصلاة وغيرها، ومعلوم أن الصحابة ما عُذِّبوا في مكّة ولا ابتُلوا وهاجروا وأوذوا إلا من أجله، إذ لم يعذبهم قومهم ولا آذوهم لأجل الصلاة أو الزكاة أو غيرها من الطاعات والشرائع، التي لم تكن قد فرضت ولا طولبوا بها بعد، وإنما طولبوا أول ما طولبوا بتحقيق ذلك الأمر العظيم، لأن تلك العبادات لا تقبل بدونه، ولذلك لم يكن من أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ولا من طريقة دعوته هو وأصحابه أن يبدأوا في دعوة المشركين بالصلاة أو بالزكاة أو نحوها من الشرائع قبل دعوتهم لتحقيق التوحيد واجتناب عبادة الطواغيت، لا والله ما كانت هذه دعوتهم أبداً.

وتأمل حديث معاذ بن جبل في الصحيحين حين بعثه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى اليمن وعلّمه أسلوب الدعوة وطريقتها قال: (فليكن أول ما تدعوهم إليه؛ شهادة "أن لا إله إلا الله" - وفي رواية: "إلى أن يوحدوا الله" - فإن هم أطاعوك لذلك؛ فأعْلِمهم أنّ الله قد افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أنّ الله قد أوجب عليهم في أموالهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فتردّ إلى فقرائهم... الحديث).

فدعوة الإنسان إلى الإسلام ابتداءً لا تكون من الصلاة بل من التوحيد، ثم يؤمر إن حقق التوحيد بالصلاة والزكاة وسائر الأركان.

فمن حقّق التوحيد واعتصم بالعروة الوثقى نجى وقُبلت منه الصلاة وسائر الأركان، ومن تمسّك بشرائع وأركان الإسلام دون أن يتمسّك بالعروة الوثقى؛ فهو من جملة الهالكين... لأن الله لم يضمن لشيء من عرى الإسلام الإيمان أن لا تنفصم إلا إذا انضمّت إليها وارتبطت بها هذه العروة الوثقى التي ضمن سبحانه أن لا تنفصم، قال تعالى: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيْؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}.

لذك فإنّ كثيراً ممن نصبوا بالعبادة في الدنيا تردّ عبادتهم على وجوههم يوم القيامة ويكون مصيرهم النار، قال تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ}، أي في العبادة ثم مصيرها؛ {تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً}، لأن عبادتها وصلاتها وتعبها ونصبها كان هباءً منثوراً، لأنه بغير توحيد وإخلاص.

فإذا فهمت هذا وعلمت أنه قاعدة من قواعد دين المسلمين وأصل محكم من أصولهم يُردّ إليه كل ما تشابه من النصوص؛ فافْهَم على ضوئه بعد ذلك كل حديث يشكل عليك في هذه الأبواب.

ومن ذلك "حديث مسلم" المتقدم في شأن الأمراء ونهي النبي صلى الله عليه وسلم عن قتالهم ما أقاموا فينا الصلاة، فهو إشارة إلى إقامة الدين والتوحيد مع الصلاة، وليس المقصود إقامة الصلاة وحدها بغير توحيد! بدليل أنّ الأمر بالقتال كما في الأحاديث الأخرى المبيّنة لهذا الحديث يذكر أول ما يذكر فيها قبل الصلاة والزكاة؛ "تحقيق التوحيد"، كما في الحديث المتفق عليه؛ (أُمرت أنْ أُقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقِّها، وحسابهم على الله).

فتأمّل ذكر التوحيد وأنّ القتال ابتداءاً عليه، ومن ثم على حقوقه ولوازمه... وهذا معنى قوله تعالى: {فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ}، {فإن تابوا}؛ أي من الشرك والكفر وخلعوا عبادة غير الله وحقّقوا التوحيد، ومن ثم أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة؛ فقد عُصمت دماؤهم وأموالهم إلا بحقّها.

أما إقامة الصلاة دون التوبة من الشرك ودون التوحيد، أو إقامة الصلاة مع نواقض "لا إله إلا الله"؛ فلا تغني من الله شيئاً، وكم من مصلٍّ في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم كفر وارتدّ بكلمة. من نواقض هذا التوحيد العظيم، ومن أمثلة ذلك ما قدّمناه لك في النّفر الذين خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مجاهدين في غزوة تبوك وهم من المصلِّين، ومع ذلك كفروا لمّا جاءوا بناقض من نواقض التوحيد والإسلام، هو استهزائهم بحفظة كتاب الله قال تعالى: {لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}، وكانوا يصلّون.

وعلى مثل هذا مضى علماء المسلمين، ولذلك جعلوا في كتب الفقه باباً يسمى؛ "باب؛ حكم المرتدّ"، وعرّفوه بأنه المسلم الذي يرتدّ بقول أو عمل أو اعتقاد بعد إسلامه، وربما يكون مصلياً.

ولذلك أفتى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بكفر عبيد الياسق - وهو دستور أو قانون التتار في زمنه - كما أفتى بكفر أنصارهم وعساكرهم، مع أن فيهم من كان يصلّي [وراجع المجلد "28" من فتاواه].

ومثل ذلك كله يقال في حديث ذي الخويصرة فقوله: (أليس يصلي؟)، أو (لعله أن يكون يصلي)... فيه قاعدة الأخذ بالظاهر والعلانية وترك السريرة إلى الله، وأنّ ذلك الرجل كان يُظهر التوحيد، لأن القاعدة التي عرفتها فيما تقدم تقرِّر؛ أنّه لا قبول للصلاة وحدها دون التوحيد، فلو أنّ هذا الرجل كان يعبد الطاغوت أو ينصره أو يقبل غير الله مشرعاً وحكماً ويُظهر ذلك لماَ قبل منه رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام بالصلاة وحدها [8].

فمن الفوائد المستفادة من هذا الحديث وأمثاله؛ أننا نعصم دم ومال كل من يصلي إلى قبلتنا ونعده من أهل القبلة المسلمين، لتضمن الصلاة للتوحيد، ما لم يظهر منه ناقض أو قاطع من قواطع الإسلام الظاهرة البينة.

وأنصار القانون قد أظهروا تولي الشرك - القانون وأهله - وظاهروهم على الموحدين، وهذا ناقض ظاهر من نواقض الإسلام، فلم ينفعهم إظهارهم للصلاة مع تلبسهم بتلك النواقض ولم يغن ذلك عنهم شيئاً.


[8] فإن قيل فلماذا لم يقتله مع أنه اعترض على حكم رسول الله؟ قال شيخ الإسلام في الصارم المسلول: (إنما كان هذا فيما يخص النبي وكان له أن يعفو عنه كما يعفو عن كثير تأليفاً للقلوب لئلاّ يتحدث الناس محمداً يقتل أصحابه) اهـ. وهناك أجوبة أخرى وفوائد غير هذا حول هذا الحديث جمعناها في رسالتنا "امتاع النظر في كشف شبهات مرجئة العصر".

حفصة
10-28-2007, 07:13 AM
كشف شبهات المجادلين عن عساكر الشرك وأنصار القوانين


الشبهة الرابعة؛ من كفر مسلماً فقد كفر



[الكاتب: أبو محمد المقدسي (http://www.tawhed.ws/a?i=2)]



قال المجادلون عن عساكر القوانين: إنّ التكفير أمر خطير لأنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم قد قال: (من كفّر مسلماً فقد كفر)، بل سمعنا بعض جهّالهم يقول: (لا يجوز تكفير إلا من وُلد كافراً من أبوين كافرين).


الجواب:


نقول: ليس التكفير على إطلاقه أمر خطير ومذموم... ولكن تكفير المسلم بمجرّد الهوى وبمحض العصبية دون دليل شرعي هو المذموم والخطير، وليس كل الكفر مذموم، كما أنه ليس كل الإيمان ممدوح.


فمن الإيمان ما هو واجب؛ كالإيمان بالله، ومنه ما هو محرّم وشرك كالإيمان بالطاغوت، وكذلك الكفر؛ منه ما هو واجب وممدوح، كالكفر بالطاغوت، ومنه ما هو مذموم كالكفر بالله وآياته ودينه.


وأيضاً كما أن تكفير المسلم دون دليل شرعي أمر خطير، فكذلك الحكم على المشرك أو الكافر بالإسلام وعصمة الدم وإدخاله بالتالي في الأخوة الإسلامية والموالاة الإيمانية أمر خطير وفساد كبير، قال تعالى: {وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ}.


أمّا الحديث المذكور؛ فلم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلّم بهذا اللفظ أبداً، فليس كل من كفّر مسلماً يكفر، خصوصاً إذا كان ذلك المسلم قد أتى "بما سمّاه الله ورسوله كفراً".


ومفهوم هذا اللفظ؛ أن المسلم لا يكفر أبداً، وهذا منقوض بقوله تعالى عن أُناس كانوا يُظهرون الإسلام: {لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}، وقوله سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّواْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ}، وقوله عزّ وجلّ: {يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}... ونحوها من الآيات.


وإذا كان المسلم لا يكفر أو يرتدّ أبداً، فما فائدة أحكام المرتدّ التي دُوِّنت في كتب الفقه الإسلامي، ومنها قول النبي صلى الله عليه وسلّم: (من بدّل دينه فاقتلوه)؟!


وإنّما لفظ الحديث في صحيح مسلم: (من قال لأخيه المسلم يا كافر؛ فإن كان كذلك وإلا حار عليه).


وقوله: (فإن كان كذلك)؛ دالٌّ على جواز التكفير للمسلم الذي يظهر فيه كفر وتنتفي في حقه موانع التكفير، أي إنْ كان كذلك فلا حرج، (وإلا حار عليه)؛ أي رجع عليه تكفيره إن لم يكن من كفره قد كفر.


ولذلك فإن من كفّر مسلماً ظهر منه شيء من الكفر فإنه لا يكفر حتى وإن كان حكمه لم يوافق الصواب، لقيام مانع من موانع التكفير لم يطّلع عليه، بل إذا كان تكفيره له غضباً لدين الله ومحارمه؛ فإنه مأجور على ذلك، كما حصل مع الفاروق رضي الله عنه عندما قال للنبي صلى الله عليه وسلّم: (دعني أضرب عنق هذا المنافق)، يعني بذلك "حاطِب".


فمع أنّ النبي صلى الله عليه وسلّم بيّن أنّ حاطب لم يكفر، إلا أنّه لم يقل لعمر؛ لقد حار عليك الكفر! لأنّك كفّرت مسلماً واستحللت دمه! ومن كفّر مسلماً فقد كفر - كما يزعم هؤلاء‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ -


وقد أشار ابن القيم رحمه الله تعالى في "زاد المعاد" إلى هذا المعنى عند ذكره الفوائد المستفادة من قصة حاطب بن أبي بلتعة في فتح مكة... فعُلِم أنّ الذي يُذمّ, وهو على أمر خطير؛ إنما هو من كفّر مسلماً لمحض الهوى والعصبية والحزبية.


ويجب أن يعرف الموحِّد لمزيد من الفائدة؛ أنّ هذا الحديث مُؤوّل عند العلماء على وجوه عدّة:


أحدها: أنّه من وصف دين المسلمين والتوحيد، بأنه كفر فقد كفر.


ووجه آخر: حملوه على من استهان واستهتر بتكفير المسلمين، فإنّ ذلك قد يؤدِّي به إلى الكفر وغير ذلك من التّأويلات.


وقد ذكر النووي منها في شرح صحيح مسلم عدة أوجه.


وإنّما اضطروا إلى تأويله وفهمه على ضوء غيره من النصوص، لأن ظاهره معارض لأصل من أصول الدين المحكمة عند أهل السنّة والجماعة في أبواب الكفر والإيمان؛ وهو قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ}.


ولا شك أنّ رمي المسلم بالكفر غضباً دنيوياً أو للهوى مسبة له، وذلك دون الشرك، ولذلك اضطرّ من اضطرّ إلى تأويله برده إلى النصوص المحكمة الأخرى، وفهمه على ضوئها.


ولو قلنا نحن الذين يحتج علينا خصومنا بمثل هذه الشبهة، أنّ من كفّرنا أو كفّر غيرنا من الموحدين المسلمين بغضاً لهم ولتوحيدهم وبراءتهم من الطواغيت وسمّى دينهم "دين الخوارج" نصرة لأعداء التوحيد من الطواغيت ومظاهرة لقوانينهم وعساكرهم على الموحدين؛ بأنّه هو الكافر استدلالاً بهذا الحديث، لكان ذلك حقّاً لا مرية فيه، ولما احتيج إلى تأويله، لأنّ ذلك كفر دون شكّ.


أمّا قول ذلك الجاهل؛ "لا يكفر إلا من وُلِدَ كافراً من أبوين كافرين!"، فهو قول ساقط يدلّ على أنّ قائله لا يعرف حقيقة دين الإسلام، وتكلُّف الردّ عليه مضيعة للوقت والجهد، ومعناه أنّ المسلم لا يكفر أبداً، وهذا لم يقل به من المتقدِّمين - لا عالم ولا جاهل -


ويكفي في كشف بطلانه ما تقدّم من كلام الله تعالى وكلام رسوله وكلام العلماء، في باب "أحكام المرتد"، فإنّ فيه شفاء لمن في ناظريه عمىً.

حفصة
10-28-2007, 07:26 AM
كشف شبهات المجادلين عن عساكر الشرك وأنصار القوانين
الشبهة الثانية؛ أنهم يقولون لا إله إلا الله



[الكاتب: أبو محمد المقدسي (http://www.tawhed.ws/a?i=2)]




قالوا؛ كيف تُكفِّرون هؤلاء العساكر أو أولئك المخابرات والأمن الوقائي ونحوهم من أنصار القوانين, ومن ثم لا تُسلِّمون عليهم وتعاملونهم معاملة الكفار مع أنّهم يشهدون أن لا إله إلا الله... وقد أنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم على أُسامة حكمه بالكفر على الرجل الذي تلفّظ بـ "لا إله إلا الله" ومن ثَم قتله, وقال له: (كيف قتلته بعد أن قال لا إله إلا الله؟).

والله جل ذكره يقول: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذلِكَ كُنْتُمْ مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً}.

وكذلك حديث: (من مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله دخل الجنة).

وحديث "البطاقة" الذي فيه أنّ رجلاً يأتي يوم القيامة بتسع وتسعين سجلاّ من الذنوب حتى يظن أنه هالك توزن هذه السجلات ببطاقة عليها لا إله إلا الله فترجح البطاقة.

وكذلك الحديث المروي عن حذيفة مرفوعاً قال: (يُسرى على كتاب الله في ليلة فلا تبقى في الأرض منه آية وتبقى فئام من الناس ما يدرون ما صلاة وما صدقة وما نُسُك يقولون هذه الكلمة "لا إله إلا الله" أدركنا آباءنا عليها فنحن نقولها)، قال صِلَة [5]: (فما تنفعهم لا إله إلا الله وهم لا يدرون ما صلاة وما صدقة وما نُسُك؟)، قال حذيفة: (تنجيهم من النار).

ونحو ذلك من الأحاديث [6].

والجواب من وجوه عدّة:

أولاً:

قد قال تعالى في كتابه: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ}.

فبيّن الله عزّ وجلّ بأنه ابتلى عباده بأن جعل في الشريعة التي أنزلها إليهم آيات محكمات وقواعد راسيات وأوامر واضحات بيِّنات عليها مدار الشريعة وإليها يُردّ الأمر عند النزاع والخلاف.

وهناك أُخر متشابهات أو ظنِّية الدلالة تحتمل في الأذهان أكثر من معنى، وبيّن أنّ أهل الزّيغ والضلال هم الذين يتّبعون المتشابه ويذرون المحكم ابتغاء تأويله عن مراد الله الذي أنزله عليه للتلبيس وابتغاء الفتنة بين عباد الله.

أما طريقة طلاّب الحق وأهل العلم الراسخين فيه؛ فهي أن يردّوا المتشابه الذي يشكل عليهم إلى المحكم الذي هو أصل الكتاب وأمّه الذي عليه مدار التأويل وإليه يُردّ الخلاف.

وقد بيّن الشاطبي في الإعتصام أن هذه القاعدة ليست خاصة في الكتاب الكريم وحده، بل هي مطردة في السنّة النبوية والسيرة المحمدية، حيث أنّ هناك أحاديث وحوادث أعيان قيلت أو حصلت في مناسبات معينة إذا أُخذت وحدها دون مبيِّناتها كان ذلك من قبيل اتِّباع المتشابه وترك المحكم.

وكذلك أخذ العام دون مخصّصه أو المطلق دون مقيّده، أو التشبُّث بنص من بين طائفة من النصوص جميعها يتناول قضية واحدة وإهمال غيره مما هو مرتبط به ذلك كله من اتباع المتشابه وترك المحكم وهو من التقوّل على الله بغير علم وتقويل الشرع ما لم يقل به، إذ لا بد من الإيمان بكلام الله ورسوله جميعاً وأخذه كله والدخول في السلم كافة.

أما تتبّع ما يوافق الهوى فهي طريقة أهل الزيغ والضلال وهو سبب ضلال أكثر أهل الضلالة.

فالخوارج ضلّوا لما أهملوا نصوص الوعد وركّزوا على نصوص الوعيد فأخذوا قوله تعالى: {وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً}، وهو نص عامّ يكون من المتشابه إن لم يُردّ إلى مقيّده ومبيّنه الذي أهملوه وهو قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ}.

وكذلك المرجئة تمسّكوا ببعض النصوص المتقدِّمة التي تبشِّر من قال "لا إله إلا الله" بالجنة فأرجأوا الأعمال وأهملوها واكتفوا في الحكم بالإسلام ودخول الجنة بالكلمة وحدها دون تحقيق مقتضياتها أو التزام لوازمها، وإن كان ذلك مستطاعاً مقدوراً عليه.

مع أن العلماء قد بيّنوا كما روى البخاري في صحيحه عن وهب بن منبّه أن: (لا إله إلا الله مفتاح الجنة، لكن لكل مفتاح أسنان فمن جاء بمفتاح له أسنان فتح، ومن جاء بمفتاح ليس له أسنان لم يفتح)، وأسنانها هي تحقيق شروطها واجتناب نواقضها.

إذ لا يشك عاقل عارف بحقيقة دين الإسلام أن المراد من لا إله إلا الله هو معناها التي تتضمّنه من نفي وإثبات, أما أن يتلفّظ بها دون القصد إلى معناها أو دون تحقيق مقتضاها واجتناب نواقضها فهذا ليس هو مطلوب الله عزّ وجلّ.

ولذلك قال سبحانه: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلأ اللَّهُ}، وقال سبحانه: {إِلاَّ مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}.

والحديث المذكور؛ (من مات وهو يعلم أنّه لا إله إلا الله؛ دخل الجنة)، دليل أيضاً على أنّ معرفة معنى هذه الكلمة المتضمن للتوحيد والبراءة من التنديد وقصده في الشهادة شرط لتحقيقها ولنيل موعود الله عليها.

وقد بوّب له النووي في صحيح مسلم؛ (باب؛ من مات على التوحيد دخل الجنّة).

فالمطلوب هو تحقيق التوحيد الذي تحويه هذه الكلمة، وليس مجرد التلفّظ بها دون اجتناب نواقضها والاستسلام لحقوقها.

كما في حديث معاذ المروي في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصاه وعلّمه أسلوب الدعوة لمّا بعثه إلى اليمن فقال: (فليكن أوّل ما تدعوهم إليه "لا إله إلا الله")، وفي رواية: (إلى أن يوحِّدوا الله)، فدلّ ذلك على أنّ المراد حقيقة الكلمة ما تنفيه وما تثبته وليس فقط اللّفظ المجرّد من ذلك.

وقد بيّنا لك معنى التوحيد في الأوراق التي سبقت هذه والتي سمّيناها "هذان خصمان اختصموا في ربهم" وعرفت أنه معنى "لا إله إلا الله" و "العروة الوثقى" وأنّ له ركنين؛ النفي، والإثبات.


أمّا النفي؛ فهو "لا إله"، وهو الكفر بالطاغوت.


وأمّا الإثبات؛ فهو "إلا الله"، وهو عبادة الله وحده, كما بيّنه تعالى في تعريف العروة الوثقى حيث قال: {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى}.

حيث جعل سبحانه شرط النجاة والاستمساك بالعروة الوثقى أمرين لا انفكاك لأحدهما عن الآخر "الكفر بالطاغوت" و "الإيمان بالله"، ولا يكفي "الكفر بالطاغوت" وحده دون "الإيمان بالله"، كما لا ينفع "الإيمان بالله" وحده دون "الكفر بالطاغوت" بل لابدّ من الجمع بين الأمرين.

فما دام هؤلاء العساكر أو غيرهم غير كافرين بالطاغوت بل هم حرّاسه وأنصاره وجنده وأركانه وحفظته، فهم ليسوا بمسلمين ولا مؤمنين ولا متمسِّكين بالعروة الوثقى بل هم من الهالكين إن ماتوا على شركهم، وإن تلفّظوا بـ "لا إله إلا الله" مئات بل آلاف المرات.

وكما قلنا من قبل فإنّ أتْباع مُسيلَمة الكذّاب كانوا يقولون "لا إله إلا الله" ويصلّون ويصومون ويشهدون أنّ محمداً رسول الله، لكن أشركوا معه رجلاً بالرسالة فكفروا وحلّت دماءهم وأموالهم ولم تنفعهم لا إله إلا الله بمجرد أن أشركوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم رجلاً من عشيرتهم في النبوة والرسالة... فكيف بمن أشرك مع الله ملكاً أو أميراً أو رئيساً أو عالماً بالعبادة؛ فصرف له أي نوع من أنواع العبادة سواءً سجود أو ركوع أو تشريع كما هو حاصل في شرك هؤلاء القوم؟!

وتعريف هذا الأمر أعني الكفر بالطاغوت مع الإيمان بالله ما هو إلا شرط من شروط عدّة لهذه الكلمة العظيمة "لا إله إلا الله".

ولقد تكلّم العلماء في شروطها وذكروا الأدلّة على ذلك ليعرف المسلم إنّها ليست بكلمة تُلفظ باللسان وكفى، فذكروا الشرط المتقدم:

1) العلم بمقتضاها نفياً وإثباتاً.

2) الإنقياد لحقوقها.

وذكروا أيضاً...

3) الصدق المنافي للكذب.

4) الإخلاص المنافي للشرك.

5) اليقين المنافي للشك.

6) المحبة لهذه الكلمة ولما دّلت عليه.

7) القبول المنافي لردّ أي شيء من لوازمها.

وتفصيل ذلك مبسوط في مواضعه بأدلّته.

والمراد من ذكره هنا أن تعرف أنّ أمثال هذه الأحاديث المذكورة في هذه الشبهة لها ما يُبيِّنها في النصوص الأخرى من الكتاب والسنّة.

فحديث؛ (من مات وهو يعلم أنّه لا إله إلا الله؛ دخل الجنّة)، لا بدّ أن يفسَّر ويُربط بقوله تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيْؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى}، ولا بدّ أن يردّ إلى قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ}.

فلو أنّ مشركاً قال: "لا إله إلا الله" ألف مرّة وكان يعلم معناها لكنّه لم يترك شركه ولا تبرّأ من طاغوته الذي يعبده وينصره، فإنه لم يستمسك بالعروة الوثقى ولن يغفر الله له ولن يدخل الجنة، قال تعالى: {إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ}.

وهكذا يجب أن يُضاف إلى ذلك كل حديث يتكلم في الموضوع نفسه لنحيط بالموضوع من كل جوانبه ولا نكون ممّن يتّبعون ما تشابه من النصوص فيُضم إليه حديث الصحيحين: (أشهد أن لا إله إلا الله وأنّني رسول الله لا يلقى اللهَ بهما عبدٌ غير شاكّ بهما إلا دخل الجنة)، ومثله حديث: (ما من أحد شهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله صدقاً من قلبه؛ إلا حرّم الله عليه النّار)، ونحو ذلك من الأحاديث.

وبمثل هذه الطريقة يُفهم الدين ويُنال العلم ويُعرف مراد الله كما يحب ويرضى.

ولذلك نقل النووي في "شرح مسلم" [1/219] عن بعض أهل العلم قولهم في تأويل هذه الأحاديث أنها؛ "مجملة تحتاج إلى شرح ومعناه؛ من قال الكلمة وأدى حقها وفريضتها، وهذا قول الحسن البصري، وقيل؛ أن ذلك لمن قالها عند الندم والتوبة ومات على ذلك، وهذا هو قول البخاري"... قال النووي: (هذه التأويلات إنما هي إذا حملت الأحاديث على ظاهرها وأما إذا نُزّلت منازلها فلا يشكل تأويلها على ما بينه المحققون).

ومثل ذلك يقال في حديث "البطاقة" فالمراد ببطاقة "لا إله إلا الله" كما عرفت هو تحقيق التوحيد من الإيمان بالله والكفر بالطواغيت وعدم الإتيان بشيء من نواقضها.

فبِردّ هذا الحديث وفهمه على ضوء النصوص المحكمة كقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ}، تعرف أنّ السجلاّت التسعة والتسعين هي قطعاً ذنوب غير مكفِّرة أو ذنوب دون الشرك لأن الشرك الذي يناقض هذه البطاقة لا يغفره الله أبداً كما في الآية وصاحبه لا يدخل الجنة إن مات عليه, ولو أنّ في هذه السجلات ناقض من النواقض لما طاشت به البطاقة ولما نجا صاحبها لأنها ساعتئذٍ لا تكون بطاقة التوحيد الصحيح بل بطاقة كلمة ودعوى منقوضة تقال باللسان دون قصد معناها أو تحقيق لوازمها.

فلو أنّ في هذه السجلات عبادة غير الله أو التشريع مع الله أو نُصرة المشرِّعين وتولِّيهم أو سبّ الدين أو حرب أوليائه لَمَا رجحت أو نفعت أو دخل صاحبها الجنّة إذ هذه كلها موانع وقواطع تقطع وتمنع الفوز والنجاة، لكن السجلات ذنوب دون الشرك.

وفي الحديث بيان أهمية وعظم كلمة التوحيد وبيان أنّ من حقّقها فأتى بها كما يحبّ ربُّنا ويرضى فإن التوحيد بعظمته يغمر جميع الذنوب والخطايا التي هي دون الشرك ويدمغها، ويبين ذلك ويوضحه أيضاً الحديث القدسي: (يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً أتيتك بقرابها مغفرة) [رواه الترمذي].

وكذلك حديث حذيفة المذكور؛ (يُسرى على كتاب الله في ليلة فلا تبقى منه في الأرض آية)، فهو إن صحّ يُحمل على أنّ هؤلاء الناس الذين لا يعرفون من الشرائع إلا هذه الكلمة محققين لمعناها غير مشركين بالله لأنّ الله لا يغفر أن يشرَك به.

أمّا تركهم الصلاة والصدقة والنُّسك؛ فإن كانوا موحِّدين فإنهم يعذرون بذلك لأنّ هذه الشرائع لا تُعرف إلا بالحجة الرسالية... وقد ذكر الحديث أن كتاب الله يُرفع في زمنهم فلا تبقى منه في الأرض آية.

وكتاب الله هو الحجّة التي علّق الله النّذارة بها، فقال: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَن بَلَغَ}، فمن بلغه القرآن فقد قامت عليه الحجّة ومن لم يبلغه فإنه يُعذر بفروع الشريعة لكنه لا يُعذر بترك أصل التوحيد واتِّباع الشرك الصراح والتنديد.

لأن هذا أمر قد أقام الله عليه حجته البالغة من أبواب شتى - كما سيأتي بعد -

وحال هؤلاء إن صحّ الحديث كحال زيد بن عمرو بن نفيل الذي كان قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلّم حنيفاً مسلماً من غير أن يأتيه نبي فإنه حقّق التوحيد وكان على ملة إبراهيم كما في صحيح البخاري وكان يقول كما في رواية ابن إسحاق: (اللهم لو أعلم أحب الوجوه إليك لعبدتك به، ولكني لا أعلمه).

فمثل هذا يعذر بتفاصيل الشرائع التي لا تُعرف إلا عن طريق الرسل فهو لا يدري كيف الصلاة أو الزكاة ولذلك يُعذر فيهما.

أمّا التوحيد؛ فلا ينجو إلا بتحقيقه لأنه حق الله على العبيد الذي بعث من أجله كافة رسله وأقام عليه الحجج المتنوعة.

وهذا كله يُصار إليه إذا كانت لفظة "تنجيهم من النار" مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلّم. لكنّ الصواب أنّها موقوفة مدرجة من قول حذيفة كما قرّره أهل العلم في الحديث.

بل قد ذهب بعض المحققين إلى أن الحديث برمّته لا يصحّ، لأن فيه "أبو معاوية خازم الضرير"؛ مدلِّس وفي مروياته عن غير الأعمش ضعف، وقد رواه هنا من غير طريق الأعمش، وهو فوق ذلك رأس من رؤوس الإرجاء، كما ذكر الحافظ بن حجر وغيره وهذا الحديث مما يتمسك ويستدل به المرجئة.

وقد حذّر العلماء من قبول مرويات أهل البدع إن كانت مما ينصر بدعتهم [7]، وهذا الحديث مما يستنصر به أهل الإرجاء، فكيف إذا انضاف إلى ذلك الضعف والتدليس؟!

أما حديث أُسامة؛ فإنه في الكافر الذي يُسْلم للتّو ولا يُظهر ناقض من نواقض الإسلام، فمثل هذا لا يحل قتله لأنه دخل إلى العصمة، فوجب الكف عنه حتى يأتي بناقض.

ولذلك بوّب له النووي في "صحيح مسلم"؛ (باب تحريم قتل الكافر بعد قوله لا إله إلا الله)، ولكن يجب أن يُعلم أنّ هناك فرق كبير بين ابتداء العصمة وبين استمرارها، فالعصمة تبدأ للكافر بمجرد تلفّظه بكلمة التوحيد، ولكن استمرار تلك العصمة لا يكون إلا بالتزام حقوق هذه الكلمة وخلع واجتناب نواقضها.

فالكافر عندما يهمّ بالدخول للإسلام يتلفّظ بكلمة التوحيد ومجرّد تلفّظه يعني استعداده لقبول شرائع الإسلام واستسلامه لحقوقها وبراءته من نواقضها، فإن لم يحقق ذلك؛ لم تستمر العصمة التي دخل إليها بالكلمة بل انقطعت.

فالحديث إذاً لرجل أسلم للتّو ولم يُظهر شيئاً من نواقض الإسلام، وليس هو فيمن يزعم ويدعي الإسلام منذ دهر، وإذا نظرت في حاله وجدته حرباً على الإسلام وأهله سِلماً للطاغوت وأوليائه وقوانينه وباطله، فهذا لو قالها مئات بل ألوف المرات؛ لم تكن لتنفعه حتى ينخلع عن الكفر والشرك والطاغوت الذي يعبده ويتولاّه ويحرسه.

لأنّ هذا هو أهم معاني هذه الكلمة التي لم يحققها دهره كله.

ومثل ذلك قوله تعالى: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً}، فإنها نزلت كما في الحديث الذي يبيّن سبب نزولها؛ في مجموعة من الصحابة مرّوا برجل معه غنيّمة فسلم عليهم، وأظهر الإسلام ولم يُظهر شيئاً من نواقضه، ومع هذا فعلوا معه كما فعل أسامة، فقتلوه بحجة أنّه قالها خوفاً منهم وأخذوا غنمه... فأنكر الله تعالى عليهم ذلك في القرآن، إذِ الواجب فيمن أظهر لنا الإسلام أن نعامله بظاهره ما لم يُظهر لنا خلاف ذلك.

فإن تبيّن لنا بعد ذلك أنه يُظهر الإسلام ودين آخر كفري ولم يبرأ منه - كالديمقراطية مثلاً أو موالاة القوانين الوضعية - لم نقبل منه حتى يبرأ من ذلك كله ويُخلص دينه لله رب العالمين.

ولذلك قال سبحانه قبل ذلك وبعده: {فتَبَيَّنُوا}.




[5] صِلَة: تابعي راوي الحديث.

[6] بالطبع هم لا يوردون هذه الشبهة هكذا بهذا الطول، ولا يدعمونها بجميع هذه الأدلة، فربما احتجّ بعضهم بحديث وبعضهم بقول وبعضهم بفهم، لكنني أوردت لهم أكثر الأحاديث التي تروقهم ويظنون أنها تدعم شبهتهم من باب قول بعض السلف: (أهل الأهواء يروون ما لهم، وأهل السنة يروون مالهم وما عليهم).

[7] أنظر على سبيل المثال "نزهة النظر شرح نخبة الفكر".

صهيب
10-28-2007, 08:44 AM
ويقول الشيح صالح الفوزان: (من مظاهر موالاة الكفار؛ إعانتهم ومناصرتهم على المسلمين ومدحهم والذب عنهم، وهذا من نواقض الإسلام وأسباب الردة - نعوذ بالله من ذلك -) [6] اهـ.

وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياءبعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم}، وهذا نص قرآني محكم بين الله تعالى فيه أن من والى الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم ونصرهم على المؤمنين فهو كافرمثلهم ومصيره مصيرهم في الدنيا والآخرة، وفي هذه الآية دلالة على أن الكافر لا يكون وليا للمسلم، لا في التصرف ولا في النصرة.

وتدل أيضاً على وجوب البراءة من الكفار والعداوة لهم، لأن الولاية ضد العداوة، فإذا أمرنا بمعاداة اليهود والنصارى لكفرهم فغيرهم من الكفار بمنزلتهم، وتدل الآية أيضاً على أن الكفر كله ملة واحدة،لقوله تعالى: {بعضهم أولياء بعض} [7].

وقوله تعالى: {ومن يتولهم منكم فإنهمنهم}، أي؛ ومن يتول اليهود والنصارى من دون المؤمنين فإنه منهم، فإن من تولاهم ونصرهم على المؤمنين فهو من أهل دينهم وملتهم، فإنه لا يتول متول أحدا إلا وهو به وبدينه وما هو عليه راض، وإذا رضيه ورضي دينه فقد عادى ما خالفه وسخطه وصار حكمهحكمه وإن زعم أنه مخالف لهم في الدين، فهو بدلالة الحال منهم لدلالتها على كمال الموافقة [8].

قال ابن حزم: (صح أن قوله تعالى: { وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}؛ إنما هو على ظاهره بأنه كافر من جملة الكفار، وهذا حق لا يختلف فيه اثنان من المسلمين) [9].

قال القرطبي رحمه الله: (قوله تعالى: {ومن يتولهم منكم}؛ أي يعضدهم على المسلمين، {فإنه منهم}؛ بيَّن تعالى أن حكمه كحكمهم، وهو يمنع إثبات الميراث للمسلم من المرتد، ثم هذا الحكم باق إلى يوم القيامة...) إلى آخر قوله رحمه الله [10].

وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوال ا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون}، وظاهر هذه الآية أنها خطاب لجميع المؤمنين كافة، وهي باقية الحكم إلى يوم القيامة في قطع الولاية بين المؤمنين والكافرين.

وقوله تعالى: {ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون}.

قال ابن عباس: (هو مشرك مثلهم، لأن من رضي بالشرك فهو مشرك) [11] اهـ.

وقال ابن حزم رحمه الله في كلامه عن وجوب الهجرة من دار الكفر: (من لحق بدار الكفر والحرب مختارا، محاربا لمن يليه من المسلمين، فهو بهذا الفعل مرتد، له أحكام المرتدين من وجوب القتل عليه متى قدرعليه، ومن إباحة ماله وانفساح نكاحه...)، إلى أن قال: (وكذلك من سكن بأرض الهندوالسند والترك والسودان والروم من المسلمين؛ فإن كان لا يقدر على الخروج من هنالك لثقل ظهر أو لقلة مال أو لضعف جسم أو لامتناع طريق فهو معذور، فإن كان هنالك محاربا للمسلمين معينا للكفار بخدمة أو كتابة فهو كافر) [12] اهـ.

وقال ابن حجررحمه الله في شرح حديث ابن عمر مرفوعا: (إذا أنزل الله بقوم عذابا أصاب العذاب منكان فيهم ثم بعثوا على أعمالهم) [13]: (ويُستفاد من هذا مشروعية الهرب من الكفار ومن الظلمة، لأن الإقامة معهم من إلقاء النفس إلى التهلكة، هذا إذا لم يعنهم ولم يرض بأفعالهم، فإن أعان أو رضي فهم منهم) [14] اهـ.

وقال القرطبي رحمه اللهفي تفسير قوله تعالى: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة}: (قال علماؤنا: فالفتنة إذا عمت هلك الكل، وذلك عن ظهور المعاصي وانتشار المنكر وعدم التغيير...)،إلى قوله: (إن الناس إذا تظاهروا بالمنكر؛ فمن الفرض على كل من رآه أن يغيره، فإذا سُكت عليه فكلهم عاص، هذا بفعله وهذا برضاه، وقد جعل الله في حكمه وحكمته الراضي بمنزلة الفاعل فانتظم في العقوبة) [15] اهـ.

وقد ذكر شيخ الإسلام محمد بنعبد الوهاب رحمه الله ضمن نواقض الإسلام التي يكفر بها المسلم: (مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين، لقوله تعالى: {ومن يتولهم منكم فإنه منهم) [16] اهـ.

وقال تعالى: {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بهاويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا}، ومعنى قوله تعالى: {إنكم إذا مثلهم}؛ يعني إن جالستم من يكفر بآيات الله ويُستهزأ بها وأنتم تسمعون فأنتم مثلهم، يعني فإن لم تقوموا عنهم في تلك الحال مثلهم في فعله، لأنكم قد عصيتم الله بجلوسكم معهم وأنتم تسمعون آيات الله يكفر بها ويُستهزأ بها كما عصوه باستهزائهم بآيات الله، فقد أتيتم من معصية الله نحو الذي أتوا منها، فأنتم إذا مثلهم في ركوب معصية الله وإتيانكم مانهاكم الله عنه [17].

وقال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: (أي إنكم إذا ارتكبتم النهي بعد وصوله إليكم ورضيتم بالجلوس معهم في المكان الذي يُكفر فيه بآيات الله ويُستهزأ بها ويتنقص بها وأقررتموهم على ذلك؛ فقد شاركتموهم في الذي هم فيه، فلهذا قال تعالى: {إنكم إذا مثلهم}...)، إلى قوله رحمه الله: (وقوله: {إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا} أي كما أشركوهم في الكفر كذلك يشارك الله بينهم في الخلود في نار جهنم أبدا ويجمع بينهم في دار العقوبة والنكال والقيود والأغلال وشراب الحميم والغسلين لا الزلال) [18] اهـ.

وقال تعالى: {إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم * ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم إسرارهم} [19]، فقد بيَّن تعالى أن سبب ردتهم عن الإسلام وخروجهم عن الدين هو أنهم قالوا للكفار الكارهين ما أنزل الله سنطيعكم في بعض الأمر، فإذا كان من قال ذلك للكفار ولم يوالهم في الواقع؛ كان مرتدا، فكيف من والاهم ونصرهم على المسلمين ودخل في أحلافهم ونفذ مخططاتهم؛ فهو أولى أن يكون كافرا مرتدا مستحقا للعقوبة في الدنيا والآخرة.

وقال ابن حزم رحمه الله: (وقد قال عز وجل: {إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم ا لهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما أنزل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم أسرارهم فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم}؛ فجعلهم تعالى مرتدين كفارا بعد علمهم الحق وبعد أن تبين لهم الهدى، بقولهم للكفار ما قالوا فقط، وأخبرنا تعالى أنه يعرف أسرارهم، وأخبرنا تعالى أنه قدأحبط أعمالهم بإتباعهم ما أسخطه وكراهيتهم رضوانه) [20] اهـ.

وقال الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ رحمه الله: (فأخبر تعالى أن سبب ما جرى عليهم من الردة وتسويل الشيطان وإملائه لهم، هو قولهم للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر، فإذا كان من وعد المشركين الكارهين لما أنزل الله بطاعتهم في بعض الأمر كافرا وإن لم يفعل ما وعدهم به، فكيف بمن وافق المشركين الكارهين لما أنزل الله من الأمر بعبادته وحده لا شريك له وترك عبادة ما سواه من الأنداد والطواغيت والأموات وأظهر أنهم على هدى وأن أهل التوحيد مخطئون في قتالهم، فهؤلاء أولى بالردة من أولئك الذين وعدوا المشركين بطاعتهم في بعض الأمر) [21] اهـ.

وقريب من معنى الآية السابقة قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون}؛ ففي هذه الآية ببيان جلي بأن وعد المشركين في السر بالدخول معهم في أحلافهم ونصرهم والخروج معهم نفاقا وكفرا، وإن كان هذا الوعد كذبا وتمويه الا حقيقة له،فكيف بمن وعد الكفار بالدخول معهم ونصرهم صادقا ليس بكاذب؟ فكيف بمن نصرهم فعلا وصار من جملتهم وأعانهم بالمال والرأي والعتاد؟ أليس هذا أشد حالا وأسوأحكما ومآلا من المنافقين المذكورين في الآية ممن وعدهم فقط؟

وقد سُئل ابن يتيمة رحمه الله عمن يتعمد قتل المسلم بسبب دينه؟ فأجاب رحمه الله: (أما إذا قتله على دين الإسلام مثل ما يقاتل النصراني المسلمين على دينهم، فهذا كافر شر من الكافرالمعاهد، فإن هذا كافر محارب بمنزلة الكفار الذين يقاتلون النبي صلى الله عليه وسلموأصحابه، وهؤلاء مخلدون في جهنم كتخليد غيرهم من الكفار، وأما إذا قتله قتلا محرم العداوة أو مال أو خصومة ونحو ذلك؛ فهذا من الكبائر، ولا يكفر بمجرد ذلك عند أهل السنة والجماعة، وإنما يُكفِّر بمثل هذا الخوارج) [22] اهـ.

هذا وقد أجمع علماء الإسلام؛ على أن من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم عليهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم، وقد نقل هذا الإجماع غير واحد من أهل العلم.

ومن كل ما سبق؛ يتبين أن من عاون الكفار وظاهرهم على المؤمنين أو كان معهم في حربهم لأهل الإسلام، أو نقل إليهم أسرارهم وتسبب في ضررهم بذلك، أو قتل المجاهدين بسبب دينهم وحرض على قتلهم بسبب جهادهم؛ أنه كافر مرتد، يُقَاتَلُ قِتَال أهل الكفر الذين والاهم ونصرهم وحكمه حكمهم.




[1] راجع الدرر السنية: 7/109.

[2] الجواب الكافي: 213، راجع الدرر السنية جزء الجهاد: 93.

[3] راجع أحكام القرآن للجصاص: 4/278.

[4] راجع أحكام القرآن للجصاص: 4/293.

[5] راجع: تفسير الطبري: 6/313، تفسير القرطبي: 4/57، تفسير ابن كثير: 1/358، تفسير أبي السعود: 2/23.

[6] الولاء والبراء في الإسلام للشيخ صالح الفوزان: 9.

[7] راجع أحكام القرآن للجصاص: 4/99.

[8] راجع تفسير الطبري، 6/276 - 277، محاسن التأويل للقاسمي: 6/240.

[9] المحلى لابن حزم: 11/138، راجع مجموع الفتاوى: 7/193 - 194.

[10] تفسير القرطبي: 6/217، راجع الرسالة الحادية عشرة من مجموعة التوحيد: 338.

[11] راجع: تفسير القرطبي ج 8/93 - 94، تفسير ابن كثير: 2/343، تفسير أبي السعود: 4/54، فتح القدير للشوكاني: 2/346.

[12] المحلى لابن حزم: 11/200.

[13] رواه البخاري في صحيحه، كتاب الفتن، باب إذا أنزل الله بقوم عذابا، والحديث في الصحيح برقم 7108.

[14] فتح الباري: 13/61.

[15] تفسير القرطبي: 7/374 - 375، وراجع أحكام القرآن لابن العربي: 2/847.

[16] مـجموعة التوحيد: 33، راجع الدفاع عن أهل السنة والاتباع للـشـيـخ حمد بن عتيق النجدي: 31 - 32.

[17] راجع تفسير الطبري: 9/320 - 322.

[18] تفسير ابن كثير: 1/566 - 567. ط دار المعرفة بيروت.

[19] مجموع الفتاوى: 28/190 - 193، والآية من سورة محمد: 25 - 26.

[20] راجع الفصل في الملل: 3/122، راجع: تفسير الطبري: 26/58 - 60، تفسير ابن كثير: 4/181، فتح القدير للشوكاني: 5/39.

[21] الرسالة الحادية عشرة من مجموعة التوحيد: 346 - 347.

[22] مجموع الفتاوى: 34/136 - 137.

هذا الكلام ياسيدتي لا غبار عليه

ولكن من مول القاعدة في بداياتها ودربها لمواجهة الإتحاد السوفياتي.؟

هذه واحدة

الثانية

وبدأت ترمين بسموم التشكيك حول تساؤلي

لي أقارب وللكثير من الذين في هذا المنتدى من قاتلوا مع الفرنسيين والأنجليزضد الألمان وماتوا فأين تصنيفينهم؟
أرجوك رأفة بأقاربي
قاتلوا مع الكفار وبرعاية من الكفار فأين تضعونهم؟
كان هذا الهدف من سؤالي.

صهيب
10-28-2007, 09:01 AM
بهذا يجوز القول بكفر كل من رفض أن يكون سلفيا يفسر الدين ويكفر الأمة على هواه.
بما سبق استطيع أن اجزم أن 99% من الأمة الإسلامية هم كفار: يصومون ويصلون ولكن بما أنهم من عساكر الشرك فيجب إقامة حدالردة عليهم .
وإذا لم يقم بهذا السلفيون يكونون قد تركوا حدا من حدود الله لم ينفذوه وبذلك يلتحقون بالأغلبية المشركة ويصبح الجميع في الهواء سواء.
على الأقل هذا يطمئنني

والسؤال الذي يحيرني ولا أجد له جوابا : هناك حركات سلفية متعددة منها من تدعي الجهادية ومنها من تتخذ وسائل الدعوة بالحسنى فمن نضع على الضلال ومن نعطهم علم الإيمان؟

مجرد تساؤلات.

والصهاينة والصفويون والأمريكان مؤجلون إلى حين خراب الديار.

فكر جد معقول : لسنا في عجلة من أمرنا نصفي الحسابات مع الداخل ونبني الخلافة وبعدها نهتم بالتتار

صهيب
10-28-2007, 09:45 AM
جاء عن الشيخ الطاهر بن عاشور رحمه الله[/SIZE]




- ثم على العالم المتشبع بالاطلاع على مقاصد الشريعة وتصاريفها أن يفرق بين مقامات خطابها فإن منها مقام موعظة وترغيب وترهيب وتبشير وتحذير ، ومنها مقام تعليم وتحقيق فيرد كل وارد من نصوص الشريعة إلى مورده اللائق ولا تتجاذبه المتعارضات مجاذبة المماذق فلا يحتج أحد بما ورد في أثبت أوصاف الموصوف ، وأثبت أحد تلك الأوصاف تارة في سياق الثناء عليه إذ هو متصف بها جميعاً ، فإذا وصف تارة بجميعها لم يكن وصفه تارة أخرى بواحد منها دالاً على مساواة ذلك الواحد لبقيتها ، فإذا عرضت لنا أخبار شرعية جمعت بين الإيمان والأعمال في سياق التحذير أو التحريض لم تكن دليلاً على كون حقيقة أحدهما مركبة ومقومة من مجموعهما فإنما يحتج محتج بسياق التفرقة والنفي أو بسياق التعليم والتبيين فلا ينبغي لمنتسب أن يجازف بقولة سخيفة ناشئة عن قلة تأمل وإحاطة بموارد الشريعة وإغضاء عن غرضها ويؤول إلى تكفير جمهور المسلمين وانتقاض الجامعة الإسلامية بل إنما ينظر إلى موارد الشريعة نظرة محيطة حتى لا يكون ممن غابت عنه أشياء وحضره شيء ، بل يكون حكمه في المسألة كحكم فتاة الحي التحرير والتنوير ج1 ص 111

ويضيف

2 - وفيه إشارة إلى أنّ الاختلاف المذموم والَّذي يؤدّي إلى الافتراق ، وهو الاختلاف في أصول الدّيانة الَّذي يفضي إلى تكفير بعض الأمَّة بعضاً ، أو تفسيقه ، دون الاختلاف في الفروع المبنيّة على اختلاف مصالح الأمَّة في الأقطار والأعصار ، وهو المعبّر عنه بالاجتهاد . ونحن إذا تقصّينا تاريخ المذاهب الإسلاميَّة لا نجد افتراقاً نشأ بين المسلمين إلا عن اختلاف في العقائد والأصول ، دون الاختلاف في الاجتهاد في فروع الشَّريعة .
والبيِّنات : الدلائل الَّتي فيها عصمة من الوقوع في الاختلاف لو قيضت لها أفهام نفس المصدرج3 ص 182

3 - والحاصلُ أنّ كلّ تفريق لا يُكفِّر به بعض الفرق بعضاً ، ولا يفضي إلى تقاتل وفتن ، فهو تفريق نظر واستدلال وتطلّب للحقّ بقدر الطّاقة وكلّ تفريق يفضي بأصحابه إلى تكفير بعضهم بعضاً ، ومقاتلة بعضهم بعضاً في أمر الدّين ، فهو ممّا حذّر الله منه ، وأمّا ما كان بين المسلمين نزاعاً على المُلك والدّنيا فليس تفريقاً في الدّين ، ولكنّه من الأحوال التي لا تسلم منها الجماعات نفس المصدر ج5 ص208

*******

1 - قوله: (خلف) أي اختلاف بين أهل المذهب والمعتمد عدم التكفير كما هو ظاهر المذهب، بل قالوا: لو وجد سبعون رواية متفقة على تكفير المؤمن ورواية ولو ضعيفة بعدمه يأخذ المفتي والقاضي بها دون غيرها حاشية رد المحتار ج1 ص 87

2 - قَالَ الْمُحَقِّقُ ابْنُ الْهُمَامِ فِي أَوَاخِرِ التَّحْرِيرِ : وَجَهْلُ الْمُبْتَدِعِ كَالْمُعْتَزِلَةِ مَانِعِي ثُبُوتِ الصِّفَاتِ الزَّائِدَةِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ وَالشَّفَاعَةِ وَخُرُوجِ مُرْتَكِبِ الْكَبِيرَةِ وَالرُّؤْيَةِ لَا يَصْلُحُ عُذْرًا ، لِوُضُوحِ الْأَدِلَّةِ مِنْ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ الصَّحِيحَةِ ، لَكِنْ لَا يَكْفُرُ ، إذْ تَمَسُّكُهُ بِالْقُرْآنِ أَوْ الْحَدِيثِ أَوْ الْعَقْلِ ، وَلِلنَّهْيِ عَنْ تَكْفِيرِ أَهْلِ الْقِبْلَةِ وَالْإِجْمَاعِ عَلَى قَبُولِ شَهَادَتِهِمْ وَلَا شَهَادَةَ لِكَافِرٍ عَلَى مُسْلِمٍ ، وَعَدَمُهُ فِي الْخَطَابِيَّةِ لَيْسَ لِكُفْرِهِمْ : أَيْ بَلْ لِتَدَيُّنِهِمْ شَهَادَةَ الزُّورِ لِمَنْ كَانَ عَلَى رَأْيِهِمْ أَوْ حَلَفَ أَنَّهُ مُحِقٌّ رد المحتار ج4 ص244

*******

يقول شيخ الإسلام رحمه الله:في ‏"‏ فتاواه ‏"‏ في بيان منهج أهل السنة ويتعرض لمسألة خطيرة طالما زلت فيها أقدام وضلت فيها أفهام، وصدرت فيها أوهام، ألا وهي مسألة تكفير المسلم ‏ وبيان موقف أهل السنة والجماعة من هذه المسألة، فيقول - رحمه الله - ‏:‏ ولا يجوز تكفير المسلم بذنب فعله ولا بخطأ أخطأ فيه، كالمسائل التي تنازع فيها أهل القبلة؛ فإن الله تعالى قال‏:‏ ‏{‏آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ‏}‏ ‏[‏البقرة‏]‏، وقد ثبت في الصحيح أن الله تعالى أجاب هذا الدعاء وغفر للمؤمنين خطأهم ‏‏.‏ والخوارج المارقون الذين أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بقتالهم ؛ قاتلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أحد الخلفاء الراشدين، واتفق على قتالهم أئمة الدين من الصحابة والتابعين من بعدهم ولم يكفرهم علي بن أبي طالب وسعد بن أبي وقاص وغيرهما من الصحابة، بل جعلوهم مسلمين مع قتالهم‏.‏ ولم يقاتلهم علي حتى سفكوا الدم الحرام، وأغاروا على أموال المسلمين فقاتلهم لدفع ظلمهم وبغيهم لا لأنهم كفار، ولهذا لم يَسْبِ حريمهم ولم يغنم أموالهم‏.‏

وإذا كان هؤلاء الذين ثبت ضلالهم بالنص والإجماع لم يكفروا مع أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقتالهم؛ فكيف بالطوائف المختلفين الذين اشتبه عليهم الحق في مسائل غلط فيها من هو أعلم منهم ‏؟‏ فلا يحل لأحد من هذه الطوائف أن تكفر الأخرى ولا تستحل دمها ومالها، وإن كانت فيها بدعة محققة؛ فكيف إذا كانت المكفّرة لها مبتدعة أيضاً ‏؟‏ وقد تكون بدعة هؤلاء أغلظ، والغالب أنهم جميعاً جهال بحقائق ما يختلفون فيه‏. "مقتبس من موضوع"


http://www.alweehdat.net/vb/showthread.php?t=26


**********

لا يجوز تكفير المسلم بذنب فعله ولا بخطأ أخطأ


لا يجوز تكفير المسلم بذنب فعله ولا بخطأ أخطأ فيه كالمسائل التي تنازع فيها أهل القبلة فإن الله تعالى قال { آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعناغفرانك ربنا وإليك المصير } وقد ثبت في الصحيح أن الله تعالى أجاب هذا الدعاء وغفر للمؤمنين خطأهم . والخوارج المارقون الذين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتالهم قاتلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أحد الخلفاء الراشدين . واتفق على قتالهم أئمة الدين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم . ولم يكفرهم علي بن أبي طالب وسعد بن أبي وقاص وغيرهما من الصحابة بل جعلوهم مسلمين مع قتالهم ولم يقاتلهم علي حتى سفكوا الدم الحرام وأغاروا على أموال المسلمين فقاتلهم لدفع ظلمهم وبغيهم لا لأنهم كفار . ولهذا لم يسب حريمهم ولم يغنم أموالهم .

وإذا كان هؤلاء الذين ثبت ضلالهم بالنص والإجماع لم يكفروا مع أمر الله ورسوله بقتالهم فكيف بالطوائف المختلفين الذين اشتبه عليهم الحق في مسائل غلط فيها من هو أعلم منهم ؟ فلا يحل لأحد من هذه الطوائف أن تكفر الأخرى ولا تستحل دمها ومالها وإن كانت فيها بدعة محققة فكيف إذا كانت المكفرة لها مبتدعة أيضا ؟ وقد تكون بدعة هؤلاء أغلظ والغالب أنهم جميعا جهال بحقائق ما يختلفون فيه .

والأصل أن دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم محرمة من بعضهم على بعض لا تحل إلا بإذن الله ورسوله . قال النبي صلى الله عليه وسلم لما خطبهم في حجة الوداع " { إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا } "

وقال " { كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه } "

. وقال { من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فهو المسلم له ذمة الله ورسوله } "

وقال { إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار قيل يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول ؟ قال : إنه أراد قتل صاحبه } "

وقال : { لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض } "

وقال{ إذا قال المسلم لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما } "وهذه الأحاديث كلها في الصحاح .

وإذا كان المسلم متأولا في القتال أو التكفير لم يكفر بذلك كما { قال عمر بن الخطاب لحاطب بن أبي بلتعة : يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنه قد شهد بدرا وما يدريك أن الله قد اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ؟ }
وهذا في الصحيحين .

وفيهما أيضا : من حديث الإفك : { أن أسيد بن الحضير . قال لسعد بن عبادة : إنك منافق تجادل عن المنافقين واختصم الفريقان فأصلح النبي صلى الله عليه وسلم بينهم } . فهؤلاء البدريون فيهم من قال لآخر منهم : إنك منافق ولم يكفر النبي صلى الله عليه وسلم لا هذا ولا هذا بل شهد للجميع بالجنة .

وكذلك ثبت في الصحيحين عن { أسامة بن زيد أنه قتل رجلا بعد ما قال لا إله إلا الله وعظم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك لما أخبره وقال يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله ؟ وكرر ذلك عليه حتى قال أسامة : تمنيت أني لم أكن أسلمت إلا يومئذ } . ومع هذا لم يوجب عليه قودا ولا دية ولا كفارة لأنه كان متأولا ظن جواز قتل ذلك القائل لظنه أنه قالها تعوذا .

فهكذا السلف قاتل بعضهم بعضا من أهل الجمل وصفين ونحوهم وكلهم مسلمون مؤمنون كما قال تعالى : { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين } فقد بين الله تعالى أنهم مع اقتتالهم وبغي بعضهم على بعض إخوة مؤمنون وأمر بالإصلاح بينهم بالعدل .

ولهذا كان السلف مع الاقتتال يوالي بعضهم بعضا موالاة الدين ، لا يعادون كمعاداة الكفار فيقبل بعضهم شهادة بعض ويأخذ بعضهم العلم عن بعض ويتوارثون ويتناكحون ويتعاملون بمعاملة المسلمين بعضهم مع بعض ، مع ما كان بينهم من القتال والتلاعن وغير ذلك . وقد ثبت في الصحيح أن { النبي صلى الله عليه وسلم سأل ربه أن لا يهلك أمته بسنة عامة فأعطاه ذلك وسأله أن لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم فأعطاه ذلك وسأله أن لا يجعل بأسهم بينهم فلم يعط ذلك } " وأخبر أن الله لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم يغلبهم كلهم حتى يكون بعضهم يقتل بعضا وبعضهم يسبي بعضا .

[COLOR=Red]وثبت في الصحيحين { لما نزل قوله تعالى { قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم } قال أعوذ بوجهك { أو من تحت أرجلكم } قال أعوذ بوجهك { أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض } قال هاتان أهون } " . هذا مع أن الله أمر بالجماعة والائتلاف ونهى عن البدعة والاختلاف وقال : { إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء } وقال النبي صلى الله عليه وسلم " { عليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة } " وقال : " { الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد } " وقال : " { الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم والذئب إنما يأخذ القاصية والنائية من الغنم } " .

فالواجب على المسلم إذا صار في مدينة من مدائن المسلمين أن يصلي معهم الجمعة والجماعة ويوالي المؤمنين ولا يعاديهم وإن رأى بعضهم ضالا أو غاويا وأمكن أن يهديه ويرشده فعل ذلك وإلا فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها وإذا كان قادرا على أن يولي في إمامة المسلمين الأفضل ولاه وإن قدر أن يمنع من يظهر البدع والفجور منعه . وإن لم يقدر على ذلك فالصلاة خلف الأعلم بكتاب الله وسنة نبيه الأسبق إلى طاعة الله ورسوله أفضل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : " { يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة . فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سنا } " . وإن كان في هجره لمظهر البدعة والفجور مصلحة راجحة هجره كما هجر النبي صلى الله عليه وسلم الثلاثة الذين خلفوا حتى تاب الله عليهم . وأما إذا ولى غيره بغير إذنه وليس في ترك الصلاة خلفه مصلحة شرعية كان تفويت هذه الجمعة والجماعة جهلا وضلالا وكان قد رد بدعة ببدعة . حتى إن المصلي الجمعة خلف الفاجر اختلف الناس في إعادته الصلاة وكرهها أكثرهم حتى قال أحمد بن حنبل في رواية عبدوس : من أعادها فهو مبتدع . وهذا أظهر القولين لأن الصحابة لم يكونوا يعيدون الصلاة إذا صلوا خلف أهل الفجور والبدع ولم يأمر الله تعالى قط أحدا إذا صلى كما أمر بحسب استطاعته أن يعيد الصلاة . ولهذا كان أصح قولي العلماء أن من صلى بحسب استطاعته أن لا يعيد حتى المتيمم لخشية البرد ومن عدم الماء والتراب إذا صلى بحسب حاله والمحبوس وذووا الأعذار النادرة والمعتادة والمتصلة والمنقطعة لا يجب على أحد منهم أن يعيد الصلاة إذا صلى الأولى بحسب استطاعته

وقد ثبت في الصحيح أن الصحابة صلوا بغير ماء ولا تيمم لما فقدت عائشة عقدها ولم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالإعادة بل أبلغ من ذلك أن من كان يترك الصلاة جهلا بوجوبها لم يأمره بالقضاء فعمرو وعمار لما أجنبا وعمرو لم يصل وعمار تمرغ كما تتمرغ الدابة لم يأمرهما بالقضاء وأبو ذر لما كان يجنب ولا يصلي لم يأمره بالقضاء والمستحاضة لما استحاضت حيضة شديدة منكرة منعتها الصلاة والصوم لم يأمرها بالقضاء .

والذين أكلوا في رمضان حتى يتبين لأحدهم الحبل الأبيض من الحبل الأسود لم يأمرهم بالقضاء وكانوا قد غلطوا في معنى الآية فظنوا أن قوله تعالى { حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر } هو الحبل فقال النبي صلى الله عليه وسلم " { إنما هو سواد الليل وبياض النهار } " ولم يأمرهم بالقضاء ، والمسيء في صلاته لم يأمره بإعادة ما تقدم من الصلوات والذين صلوا إلى بيت المقدس بمكة والحبشة وغيرهما بعد أن نسخت ( بالأمر بالصلاة إلى الكعبة وصاروا يصلون إلى الصخرة حتى بلغهم النسخ لم يأمرهم بإعادة ما صلوا وإن كان هؤلاء أعذر من غيرهم لتمسكهم بشرع منسوخ .



[SIZE=5]من كفر مسلم فهو والخوارج أهل نار



إن بدعة الخوارج كانت الطعن في الائمة والمجتهدين وتكفيرهم، فأبتدأ أمرهم ببدعة وانتهى بكفر وردة.
من حديث عليّ (رضي الله عنه) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يرمقون من الدين كما يرمق السهم من الرمية) متفق عليه.
فهؤلاء كفروا المسلمين، واستحلوا دماءهم وأموالهم ونساءهم، وزعموا أن كل ذنب من كبائر الذنوب فهو عندهم كفر يخرج من الملة، فوقعوا في فتنة التكفير، التي نها الاسلام عنها.
إذ ان المسلم والكافر حكمهما الى الله تعالى، فالذي يحكم بالكفر هو الله، والذي يحكم بالاسلام هو الله، فليس لاحد ان يكفر مسلما، وهو ليس بكافر في حكم الله.
قال تعالى: (إن الحكم الا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين) (الانعام) .
وقال تعالى: (أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون) المائدة.
عن ابن عمر (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اذا قال الرجللاخيه: يا كافر: فقد باء أحدهما، فإن كان كما قال والا رجعت عليه) متفق عليه.
وعن ابي ذر (رضي الله عنه) انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من دهعا رجلا بالكفر او قال: عدو الله، وليس كذلك الا حار عليه) متفق عليه.
لذا يجب أن ينزه الانسان لسانه وقلبه عن تكفير المسلمين لمجرد الهوى والظن والشبهة، فإن الحكم بالتكفير ليس للافراد، بل هو لله ورسوله، من كفره الله ورسوله فهو كافر، لان من ثبت ايمانه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك.
ومما ينقض التوحيد، هو تكفير اهلها وعدم تكفير من كفر به، واستحلال قتال أهله، فكانت القاعدة الشرعية: (من كفر مؤمنا فقد كفر، ومن لم يكفر الكافر فقد كفر، ومن شك في كفر الكافر فقد كفر).وانما كان تكفير المؤمن كفرا، لان فيه طعنا في الايمان نفسه، كما كان الشك في كفر الكافر او تصحيح مذهبه او عدم تكفيره، كفرا لانه تكذيب لله ورسوله.
وعلى هذا فان المخطئ في الاجتهاد السائغ بين العلماء، لا يؤثم ولا يكفر، سواء أكان الخطأ في المسائل العملية أو العقائدية.
قال تعالى: (وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما) (الاحزاب).
عن عمرو بن العاص (رضي الله عنه) أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (اذا حكم الحاكم فاجتهد فاصاب فله اجران، واذا حكم فاجتهد ثم اخطأ فله أجر ) متفق عليه.
قال ابن تيمية: (إن علماء المسلمين المتكلمين في الدنيا باجتهادهم، لا يجوز تكفير احدهم بمجرد خطأ اخطأه في كلامه.. فإن تسليط الجهال، على تكفير علماء المسلمين في اعظم المنكرات، وقد اتفق اهل السنة والجماعة على ان علماء المسلمين لا يجوز تكفيرهم بمجرد الخطأ المحض) مجموع الفتاوى (100/35).
وقال ايضا: ( من كان من المؤمنين مجتهدا في طلب الحق، واخطأ، فان الله يغفر له خطأه، كائنا ما كان، سواء كان في المسائل النظرية أو العملية. هذا الذي عليه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وجماهير ائمة المسلمين)مجموع الفتاوى (345/23).
فكان منهج أهل العلم أنهم يخطئون ولا يكفرون. ولا يعرف عن احد من الصحابة والتابعين لهم باحسان. ولا يعرف عن احد من ائمة المسلمين، انهم يكفرون المخطئ من العلماء.
أما أهل البدع، فأنهم يكفرون بعضهم بعضا، لانهم يبتدعون بدعة ويكفرون من خالفهم. (ابن تيمية: منهاج السنة 60/3 ).
ويلزم الحذر والاحتياط في تكفير المعينين، وذلك اذا تيقن بالدليل الشرعي القطعي، لا بالظن والهوى، ان فعلا معينا لا يحتمل تاويلا غير الكفر، جاز لأهل العلم فقط وصف ذلك الفعل بالكفر، واطلاق لفظ الكافر على من فعل ذلك الفعل، ولكن لا يجوز بأي حال أن نطلقه على شخص بعينه الابعد تحقيق شروط التكفير وانتفاء الموانع عنه، وذلك ببيان وتوضيح الامر الشرعي له، وإزالة كل الشبهات عنه، ثم يصر بعد ذلك على الفعل الكفر، حيث ذلك يجوز الحكم عليه بأنه كافر، ولكن هذا الحكم ليس متروكا لأحاد الناس، وانما هو من اختصاص قاض مسلم قادر على ابلاغ البينة واقامة الحجة لاصدار الحكم، وذلك لأن تعيين وصف الكفر لشخص بحد ذاته، يعني اصدار حكم شرعي، تترتب عليه امور شرعية تتعلق بالردة عن الاسلام.
قال تعالى: (ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والاخرة وأولئك اصحاب النار هم فيها خالدون) (البقرة).
عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من بدل دينه فاقتلوه) رواه البخاري.
قال ابن تيمية: (فليس لأحد أن يكفر أحدا من المسلمين، وان اخطأ وغلط، حتى تقام عليه الحجة وتبين له المحجة، ومن ثبت ايمانه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك، بل لا يزول الا عند اقامة الحجة وازالة الشبهة). مجموع الفتاوى (500/12).
وقال ايضا: (ان المقالة التي هي كفر بالكتاب والسنة والاجماع، يقال هي كفر قولا يطلق، كما دلت على ذلك الدلائل الشرعية، فان الايمان من الاحكام الكتلقاة عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ليس ذلك مما يحكم فيه الناس بظنونهم واهوائهم، ولا يجب أن يحكم في كل شخص قال ذلك بانه كافر، حتى يثبت في حقه شروط التكفير وتنتفي موانعه) مجموع الفتاوى (165/35).
فكان منهج اهل السنة والجماعة ان لا ينسبون اهل الاسلام للكفر، ولا يحكمون عليهم به، ولا يكفرونهم بذنب ما لم يستحلوه بعد اقامة الحجة وازالة الشبهة من قبل قاض مسلم أهلا لاصدار الحكم الشرعي، مع التثبت وعدم التسرع في التكفير. وقد صرح بعض السلف بذلك: (لو وجدت عند احد من المسلمين قولا او عملا، يكفر صاحبه من تسع وتسعين وجها، ويحتمل عدم التكفير من وجه واحد، لاخذت بهذا الاحتمال ولما كفرته).
فهذه دعوة صادقة ومخلصة لنتق الله حق تقاته في الاسلام وأهله.

عبد الله بوراي
10-28-2007, 10:21 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سرنى هذا التواصل وهذه الموضوعية في الحوار والتخاطب

والحق

الحق

إستفدتُ مما طُرح

وأتمنى أن يسير الحوار إن شاء الله على هذا النسق البديع

جزاكما الله خيراً

عبد الله

عبد الله بوراي
10-28-2007, 10:35 AM
هذا الكلام ياسيدتي لا غبار عليه

ولكن من مول القاعدة في بداياتها ودربها لمواجهة الإتحاد السوفياتي.؟

هذه واحدة

الثانية

وبدأت ترمين بسموم التشكيك حول تساؤلي

لي أقارب وللكثير من الذين في هذا المنتدى من قاتلوا مع الفرنسيين والأنجليزضد الألمان وماتوا فأين تصنيفينهم؟
أرجوك رأفة بأقاربي
قاتلوا مع الكفار وبرعاية من الكفار فأين تضعونهم؟
كان هذا الهدف من سؤالي.

بارك الله فيك يا صهيب

هذا والله الذى جال بخاطرى

فقد غزت إيطاليا بلدى وجندت ( أو سخرت) أجدادى للقتال في بقاع الأرض المختلفة تحت رايتها
مات منهم الكثير بعضهم كان مدفوعاً به لقتال المسلمين ( وهذا شىء يُدمى القلوب)
فما توصيف الشرع لهم.............؟ بحسب ما جاء في هذا الموضوع..؟

لي رجاء أخوى أتمناه على أختنا في الله (حفصة)
أن تترفق
وتُحسن
أحسن الله إليها

عبد الله

حفصة
10-28-2007, 12:02 PM
بارك الله فيك يا صهيب

هذا والله الذى جال بخاطرى

فقد غزت إيطاليا بلدى وجندت ( أو سخرت) أجدادى للقتال في بقاع الأرض المختلفة تحت رايتها
مات منهم الكثير بعضهم كان مدفوعاً به لقتال المسلمين ( وهذا شىء يُدمى القلوب)
فما توصيف الشرع لهم.............؟ بحسب ما جاء في هذا الموضوع..؟

لي رجاء أخوى أتمناه على أختنا في الله (حفصة)
أن تترفق
وتُحسن
أحسن الله إليها

عبد الله



أخي عبدالله لست أنا من يفتي

هذه اقوال علماء

وأنا ناقلة لها فقط

ولك ان تاخذ بها

او بغيرها من أقوال علماء آخرين

ومختصر ما سألت عنه هو

في معرفة المكره عليه: فإن الإكراه – إذا صح – فإنما يرخص للمكرَه أن يتكلم بالكفر ونحو ذلك مما ليس فيه إضرار بغيره


وأما إذا كان الإكراه في قتل الغير فلا يجوز بالإجماع; لأنه ليس له أن يستبقي نفسه بقتل غيره.


قال ابن العربي رحمه الله (أحكام القرآن) 1/525: ”قوله تعالى: (وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً) (النساء: من الآية30): دليل على أن فعل الناسي والخاطئ والمكره لا يدخل في ذلك; لأن هذه الأفعال لا تتصف بالعدوان والظلم


إلا فرع واحد منها وهو المكره على القتل، فإن فعله يتصف إجماعا بالعدوان; فلا جرم يقتل عندنا بمن قتله، ولا ينتصب الإكراه عذراً“.

وقال النووي رحمه الله (شرح مسلم 18/16، 17): ”وأما القتل فلا يباح بالإكراه

بل يأثم المكره على المأمور به بالإجماع، وقد نقل القاضي وغيره فيه الإجماع“.

وقال ابن رجب رحمه الله (جامع العلوم والحكم 2/371): ”واتفق العلماء على أنه لو أكره على قتل معصوم لم يبح له أن يقتله، فإنه إنما يقتله باختياره افتداءً لنفسه من القتل، هذا إجماع من العلماء المعتد بهم“.


وقد حصل نحو هذا في وقت شيخ الإسلام رحمه الله تعالى، حيث ادعى بعض من أعان التتار على المسلمين الإكراه،

فذكر شيخ الإسلام أن الإكراه لا يبيح لهم فعل هذا، فقال رحمه الله (مجموع الفتاوى 28/539): ”المقصود أنه إذا كان المكره على القتال في الفتنة ليس له أن يقاتل، بل عليه إفساد سلاحه، وأن يصبر حتى يقتل مظلوماً، فكيف بالمكره على قتال المسلمين مع الطائفة الخارجة عن شرائع الإسلام: كمانعي الزكاة، والمرتدين، ونحوهم ؟

فلا ريب أن هذا يجب عليه إذا أكره على الحضور أن لا يقاتل وإن قتله المسلمون، كما لو أكرهه الكفار على حضور صفهم ليقاتل المسلمين
وكما لو أكره رجل رجلاً على قتل مسلم معصوم فإنه لا يجوز له قتله باتفاق المسلمين وإن أكرهه بالقتل فإنه ليس حفظ نفسه بقتل ذلك المعصوم أولى من العكس، فليس له أن يظلم غيره فيقتله، لئلا يقتل هو“.

حفصة
10-28-2007, 12:10 PM
هذا الكلام ياسيدتي لا غبار عليه

ولكن من مول القاعدة في بداياتها ودربها لمواجهة الإتحاد السوفياتي.؟

هذه واحدة

الثانية

وبدأت ترمين بسموم التشكيك حول تساؤلي

لي أقارب وللكثير من الذين في هذا المنتدى من قاتلوا مع الفرنسيين والأنجليزضد الألمان وماتوا فأين تصنيفينهم؟
أرجوك رأفة بأقاربي
قاتلوا مع الكفار وبرعاية من الكفار فأين تضعونهم؟
كان هذا الهدف من سؤالي.




أما انت ونظام الخلاط العجيب .. والفهم المقلوب ..فالكلام معك مضيعة للوقت !

إبحث عن مسألتك بنفسك في النت

صهيب
10-28-2007, 12:54 PM
أما انت ونظام الخلاط العجيب .. والفهم المقلوب ..فالكلام معك مضيعة للوقت !

إبحث عن مسألتك بنفسك في النت



نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين.
يا حسرتى على زمن ندعيه ولا نحمل منه شيئا

ومن قال لكِ أنني استفتي وإنما أطرح تساؤلات لكل ذي بصيرة

سيد عبدالله راح فيها آجدادنا

زمن الإفتاء الأعور

صهيب
10-28-2007, 01:08 PM
سبحان الله العظيم القادر على ان يخرج الحي من الميت

إنه على كل شيء قدير

عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا

الظاهر أن سنة الحياة أن يظهر الخوارج كلما أصيبت الأمة بالوهن ليكملوا على ما بقي منها

حفصة
10-28-2007, 06:42 PM
سبحان الله العظيم القادر على ان يخرج الحي من الميت

إنه على كل شيء قدير

عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا

الظاهر أن سنة الحياة أن يظهر الخوارج كلما أصيبت الأمة بالوهن ليكملوا على ما بقي منها


يا بتاع عموووررررة

وحليمة وفاطمة

والخلاط

وجحا وحماره

سبق وقلت لك مثلك لا يُجَادَل

فالجدال معه مضيعة للوقت

صهيب
10-28-2007, 06:54 PM
يا بتاع عموووررررة

وحليمة وفاطمة

والخلاط

وجحا وحماره

سبق وقلت لك مثلك لا يُجَادَل

فالجدال معه مضيعة للوقت



نعم النساء نساء الأنصار............

في بعض أضيف نشاطا آخر بالإضافة إلى ما قلت : اطرد الغربان عندما تحوم قريبا من العمار حتى تعود للكهوف من

حيث جاءت.

الناس يتطيرون منها رغم ان التطير حرام

حفصة
10-28-2007, 08:40 PM
نعم النساء نساء الأنصار............

في بعض أضيف نشاطا آخر بالإضافة إلى ما قلت : اطرد الغربان عندما تحوم قريبا من العمار حتى تعود للكهوف من

حيث جاءت.

الناس يتطيرون منها رغم ان التطير حرام


وبئس الرجال المجادلين عن عساكر الطواغيت

مرة تتهمنا بالتكفريين

ومرة بالخوارج

إردح كما تشاء

لن تكون سوى رافع لمواضيعي

فقد أضفتك إلى قائمة التجاهل


لن أرى شيئا مما تكتبه من القيء إفرازات الخلاط العجيب تربية عمورة





صهيبرد: كشف شبهات المجادلين عن عساكر الشرك وأنصار القوانين / الشبهة الثانية؛ أنهم يقولون لا إله إلا الله
هذا العضو في قائمة التجاهل الخاصة بك.

حفصة
10-28-2007, 08:46 PM
صهيبرد: ما حكم المسلم الذي ينضوي تحت لواء جيش الكفار ؟
هذا العضو في قائمة التجاهل الخاصة بك.

حفصة
10-28-2007, 08:47 PM
صهيبرد: كشف شبهات المجادلين عن عساكر الشرك وأنصار القوانين / الشبهة الرابعة؛ من كفر مسلماً فقد كفر
هذا العضو في قائمة التجاهل الخاصة بك.

حفصة
10-28-2007, 08:49 PM
صهيبرد: كشف شبهات المجادلين عن عساكر الشرك وأنصار القوانين/ الشبهة الثالثة؛ أنهم يصلون ويصومون
هذا العضو في قائمة التجاهل الخاصة بك.

صهيب
10-29-2007, 05:36 AM
حزنا على الزمن الأغبر

تقول القائلة:


لن تكون سوى رافع لمواضيعي

وأقول : هل لك مواضيع؟

لست إلا آلة قص ولصق ولست إلا عربة نقل بلا أجرة.

ينقل الإنسان شيئا على الأقل يرجو به أجرا من الله فماذا تنتظرين يا عربة الفتنة؟

ما كذب الدكتور : محمد بن عبدالله المسفر عندما اعتبركم مختلي المدارك العقلية الذين لا مكان لهم إلا في المارستانات.

أنا لا أدافع عن أي نظام

كلهم شر .

ولكن أرفض منطق الجهل والخوارج

الحكام دونكم وإياهم وإلى الجحيم .

ولكن موقفي وسيظل : الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة التي شطبتموها من القرآن

ومن أنت حتى اهتم بك إن تجاهلتني أم لا ؟

وتأكدي أني لا أرد عليك وإنما أظهر العيوب وحور العقول المريضة حتى لا يغرر بالغافل.

إليك قوله:

http://img513.imageshack.us/img513/2953/almeserbb8.jpg

أي مستشفى ستختارين؟

صهيب
10-29-2007, 05:37 AM
صهيبرد: ما حكم المسلم الذي ينضوي تحت لواء جيش الكفار ؟
هذا العضو في قائمة التجاهل الخاصة بك.


http://img513.imageshack.us/img513/2953/almeserbb8.jpg

صهيب
10-29-2007, 05:38 AM
صهيبرد: كشف شبهات المجادلين عن عساكر الشرك وأنصار القوانين/ الشبهة الثالثة؛ أنهم يصلون ويصومون
هذا العضو في قائمة التجاهل الخاصة بك.


http://img513.imageshack.us/img513/2953/almeserbb8.jpg

صهيب
10-29-2007, 05:39 AM
صهيبرد: كشف شبهات المجادلين عن عساكر الشرك وأنصار القوانين / الشبهة الرابعة؛ من كفر مسلماً فقد كفر
هذا العضو في قائمة التجاهل الخاصة بك.


http://img513.imageshack.us/img513/2953/almeserbb8.jpg

مقاوم
10-29-2007, 05:57 AM
ولكن موقفي وسيظل : الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة


نكتة الموسم!!

صهيب
10-29-2007, 06:02 AM
نكتة الموسم!!




هل تجد نفسك هنا؟

http://img513.imageshack.us/img513/2953/almeserbb8.jpg

طرابلسي
10-29-2007, 06:04 AM
نكتة الموسم!!



:)


تسجيل حضور :)

مقاوم
10-29-2007, 06:12 AM
:)


تسجيل حضور :)

الحمد لله على سلامتك!!
لعلك تشعر بتحسن في آلام الكتف!!

طرابلسي
10-29-2007, 06:28 AM
الحمد لله
قد يكون مفيد
لكن يحتاج لتكرار وهذه مشكلة بحد ذاتها

أذكر كنت أذهب للصيد في العريضة وكان لدينا نبع ماء كبريتية بس جف أو حدا سرقه
مرة صعدت على القسطل يللي ينزل الماء وأردت القفز فزحط ونزلت على رأسي بصقت دما لأشهر ثم انقطع :)
يعني إذا قلتم هيدا واحد واقع على راسو ما بتغلطوا :)

عمرو
10-29-2007, 06:32 AM
الرجاء عدم استعمال هذه اللغة في التخاطب...

المشرف العام

مقاوم
10-29-2007, 06:35 AM
يعني إذا قلتم هيدا واحد واقع على راسو ما بتغلطوا


هداك الله!!

هيدي رح يطنطن فيها صهيب هلأ :)

خالد بن الوليد
10-29-2007, 06:35 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



اخواني الاعزاء الافاضل :
ان مايحز في النفس هو هذا التصادم الرهيب بينكم وكأنكم لستم اخوه في الله

هذا التشنج بطبيعة الحال يعود الى التعصب الجنوني للاّراء مع علمكم ان كل يأخذ منه ويرد الا حبيبنا وحبيبكم المصطفى عليه وعلى اله الصلاة والسلام

فما بالكم ايها الاخوه تتقاذفون بعضكم بالالفاظ ؟

هل هكذا علمنا الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام ؟

انكم اخوه في الله , اخوه في الدين , اخوه في الايمان ولستم اعداء حتى يرمي بعضكم الاخر
وكأن الشخص منا يريد ان يسجل نقاط ضد الاخر ؟؟



ان الكل ساهم في هذا التشنج ولا استثني احد

لذا ادعوكم بإسم رابط الايمان والعقيده ان تستغفروا وتتوبوا وتتقوا الله في امتكم التي شبعت تشرذماً
وتفككاً !!

هل نحن بحاجه لمزيد من العداوه والكره بيننا ؟؟؟


هل كوني سلفي ابغض الاخواني لانني اعتبره على منهج خطأ ؟؟؟
والعكس ؟؟؟

الاخواني والسلفي كلهم مؤمنين سلفيين يتبعون هذه العقيده وهذه الشريعه المحمديه




ختاما : صلوا على الحبيب

( عليه الصلاة والسلام )

مقاوم
10-29-2007, 06:42 AM
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم
وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد


اللهم اهدنا إلى ما اختلف فيه من الحق!!
اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى!!

nawwar
10-29-2007, 06:43 AM
وكما قلنا من قبل فإنّ أتْباع مُسيلَمة الكذّاب كانوا يقولون "لا إله إلا الله" ويصلّون ويصومون ويشهدون أنّ محمداً رسول الله، لكن أشركوا معه رجلاً بالرسالة فكفروا وحلّت دماءهم وأموالهم ولم تنفعهم لا إله إلا الله بمجرد أن أشركوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم رجلاً من عشيرتهم في النبوة والرسالة... فكيف بمن أشرك مع الله ملكاً أو أميراً أو رئيساً أو عالماً بالعبادة؛ فصرف له أي نوع من أنواع العبادة سواءً سجود أو ركوع أو تشريع كما هو حاصل في شرك هؤلاء القوم؟!

".
سلمت يداكِ
أما إن هذه لتكفي........

nawwar
10-29-2007, 06:54 AM
سبحان الله العظيم القادر على ان يخرج الحي من الميت

إنه على كل شيء قدير

عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا

الظاهر أن سنة الحياة أن يظهر الخوارج كلما أصيبت الأمة بالوهن ليكملوا على ما بقي منها
هل حقاً أنت من كتب هذا.........
سنحسن الظن........
ولكن هل حقاً تستعين بالخوارج للقضاء على بعض المسلمين....
وهل الخوارج مصدر قوة للدين؟؟؟؟؟؟؟؟(إذ تقول كلما أصيبت الأمة بالوهن)
وانتبه إلى كلمة (ليكملوا) هل المسلمين خرفان ولا حشيش نابت يجب اجتزازه...
حقا علينا أن نزعل.......
يعني لتغالط فئة من الناس تقع في المحظور......
هدانا الله وإياك إلى الصراط المستقيم......

عذرا إذا فهمت خطأ .....ولكن صحّح لي ......
أريد أن أفهم.......

صهيب
10-29-2007, 07:17 AM
سلمت رأسك يا طرابلسي

نحن لا نريد الشر لأحد ولكن ندعو إلى الحق دون تعصب أعمى او تهكم

اقرأ سورة الحجرات إذا نسيت

لا أنتسب إلى أي تنظيم ولست بالإمعة

وفي كل تنظيم أخطاء ولكن السؤال: هل الإصلاح بالتكفير والتشنيع أم بطيب الكلمة

وأين صبر أيوب.

ما يحزن أنكم تدعون الإلتزام المطلق بالشريعة في حين التصرفات ابعد ما يمكن.

أجد نفسي وأنا أرد وكأني إلى صف الحكام ومن والاهم وهذه لن تكون ما دمت حيا ويشهد ربي وحده على ذلك

وأنت تحكم على الناس بجهل : وهل تعرف من انا وما الذي تعرضت اليه لتتهم

بقي ردا على تعليقك ومن حقي اقول

يتفق علماء النفس على امر يسمونه: الإسقاط "INTROSPECTION"

اوضح للإخوة الذين قد يجهلون المعنى

حكمي على الناس لا يكون بمعايير موضوعية وإنما ذاتية فأرى فيهم نفسي وربما مساوئي.وهذا هو الإسقاط

واقول لي حلم:

لو واجهتم العدو الحقيقي وتركتم الباقي إلى حين

والأعداء كثر
1 - اليهود والغرب
2 اصحاب السلطان ومن والاهم
3 - الجهل وضعف العقيدة: ولن يسمعكم أحد إذا تشددتم

قلت هو حلم ومستحيل ان تقبلوا به وبذلك يصبح في منطق التخريف

قال الله تعالى: وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ

هل قذف الناس بالنفاق او الزندقة أو اي صفة كانت مخالف لحكم هذه الآية ام لا؟
لا جواب عندي

اترك الجواب لكل ذي بصيرة

عبد الله بوراي
10-29-2007, 09:38 AM
لاحول ولا قوة إلا بالله

مقاوم
10-29-2007, 10:08 AM
هل قذف الناس بالنفاق او الزندقة أو اي صفة كانت مخالف لحكم هذه الآية ام لا؟
لا جواب عندي



كنت قد هممت بإجابتك لكنك يا أخي مغرم بالجدل ولا أطنك تقرأ ردودنا إلا لتسقط
ما يمكنك أن ترد به علينا دون تحر للحق أو استعداد لقبوله فارأف بنفسك وبنا ودعك من
هذه الخصلة السيئة.

طرابلسي
10-29-2007, 10:31 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



اخواني الاعزاء الافاضل :
ان مايحز في النفس هو هذا التصادم الرهيب بينكم وكأنكم لستم اخوه في الله

هذا التشنج بطبيعة الحال يعود الى التعصب الجنوني للاّراء مع علمكم ان كل يأخذ منه ويرد الا حبيبنا وحبيبكم المصطفى عليه وعلى اله الصلاة والسلام

فما بالكم ايها الاخوه تتقاذفون بعضكم بالالفاظ ؟

هل هكذا علمنا الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام ؟

انكم اخوه في الله , اخوه في الدين , اخوه في الايمان ولستم اعداء حتى يرمي بعضكم الاخر
وكأن الشخص منا يريد ان يسجل نقاط ضد الاخر ؟؟



ان الكل ساهم في هذا التشنج ولا استثني احد

لذا ادعوكم بإسم رابط الايمان والعقيده ان تستغفروا وتتوبوا وتتقوا الله في امتكم التي شبعت تشرذماً
وتفككاً !!

هل نحن بحاجه لمزيد من العداوه والكره بيننا ؟؟؟


هل كوني سلفي ابغض الاخواني لانني اعتبره على منهج خطأ ؟؟؟
والعكس ؟؟؟

الاخواني والسلفي كلهم مؤمنين سلفيين يتبعون هذه العقيده وهذه الشريعه المحمديه




ختاما : صلوا على الحبيب

( عليه الصلاة والسلام )


يا أخي الكريم بداية انا أصلي على النبي وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد
كلامك هذا جميل ولكن لا ينطبق على واقع المنتديات فإذا كنت مبتدئا في المواقع فلك عذرك وإن لا تعلم فانا أعلمك
نحن نتكلم خلف هذا الجهاز مع مجاهليل لا تعرف عنهم شيئا سوى ما خطته يداهم فترد على الموجود امامك وتحكم من خلاله بخلاف المعرفة الشخصية بين البعض فهذا يندرج كلامك حوله
لعلك لا تعرف وكم حصل هذا معي
لعلك لا تعرف مرة تكلم إنسانا رائعا فيطلع مخبرا بمدينة الملك عبد العزيز التقنية :)
ومرة تكلم رجلا فهمانا ويطلع نصارنيا حاقدا
ومرة تكلم طالب علم فيطلع طالبة علم !!!
وقس على ذلك الكثير الكثير ولو ذكرت لك كل ما أعرفه لوقف شعر رأسك
واخبرك بقصة لا تستغربها كنت مشرفا بموقع السلفيون لسنوات دخل معي مشرف آخر بدأت أساعده وأعلمه ووووو وبعدة أكثر من سنة على المسنجر معياعترف أنه إمرأة :!!!!
وكانت نِعم المرأة تلك فعلا بعلمها وتقواها وورعها ولكنها في البداية خافت من مجاهيل النت وطبعا هذا لا يقدح بعدالتها عندي

الخلاصة يرد عليك بما كتبت ويرد على غيرك بنفس الطريقة طالما نحن جميعا مجاهيل خلف النت
فلسنا امعات ولا مساطيل حتى نصدق ونقبل اخوة من هو مجهول الهوية لدي
نحن المؤمنون إخوة أصبح علينا معرفة صفات المؤمنين ومن ثم نقسها على الطرف الآخر حتى نلتزم معه باخوة الإسلام
والأصل يرد على ما خطته يدك أو يدي او يده
ثم مسألة أخرى وهي مهمة أرجو من الجميع أن يحكموا الشرع قبل العاطفة فلا نجاة لنا إلى بهما كتاب الله وسنة المصطفى بفهم سلف أمتنا
والله من وراء القصد

-----------------------------------

أخي مقاوم
حتى تشوف أني لا اخفي شيئا :) ولا أحسن التلون أو النفاق أعور أعور بعينك :) واقع على راسي :)
الآن حين يقرأ أحدهم هذه الجملة يعتقد أنني أعنيك بأعور بعينك لعدم معرفته أنها لغة عندنا متعارف على و تعني قول كلمة الحق ولو كانت جارحة ولا تعني الشخص المواجه بهذا الكلام ...

شفت أديش لهجتنا بتحتمل معاني من شان هيك استغربت الأخت منال من بعض ألفظانا

صهيب
10-29-2007, 12:14 PM
هل حقاً أنت من كتب هذا.........
سنحسن الظن........
ولكن هل حقاً تستعين بالخوارج للقضاء على بعض المسلمين....
وهل الخوارج مصدر قوة للدين؟؟؟؟؟؟؟؟(إذ تقول كلما أصيبت الأمة بالوهن)
وانتبه إلى كلمة (ليكملوا) هل المسلمين خرفان ولا حشيش نابت يجب اجتزازه...
حقا علينا أن نزعل.......
يعني لتغالط فئة من الناس تقع في المحظور......
هدانا الله وإياك إلى الصراط المستقيم......

عذرا إذا فهمت خطأ .....ولكن صحّح لي ......
أريد أن أفهم.......

آسف فهمت فهما بعيدا.


لأقرب لك عنيت بالخوارج من يزرعون الفتنة والشقاق

صهيب
10-29-2007, 12:19 PM
كنت قد هممت بإجابتك لكنك يا أخي مغرم بالجدل ولا أطنك تقرأ ردودنا إلا لتسقط
ما يمكنك أن ترد به علينا دون تحر للحق أو استعداد لقبوله فارأف بنفسك وبنا ودعك من
هذه الخصلة السيئة.
اسقاط آخر


قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين .لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين
الحق من نظركم ليس ضرورة أن يكون حق
صنفني فالتصنيف عندكم بضاعة

هنا الحقيقه
10-29-2007, 01:30 PM
بارك الله بك اخت حفصة


واضحك الله سنك اخي طرابلس

على هذه الجملة
وكان لدينا نبع ماء كبريتية بس جف أو حدا سرقه

صهيب
10-29-2007, 04:22 PM
وافق شن .........