تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : Assia bent Mouza7em



بشرى
05-22-2003, 06:16 PM
آسية امرأة فرعون رضي الله عنها

نسبها:
هي آسية بنت مزاحم بن عبيد الديان بن الوليد الذي كان فرعون مصر في زمن يوسف -عليه الصلاة السلام- وقيل إنها كانت من بني إسرائيل من سبط موسى- عليه الصلاة السلام- وقيل بل كانت عمته.

حياتها:
كانت تعيش في أعظم القصور وأفخمها إذ كان قصرها مليئاً بالجواري والعبيد والخدم؛ أي أنها كانت تعيش حياة مترفة منعمة، كيف لا وهي زوجة فرعون الذي طغى واستكبر في زمانه وادعى الألوهية، وقال: "أنا ربكم الأعلى"، وأمر عبيده بأن يعبدوه ويقدسوه هو لا أحد سواه، وأن ينادوه بفرعون الإله.

وما إن يذكر اسم آسية امرأة فرعون حتى يقترن معها قصة سيدنا موسى -عليه السلام- وموقفها عندما رأته في التابوت، فقد كان لوجهه المنير الذي تشع منه البراءة أثر كبير في نفسها، فهي من أقنع الفرعون بالاحتفاظ به، وتربيته كابن لهما، في البداية لم يقتنع بكلامها ولكن إصرار آسية جعله يوافقها الرأي وعاش موسى -عليه السلام- معهما وأحبته آسية حب الأم لولدها.

وعندما دعا موسى -عليه السلام- إلى توحيد الله تعالى آمنت به وصدقته، ولكنها في البداية أخفت ذلك خشية فرعون، وما لبثت حتى أشهرت إسلامها واتباعها لدين موسى -عليه السلام-، وجن جنون الفرعون لسماعه هذا الأمر المروع بالنسبة له، وحاول عبثاً ردها عن إسلامها وأن تعود كما كانت في السابق، فتارة يحاول إقناعها بعدم مصداقية ما يدعو له موسى -عليه السلام- وتارة يرهبها بما قد يحل بها من جراء اتباعها لموسى -عليه السلام- ولكنها كانت ثابتة على الحق ولم يزحزحها فرعون في دينها وإيمانها مقدار ذرة.

سأل فرعون الناس عن رأيهم في مولاتهم آسية بنت مزاحم فأثنوا عليها كثيراً، وقالوا: إنه لا مثيل لها في هذا العالم الواسع، وما إن أخبرهم بأنها اتبعت دين موسى -عليه السلام- حتى طلبوا منه بأن يقتلها، فما كان عقابها من الفرعون إلا أن ربط يديها ورجليها بأربعة أوتاد وألقاها في الشمس، حيث الحر وأشعة الشمس الحارقة ووضعوا صخرة كبيرة على ظهرها.

فمن كان يصدق بأن الملكة التي كانت تعيش في أجمل القصور بين الخدم والحشم هي الآن مربوطة بالأوتاد تحت أشعة الشمس الكاوية؟ ومن الذي جعلها تؤثر هذا العذاب الشديد، وتترك الدعة والراحة والظل الظليل؟ وما الشيء الذي جعل آسية تصبر على ما حل بها من ضنك وشدة؟ إنه الإيمان إذا وقر في القلب، ولامست روحه الجوارح، هانت أمامه كل هموم الدنيا، واشتاقت الروح إلى الجنان، طمعاً بلقاء الله -عز وجل- والقرب من عظيم رحمته، فهو سبحانه لا يضيع أ جر الصابرين.

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحب لقاء الله، أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله، كره الله لقاءه".
قبل أن تزهق روحها الطاهرة وإحساسها بدنو أجلها دعت المولى عز وجل بأن يتقبلها في فسيح جناته، وأن يبني لها بيتاً في الجنة. يقول سبحانه وتعالى: "وضرب الله مثلا للذين ءامنوا امرأة فرعون إذقالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين" [التحريم 11].

ومن ملاحظتنا للآية السابقة فقد قدمت (عندك) على (في الجنة) ولهذا سر عظيم، ألا وهو (أنها طلبت القرب من رحمة الله والبعد من عذاب أعدائه ثم بينت مكان القرب بقولهم: "في الجنة" أو أرادت ارتفاع الدرجة في الجنة، وأن تكون جنتها من الجنان التي هي أقرب إلى العرش، وهي جنات المأوى والفردوس الأعلى، فعبرت عن القرب إلى العرش بقولها: "عندك" أنت يا رب وليس عند أحد سواك.

تلك هي آسية، فما أعظمها من امرأة وكم يفتقر مجتمعنا لمثل تلك الشخصيات العظيمة لتكون قدوة في الثبات على الدين العظيم والمنهج القويم الذي ارتضاه لنا رب العالمين.

أجرها وثوابها وفضلها:
كان لآسية ما تمنت فقد بني لها عنده بيتاً في الجنة،( واستحقت أن يضعها الرسول -صلى الله عليه وسلم- مع النساء اللاتي كملن، وذلك عندما قال: "كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون، ومريم بنت عمران، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام").
وروي عن ابن عباس قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطوط أربع في الأرض وقال أتدرون ما هذا؟ قلنا الله ورسوله أعلم. فقال -صلى الله عليه وسلم-: أفضل نساء الجنة أربع خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون. كما روي أنها ومريم بنت عمران ستكونان من أزواج الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الجنة.

فنسأل الله عز وجل بأن يتقبلنا جميعا في فسيح جناته وأن يمنحنا فرصة الشهادة مثل هذه الشخصية العظيمة وغيرها الكثير ممن قرأنا عنهم أو حتى سمعنا عنهم.